|
Re: كيف السودان؟؟ السودان كويس بس عاوز فلوس (Re: هشام حامد العبيد)
|
الأخ / هشام لك طيب التحايا
لم أبغض شيئا في حياتي، بغضي هذه العبارة ،بل أمقتها وأستهجنها ، و أحتقر مردديها ورواتها ،وكم حدثتني نفسي بكتابة مقال يشجبها ويذم من يقولها غير أن ظروف العمل والأسرة لم تسمح ، وأحمد لك أنك تناولت هذا الموضوع في هذا الخيط فلك الشكر . نعم عندما هاجرنا منينا النفس بالمال الذي يجلب الرفاهية مع محدودية طموحنا في هذا المجال لأننا إنطلقنا من مرحلة متدنية تاريخيا ولم تكن المعيشة اليومية تشكل لنا عائقا أو هما ،أما اليوم فأصبحنا نملك وعي الإستهلاك ونشقى به، ونكدي ونجهد من أجل الأساسيات مثل الخبز واللحم والزيت والتعليم والعلاج والسكن التي لا يستطيع أي فرد من الطبقة الوسطى هذا إن وجدت إلى الآن طبقة اسمها الوسطي أن يوفرها من راتبه مما أوجد حالة الفساد التي تستشري في سودان القوي الأمين الذي ضرب لنا أسوأ مثل وقدوة في الثراء الحرام وحياة البذخ والرفاهية وجلب كل معرفته الإستهلاكية وأحلامه الطلابية وعاشها واقعا أمام أعين الفقراء والمطحونين الذين مارس معهم كل أنواع الجباية وتفنن فيها وخلق لها المناسبات فزادهم فقرا وحرمهم من مجانية التعليم والصحة ودعم الخبز والسكر والبترول ..إن هؤلاء الألفوات الذين استولوا على السلطة في السودان لم يكونوا يدركون ماهم مقدمون عليه وما حللوا وما بحثوا في نتائج أعمالهم وإنما خدعتهم طموحات رجال إنعدم عندهم الضمير والخلق فانساقوا وراءهم يرددون شعارات ما أخضعوها للتمحيص والسؤال ليتصوروا كم المآسي التي سيجلبونها على هذا الشعب التعيس الذي لا يري منه الغادي والرائح من دول الإغتراب إلا سكان الخرطوم ، ومن سكان الخرطوم لايري إلا أهل المركز الذين يراهم في شارع الجمهورية والقصر والنيل ثم يرجع إلينا بهذه العبارة المؤذية للمشاعر لأن عقله الصغير لا يستوعب أطراف العاصمة ناهيك عن أقاليم السودان المترامية التي لا يري أهلها غير البؤس وشظف العيش فحكومة الفهلوة السياسية تلمع وتجمل في ما يلفت نظر الطبقة التي يمكن أن تنافسهم على كراسي الحكم ، أما مشاريع التنمية الفعلية والمستدامة في هذه الأقاليم فلا حاجة لهم بها لأن مستحقيها لا يقومون بالثورات ولا ينافسوهم على السلطة . ومع شديد الأسف يا هشام يا اخوي غالبية المرددين لهذه العبارة من خريجي مدارس السودان وعلى رأسها جامعة الخرطوم التي قال الدكتور منصور خالد عن شهادة من تخرج فيها شهادة ميلاد طبقي ) فهؤلاء قد أرضت الحكومة غرورهم لأنهم يملكون السيارات ولا يحبون الوقوف في صفوف البنزين، أما من يمشي على قدميه فلا حاجة له في الخبز والعلاج والسترة باللبس . الوقت يداهمني والموضوع طويل ومقستو تشق وسوف أحاول العودة .
أبوحمد
| |
|
|
|
|