أسهل طريق للشهرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 00:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-21-2006, 10:15 AM

حسين خوجلي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أسهل طريق للشهرة

    أسهل طريق للشهرة
    ( مقالات من ذاكرة الأيام )
    بقلم : حسين خوجلي
    حيدر الحيدر مدقق صحافي سوري عمل في بيروت في إصدارات الثورة الفلسطينية قبل إخلائها من لبنان ، وعمل في فترة ما بعد هذا العمل مدرساً للغة العربية للصبيان بالجزائر .
    وقد حاول الكتابة الإبداعية ولكنه فشل فشلاً ذريعاً ولم يصنع له اسماً في سوريا ولا في غيرها ، وهو الآن يعيش منزوياً في قرية صغيرة بسوريا اسمها ( الحصين ) وهو يقترب من السبعين هوايته صيد الأسماك والطيور البرية والتي يقوم بتحنيطها وزرعها في غرفات منزله المتواضع ، ويعيش الرجل على ( حوالات ) ابنتيه المتزوجتين في ألمانيا وأمريكا وابنه الذي يمتلك دار نشر صغيرة اسمها مجهول كاسم أبيه . . وقد سعى كثيراً حيدر الحيدر للشهرة والثراء والبريق . . فجرب في أوائـل روايـاته مادة ( الفحش ) والتلميحات الجنسية ، ولم تفده وسقطت مثل ما سقط كل أدب الستينيات الذي تجاوزته البرمجيات العارية وأفلام الإنترنيت الفضائحية والتركيب الاليكتروني لكل التجاوزات الممكنة والمستحيلات للأفلام الزرقاء بعد أن أصبحت الإيماءات والبذاءات اللفظية لا تفيد كثيراً في حرب الغرب ضد الشرق فانتقلوا من المباشرة المغلفة والرمزية الغليظة إلى ( اللعب الخشن ) بعد أن صارت تركيا وإسرائيل تبث ما بعد منتصف الليل أفلاماً مكشوفة من الممارسات حتى ( ود الحرام ) وكلها موجهة بلا تشفير للعالم العربي والإسلامي شيبة وشباب ! .
    أما الإنترنت فقد أصبحت محطاته المشفرة لا تحتاج إلا لبعض دولارات أو دراهم معدودات وبعدها تستطيع أن تشاهد الإنسان كيف ينحط ويبلغ في الردة أسفل سافلين بتفوق يحسد عليه .
    الغرب أصبح اليوم لا يتقيد بالأدب المكشوف ولا يصنع من نجومه نجوماً مهما كتبوا ولو قدر للطيب صالح أن ينشر هذه الأيام ( موسم الهجرة للشمال ) لقام الغربيون وأصحاب مجلة حوار بطلب بطل الرواية سعيد لمحكمة العدل الدولية ولقاموا بجلد بت مجذوب مائة سوط في ميدان الأمم المتحدة بتهمة الكشف عن أسلحة إستراتيجية ! .
    الغرب الآن يحلم بكتاب أكثر جراءة وأكثر تحديداً وسفوراً وفسوقاً ، إذا رضي عنهم أسيادهم من اليهود والنصارى ، الغرب يحلم بالذي لا يملك أشواقاً صوب مكة أو المقدس . . الغرب يحلم بحالة ( رشدي ) حالة الجراءة على الدين والأصول والخالق مباشرة لإسقاط المهابة ولتدمير ميناء الحماية الأخير في المعركة القائمة والقادمة ضد المسلمين .
    وهم بعدها قادرون على ترتيب الأمان والنجومية والتلميع وخلق مناخ الاقتداء بالفاسق والجسارة ضد أي فتوى تصدر من الخميني أو حتى عمر الفاروق وقد جربتها تسنيم البنغالية والطريق مليء بالدواب الأنثى والذكر والجنس الثالث .
    حيدر الحديري أكتشف أن الطريق إلى العالمية والخروج من محيط قرية حصين السورية المجهولة إلى عز الحروب الصليبية هو طريق سلمان رشدي وليس طريق أحسان عبد القدوس ! .
    الطريق للشهرة والحماية والأضواء هو في الكوكتيل الآتي السخرية من ( الذات الآلهية ) تعالى سبحانه علوا كبيراً ، والسخرية من رسول الهدى عليه أفضل الصلاة والسلام والسخرية من القرآن والبعث والعبث بالتاريخ الإسلامي ومقدسات المسلمين . . ( وليمة لأعشاب البحر ) الرواية التي صدرت في (700) صفحة قام بإصدارها يومها فاروق حسني وزير الثقافة المصري المشبوه المنابع الفكرية والغامض السيرة والسريرة والمرضي عنه في كل عواصم الغرب والمغضوب عنه في كل الحارات المصرية والعالم العربي والإسلامي .
    أصدرها لتباع بأربعة جنيهات فقط ومثيلاتها تباع بخمسين جنيه مصري . . لماذا . لأنها تحتوى على العبارات التالية :
    1 / يصف القرآن بصفة داعرة لا تكتب .
    2 / أنهم يحكموننا بقوانين العصور الوسطى والقرآن . . وبعده ( صفة لا تكتب لانحطاطها ) .
    3 / ماركسي يداعب ( مومس ) ويعيب عليها أنفها فتقول له ( هذا من صنع ربي ) فيرد عليها ( إذا ربك فنان فاشل ) !!
    4 / يخاطب في الرواية داعرة ويقول لها إنت أطهر من ( . . . . . . ) .
    5 / وفي إحدى الصفحات يأتي بدعاء يتوجه به زنديق صوب الله لم يقل به كافر في زماننا القديم ولا الجديد . .
    6 / ومنها ( إننا ما زلنا موصولين مع الأزمنة الرعوية ، أزمنة عبادة الله الواحد القهار ، وذلك الذي يقول للشيء كن فيكون ) !!
    سبعمائة صفحة من القطع المتوسط الأبيض تمور بسواد الأفكار والمعتقدات وقد صنعت خصيصاً للسخرية من معتقداتنا والتجاسر على مقدساتنا والترويج لها بسعر يمكن الدهماء من تداولها والعكوف عليها والانتقاء من مفرداتها المقززة . . رواية في سبعمائة صفحة يبيعها فاروق حسني بـ (4) جنيهات مساوية لثمن ساندويتش ( بوميبي ) القاهرة ومن غير ( سفن أب ) !!
    ضجت مساجد القاهرة بالغضبة وامتلأت الطرقات بالمتظاهرين . . وخرج طلاب الأزهر وطالباته في تظاهرة صاخبة بعد أن ظن الزبانية أن هذا الجيل قد نسي الغضبة لربه ودينه، وأشواقه لمجتمع فاضل ومقاتل وجسور .
    أقلقت التظاهرات زبانية التطبيع الذين ظنوا أن إرادة الكنانة قد تم اعتقالها في السفارة الإسرائيلية مع بضائع الانفتاح المريضة، ظنوا أن اليأس قد ضرب الجميع مثل حلم الشباب في السكن والمزرعة والمستقبل والوحدة والعودة لمنابع والأصول.
    ليتكم رأيتم الهلع ( المهول ) الذي أصاب أجهزة الأمن وهي تلقي بالقنابل الحارقة والمسيلة للدموع في بلكونات الطالبات . . بعد أن أعيتهم الحيلة وهم يشاهدون تفجر الشارع وهو يغضب لربه . . أعيتهم الحيلة وفجعتهم مقالة واحدة كتبها طبيب في صحيفة ( الشعب ) المحاصرة وقت ذاك بعنوان ( من يبايعني على الموت ) . . مقولة الصحابي عمرو بن هشام في موقعة اليرموك . . العبارة التي أحالت الهزيمة إلى نصر .
    فجعتهم عبارة واحدة فقط ظهرت بعد أن ظنوا أن إعلام الغربيين المترجم إلى العربية بفناناتهم الفاتنات وتبرجه الجاذب وبقبلاته الحارة ومع وعوده الكذاب ومع رشقة وأضوائه الصارخة قد ران على القلوب وطمس المعالم والنخوة . . خاصة وأنه إعلام يومي ومتواتر وكثيف وله صويحبات يملأن الفضاء ويتآزرن على الإنسان المسلم من كل حدب وصوب .
    لكن مقالة واحدة فقط من طبيب ريفي من ( طنطا ) جعلت عاليها سافلها وتركت حراس المزابل الإعلامية ( يبرطعون ) يميناً ويساراً . . يكيلون الاتهامات في كل البيادر والصحارى والأصقاع . . وهرولت بعدهم السلطة تجمع شيوخها وكتابها وسحرتها وصحافتها وكانت كلما أخرجت ثعابينها السود لقفها الشارع المتقد وعيا ورصانة وإيماناً
    لم تنجح حملتهم السياسية ضد الإسلاميين وضد حزب العمل وضد جريدة ( الشعب ) ولم تنجح دعاويهم بأنها مجرد حملة تعبوية لمقابلة الانتخابات المقبلة .
    سقطت فتاوى الإعلام التي قالت بإنها ( رواية صفوة ) وأن ( الشعب ) تناولتها على طريقة ( لا تقربوا الصلاة ) . . وسوقتها للناس !
    سقطت أحاديث العلمانيين بالإدعاءات البائرة والأكاذيب التي ما عادت تنطلي على صرصور دعك من الناس من شاكلة ( هؤلاء هم الظلاميون يريدون بحملتهم وسيوفهم أن يوقفوا مسيرة التنوير والعلمانية والثقافة ) .
    هكذا يدعون ويقولون وهكذا لا يصدقهم أحد كأنما التنوير قد صار كل هذا الإسفاف وكل هذه السقطات وكل هذه التجاوزات وكأنما الحريات قد أصبحت أن تنشر كلما تريد وتسوق كلما تخرجه كهوف الشيطان ودهاليز الكهنة . . لتدمير أمة كان أشرف ما عندها من عهود ومواثيق الدفاع عن عرض دينها ورسولها وغاياته المطلقة في إقامة دولة العز والخير والشرف والحلم الذي ينتظره البلايين .
    ومن بين ثنايا الغضبة والتظاهرات والرفض واستعادة الشارع المصري المسلم لمبادرته بدأ الأبالسة في صمت في طباعة مئات الآلاف من النسخ لذات الرواية التافهة لتضيف توأما جديد الـ ( آيات شيطانية ) وبدأت تتسلل منها الآلاف للسودان والسعودية والكويت والخليج تحت شعار 0 الممنوع مرغوب ) . . وفجأة صار حيدر الحيدر نجماً تطلب وده الفضائيات والمجلات والإصدارات مفتياً جديداً للعالم العربي بجانب الكثير من العصاة والطغاة والأفاكين وأبناء الأفاعي .
    وقد أبدى مجموعة من الكتاب الإنجليز والألمان والفرنسيين استعدادهم لترجمة الرواية التافهة المحتوى والمتواضعة الإبداع لعدد من اللغات الحية . . وأبدى اتحاد الكتاب في كل هذه الدول استعدادهم لحماية الكاتب وإعطائه حق اللجوء السياسي بعد جملة من الاكلشيهات الرخيصة ضد العروبة والإسلام والمسلمين بحجة أننا لا نحترم حق الآخر في التعبير والحرية .
    غداً – عزيزي القارئ – ينتقل خامل الذكر حيدر الحيدر من قرية ( حصين ) ليس لدمشق ولكن لباريس أو لندن أو واشنطون لينعم بأسطره المخزية ضد مقدساتنا وديننا وتوحيدنا ورسولنا . .
    وأخيراً جداً . . صار حيدر شهيراً ولكنها الشهرة التي عبر عنها الكاتب الطيب محمد عباس قائلاً ( ان الذين يتحدثون عن شهرة الرجل وشهرة الرواية بعد هذه الحملة يظل ردنا عليهم بأن ما ورد في حق أبي لهب في القرآن جعله من أشهر الشخصيات في التاريخ . . لكنه مشهور باللعنة لا بخير ) .
    وليكن مقالنا هذا صدقة جارية وكسباً حلالاً ضد كل الذين كتبوا ضد تراثنا وضد كل الذين يحلمون .

    رئيس تحرير صحيفة الوان
                  

02-21-2006, 05:43 PM

عبدالرحمن خلف الله
<aعبدالرحمن خلف الله
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 50

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: حسين خوجلي)

    الاستاذ حسين خوجلى
    تحية المساء

    كن كما عهدناك دائما سيفا مشرعا فى وجه الباطل ..
    السودان الان يمر بمرحلة دقيقة وحرجة وخطيرة
    ونحن فى بلاد الضباب ينطبق علينا قول القائل
    من راى ليس كمن سمع ولكن من سمع وقرا للاستاذ حسين خوجلى هو بالطبع فى قلب الحدث
    لم اجد الوان فى هذه الشبكة فهل من سبيل اليها
    مع وافر التحايا
    e.mail [email protected]

                  

02-21-2006, 05:59 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: عبدالرحمن خلف الله)

    Quote: وأبدى اتحاد الكتاب في كل هذه الدول استعدادهم لحماية الكاتب وإعطائه حق اللجوء السياسي بعد جملة من الاكلشيهات الرخيصة ضد العروبة والإسلام والمسلمين بحجة أننا لا نحترم حق الآخر في التعبير والحرية .


    ماذا يعرف حسين خوجلى عن الحق وعن التعبير وعن الحـريـة..
    اذا لم تستحى فافعل ما شئت!
                  

02-21-2006, 06:24 PM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: Abureesh)

    حسين خوجلي

    وما أدراك ما ذاك قلم

    قلم لا بشق له غبار صاحب قضية وفكرة , من القلائل المثقفين ثقافة موسوعية.

    اعشق كتاباته في التاريخ والأدب .

    واعشق حكاياته عن أمدرمان التي يعشقها.

    وأحب حديثه في الشعر والدوبيت

    ولي عوده لهذا المقال

                  

02-21-2006, 06:18 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: حسين خوجلي)

    إنه الصراع الازلى بين السوط والقلم. بين الحرية والبطش..
    http://www.hamza.ws/aashab.htm
    ___________

    السلطة والرواية والجسد
    حمزة الحسن


    الزلزال الذي ضرب بعض العواصم العربية قبل سنوات بسبب رواية حيدر حيدر( وليمة لاعشاب البحر) كشف عن خواء ثقافي وكشف عن فضيحة اخلاقية وسياسية تحب دائما ان تلبد خلف أقنعة مثالية كاذبة وتدافع بحماسة ملفقة عن وضع منهار ومتهالك ينخر فيه السوس.

    هؤلاء الذين خرجوا ـ أو خرجن ـ الى الشوارع صارخين غاضبين على هذه الرواية لأنها تناولت بمبضع جراح خبير، وروائي موهوب وشجاع، فساد الامكنة والمؤسسات وقواعد السياسة واللغة وغيرها، لم يلتفتوا خلال تظاهراتهم الصاخبة الى ضواحي المدن العربية التي مروا بها وربما كان بعضهم يعيش فيها، ورأوا كيف يمكن تحويل المواطن الى حشرة أو بهيمة في احياء من الصفيح لا تصلح حتى حظائر للحيوانات أو مقابر للموتى أو مجمعات لانتاج العذاب وذبول النساء والرجال والاطفال كالازهار بسبب الفقر والبحث عن ماء أو قطرة ضوء أو فراش يليق بآدميتهم أو في الاقل بموتهم البطيء.


    هذا لم يشغل الذين حملوا رايات الشرف الرفيع على رؤوس الرماح في تلك العواصم، ولا جرائم الاغتصاب اليومي للخادمات القرويات القادمات للعمل في المدن العربية وألوان الذل والهوان والجريمة التي تمارس على أرواحهن واجسادهن وبعضهن أمهات أو صبايا يذبلن كل يوم بصمت أخرس اصم على مقربة من مؤسسات الدنيا، ومقرات الاحزاب، ومؤسسات الاخرة، ومؤسسات الحاكم، كما لو أن موتهن واغتصابهن العلني هو عمل مشروع ومباح مادام كل شيء يتم في الظلام، في الديجور، خلف الابواب المغلقة، هناك لا أحد يسمع أصوات الضحايا المغتصبات، كما لا أحد يسمع صراخ السجناء وهم يعذبون ويغتصبون في السجون التي تتكاثر وتعمل بنشاط غريب طوال اليوم كالصيدليات الخفر.

    ولم ير المحتجون وهم يمرون في هذه الشوارع عمال الارصفة والنعاس والشحوب والذبول والوجوه اليابسة وهي تموت على الارصفة حالمة بمجرد رغيف وفراش وحلم عائلة.

    كما ان هؤلاء ربما لا يعرفون، لأنهم يعيشون خلف عالم وردي صنعته الاوهام والشعارات والاكاذيب، ان عدد العاهرات في العالم العربي صار جيشا يكفي لو جمع لغزو اسرائيل.

    نحن نضحك على انفسنا.

    نحن عراة ولا نرى إلا بعين طفل كبير أو روائي مبدع مثل حيدر حيدر.

    المحتجون تعودوا على الرواية التي يرويها الفقيه عن عالم صلب متماسك لا يتغير، وعن خبز وجواري واعناب في عالم آخر، وتعودوا على رواية يرويها السياسي عن الحزب والانشقاق والسجن والتعذيب وثقافة تمجيد الموت وعن عالم أرضي تصنعه الايديولوجيا حتما ونحن نيام، وعن رواية الجنرال وشيخ القرية والمقاول والسفير، والجلاد، والزعيم.

    اما الرواية التي يرويها روائي خارج من المطحنة وعالم الزور ويكشف لنا فيها حقيقتنا وعالمنا السفلي ودهاليزنا السرية وسخف معاييرنا، فهذا الراوي الجديد ليس له من وظيفة سوى تخريب عيشنا القرمزي على هذا الخازوق الممتد من طنجة حتى البصرة.انه المرتد الجديد.لا شيء في العالم العربي يستحق الاحتجاج ابدا إلا رواية حيدر حيدر أو رواية غيره كما لو اننا نعيش اليوم في الفردوس الارضي المنشود ولم يعد ينقصنا إلا الخوف على مؤخرة المواطن العربي لكي لا يدخل فيها المحرم، مع ان القواعد العسكرية الاجنبية دخلت مددنا وقرانا ومطاراتنا وصارت تتحكم بسرير حكامنا ومناهج تعليمنا وتصادر ذاكرتنا بالقوة والتخويف أو التهديد أو الابتزاز.


    بل هناك ورغم الابادة اليومية والغزو والخراب، من لم يعد يعرف أن يكتب حرفا واحدا إلا عن شيء واحد ووحيد هو دفاعه الوحيد ،في عالم مضطرب، عن عذريته الجنسية وصيانتها من الاحتلال !.

    كأن القضية اليوم عندنا ليست هي البحث عن المفاعل النووي السري، بل البحث في الفروج والثقوب، فإذا سلمت هذه من الاذى، سلمت هذه الامة من العار، حتى لو كانت جيوش الاحتلال قد دخلت المساجد العربية، حتى لو كانت بنات الليل، ضحايا الحاكم الى حد كبير، وضحايا الصمت الى حد أكبر، يسرحن على مقربة من قبور الاولياء ويضربن المواعيد في مقابر السلف الصالح.


    ماذا قال حيدر حيدر أكثر مما تقوله أية طفلة في عالمنا هذا وهي تعض على اصابعها تحت انفاس عجوز مخمور مشوه جاء بها من القرية بصفة خادمة فحولها الى جارية؟

    إن دمعة واحدة من دموع طفلة مغتصبة أكبر واخطر وأقدس من كل الكتب والروايات والاماكن بما في ذلك الاماكن المقدسة.

    لا مقدس غير الانسان.


    هؤلاء لا يعرفون ان اغتصاب السلطة هو انتهاك للشرف، وغياب الديمقراطية هو انتهاك للشرف والعرض، وغياب العدالة هو انتهاك للشرف، وان شرف الانسان ليس موجودا أسفل السرة فحسب، بل في حريته وخياراته ودولته وحقوقه وفي كونه سيدا على ارضه وجسده وثروته.



    الحرية في كون الإنسان سيدا على أرضه وجسده.

    عكس ذلك هو عبد وأجير وذليل ومهان.


    من ضواحي الدار البيضاء الى ضواحي عمان ودمشق وبغداد ومن إسلام آباد الى طهران، في اي مكان من عالمنا، أو محرقتنا، أو مباءتنا، وجدت الموت العلني المخجل في أزقة ضيقة أو منازل تعيش فيها اشباح بشرية مع الفأر والصراصير والافاعي والقطط والكلاب، وكل هذه المخلوقات تموت بصمت مع المشاعر والرغبات والاحلام والاماني. من يريد أن يعرف أنظمة الحكم على صورتها الحقيقية فليدقق في ضواحي المدن التي تشبه مستوطنات للجرذان أو الجذام.

    كيف، اذن، يتوازن الانسان، ويؤمن بقيم أخلاقية أو دينية أو سياسية أو وطنية اذا كان يتم اغتياله يوميا على حنفية الماء أو قرب محطة الباصات أو من المطر النازل من ثقوب السقف الذي لا يصلح كزريبة؟


    ولماذا يبدو الحاكم العربي مشغولا بقضية الاصولية واليسار وحركات الشباب السرية والعلنية، ولا تشغله بالقدر نفسه أو اقل الدعارة الجنسية والدينية والادبية والحزبية والقومية والحربية والاقتصادية؟

    السبب بسيط جدا: ان الاصولية واليسار وحركات الاحتجاج المتنامية تشكل خطرا على جوهر السلطة وتعيد طرح السؤال الاساسي الملغي والمحذوف والمنفي: من اين لهذا الحاكم الحق بالسلطة؟

    أما الموت في المقابر، اغتصاب الخادمات القرويات، الدعارة، البطالة، مدن الصفيح،غياب التعددية وتداول السلطة، الشفافية، الشرعية الدستورية الحقيقية وليست المزيفة، الحريات، الحقوق...الخ... لا تبدو موضوعة على جدول اعماله لأنها من اختصاص رجال البوليس والمخابرات وعسس الليل والنهار.

    والذين يعبرون البحر بالقوارب ويموتون في الطريق؟ هؤلاء ليسوا بشرا، بل كائنات شهوانية متعطشة للحرية الاوروبية والمرقص والهواء والريح والحذاء وجواز السفر ومائدة طعام تليق في الاقل بكلب.

    خبر سمعته يتكرر من محطة تلفزة مغربية يقول حرفيا تم انقاذ تسعة غرقى من بين ثمانية عشر كانوا مرشحين للهجرة السرية! ).بالدارجة: حرّاكة !



    والحراك لفظ من شمال افريقيا عن المهاجر السري.واستوقفني تعبير( مرشحين!).لمن (مرشحين) هؤلاء؟للبحر، لأسماك القرش، للنسيان، للموت، أم انهم وليمة لأعشاب البحر؟

    ان رواية حيدر حيدر( وليمة لأعشاب البحر) هي نشيد حزين عن الحرية والموت والسجن والحلم والامل.انه نشيد ايوب الديني. مجموعة من اليساريين العراقيين نزلوا الى الهور في بداية السبعينات يراودهم حلم كبير وطفولي في تغيير صورة الوطن وجعله أجمل وأفضل ولو بالسلاح. صحيح ان هذا الحلم ضخم، وان فتية بواسل مثلهم ليس بمقدورهم اعادة صياغة وطن تتحكم فيه قوى المال والنفط وفائض هائل من الجيش والذهب والشركاء والحلفاء الكبار والصغار، الا ان الحلم نفسه جميل ومشع ونقي، وان هدف هذه المحاولة ليس في نتائجها المأساوية بل في غايتها وهي غاية كانت ولا تزال نبيلة: حلم التغير وجعل الحياة مكانا قابلا للعيش وليس زريبة بهائم كما هي الان أو مغارة وحوش ولصوص.

    وفي كل مكان ذهبوا اليه، تكون الصورة القاتمة نفسها، ومع مجاميع هاربة اخرى من دول أخرى. وفي الجزائر تبدأ رحلة الذكريات ومحاولة تعويض ما فات من قطار العمر سواء عن طريق الخمر أو الجنس أو الحب أو التأمل أو الحنين أو الحزن أو القلق أو الكآبة المفجرة للاسئلة الكبيرة والمصيرية.لكن كل ذلك لم ينفع ابدا.

    انه الوقت الضائع وهؤلاء سيطر على حواسهم جنون الثورة والعصيان والتمرد ولوثة تحقيق العدالة وانجاز حلم الحب والنقاء العاري.وكرد فعل على عالم يتكلم بلغة وهم يتكلمون بلغة اخرى، شرعوا في انتهاك اللغة وتعريتها والكلام بلغة جارحة عارية تقول الشيء وتمسه بما في ذلك أشد المناطق حساسية في الجسد.

    وانتهاك اللغة في هذه الرواية ليس ابتذالا كما ذهب المحتجون الذين سيعود بعضم الى منازله لاغتصاب الخادمات الفقيرات، بل هو نوع من التمرد على لغة المؤسسة التي ترفضهم، اي انه نوع اخر من العصيان.

    اللغة هي مؤسسة وسلطة.
    ورفض التحدث بلغتها هو موقف سياسي واخلاقي مادامت هذه المؤسسة ترفض هي الاخرى اي حوار معهم سوى حوار الاغتيال والسلاح والموت.

    والجنس الموجود في هذه الرواية ليس جنسا مبتذلا، بل هو رغبة وشهوة بشرية طبيعية ونهم للحياة بعد كل الخسارات أو كتعويض عن موت متواصل.

    والشهوة نقيض السلطة، لأن الشهوة فردية والسلطة مؤسسة. اذن ان انغمار هؤلاء في شرب الحياة من خلال الرغبة والجسد وانتهاك اللغة هو تمرد جديد على بربرية المؤسسة.

    ان الدولة/ المؤسسة/ تريد مصادرة ليس فقط أعضاء الجسد البشري لمصالحها في الحروب وبناء الثكنات والسجون والسرقة، بل تريد مصادرة الرغبة والعاطفة من هذا الجسد على اساس انه ليس جسدا، بل عقارا، وهو ليس مواطنا في دولة بل خادما في مزرعة، وهو ليس بشرا بل بهيمة في مصنع أو في جيش أو حقل.

    ليس هناك مبدأ الشراكة في الارض، بل مبدأ السيد والاجير.

    نحن لسنا مواطنين في هذه الارض التي ولدنا فيها سهوا بعد نزوة آدم وخروجه من الجنة من اجل تفاحة لعينة كان يمكن أن نشتري له منها اطنانا لو انه انتظر، وخرجنا عراة الى هذه البرية المخيفة،بل نحن مخلوقات وجدت متسللة الى أوطان مسموح لكل مخلوقات الارض من جيوش اجنبية وجواسيس ومقاولين وأصحاب شركات وراقصات وادوات حلاقة واحذية ومكانس كهربائية الدخول اليها باحترام إلا نحن.

    نحن لنا الليل

    والسجن

    والمقبرة والمشرحة

    والمنفى

    ونحن وليمة لأعشاب الظلام!

                  

02-22-2006, 02:28 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: Adil Osman)

    اللي اختشوا ماتوا
                  

02-22-2006, 03:17 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: حسين خوجلي)

    الصديق حسين خوجلى

    اسعد الله كل أوقاتك وزادك بسطة فى الفهم والعلم ....


    ولك اقول سيدى

    ما اشبه الليلة بالبارحة

    وليتك تجد الوقت لتجول بيننا فى عالمنا الاثيرى ( والذى نكاد نتوهم انه الواقع ) لترى امثال حيدر الحيدر وامثال فاروق حسنى وغيرهم ولترى الترويج للقصص اياها وتمجيد كتابها وكاتباتها ولترى العجب ....

    لك التحية والاحترام
                  

02-22-2006, 04:17 AM

luai
<aluai
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 2251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: قرشـــو)

    الاستاذ حسين خوجلي تحية طيبة

    قراء الالوان في الخارج عاتبون عليكم عدم وجود موقع لالوان على شبكة الانترنت
    بينما دخلت الانتباهة (بنت الامس) الشبكة حيث تقرأ ويتم التواصل معها ..
    وعلى استعداد للمساهمة في اخراجها على الشبكة واملنا كبير في رؤية كل صحفنا
    على الشبكة للتواصل مع العالم .

    تحياتي ،،،
                  

02-22-2006, 07:48 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: حسين خوجلي)

    وقد حاول الكتابة الإبداعية ولكنه فشل فشلاً ذريعاً ولم يصنع له اسماً في سوريا ولا في غيرها
    من قال لحسين خوجلي أن حيدر حيدر كاتب مغمور ؟ إنه غرور حسين خوجلي الذي يقرّ له أن كل من يجهله حسين خوجلي فهو غير مشهور !
    روائي مثل حيدر حيدر أطلق روايته ( الزمن الموحش ) في السبعينات ويوقل عليه حسين خوجلي أنه لم يصنع له اسما !
    يمكن أن يكون لك رأي في روايته وليمة لأعشاب البحر ، لكن أن تبخس الناس أشياءهم فهذا كثير .. سأجري بحثا في الإنترنت وسآتيكم بما كتبه حيدر حيدر وآراء النقاد في ما كتبه هذا الروائي ،،،
                  

02-22-2006, 09:15 AM

Salih Merghani

تاريخ التسجيل: 05-03-2004
مجموع المشاركات: 120

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: ودقاسم)

    حسين خوجلي يعلق علي حيدر حيدر ، هذا هو زمن الاسفاف ، او زمن اللويثان كما اسماه حيدر حيدر في وليمة لأعشاب البحر ، زمن عبدااله بن ابي ضبيعة الكلبي

    يعرف اصدقائي ماذا تعني هذه الرواية بالنسبة لي ، لذلك اجد لزاما علي ان لا اترك ماكتبه حسين خوجلي يمرمرور الكرام بل سأحول هذا البوست الي مكان للتأمل في كتابات حيدر حيدر الأبداعية

    علي الأقل برا بمهيار الباهلي شيخي و صديقي طوال عشرة اعوام قلما فارقني فيها .
                  

02-22-2006, 08:08 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: حسين خوجلي)
                  

02-22-2006, 08:21 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: حسين خوجلي)
                  

02-22-2006, 08:36 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: حسين خوجلي)
                  

02-22-2006, 08:51 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: حسين خوجلي)

    هذا الكلام منقول :

    قد يكون حيدر حيدر روائياً مُقلا؛ ذلك أنه لم يصدر حتى العام ألفين؛ أي خلال فترة تمتد نحو اثنين وثلاثين عاماً، من صدور عمله الأول "الفهد"‏

    (196 سوى ستة أعمال روائية، اثنان منها قصيران، وقد صدرا أولاً ضمن مجموعتين قصصيتين هما: "الفهد" في مجموعة "حكايا النورس المهاجر"، و "الوعول" في المجموعة التي تحمل اسمها عام (197.‏

    غير أنه على إقلاله، يُعَدُّ واحداً من أبرز الروائيين السوريين، وما من دراسة معنية بالنتاج الروائي السوري، يمكن أن تغفل عن الحيز والموقع والرواج الذي تميزت به أعماله، وخاصة في السبعينيات. فهو صوت متميز له نكهته وجاذبيته وتأثيره، ولاسيما في الأوساط الشابة عموماً، هذه الأوساط التي تتجاوب لأسباب مختلفة مع نمط حساسيته الأسلوبية، ومع جرأة موضوعاته وراهنيتها. وقد أعيدت طباعة أعماله غير مرة؛ فالزمن الموحش –مثلاً- قد طُبع بين عامي 1973 و 2000 خمس مرات. وهو رقم له أهميته في مجتمع لا تزال الأمية تسود حيزاً لا يستهان به في أوساطه. كما اختير عمله الروائي الأول "الفهد" عام 1969؛ أي في العام التالي لصدوره، ليكون موضوع أول فيلم روائي سوري طويل ينتجه القطاع العام. وقد حصد الفيلم بعد إنجازه عام 1972 عدداً من الجوائز الهامة في محافل سينمائية وإعلامية عديدة (مهرجان دمشق لسينما الشباب عام 1972، مهرجان كارلو فيفاري، ومهرجان لوكارنو للعام نفسه، استفتاءين لصحيفة "الثورة" السورية عام 1975 عن أفضل فيلم وأفضل مخرج...)(1).‏

    يثير النتاج الروائي لحيدر حيدر، على قلته وأهميته، بعض التساؤلات الجمالية؛ إذ يتجلى في ملامحه العامة نتاجاً يعاني عدداً من المشكلات السردية الروائية، التي تتصل على نحو أو آخر بنمط أدائه اللغوي
                  

02-22-2006, 08:52 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: حسين خوجلي)

    من رواية ( الزمن الموحش )

    ها هم هناك ضائعون بلا ذاكرة. غارقون في مستنقع التاريخ. ولدوا في عوالم مختلفة، متناقضة. عوالم فردية. جاؤوا من بلاد قصية مطرودين، ملهوفين، مسكونين بالاحلام والمجد والظمأ.وهنا عاشوا بحنين لا حدود له لماضيهم وللرحم الذي انسلوا منه يوما، بعد ان نسوا بناء مدن نفوسهم في صحارى مقفرة، يحدها الانقراض من الجنوب، والاغتصاب من الشمال، ومن الغرب البحر، ومن الشرق الرمل. وتحت جلودهم وشل التاريخ كله. احسهم تاريخا عابرا، حفر على جدران ذاكرتي لكن ذلك التاريخ عصي على اللمس، متمرد على التكوين السوي، بينما تتقدم "منى" بهية ، موردة كالشفق، وهم يمضون باعمارهم وتواريخهم الملوثة والمدماة كأنما اخذتهم غيبوبة.
                  

