شهادة تاريخية مشرفّة لأبناء السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 10:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-07-2006, 05:40 PM

منصور شاشاتي

تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شهادة تاريخية مشرفّة لأبناء السودان

    في كناب فرنسي في الشهر الماضي قرأت كتابا كنت أتوق لقراءته منذ زمن بعيد، ألا وهو كتاب (جورج ريمون) المراسل الحربي لمجلة “المصوّر” الفرنسيّة التي بعثته لتقصي حقائق وأخبار ما كانت تطلق عليه أوروبيا وقتذاك اسم “الحرب الايطالية في ليبيا” ومعاينتها على أرض الواقع، من خلال المعارك وسير القتال فيها، رغم ما تتضمنّه تلك المهمة الشاقة من خطورة ومجازفة على حياته، ورغم - كما قال هو بنفسه - “تحذيرات المتشائمين من أصدقائي في فرنسا الذين بدا لهم مشروعي هذا، وكأنه ضرب من الخبل والجنون”!.
    ولكنّ الشاب المغامر (جورج ريمون) قبل التحدى، ووصل إلى ليبيا بالفعل في أواخر شهر يناير من عام 1992، أي بعد أكثر من ثلاثة أشهر من بداية الغزو الإيطالي لليبيا يوم 4 اكتوبر من عام 1911 وتحرك فور وصوله إلى الخطوط الأماميّة لجبهات القتال، واختلط بالمجاهدين، يرصد كل شاردة منهم وواردة، ويأكل بأصابعه معهم (البازين) و (الزّمّيتة). . ؟! ثم طفق يبعث يتقاريره ومراسلاته الصحفيّة ، مزودة بالصور الشمسية، ومغطاة بغبار المعارك. . طفق يبعث بها تباعا إلى مجلته بباريس التي كانت تنشرها في أعدادها أولا بأول، وفيها إشادة على نحو يتسم بالحياد والمصداقيّة، بشجاعة المجاهدين الليبيين، واستبسالهم البطولي دفاعا عن حياض وطنهم، رغم الفارق الكبير بينهم وبين القوات الإيطاليّة في العدد والعدّة. . ؟! ممّا أثار عليه حفيظة الصحافة الإيطالية الإستعمارية ، فشنت ضده حملة شعواء، لا يسمح المجال هنا بذكر تفاصيلها . . ؟!
    وبعد عودته إلى فرنسا، قام بتجميع تلك المقالات، ثم نشرها في كتاب عام 1913 تحت عنوان : “من داخل معسكرات الجهاد في ليبيا” ولقد قام بترجمته من الفرنسيّة ، وحققه وقدّم له، باحث وأستاذ تاريخ ليبي، وجده صدفة عام 1972 بإحدى مكتبات الحي اللاتيني بباريس، وهذا الباحث هو الدكتور محمد عبد الكريم الوافى، إبن مدينة (المرج) التي تفتخر بمجاهدها الفذ المغوار (عيسى الموكواك) الذي دوّخ الإيطاليين، وأذاقهم الأمرين قبل استشهاده. . . ؟!
    وعن هذا الكتاب يقول المترجم في مقدمته:
    “إنه وثيقة تاريخيّة هامّة، ويزيد من أهميتها أن مؤلفها شاهد عيان أجنبي محايد رأى ملحمة جهاد شعبنا بعينه، وعاشها بوجدانه متنقلا بين معسكرات مجاهدينا، ثمّ دونها في مذكراته هذه ساعة بساعة ويوما بيوم، بقلم نزيه وبصيرة نافذة، وفي اسلوب روائي استطرادي جذّاب. . “؟
    ولكن الذي يعنيني حقا في هذا المقام الآن، هو ما عثرت عليه في نهاية الكتاب، حين كان المؤلف - أو إن شئتم المراسل - يغادر الأراضي الليبية عائدا إلى بلاده عن طريق مصر، بعد حوالي خمسة أشهر قضاها بين المجاهدين الليبييين بالخطوط الأماميّة لجبهات القتال.
    وعند نقطة الحدود الليبية المصرية التي يطلق هو عليها إسم (قصر الشلّوم) علم بقصة ضابط سوداني، كان ينتسب إلى حرس الحدود المصري، وقام بعمل شجاع يتسامى إلى حدود البطولة، وقد أعجب بشجاعته لدرجة اعتبره رمزا يمثل جميع السودانيين من بني وطنه، وذلك بقوله:
    ""شأنه شأن مواطنيه السودانيين جميعا” ؟!.
    والحق أقول لكم، بأن ذلك كان مفاجأة بالنسبة لي، سارّة ومدهشة في آن معا، ولا أقول غير متوقعّة من أحد أبناء السودان الأشاوس.

    وإليكم القصة كما كتبها (جورج ريمون) بقلمه في الصفحة رقم 387 من الكتاب (الطبعة الثانية)
    "وهناك ضابط سوداني يدعى (ألماظ أفندي) يعمل في حرس الحدود المصري هنا، علمت أنّه قد قام بتهريب أسلحة إلى المجاهدين في ليبيا، حيث مرّر إليهم من قبل خفية مدفعين، كما استولى في الأراضي المصرية على إبل استعملها لنقل تلك الأسلحة إلى داخل ليبيا، واعتقل عساكر الحدود أثناء قيامه بعملية التهريب هذه، حتى لا يشي به أحد منهم ؟!
    وعندما علمت بذلك السلطات الحاكمة جردّته من رتبته العسكرية، فما كان من (ألماظ أفندي) إلا أن اجتاز الحدود إلى داخل ليبيا، وانضم إلى صفوف المجاهدين الليبيين المعسكرين عند مشارف (طبرق) تحت قيادة (نظيم بك). ولقد كانت تلك المجازفة الشجاعة التي قام بها ذاك الضابط السوداني عملا بطوليا يتسم بالشجاعة البالغة حدود التهور، شأنه شأن مواطنيه السودانيين جميعا. . ؟! “

    (انتهي كلام ريمون)

    وبعد
    إنني كمواطن ليبي، يفتخر باستشهاد جدّه وإثنين من أعمامه في معارك (القرقف) و (الصفصاف) و(قرنادة) دفاعا عن أرضهم في تلك الحرب الضروس الطاحنة، وينتمي إلى إقليم (برقة) المتاخم للسودان، حيث مكبّ الجهاد الليبي، ومركز قيادته المتمثلة في شيخ الشهداء ورمز الجهاد الليبي (عمر المختار) وقد تأثرت على نحو بالغ، بعمل ذلك الضابط السوداني الجسور الذي يمثل قمة الإقدام والشهامة، وهزتني تلك الشهادة التاريخية الرائعة بعنف شديد، لأنها صادرة من رجل أجنبي، ضالته المنشودة هي الحقيقة وحدها، وظلّ يعلن في ثنايا كتابه من حين لآخر، عن التزامه التام بموقف الجهاد، ويذكر الحقائق في كلّ ما يكتبه، لأحيّ الأشقاء من أبناء السودان وبناته، وأعلن اعتزازي بهم وتقديري لهم جميعا، وتثميني الرفيع لذلك العمل البطولي، وفاء لروح التضحية والفداء، ومواقف النبل والمروءة والشجاعة . .

    ملاحظة:
    (نظيم بك) الذي ذكره “جورج ريمون” وبأن ذلك الضابط السوداني قد انضم تحت قيادته، وهو يقود صفوف المجاهدين الليبيين المعسكرين عند مشارف (طبرق) ، هو المقدم (نظيم بك) آمر منطقة (طبرق) العسكرية. وهو أحد الضباط الأتراك الذين بعثتهم تركيا بعد الغزو الإيطالي لليبيا التي ما تزال حتى ذلك الوقت رسميّا تابعة لتركيا، وذلك لقيادة صفوف المجاهدين الليبيين في حرب نظاميّة ضد القوات الإيطالية، وكذلك تدريبهم على استعمال الأسلحة، وعلى عمليات التكتيك القتالية، في محاولة متأخرة من جانب تركيا، بعد إهمالها لليبيا لعقود طويلة من الزمن، حتى باتت (إيالة) منسيّة إلا من جمع الضرائب المرهقة والمفروضة (بالكرباج) على شعبها. . ؟! وهي أيضا محاولة غير ذات جدوى لإنقاذ ليبيا من الوقوع في قبضة الإحتلال الإيطالي.. ؟!
    كان من بين المشهورين من أولئك الضباط : العقيد (أنور باشا) الذي كان ينتمي إلى أسرة السلطان العثماني آنذاك، ويتولى قيادة منطقة درنة والجبل الأخضر بصفة عامة، ومعه رئيس أركانه المقدم (مصطفى كمال) الذي أصبح فيما بعد أول رئيس لجمهورية تركيا، بعد إلغاء السلطنة العثمانيّة، والخلافة الإسلامية. وقد لقب بلقب (أتاتورك) أي (أبو الأتراك) وينظر إليه البعض ، كمؤسس لدولة تركيا الحديثة؟..!
    أما المقدم (عزيز المصري) فقد كان يتولى قيادة منطقة بنغازي العسكريّة، في حين كان الملازم (عصمت إنونو) مع المقدم (نظيم بك) بمنطقة طبرق، وهو الذي خلف (كمال أتاتورك) بعد وفاته عام 1938 فى رئاسة الجمهورية التركية. . ؟!
    غير أن تركيا التي كان يطلق عليها الأوربيون يومذاك إسم الرجل المريض) ما لبثت أن خارت قواها وتخاذلت وتخلّت عن ليبيا جهارا نهارا، وسلمتها لإيطاليا في معاهدة شهيرة ومذلة لتركيا، هي (معاهدة لوزان) في شهر اكتوبر من عام 1912 رضخت فيها تركيا لشروط ايطاليا، لدرجة فرضت عليها فيها سحب جميع ضباطها وجنودها بكامل اسلحتهم وعتادهم وتجهيزاتهم من ليبيا فورا، ودونما شروط . . ؟!
    وهكذا. . وجد الليبيون أنفسهم، بين عشيّة وضحاها، عزّلا وبمفردهم، وجها لوجه أمام عدوّ غاشم يفوقهم عددا وعدة .؟!
    ورغم ذلك، قاوموا وصمدوا في وجه ذلك العدوّ، نحو ربع قرن من الزمن، وليس في حوزتهم من الأسلحة ، سوى تلك التي كانوا يفتكّونها عنوة في وطيس المعارك، من أيدي أعدائهم الإيطاليين . . ؟! .

    محمود الحاسي
    (الضفتان عدد مارس 2006)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de