لا أشك أن بعض المسؤولين الحكوميين وبعض الزملاء الصحافيين الموالين للإنقاذ (رحمة الله عليها) مصابون بانفصام حاد في الشخصية.. يجعلهم يعيشون تناقضا حادا بين أيام (الإنقاذ) التي ولت، وأيام (يان برونك).. الذي لم يأت الى السودان محتلا كما يصور البعض، بل جاء بموافقة كاملة وترحيب من حكومة السودان التي وافقت على القرار 1590 الخاص بإنشاء بعثة الأمم المتحدة في السودان الصادر من مجلس الأمن في جلسته رقم 5151 بتاريخ 24 مارس 2005!! وقدمت حكومة السودان فيما بعد كافة التسهيلات المطلوبة لتيسير عمل البعثة في السودان، وتعاونت معها الى أقصى حد في ذلك - وهو شيء تحمد عليه بدون شك. وللتذكير، فإن المهام التي أوكلت للبعثة كثيرة جدا ومتنوعة.. تبدأ من دعم ومراقبة تنفيذ اتفاق السلام بشتى الوسائل والطرق التي وردت في الفقرة 4 (أ)، وتنتهي بـ (حماية وتعزيز حقوق الانسان في السودان، وتنسيق الجهود الدولية الرامية الى حماية المدنيين مع ايلاء اهتمام خاص للفئات الضعيفة، بمن في ذلك المشردون داخليا، واللاجئون العائدون، والنساء والأطفال، في نطاق قدرات البعثة وبالتعاون الوثيق مع سائر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة والمنظمات غير الحكومية) التي وردت في الفقرة 4 (ج) من القرار. ويطلب القرار من جميع الأطراف (على رأسها حكومة السودان) أن تتعاون تعاونا تاما في نشر البعثة وفي عملياتها.. وضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة والأفراد المرتبطين بها في كافة أنحاء أقاليم السودان وضمان أمنهم وحرية تنقلهم - حسب الفقرة (6). ولم تعترض الحكومة على القرار ولكنها رحبت به، وقدمت للبعثة كل التسهيلات.. وتعاونت معها الى أقصى حد ممكن.. الأمر الذي جعل رئيس البعثة يان برونك يشيد في أكثر من مناسبة بتعاون الحكومة، بل ويتناسى في بعض الأحيان القيام ببعض المهام المذكورة في القرار خاصة المتعلقة بحماية حقوق الانسان في السودان.. وعندما سألت برونك في حوار خاص قبل بضعة أيام عن عدم فعالية البعثة في حماية حقوق الانسان في السودان، تعذر بحجج واهية.. منها أنه لا يستطيع أن يفعل كل شئ بصورة شخصية.. وبأن البعثة لا تعلم كل شئ عن الانتهاكات التي تحدث حتى تتحرك لحماية الأشخاص الذين تنتهك حقوقهم (اقرأ الحوار ص 13) وهي حجج واهية، فلم يطلب احد من برونك أن يتحرك بصورة شخصية، فلديه جيش جرار من الموظفين يقبضون مرتبات وأجوراً عالية، فلماذا لا يستخدمهم السيد برونك لمراقبة وحماية حقوق الانسان في السودان؟! كما أن التعذر بأن البعثة لا تعلم كل شئ، تبرير ضعيف، فلم يطلب منها أحد أن تفعل شيئا في الحالات التي لم تأخذ بها علما، بل كان السؤال.. ماذا فعلت في الحالات التي أخذت بها علما)؟! أما الذين يحاولون إيهام الناس بالحديث عن تجاوزات برونك وبعثة الأمم المتحدة.. فهي محاولة فاشلة لاستغفال البسطاء وإيهامهم بأنهم ضد الأمم المتحدة ويان برونك، مع أنهم يعلمون تمام العلم بأن يان برونك وبعثة الأمم المتحدة وقوات الأمم المتحدة.. جاءوا الى السودان بعلم وموافقة وترحيب حكومة السودان - التي كانت في ذلك الوقت حكومة الانقاذ الوطني، وهم سدنتها وعرابوها والمؤيدون لها. ويعلمون تمام العلم.. المهام المطلوب من بعثة الأمم المتحدة تنفيذها، فلماذا يصرخون ويبكون، ولمن يذرفون الدموع؟!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست