حينما كان الاستعمار جاثما على صدور السودانيين ، كانت الحركات الثورية تعمل بهمة ونشاط حتى تحقق الاستقلال وبعد الاستقلال سرعان ما ردد الناس عبارة "يا حليل الاستعمار" وبعد أول حكومة وطنية سلمت مقاليد الحكم للعسكر فجاء عبود بعسكره ليكبل الحريات فسرعان ما قامت ثورة أكتوبر وأيام ديمقراطيتها التى وأدت الديمقراطية كان الناس يهللون لعبود ويهتفون هتافهم الشهير " ضيعناك وضعنا وراك" ولم يدم الحال إذ جاء النميرى فاستقبل بالهتافات والأهازيج زهدا فى ديمقراطية منقوصة ولكن مل الناس من مراكز القوى فكانت الانتفاضة ( وليست الانتفاخة كما كان يقول صديقي حسين خوجلى ) التى أتت بفترة ديمقراطية أخرى زكمت الأنوف رائحة فسادها حتى أصبح سفير دولة ما يتبجح بأنه من يعين الوزراء فى حكومة السودان وحتى أصبح مجلس الوزراء يحل ويعاد تكوينه لإبعاد وزير نظيف لا يتعاطى مع لغة الأرقام .... وجاء العسكر ثانية .. وعاد الجميع للنواح ثانية على أيام الديمقراطية ....
الحكاية شنو ؟؟؟؟
وهنالك فى العراق
ملّ الشعب من حالة الاستبداد وحكم الحزب الواحد وتكميم الأفواه ومراقبة الأحلام فتمنوا أي كان لينقذهم.. فتحققت أحلامهم بجهد نفر قبضوا ثمن جهدهم من المخابرات الأمريكية وأُسقط النظام عنوة ففرح الشعب وهللوا وكبروا وتنفسوا الصعداء فالإنسان بطبعه يحب الحرية وما أحلى عيشة الحرية... ولكن تعالوا لكشف حساب خلال السنوات الثلاث الماضية فى ظل الاحتلال ..... قتل حتى الان أكثر من مائة الف عراقى بوابل من نيران الحرية ..
ثم مشاهدات من داخل العراق :
Quote: ولكن لم تسير الامور على النحو الذي تمناه هؤلاء.
كانت سلطة التحالف المؤقتة التي قادها بول بريمر منخفضة الكفاءة لدرجة انها اهدرت او اساءت استخدام عشرات الملايين من الدولارات.
وعلى الرغم من المبالغ التي استثمرت بلا شك في العراق فان الخدمات الاساسية الآن في حالة اسوأ مما كانت عليه قبل الغزو.
هناك امدادات اقل من المياه النظيفة، ومن الغاز والبترول والطاقة. بغداد الآن لديها 5.8 ساعات فقط يوميا في المتوسط من الكهرباء. وينتج العراق الآن 1.8 مليون برميل من النفط يوميا مقابل 2.5 مليون برميل يوميا قبل الغزو مباشرة.
اعمال البناء قليلة في بغداد عكس ما هو منتظر وهذا النقص في امدادات المياه والكهرباء والنفط ليس خطأ قوات التحالف، وانما يرجع الى استهداف هذه الخدمات من قبل المسلحين. ومع ذلك فأن فشل قوات التحالف في حماية هذه الخدمات يثير غضب العراقيين.
دعني اصحبك في جولة بالسيارة عبر شوارع بغداد. اول شيء ستلاحظه هو زحام المرور، فاحد المجالات التي حققت فيها قوات التحالف نجاحا هو زيادة ملكية السيارات، حتى لو صاحبها نقص في امدادت البترول بشكل تمتد معه الطوابير امام الكثير من محطات تزويد السيارات بالوقود.
علامة اخرى من علامات النجاح وهي المحلات التي تمتلئ بالسلع الآن لكن ايضا الكثير من الناس عرضة لسيارات مفخخة يمكن ان تزهق خياتهم.
الاسعار مرتفعة، وايضا البطالة مرتفعة، وربما تتجاوز 50% من القوى العاملة.
هناك ايضا مشاكل سوء التغذية وارتفاع نسبة الوفيات بين الاطفال بشكل مقلق. ومع ذلك فان الملاحظ في المدن ان اغلب الناس قادرون على تسيير امور حياتهم.
بين النجاح والفشل عندما اقود سيارتي في اي مكان في بغداد يدهشني قلة اعمال البناء على الرغم من انها عاصمة بلد يفترض انه في مرحلة اعادة اعمار واسعة، وهذا يعني ببساطة ان هذه العملية لا تتم.
بغداد لم تتغير الا قليلا منذ حرب الكويت، باستثناء المباني التي قصفتها قوات التحالف.
واذا رأيت دورية امريكية فيجب ان تظل بعيدا عنها، فالعراقيون لديهم قصص مرعبة عن اصدقاء او اقارب اقتربوا من المركبات الامريكية لانه لم يفهموا التعليمات، وهي عادة مكتوبة بالانجليزية، وتعرضوا لاطلاق النار.
الا ان هناك احد اشكال النجاح لقوات التحالف التي لا يمكن انكارها، وهو ان الملصقات الانتخابية على كل الحوائط. صحيح انه لم تشكل حكومة رغم مرور ثلاثة اشهر على الانتخابات، لكن الرعب القديم من السلطة قد انتهى.
هناك ايضا العشرات من الصحف والعديد من شبكات التلفزيون، ومئات الآلاف من اطباق استقبال القنوات الفضائية التي كان يكفي امتلاك واحد منها زمن صدام حسين للتعرض للسجن.
العراقيون الآن يخشون الجرائم، خاصة الخطف. لقد وقعت نحو 10 آلاف حالة خطف من بينها ألف حالة انتهت بالقتل.
وهاجم الخاطفون 67 مدرسة وقتلوا اكثر من 300 مدرس خلال هجماتهم.
كما قتل نحو 200 محاضر جامعي منذ الغزو. وتعرض عاملون في الاعلام للقتل، من بينهم مدير احدى قنوات التلفزيون العراقي الذي قتل في الاسبوع الماضي، الامر الذي دعا اتحاد الصحفيين الى مطالبة الحكومة رسميا السماح للصحفيين بحمل الاسلحة.
كثير من العراقيين سعداء لان صدام حسين ازيح عن كاهلهم، الا ان هناك غضب حقيقي بين العراقيين ان اغنى امة على الارض تولت مقاليد بلادهم، وجعلتهم في وضع اسوأ، في كثير من النواحي، عما كانوا عليه من قبل.
ترى ايهما أفضل لذلك المواطن المسكين الغلبان الذى يسعى وراء رزقه ورزق عياله ؟؟؟
ان يقتل وتهدم داره وتغتصب نساءه ويشرد ابناءه ويفقد من تبقى منهم المأوى والمأكل والامن والاستقرار ....
أم أن يعيش مرعوبا من حاكم يوفر له كل احتياجاته وامنه ويحرمه من قولة "بغم" ؟؟؟
طبعا يقينى ان البعض يقول ان "حريتى لا تشترى بالذهب"
ولكن اريد صوت العقل والواقع بعيد عن الرومانسيات والاحلام الوردية التى قد تتحقق أعلاه..
03-21-2006, 02:20 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
مع دخول الحرب على العراق عامها الرابع، شهد العالم تظاهرات مناوئة للحرب ومطالبة بوضع حد لها، وانسحاب قوات التحالف من هذا البلد، الذي أخذ ينجرف نحو حرب أهلية، حسب ما صرح به رئيس الوزراء العراقي السابق، إياد علاوي، وبخاصة بعد مقتل أكثر من 700 شخص في أحداث وصفت بالطائفية، جراء تدمير مرقدي الإمامين الهادي والعسكري بسامراء. ورغم مصرع أكثر من 2136 جندياً أمريكياً، ونحو 30 ألف عراقي، ناهيك عن تكلفة الحرب الباهظة، التي تتراوح بين 200-250 مليار دولار، يصر الرئيس الأمريكي، جورج بوش على وصف الحال " بالانتصار." كل ذلك يلقي بظلال من الشك على واقع مستقبل العراق المجهول، وهو يدخل عامه الرابع بعد الإطاحة برئيسه المخلوع، صدام حسين.
ظللت أتردد على بوستاتك لكى أعرف رأيك الذى قدمته فى هذه العباره :-
Quote: انه وفاء الرجال الذين قل أن يجود الزمان بهم
خفف الله كربة صدام حسين وازال قيوده
واظنك تحسبنى ممن يبحثون عن شراره لايقاد تناكفات ثنائيه وجماعبه ... بينهم وبين أعضاء المنبر الأخرين...أو من المشتهين أن يقع الأخرين فى سقط القول....واحب أن أطمئنك بأننى لست من أولئك...فقط أتداخل حينما يكون الموضوع يمس جوهر الهويه وإتفاقنا على مبادىء مشتركه أو للترويح.....فوجب على توضيح ذلك أخى الكريم.
الحاله العراقية هى مصدر أحزاننا اليومى على ما جرى ويجرى الأن... وقد كان أقتمها يوم أن رأيت صور بيوت الله تنتهك من قبل مسلمين ردا على إعتداء على مقدسات دينيه لطائفة أخرى من المسلمين.... ولقد أنتهكت بيوت الله من قبل ذلك على أيد جنرلات اليانكى...
ولكن ...هل إستبدال جيوش المغول بالطاغيه إبن البلد هو الحل؟؟؟؟؟ لماذا لا نحن ونتباكى على مجد الشورى والحريات فى تاريخنا بدلا من التباكى والحنين للطغاه والمغامرين بمصائرنا؟؟؟؟
ولك منى كل السلام، أخوك اسامه خلف
03-27-2006, 06:49 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
ممثل الصدر: "المأساة في العراق بدأت تكبر" ----------------------------
الجعفري يعرب عن قلقه بشأن قتلى "أور" أعرب رئيس الوزراء العراقي الانتقالي إبراهيم الجعفري عن قلقه للقوات الامريكية في العراق بشأن الاشتباك الذي وقع قرب مسجد في حي اور شمال شرق بغداد الاحد وأسفر عن مقتل 20 شخصا.
وقال المتحدث باسم الجعفري إن رئيس الوزراء "قلق للغاية" وإنه اتصل بالقائد العسكري الامريكي في العراق، الجنراال جورج كيسي، الذي وعده بفتح تحقيق في عملية اور.
وبدأ أقارب الضحايا في دفن قتلاهم في جنازات غلبت عليها مشاعر الغضب والمرارة.
وكان نحو عشرين شخصا من أنصار جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر قد قتلوا في مواجهات مع القوات الأمريكية نشبت في مسجد حسينية المصطفى في منطقة "أور" ذات الأغلبية الشيعية .
ولا تزال الروايات حول العملية متناقضة لكن القوات الامريكية قالت إن القوات العراقية الخاصة هي التي قادت العملية وإن الجنود الامريكيين المرافقين لهم كانوا مستشارين فقط.
رأينا مصلين غير مسلحين ولم نعثر على أي أسلحة عراقية. هذا المكان مخصص للعبادة فقط
حازم الاعرجي، مساعد الزعيم مقتدى الصدر
وأصر الجيش الامريكي على أن قواته لم تدخل المسجد، غير ان حازم الاعرجي المتحدث باسم مكتب الصدر قال في مقابلة مع بي بي سي العربية، ان القوات الامريكية اقتحمت مسجد المصطفى قبيل صلاة المغرب، وقيدت بعض المصلين واطلقت عليهم النار، ونفى وقوع اشتباكات مع القوات الامريكية.
وقال الاعرجي انه لا يعرف سبب قيام القوات الامريكية بذلك، ونفى ان يكون المسجد مستخدما لاي أغراض عسكرية.
ودعا الاعرجي أتباع الصدر إلى التزام الهدوء لكنه اتهم الولايات المتحدة بمحاولة استدراج جماعة الصدر إلى مواجهة لتعطيل العملية السياسية.
وكان السفير الامريكي في العراق زلماي خليل زاد قد قال الاحد إنه يجب إخضاع المليشيات في العراق للسيطرة، واتهمها بقتل أعداد تزيد عن ضحايا المسلحين السنة الذين يقاتلون القوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
ميليشيا جيش المهدي تسيطر على المنطقة التي شهدت المواجهات
على صعيد آخر بثت قناة الجزيرة ما قالت إنه تسجيل صوتي منسوب لعزة إبراهيم الدوري، نائب الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين وأحد أبرز المطلوبين من قبل الجيش الامريكي.
