بالرغم من أن إقدام الحكومة لأول مرة على مساءلة مبعوث الامين العام للامم المتحدة يان برونك ينبغي ان تكون محور هذا المقال باعتبار أن ذلك يمثل إنتصاراً (متأخراً لكرامة الشعب السوداني، فإنني سأعرض إلى خبرٍ إستفزني كثيراً نشرته صحيفة السوداني في صفحتها الأولى بتاريخ ٠٢/٢/٦٠٠٢م مؤجِّلاً موضوع الصفيق يان برونك الى الغد إن شاء الله. يقول الخبر: (إستنكر عدد من التجار الشماليين يقيمون في جوبا ما تردد عن وجود تأشيرات وتفتيش أوراق ثبوتية للشماليين في مطار جوبا أو داخل المدن الجنوبية. وأود أن أتساءل معقباً على الخبر: أيهما نصدق خبر الصحيفة أم النائب الاول لرئيس الجمهورية الذي هو رئيس حكومة الجنوب (سلفاكير الذي أكد في مؤتمره الصحفي في الخرطوم بتاريخ ٨٢/١/٦٠٠٢م أن (فحص الاوراق الثبوتية لغير الجنوبيين أمر ضروري لدخول الجنوب وبرر تلك الخطوة بقوله: (يمكن ان يأتي الاجانب من الخارج ويدعو انهم جنوبيون ثم قال: (وهذا يجعل من الضروري فحص الاوراق الثبوتية. ماذا نفعل يا ترى مع من يصرون على أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك وعلى أن ينفوا حقيقية أن التجار الشماليين الفارين من جحيم الجنوب يعيشون بيننا الآن وقد أجرت (الانتباهة مقابلات مع بعضهم حكوا فيها كيف نجوا بجلودهم تاركين وراءهم عرق الآباء والأجداد الذين هاجر بعضهم الى الجنوب في بداية القرن العشرين وكيف قُتل الكثيرون منهم في أحداث الاثنين الأسود وبعده وكيف أُحرقت المتاجر ونهبت بل وكيف تعرض سوق كنجو كنجي في جوبا للحرق عدة مرات بعد ذلك كان ضحيتها التجار الشماليون.. إسألوا محمد جابر المدير الذي فرّ الى الشمال بعد أن قضى معظم سنِّي عمره الذي تجاوز الستين عاماً في الجنوب متزوجاً من ثلاث جنوبيات أنجب منهن العديد من البنين والبنات وهو يتحدث تسع لهجات محلية.. إسألوا محمد الفاتح شلبي.. إسألوا صديق كوراك الذي هاجر جده الى الجنوب عام ٤٠٩١م ومات هناك وكيف فر من المحرقة والتطهير العرقي الذي طال الشماليين.. إسألوا المئات من هؤلاء العائدين وستسمعون عجباً! مشكلة الشماليين في الجنوب أكبر في نظري من مشكلة الخرطوم التي أستبيحت وأغتصبت في يوم الاثنين الأسود بتدبير من الحركة الشعبية التي تتشدق اليوم بأنها حريصة على الشماليين كحرصها على أبناء الجنوب والتي تعمل، في غفلة من بعض السذج، على الإنتشار وسط الشماليين بالرغم من أنها ما جلست على مائدة التفاوض في نيفاشا إلا متحدثة باسم الجنوب وحامية لمصالحه ولم تحصل على التنازلات الكبيرة التي نالتها إلا خصماً على حصة أبناء الشمال الذين تدعي أنها تدافع عن مهمشيهم! أقول إن المفارقة الكبرى في مشكلة التجار الشماليين في جوبا والجنوب تكمن في أن اليوغنديين والكينيين (الاجانب هم الذين حلوا محلهم وبالرغم من ذلك فإن ظاهرة الشكوى (ونغمة مواطني الدرجة الثانية التي لا يمل بعض مثقفي الجنوب وقيادات الحركة الشعبية من ترديدها، لوصف حالهم في الشمال، لاتزال هي الأعلى في مسلسل الإبتزاز الذي يمارس على الشمال والشماليين وأهم من ذلك على الحكومة المصابة بداء عضال يبدو أنه لا شفاء منه إسمه