02-22-2006, 11:06 AM

Elawad Eltayeb
<aElawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: ودقاسم)

    Quote: "بونة مدينة اسلامية لا ترحم،
    عيون من النار والفولاذ،
    الغيتو الإسلامي المظلم
    يتمدد كديناصور يتأبى على الانقراض..

    ..عندما هبط ثوار حرب التحرير من الجبال المصبوغة بالدم كانوا يهللون بتكبيرات عصور الفتح الكبرى، كل مجاهد علق على صدره قرآناً عربيا بمثابة رقية ضد رصاص المستعمر الصليبي

    الكاتب: حيدر حيدر – سوريا
    الكتاب : وليمة لأعشاب البحر
    ....ص276
    المصدر:موقع جاكلين سلام



    Quote: وليكن مقالنا هذا صدقة جارية وكسباً حلالاً ضد كل الذين كتبوا ضد تراثنا وضد كل الذين يحلمون .

    حسين خوجلي
    رئيس تحرير صحيفة الوان


    الأستاذ/ حسين خوجلي،
    بعد أن جردت حسامك وجندلت حيدر الحيدر (حيدر اي الأسد وحيدر الحيدر تعني "أسد الأسد") في اصقاعه النائية.
    أرجو أن تشمر عن حسام الحق هذا
    وتجندل به رؤوس الفساد الإسلاموي في السودان
    الذين تشيب لقصص فسادهم وظلمهم الولدان

    ونرجو أن تتلون جريدتك ألوان
    بلون الحق
    الذي يغتسل ويتطهر ويستغفر الله
    قبل أن يلي الحق


    والحق لا يتجزأ

    وأرجو أن لا يكون ذلك إنتحاراً
    تصديقاً لصحيفتك التي تقول
    أنك جزء لا يتجزأ من نظام الإنقاذ


    Quote: {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّه فَيَسُبُّواْ اللّه عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُم ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام108
                  

02-22-2006, 01:38 PM

محمد اشرف
<aمحمد اشرف
تاريخ التسجيل: 06-01-2004
مجموع المشاركات: 1446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: Elawad Eltayeb)

    ظهور اللوياثان مقتطفات من رواية حيدر حيدر "وليمة لأعشاب البحر"

    --------------------------------------------------------------------------------

    مقتطفات من رواية حيدر حيدر "وليمة لأعشاب البحر"
    ظهور اللوياثان
    بعد أن يندحروا في أوحال الهور ، فتمتزج دماؤهم بالغرين ومياه المستنقعات ، ثم يتهاوى من يبقى في الشوارع والأزقة والأقبية برصاص كواتم الصوت والبلطات القاطعة وضاغطات الكونكريت التي تهشم الرأس بين مخالبها وسائر مستحدثات القتل المستوردة ، وينجو من ينجو هاربا عبر فجاج الأرض ، ويعترف من يعترف تحت موجات التهديد والجبن طالبا الغفران والتوبة ، ستهب الريح الصفراء قادمة من أفق الصحارى حاملة الغبار والرمل والجراثيم والحشرات السامة وغضب سنوات المحنة التي سيمحل فيها الزرع ويجف الضرع ، فتتوالى أسراب الجراد وتنتشر الاوبئة والأمراض والحروب وحالات الجنون ، ويصير الموت مألوفا ويوميا مثل شروق الشمس وغروبها .
    في ذلك الزمن الغريب ، الخارج بلا معقوليته عن تقاويم الفصول ، سيحدث ذلك الشيء الرهيب ، المخجل للعصور والبشر ، عندما سيسقط من غبار الريح ، وفي سياق هذر الصحراء النبوية المتعارف عليه داخل العقل الإهليلجي الذي استوطنته الأساطير والخرافات البدائية ، ذلك المسخ الغريب الذي سيطلق عليه رمزيا عبيد الله بن أبي ضبيعة الكلبي .
    سيقال عن ظهوره فيما بعد على ألسنة العامة وشيعته ، أنه نبوءة تستند إلى تقاويم انتظار ظهورات وتحولات المهدي المنتظر الذي توارى في سرداب مظلم في أعقاب سنوات الفتنة والاقتتال الأهلي التي تلت اغتيال أسد الله الغالب ، الخليفة المغدور علي ابن أبي طالب .
    كالفطريات سينبت ، بعد أن تقذفه الريح الصفراء الجائحة على سطح الأرض الصالحة كالمزبلة لإنبات كل أنواع الشوكيات والخبازيات والنفل البري والرزين والحماضيات والقتاد واللويفة والصبار الوحشي والتيتان وآلاكال الحرشفي والقراص والزقوم والحلبلوب السام والدهموج الدرعي .
    سيولد ، حاملا في دمه نسغ هذه النباتات ، على شكل قنطور أو لوياثان . نصفه الأعلى بهيئة ضبع والنصف الأسفل شبيه سرطان رملي زاحف .
    لكنه بعد أن يخرج من غبار الصحراء زاحفا نحو المدن ، سيعبر أطوارأ من التحولات العضوية ، كما سيمتلك قدرة خاصة ، ربما كانت خارقة للعامة ، على الإيحاء بأنه من أرقى الخارقين لمألوف الزمن . ومع مرور الوقت ، بعد أن يعتلي عرشه ويوطد ملكه بالقتل والنفي والتجويع فتصبح البلاد تحت سوته وعيون بصاصيه ، سينسى أصله الأول وشكله اللابشري .
    وكما حول شكله الحيواني إلى الهيئة البشرية ، سيغير اسمه واسم سلالته ، وسينشر بين الرعية تاريخا جديدأ لميلاده وفتوته وتمرداته وكفاحه الصلب ضد أعداء الوطن .
    وبطاقة تجديد الشرق لأساطيره وحكاياته السحرية بفاعلية أشعة الشمس الحادة ، والامتداد الصحراوي ، وتناسخ الديانات الغيبية ، وهيمنة الخيال الجامح ، ستبدأ أسطورة عبيد الله بالتكوين والتبلور والامتداد على مدى ربع قرن من الزمن ، يتداول الناس خلالها معجزات وخوارق هذه الهبة السماوية التي لا تولد إلا مرة واحدة كل ألف من الأعوام .
    وكما كانت تتمجد أسماء الأنبياء في العصور السحيقة ، فيروي الخلف عن السلف معجزات أولئك الرسل وتجلياتهم ، سيروى عنه في الليالي السحرية وفي أعماق القرى البعيدة والبوادي المنداة بالوحشة وهذيانات الوحدة اللطيفة .
    رؤى غريبة خارقة وصلت إلى أن القبائل والقرى والمدن حجبت كل منها عن الأخرى يوم ولادته ، وهي تبشر به بالذبائح والنيران ، زاعمة أنه ولد فيها ليلة القدر ، وأنه واحد من الظهورات الجديدة لقبب الإمام المنتظر التي تتجلى كل خمسمائة عام مرة .
    و سيقول الناس ، بعد العام الثاني عشر من ولايته الربانية ، ان
    أعلام ملوك الدنيا نكست يوم مولده ، كما ستمر وحوش الشرق بوحوش الغرب حاملة البشارات . كما ستبشر به أهل البحار والبوادي والسهوب ، منقذأ ومحررأ للبشرية المعذبة . وفي كل شهر من شهور حكمه ستبدأ النداءات تخرج من شهب السماء وطيور الأرض : أن ابشروا فقد آن للمنتظر أن يخرج إلى الأرض ميمونأ مباركا .
    وسيروى عنه ، كما أسلافه الأنبياء ، أنه بقي في رحم أمه المبارك تسعة أشهر كاملة لم تزد ساعة ولم تنقص ، فما شكت أمه وجعا ولاريحا ولامفصا ، ولا ما يفرض للنساء من ذوات الحمل . كما ستتحدث أمه في الليالي السحرية الغامضة عن يوم مولده . كيف رأت جناح طائر أبيض مسح على فؤادها فأشاح الرعب عنها والوجع ، ثم التفتت فإذا هي بشراب أبيض يشبه اللبن وكانت عطشى، فشربته فأضاء منها نور عال ، ثم رأت نسوة كالنخل الطوال كأنهن من بنات عبد مناف يحذقن بها فصاحت : واغوثاه ، من أين علمن هؤلاء بي ؟
    ثم يشتد الأمر عليها وهي تسمع الوجيب في كل دقيقة أعظم وأهول ، فإذا هي بديباج أبيض يمد بين السماء والأرض ، فإذا برعد يأتي من أعماق السماء ليقول : خذوه بعيدأعن أعين الناس . وترى الأم ، وهي تحت المطر الحار وهذيانات مابعد المخاض ، رجالا يقفون في الهواء يحملون أباريق من فضة ترشح عرقا يشبه الجمان والندى ، لها رائحة أطيب من المسك الأدفر والعنبر المعصفر . تحت هذا البخار اللطيف ترف أجنحة من الطير مناقيرها من زمرد وأجنحتها من ياقوت ، تغطي سماء الحجرة . في تلك اللحظة السرمدية سيكشف الله عن بصرها وبصيرتها فترى مشارق الأرض ومغاربها ، وثلاثة أعلام : علم في المشرق وعلم في المغرب وثالث على ظهر الكعبة . وفي لحظة المخاض ستسمع مناديا ينادي : طوفوا به شرق الأرض وغربها ، وأدخلوه البحار كلها ، والكهوف كلها ، والسرادق كلها ، وقاعات الملوك ليعرفوه . ثم أعرضوه على كل روحاني من الأنس والجن والطير والسباع ، ليعرفوه باسمه ونعته وصورته ، وليعلموا أنه الماحي والمهلك والقادر والغازي والفاتك وآخر الأزمنة . ثم ترى سحابة تعبر بها أعظم من الأولى فإذا نيران متقدة وطيوف أرجوان يسمع داخلها صهيل خيل وخفقان أجنحة وأصوات استغاثات وصراخ الشجر والأطفال وموتى القبور .
    ثم ترى ، وهي تحت أمواج الضياء ، علماً من سندس على قضيب ياقوت وقد انتصب بين السماء والأرض ، فوقه اتقدت نار بلغت عنان السماء ، فإذا بقصور الشام تشتعل نارا وحرائق ، ثم ترى أسراباً من القطا والنعام والدراج تسجد له ناشرة أجنحتها وهي ترتعد .
    ثم ترى رجلا من أتم الناس طولا وأشدهم بياضا ، يأخذ المولود فيتفل في فمه ومعه طاس من ذهب ، ثم لا يلبث أن يشق بطنه فيخرج قلبه ليشقه شقا مخرجا منه حصاة في حجم حبة خردل ، ثم يمسح على بطنه وهو يرد قلبه إلى مكانه . آنها يستيقظ المولود وينطق لكن الأم لا تفهم ماذا قال . فيقول الرجل الذي أخرج حبة الخردل من قلبه : أنت خير البشر فطوبى لمن اتبعك والويل لمن تخلف عنك . ثم يضرب الرجل الأرض بقدمه فإذا ماء ينبثق أشد بياضا من اللبن يغمس فيه المولود ثم يخرجه فإذا وجهه كوهج الشمس وإذ بريقه يقع على قصور الشام وقوع البرق الصاعق . ثم لا يلبث الرجل الجميل كالملاك أن يلبس المولود قميصا من حرير بلون الدم ويقول له : أمرني ربي عز وجل أن أنفخ فيك من روح القدس . هذا القميص أمانك من آفات الدنيا ودواهيها . فكن كما شاءت لك القدرة العلية وقوك التي لاراد لها ولامحيد عنها ، وريثا لقوة وسطوة الباري في الأرض إلى أن يقضي الله بك أمرا كان مكتوبأ .
    سئيشاع ذلك في البدايات الأولى ، قبل أن تأتي الأزمنة المهلكة والسنوات العجاف : سنوات الظلمة والمسوخية والهوان والجوع والجرب والجراد والجنون . سنوات المقتلة .
    قبل ذلك ، ومع بداية الثلث الأخير للقرن العشرين ، ستشهد بلاد العرب مهرجانات ومناسبات سعيدة واحتفالات غريبة ، تتوج ذلك المسخ القنطوري مهديا طال انتظاره في ظلمات السرداب الذي اختفى فيه السليل الثاني عشر الخارج من ضلع الإمام جعفر الصادق . على مدى سنوات طوال سيكون إمام الزمان أو شبيهه . ستقول ذلك الهتافات التي تطلقها الحناجر كالرعد ، مهللة بمجده الذي ابتدأ بتصفية أعدائه في الداخل قتلا وسجنا ونفيا .
    وكما سيلقى في روعه ، من خلال أحلام جنونه الوردية ، سيتوهم بأنه وريث الفرسان القدامى الذين انتصروا في القادسية وحطين ودقوا أبواب بواتييه . آنذاك سيرفع صوته فوق موج الجماهير الزاحفة نحو حلمها صارخا باقتراب فتوحات التوحيد للإمارات المجزأة ، واعدا بامبراطورية لاتغيب الشمس عنها ، أعظم من الامبراطورية القديمة التى سقطت على يد هولاكو قبل حوالي ألف عام .
    وفي تلك المناسبات والمهرجانات والاحتفالات ، سيرسم للناس في الفراغ خرائط من السعادة وغبطة الأزمنة : بلاد خضراء ، مصانع للعمال ، مدارس وجامعات مجانية . شعب مسلح . جيش لا يقهر ، مفاعلات نووية . حدائق وأوتوسترادات وقصور وستادات رياضية . وقوانين ومجالس شعبية . الرجل المناسب في المكان المناسب . لاظلم ، لاطغيان ، لاجوع ، لاقهر بعد اليوم . الوطن للكل والكل وراء القائد الملهم ، الخارق ، الذي وهبته العزة السماوية ، واصطفته روح الأجداد صرخة مباركة من أعماق أجداثها .
    مع بداية العام الثالث لانبعاثه ، سيحدث خلل أو تهدج في نبرة الصوت . نوع من التخلخل الفراغي في الخرائط وتكوينات الفضاء .
    لقد هزم جيش عبيد الله بن أبي ضبيعة الكلبي أمام الأعداء في أول تجربة حرب .
    سيعود الجنود الناجون مشتتين ومحطمين ومعفرين بالغبار والدم والعار . لقد قاتلوا وحيدين بلا طائرات ولاصواريخ ولادعم ولا إسناد مدفعي . في العراء وعلى الطرقات وقرب صخور الأودية تعفنت الجثث تحت الشمس . جنود في عمر الشجر الفتي الناهض سقطوا وهم يقاتلون حتى آخر طلقة ، لحظة كان الضباط يفرون كالأرانب ، بينما القائد الملهم ، الخارق ، المطوّب من السماء يتحدث عن مجد الشهداء ودمهم الذي يحيي الأرض والموات فإذا هي بين عشية وضحاها مزهرة كأشجار اللوز في الربيع .
    في أكثر من حرب خاسرة سيزج ضباطه وجنوده الذين حوّلهم بالرعب والتصفيات والرشاوي وأكاذيب النصر والتعالي فوق الشعب حماة وسياجا له ، إلى أدوات مطواعة مستلبة تتحرك طوع بنانه . وفي كل هذه الحروب مع الأعداء سيعود من يعود ممرغا بوحل الهزيمة ودماء العار ، أما من سيموت مرتاحا من هذه المهزلة الأبدية فسيسجله في سجل الشهداء الذين ضاقت بهم مدافن الوطن .
    وفي فسحة مابين هذه الحروب التمثيلية ، المسربلة بأوشحة قومية وديكورات من تراجيديا الصراع الكوني بين العدو الغاصب وأحلامه التوسعية ، وبين الشعب والوطن ، كان يطلق لأولئك الجنود اليد الطولى في

