تركوا ذويهم امـــنين وذهبوا يمطروا ذوينا بقنابل طائراتهم وراجمات جيشهم وانتهاكات جنجويدهم

Quote: الطيار السوداني الاسيرلدى الحركة والمحك الأخلاقي لحكومة الإنقاذ أبو نمو وادي[email protected] الرياض – السعودية غطت وسائل الإعلام المحلية والعالمية بكثافة قبل يومين خبر الطيار السوداني النقيب / معاوية عبيد عوض الله الذي أسقطت طائرته العمودية من قبل ثوار حركة تحرير السودان بمنطقة شعيرية شرقي مدينة نيالا وتم أسره حيا أثناء تنفيذ عمليات في مواقع الحركة في تلك المنطقة . رغم إعلان الناطق العسكري لحركة تحرير السودان (القائد دربين ) عن خبر اسر الطيار بالتليفون من موقع إسقاط الطائرة ، حسبما نقل عنه في خبر نشر في موقع سودانيز اون لاين ، الا انه ولسبب غير معروف اقامت أسرة الطيار سراديب العزاء باعتباره ميتا ، وربما اعتقادا منها أن حركة تحرير السودان تتعامل بنفس اخلاق قادة الانقاذ حيث اعلنوا من قبل بلسان الرئيس البشير بأنهم لا يريدون اسيرا في تعاملهم العسكرى مع الحركة - اى الكل يقتل - وذلك أمام الملا ووسائل الإعلام بمدينة الفاشر قبل اكثر من سنتين . وكان الخبر الملفت للانتباه هو ذهاب الفريق / عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع لتقديم واجب العزاء لاسرة الطيار . والغرابة بالطبع ليس في ذهاب وزير الدفاع لتقديم العزاء في ضابط طيار مات أثناء تادية " واجبه " وانما الغريب هو أن الحكومة وحتى بعد إسقاط الطائرة وبعد تسيير متحركات عسكرية عدة في شرق دار فور وحرق عشرات القرى هنالك وتدمير مرافق المياه ، بعد كل هذا تقول أنها ملتزمة بوقف إطلاق النار وان قواتها في مواقعها وطائراتها جاثمة في مطاراتها ، وانكرت كل التقارير التي تحدثت عن تجاوزات واسعة لقواتها في دار فور في ظل وقف إطلاق نار نافذ !! فالسؤال الذي يطرح نفسه بشدة هو : إذا كانت الحكومة ملتزمة بوقف إطلاق النار أرضا وجوا فإلى من تتبع هذه الطائرة العمودية التي تم إسقاطها في مواقع تابعة لحركة تحرير السودان ؟ هل تكون الحركة قد أسقطت طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية السودانية في رحلتها اليومية إلى نيالا مثلا ؟ ولكن لحسن الحظ فان الطيار نفسه قد أجاب على هذا السؤال المحرج ليضع النقاط فوق الحروف . وفى أجواء مليئة بالحزن والوجوم في مدينة النيل في أم درمان رن جرس الهاتف في منزل الطيار " الشهيد " معاوية عبيد وقامت " الأرملة " زوجته متثاقلة الخطى وهى منهكة بالبكاء والسهر لترد على الهاتف وهى متأكدة أن هنالك بالطرف الآخر أحد المعارف البعيدين يقدم لها العزاء كما هو متوقع ولكن من هول المفاجأة أن محدثها من الطرف الآخر هو زوجها " الشهيد " ، وحتى لا تذهب هي الأخرى إلى الدار الآخرة من هول المفاجأ هدأ الطيار من روع زوجته وحكى لها ولبقية أفراد أسرته ما جرى له ، وحديثه باختصار وبنوع من التصرف كالآتي : أولا قال انه يتحدث الان من احدى المعسكرات الخاصة بحركة تحرير السودان في دار فور ومن تليفون الثريا الخاص بالقائد الميداني للمعسكر وان ما جرى له هو انه أثناء تنفيذ هجوم برى وجوى على أحد مواقع حركة تحرير السودان في مناطق شعيرية تم إسقاط طائرته بصاروخ(مع ملاحظة أن ذلك تم في ظل سريان وقف إطلاق النار) ، واثناء محاولته القفز بالمظلة وقع على الأرض مغميا عليه ووجد نفسه بعد ذلك بفترة في معسكر لقوات الحركة وقد قام فريق طبي تابع للحركة بمعالجته وتم معاملته معاملة حسنة وجرى تطمينه بأنه الان أسير وانه آمن لان الحركة لا تقتل الأسرى من منطلق ديني أولا والتزاما بالمواثيق الدولية بهذا الخصوص ثانيا وللمزيد من الاطمئنان ناول قائد المعسكر تليفونه الخاص للاتصال بأهله وابلاغهم بأنه حي يرزق وانه سيعود إليهم إنشاء الله ... هذا كان باختصار مضمون الاتصال الذى أجراه الطيار بعائلته وبقية القصة معروفة بتفاصيلها الكثيرة ومنها ، أن العائلة قد سجلت رسالة شكر لقيادة حركة تحرير السودان وان جريدة "السوداني" - والتي غطت الحدث بكثافة وغابت بالطبع عن تغطية مجازر الجيش والجنجويد في دار فور طوال الثلاث سنوات الماضية - اتصلت بالناطق الرسمي للحركة الأستاذ / عصام الدين الحاج ووعدهم أن الحركة ستطلق الطيار بدون شروط كما أطلق قبل أيام اكثر من أربعين اسيرا آخرين بدون شروط .وقد نقلت أيضا جريدة " السوداني " تعليقا من أحد أشقاء الطيار عندما قال ( أنا لم استغرب المعاملة الطيبة التي وجدها معاوية من حركة تحرير السودان ....فهذا هو السودان " . ولكنى في نهاية هذا المقال رغم اتفاقي مع الأخ / هاشم شقيق الطيار الأسير انه ليس بمستغرب أن تعامل جيش حركة تحرير السودان الأسرى بصورة طيبة (لان هذا هو السودان على قوله ) ولكن هل الطرف الآخر من الصراع(الحكومة ) يعامل الأسرى بنفس الأسلوب ؟ وإذا كانت الإجابة بالنفى (وهى قطعا كذلك ) لماذا الطرف الآخر لا يتمثل بأخلاق السودان والإسلام ، وهل الأخ شقيق الطيار الأسير سبق أن سأل شقيقه لماذا يشارك هو وزملاءه من الطيارين الآخرين في قذف قرى الآمنين بالطائرات في دار فور ؟ وأين (هذا السودان) في هذه الحالة ؟ أبو نمو وادي الرياض – السعودية الجمعة 3 مارس 2006 م