التراجع المستمر وتقديم التنازلات تلو التنازلات كلما تعرضت لابتزاز أو ضغط من الحركة الشعبية أو المجتمع الدولي وكأن كل ما منح للحركة في نيفاشا لم يكن كافياً بالرغم من أنه جرّ على السودان كل المصائب التي يتعرض لها الآن! لكن الحكومة تظل مصرة على التذرع بالصمت والصبر غير الجميل مثلما ظلت تفعل مع برونك الذي أغراه صمتها لينصِّب نفسه حاكماً على السودان وتظل الحركة متمادية في إحتقار شريكها وفي تشويه صورته في الداخل والخارج فسرقة بترول الجنوب ليست شأناً تناقشه الحركة مع شريكها في الحكم من داخل الغرف والمكاتب المغلقة بالرغم من أن الحركة ممثلة بوزير دولة في وزارة المالية وبنائب محافظ في بنك السودان بل إن ذلك أكبر من أن يناقش أو يصرح به حتى أمام أجهزة الإعلام المحلية وإنما يتم التطرق إليه مع الحكومة الامريكية على مستوى الرئيس الأمريكي ووزيرة الخارجية ومساعديها وتقام من أجله المحاضرات في الجامعات الامريكية التي لم تنس ربيكا قرنق أن تخاطبها لتمرغ سمعة شريكها في الحكم وسمعة السودان في التراب! الفريق سلفاكير النائب الاول ورئيس الجنوب صرح للاذاعة البريطانية يوم أمس الاول الموافق ٠٢/٢/٦٠٠٢م بأن الجيش السوداني لا يزال مستمراً في دعم جيش الرب اليوغندي وعندما سئل حول الدليل لاثبات قوله قال إنه (لا يملك دليلاً مادياً حسبما أوردت (الخرطوم مونتر تخيلوا أن سلفاكير لايتورع عن التشنيع بشركائه في الحكم على رؤوس الأشهاد ومن خلال إحدى أهم وسائط الإعلام العالمية بدون دليل! فهل من تشاكس أكثر من هذا وهل من حكومة في الدنيا تهون على نفسها وعلى شركائها كما هو حال حكومتنا التي تعلمت أن تصمت حتى عندما يكون الكلام واجباً أو بالأحرى عندما يكون الفعل واجباً!
02-25-2006, 05:23 PM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48856
Quote: وأود أن أتساءل معقباً على الخبر: أيهما نصدق خبر الصحيفة أم النائب الاول لرئيس الجمهورية الذي هو رئيس حكومة الجنوب (سلفاكير الذي أكد في مؤتمره الصحفي في الخرطوم بتاريخ ٨٢/١/٦٠٠٢م أن (فحص الاوراق الثبوتية لغير الجنوبيين أمر ضروري لدخول الجنوب
You clearly belief the reports in the news paper about the Arabs.How can you belief an african/Southerner? If you do you would not be a miserable sepratist who want to split Sudan to rule it in little pieces under the stupid " the Mashroa elhadari" which is dead and buried. wake up fanatic, the whole world is uniting and you are trying to split Sudan
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
لكرامة الشعب السوداني، فإنني سأعرض إلى خبرٍ إستفزني كثيراً نشرته صحيفة السوداني في صفحتها الأولى بتاريخ ٠٢/٢/٦٠٠٢م مؤجِّلاً موضوع الصفيق يان برونك الى الغد إن شاء الله. يقول الخبر: (إستنكر عدد من التجار الشماليين يقيمون في جوبا ما تردد عن وجود تأشيرات وتفتيش أوراق ثبوتية للشماليين في مطار جوبا أو داخل المدن الجنوبية
Yasir Elsharif
Adil Isaac
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست