|
حبّنا ، وحبهم .... ويا بختهم
|
زمان الحب كان عبارة عن كوم بتاع تلتلة ... وزمان دي موش على أيام عنترة وعبلة ، أو قيس وليلة ، أو كثير وعزة ، زمان دي قريبة جدا ... ايام نحن كنا مراهقين ، وشباب ، وكده ... كانت وسائل التواصل محدودة وضعيفة ، والكثير من حالات الحب كانت تنتهي بعلقة من والدي أحد طرفي الحب ... الجوابات الغرامية ، والتي تضطرك لحفظ عدد من التعابير ، والمفردات المصطنعة والمعلبة ،،، ثم التوقيت ، كيف تختار التوقيت المناسب لتسليم خطابك ، وما هي الوسيلة المثلى للتسليم ... فإن أرسلته بالبريد لأن حبيبتك تعيش بعيدا عنك ، فإن مدير المدرسة يفتح كل الخطابات المرسلة للطالبات ... وإن كنت ستسلمه باليد فإن هناك مجازفة كبيرة تتمثل في محاولة الاقتراب من بيت أهل الحبيبة ، وطبعا في الداخل ربما يراقبك أبوها أو أبوشنب أخوها ،،، وإذا رميته بالخارج لتأتي حبيبتك وتلتقطه فإن احتمال التقاطه من شخص آخر وارد ... ثم هناك الواسطة ،،، وهي أن تستغل إحدى أخواتك أو قريباتك لإيصال رسائلك ، وعواطفك ، وبوحك ... وهذه مسألة بالطبع غير مأمونه فربما يتغير الكلام ويتبدل ، وربما يصل ناقصا ، وربما لا يصل مطلقا ،،، ومن المؤكد أن السر سيذيع ... كما أن استغلال أختك أو قريبتك يعني ضمنا أنك تضمن حياديتك عند ضبط أي منهما متلبسة بحالة حب ، وهذا يعتبر مستحيلا ... بخاف يا إنت لو جيتك ألملم في خطاوي الشوق وأزور بيتك يقولوا عليّ حبيتك وسر الريدة بينا يذيع ومن إيديّ إنت تضيع وأعيش بعدك حياتي جفاف مواسم ريدها ما فيه ربيع أغنية ( بخاف ) للرائع أبو عركي ، كتبت على ما أعتقد في السبعينات ، والسبعينات تنتمي لأيام زمان ، وشاعرها كان طالبا في كلية الآداب بجامعة الخرطوم ، والجامعة كانت تعجّ بالرجال ، لكن عدد البنات كان محدودا جدا مقارنة بعدد الأولاد ... وكانت داخلية الطالبات تتبع نظاما يعتبر قاسيا بمقاييس هذه الأيام ... والعادات والتقاليد كانت مكبلة للغاية ...
أواصل ...
|
|
|
|
|
|