|
Re: مرتزقة لتوفير الامن في دارفور !! (Re: Faisal Al Zubeir)
|
* خبر اليوم.. شركة «بلاك ووتر» الاميركية قدمت عرضاً ممتازاً - للادارة الاميركية وحلف الناتو- لحفظ السلام في إقليم دارفور.. والشركة الاميركية الخاصة حشت في ثنايا عرضها امتيازاته، ومنها أن تكلفتها أقل من تكلفة قوات الناتو.. وأن لها تجارب ثرة في العراق..!! وأنها تستخدم مقاتلين متقاعدين مشهود لهم بالكفاءة العالية والخبرة الطويلة الممتازة في صفوف القوات الخاصة..!! * الشركة بعد أن قدمت عرضها تنتظر الرد الآن.. وكما قلنا سابقاً إنها لا تنتظر رداً من حكومتنا.. ولا من حزبنا الحاكم.. ولا من شريكته.. ولا من قواتنا المسلحة.. ولا من الحركات المتمردة أيضاً.. لأن كل هذه الأشياء السودانية لا تملك حق قبول أو رفض الطلب.. كما أن سيادتنا الوطنية غير مقيدة أو مكلفة أو معترف بها لقبول أقل أو أي عطاء في مزاد حفظ السلام بإقليم دارفور..!! * الجديد في الخبر.. لأول مرة نعلم بأن قضايا السودان وأحزان شعبه تجد حظها من الدراسة والاهتمام في دهاليز الشركات الغربية الخاصة.. وكنا نظن بأنها قضايا وأحزان تخص الأنظمة والحكومات والمنظمات الاجنبية فقط..!! * ولكن خبر شركة «بلاك ووتر» يفتح أبواب خيالنا واسعة لنتوقع أخباراً أخرى ذات صلة بإقليم دارفور وكل أقاليم السودان المنكوبة أمام عجز الحكومة والحركات والمعارضة في التوصل الى حلول جذرية لمعالجة قضاياها السياسية والانسانية والأمنية..!! * لن يدهشنا خبر آخر ولو جاء مفاده بأن شركة هولندية تعمل في مجال الألبان تقدمت بعرض ممتاز للاتحاد الأفريقي لادارة السلطة والثروة بالاقليم الشرقي لمدة خمسين عاماً قابلة للتجديد، بموافقة الطرفين.. وليس بالضرورة موافقة طاهر إيلا وعبد الله كنة أو حزبيهما..!! * وقد تتقدم شركة أخرى سويسرية تعمل في مجال صناعة الملابس الداخلية بعرض مغرٍ لادارة دفة السلطة والثروة بالاقليم الشمالي، مع الالتزام بإنهاء أزمة المناصير في فترة زمنية لا تتجاوز العام، وفق العرض المبرم مع يان برونك.. وليس بالضرورة أن يكون غلام الدين عثمان أو أسامة عبد الله شهوداً عليه..!! * ولن نندهش لو تطور مجال «الاستثمار السيادي» في السودان وبلغ درجة أن تتقدم إحدى الشركات الايطالية المتخصصة في صناعة الأحذية بعرض جيد للأمم المتحدة يتضمن كيفية ادارة الملفات القومية في البرلمان ومجلس الوزراء، بحيث لا يتشاكس فيها الشركاء ولا يختلفون حول عائدات النفط ودستور العاصمة وسحب القوات وآبار أبيي.. و.. و.. وغيرها من الصراعات التي أصابت نصف الشعب السوداني بالصداع النصفي.. والنصف الآخر بالصرعة والجنون..!! * وهكذا.. كلما فشلنا في إدارة أزماتنا المحلية ستأتي لنا الأقدار بالمزيد من عروض الذل ومبادرات الإهانة ومقترحات الهوان.. يُراد بها مسح ماضينا وكسر حاضرنا وتركيع مستقبلنا.. !! * لن نعاتب أصحاب المبادرات والعروض والمقترحات المذلة، لأنهم لا يفعلون ذلك الا بعد أن يكتشفوا عجز ولاة أمر حكومتنا وحركاتنا ومعارضتنا، عن حل أزماتنا..!! * وما يحدث من مزايدات ومماطلات في الجبهات الثلاث - الحكومة، المعارضة والتمرد- يغري كل من هبَّ ودبَّ بأن يفكر لا في شراء الوطن.. بل في نزع السيادة الوطنية من روح شعبه، كما ينزع مغتصباً عفة امرأة مؤمنة في ليلة غاب فيها المعتصم أو ماتت إرادته وشهامته..!! * ومرحباً بتلك الشركة الاميركية لحفظ السلام بدارفور.. فإن مديرها مهما بلغت به القسوة، لن يكون أقل رحمة على أهل دارفور من مجذوب الخليفة ومني أركو وخليل ابراهيم..!! * ومرحباً بكل الشركات الغربية للاستثمار في «السيادة السودانية».. لأن رؤساء مجالس إداراتها لن يكونوا أقل وطنية من حكم السادة.. وحركات القادة.. ومعارضة الزعماء..!!
| |
|
|
|
|