    طول البلاد وعرضها في النهب وهتك الأعراض واستباحة كل ماهو مقدس وأخلاقي وموروث من التاريخ الوطني لكفاح الأسلاف ومجدهم في تشييد وطن حر ومتحد ، تناقضاته تحل بالسبل الديمقراطية وتعدد الأحزاب وصراع الثقافة المتشعبة في اتجاهاتها ، لا بقوة السيف والجند والبربرية الطائفية ووحوش الاستخبارات .
    كانت تلك الفسحة في زاوية من زواياها تبدو تعويضا خسيسا عن خسائر الحروب وعار الهزيمة ، ونزعة السلطة الاستبدادية المو######## من قرون طويلة ، كما كانت في أصلها الشخصي لهذا الوحش المعاصر ، تعبيرا ساديا عن نزعة الفرد المأخوذ بوهم جنون العظمة والمنكفئ نحو جذره الحيواني . نحو الطوطم أو زعيم القبيلة المهووس بقطبي شراهة الدم ، ودوار التاريخ الذي يؤرق فردا من خلال اختبالات أوهام مديدة الظل .
    هكذا سيسقط ذلك الكوكب العربي المنبوذ والأرض ، تحت أمواج اجتياحات وأعاصير لاصلة لها البتة بالعصور الحديثة . اجتياحات وأعاصير تعود في أساس انبثاقها إلى التسوس القديم للجذر الأول وكسوف الشمس فوق الصحراء اللعينة ، وسطوة الزمن البدائي الذي صرخ طغاته قبل ألفي عام : إلى الجحيم العقلاء والشعراء .
    وما كان هناك من قوة مادية أو عقلية قادرة على إيقاف انهيار هذا الكوكب المتهاوي في تجليه الكارثي . وكما كان يحدث في العصور القديمة من انبثاقات تشبه الظهور الأسطوري أو الأوبئة التي تقتل قبل معرفة مضاداتها هكذا جاءت الصحراء اللعينة بهذا الوباء الذي حملته الريح الصفراء . حدث الأمر قبل أن تنير الشمس ظلال القارة التي ماتزال تسبح تحت العصر الجليدي ، القارة الواقعة تحت سطوة القانون الدارويني الأول المتشح بالتشوّه السلالي والحنين الجارف لأزمنة البوادي وزئير الغابات .
    لقد بدا ذلك الشيء المرعب والمنبئ بما سيأتي من ربيع دموي قادم ، وهو يتلألأ في تقاويم العصور تحت الهزات وتشققات الأرض ، وخراب الوضع البشري ، يوحي بأن هذه الأرض كأنما خضعت للعنة وسمتها في غابر الأزمان لحظة أهين الأنبياء الذين حطموا الأوثان وتمردوا على الطاغوت وعبادة الحجر الأصم .
    الشيء الذي يستعاد الآن ، داخل دورة اللولب للزمان الذي لا يتقدم أبداً ، وهو يركع تحت أقدام طوطمه الجديد الخارج من ضلع الصحارى والمتجلي في البشر على شكل سرطان مدرع .
    في غفلة من الزمن وضياع الوعي البشري ، جاءنا ذلك اللوياثان المجنون . داهم القارة العذراء بقوة جنده وظلامنا . بدأ عمليات التطهير داخل البلاد ونشر الرعب بدءأ من عائلته فعشيرته فطائفته فحزبه فالشعب الذي سطا عليه .
    وكما كان القياصرة المعتوهون والممسوسون يرتعدون من كوابيس المؤامرات والاغتيال ، كان هو يتخيل في ليالي مجده المؤرقة أن هناك خونة يحيكون ضده مؤامرات اغتيال داخل جهازه الحزبي والعسكري .
    لم تكن تمضي أكثر من ستة أشهر على دورة التصفيات الداخلية . كان الأمر يتم على شكل مسرحي للمشبوهين أو الذين لم يعلنوا الولاء المطلق أو الذين ينبسون بانتقادات في الاجتماعات السرية للحزب .
    وكان هؤلاء المتهمون يغتالون سراً في منازلهم أو مكاتبهم أو يصدمون بعجلات السيارات في الشوارع ، وفي اليوم الثاني تقام لهم جنازات مهيبة كشهداء للوطن .
    لم تكن سنوات المقتلة للمدن والمقابر الجماعية قد أتت بعد . كنا في امن ازدهار السجون والقتل الفردي والنفي . وكانت حروب مهيار الباهلي الأهلية تتوارى داخل تحولات عصية على الإدراك وهى تندرج في سحب خيباتها.
    وخلافا لتحليلات مهدي جواد واعتراضات مسيو عقل الباهلي حول الشراسة والسطوة والبطش كلي القدرة ، والنقائض التي تختمر ، كان يبدو في الممرات والخلجان المحايدة ، وفي التواءات تلافيف الدماغ وبلازما الدم ، شيء آخر أعظم هولا ولعنة ، وأوغر هواناً وتسفيلا يتمدد كالآميب فوق تلك الأرض . شيء اسمه الهوان أو التواطؤ أو الخوف ، كان مايزال يهلل لذلك اللوياثان الدموي الذي سطا بسحره الأرجواني وحركاته الاكروباتية على ملايين ملاثة بأقدارها وشهواتها العضوية .
    تلك الملايين كانت ترى في الأغساق والضحى وهي تطير منوّمة .مسحورة فوق أشعة بنفسجية تصعد نحو السماء بأجنحة ملائكة فوق آبار النفط وهي تردد في ترتيل إلهي سعيد : أبانا الذي في الآبار . أبانا المذهب كنور الشمس . ليتمجد اسمك العظيم وليخلد نور بهائك الخاطف للأبصار . وكالخشخاش السحري لتترسخ بذور سلالتك المقدسة في أعماق الأرض . أيها القدوس الأبدي . آمين .
    تحت ظل هذا الدمار العظيم والهيكل الخرع للسلالات التي خبا وميض نجمها فهوت كشظايا شهب في أعماق الأرض ، سيفاجئ عبيدالله الكلبي نفسه حاكما فردا ممجدا ومهابا بين فسحة الحلم واليقظة . لايجرؤ على اعتراضه أحد في عصر الرعايا والمملوكين والمقتولين والضفادع وتجار السوق السوداء والمثقفين المسفلسين ببخار النفط وحزبيي الخط اللارأسمالي ، فيرتمي في سمعه أنه رسول العناية الالهية لإعادة مجد الأمة المنتهك ، وأنه وريث عظمة الآباء والأجداد الذين يتقمصهم الآن .
    وكما أقام الله مملكته الوهمية في فراغ السموات ليدخل في خلود ذاته بذاته ، سيقيم ذلك الجنرال المعتوه مملكته داخل النسيج الأرجواني للأرض التي طوبها باسمه . المملكة التي ستزدهر على مدى السنوات الصفراء ، متمطية في إهاب لحظتها الأبدية بدءا من زواجاته المقدسة من عذارى القبائل بغية توحيدها إسوة بالرسول الأعظم ، مرورا بخطاباته التي سيعدد فيها سلسلة أكاذيب النصر على الأعداء ، وانتهاء بتحالفاته الاستراتيجية مع أمراء النفط لتنميته الاقتصاد الوطني .
    في إطار هذا المسلسل الكابوسي اللانهاية له ، سيسترشد أفقه الرصين بعبارة جده الرهيب معاوية بن أبي سفيان : لو كان بيني وبين الناس شعرة لما انقطعت . كلما شدوا أرخيت وكلما أرخوا شددت . مقيما من خلال هذه الحكمة الميكيافيلية تحالفات من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ، وهو يردد في سره : ربي خذ بيدي في مملكتي لآخذ بيدك في مملكتك . ربي زدني أرصدة في الدنيا والمصارف لأزيدنك ابتهالا في الآخرة . ربي لتكن منافعنا متبادلة وليتحقق القصد الذي من أجله ولدتني فأكون طفلك البار على هذه الأرض الفانية .
    كذلك أو مايشبهه في الرمز الخيالي ، سيحدث في عصور العار .
    زمن على حافة الأساطير ، أو هو لبوسها اللامعقول في لحظة انفجارات الفضاء بالأقمار والمحطات الكونية . في ذلك الزمن سيبدأ سليل الآلهة والضباع والسرطانات وإفرازات الحيض الدموي ، من خلال رؤاه الإشراقية ، صياغة التقويم الجديد ، الذي سيدوم أكثر من ربع القرن ، بدءأ من طوطم الأسرة فالعشيرة فالطائفة فالحزب فالجيش
    فالاستخبارات : هيكل الدولة القنطورية الحديثة ، ظل الله أو ظله هو على الأرض.

    وفي ذلك الزمن السريالي المتخطي لمدارك الدماغ ، والذي يذكر بعصور ماقبل التاريخ ، سيروي المؤرخون والأنتروبولوجيون ومطاردو علم السلالات أن تاريخ الشرق وبلاد شبه الجزيرة العربية ليس أكثر من تاريخ الأساطير الدوارة التي تستعاد الآن فوق شاشة الأزمنة الحديثة على شكل رقائق جلدية وآجرات وعفاريت ولصوص وتجار وأمراء و وقتلى وسجون ومؤامرات وتجويع ومهانات ، منبعها ومصبها في نهاية المطاف ، أماسي شهرزاد التي سهر الناس على حكاياتها في بغداد ودمشق ، وقد أدخل عليها في هذا العصر بعض الظلال الروائية غير المبهجة للقلب .
    وكما روت العامة نقلا عن بصاصيه وشيوخه وتجار مدنه ، بشائر عن قرب انبعاثه وظهوراته ومعجزات ولادته أو رؤى أمه التي حملته كالأنبياء في رحمها المقدس ، سيروي الناس من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ، حكاية مشروعه التطهيري وتحويل الصحراء القاحلة إلى جنات عدن تجري من تحتها الأنهار .
    ففي لحظة خارقة من لحظات التجلي ، وبعد أن يكون قد فرغ من ألعابه اليومية من النساء إلى المقامرة إلى التوقيع على الاعدامات والصفقات التجارية ومنح امتياز البحث عن البترول في البحر للشركات الأميركية ونقل وتسريح عدد من الضباط غير الموالين أو المشتبه بهم ، سيختلي بذاته في غرفة من غرف قصره الذي شيده أحد المقاولين وقدمه له هدية في عيد العرش ، ليرسم الخطة الشمولية لما سيسميه : معسكرات التطهير ، وتخضير الصحراء ، وعزل السلالة القنطورية عن بقية الرعايا بعيداً عن التلوث الغوغائي .
    وهكذا ، في اللوغاريتم الجديد لا المتخيل . سيرسم على رقاع من جلود الغزلان البيضاء خريطة مستعادة في الزمن الراهن لزمن قبائل الأجداد آن اندفعوا في موجات غزوهم عبر الصحراء المترامية رافعين رايات الفتح والهمة العلية والقلب الشجاع وأحلام العروبة الأصيلة والمتعصبة لمواجهة الامبراطورية الرومانية الهرمة التي كانت شمسها تميل نحو الانحدار ، وروح اندفاعها تهوي إلى الشيخوخة والزوال .
    ثم يكتب تحتها : الزمن المضيء .
    على الجدار الآخر المواجه للأول سيرسم خريطة أخرى مناقضة للأولى ، يظهر فيها قوة العدو الجديد المرابط على أبواب العاصمة ، ويوضح ضعف الأمة التي انهارت في أعقاب أمجادها القديمة وحضاراتها التي أنارت الاكوان يوم كان العالم غارقا في عصور الظلمة البربرية ، هذه الأمة المجيدة مهددة اليوم بالانقراض والزوال على يد حضارة العدو الناهضة والقوية .
    ثم يكتب تحت اللوحة : الزمن المظلم .
    في الليل وهو نهب هواجس وأشباح وانبهاقات فوسفورية تنتابه بين الحلم واليقظة سيتساءل كيف ينقذ هذه المملكة المهددة بالسقوط والدمار .
    وإذ يوغل في ترهات عوالمه المجنحة ، فيسطو الباطن على الظاهر ، والمجنون على العاقل ، يرتدي قميص طفولته القديم .
    يوم كان يحلم بتكوين عالمه الصغير المحيط به على صورته هو . في أزقة القرية الموحلة كان مهووساً بلعبته المفضلة : عسكر وحرامية مع فتيان الحي . كانت أشعة الحلم تذكره بالفتى الصلب الصارخ بقوة زعيم من الهنود الحمر يقود رجاله إلى الحرب ضد الجنود البيض .
    هوها . هورا
    هكذا كان يصرخ وهو يتقدم رافعاً العصا والمدية أمام مجموعة من الفتيان الذين اختارهم من الشطار والزعران والحمقى واللصوص والعاطلين والسفلة والشهوانيين ، للفتك بخصومه في الحي الآخر .
    بحنق وهو يفرغر من الضحك والتشفي ، كان يضرب رؤوس الفتيان الأعداء بعصاه المصنوعة من أغصان الزعرور المحروق ذي العقد . كانت الدماء تنفجر من الجباه الغضة ، وإذ يهوي الفتى العاثر على الأرض كان يسحق بهدوء وجهه وأنفه ثم يبصق في عينيه : ياابن المنيوشة . أنا عبيد الله الكلبي . رح أدخل في مؤخرة أبيك ولاتعد إلى هنا بعد اليوم .
    على صوت الصرخات وغرغرة الدماء والرعب ، يستيقظ .
    آه . ياللزمن المديد . الزمن الباهر !
    لقد هجعت الطفولة فى مهدها الصغير ، والحي صار بلاداً واسعة .
    بلاد تدخل الآن حدادها بعد أن أقبل عليها الموت من كل حدب وصوب ، ولا من يرفع سيفها الملقى في الوحل .
    زمن غريب سينشق فيه الابن عن أبيه والعاشق عن عشيقته والصديق عن الصديق ، والموجة عن شاطئها . فلا يكون إلا الانهدام والشقاء اللامحدود . في تلك الليلة الثانية بعد الألف ، ومع الانبهاقات الأولى للفجر ، أثر معاناة كابوسية مريرة ، سيضاء عقله بشعاع مبهر يخترق السجف السميكة .
    سيتراءى له وهو يخطر بين الخرائط المظلمة والمضيئة أن الأمم والممالك القابلة للحياة تحتاج زعيما متعصبا وحزباً متعصبا .هذا مافعلته ألمانيا الجرمانية في تاريخها يوم اجتاحت العالم وأخضعته لقوتها وجبروتها ، وهذا مافعله بونابرت الذي أنقذ شرف فرنسا ومد فتوحاتها إلى كل أوروبا ، وهو ما يفعله الأميركي الذي يقود العالم كسوبرمان قومي متعصب .
    وإذ يتذكر جوزيف ستالين وسطوته الدموية ، ينبهر عقله المتأجج بهذا البطل التراجيدي الذي أنهى حياة عشرة ملايين انسان لتنتصر الشيوعية وتخلد قوة الفرد الذي يغير مجرى التاريخ بإرادة الحديد والنار .
    من هذه المقدمات سيستنتج عقله المصاغ من شهوة الدم والحقد والطفولة السادية وعصارة النباتات السامة ، أن خلاص مملكته لن يتم بغير هذا التعصب المقدس ، وبما أنه وسلالته يكثفون النسغ الصافي .البهاء المشع ، فهم إذن حملة هذه الرسالة المتعصبة التي ستنقذ الأمة من ترديها وتعيد لها كرامتها لتشع على الانسانية نورها الوضاء وتخرجها من ظلماتها .
    ففي تلك الليالي المحتدمة فوق شاشة عقله الملتهب كانت تتصاعد من أعماقه كراهية على شكل أبخرة سوداء تتشكل مرتسما عنكبوتيا يضرى بالسم ، فتتراءى له تلك القطعان البشرية وقد تحولت تحت عدسات ملايين العيون العنكبوتية أسراباً من الذباب العالقة في الشباك اللزجة تختلج في احتضاراتها وضراعاتها الصامتة .
    ولأن تلك الحشرات التعسة لم تكن كما ينبغي أن تكون تحت مجاهر عينيه ، كان يتخيل أن بإمكانه امتصاص دمها وهضمها ثم تمثيلها داخل جهازه الهضمي ليعيد تكوينها من عصارة وبلازما سلالته الطاهرة .
    هكذا سيصور له خياليه السريالي المتوهج بالدم والروث والقتل والاحتقار والعصاب واحتدام الشوق الإلهي ، أن يقيم مستعمرة عقاب صحراوية مسيجة بالأسلاك الشائكة والمكهربة ، يضع داخلها شعبه المعارض والجامح ليعيد تكوين ذلك القطيع بالشكل الذي يراه بعد خصيه ووشمه .
    وفي ذلك الزمن الأسود ، زمن الخنوع والغروب ، ماكانت تلك القطعان قد دمرت آلهتها القديمة ، ولا خرجت من أرحام أجدادها ومقابر طواطمها . كان حبل السرة مايزال موصولا مع الأزمنة الرعوية وأزمنة عبادة الواحد القهار في السماء والأرض ، ذلك الذي يقول للشيء كن فيكون . ومن خلال تلك الهشاشة الرثة والرسيس العكر المترسبين في أعماق القلب الضعيف والدماغ النحلي ، كان يتبختر أي خنزير أو لواطي أو لص أو قاتل ليتوّج نفسه ملكا في تلك الأرض الخراب فتتقدم منه الجموع زرافات ووحداناً ومعها ذبائحها وقرابينها وأموالها ونساؤها وما أنبتته أرضها من زرع وضرع ، لتقدمها مسبحة بحمد هذه الهبة المباركة والطوطم المنقذ ، وريث الخلفاء والأئمة ، وظل المعبود على الأرض .
    في رواق ظلام ذلك العصر المفلت من سياق التاريخ ، وفي مجرى التفكك الجيولوجي للأرض ، وانتشار موجات من الفطريات على سطح الشمس ، وانبثاق الرعب من الموت الذي داهم المدن والمعتقلات والسكان الآمنين ، سيتوهج عقل قنطور الزمن الأخير عن قانون سادي يطلق عليه : قانون التطهير الوطني .
    وحتى لايبدو الأمر روائياً مبالغاً به ، وكأنه مستقى من مخطوطات صناديق الأجداد القدامى ، ثمة حيثيات لا تقبل الدحض بخصوص هذا القانون المؤرخ بالثبت التاريخي ، موجودة بين أوراق مهيار الباهلي السرية المخبأة في سواد العراق وبادية الشام .
    ففي العام الثاني عشر من اغتصاب الوطن على يد عبيد الله بن أبي ضبيعة الكلبي ، وبعد مذبحة الأهوار ، وتشتيت الشيوعيين ، وتدمير اقتصاد الوطن في حروب خاسرة مع الأعداء ، وقتل عشرات الآلاف من الشعب في الحروب الأهلية الدينية ، وإقامة الدولة الطائفية ، سيقترح اللوياثان إقامة معسكرات لكل منحرف ممن يعتنق المبادئ الهدّامة ، في أعماق البادية . سينص التشريع الجديد على ضرورة استبدال المعتقلات بمعسكرات الصحراء. الحزبيون المعارضون واليساريون المتطرفون واليمينيون والليبراليون والهيبيون والسرياليون واللامبالون ، والمثقفون اللاقومويون ، يزجون في معسكرات تدريبية يشرف عليها ضباط متعصبون من ذوي الكفاءات العضلية والقومية .
    في هذه المعسكرات ستلقن القوة والتعصب وافتداء الوطن وحب الزعيم والحزب . وبعد الدروس النظرية سيقوم المدربون برياضة الجري . لاستكشاف الصحراء بغية التعرف على أطلال وذكريات ومستحاثات الأجداد الذين ما كانت الشمس لتغيب عن ممالكهم في الأزمنة الباهرة .
    في ما بعد استراحة الضحى سيبدأ حفر الأراضي واستصلاحها وزرع الأشجار لتصبح الصحراء واحة خضراء كالجنة .
    وعلى مدى عام أو عامين ستزرع في أذهان هؤلاء المنحرفين والشاذين والمنحرفين عن قوميتهم ، بذور جديدة ، وأقمار قومية شديدة السطوع ، كما ستصحح تربيتهم الخاطئة ، فيشفون من أمراضهم القديمة وأفكارهم المستوردة ، وبعد الامتحانات التي يجتازونها سيحصلون على وثائق التطهير الوطني التي تنص موادها على أن حاملي هذه الوثيقة هم من البشر الأسوياء والمواطنين الصالحين . آنذاك ستفتح أمامهم أبواب الاعتراف والرزق والأمان واتقاء غوائل الجوع .
    هكذا ، كما تبتلي المزروعات والأراضي الخضراء بالأوبئة والجراد والحشرات القارضة وسائر الأمراض التي تهبط من غبار فضاءات السماء ، قادمة مع الرياح السموم ، ا بتلينا بذلك اللوياثان القارض للزرع والضرع والبشر .
    وفي ذلك الزمن ، العصي على التسمية والوضوح ، بدونا كأنما انقلبنا انقلاب السلاحف على ظهورها . أقدام مشرعة في الهواء فقدت صلابة الأرض ، وعيون ضارعة نحو سماوات فارغة ، وصدور عارية للرياح بلا أمل .
    ما كان أحد يعرف متى تنتهي سنوات المحنة وسنوات القتل وسنوات الجوع وسنوات تدمير العقل .
    وفي الوقت الذي كان مهدي جواد يتحدث فيه عن دورة اللولب واستعادة زمن الملوك والخلفاء القدامى في العصور الأخيرة من بداية انهيار امبراطورية بلاد العرب مع بداية القرن السابع الهجري ، كان مهيار الباهلي يحاول جاهداً من خلال استبصارات الزمن المقارن ، نفي تلك الدورة المتأبدة ، المنافية لجدل التاريخ .
    كان يبدو ، وهو على أبواب حدوسه المنفجرة التي ابتدأت تتجلى في شوارع وحانات بونه ، شبيه مسيح مسلح ينبئ بعصور من الحروب الأهلية القادمة سيقودها المجوّعون ويتامى الآباء والأمهات والجنود الفقراء المهزومون في الحروب الخاسرة ، وفلاحو الأهوار والبوادي ، والعمال العاطلون عن العمل ، والناجون من معسكرات التعذيب واستصلاح الأراضي



    http://www.marmarita.com/vb/showthread.php?t=9477
                  

02-22-2006, 01:46 PM

Adil Isaac
<aAdil Isaac
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 4105

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: محمد اشرف)

    Quote: حسين خوجلي يعلق علي حيدر حيدر ، هذا هو زمن الاسفاف!!
                  

02-22-2006, 05:27 PM

عصمت العالم
<aعصمت العالم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 3656

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: Adil Isaac)


    الاخ حسين خوجلى...

    هنالك سياق اتفاق فى يما طرحت..لكن حتمية السؤال تكمن فى استقراء الرؤيه..لان كل ادبائنا كتبوا على مرمى من مدى اقدامهم..لا رؤية استشراف..تحتوى وتضمن.وتحدد الرؤيه يه..كتبوا من مواقع القصور فى سقف المعرفه..حددوا بزمن الابداع المسقوف... وان راينا فى تفتح اشمل يحتوى نملك مدارات الحراك...بكل سبله..وتعمقه وارثه...وتفاصيليه..لكن محاور الحركه..انت اعلم بها...وانت تعلم ان القران قد حوى كل شىء فى مستقبل متسع وشامل

    وتجربة الاسقاط للمشروع الحضارى فى السودان .وما سبقها من هلامية الرؤيه.على اعتاق تمدد لا يستند على واقع..ادى لكل ذلك السقوط...وكما قل القزافى وهو فى موكب مهيب و سائر الى ام ضوى بان..عند ما حان موعد الصلاه.ا.ذن اول سائق لمسيرة الموكب بعد ان اوقف سيارته والموكب يضم 003 سياره لصلاة الظهر وام الناس اول قادم...قال ان الشعب السودانى لا حتاج لاخوان مسلسمين..

    العزيز حسين..
    دعنى اقول لك...السياق فى خلط الدين مع السياسه هو ما انتج كل ذلك...

    ولقد تمت الاساءه للنبى العظيم..صلى الله عليه ولم..اين القاعده واسامه بن لادن والظواهرى.وحتى الترابى والبشير من رؤية ورؤى..

    يا صديق الزمن الجميل..
    دعنا نناقش الواقع المزرى المرير..لزمن تم اساءة استعماله,فاتى بكل ذلك.
    ودعنى اذكرك الان بما يجرى فى السودان من انحطاط اخلاقى وللقيم وللذين وانحراف وانجراف واسقاط فى كل المرافق....والاحتواء لكل ما تم فى سياق معوج..وهذا غير الفساد والافساد المستشرى..فى كل موقع وفى كل مدى وفى كل مجال..

    الان ياسيد حسين.فى واقع الاسر.. علاقة الصداقه..ومعاشرة الزوجات للصديق..وانتشار الدعاره المعلنه والمستتره...

    وتتحدث انت عن قضايا اخرى..

    انتم من روجتم لما حصل فى السودان..وامتزجتوا به ..وعرفتموه..وتعاملتوا به...
    لن يفيدكم التنصل واسقاط الوشاح....

    وصعب جدا اعادة التقويم..
                  

02-23-2006, 01:49 AM

Salih Merghani

تاريخ التسجيل: 05-03-2004
مجموع المشاركات: 120

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: عصمت العالم)

    في زمن الخراب يتخفي أمثال حسين خوجلي في ثياب الناقدين ، و الحق اني كنت قد عزمت علي الرد علي حسين خوجلي حين وجدت احدي مقالته في المنبر يقدح في المؤتر الوطني و الفساد المشتري و يولول علي ما ال اليه السودان ، اذ انني تذكرتما درسناه في الآبتدائية "اتي الثعلب يوما في ثياب الواعظين" الا انني عزفت عن الرد لما احسست فيه من مضيعة للوقت في مجاراة أمثال حسين خوجل الذين لا يكتبون بحثا عن حقيقة ، بل هم يلون عنق الحقيقة و في كثير من الأحيان يكسرونها.لكنني اعترف انني عجزت عن الصمت حيال هذا البوست لأسباب ذكرتها في مداخلتي أعلاه.

    حين يكتب حسين خوجلي عن حيدر حيدر ، يقفز الي ذهني تساؤل بسيط ، ماذا دفع حسين خوجلي لأعادة نشر هذا المقال و ما هي منطلقاته ، بالطبع مقال حسين خوجلي لا يندرج تحت بند النقد الأدبي ، فلم نسمع بناقد أدبي محترف و علي درجة من المهنية و العلم نقد روائيا في صدر نقده لأنه يتلقي حوالات بريدية من ابنتيه من الخارج. يبدوا هذا الحديث خارجا علي السياق للوهلة الأولي لكنه يكتسب معناه حين نتذكر تاريخ حسين خوجلي الطويل في الأسفاف ، و هو من المبادرين في هذا المجال او لتحري الدقة هو رائد الصحافة الصفراء في السودان.

    ما هكذا ينقد الأدب ، للنقد الأدبي اصوله و مدارسه ، و قبل كل ذلك احترامه ، لقدتعرضت رواية وليمة لأعشاب البحر الي النقد اللاذع في كثير من الأحيان لكن بمنهج نقدي واضح ، و كانت قيدالتحليل ايضا "التحليل القصصي " ، و في ذلك يمكن الرجوع الي كتاب د.محمود أمين العالم الأغتراب السياسي ، و ليمة لأعشاب البحر نموذجا، و فيها حلل د.العالم رواية وليمة لأعشاب البحر في طريقة تناولها للمنفي و حالات الأغتراب السياسي ، و كيف ان المثقف يعيش حالات من الأغتراب داخل وطنه.

    اتمني ان لا يعتقد السيد/حسين خوجلي ان كثرة المداخلات في هذا البوست دلالة علي نجاحة بقدر ما هي وقفة ضد المتطاولين و المتثاقفين من أمثال السيد خوجلي

    ولي عودة
                  

02-23-2006, 06:17 AM

محمد حسبو
<aمحمد حسبو
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 365

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اقصر طريق للشهرة (Re: حسين خوجلي)

    ربما تعذّر على حسين ، حبر الترابي للآداب و الفنون ، ان يدرك علل فشله الشخصي و الحزبي ، اذ لم تترك الجبهة الاسلامية ما يؤثَر ، في باحة الادب او الفن ، ليست هناك رواية او مسرحية او اغنية او رقصة تشير بنسبها الى الجبهة الاسلامية و مشروعها الوبال ، لها مكان في ذائقة الناس ، حتى المدائح النبوية افرغت من مكنونها العرفاني ، وصارت مصدراً للتكسّب ، اتساقا مع ايديلوجية الجبهة الاسلامية ، ايديلوجية الكسب

    رأس العلل ، مندس في الطبيعة الايدلوجية نفسها ، الداكنة و الانتهازية في آن ، ما يتضاد مع متطلبات الذوق الجمالي و ابداعه بالأساس ، فالتشبع بقيمة الحياة و الاصالة في الموقف من علاقاتها هما مصدر كل ابداع راق و خالد ، حسين خوجلي الذي كان يحتفي بدولة الانقاذ حتى عهد قريب ، يُسأل عن مفهومه للابداع الراقي ، من واقع مؤسستي تلفزيون السودان و صحيفته الوان ، الذين يجمع بينهما تشابه امين حسن عمر و حسين خوجلي

    حتى لو سلمنا اننا لسنا ازاء نقد ادبي ، لانتاج السيد حيدر حيدر ، و اننا نتعاطى مع نص مسيء للمقدّس الديني ، بدءاً بالذات الالهية و انتهاء بيوتوبيا الانقاذ قبل ان يفصم عراها فراق حسين خوجلي و شيخه ، حتى و الحال كذلك فإن الشريعة التي يجاهر بأخلاقها تقول ( اتّبِع ما اوحي اليك من ربك لا الله الا هو و اعرض عن المشركين * ولو شاء الله ما اشركوا و ماجعلناك عليهم حفيظا و ما انت عليهم بوكيل * ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدوا بغير علم كذلك زيّنا لكل امة عملهم ثم الى ربِّهم مرجعهم فينبِّئهم بما كانوا يعملون ) و الرسول نفسه ، الذي يرائي حسين بحبِّه ، كان جاره اليهودي يلقي زبالته كل صباح امام بابه الكريم ، و حين تغيّب اليهودي عن عادته ، عاده رسول الله متفقدا ، علّ مكروها اصابه ، اين هذا مما قرآنا و سنة ، من سفه القول الذي جُبِل عليه خوجلي و اشتهر به و نموذجه اعلاه


    Quote: وزرعها في غرفات منزله المتواضع ، ويعيش الرجل على ( حوالات ) ابنتيه المتزوجتين في ألمانيا وأمريكا وابنه الذي يمتلك دار نشر صغيرة اسمها مجهول كاسم أبيه


    و مع انني لا اجد مخزيا في كل ما ذكر ، من تواضع المنزل او بر البنات و البنين والداً ، الا ان اخلاق خوجلي و معاييره في الكسب ترى في وضع كهذا خسراناً مبينا ، هي ايديلوجية الكسب و اعصابها ، و لمن اعيته المقارنة بين المثل القرآني و كاتبنا هذا ، فله ان يجد تفسيرا عندما يعلم الشريعة الحقيقية لحسين خوجلي ، الحوار المندرج في مسلك شيطانه حسن ، القائل

    ( و يصبر القرآن بهدي القرآن على سماع الكفر و النفاق ...... يصبرون على القول الباطل على من يزعم الحق كله لنفسه و يطعن جهارا في دين الاسلام و أصله .......... مادام الطعن مناكرة قولا باللسان ، لا عدوة فعل بالسنان ، مما يستدعي مجادلة بالتي هي احسن او ملاعنة و تباً لمساءته ) حسن الترابي – السياسة و الحكم – 167

    و حسين ، لأنه من قلة من اتباع الشيطان ، يقرأون ما يكتب و يتفكرونه ، ينبهون الى تناقضاته و يتبعون اسوأها ، ثم يمضون في الطاعة ابعد قليلا او كثيرا جهد طاقتهم مرضاة ، فهو تبتلا يفحش في الملاعنة و المطاعنة و البذاءة ، سالكا اقصر طريق للشهرة ، طريق التعريص الحار و الكذب و الاثارة بأسماء حركية في صدر صحيفته ، الحق و الخير و الجمال ، و تلك هي الافعال في مدارج السالكين في حزب الشيطان ، الحزب الذي جنح للقتل و التجويع سنوات عشر في ولاية السلطان ، لم يكتب فيها حسين خوجلي حرفاً ابتغاء وجه الله او تخليصا لضميره من غربته
                  

02-23-2006, 08:01 AM

Salih Merghani

تاريخ التسجيل: 05-03-2004
مجموع المشاركات: 120

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اقصر طريق للشهرة (Re: محمد حسبو)

    لا عجب في ان يكتب حسين خوجلي ترهاته اعلاه عن حيدر حيدر ، اذ ان حيدر حاصر و قاتل بضراوة امثال حسين خوجلي طوال الوقت ، ادرج هنا مقطع من مقدمة اوراق المنفي و لولا انني متأكد من ان حيدر حيدر لا يعرف حسين خوجلي لقلت انه كتب هذه المقدمة في السيد خوجلي

    من مقدمة اوراق المنفي

    أسجل هنا في مقدمة أوراق المنفي و هي شهادات قاسية و جارحة عن زماننا العربي ، أنني كاتب اليأس و القسوة ، و النهار المهزوم بالظلمة ، و الحزن و الموت المخيم فوق أرواحنا المستلبة و الكئيبة. أسجل ذلك لأنني أنفر من الكذب و الزيف و التبشير الخادع بالفرح و الغبطة و السعادة المفقودة. لقد ولي الزمن الجميل و أقبل زمن العار . زمن التفكك و الأنحطاط الهمجي . و لأنني مدرك حجم الكارثة و الانحطاط اللامتناهي و الخراب السائد، و المستقبل الأسود، مصصم و أنا بكامل وعي و معرفتي أن اكون صوتا فضائحيا في مواجهة هذا التدهور و الانحطاط و العسف المبرمج، و في مواجهة العار. الكثرة الساحقة من المثقفين و الكتاب في بلاد العرب، يحايدون قصدا أو خوفا أو تنعما بالسلطة عن الموضوع و المشكلة، من أجل ذلك هم ميسورين و سعداء و ليسوا في السجن أو المنفي أو الجوع. حفنة الملعونين و المنبوذين الذين توحشوا علي أطراف الغابة، يعرفون و يذكرون جيدا مغزي عبارة الأعرابي الذي خاطب الخليفة : لورأينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا. و هؤلاء هم الورثة، الموشكون علي الأنقراض لقلتهم، الذين يرفعون سيف الكتابة في وجه العسف و الانحطاط اللذين وصلا تخوم الروح. من أجل ذلك هم فقراء و منفيون في -الربذة العربية- ربذة جدهم الغفاري الذي قضي فقيرا منفيا بعد أن رفض الصلاة وراء معاوية" انتهي هنا

    لا شك انك وبعد ان تفرغ من قراءة النص اعلاه تتكون لك رؤية واضحة حول لماذا يكتب خوجلي بمثل هذا الأسفاف عن حيدر حيدر ، كيف لا و هو محاصر في تلافيف النص أعلاه
                  

02-25-2006, 01:33 AM

Salih Merghani

تاريخ التسجيل: 05-03-2004
مجموع المشاركات: 120

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اقصر طريق للشهرة (Re: Salih Merghani)

    كمااسلفت في صدر هذا البوست فأنني تحت وطأة أسفاف ما كتبه حسين خوجلي ، فأنني ماض في ان اجعل هذا البوست مكانا للتأمل في كتابات حيدر حيدر
    اكره كثيرا الأقتباس ، لكنني بما اني لست بناقد ادبي ،فأنني مضطر اليه ، فيما يلي انقل اليكم جزء من مقال مرآة النقد المصدعة كتبه حيدر حيدر في عام 1987 في تعقيب علي نقد وجه للرواية ، و هو طبعا نقد لا ينحدر مهما بلغ من التواضع الي مستوي ما كتبه خوجلي ، فذاك نقد كاتب قرأ الرواية و فهمها مقلوبة كما ذكر حيدر حيدر و أسفاف حسين خوجلي اسفاف الناقل مثل البعوضة تحمل الداء و لاتدري ما هو.
    و الحديث لحيدر حيدر في جزء من رده علي ذاك الناقد،"للأسف لم تنشر المجلة اسم الناقد"

    " رواية وليمة لأعشاب البحر تطمح لأن تكون رواية عربية تحمل ملامح أقليمية في مرجعها الحدثي و فضائها الروائي ، و هذا واضح علي نحو لا يقبل الجدل. و هي رواية تحاول ان تري الواقع العربي و أنسانه من خلال التقابل و التضاد و الثنائية و الأبيض و الأسود و ما بينهما. و هي اذ تروي و تشرح و تحلل و توغل في الأعماق ليظهر في الواقع علي حقيقته الراهنة ، تتحاشي التلفيق و المهادنة و التزييف و الالتفاف حول الأشياء ، كاسرة الحدود الأخلاقية و المقدسات التي كرسها التاريخ الديني و الأخلاقي ، و التاريخ السياسي الآستبدادي الذي تصنعه السلطة.
    السؤال اذن: ما هو الواقع العربي الراهن في جوهره بعيدا عن مثيولوجيا الأمل ، و عن الخو و تكتيك البرنامج السياسي لأحزاب السلطة؟
    أنا ازعم و بتحليل معرفي ، سياسي و حضاري ، أن علوم الأنثربولوجيا و الأجتماع و علم النفس الاجتماعي و التحليلي ، تشير الي واقع عربي راهن متخلف عن العصور الحديثة، تحياه الأسرة العربية و الفرد العربي ، واقع اللاعقلانية، و الفردية المريضة ، و الكبت الاجتماعي و الجنسي، و الاستبداد السياسي ، و خضوع العلاقات لمفاهيم و قوانين و شرائع العصور البدائية الأولي.
    لكن رؤية المشهد السلبي ، لا تعني الاتهام و التجريح بقدر ما تعني وضع المبضع في الدمل لاستئصاله و اخراج قيحه و صديده" انتهي هنا تعليق حيدر

    لا يوجد نص متعالي علي النقد ، فالنقد الأدبي اداة لتطوير الكتابة ، لكن لا يمكن محاكمة الفعل الفني بمقايس العيب والتكفير ، و امثلة هذا الأسلوب ماثلة امامنا فالطيب صالح الذي صفقت عاصمة الثقافة العربية الخرطوم لمجيئه العام السابق و اعتبرته احدي انجازاتها ، وصفت كتاباته بالأنحلال و التعهر لفترة طالت من نفس ادعياء الثقافة الذين استقبلوه با و منعت من التداول و النشر و التدريس ، و حوكمت بخروجها علي الأخلاق و التقاليد منظومة المورثات ، مثله حدث لكثير أمثال مارسيل خليفة و نصر حامد ابوزيد ، و محمود درويش وكثيرون.
    لا سبيل لتطور الأداب و الفنون ن التي لا يستقيم تطور امة بدونها الا اذا رفع السيف المسلط علي اعناق الكتاب و الفنانين كلما كتبوا او رسموا او عزفوا شيئا لم يرق للمتحكمين و الحاكمين.

    و لي عودة

    (عدل بواسطة Salih Merghani on 02-25-2006, 02:16 AM)

                  

02-27-2006, 06:28 AM

Ibrahim Algrefwi
<aIbrahim Algrefwi
تاريخ التسجيل: 11-16-2003
مجموع المشاركات: 3102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسهل طريق للشهرة (Re: حسين خوجلي)

    أنت عليك ان تكتب لتحمي الفردوس الذي تعيش والنعيم والطهرالذي انت فيه لانك "شهير" وعلي حيدر حيدر ان يكتب ليهدم الفردوس الذي تعيش لانه ليس فيه ولانه "نكرة"....
    والرواية التي قراءتها انت بعين المُسلم المنفعل بدينه رواية منفعله بالانسان ، الانسان المستغل لحماية ملك رخيص ومهترئ ، يضي فيها كاتبها بقوة الهزيمة والحرب والاحياء الفقيرة والدعارة وسخف المعايير "معاييركم الطاهرة" ...
    كاتب كحسين خوجلي مُسخر لتملق السلطان خيره وجماله
    "يتحتف" عليه ان يسلك هذا المسلك النقدي "الخائب" لحماية دينه" دين الُسُلطان".

    وان يحمي المشهد القائم، مشهد المسلمين الصالحين والفردوس وجمال العرب وثقافتهم الكريمة ...
    وكاتب كحيدر حيدر يعمل علي فضح المشهد القائم ، مشهد التفسخ والدنس والجحيم الذي في بلاد الكرامة والطهر...

    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de