وحث صاحب الصوت القادة العرب الذين يجتمعون في القمة العربية في الخرطوم الثلاثاء، على مقاطعة الحكومة العراقية والاعتراف بالمقاومة ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب العراقي، على حد وصفه.
وأدان صاحب الصوت الهجمات الاخيرة ضد "المساجد والحسينيات والكنائس" في العراق.
ولاتزال التكهنات مستمرة بشأن مصير الدوري وكذلك علاقته مع المجموعات المسلحة.
أكثر من 50 جثة وتواصلت أعمال العنف في مناطق متفرقة من البلاد حيث عثرت الشرطة العراقية صباح الإثنين على اثنتي عشرة جثة جديدة لمدنيين مربوطي الأيدي معصوبي الأعين في سوق لبيع السيارات المستعملة غربي بغداد.
كما جرح شرطيان في انفجار عبوتين ناسفتين في حادثين منفصلين في غربي وجنوبي غربي بغداد.
ويأتي العثور على الجثث الجديدة الإثنين بعد إعلان قوات الامن العراقية الأحد أنها عثرت على 30 جثة مقطوعة الرأس قرب مدينة بعقوبة شمالي بغداد.
وعثرت الشرطة العراقية الاحد أيضا على عشر جثث أخرى في أنحاء مختلفة من العاصمة بغداد بعضها معصوبة الأعين ومقيدة الأيدي.
وقال مصدر في الشرطة: "إن دوريات الشرطة عثرت على الجثث وهي مكبلة الأيدي ومعصوبة الأعين ومصابة بطلقات نارية في الصدر والرأس وتبدو عليها آثار تعذيب".
وقد قتل مئات الأشخاص في أنحاء متفرقة من العراق في سلسلة من عمليات القتل الطائفي منذ تفجير مرقدي الإمامين الهادي والعسكري في سامراء الشهر الماضي.
قانون الميليشيات يخلف سيادة الدولة خطرالحرب الأهلية يخيم على العراق فى ذكرى سقوط بغداد
بغداد- العرب أونلاين- وكالات: تمر اليوم الأحد التاسع من ابريل الذكرى الثالثة لسقوط بغداد، ومنذ ذلك التاريخ عاش العراق أسوأ ثلاث سنوات فى تاريخه الحديث تحت الاحتلال الأمريكى البريطانى بعد 13 عشر عاما من الحصار الخانق الذى دفع فيه العراق مئات الآلاف من أبنائه ضحايا الحصار الذى تواصل بعد ما سمى بتحرير الكويت عام 1991. وبحلول هذه الذكرى يستعيد العراقيون فى اذهانهم الذرائع الامريكية العديدة التى ادت الى احتلال ارض العراق ومن بينها ذريعة الديمقراطية التى لم يشاهد المواطن العراقى منها الا المفخخات التى تنفجر بينهم وفضائح انتهاكات حقوق الانسان والاوضاع الامنية والاقتصادية السيئة وحوادث القتل بالجملة التى يذهب ضحيتها الانسان العراقي، ولم يختلف هذا العام عن العامين اللذين سبقاه ان لم يكون الاسوأ وسط تلميحات بوقع حرب اهلية. ومنذ اسقاط نظام الرئيس صدام حسين مر حال العراق من سيء الى أسوأ، ورغم اصرار المستفيدين من الاحتلال على وجود "ايجابيات" الا أن السلبيات فى مرحلة ما بعد صدام طغت على جميع الصعد لعل اهمها تفشى أعمال العنف التى تحصد العديد من أرواح المواطنين يوميا وارتفاع معدلات البطالة وانتشار الفساد المالى والاداري، اضافة الى ظهور اعمال العنف الطائفية التى تسببت فى وجود حرب اهلية دون ان يتم الاعلان عنها بشكل رسمى . وفى الوقت الذى يستمر فيه قادة العراق الجدد الذين جاؤوا مع الاحتلال فى مفاوضاتهم لتقسيم المكاسب السياسية يعانى الشارع العراقى من انعدام الامان والاستقرار وارتفاع نسب البطالة والفساد الادارى والمالى وسوء أو انعدام الخدمات المدنية كالماء والكهرباء والوقود وغيرها . وتنوعت الجهات التى تمارس العنف بعد