|
|
 المحـراب : وردة محبـة لشيبة
|
الإنسان .. وما يدريك يا سيدي ما الإنسان .. قمة ما صور الخالق في الخلق .. ما أروع هذا العصب النابض طول العمر بالجمال .. تجدك تجثو حواسك لديه .. ترهف السمع .. تتوضأ بضياء الملائك .. تدخل على نفحاته الأثيرية .. برهبة أول الأمر ثم شوق .. وفضول واطمئنان .. كأنك تدخل المحراب .. تتوضأ بالسناء المطلق .. تخلع نعلي المادة .. وتدلف إليه وأنت محض روح .. يطربك بمصطفى .. بأي شادٍ آخر .. وتحس لديه بالدفء والإلفة الخاصة .. تتلون إهداءاته حسب المخاطب .. وتتنوع حسب الظرف .. لكن تظل تنبع من ذات القلب العامر .. والأذن الدربة .. الخبيرة .. فلا يؤذي سامع .. ولا يهدي إلا من هو أهل لذلك .. تجدنا بلا وعي نبحث عن اسمه ونحن لا ندري .. نظن أننا نبحث عن آخرين .. حتى إذا تعثر النظر على اسمه .. تجد الواحد وبدون تردد يحرك المؤشر نحو ما وجد.
تجدني رغم مساحة البعد الممتدة .. بين آخر ما قد شارك به .. وبين الآن .. أتمنى لو يصدق ظني فأجد ذلك الاسم اللطيف .. والذي ارتبط لدينابصورة مصطفى والعمامة ..
وأدي الخطاوي الراجعة ليك
في سكتك عشم الوصول
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المحـراب : وردة محبـة لشيبة (Re: جبران)
|
كان صادقا وكانت كذوبة .. فلما كذبها صدقته
........
التقاها ساعة حزن .. تلى عليها أوراد الحزن .. ففرحت
.......
مر بأبيه دونما التفات .. فتجاوزه الزمن
.......
وريفة هي امرأة الحاكم .. فهي الوحيدة التي تحنو عليه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المحـراب : وردة محبـة لشيبة (Re: جبران)
|
مثلا إذا أمسكت جناح الغيمة وحاولت أن تعتصر منها السعادة لتطعمها لأولئك المنسيين .. في نواحي الكون .. الخفاف الرهاف .. الذين لا يحس بهم العامة .. تجد أن الغيمة تهبك أنت أولا .. وتدلق نحوك كل السكينة والاطمئنان .. أما إذا ما حاولت شطب النهار من خارطة العالم تجد أن الظلام قد اكتنفك .. فكن أنت الوجود .. وحاسبنا بعد ذلك على الكلمات ...
في ذات سناء .. مرت على الذاكرة ساعة من ساعات الطفولة .. خلفتني بتنهيدات .. وبقلب معافى .. وجاهز للطعنات الجديدة .. فهنيئا لكم يا من تطعمون لحمي .. وتجنون ثمري .. فقد طاب القطاف
أسلمتني بلدي دونما قصد منها للغربة .. ولا تسلم القلب الضلوع .. وصارت في الحلم تنادي أن ولدي ولدي .. وأنا أبكي أمي .. أمي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: المحـراب : وردة محبـة لشيبة (Re: جبران)
|
تسامرت ثلاث نجمات .. صرن يتحدثن عن القمر .. عن غيابه المستمر .. عن انكفائه على نفسه أغلب الليالي .. وكيف أنه لا يستعيد نضارته سوى ثلاث أيام في الشهر .. عن صمت الطويل والعشاق يبثونه لوعاتهم ... عن احتجابه خلف أي غيمة حزن تمر عليه .. ولم يغب عليهن أن يذكرن كيف أنه لا ينفك يذكر الناس بمرور الأيام والليالي الطيبات ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المحـراب : وردة محبـة لشيبة (Re: جبران)
|
انفلت من قلب الظلمة شعاع .. علمني أن الظلام لا يا ينطوى على السواد فقط .. وبعض الليالي حميم .. لماذا نرقب صبحا رخو .. بينما هذا الليل العتي يضم بين جنباته الإلهام .. فهل الفكر العبقري هباء .. (قال درويش)
سأكون ما كانت رؤاي
سأعيد ترتيب الدروب على خطاي
مللنا الانتظار .. وملنا الانتظار فهل من مسير .. تجاه الحياة .. تجاه الضياء تجاه ما نحب أن تكون عليه المعطيات .. فليس من نور مطلق ولا ظلام مطبق .. ولكن ما كان الاحتمال .. قد يكون في قولي شطط ..
لكنني أجد في كتابة فرح عميم وفي ذات كتابة .. حزن مخبو دفين .. وأعود في بعض الأيام لها بذاتها فأجد أن الحزن أوضح وأن الفرح مظهر باهت يحاول الخروج .. لذلك أجد أن لدى كل الكتاب في البورد بمختلف محركاتهم للكتابة .. أجد الكثير من الاحتمالات .. فلا يحق لنا أن ننتقد الشعر .. بل ننتقد الصناعة الشعرية .. لا ينتقد المعني بل المبنى .. والتقنية والأسلوب ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المحـراب : وردة محبـة لشيبة (Re: جبران)
|
رأيت في ما يرى الساهر في التلفزيون .. شاعر .. آلمني جدا أني ضئيل تجاهه لدرجة تصعب على الوصف .. ابتدر قصيدته في ذات مساء .. بأن تمنى لو يكون وزيرا للتعليم واستمر .. فأيقظ في الذات روح الدهشة .. فصارت تتبع طريقته المميزة في الإلقاء .. حتى أرهفت شغاف القلب .. يأخذك لفظه بشدة .. ودهشة .. فقط يتيحك منه لحظة .. لتسترد أنفاسك المبهورة من جراء المعاني الجديدة .. عندما يسكت بين المقطع والمقطع .. ثم يعود بك في الركض العنيف بين القمم والسفوح .. ويظل في ذلك النسق .. وفي داخلك أمل يستزيده ... فلا يلبث أن يصمت .. فتقول ليه لم يفعل .. ليت منا من يرد علينا بردة هذا النص .. لنلتحف به من ظن لئيم .. أن ماتت حواء الكلمات ..
تبرز الروح الشاعرة دونما حاجة لأي تلميع في حرف .. في التفاتة .. في لحظة صمت عندما يحوجنا الكلام .. خذ مثلا ابتسامة الرضا .. هل تعدلها القصائد .. النظم لا نظلمه فهو أداة للتنبيه للمعاني .. ولكن إذا عمل الشاعر كل جهده في إجادة النظم .. لم تجد الكلمة قلب يعيها .. فربما يشغله جمال النص عن الوصول للمعنى .. كالغانية التي توشحت بالجوهر واللؤلؤ ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المحـراب : وردة محبـة لشيبة (Re: جبران)
|
يا طير يا ماشي لي أهلنا
بسراع وصل رسايلنا
بقدر ما حاولت أن أرد روعة هذا النص لكتابه أو شاعره أو ملحنه أو مغنيه الأصيل .. لا أجد الإنتماء إلا في صوت أسرار .. لا أدر من أي أعطاف الوادي أتت هذه الأسرار .. فقد رتبت أنفاسها لتخطف أنفاسنا .. مع كل أنة مموسقة أو تنغيم .. أغلب الظن أن ما يميزها عن المؤدين الآخرين .. هو كثافة الشجن الخارج وصوتها .. كما كان يفعل مصطفى .. الشجن .. الروح الكامن خلف الصوت .. الاحتمال الذي يجعل هذا الطير .. كائن يطير من صدرك في فضاءات لا محدودة يسافر كطير صلاح ومحمد المكي .. يحتال هذا الطير إلى سرب من العصافير البيضاء .. المسافرة تحت الشمس الضحيانة نحو الوطن .. تحت المطر .. وسط الرياح .. يسد عنك الأفق ..
تربكني حينما تستدعي آخر نفس من صدرها فيهتز جسدها .. لتمكن الصوت من حمل المعنى المطلوب .. أو حينما يستبد بها الطرب .. فغمض عينيها في إبحار .. لتوغل في مناجاة صادقة لعاطفة صادقة .. وبغتة تصحو .. ربما عند انتهاء المقطع .. أو قبل ذلك .. فتعود تبصر المفردات .. فإذا هي في ابتسامة خجلى .. معتذرة عن مغادرتها غير المقصودة .. خارج حدود الجسد .. فتعود فتدرك أننا لا نزال هناك .. نسمع ... وربما نرى .. وفي حقيقة الأمر أن الكثير منا .. من آذنت له مبادرتها .. يسرف أيضا في الرحيل .. إلى تلك العوالم الخاصة بالروح .. فيسافر في سفر مشابه .. ويحوم في فضاءات شبيهة .. وربما تكون مختلفة .. فلكل ليلاه .. فتدركه نهاية المقطع فيعود في ضيق غير معلن .. لرحاب المادة
والشوق ما تنسى يا طائر لكل البسألك عنا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المحـراب : وردة محبـة لشيبة (Re: جبران)
|
متقاذف الواحد منا بين برد اليقين .. ونار الطموح .. بين سلامة العودة .. وشغف الرحيل .. نتغنى نحتاج لنسمة من الوطن .. لكن نخاف سماءه وغيومها الداكنات .. نسأل عن تفاصيل الأحباب .. لكن نهاب البعد في قربهم ..
يا أنت يا أخت المنى ورفيقتي
في غربتي وتلهفي وعنائي
قد بت في بلدٍ غريبٌ أهلها
وأبيت في وطني غريبٌ نائي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المحـراب : وردة محبـة لشيبة (Re: جبران)
|
بماذا يعود الواحد منا .. من غربته .. سوى بفجوة كبيرة في الوجدان وغياب عن الذاكرة الوطنية .. وبعض الأمراض .. وكمٌ هائل من الحنين .. وربما بعض الوهم .. ولكن رغم فداحة الغربة .. إلا أنها تقسره على السماح والتسامح مع الوطن .. تشعل في دواخله الحنين والانتماء .. وتجعل من الوطن ذاكرة ممتدة من الأيام الجميل .. والشخوص الرائعين
بلادي وإن جارت علي عزيزة
وأهلي وإن ضنوا علي كـرام
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المحـراب : وردة محبـة لشيبة (Re: جبران)
|
رفيقة القطـار
كنت قد وصلت للمقهى قبلها ببعض دقائق .. وقد ألفت عيناي اختلاف الضوء الخافت عما هو في الخارج .. والنهار الصادق من شمس الخرطوم .. تلك التي أغضبت المطر في ذات يوم .. جلست أحاور الشبكة العنكبوتية .. عساها تجيئني بأخبار من أحب ومن أريد أن أكون .. راودني ملل قليل من بطئها .. واجتاحني ضيق أن لا أخبار فيها .. فهاهو صندوق بريدي توجد به بعض النشرات .. أعتم المكان بغتة .. إذ أن ضوء النهار يأتي فقط من جهة الباب .. فلتفت بعفوية نحو الباب .. فإذا بقامة تقرب للنحول منها للأمتلاء تسد الأفق .. وتدخل تاركة المجال للضوء .. ولنا أن نعود لذات الملل .. لم تشغل من بالي مثقال بايت بعد ذلك .. ورجعت أحاول تكنيس الصندوق وإخراج النشرات إلى الخارج
وبعد أن خرجت من حوش بكري العامر .. حانت مني التفاتة صوب الشاشة المنتصبة خلفي .. فرأيت تلك الشاشة التي –لا تغباني – هي ذاتها .. ذات الحوش .. سوادنيز أون لاين .. وسرني أن أراها تكتب شيئا .. عرفت أني في حضرة ما .. وجلست مبهوت الأنفاس أن من عساها تكون .. عدت إلى شاشتي لا أهتم بتفاصيلها أكثر من سماع الإيقاع المترف في لوحة المفاتيح خلفي .. تتراص الكلمات ثم مسافة ثم كلمات أخرى .. ثم مسافة من الصمت .. ثم تبدأ الكلمات مرة أخرى تتري .. بإيقاعات مختلفة مرة فمرة .. تارة وكأنها تبحث عن كلمة استعصت .. فتحس بخفق الـ back space السريع الخاطف .. ومرة تتسارع الحروف .. أعتقد من أجل اللحاق بمعنى جديد ورد أثناء الكتابة .. أوان ذلك أحسست أننا في تواصل بشكل من الأشكال .. على بعد نصف متر .. وبعد تجربة ممضة في عدم وجود رسالة .. ها أنا في حضرة من أهوى .. واحدة من أهلي .. أقرباء سوادنيز أون لاين .. لا يفصلنا سوى هذا المتر والنصف ..
بدأت أصيخ السمع لدرجة أن المفاتيح صارت تشبه الحروف .. وأن الكلمات كانت .. تتراص وكأنها تنقش في عقلي .. قاومت التفاتة لأتبين شكلها .. وحمدت لنفسي مقاومتها .. لحاجة في نفس يعقوب .. جلست ما شاء لي منظم المقهي .. وخرجت من المقهى وأنا لا أعلم من هي .. فقط أذكر عطرها المهذب .. وتركتها هناك تساهم في بث الإشراق بين العالمين .. وتعملق في دخيلتي عشق حارتي وبلدتي وهذا المقهى المنعزل .. إذ أنها فيه ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المحـراب : وردة محبـة لشيبة (Re: جبران)
|
العزيز منصور علي
لك التحية .. وعلى سبيل المحبة أهديك هذا المقطع ..
قال شاعر
محبته شرطُ القبولِ، فمن خلتْ
صحيفتُه منها، فقد زاغَ واشتطَّا
ولك أكثر من ذلك .. المحبة التي لا تشترط القبول .. فقد حللت وادي بك جد محتفي .. وللوفاء أهل
| |
|
|
|
|
|
|
| |
nashaat elemam
mansur ali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست