الجمل لا يقف خلف اشارة حمراء ..

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 01:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-12-2006, 10:07 AM

luai
<aluai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجمل لا يقف خلف اشارة حمراء ..

    يجب أن يغادرونا
    معظم من شاهدنا في ذاك الوضع غير المألوف – استغرب، أو ظن على الأقل ظناً من ظنون الحرية شديدة الخصوصية. يدي كانت تحت إبطه. سرنا ملتصقين متجانبين. ضحكنا في جلجلات صاخبة. مني تعوداً أن أترك ضحكتي تطير أينما أرادت، ومنه – كما رأيت – لا مبالاة بمن في الطريق. الشباب ابتسم البعض منهم، والبعض الآخر سار كالروبوط لا يرى خارجه ما يدفع لمجرد الالتفات. من كبار السن خرجت لعنات مكتومة، وتحركت رؤوسهم في هزات استياء ترفض أن يتلوث هدوء المدينة بهذه الجلجلات الأجنبية المؤذية.

    - "إلى أين تذهب؟"

    على غير ما تعودت في هذه المدينة الصامتة وجهت سؤالي إليه. كنا نقف وحدنا، وجهانا في الاتجاه نفسه. أمامنا إشارة المرور حمراء. نظر في اتجاه بعيد عني، ثم تردد قبل أن يسمع سؤالي الذي كررته مرة أخرى وأنا اقترب منه أكثر. قال:

    - "حتى "فولكس تياتر" Volkstheater".

    اخضرت الإشارة، وفي أدب المخاطبة بصيغة الجمع، التي لا أستسيغها، والتي حفرت نفسها في لغتي الألمانية رغماً عني، سألته:

    - "هل أرافقكم؟ إنني أسير في الاتجاه نفسه".

    - "بسرور!"

    عبرنا خطوط المشاة وصعدنا على الرصيف، أكمل يعرفني بنفسه:

    - "شنايدر. أعمل كمُدلك".

    - "موسى!"

    - "موزر!"

    كرر اسمي بعد أن غيره إلى موزر. لم أصحح. سألني:

    - "هل تعملون هنا في "نوي باو" Neubau؟"

    - "لا، أنا أسكن هنا. أعمل في مصنع فني للخزف في "فافورتن" Favoriten". كنا بالضبط عند محطة الأوتوبيس، الذي وصل في تلك اللحظة. سألته:

    - "هل تريدون أن تركبوا الأوتوبيس؟"

    - "لا لا، الجو اليوم جميل. لنسر على أقدامنا أحسن".

    كان الجو فعلاً مشجعاً على السير، ولم أكن متعجلاً في ذهابي إلى كشك الجرائد، لأحصل على مجلتي الأسبوعية التي تعودت شراءها من هناك، من أمام مسرح الشعب. سألني:

    - "هل عملكم في صناعة الخزف ممتع؟"

    - "في بعض الأحيان ممتع، وفي بعض الأحيان ممل. نحن مجموعة من الأصدقاء والصديقات نقوم بعمل منتجات خزفية ثم نحاول تسويقها، وفي هذه الحالة يكون العمل دائماً ممتعاً والتسويق مملاً. أما إذا كانت لدينا طلبيات محددة بكميات كبيرة، فيكون العمل مملاً والتسويق ممتعاً (سكت أنا قليلاً، ثم تابعت) كيف الحال عندكم؟"

    كأنه كان مستعداً للإجابة بلا سؤال، أندفع:

    - "عملي دائماً ممتع. أفضله في الشتاء عن الصيف. ومعظم روادي من النساء!"

    ثم ضحك ضحكة خبيثة، قلت له:

    - "أتعني أنكم تضعون يديكم دائماً في لحم طري ناعم؟"

    ضحك بجلجلة وكأنه ينتظر هذه المزحة، أكمل:

    - "طبعاً أحسن منكم. أنتم تضعون يديكم طول الوقت في الطين. (استدرك) إني أعتذر. إنها مجرد دعابة!".

    ضحكت – قبل أن يعتذر – ضحكة عالية، أوقفت امرأة عجوزاً على الرصيف الآخر. تسمرت مكانها تنظر إلينا غير مصدقة ارتكاب مثل هذه الجريمة في وضح النهار، بينما مرافقي يكرر العبارة الأخيرة ويلكزني في جنبي بقوة لأشاركه الضحك. كنت أضحك بكل حواسي لما أرى وما أسمع وما أحس. سألني:

    - "هل تكسبون جيداً من عملكم؟"

    - "تقصدون من الطين؟"

    جلجلت ضحكته أعلى مني هذه المرة، ثم كرر سؤاله:

    - "إني أسألكم جد!"

    ضحكت مرة أخرى وظل هو الآخر يضحك، حين أعدت:

    - "تقصدون من الطين؟"

    لكزني بالطريقة نفسها وهو ينفجر ضاحكاً، وأنا أيضاً أضحك، فأفسح المارة الطريق لنا ولضحكاتنا.

    - "في الحقيقة، نكاد نكسب جيداً، ولكن الضرائب لا تنسى مخلوقاً يكسب شلناً. تكاليفنا عالية وبعد الضرائب لا يتبقى لنا شيء".

    تجهم وجهه وهربت منه الضحكة. هز رأسه بالطريقة الفييناوية المألوفة في حالات الانفعالات الغاضبة المكتومة، وبدأ في حديث طويل، لم يرح نفسه فيه حتى ليتنفس. لم أقاطعه. تكلم كأنه يخاطب جمهوراً وهمياً:

    - "هل تعلمون يا سيدي! هذا البلد ملعون! سيظل دائما ملعوناً طالما لدينا هذه السياسات العقيمة. إنهم يضحكون علينا في كل مكان أتعلمون! نستقبل اللاجئين بالمئات كل ساعة. نمنحهم مأوى وعملاً. نفتح البلد للأجانب ليأتوا كالجراد من كل مكان ولا يغادروا هذا البلد. يخطفون أعمالنا بمقابلهم الزهيد. ويسببون لنا البطالة وارتفاع الأسعار. الجرائم زادت في كل مكان يا سيدي بعد وصولهم. اغتصاب النساء والأطفال. سرقات البنوك. وماذا أيضاً (ضحك ضحكة مبتورة ساخرة) نفتح الحدود في الشمال والرق مثل بيت بلا أبواب. هذه يا سيدي باختصار المشكلة! هؤلاء الأجانب هم السبب في دفعنا لهذه الضرائب الباهظة. نحن ندفع لهم. هم سبب مشاكلنا. وجودهم لعنة! (أخفض صوته كأنه يسر لي بسر أعظم) يجب أن نفعل شيئاً! لن تستمر الأمور هكذا! يجب أن يغادرونا! يجب أن يغادرونا!"

    سكت محدثي وبدأ يلملم أنفاسه التي نسيها في اندفاعته. تغيرت ملامح وجهه، بدا لي كريهاً قبيحاً. أحسست للحظة أنني أكرهه. شعرت بالذنب. تذكرت جدتي حين أجلستني إلى جوارها في أول يوم سمعت فيه من لساني كلمة: "كُره". كنت قد اختلفت مع جار لنا في اللعب وتعاركنا، وحين عدت قلت لها:

    - "إنني أكرهه هذا القبيح الكريه!"

    جلست معها جوار نخلة. ما زلت أذكر هذه النخلة وهذا المكان. كان الوقت غروباً، من أيام الصيف شديدة الحرارة. ما زلت أتذكر سخونة الرمال تحتي. بينما جمعت لي بعض حبات الرطب المتساقطة من على الرمال. وضعتها في حجرها. وظلت تقشرها وترمى منها النواة وتعطيني لآكل حتى نسيت أنني اختلفت مع جاري. قالت لي يومها:

    - "أنت لساك صغير. أحفظ كلامي وما تنساه! ما تكره إنسان في يوم يا ولدي. اكره فعله. اكره كلامه. لكن ما تكره إنسان. كلنا واحد يا ولدي لكن كلامنا وأفعالنا دايماً مختلفين".

    يومها لم أفهم تماماً ما قالت، ولكنها أصرت على أن أردد جملتها طوال الطريق، حتى حفظتها كالنشيد. وبقيت في ذاكرتي. عادت جملتها في اللحظة التي شعرت فيها أنني أكره إنساناً. وفي هذا الخليط من الشعور بالحيرة والتصديق وعدم التصديق، لحظة تفتت اللحظة وذوبانها، جاء صدى جدتي ليحميني من انزلاقة أولى يتبعها خروج الإنسان مني.

    سحبت يدي من تحت إبطه. أمسكت ساعده لحظة عبرنا فيها معاً التقاطع، ثم اعتذرت له بأنني يجب أن أتركه هنا، فطريقي الآن يختلف.

    افترقنا. تذكرت ما قيل لي مراراً، إن من يسمع صوتي في التليفون لا يعرف أنني أجنبي، فألمانيتي اختفت منها أية لكنة أجنبية.

    بحث هو عن عصاه البيضاء التي كان قد علقها من كوعها على ساعد يده اليسرى أثناء سيرنا معاً. مدها أمامه، وفي حركة منتظمة يميناً ويساراً، بحث عن طريقه وأكمله وحده.
                  

03-12-2006, 10:36 AM

luai
<aluai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجمل لا يقف خلف اشارة حمراء .. (Re: luai)

    القصة للاديب السوداني المهاجر طارق الطيب
    وموقع طارق الطيب هو :
                  

03-12-2006, 10:42 AM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجمل لا يقف خلف اشارة حمراء .. (Re: luai)

    هذه القصة أكثر ماعجبنى فى الجمل لايقف خلف اشارة حمراء
    وكنت قد ناقشت طارق مرة حولها قبل اعوام بعيدة

    سيصدر قريبا روايته الكبيرة بيت النخيل وهى امتدادالروايته مدت بلا نخيل


    شكرا الاخ لؤى لاشراكنا
                  

03-12-2006, 02:21 PM

luai
<aluai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجمل لا يقف خلف اشارة حمراء .. (Re: Ishraga Mustafa)

    اشراقة تحياتي

    شكرا على المعلومات عن رواية طارق الطيب الجديدة ..
    الحقيقة قرأت له شذرات في الفترة الماضية ..قصائد على ما اظن
    لكن اعجبتني جدا بعض قصصه المنشورة في موقعه -من مجموعة الجمل لا يقف خلف اشارة حمراء-
    واعجبتني بساطة كتابته وسهولتها واحسست فيها بمتعة حقيقية..
    وقد اعجبتني هذه القصة بالذات ..اظنني قرأتها مرتين ..
    طارق الطيب مفخرة ..يجب الاعتزاز بها ..

    موقع طارق الطيب
    موقع الاديب طارق الطيب
                  

03-13-2006, 07:35 AM

luai
<aluai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجمل لا يقف خلف اشارة حمراء .. (Re: luai)

    1

    في مغربِ يومٍ
    وسطوةِ شتاءٍ
    مِلحٌ في يدٍ
    وبقايا خبزٍ في أخرى
    في قلبي زمنٌ يمتدّ
    وبين لحمِ صدري وقميصي
    زجاجةُ عطرٍ لإحضارِ المكانْ
    أكونُ فوق الدنيا بأحمالي
    ساعاتْ
    لتهبط بي فجأة في "شفيخات" *

    2

    عيناي جوار سائق التاكسي تمرّ
    على الدنيا بحروفها الجديدهْ
    الأنوارُ تذكّر بألقٍ وحياهْ
    والخارجُ ينتظر دفئاً من جسدي
    عيناي جوار سائق التاكسي تمرّ
    - على أبوابِ بيوتٍ مغلقهْ
    ونوافذ مغلقهْ
    على فتياتٍ يبتسمن دون عناءْ-
    تبحثُ عن شرفاتٍ مختفيهْ
    عيناي على دانوبٍ لم يكُنْ
    في مغربِ ذي اليومِ
    وسطوةِ هذا الشتاءِ
    أزرقَ

    3

    خمسةٌ وعشرون عاماً
    وحقيبةٌ ثقيلةٌ
    وأنـــا
    نهبطْ
    رأسي يجرجرُ جسدي
    وجسدي حقيبتي
    وحقيبتي خمسةً وعشرين عاماً
    في ممرِ المطارِ الطويلِ
    إلى طرِيقٍ أطولْ
    إلى غرفةٍ باهتة الضوءِ والألوانْ
    ذات مصباحٍ وحَيدْ
    وكرسيٍّ وحيدٍ جديدْ
    حقيبتي أُسكنها أعلى دولابْ
    أثبّت بعضَ الأَعوامِ على الحوائطِ
    وبين الشقوقْ
    وأبقى بقدميّ على أرضٍ باردةٍ
    أبحثُ عن سجادةٍ
    عودِ ثقابْ
    ثم عن جوربٍ وحذاءْ

    4

    الملحُ يذوبُ في يدي
    وبقايا الخبزُ تجفّ
    من النسيانْ
    زجاجةُ العطرِ تخرج من دفءِ الصدرِ
    تمارسُ طقسَ تحضيرِ المكانْ
    أرشُّها في روحِ الغرفةِ
    أغمِض عينيَّ
    أرتعشُ
    أُخرج الملابسَ من الحقيبةِ
    أدثِّر حالي بأحمالي
    وأضعُ شريطَ أغنيةٍ رافقتني
    أسدّ بها شرخَ المكانْ
    أنظرُ من خلفِ غبشِ النافذهْ
    النوافذُ ما زالت مغلقهْ
    والبوّاباتْ
    الشارعُ مهجورٌ
    صوتُ ترامٍ يهدر بعيداً
    ودبيبُ قطارٍ ما فوق الجسرْ
    أدنو من ملامحِ المكانْ
    ويتوه منّي الوقتُ
    أنسى أن أملأ ساعتي
    تتوقّف
    أتذكّر أن
    الدنيا هبطت بي في مغرِبها

    5

    أشعلُ شمعةً
    ينادمني خيالي على الحائطِ
    بين مساميرٍ وشقوقْ
    وأعوامٍ معلَّقهْ
    أغيِّر ميقاتَ الساعةِ
    وأخمّن وقتاً جديداً
    لمكانِ الأيامْ
    ثم أتفرّج على صورِ الأهل
    والأصدقاءْ
    أقرأ خطاباً
    كُتب في عجالةٍ
    دُسّ في جيبي
    جوارَ العطرْ
    قبيل لحظات السفرْ

    6

    أتذكّرني والأصدقاءَ حولي
    يهنئون ويودّعون
    يحسدون حُسن الحالِ بالسفرِ
    أكوابَ الشاي التي رنّت
    وخليطَ الأصواتْ
    الضحكَ والسلامَ والوداعْ
    وأوراقَ الكتابهْ
    وعهودَ المراسلهْ
    ثم تجهيزَ حقيبتي
    أتذكّر فراري من تجهيزِ الرحيلْ

    7

    في اليوم التالي تغيبُ الشمسْ
    ثم تتعوّد الغيابْ
    ثم تتوهْ
    يصيرُ الغيمُ قرصاناً على السماءِ
    وأنا للسماءِ الغائبةِ أنظرُ كل حينٍ
    أغيبُ خلفَ غيومْ
    يقولون مؤمنٌ
    يقولون حالمٌ أو مجنونْ
    وينسون رعشةَ أهدابي
    خطوي على البساطِ الأبيض
    كلّ يومْ
    أعرفُ طريقَ البريدْ
    بمحفظةٍ مكدّسةٍ بعناوينْ
    وبعض طوابعِ بريدْ
    وعملاتٍ للهواتف
    ولشايٍ بلا نعناعَ
    وأعودُ بمفتاحٍ
    أدمِنُ فتحَ صندوقِ البريدْ
    في كلّ أوقاتِ المرورْ

    8

    طقوسُ السلامِ أغيّرها
    أخفّفُ التحيهْ
    أغيِّر منها الحرفَ واللكنهْ
    ويفشلُ قلبي في التقليدْ
    يغضبون من مواعيدي المتأخرهْ
    يترجمون بإخلاصٍ
    "إن شاء اللهـ - ي" إلى
    "ربّما"
    فأترجم "لاء - هم" إلى
    "إن شاء الله"
    طعمُ الماءِ يتغيّرْ
    وترتبك الحواسْ
    العينُ التي مرّت جوار سائق التاكسي
    بأطراف المدينةِ
    تري حلماً سيطول

    9

    رائحةُ الدانوبِ
    سأعشقها
    حروفُ الناسِ
    سأتعوّدها
    ملحُ البحرِ
    سيتبدّل بملحِ جبالٍ
    طعمُ الماءِ
    سيخدِّر منّي عطش الزمانِ والمكانْ
    لكن البشرة تظلّ شاكيهْ
    لم تعد تتحمّل كلّ هذا الصوفْ
    وكلّ هذا التدثّر
    والفمُ يكره كذبَ الابتساماتِ
    أمام الضيوفْ

    10

    عبْر الهاتف الأصواتُ
    تتخلل عظامَ الجسدْ
    الصدرُ يبحثُ عن قنينة عطرِه
    يلوذُ بها من روح البردْ
    البشرةُ تستنكر حجابَ الصوفْ
    العرقُ منها يتلاشى
    تتمرّد حاضنةَ وشماً قديماً
    من "عينِ شمسْ"

    11

    مطرُ الدنيا التي هبطت بي
    في مغربِ اليومِ
    سؤالٌ
    يرتدي البياضَ على الطريقْ
    في الليلِ أغلق النافذةَ
    على عتمةِ الدنيا
    وأفكّر في شرِاءِ مصباحٍ أسطع
    أفتحُ القاموس
    وأسألْ

    12

    البهجةُ محبوسةٌ رهنَ شتاءٍ
    وغيومْ
    تنتظرُ
    أحلمُ بأمكنةٍ قديمةٍ في أزمنةٍ جديدهْ
    أضحكُ كي يألف الدفءُ مساري
    وأصحو للإرهاق اليومي
    المنتظر طيّ ملابسي
    ويسخرُ الحلمُ القابعُ في حقيبةٍ
    فوق دولابٍ مهترئ
    في غرفة ثملت
    في غربتها
    من احتساءِ أحلامِ المجانين نهاراً
    وجنونِ الحالمين ليلاً

    13

    أنتظر الآن صعودَ الدنيا
    في مشرقِ اليومِ
    ودفءِ الصوتِ
    بملحٍ في يدٍ
    وعطرٍ في يدٍ
    بيومٍ صافٍ يتجدّدْ
    أكونُ فوقَ الدنيا بأحمالي
    ساعاتٍ
    لتهبط بي
    عند الشمسْ


    فيينا، الشتاء الطويل لعام 1996

    --------------------------------------------------------------------------------

    "حقيبة مملوءة بحمام وهديل" طارق الطيب 1999م

    * شفيخات : مطار فيّينا الدولي .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de