سقوط النظام من ميليشيات تابعة لاحزاب وقوات متعددة الجنسيات، واصبح العثور على الجثث الملقاة فى أماكن مختلفة او الاعلان عنها فى وسائل الاعلام أمرا عاديا ومالوفا ناهيك عن حالات الاختطاف سواء لعراقيين او اجانب مما اسفر عن هجرة الكفاءات العلمية بعد مقتل العديد منهم، اذ تشير احصاءات الى مقتل اكثر من 182 شخصية علمية من أطباء ومهندسين واساتذة جامعات وكوادر متخصصة اضافة الى مقتل الالاف من المدنيين . وقد أعرب مسؤول فى وزارة الداخلية الانتقالية عن اعتقاده بأن العراق يعيش منذ عام فى حرب أهلية، وقال فى تصريحات صحفية ان العراق الان ومنذ سنة او اكثر دخل حرب اهلية غير معلنة مشيرا الى ان هناك قتلا فى صفوف جميع الطوائف فى العراق بالاضافة الى تفجير الكنائس والحسينيات والمساجد وقال ان الحرب الاهلية قائمة ولكن بشكل غير واضح . وهذه هى المرة الاولى التى يصرح فيها "مسؤول حكومي" بان العراق يعيش حرب اهلية .
04-09-2006, 08:13 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
أخطر من سقوط بغداد غسان شربل الحياة - 09/04/06// ماذا نفعل بذلك النهار حين يهاجمنا مجدداً وتستعيد الشاشات وقائعه؟ ها هو يرجع مثقلاً بالمخاوف والأسئلة وبآلاف الجثث. التاسع من نيسان (ابريل) 2003 والمسرح بغداد. لهذه المدينة رصيد لا ينضب لدى العربي. تاريخها شديد الحضور في تاريخه. ومستقبلها سيترك بصماته على مستقبله. لا يستطيع العربي الاستقالة من بغداد وان كره حاكمها. يرى ظلمها عابراً وحبها مقيماً. انها في قلبه أكثر من نهر ونخيل وقصائد.
يذكر العربي ذلك النهار. هوى تمثال «السيد الرئيس القائد». ساهمت مدرعة أميركية في اقتلاعه. تجرأ عراقيون اعتقلهم الخوف عقوداً. اقتلعوا التماثيل وانهالوا على الصور. جرح واحد في هيبة المستبد لتحويله حطام مستبد. لكن تلك الصور صارت من الأرشيف. لا جدوى من الشماتة بالفتى الذي استولى على القرار والقصر والحزب والجيش والشعب وحوّل عاصمة الرشيد عاصمة للخوف. لا جدوى من الشماتة بالسيد القائد الواقف في قفص الاتهام. ولا جدوى ايضاً من هجاء الاحتلال وخطاياه والتذكير بحرب تفتقر الى غطاء الشرعية الدولية وبحرب لم تكن ضرورية. الاحتلال لم يكن يوماً جمعية خيرية والآلة العسكرية الاميركية لم ترسل في مهمة انسانية. ومن السذاجة مطالبة المحتل بزرع الديموقراطية أو صيانة الوحدة الوطنية.
بعد ثلاثة أعوام من حق العربي ان يسأل: من سقط في ذلك اليوم وماذا سقط؟ صدام حسين أم بغداد؟ النظام العراقي أم العراق؟ يعرف العربي الجواب فبعض المشاهد العربية الطازجة أشد خطورة وايلاماً من مشهد سقوط بغداد. يسأل العربي نفسه: لماذا حين يسقط المستبد سيد التماثيل تتداعى الدولة وتتوزع ركاماً وتفوح رائحة الطلاق؟ ولماذا يذهب الوطن نفسه حين يذهب الرجل الصارم الظالم الممسك بالاعناق والأرزاق والاختام؟
أعرف العراقيين وأعرف دمهم الحار. لكن الصراحة تفرض ان نقول ان الاحتفال بفشل الاحتلال وبرنامجه لا يعفينا من الالتفات الى الفشل العراقي الصارخ. يستطيع الاحتلال إيذاء العراق، لكن قتل العراق أو اغتياله لا يمكن ان يتم إلا إذا انزلق العراقيون الى الفتنة، والمقدمات مثيرة للحزن والرعب معاً. لا يستطيع الاحتلال شطب العراق. العراقيون وحدهم يستطيعون شطبه.
من السهل التلطي وراء الأعذار. تماماً كما فعل اللبنانيون ذات يوم. من السهل اتهام الاحتلال لكن ماذا عن هذا البحر من التصفيات والاغتيالات و «فرق الموت» وتبادل الاتهامات بين العراق الشيعي والعراق السني والعراق الكردي؟ وحين تستمع الى أخبار الجثث المجهولة الهوية والاعتداءات على المساجد والحسينيات وبرك الدم الجوالة تسأل أين ذهب العراق؟
كان على من اعتبر نفسه منتصراً لحظة سقوط التمثال أن يقدم جزءاً من انتصاره لمصلحة بقاء العراق. وكان على من اعتبر نفسه مهزوماً أن يتقبل بعض خسارته لترميم البيت العراقي. ولو تم تبادل هذه التنازلات ووضعها في رصيد الوطن، لما تمكن الاحتلال من التلاعب بالقوى السياسية، ولما تمكن الزرقاوي من اضرام نار الفتنة.
في ذكرى سقوط بغداد، يحق للعراقي والعربي أن يسألا: هل يحق للقوى الطائفية والحزبية والسياسية أن تواصل التنازع على الحصص والمواقع، فيما يفيق العراق يومياً على عشرات الجثث وسط ازدياد الفرز السكاني واستعداد المناطق لإشهار خطوط التماس؟ لا شك أن غالبية العراقيين تعارض استكمال مراسم تشييع العراق، لكن ما يجري حالياً لا يعد بغير ذلك.
يوم سقوط بغداد راودتنا رغبة في عقد المقارنة مع سقوط جدار برلين ثم اكتشفنا أن الأمر أخطر. وقبل أسابيع راودتنا رغبة المقارنة بين انفجار العراق وانفجار يوغوسلافيا، وها نحن نكتشف أن الأمر أخطر بسبب غياب صمامات الأمن في العراق والمنطقة معاً. الوقت ينفد وتفادي الهاوية يحتاج الى صرخة الحكماء وتبادل التنازلات والتطمينات قبل أن ينزل تقاتل العراقيين ببلادهم ما هو أدهى من ارتكابات الاحتلال. لم يعثر الأميركيون على أسلحة الدمار الشامل في العراق، لكن الفتنة سلاح دمار شامل للعراق والمنطقة معاً، فما يفعله عراقيون بعراقيين هذه الأيام أشد هولاً من مشهد سقوط بغداد.
04-09-2006, 08:23 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
العراق في خضم حرب أهلية في الذكرى الـ 3 لسقوط بغداد طهران، بغداد - حسن فحص الحياة - 09/04/06//
رجال شرطة يفتشون مشيعين احدى ضحايا تفجير في النجف الخميس الماضي. (رويترز) تطل اليوم الذكرى الثالثة لسقوط العاصمة العراقية في التاسع من نيسان (ابريل) 2003 فيما الجهود لتشكيل حكومة دائمة تراوح مكانها، وتقف البلاد على عتبة حرب أهلية يُقرب اندلاعها تزايد الهجمات المذهبية وتعاظم الاستقطاب الطائفي والنفوذ الأجنبي. واعتبر الرئيس حسني مبارك ان الحرب الاهلية بدأت في العراق، فيما دعا السفير الأميركي لدى العراق زلماي خليل زاد وقائد قوات التحالف الجنرال جورج كايسي العراقيين الى تشكيل حكومة كفوءة تمثل جميع الفئات، بينما أرجأت ايران محادثاتها المقررة مع الولايات المتحدة حول مستقبل العراق، نتيجة خلاف داخل القيادة الايرانية على إجرائه.
نظام صدام هو سبب البلاوي كلها ، ولكن في البدء اقول شعب العراق هو نفسه كل فرد فيه بيمثل صدام بطريقة او باخرى ن يعني شعب تجري في دمه الدموية والعنف بشكل عام، فالعراقي قادر على تبليغ السلطات عن اخوه اذا رفض الذهاب للحرب
فحقيقي معادلة صعبة ، شعب زي ده ياتو نوع من الحكام بينفع معاهو؟؟ ام من الافضل ان يعيش بلا حاكم ؟؟ لكن برجع اقول صدام حسين ابعد ما يكون عن البطولة والرجولة ، فهو شخص جلس على جماجم غيره طوال سنوات حكمه واعتقد انه ما في داعي لحكاية المحاكمة دي ذاتها ، الموضوع كلو بس محتاج لميدان عام ليجد عقوبة عادلة..
04-09-2006, 09:02 AM
أسامة خلف الله مصطفى أسامة خلف الله مصطفى
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 7167
يبدو أن المتاجره بمعاناه الشعب العراقى عن طريق الحنين الى ماضى الظلم أصبح منطق العصر..
وحينما نتصدى لمحاولات المتاجره هذه بأن بديل الإحتلال البغيض ليس هو النوذج البعثى الصدامى الظالم ، يخرج علينا بعضهم ببوستات كيديه وكان الموضوع هو هلال-مريخ...ومنهم من يذهب أبعد من ذلك ويقول بأننا ننعت صدام هو من الشهره ...بل من أجل الحصول على وظيفه فى الإستخبارات الأمريكيه...ويضيع النقاش وسط المكايدات.
Quote: شعب تجري في دمه الدموية والعنف بشكل عام، فالعراقي قادر على تبليغ السلطات عن اخوه اذا رفض الذهاب للحرب
فحقيقي معادلة صعبة ، شعب زي ده ياتو نوع من الحكام بينفع معاهو؟؟ ام من الافضل ان يعيش بلا حاكم ؟؟
هذه هى إفرازات طبيعيه للنظام القمعى الصدامى وعبد الكريم قاسم وأحمد حسن البكر وعارف أخوان ، فمنذ عام 1912 وحكم غازى الأول لم يذق شعب العراق طعم الحريه......اليس اسلوب العنف هو المولودالطبيعى للانظمه الأحاديه القمعيه؟
ولكى فائق إحترامى، أخوك أسامه خلف
04-09-2006, 08:55 AM
قرشـــو قرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385
رغم صحة ما تقولين ولكن لا يهون العراق علينا ونحن نرى اهله يتمزقون والاطفال والنساء يتشردون .. طوال عهد صدام لم تتغير صورة العراق الدولة المستقرة الغنية التى اعطت للاخرين بلا حدود فتجربة العائدين تقول انها كانت تتمتع بالاستقرار الداخلة وبالرخاء ووفرة السلع والحياة الكريمة للعراقين ومن يأتى اليهم حتى جاءت الحروب لعنها الله وغيرت الحال من رخاء الى شدة ومن استقرار وأمن الى تشرد وتطاحن وحروب داخلية لا تنتهى ...
صدام رغم ما كان فيه ولكنه كان قادرا على كبح جماح المتمردين الذين ما كانوا يجرأون على التصريح بما فى نفوسهم من نوايا انفصالية او عدوانية فهاهم الشيعة لم يسمع لهم صوت ابدا ولا الأكراد الا بعد حرب التحرير ...
ترى أخيتى مايا هل افضل سياسة القهر الترهيب والتخويف التى كان يمارسها صدام أم هذه السياسة الماثلة نتائجها أمامنا ؟؟؟؟
دمت بخير عزيزتى واسأل الله ان لا يمر السودان بمثل هذه الحالة ابدا ....
الاخ العزيز قرشو والله كلو سياسة قهر لا كدا نافع ولا كدا بينفع لكن برجع واقول على مر التاريخ لم يعش شعب العراق في هدوء الا لتاتي عواصف العذاب الشعب العراقي شعب صعب يتصف بالعنف وهم اهل الشقاق والنفاق
وجا صدام وكمل الباقي ، وما يحدث الان هو مسلسل وضع له السيناريو صدام بنفسه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
قرشـــو
أسامة خلف الله مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست