الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 02:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-09-2006, 06:52 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له

    اليوم ذكري الامام الثائر الشهيد الحسين ابن علي ابن ابي طالب كرم الله

    وجهه ونفعنا بجاههم حفيد رسول الله وقتل شر قتله بعد ان خذله انصاره


    ومثلت بجثته وحرم من الماء قرب دجله والفرات وتلذذ القتله بقطع

    راسه الطاهرة ولم يكفيههم ان سمموا اخيه الحسن حاقن دماء

    المسلمين

    فلنعتبر هذا الامام الثائر مشهاد لنا للنضال ضد الزيف والدجل

    ولنهزم مناصري يزيد بل معاوية والقاتل زياد بن ابيه

    ولنستخلص قيم الدين لخير الانسان وان ننشر التسامح والمحبه والسلام
                  

02-09-2006, 07:01 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    مواكب العزاء التي تقام خلالها مشاهد تمثيلية عن واقعة الطف التي تتجمع لمشاهدتها اعداد غفيرة فضلاً عن تلك التي يلطم الناس فيها صدورهم وظهورهم تعبيراً عن حزنهم في ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي(ع) في ثورته التي قام بها عام 61 للهجرة ضد الظلم والطغيان
                  

02-09-2006, 10:20 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    نصر المجالي من المنامة: تتشح شوارع محافظات مملكة البحرين الخمس بالسواد، تخليدا لذكرى استشهاد سبط السول الأعظم الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب، وهذه المناسبة التاريخية تمر في هذه المملكة الخليجية التي تنفذ مشروعا إصلاحيا منذ خمس سنوات عبر عنها المواطنون والوافدون ألـ 700 ألف هم عديد سكان المملكة، بتأكيد المزيد من الوحدة الوطنية والالتفاف حول مبدأ المشاركة الشعبية في الانتخابات المقبلة للبلديات في مايو البرلمانية في اكتوبر، لم تقتصر الاحتفالات على المناطق الشيعية في البلاد بل لوحظ ان الجميع عاش المناسبة بكل فخر الشهادة لترسيخ التلاحم صفا واحدا لتحقيق المزيد من الانجارات الوطنية سياسيا واقتصاديا.

    وإذ وضعت وزارة الداخلية البحرينية برنامجا يتيح للجميع المشاركة في المواكب الحسينية وتوفير الأجواء الآمنة، فإن وزارة الاعلام ممثلة بهيئة الاذاعة والتلفزيون نفذت برنامجا شاملا لتغطية المناسبة التي تعبر مناسبة وطنية قبل ان تكون دينية حيث عطلت جميع مرافق الدولة العامة والخاصة احتفالا لأربعة أيام. وشارك في البرامج الاذاعية والتلفزيونية عدد من كبار العلماء والشيوخ من سنة وشيعة للتذكير ببهاء المناسبة "فاستشهاد الحسين مناسبة للاتفاق لا الافتراق والوقوف صفا واحدا لناء البلد الواحد ليحقق وجوده درّة في مياه الخليج".

    وفي مناسبة ذكرى الشهادة التي تمر آمنة في شكل غير مسبوق متزامنة مع الاحتفال بالذكرى الخامسة لإعلان الميثاق الوطني الذي قرره عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة مدشنا عهدا جديدا من الاصلاحات، فإن الاحتفالات هذا العام بمناسبة العاشر من محرم لم تقتصر على القراءة في المآتم حول معركة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين بل امتد الى اقامة فعاليات ثقافية واجتماعية ومسرحية ومعارض للكتب والرسومات والاشرطة وحملات تبرع بالدم وغيرها.

    إقرأ أيضا

    عاشوراء .. للحشد السياسي ومواجهة حرب الابادة

    ومن بين الفعاليات العديدة التي تشهدها العاصمة المنامة والمدن والقرى فضلا عن مظاهر الاتشاح بالسواد وهي لا أكثر من عادات صارت اجتماعية اكثر من كونها دينية، هناك ازدياد بيع اشرطة أناشيد ومحاضرات وأدعية وبوسترات مرفقة بمواقعها الالكترونية تخليدا للذكرى، واقامة معارض للصور واللوحات الحية التي تعبر عن أرضية المعركة، وبيع أشرطة باللغة الانجليزية تتحدث عن ملحمة الطف والمعاناة التي تلقاها عائلة الإمام الحسين وسبي النساء من أرض كربلاء الى أرض الشام واستضافة خطباء عراقيين ليتحدثوا عن معركة كربلاء ولتنويع الطرح الثقافي والاجتماعي لابعادها لكونها ليست معركة للعرب أو المسلمين وانما هي قضية الانسانية.

    ومن بين الفعاليات عقد ندوات ومحاضرات ثقافية ودينية شارك فيها كل من العلامة السيد محمد العلوي والشيخ عبدالرضا معاش والسيد محمد باقر المدرسي وجمع التبرعات للمواطنين المحتاجين في نهاية كل قراءة بالاضافة الى تشكيل لجنة لجمع تبرعات لبناء المساجد والحسينيات في كربلاء تحت اشراف المرجعية الدينية هناك.

    ويلاحظ ان تلفزيون البحرين والفضائية الحكوميتين بادرتا الى نقل وقائع الاحتفالات والنشاطات المرافقة من ندوات ومحاضرات من دون رقابة مسبقة. يشار هنا الى قيادة هيئة الاذاعة والتلفزيون عهدت في الأسبوع الماضي الى وجه جديد من اسرة آل خليفة الحاكمة هو الشيخ خليفة بن عبد الله آل خليفة الوكيل المساعد لوزارة الإعلام لشؤون الإعلام الخارجي. كما عهد إليه تنفيذ استراتيجية شاملة لتصعيد الإعلام في مملكة البحرين يتماشى مع متطلبات العصر.

    وإليه، فإن العطلة الرسمية بمناسبة ذكرى عاشوراء كانت مناسبة للمواطنين البحرينيين والمقيمين للسفر الى الجوار السعودي عبر جسر الملك فهد ميممين شطر الديار المقدسة لقضاء عمرة أهل البحرين، وهي عادة دينية قائمة منذ مئات السنين، وقدر خبراء في السياحة والسفر عدد المعتمرين هذا العام بحوالي عشرة آلاف، بينما توجه عدة آلاف نحو الكويت التي قائمة الدول التي توجه لها المسافرون حيث كانت هي الوجهة الأنسب بالنسبة لهم لما تتمتع به من أسواق متنوعة ومختلفة الأسعار كما أنها تمتلك مواقع ترفيهية عدة للعب الأطفال، حسب صحيفة (أخبار الخليج).

    كما جاءت مكة المكرمة الوجهة الثانية من حيث الإقبال حيث توجهت أعداد كبيرة من الحملات الدينية للديار المقدسة لأداء مناسك العمرة، وقد كانت معظم هذه الحملات برية إضافة إلى حملات تأخذ المعتمرين إلى مكة جوا، وجاءت دبي في المرتبة الثالثة رغم توقف مهرجان دبي للتسوق وذلك يعود لأسباب عدة أولها استمرار العديد من الفعاليات الثابتة في هذا المهرجان غير المرتبطة بالترفيه من غناء ورقص كالقرية العالمية التي تقدم منتجات وسلعا من جميع دول العالم.

    ومن عوامل الجذب نحو دبي هو إضافة إلى المجمعات التجارية التي فتحت مؤخرا والتي شكلت مصدر جذب للسياح، تلك العروض الترويجية التي قدمتها بعض شركات الطيران بخفض الأسعار لمدينة دبي والتي شجعت الكثيرين على السفر لهذه المدينة. كما كانت لبنان ومصر وجهتي سفر استقطبتا العديد من الراغبين في السفر وخاصة من قبل المصريين المقيمين في البلاد الذين توجهوا إلى مصر، كما سافرت أعداد كبيرة إلى بيروت لقضاء الإجازة، إضافة إلى ماليزيا وتايلند وكذلك بعض دول أوروبا.

    وفي الوقت الذي قلت فيه وقائع حية لبث مباشر من جانب تلفزيون البحرين لبعض وقائع عمرة البحرين، فإن الصحف بادرت من جانب بإرسال مندوبين لكتابة تقارير ميدانية عن تلك المناسبة التي يتفرد بها اهل البحرين في ذكرى عاشوراء عن غيرهم من المسلمين في مختلف بقاع العالم.

    وقالت صحيفة (الأيام) ان عشرة آلاف بحريني قضوا مناسك العمرة منتهزين العطلة لضاء ايام معدودات في أجواء روحانية، ونقلت عن معتمرين قولهم ان حملات العمرة تعددت من حيث المستويات والقدرات المالية لكل فرد وذلك بسبب وجود اسعار تنافسية من اجل الجودة والراحة في‮ ‬منطقة الديار المقدسة‮. فيما وصف عدد منهم ان الفنادق ضعيفة المستوى ولا تنا سبهم من حيث القرب من الحرم‮.‬

    ومن جانبهم برر مقاولو العمرة ان الفنادق التي‮ ‬تم حجزها تناسب الاسعار التي‮ ‬قدمت لمواطني‮ ‬المملكة مشيرين الى ان هذا العام شهد اعداداً‮ ‬كبيرة من المعتمرين البحرينيين بسبب تعطل معظم الدوائر الحكومية والاضافة الى الاسعار المشجعة التي‮ ‬واكبت رغبات المواطنين‮.‬

    وأخيرا، فإن كتاب الأعمدة في جميع صحف البحرين وجدوا في مناسبة كرى عاشوراء فرصة للتعبير عن بهاء المناسبة وصفوها، وأكدوا على ضرورة ان تكون "مناسبة للاحتفال بالتكاتف صفا واحدا في وطن جميل واحد يؤكد العمل يدا بيد وصولا الى الأهداف السامية في الانجاز والبناء".
                  

02-09-2006, 12:15 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    Quote: فلنعتبر هذا الامام الثائر مشهاد لنا للنضال ضد الزيف والدجل
                  

02-09-2006, 02:18 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: AMNA MUKHTAR)

    الرائع ابن الشريف

    عدوية زمننا الاغبر بت مختار

    اذا اخرجنا الامام الحسين من عبائة الطائفية النتن سنتزوق ثورته كهؤلاء ........

    الشاعر محمد المكي ابراهيم
    Quote: أتيح لي أن أعرف المسلمين الشيعة عن قرب وان أتعرف على نواحي الجمال في ‏عقيدتهم..في أيامي بالعراق كنت أصلي الجمعة في مسجد سيدي عبد القادر ‏الجيلاني مرة ومرة في مسجد أبى حنيفة النعمان وأتوجه بعدها إلى كربلاء ‏لأقضي بقية الأمسية بين أضرحة الحسين والعباس رضي الله عنهم وعن أبيهم ‏وأمهم وأرضاهم..وليس في العالم الإسلامي ما يضارع تلك الأضرحة في الفن ‏والجمال..ففيها أبواب مموهة بالذهب الخالص والفضة اللجينية..يقف الشيعي متكأ ‏عليها ويسلم على أبى عبد الله الحسين بن على ويحمد الله الذي جعله من شيعنه ‏ومحبي عترته الطاهرة.ثم يدلف أو ندلف معه إلى داخل المسجد فإذا جمال ما ‏فوقه جمال..من زخارف على الحرير تحف الضريح وثريات تتوهج فوقه ‏ودرابزون هو صنعة فنان مقتدر يسمح للزوار بالتمسح به تبركا وقربى ويحول ‏بينهم وبين ما بالداخل من صفوف الحرير المشغول المطرز بآيات الله..ولا تعدم ‏أن ترى حول الضريح الجليل من يبكي أو تبكي بحرقة وألم كأنما كان مقتل سبط ‏الرسول بالأمس وليس قبل اكثر من آلف عام.‏
    ترى كل ذلك فتعجب للمسلمين السنة كيف لم يروا الفجيعة الدامية في المعاملة ‏القاسية التي لقيها آل الرسول على مدى التاريخ فان هذه العترة الطاهرة تعرضت ‏للقتل والصلب والملاحقة الدامية على طول التاريخ الإسلامي ومداه..وتكاد ‏العقيدة الشيعية أن تكون تنويها مستمرا مدى الدهر بمأساة الدوحة النبوية الكريمة ‏وما لقيت من الحيف والجور من اتباع والدهم الكريم.وهذا بالأساس ما جعل ‏الشيعة قريبين إلى قلبي بذلك الشكل.ونحن في السودان نشترك مع الشيعة في ‏خاصية واحدة على الأقل هي محبة آهل البيت وظني آن ذلك تأثير فاطمي ظللنا ‏نحتفظ به. فقد دأبنا على رفع صور الإمام على والحسن والحسين في دورنا ودأبنا ‏على الاحتفال بعاشوراء وما يصحبها من التوسعة في الطعام,.‏
    كل من يتعرف على تراث الشيعة بعقل مفتوح سيحبهم كثيرا ويعرف انه ليس ‏عبثا الانتقام للحسين بعد ألف وخمسمائة عام من مقتله ظامئا جريحا في صحراء ‏كر بلاء فهو انتقام للرسول الكريم وحقه على كل مسلم يردد دبر كل صلاة:"اللهم ‏بارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم"‏

    ‎•‎ والآن بعد 25عاما من الثورة في إيران هل اصبح هنيئا رقاد الحسين؟
    أجازف بالقول كلا وكلا ثم كلا.‏


    Quote: المستشرق الانجليزي :- ادووارد برون
    من لا يحشاه الحزن حين يسمع حديثا عن كربلاء وحتى غير المسلملين لا يسعهم انكار طهارة الروح التي وقعت في ظلها المعركة



    Quote: رئيس الموتمر الوطني الهندي السابق تاملاس توندون

    هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الامام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري وخليق بهذه الذكرى ان تبقى الي الابد وتذكر علي الدوام


    Quote: المستشرق الانجليزي برسي سايكوس

    حقا ان الشجاعة والبطولة التي ابدتها هذه الفئة القليلة حيث دفعت كل من سمعها الي اطرائها والثناء عليها لا اراديا هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتا عاليا وخالدا لا يزول الي الابد


    Quote: الباحث الانجليزي جون اشر
    ماساة الحسين تنطوي علي اسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي



    Quote: المؤرخ الانجليزي جيبون
    ماساة الحسين تغلغلت في كل شئ حتى تصل الي الاسس وهي من القصص القليلة التي لا استطيع قرائتها قط دون ان ينتابني البكاء


    Quote: موريس دكابري
    ان الحسين ضحي بنفسه لصيانة شرف وااعراض الناس ولحفظ حرمة الاسلام ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد فتعالوا نتخذه قدوة لنتخلص من نير الاستعمار ونفضل الموت الكريم علي الحياة الذليلة


    Quote: المهاتما غاندي

    تعلمت من الحسين ان اكون مظلوما فانتصر


    ولكن هذا يحتاج الي وقت طويل فمازال للسلطة علماء يستجدون تزيف الحقائق من الارث الاموي ويملون
    منابرنا بفضائل يوم عاشوراء ويهربون من ذكرى الامام الحسين لانه سيفضحهم بشعاراته

                  

02-09-2006, 09:44 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    Quote: ولكن هذا يحتاج الي وقت طويل فمازال للسلطة علماء يستجدون تزيف الحقائق من الارث الاموي ويملون
    منابرنا بفضائل يوم عاشوراء ويهربون من ذكرى الامام الحسين لانه سيفضحهم بشعاراته




    الذين يقولون مالا يفعلون .
                  

02-09-2006, 08:01 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    نستلهم العبر والنظر الي سيد الشهداء وكل عام والجميع بخير

    تشكر عمار علي المساهمة


    امنه مختار لك اطيب التحيات وبجاه ال البيت ان تزول كل مظالم وجراح

    الوطن الذي انهكه اللصوص
                  

02-09-2006, 09:20 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    صبرى
    دبايوا
    مش عارف انت تذكرنى بعلاوى تصور هو شيعى رافضى وبرضو علمانى خلطة عجيبة.
                  

02-09-2006, 11:51 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    هاشم سلام وبركه في الزيارة تعرف سر الخلطة دي هي الصحة وسلامة النظر

    حكم الدولة الدينية ذهب بعد انتقال صاحب الشمله واول من يفيق من الصقعه

    نبينا الكريم وبعد ذلك دخلت السياسة مع الدين وغلبت المصالح الخاصة

    فيا صديقي انت مع من والي اين واطرح برنامجك لعل وعسي

    القران والسنة كلنا متبعينهم والفرق الهالكة والناجية تتبعهم


    محبتي لال البيت والي الحسين المرضي وراضي عنه ربه ونفعنا بجاهه وجاه

    جده النبي الكريم ووالده المكرم بن ابي طالب
                  

02-11-2006, 09:46 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    ______________*******************________________
                  

02-11-2006, 09:50 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    اولا يجب احترام حق التفكير والتعبير لي لك وللاخرين


    لقد سلطنا انفسنا اخص اهل السنة هم فقط الصاح والباقين غلط


    لكي يتضح لك موقفي انا علماني ضد الدولة الدينية اسلامية

    او مسيحية او يهودية


    مصادرنا لمعرفة احوال الصحابة تجديها في مراجع السنة قبل اهل


    التشيع

    والصحابة بشر غير مقدسين والخطا والصواب يشملهم كما يشملنا

    الذي لا يخطي هو صاحب الشمله واول من يفيق من الصقعه رسول

    الله المعصوم بفضل الله

    انظري لاموال السعودية التي هي تنتهج منهجا ابعد مما يرضاه

    الله ورسوله تغدق الاموال لمحاربة الشيوعية والشيعية انظري

    لحال انصار الدعوة الوهابية في جميع انحاء المعمورة يسمنوا

    ويضعفوا في الاحاديث

    الهجوم علي الشيعة اتضح ان غرضه سياسي ليس الا

    واكتشفنا محبتهم وايمانهم بالنبي الامي شفيعنا يوم الملاقاة

    محبة الامام علي ويقينهم بانه ولي الله مسالة تدخل في باب صراع

    السلطة منذ يوم السقيفة واحترم السيدة فاطمة احب خلق الله

    لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام لم تبايع ابو بكر طيلة ستة

    اشهر والي ان فاضت روحها الطاهرة الزكية راجعي كتب السنة

    والشيعة

    مقتل الحسن والحسين رضي الله عنهما ونفعنا بجاههم من قبل سلطان

    الدولة الاسلامية معاوية ثم ابنه يزيد يجعل الانسان ان يقف ويتامل

    هذا الجرم الكبير قتل الحسين حافيا عاريا وعطشان ومثلت بجسده

    الطاهر بل قطع راسه وقدم لخليفة المسلمين يا ...........

    لبؤس الفعل وبؤس المدافعة عن الظلم

    ايران والسودان وافغانستان نماذج غير مشرفة للاسلام والمسلمين

    الحل يكمن في حرية الاعتقاد والتفكير والتدبيير والتغيير

    من شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر

    لا حل سوي بفصل مؤسسة الدين عن السياسة
                  

02-11-2006, 10:34 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    شك أن مقتل الإمام الحسين بن علي وجمع من أهل بيته وأصحابه في واقعة كربلاء حادثة محزنة والجرح الذي خلفته في قلوب المسلمين لا يقل عمقًا وألمًا عن الجروح التي خلفها من مقتل ثلاثة من الخلفاء الراشدين وهم عمر وعثمان وعلي سلام الله عليهم أجمعين. بالإضافة إلى هذه المآسي فقد شهد تاريخ الأمة حوادث مأساوية أخرى كثيرة قتل فيها خلفاء ورعايا من أبناء الأمة الإسلامية بطرق وحشية قل مثيلها، وذلك خلال الهجمات والغزوات البربرية التي تعرض لها المسلمون على يد المغول و التتر والصليبيين والصهاينة. ولو راجعنا التاريخ لوجدنا أن أعداد النساء والأطفال والشيوخ الأبرياء من المسلمين الذين قُتلوا في كل غزوة من هذه الغزوات يفوق مئات أو آلاف المرات عدد الذين قتلوا بواقعة كربلاء. ومع ذلك لم نجد من ينصب لهم مأتمًا ليحيي ذكراهم. وهذا بالطب ليس تقليلا من مأساة كربلاء .
    ومن هنا يتبين أن إحياء ذكرى واقعة كربلاء بهذا الشكل الذي نراه ونسمعه في كل عام وبهذه الطريقة المقززة للنفس فهي ليست مجرد إحياء ذكرى وإنما هناك أهداف أبعد مما يتخيله البسطاء من الشيعة وسائر المسلمين الذين غلبت عليهم العاطفة والغفلة وعدم الدراية والمعرفة بالدسائس التي حاكها أعداء الإسلام وما زالوا يحيكونها من خلال هكذا مناسبات.
    فلو كان هذا الأمر فيه منفعة للمسلمين لما توانى عنه علماء الأمة ومجاهدوها الذين نراهم اليوم يبذلون أقصى جهدهم للوقوف في وجه المخططات الخبيثة التي تستهدف النيل من المقدسات الإسلامية عاملين كل حسب طريقته التي تتناسب مع الزمان والمكان. بينما نجد المدعين للإسلام يشغلون الناس في إحياء ذكرى حوادث الانشقاق و الصراعات الداخلية المؤسفة التي مرت بها أمتنا قبل ألف وأربعمائة عام لزرع الكراهية بين المسلمين وتوسيع شق الخلاف بينهم؛ لتمكين الصليبين والصهاينة من تحقيق أهدافهم.
    وهذا منهج خطه الصفويون قبل أكثر من خمسة قرون تقريبًا عندما دخلوا في حربهم مع الدولة العثمانية بالتحالف مع الصليبيين بهدف إضعاف المسلمين وإسقاط دولتهم.
    لقد جعل الصفويون التركيز على المسائل الخلافية أحد أهم نصوص المنهاج التربوية لمذهبهم المسمى جزافًا بالمذهب الجعفري؛ حيث عملوا على إظهار أهل السنة بمظهر المعادي لآل البيت وإطلاق تسميات 'النواصب' و'المعادون' عليهم. وقد باتت هذه المسميات يتغذى بها [الشيعي] منذ نعومة أظافره من خلال استماعه للخطب والإرشادات التي تقدم له في المناسبات المتعددة التي ابتدعها الصفويين لنشر ثقافتهم وترسيخها في أذاهن أتباعهم. وقد قسموا هذه المناسبات إلى شقين:

    شق يسمى الأفراح، والآخر يسمى الأحزان.

    فأما مناسبات الفرح والتي من أبرزها ما يسمى بعيد الغدير , نسبة إلى موقع 'غدير خوم' محط رحال الرسول صلى الله عليه واله سلم عند عودته من حجة الوداع, حيث اتخذها الصفويون على أنها المناسبة التي تم فيها تنصيب الإمام علي بن أبي طالب خليفة من قبل الرسول صلوات الله وسلامه عليه. أما المناسبة الأخرى فهي ما يسمى بعيد 'فرحة الزهراء'، وهو يوم استشهاد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد فيروز أبو لؤلوة المجوسي. هذا إضافة إلى ما يسمى بعيد مولد الإمام المهدي المنتظر، وغير ذلك من المناسبات التي ابتدعت لترسيخ ثقافة الكراهية وخلق الشق بين المسلمين. أما المناسبات الحزينة فمن أهمها مقتل سيدنا الحسين في وقعة كربلاء، بالإضافة إلى 'وفاة الزهراء السيدة فاطمة' سلام الله عليهم أجمعين.
    وهناك مناسبات عديدة أخرى حيث ـ وكما هو معروف ـ إن هناك اثني عشر إمامًا للشيعة، ولكل منهم مناسبة فرح ومناسبة حزن، يتم الاحتفال بها على مدار السنة.
    ولكن على الرغم من اختلاف هذه المناسبات إلا أن الخطاب فيهن واحد، وهو قائم على سب العرب والمسلمين وتكفير ولعن الصحابة بدعوى سكوتهم على مقتل أئمة الشيعة على يد الخلفاء الأمويين والعباسيين. وقد أنشأت جراء هذا الخطاب أجيال شيعية متشنجة ومعادية لأبرز الصحابة والخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين ولكل ما هو سني. وقد طال هذا العداء حتى المساجد والجوامع السنية؛ حيث نجد أن طهران العاصمة الإسلامية الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مسجد واحد لأهل السنة، هذا ناهيك عن تدمير عدد كبير من مساجد أهل السنة في مدن إيرانية كبرى كمدينة 'مشهد' عاصمة إقليم 'خراسان'. وهذا العداء كما سبق وقلنا منشأه النصوص والمناهج الثقافية التي وضعها الصفويون مستغلين حادثة كربلاء كأحد أهم الحوادث السوداء في تاريخ الأمة لإذكاء روح الفتنة وزرع الأحقاد بين المسلمين.

    لقد أفهم الشيعي أن أهل السنة معادون لآل البيت، وأن للحسين ثأرًا عند السنة، والشيعة هم أصحاب الثأر، ولهذا فإننا كثيرًا ما نسمع ونشاهد رفع الشيعة شعار 'يا لثارات الحسين'، وهي كلمة تردد باستمرار على ألسنة خطباء المجالس الحسينية، وتكتب على اليافطات السوداء، ويحملوها الصبية والشبان الشيعة المغفلون وهم يسيرون بها في المواكب ومسيرات اللطم ومهرجانات شق الرؤوس [التطبير]، خصوصًا في مثل هذه الأيام دون أن يعرفوا أبعاد هذه الشعارات وما هي مقاصد واضعيها.
    لقد كان الحسين حفيد النبي صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه, وأحد أعضاء آل بيته، وهو سيد شباب أهل الجنة، ولهذا فإن محبته رحمة ولا يختلف عليها اثنان من المسلمين، بل إنها واجبة، ويتقرب بها المسلم إلى الله والنبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا فلا يمكن أن يكون الحسين حكر على طائفة أو فئة من الناس كما حاول الصفويون إظهار ذلك.
    والدليل أن واقعة كربلاء لم يؤرخها الشيعة حيث لم يكن آنذاك طائفة تعرف بهذا الاسم. وإنما أرخها علماء أهل السنة الكبار من أمثال الطبري وغيره، ولو لم يكن هؤلاء العلماء محبين للحسين لما دونوا مأساته وأعدوا لها فصولاً في كتبهم. وهذا دليل كاف على كذب وبطلان مناهج الصفويين ومن سار في ركبهم.
    نقرأ في سيرة الحسين سلام الله عليه أنه كان يبكي يوم كربلاء حزنًا على قاتليه الذين سوف يدخلون النار بسببه، وهذا قمة الخُلُق والإنسانية. إذن فطالما كان الحسين يتعامل هكذا مع خصومه فلماذا يجعل مدعيّ حب الحسين ذكرى مقتله وسيلة لنشر البغضاء والعداوة بين المسلمين المحبين للحسين؟!!
    واللافت للنظر أيضًا أنه في مثل هذه الأيام يكثر الشيعة من القول بشعار 'هيهات من الذلة' المنسوب لسيدنا الحسين، ويجعلونه في مقدمة الشعارات التي ترفع في هذه المناسبة. فإذا كان المقصود من هذا الشعار هو عدم الرضوخ و الذلة للغازي والمحتل والظالم للمسلمين فإن هذا الشعار أصبح لا معنى له اليوم، بدليل أن الغزاة يسرحون ويمرحون في ديار الإسلام، وهذه حوزة النجف العلمية التي تتزعم مرجعيته الشيعة في العالم وتسير مواكب اللطم وشق الرؤوس نراها تحاط بدبابات الغزاة والظلمة الذين انتهكوا حرمة المقدسات الشيعية في العراق قبل غيرها، فأين إذن شعار 'هيهات من الذلة'؟!!
    هذا ناهيك عن أن الغزاة لم يقف عدوانهم عند انتهاك المقدسات الدينية فقط، بل إنه بلغ قتل النفس المسلمة وانتهاك الأعراض والنواميس وتدمير البيوت والممتلكات وذلك كله أمام مرأى ومسمع أرباب الحوزة وخطباء المجالس الحسينية الذين يعتلون المنابر في عاشوراء محرضين الناس على الفتنة والكراهية.
    لقد بات معلومًا أن المقصود من وراء شعار 'هيهات من الذلة' لا يعني عدم الذلة والرضوخ للحاكم الظالم أو المستبد كما يحاول دهاقنة المذهب الصفوي ترويج ذلك، وإنما المقصود منه هو عدم قبول الشيعة لنظام يحكمه سني، حتى وإن كان هذا الحاكم عادلاً؛ فانتمائه إلى أهل السنة يستوجب رفع شعار 'هيهات من الذلة' في وجهه.
    لذلك نرى أن أحياء ذكرى واقعة كربلاء بما هي عليه من هذا السلوك والأساليب والثقافة ما هي إلا 'مسجد ضرار'، وعليه يجب أن تستبدل هذه الحسينيات إلى مساجد يذكر اسم الله فيها، ودور لتعليم القرآن، ومراكز لنشر ثقافة الوحدة والتآخي بين المسلمين؛ لكي يتحقق هدف الحسين الذي خرج من أجله، ويندثر بذلك فكر أعدائه من الصهاينة والصليبيين والصفويين.

                  

02-11-2006, 10:42 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    الحلقة الأولى


    البيت الحرام ودم الحسين
    ترك الحسين عليه السلام مكّة إلى الكوفة رغم أنّ (أهلها يختلفون إليه ويأتونه، من بتا من المعتمرين وأهل الأفاق) ــ 1 الكامل 3 / 381 ــ ويعلّل بعضهم هذا بأسباب تتواصل مع السماء وأدبيات الغيب الديني ومستحقات المكان المُقدّس، فيما التعليل في تصوري ــ كما سيأتي ـــ يخفي نوايا تتواصل مع نيِّة الانتصار لأمر عقيدي مبيَّت في ضمائر حرّى لتسخين الموقف بالعاطفة والحب والقدسية، وتشييعه بدهشة التطابق بين الماضي والمستقبل...
    لماذا ترك الإمام الحسين عليه السلام مكّة إلى الكوفة؟
    لا أثر لمكاتبات أهل الكوفة هنا!
    يجب أن يغيب الحس ويحلّ محله الغيب!
    يروي الطبري أن ابن الزبير كان قد اقترح على الحسين أن يقوم في المسجد الحرام بمكة ويجمع الناس إليه، فأجابه الحسين (والله لئن أُقتل خارجاً منها ــ أي مكّة ــ شبر أحبُّ إليّ من أن أُقتل داخلاً منها بشبر)2 ــ3 / 295 ــ وفي جوابه لعبد الله بن مطيع (لئن أُقتل بمكان كذا وكذا أحبُّ إليَّ من أن تستحل في مكّة)3 ـ تاريخ ابن عساكر 4 / 332، وفي رواية ابن قوليه الشيعي (لئن أُقتل على تل أعفر أحب إليّ من أن أقتل بتا)4 ـ كامل الزيارات 72، وفي رواية (لئن أُقتل في شط الفرات أحبُّ إليَّ من أدفن في بفناء الكعبة)5 ـ أيضا 73 ــ وفيه أيضاً (ولئن أقتل في بألطف أحب إليّ! من أُقتل في الحرم)6 ــ أيضا 73 ــ وفي رواية ابن عباس (... يا أخي قد خفت يغتالني يزيد في الحرم فأكون الذي يُستباح بت حرمة هذا البيت)7 ــ اللهوف على قتل الطفوف ص 27 ــوسوف نناقش سند هذه الرواية فيما بعد.

    الخوف على حرمة الحرم وقدسيته 8ـ مع الحسين في نهضته ص 73 ــ هذا هو الجواب إذن، وفي الحقيقة من الصعب الإذعان لمثل هذا الجواب، فإنّ الحسين عليه السلام لو ترك مكّة لهذا السبب فلماذا تأخّر لأكثر من ثلاثة أشهر في مكّة؟! خاصّة وهو المطلوب للبيعة، وقد شدّد يزيد على الوليد بضرورة أخذ البيعة منه، ومروان بن الحكم كان قد أقترح على الوليد قتله في الحال عندما راح يتعلّل بالتأخير! ثمّ إذا كان خروجه لهذا السبب لماذا اختار الكوفة؟ لماذا لم يهرب إلى اليمن مثلا؟ وإذا صحّت هذه الرواية فربما هي محاولة من الحسين لإخفاء السبب الحقيقي، ألا وهو الوفاء بما كتب إلى الكوفيين، وهو الأمر الذي لم يحبّذه أليه كثير من رجالات مكّة والمدينة، ومن الواضح جداً النبرة الغيبية في رواية ابن قوليه وابن طاووس، فإنّ الجواب قد ضُمِّنَ استشراف الغيب، حيث أن الحسين قتل فعلاً على شاطئ ا لفرات وفي الطف، الأمر الذي يدعو إلى التوقف عند هذه النبؤة، ومن السهولة أن نلاحظ التصعيد الروحي والغيبي في المضمون من رواية الطبري إلى رواية ابن قوليه وابن طاووس.
    هناك سبب أعمق وأهم، فإنَّ أهل مكّة رغم احتفائهم بالحسين، لم يكونوا على درجة عالية من الاستعداد الثوري كما يقول المعاصرون، ومعارضتهم كانت ذات طابع وجاهي، كما أنّها في المدينة كانت تنطلق من مركزيّة اجتماعية، لا تحمل صفة الجذريّة والقوّة والحيوية، والحسين قرّر المضي للكوفة بمجرّد أن وافاه مسلم باستعداد أهلها، وإلاّ فإنّ شخصاً كالحسين لا يبالي أن تحترق الكعبة برمِّتها في سبيل حركة إنسانية نيِّرة يكون هو فارسها وبطلها، أن تلكم الروايات تثير الشك بشكل وآخر.
    في الحقيقة أنّ هذه الرواية، أي كون الحسين عليه السلام خرج من مكّة حفاظاً على شرف الحرم من الاستباحة والدم المراق تهمل كل ما يمكن إن تعنيه كتب الكوفة إليه، وكل ما تعنيه جوابا ته إليهم، وتلغي تماماً كل خطواته الضخمة بإ رسال مسلم بن عقيل إلى الكوفة من أجل دراسة الوضع هناك.
    الرواية في أوج دلالتها هي التي وردت في الطبري (عن أبي مخنف، عن أبي سعد العقيصي، عن بعض أصحابه، قال: سمعتُ الحسين بن علي وهو بمكّة...)، وفي مثل هذه المضامين بل في كل مضمون تاريخي يجب معرفةالسند جيدا، كي تكون الصورة المُستفادة دقيقة ومتينة، ونحن لا نعرف من أين أخذ العقيصي خبره هذا!
    الرواية نقرأها في الطبري بصيغة أخرى، فعن عبد الله بن سليم ألأسدي والمذري بن ا لمشمعل ألأسدي أن الحسين قال في جوابه على اقتراح ابن الزبير (أنّ أبي حدّثني أن بتا كبشاً يستحل حرمتها، فما أحب أن أكون ذلك الكبش).
    الواضح أنّ الرواية تخفي غمزاً بابن الزبير... هي رواية متأخرة حتما.
    أنّ مثل هذه الرواية حيث تتفاوت في الكثير من المضامين، وتختلط في داخلها وتائر الغيب والكرامات والغمز الخفي لا يمكن ألاعتماد عليها في تحقيق إنجاز تاريخي متين.



    غالب حسن الشابندر
                  

02-11-2006, 10:44 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    القضاء الأعمى
    من المعروف تاريخيِّأ ان أمامنا الحسين عليه الصلاة والسلام تنكّب الطريق الأعظم في رحلته من المدينة الى الحجاز، وذلك عكس ما فعل أبن الزبير9 ــ الطبري 5 / 351 ــ وقد كان ذلك محل تعجّب البعض، فمن المفروض أن يختار غير هذا الطريق فأجاب الشهيد العظيم (لا والله حتى يقضي الله ما هو احبُّ اليه )9 ـ الطبري 5 /351 ــ وفي إرشاد الشيخ المفيد (لا والله لا أفارقه حتى يقضي الله ما هو قاض) 10 ـ الإرشاد 202 ــ، وقد ورد مثل ذلك في فتوح ابن أعثم الكوفي ومقتل الخوارزمي.
    هذا الجواب في تصوري لا يشفي غليلا، ولا يدخل في نطاق التفكير الإعتيادي، ما لم تكن هناك دواع أخرى تخترق المألوف في حياة الناس، وإلاّ لماذا لم يمكث في المدينة حتى يجري القضاء بما خطّه في سالف من زمن؟ وأذا كان الحسين سلام الله عليه قد إستهواه القضاء في لحظة نائية من أعدائه فلماذا لا يغرم فيه وهو في لحظة قريبة من هؤلاء الجفاة؟ وإ ذا كان هذا هو جواب الحسين عليه السلام حقا، فإنّما قد يراعي عقول السائلين، لأنها قد لا ترتفع إلى مستوى المعنى الغائر في أعماق ضميره الحي، أما أولئك الذين يعلّلون هذا السلوك بإرادة الشهادة المسبقة، فهم يؤخرون ويقدّمون هذه الإرادة حسب هواهم، وما علموا ان إستعجالها من قبل الحسين في المدينة أقدر على تحويلها الى لعنة أبدية بحق يزيد وأعوانه. الجواب مُساق على وتيرة تلتقي مع التقدير المسبَّق على صعيد الشهادة، فهناك قضاء يجري في حياة الحسين الإمام سلام الله عليه منسجم الوتائر، وليصُّبّ في نتيجة مرسومة سلفا، أن الجواب محبوك في إطار قصِّة هادفة.
    أن الحسين عليه السلام أبى إلاّ (أن يتنكّب الطريق الأعظم) لان ذلك من أخلاق الفروسية التي ورثها عن أبيه عليه السلام، ولعلّ من دلائل ذلك أنّه كان يقرأ قوله تعالى (فخرج منها خائفاً يترقّب قال ربِّ نجني من القوم الظالمين) فهي سجيِّة الفارس الشجاع الذي يتحدّى ولكن بما يخالط الجرأة ــ عادة وتكويناً ــ من هواجس الخوف على مصير من خطر مرتقب، أنّه ليس كابن الزبير، يجثم كالأسد، ويراواغ كالثعلب (فإذا مكنته الفرصة وثب) 11 ــالطبري 5 /322 ــ في المدينة وهو يغادر مكّة المكرمة نقرأ عن مجموعة حوادث و وقائع نريد إ ستجلائها جيدا، لأنها تتصل بالخطاب الحسيني بشكل وآخر...

    لقاء عبد الله بن المطيع
    يلتقي الحسين عليه السلام عبد الله بن المطيع وقد أحيط اللقاء بالأسرار والغيبيات، كما أنَّه تضمَّن موقفاً مهماً يهمنا تحليله، فأننا نقرأ في الاخبار الطوال أنّ إبن المطيع حذرَّ الحسين عليه السلام من أن يترك مكّة ــ إذا حلّ فيها ــ الى العراق، والكوفة على وجة الخصوص، بعد أن وصفها بالغدر والخيانة والشؤم، وفي طبقات إبن سعد إنَّ الحسين أخبر إبنّ المطيع بأن شيعة الكوفة قد كتبوا اليه وأنه سائر اليهم، فحذَّره من ذلك قائلاً له (متعنا بنفسك ولا تسر إليهم) ــ12 طبقات إبن سعد 5 / 144 ــ نقل ذلك إبن عساكر في التهذيب مع إختلاف ملحوظ ــ13 تهذيب إبن عساكر 4 /331 ــ وفي رواية أُخرى لأبن سعد أن عبد الله بن مطيع قال للحسين (بأبي أنت وأمي إ مسك عليك نفسك فو الله لئن قتلوك ليتخذونا هؤلاء القوم عبيداً) ــ 14 المصدر 5 / 145 ــ وفي الطبري عن أبي مخنف أن الحسين إلتقى عبد الله بن المطيع وهو في الطريق إلى مكّة وجرى بينهما الحوار التالي (فقال ـ عبد الله ــ للحسين: جُعلتُ فداك أين تريد؟ قال أمّا الأ ن فإني أريد مكّة، وأمَّا بعدها فأستخير الله، قال: خار الله لك، وجُعلنا فداك، فإذا أنت أتيت مكّة فإياك أن تقترب الكوفة ، فإنّها بلدة مشؤومة بها قُتل أبوك... إلزم الحرم فإنّك سيد العرب... ويتداعى إليك الناس من كل جانب، ولا تفارق الحرم فداك عمّي وخالي)15 ــ 5/ 271 الطبري ــ ومن الصعب التصديق بإنّ ا لحسين عليه السلام أـ خبر عبد الله بأن أهل الكوفة كاتبوه لأنّ كتبهم جاءته وهو في مكّة.
    أ ن الحسين عليه السلام لم يمكث طويلاً في المدينة بعد أن إستدعاه الوليد بن عبتة للبيعة بل سارع بالخروج إلى مكّة المكرّمة فكيف تمّ هذا؟ أمّا أنّه حذّره من الذهاب الى الكوفة فربما مجرّد حدس من قبل عبد الله بن مطيع، إذ لم توجد أي إشارة كانت تفيد أنَّ الحسين عليه السلام عازم على الذهاب الى الكوفة، عل أنَّ هذا التحذير يسترعي الإنتباه حقاً، ذلك أنَّ عبد الله بن مطيع إلتحق بعبد الله بن الزبير وولى له الكوفة ــ16 طبقات إبن سعد 5 / 147 ــ فهل كان إصرار عبد الله بن مطيع على الحسين عليه السلام بالبقاء في الحجاز لإغراض سياسية بعيدة؟ ولماذا لم يلتحق به وينصره في معركته ومحنته؟ وربما سيقت هذه الرواية لتبرير تخلّف إبن المطيع عن نصرة إمامنا الحسين لان الرجل من عشيرة (عدي)، وهذه المسألة لها أهميّة في مثل هذا الموضوع، وتضاعفت مضامين الرواية لتؤكد نوع العلاقة الخاصّة بين عبد الله إبن المطيع والحسين عليه السلام، ففي رواية إبن سعد (... مرّ حسين بن على إبن المطيع وهو ببئره قد أنبطها، فنزل حسين عن راحلته، فأ حتمله أبن المطيع إحتمالاً حتى وضعه على سريره، ثمّ قال: بأبي وأُمي إمسك علينا نفسك...) ـ17تفس المصدر 5 / 145 ــ تُرى أين هذا الموقف ا لصميمي من المحنة التي أحاطت بالحسين؟ لم نعهد لابن المطيع أي موقف إيجابي في هذا الخصوص.
    وتأخذ الرواية منحى غيبيّا (... فقال أبن مطيع: أين فداك أبي وأُمي، متعّنا بنفسك ولا تسر إليهم ـ الكوفة ــ فأبى الحسين، فقال له إبن مطيع: أنّ بئري هذه قد رشحتها وهذا اليوم أوان ماخرج إلينا في الدلو شي من الماء، فلو دعوتَ الله لنا فيها بالبركة، قال: هات من مائها، فأتى من مائها في الدلو فشرب منه ثمّ مضمض ثمّ ردّه في البئر فأعذب وأمهى) ــ 18 نفس المصد ص 145 ــ لا نريد أن نتحدث عن السند، ولكن يبدو لي أن الرواية سيقت أصلا لتثبيت كرامة لابن المطيع، المقصود بعيدا هو عبد الله بن المطيع، لتضفي على موقفه ا لخاذل من أبي عبد الله عليه السلام شيئا من التخفيف والتهوين بشكل وآخر.
                  

02-11-2006, 10:51 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)



    شكرا صبري الشريف

    Quote: لا حل سوي بفصل مؤسسة الدين عن السياسة


    لافض فوك.

    تراجي
    .
                  

02-11-2006, 10:46 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    جاء في تهذيب ابن عساكر (ولقيهما ــ أي الحسين وعبد الله بن الزبير وهما في الطريق من المدينة إلى مكّة ــ عبد الله بن عمر وابن عباس وابن أبي ربيعة ــ في طبعة التهذيب خطأ في الاسم شوا لتصحيح في البداية والنهاية 8 / 164 ــ بالأنواء منصرفين من العمرة فقال لهما ابن عمر : إ ذكِّركما الله ألاَّ رجعتما فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس وتنظرا، فإن اجتمع الناس عليه فلا تشذّا، وإذ ن افترقا عليه كان الذي تريدان، وقال ابن عمر للحسين : لا تخرج فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خيَّره الله بين الدنيا والآخرة فأختار الآخرة، وإنّك بضعة منه فلا تتعاط الدنيا، فأعتنقه وبكى وودّعه... وقال له ابن عباس : أين تريد بابن فاطمة قال : ا لعراق وشيعتي، قال : أنّي لكاره لوجهك هذا، تخرج لقوم قتلوا أ باك وطعنوا أخاك حتى تركهم سخطة وملّهم، اذكر الله أن تغرِّر نفسك) ــ 19 تهذيب ابن عساكر 4 / 331 ــ وهي رواية ابن سعد ضمن جوامع أحاديثه عن مقتل الحسين ــ ما رواه ابن سعد وهو القسم الأخير من طبقاته غير منشور ولكنّه في تاريخ دمشق ــ

    ولكن في هذه الرواية ما يلفت الانتباه، ومنها : أنّ هناك رواية أُخرى تفيد أنَّ الحسين غادر المدينة بعد عبد الله بن الزبير بليلة ــ 20 ا لكامل 4 / 16 ــ كما لم تكن في البين أي علائم تشير إلى أنّ الحسين عليه السلام عازم على الذهاب إلى الكوفة وهو يبرح المدينة، ولغة إ بن عباس كانت جافّة مع الحسين عليه السلام فيما المعروف عنه التلطّف والتواضع مع الحسين، فإنّ ذلك جزءً من علاقته الحميمية بعلي بن أبي طالب عليه السلام. ولكن ابن إلا سير يشكك بهذه الرواية (وقيل أنَّ ابن عمر كان هو وابن عباس بمكّة، فعادا إ لي المدينة، فلقبهما ا لحسين وأبن الزبير فسألاهما : ما ورائكما ؟ فقالا موت معاوية وبيعة يزيد، فقال إ بن عمر : لا تفَّرقا جماعة المسلمين... وقدم ــ أي ابن عمر وابن عباس ــ ا لمدينة) 21 ــ الكامل 4 / 17 ــ

    فإبن الأثير صدّر الرواية بـ (قيل)، أي بلغة التمريض، ونقرأ في (الإخبار الطوال) للدينوري (وأمّا عبد الله بن عباس فقد كان قد خرج قبل ذلك ــ أي قبل خروج الحسين المدينة إلى مكّة ــ بأيام إلى مكّة) 22ــ ص 218 ــ وينبغي أنّ لا يغرينا في قبول ذلك رواية صاحب البداية والنهاية ــ 8 / 150 ـــ لأنّه رواها عن ابن سعد أيضاً، أي عن صاحب الطبقات الكبرى، كذلك رواية الفتوح مع العلم ـ كعادته ــ أضاف زيادات كثيرة على أصل النص ــ الفتوح 5 / 24، كذلك رواية مقتل الخوارزمي 1 / 189، مع العلم ان الخوارزمي يعتمد كثيراً على الفتوح ــ.
    إنّ كل هذه المقتربات تجعلنا نشكُّ شكاً عميقاً بهذه الرواية.

    رواية (غيبيِّة !)
    تروي بعض المصادر أنّ الحسين قبل خروجه إلى مكّة زار قبر جدِّه رسول الله، وقد اتخذ هذا الخبر مزيدا من التصعيد في المضمون .
    في الطبري (قال أبو مخنف : وحدّثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عن أبي سعيد المقبري، قال : نظرتُ إلى الحسين داخلاً مسجد المدينة وأنّه ليمشي وهو معتمد على رجلين، يعتمد على هذا مرّة وعلى هذا مرّة، وهو يتمثل قول ابن المفزع :
    لا ذعرت السّوام في فلق الصب ح مغيرا ولا دُعيتُ يزيدا.
    يوم أُعطي من المهابة ضيما والمنايا يرصدني أن أحيدا.
    قال : فقلتُ في نفسي : والله ما تمثّل بهذين البيتين إلاّ لشيء يريد، قال : فما مكث إلاّ يومين حتى بلغني أنّه سار إلى مكّة) 23 ــ 6 / 261 ــ رواه بهذا السند البلاذري في الأنساب ورواه صاحب البداية والنهاية (قال الزبير بن بكار : وحدّثني محمّد بن الضحاك، قال : لما أراد ا لحسين الخروج من مكّة إلى الكوفة مرّ بباب المسجد وقال ...) 24 ــ البداية والنهاية 8 / 167 ــ

    الزبير بن بكّار توفي سنة 256 للهجرة، وروايته على هذا الأساس مرسلة، إذا عمره بلغ أربعاً وثمانين سنة، وهذا يعني انّه مولود سنة 172 للهجرة 25 ـ تهذيب التهذيب 3 / 580 ــ فإلى أي مدى يمكن أن يمتّد عمر الضحاك حتى يكون حاضراً الواقعة المذكورة؟ وأمّا رواية الطبري ففي سندها (عبد الملك بن نوفل بن مساحق) وهو وإن كان راوية معروفاً لدى الطبري وغيره، وهو أحد مصادر أبي مخنف، ولكن لم يوثّقه أحد غير (ابن حبّان)26 ــ نفس المصدر ــ وفي توثيق هذا الأخير نظر فيما إذا تفرّد به، وذلك عند معظم الرجاليين، على أن (المقبري) يقول أن الحسين تمثّل بهذين البيتين في المدينة، وهو يروم الخروج إلى مكّة، فيما رواية الزبير بن بكّار إنّه تمثّلها في مكّة، ومهما يكن من أمر فإن فحوى رواية الطبري : أنّ سيدي وأمامي الحسين عليه السلام كان خائفاً من القتل، وهذا طبيعي لأنه لم يبايع، وكان مروان بن الحكم قد اقترح على الوليد قتله لو لم يبايع، وكانت رسالة يزيد بن معاوية إلى الوليد تحمل هذا المعنى، فيما نرى بعضهم يحمّلها بُعداً غيبيِّاً يتصل بالطف ومأساة عاشوراء !

    هذه الرواية تصاعدت وتيرتها في مصادر أخرى، ففي رواية ابن أعثم الكوفي أن الحسين زار قبر جدِّه مرّتين، وقد خاطب الرسول في الإ ولى (السلام عليك يا رسول الله، أنا الحسين بن فاطمة، أنا فرخك وابن فرختك وسبطك في الخلف الذي خلّفت على أُمتك ، فاشهد عليهم يا نبيّ الله أنّهم خذلوني وضيعوني وإنهم لم يحفظوني، وهذه شكواي إليك حتى ألقاك ...)27 ــ الفتوح 5 /19 ــ وفي الثانية قال (اللهم أنّ هذا قبر نبيّك محمد وأنا ابن محمّد وقد حضرني من الأمر ما قد علمت، اللهم وأني أحب المعروف وأكره المنكر، وأنا أسالك يا ذا الجلال والإكرام بحق هذا القبر ومنْ فيه، ما اخترت من أمري هذا ما هو لك حتى ترضى) 28 ــ نفس المصدر والصفحة ــ ونعود للقول إن رواية ابن اعثم تحتاج إلى تروّي كثير، فان روايته عارية من السند وهو شديد على الأمويين ، كما يغلب عليه (الطابع الروائي السردي بصورة عامّة) ـ29 الحجاز والدولة الإسلامية لبيضون ص 22 ــ ويتابع صاحب (الفتوح) كلامه هنا، فيدّعي أن ا لحسين أخذته إغفاءة على القبر، وأن رسول الله جاءه في عالم الرؤيا وقصّ عليه مأساة كربلاء بكاملها وموضوع الجنّة التي تنتظره 30ــ الفتوح 5 /20 ــ ثمَّ جاء الخوارزمي ونقل كلام ابن أعثم ــ مقتل الخوارزمي 25 1 / 186 ــ ثمّ جاء صاحب البحار ليكرّر العمل ذاته، وهكذا من مصدر لمصدر... وهناك زيادات أخرى في المضمون والمحتوى وردت في منتخب الطريحي، وناسخ التواريخ، وغيرها من الكتابات المتأخرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
                  

02-11-2006, 10:59 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)
                  

02-11-2006, 11:18 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    الحسين بن عليّ

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".

    وقال أيضاً : "من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني" ويعني الحسن والحسين.

    وقال الشاعر الفرزدق في الحسين:

    هذا الذي تعرف البطحاء وطأتـه

    والبيت يعرفـه والحلّ والحرمُ

    هذا ابن خير عبـاد الله كلِّهِـمُ

    هذا النقيّ التقيّ الطاهرُ العلَـمُ

    مشتقّـة من رسول الله نسبتـه

    طابت عناصره والخيم والشَّبِمُ

    من يعرف الله يعرف أوَّليـهِ إذا

    فالدين من بيت هذا ناله أمـم

    الاخ صبرى مساهمة جليلة نرجوا لك ثوابها وتحياتى
                  

02-11-2006, 11:16 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    هناك سبب أعمق وأهم، فإنَّ أهل مكّة رغم احتفائهم بالحسين، لم يكونوا على درجة عالية من الاستعداد الثوري كما يقول المعاصرون، ومعارضتهم كانت ذات طابع وجاهي، كما أنّها في المدينة كانت تنطلق من مركزيّة اجتماعية، لا تحمل صفة الجذريّة والقوّة والحيوية، والحسين قرّر المضي للكوفة بمجرّد أن وافاه مسلم باستعداد أهلها، وإلاّ فإنّ شخصاً كالحسين لا يبالي أن تحترق الكعبة برمِّتها في سبيل حركة إنسانية نيِّرة يكون هو فارسها وبطلها، أن تلكم الروايات تثير الشك بشكل وآخر.
    في الحقيقة أنّ هذه الرواية، أي كون الحسين عليه السلام خرج من مكّة حفاظاً على شرف الحرم من الاستباحة والدم المراق تهمل كل ما يمكن إن تعنيه كتب الكوفة إليه، وكل ما تعنيه جوابا ته إليهم، وتلغي تماماً كل خطواته الضخمة بإ رسال مسلم بن عقيل إلى الكوفة من أجل دراسة الوضع هناك
                  

02-11-2006, 11:22 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    هل افضل من فيد رسول الله امن يحب الله ورسوله وتجد الثقافة السنوية

    لا تتوقف عن المقتل للتدبر والتعقل بل في مصر ممنوع تمثيل العمل المسرحي

    و سينمائي للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي الحسين ثائرا وهو سني وليس

    شيعه
                  

02-11-2006, 11:34 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    شكرا تراجي الثائرة الصادقة


    شكرا مطر اسم علي مسمي والبحب النبي بحب اولاد وبنات النبي

    ويرفض قتلهم وتشريدهم وتعذيبهم والخزي والعار لقتلت الحسن حاقن

    دماء المسلمين كما قال النبي الكريم والحسين الامام الصادق الشجاع

    ولمن والي القتله
                  

02-12-2006, 02:38 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    ******
                  

02-13-2006, 08:13 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    للامام الشهيد نقف اجلالا ونصمت حدادا علي ذكري قتله
                  

02-19-2006, 09:27 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    تصحيح خطاب الأمام الحسين في ملحمة عاشوراء(4)
    غالب حسن الشابندر

    مع محمّد بن الحنفية
    تروي بعض المصادر أنَّ حواراً دار بين سيد الشهداء الحسين ومحمّد بن الحنفية، وإنّ أخاه نصحه بعدم الخروج الى مكّة وإلاّ عليه ان يختار اليمن 31 ــ الطبري 6 /261 طبع دار الفكر ــ ولم ترد في المصادر الموثوقة أيّ إشارة الى الكوفة في هذا الحوار، نعم، هناك حوار أخر جرى بينهما في مكّة، حيث كان رأي محمّد بن الحنفية سلبيِّاً في قرار الحسين كما سنرى، ويروى أن الحسين كتب رسالتين الى محمّد بن الحنفيِّة قبل ان يبارح المدينة الى مكّة.

    الرسالة الأُولى
    بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمّد المعروف بإبن الحنفية، أن الحسين يشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله... وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردَّ عليَّ هذا أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين، وهذه وصيتي يا أخي اليك، وما توفيقي إلاّ بالله وإليه أنيب) 32 ــ الفتوح 5 23 ــ هذا ما أورده صاحب الفتوح أي أعثم الكوفي، وذكره إبن شهراشوب في المناقب، والخوارزمي في مقتله وغيرها مع حذف (وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين )، فصاحب الفتوح هو المصدر الأول للروية، ولكنّها بدون سند!!
    الغريب أنّ هذه الرسالة على أهميتها لم ترد في المصادر التاريخية المعتبرة، كالطبري والمسعودي وا لكامل والأخبارالطوال وأنساب الأشراف والأمامة والسياسة والمحبّر وإبن خياط وإبن عساكر والكامل والبداية والنهاية والأرشاد للشيخ المفيد وغيرها من الأسفار التاريخية المهمّة، ومن الصعب جداً أن يهملها رواة الثورة الحسينية، وهي رسالة تنطوي على أهمية بالغة. وفي الحقيقة سواء كانت هذه الرسالة موثقة أم ليست موثقة، فأن رسالة الحسين كانت الإصلاح، إصلاح هذه الأمة التي سلمت قيادها طوعا أو كرها للطاغية يزيد.

    الرسالة الثانية
    في بصائر الدرجات (أيوب بن نوح، عن صفوان، عن مروان بن إسماعيل، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: ذكرنا خروج الحسين عليه السلام وتخلّف محمّد بن الحنفية، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا حمزة إنّي سأخبرك بحديث لا تسأل عنه بعد مجلسك هذا، إنّ الحسين عليه السلام لمّا فتل متوجّها، دعا بقرطاس وكتب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم: من الحسين بن عليه بن أبي طالب إلى بني هاشم، أمّا بعد: فإنّ منْ لحق بي منكم أُستشهد، ومن تخلّف لم يبلغ الفتح والسلام)33 ــ المصدر 481 ح 5 والخرائج والجرئح 2 /771 ــ
    في السند: حمزة بن حمران لم يوثّق، وقد وثّقه بعضهم لرواية (صفوان) عنه، وذلك أحد المعايير المرتبكة في التوثيق 34 ـ المعجم 6 / 266 ــ ومروان بن إسماعيل له ترجمة في الكتب الرجالية، كما انَّ هناك إختلافاً في مصادر الرواية حول ظرفها الزماني والمكاني، فبعضها يقول: كان ذلك لمّا توجّه من المدينة ا لى مكّة، وأخرى تدّعي أن ذلك كان عندما تحرّك من مكّة إلى العراق ـ 30ا لدوافع الذاتية لإنصار الحسين ص 135 الهامش ــ فضلاً عن عدم تعرّض المصادر المهمة للرسالة ا لمذكورة.
    ولكن كتاب (بصائر الدرجات) للصفار لم يصل إلى المجلسي بطريق معتبر، بل (وجادة)، وهذه مشكلة كبيرة ليس بالنسبة لهذه الرواية بل بالنسبة للكتاب كله، ولي قراءة مطولة عن كتاب (بصائر الدرجات) سأنشرها في الوقت المناسب أن شاء الله.على أن الغريب حقا أن محمد بن الحنفية ولا ولديه لم يلتحقوا بسيد الشهداء!!!

    ورواية أخرى مشكوكة
    وفي كامل الزيارات (حدّثني أبي وجماعة من مشايخي عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن محمّد بن يحي المعاذي، قال: حدّثني الحسين بن موسى الأصم، عن عمرو بن شمر الجعفي، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن محمّد بن علي قال: لمّا همَّ الحسين بن علي عليه السلام بالشخوص عن المدينة أقبلت نساء عبد المطلب، فاجتمعن للنياحة ، حتّى مشى فيهن الحسين عليه السلام، فقال: انشدكن الله أن تبدين هذا الأمر معصية لله ورسوله) وتستمر الرواية فتتحدّث عن مجيء عمّته أم هانئ وتروي عن سماعها للهاتف يقول:
    وأن قتيل الطف من آل هاشم أذلَّ رقاباً من قريش فذلّت
    حبيب رسول الله لم يكن فاحشاً أبانت مصيبته الأنوف وخلّت
    ويتدخل الحسين عليه السلام ليصحِّح بعض المفاهيم التي جرت على لسان أم هانيئ... وتُختَم الرواية برثائية لاُم هانيء بحق الحسين ومصيره المحتوم.
    في السند: عمرو بن شمر الجعفي، من أشدّ المغالين المشهورين بالضعف والوضع، كذلك الحسن بن موسى الأصم، فهو مسكوت عنه 35ــ معجم الرجال 6 / 98 ــ
    الرواية تنطلق من إستباق غيبي لإستشهاد الحسين عليه السلام، فهي مصنوعة من أجل توكيد وتجذير هدف قبْلي سابق.

    تقييم مشكوك
    ويروي إبن عساكر (... وأتاه أبو بكر بن عبد الرحمن بن حارث بن هشام فنصحه وحذّره الخروج وذكّره بغدر أهل العراق، فشكره الحسين وقال له: مهما يقضي الله من أمر يكن...) 36 ــالمصدر 4 / 333 ــ
    والذي أراه انّ هذه النصيحة أنْ صحّتْ ففي مكّة وليس في المدينة، لانّه لم توجد أي علامة أو إشارة تكشف عن وجود رغبة أو نيّة لدى الحسين عليه السلام في التوجّه الى العراق، على انّ تقييم عبد الرحمن هذا للعراقيين محل نظر، لانّ الرجل كان من فرسان الجمل، يحمل ذكريات سلبية مرّة عن أهل الكوفة، وكان من المقرّبين جداً لعائشة رضي الله عنها، وأنها قالت: (لئن أكون قعدت عن مسيري الى البصرة من أن يكون لي عشرة أولاد من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل عبد الرحمن بن حارث...) 37ــ طبقات إبن سعد 5 / 6 والمنتظم لابن الجوزي 5 / 88 ــ

    وتقييم آخر مشكوك!
    يروي ابن عساكر أيضاً أن المسوّر بن مخرمة كتب الى الحسين (أياك أن تغترّ بكتب أهل العراق ويقول لك إبن الزبير: إلحق بهم فإنّهم ناصروك، وأياك أن تبرح الحرم، فأنهم أن كانت لهم بك حاجة فسيضربون إليك أباط لإبل، حتى يوافوك فتخرج في قوّة وعدة، فجزاه خيرا، وقال: أستخير الله في ذلك) 38 ـ المصدر 4 /332 ــ
    ورواية إبن سعد التي أخذها إبن عساكر هنا، وإنْ كانت توحي انّ هذا الأمر قد حصل في المدينة إلاّ انّ لحن الرواية يفيد انَّ ذلك إنّما كان في مكّة، وأن المسوّر بن مخرمة لابد وإنّه علم بنيِّة الحسين على الخروج من مكّة الى العراق، ومهما يكن من أمر فأنّ تقييم المسوّر للكوفيين هو الآخر محل نظر، لأنَّ الرجل كان من الوافدين على معاوية بن أبي سفيان بل أذا سمع أسم معاوية (يصلي عليه)39 ــ سير أعلام النبلاء 3 / 392 ــ
    وهو المسؤول عن تلكم الرواية التي تدّعي أنّ عليَّاً عليه السلام أراد ان يخطب بنت أبي جهل، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم على علي وهاجه أمام المسلمين 40 ــ نفس المصدر 3 /392 ــ وعليه فإنّ ضمير المسور هذا مملوء أو مشحون سلبيّا ضد أهل الكوفة، ومن الغريب أنَّ المسوّر بالوقت الذي يحذّر فيه الحسين من الإصغاء لابن الزبير كان يعيش في كنف عبد الله بن الزبير في الحجاز، بل كان أحد مرتكزاته السياسية، ومراجعه المهمة’ في إتخاذ مواقفه فـ (عن عطاء بن يزيد قال: كان إبن الزبير لا يقطع رأياً دون المسوّر بمكّة) 41 ــ نفس المصدر 3 /393 ــ ويُقال أنّه هو الذي صلّى على عثمان بن عفان 42 ــ تاريخ الخليفة إبن خياط ص 105 ــ
    لا استبعد ان هذه الروايات التي تنطوي على تحذير بعض الشخصيات المهمة الحسين من الخروج الى الكوفة مصطنعة للدفاع عن هذه الشخصيات بالذات ، وذلك بغية تحقيق اكثر من هدف، الاوّل هو تبرير تقاعس هذه ا لشخصيات عن نصرة أمامنا الشهيد الحسين، فهم كانوا عارفين بالنتيجة، وهم قد حذّروه من الخروج الى الكوفة لما يمتلكون من خبرة سياسية عن الوضع هناك، وبهذه الطريقة لم يعد هناك مجال لاتخاذ اي موقف ناقد تجاههم،بل العكس هو الصحيح، فإن مجال لوم الحسين عليه السلام ـ في المنطق السياسي العادي، ومنطق الناس آنذاك ــ هنا وارد، لا ن عليّة القوم من ذوي الحصافة السياسية والخبرة باوضاع المجتمع آنذاك كانوا قد كشفوا له عن الحقيقة، ولكن الحسين لم يسمع نصيحة القوم، فهو الذي يتحمّل نتيجة إصراره وعدم سماعه لهذه النصائح التي ادلى بها عبد الله بن عمر والمسور وعبد الله بن المطيع وغيرهم! خاصّة أن تحذيراتهم إنطلقت من واقع كانوا يصرون على توضيحه كاملا، وقد اسدوه صراحة وبلا مواربة، فهل تبقى فرصة لادانة هؤلاء المتخلفين عن النصرة ؟
    أنّ تقييمات هؤلاء لأهل الكوفة ــ إنْ صحّت ــ تنبع من ذكريات مرّة لهم مع علي بن أبي طالب ومن ثمّ مع أهل الكوفة تبعاً ، وقد توارث الناس هذه التقييمات بالنقل الأعمى خاصّة على لسان قراء المنبر الحسيني، فتحوّلت إلى شبه عقيدة سارية مع الأيام، وليس من شك كانت هناك محاولات جادّة لتشويه سمعة وتاريخ الكوفيين، وذلك إمعاناً بالحقد على علي بن أبي طالب من طرف خفي، فالمقصود هو الرمز قبل كل شي. وسوف نتعرض إلى مسؤولية دم الكوفيين عن الدم الحسيني بالتفاصيل، ولا حول ولا قوة ألا بالله.

    يتبع
                  

02-19-2006, 09:28 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    نظرة وتحقيق في بعض المواقف

    لقد كتب مسلم بن عقيل إلى الحسين يستقدمه الكوفة (أما بعد: فإن الرائد لا يكذّب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا، فعجِّل الإقبال حين يأتيك كتابي، فإنّ الناس كلهم معك، وليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى والسلام) 43 ــ الطبري 6 / 248 ــ
    وقد تحرّك الحسين من مكّة إلى الكوفة على أساس هذا التقييم الذي جاءه من مسلم، ويبدو أنّ أمر الإمام بالتوجّه إلى الكوفة قد عُرِف لدى الكثير من الوجوه الكبيرة في المجتمع الحجازي آنذاك، ولا نعرف كيف تسرب خبر الإمام إلى بعض هذه الوجوه، وهنا يذكر لنا المؤرخون جملة مواقف ينبغي الإحاطة بها.

    أولاً: عبد الله بن عباس
    سبق وأنْ استعرضنا موقفاً لابن عباس، وقد قيل أنًَّ هذا الموقف كان في إثناء عودة أبن عباس من مكّة إلى المدينة، حيث التقى الحسين وجرى بينها الحوار السالف، وقلنا في وقتها: أن الرواية ضعيفة، ولكن مصادر أخرى تذكر لنا موقفاً آخر، أنه في مكّة تحديدا، فعندما عَلِم أبن عباس أن الحسين كان عازماً على المسير إلى الكوفة جاءه مسرعاً ليحذّره من هذا المسير، ففي الطبري (أنَّ حسيناً لما أجمع المسير إلى الكوفة أتاه عبد الله بن عباس، فقال: يا أبن عم، أنك قد أرجف الناس إنّك سائر ألي العراق، فبيِّن لي ما أنت صانع؟
    قال: إني قد أجمعت ألمسير في أحد يوميِّ هذي إن شاء الله تعالى، فقال أبن عباس: فإني أعيذ بالله من ذلك، أخبرني رحمك الله ! أتسير إلى قوم قد قتلوا أميرهم، وضبطوا بلادهم، ونفوا عدوهم؟ فإن كانوا فعلوا ذلك فسر إليهم، وأنْ كانوا إنّما دعوك إليهم وأميرهم قاهر لهم، وعمّاله تجبي بلادهم، فإنّهم إنّما دعوك إلى الحرب والقتال، ولا آمن عليك أنْ يغروك ويكذبوك ويخالفوك ويخذلوك، وأن يستنفروا إليك فيكونوا رشد أشدَّ الناس عليك، فقال الحسين: إنّي أستخير اللهوأنظر ما يكون) ويمضي الطبري في روايته (فلّما كان من العشي أو من الغد، أتى الحسين عبد الله بن عباس فقال: يا ابن عم أنّي أتصبّر ولا أصبر، إنّي أتخوّف عليك في هذا الوجه الهلاك والاستئصال، أن أهل العراق قوم غدر فلا تقربهم، أقم بهذا البلد، فإنّك سيِّد أهل الحجاز، فإن كان أهل العراق يريدونك كما زعموا فاكتب إليهم فلينفوا عدوّهم، ثمّ أقدم عليهم، فإن أبيت إلاّ أن تخرج فسر إلى اليمن، فأنّ بها لق حصونا وشعابا، وهي أرض عريضة طويلة، ولأبيك بها شيعة، وأنت عن الناس في عزلة، فتكتب إلى الناس وترسل وبعث دعاتك... فقال له الحسين: يا ابن عم، إنّي والله لأعلم أنّك لي ناصح مشفق، ولكني قد أزمعت وأجمعت على المسير، فقال له أبن عباس: فإن كنت سائراً فلا تسر بنسائك وصبيتك، فو الله أنّي لخائف أن تُقتل كما قُتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه...)44 ــ الطبري 6 / 307 ــ وفي تاريخ أبن عساكر إن الحسين أجاب أبن عباس (يا ابن عباس أنّك شيخ قد كبرت)45 ــ 4 / 202 ــ.
    نستفيد من هذا النص إن ابن عباس لم يؤمن بمشروع الحسين، بل يجد فيه خطراً عليه وبقية أهل بيته، ولم يكن صاحب رأي طيِّب بأهل الكوفة، وقد انطلق في تقييماته من مقتربات سابقة، ونرى الحسين عليه السلام يتجنّب النقاش مع ابن عباس، ويحاول جهد الإمكان أن يصرفه عن أثاراته، ولم يتعرّض الحسين لأهل الكوفة بسوء، بل كانت كتبهم التي وصلته هي بعض جوابه على ابن عباس (وهذه كتبهم معي، وهذا كتاب مسلم باجتماعهم)، ولم يعالج اتهامات ابن عباس بحق هذه البلدة وأهلها، ممّا يشير إلى وجهة نظر متباينة.
    لقد كان ابن عباس ـ حسب هذه الرواية ـ ملاحا، فيما كان الحسين عليه السلام يجيبه بصيغ ستشم منها مشاغلة ابن عباس، كقوله عليه السلام (أنّي أستخير الله وانظر ما يكون)، وقوله كما في رواية الدينصوري (يا بن عم سأنظر فيما قلت...) 46ــ ص243 ـ أنّه جواب مشاغلة وليس جواباً تصميميا، وأمَّا ما ينقله أبن عساكر من أنّ الحسين أتهم ابن عباس بالكبر و الخرف، فان ذلك لا ينسجم مع أخلاق الحسين.
    إنّ الحوار ـ لو صحّت الراوية ـ يكشف عن إصرار الحسين، وفي دلائل الإمامة للطبري الشيعي أنّ ا لحسين أجاب ابن عباس قائلا (يا بن عباس أما علمت أنْ منعتني من هناك فإن مصارع أصحابي هناك ــ ولما سأله عن مصدر علمه هذا قال ــ بسرٍّ سُرِّه لي وعلم أعطيته) 47 ــدلائل الإمامة ص 72 ــ ومن الواضح الزيادة على أصل الرواية، وهي زيادة تهدف إلى تأسيس المأساة كقدر رباني نافذ، وتشييد ذلك على علم خفي تلقّاه الحسين من مصاد ر ذات صلة بالغيب، فهناك محاولة لبناء تراجيدية حزينة إلهية الطابع، غيبية الهوية، ولم يبين الطبري الشيعي هنا مصدره للأسف الشديد، وفي رواية معالي السبطين وناسخ التواريخ (يا ابن عباس لا تلحّ عليّ بعد هذا، فأنّه لا مرّد لقضاء الله عزّ وجل) 48 ــناسخ التواريخ 2 / 122 ــ وفي الحقيقة أنّا لا أسمي هذه الإحالات مصادر بالمعنى الدقيق للمصدر، فهي متأخرة، ومكتوبة ليست كتاريخ بل كتراجيديات مسبوكة حسب فكرة وهدف مرسومين بشكل واضح.

    ثانياً: محمّد بن الحنفيِّة
    لقد مرّ بن سابقاً موقفه في المدينة، وسبق أن ناقشنا هذه القضية في وقتها، ولكن بعض المصادر تذكر لنا موقفاً آخر لمحمّد بن الحنفية من تحرّك الحسين عليه السلام، أي في مكّة، وقد نصحه بعدم الخروج إلى الكوفة، مستعيداً ذكريات أبيه وأخيه مع هذه البلدة، ويقال أنّ الحسين أجابه أنّ جده رسول ا لله جاءه في عالم الرؤيا وأخبره (أنّ الله شاء إن يرى نسوتك سبايا مهتكان يُساقون في أسر الذل...) . ولا أريد ألإشارة إلى موطن (التصنّع) في هذه الرواية، خاصّة وإنّها تحمل جواباً على سؤال مُضمر واستفهام لابد أن يُطرح، الأمر الذي يثير الشكوك حولها جملةً وتفصيلا، لا أريد أن أقوم بهذه العملية، إذ هناك ما هو أبلغ من على بطلانها من الناحية ا لتاريخية، فهي تفتقر إلى السند المعتبر الموثق ــ مطهري، الملحمة الحسينية 3 /364 ــ ولست أدري لماذا زار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ا لحسين في تلك الليلة ليأمره بالتوجه إلى العراق ليقتل هناك هو وأهله، ولتُسبى نساؤه وعياله، فيما رسول الله كان قد ربّى الحسين وعلي قد ربيّا الحسين على هذا المعنى منذ الصغر، وكان هو يعلم بزك حسب الروايات الغيبية، ولو كانت هذه الرؤية صحيحة لما تخلّف محمّد بن الحنفية على درجة كبيرة من الاحتمال، ولما منع ابنيه من ذلك.
    لقد كان محمّد بن الحنفية على خلاف مع الحسين في خروجه إلى الكوفة، وقد أعلمه ذلك صراحة (هذا ليس برأيي)، وأكثر من ذلك، لم يبعث مع الحسين أحداً من ولديه.
    إنّ محمّد بن الحنفية لم يكن يؤمن بعمل الحسين، ولم تكن لديه قناعة بذلك، وما قيل من أنّ الحسين عليه السلام وضعه عيناً على الأمويين في المدينة رواية ضعيفة لا يعتمد عليها، خاصّة إذا عرفنا أنّه لم يبعث من الحسين أحداً من ولديه.

    ثالثاً: عبد الله بن جعفر
    كان عبد الله بن جعفر أكثرهم سعياً لمنع الحسين عليه السلام من التوجّه إلى العراق، لانّ في ذلك هلاكه واستئصال بيته، وقد بعث برأيه هذا برسالة إلى الحسين مع ابنيه، بل أكثر من هذا، أخذ له الأمان من والي مكّة 49 ــ الكامل 3 /402 ــ للإقامة بها، ويُقال أنّ الرسالة هذه استلمها الحسين وهو في طريقه إلى العراق، ولكن الحسين رفض الاستجابة، ومما أجاب بت (أني رؤيا، ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني بأمر، وأنا ماض له، ولست بمخبر بها أحدا، حتى أُلاقي ربي...) 50 ــ البداية والنهاية 8 / 163 ــ وهذه الرؤيا إذا كان سندها صحيحاً لا تضيف أيَّ معلم على طريق هذه الحركة، سبباً أو غاية، مجرىً أو محتوىً، وذلك لأنها مجهولة المضمون، على أنّ التاريخ لا يشيّد بالأحلام والرؤى.
                  

02-19-2006, 09:29 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    رابعاً: الكسر والجبر في الخبر التاريخي

    تروي بعض المصادر موقفاً غير الذي سبق لعبد الله بن عمر من الحسين وحركته، أي غير ذلك الذي مضت الإشارة إليه، حيث يحوم حوله بعض الشك لأسباب سندية وروائيِّة كما بيّنا.الموقف الجديد كما تروي هذه المصادر كان في مكّة بالتحديد، أو في طريق سيدنا وأمامنا الحسين إلى العراق، وأقدم مصدر نلتقي به في استفادة الموقف المذكور هو الفتوح لأبن أعثم الكوفي، فيقول هذا المؤرخ ــ ويشكك بعضهم بصفته التاريخية ــ ان الحسين عندما حلَّ مكَّة ا لمكرٍّمة كان فيها كل من عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس، وأن الأول دخل على الحسين وألح عليه بالعودة إلى المدينة، مذكِّراً أيِّاه بسوء أخلاق بني أُميَّة وقسوتهم وظلمهم، ويذكر المصدر أنَّ الحسين عليه السلام حذَّر عبد الله بن عمر من عدم نصرته، وممّا قال له في هذا الخصوص (إنَّ من هوان الدنيا على الله أنّه أُتي برأس يحي بن زكريا عليه السلام إلى بغي من بغايا بني إسرائيل، والرأس ينطق بالحجّح عليهم، أما تعلم أبا ا عبد الرحمن إن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبيا؟ ثمَّ يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كلهم كأنهم لم يصنعوا شيئا ً، فلم يُعجَّل عليهم، ثمّ أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر، أتق الله أبا عبد الرحمن ولا تدعن نصرتي واذكرني بصلاتك، فو الذي بعث جدّي محمّداً صلى الله عليه وسلم بشيراً ونذيراً، لو أنّ أباك عمر بن الخطاب أدرك زماني نصرني كنصرته جدي، يا ابن عمر! فإن كان الخروج معي يصعب عليك ويثقل فأنت في أوسع العذر، ولكن لا تتركنَّ لي الدعاء في دبر كل صلاة) 51ــ5 / 25 ــ

    إنّ ابن أعثم لم يبيّن لنا مصدره في استفادة هذا الحوار بين الحسين وعبد الله بن عمر، وهو حوار مرفوض بطبيعة الحال ولو في بعض أجزائه لدى المؤرخين الشيعة من ذوي الاتجاه الصلب، لأسباب لا أظنها خافية، ومن هنا استغرب أن يستشهد بعض الشيعة بهذا النص، حيث يحذف بعضهم النصرة التاريخية من قبل عمر للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، تماماً كما يحذفون الاستشهاد بسيرة الخلفاء الراشدين في بيان الحسين الأول (إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي...)، ومن سخريّة القدر أن كلا الروايتين يرويهما ابن أعثم هذا، وهو حريص من خلال سرده (الحكاواتي) على تمتين العلاقة وتجسيرها بين الحسين والخلافة الراشدة بشكل وآخر، ممّا قد يشي عن هدف أخلاقي مُضمر في أعماق الرجل.

    الرواية تتشكَّل من كسر وجبر، فإن بداية الرواية تحمل إدانة صريحة لعبد الله بن عمر فيما إذا لم ينصر الحسين عليه السلام، ولكن هذا الكسر تمّ جبره، فعبد الله بن عمر يمكنه أنْ يعوّض عن هذا التقصير بالدعاء، وبذلك تكون المعادلة قد تأسست على عنصرين متكافئين بدقة متناهية، ومؤسِّس المعادلة هو الحسين عليه السلام، إذْ جاء الكسر والجبر على لسان الحسين بالذات! وبهذا تتّضح المحاولة العلاجية المصنوعة، ولكن لا ننسى أنّ الرواية شرّعت مجال التبرير على أوسع أبوابه، فإن فرصة الاعتذار متوفّرة، فالحسين قال لابن عمر بأنّه في أوسع العذر فيما كان خروجه مع الحسين صعبا، وقد جاء ذلك على لسان الحسين هو الآخر!
    الكسر والجبر في الخبر التاريخي (فن) دقيق، يلجأ إليه في كثير من الأحيان المؤرّخون ذوي النزعة التوفيقية انطلاقا في كثير من الأحيان أيضا من تبريرات عقدية، والخبر الذي مضى من نماذج هذا الفن الدقيق، وكان الراوي الكبير ابن مخنف دقيقا في الاستفادة من هذا الفن في تعرضه لأحوال سيدنا علي بن الحسين في حضرة عبد الله بن زياد، كما سوف نأتي على تفصيله إن شاء الله تعالى.

    إنًَّ عبد الله بن عمر هنا (تموضع) في نقطة وسط، من الصعب إدانته ومن الصعب مدحه، ولا شك انّ كونه من التابعين وابن صحابي معروف من دوافع رسم هذه المعادلة الحذرة.
    إنّ مثل هذه الرواية لم ترد في المصادر الأخرى، بل هناك روايات من جنس أخر، ففي تاريخ ابن عساكر المتوفي سنة 571 للهجرة نقرأ (أخرج البيهقي، عن الشعبي: لما قدم ابن عمر المدينة أُخبر أنَّ الحسين قد توجّه إلى العراق، فلحقه على مسيرة ليلتين أو ثلاث من المدينة، فقال أين تريد؟ ومعه طوامير وكتب. فقال لا تأتهم، فقال: هذه كتبهم وبيعتهم، فقال: إنّ الله عزّ وجل خيّر نبيه بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، ولم يرد الدنيا، وأنكم بضعة نبيكم وأمته، لا يليها أحد منكم أبدا، وما صرفها الله منكم إلاّ للذي هو خير منكم فارجعوا، فأبى، وقال: هذه كتبهم وبيعتهم، فاعتنقه أبن عمر، وقال: أستودعك الله من قتيل، وكان ابن عمر يقول: عجّل الحسين قدر، والله لو أدركته ما كان ليخرج إلاّ أن يغلبني، ببني هاشم فتح وببن هاشم ختم، فإذا رأيت الهاشمي قد ملك فقد ذهب الزمان)52 ــ4 / 332 ــ

    مقارنة بسيطة بين رواية ابن أعثم ورواية ابن عساكر عن البيهقي تكشف عن خلاف كبير في المكان والزمان والمضمون، على أنّ التدقيق في رواية الشعبي توحي بأنّ الحسين محل اتهام ونقد ولوم، وانّ عبد الله بن عمر كان ثاقب الرؤية صوفي الموقف، وبالتالي فالرواية بمثابة دفاع باطني عن عبد الله بن عمر، في حين رواية ابن اعثم الكوفي تحاول أن توازن، أي تعتمد فن الكسر و الجبر!

    الرواية عن الشعبي موجودة في النهاية والبداية أيضا 8 / 162، وهناك مفارقات أخرى أيضا، ولكن حصيلة الرواية إن الحسين كان على خطأ في قراره الذهاب إلى العراق، وأن عبد الله بن عمر كان ثاقب الرأي، يستطلع الغيب بدقة ومعرفة، على أنّ الشعبي كان زبيريِّاً ثم صار أمويِّاً، ولم ينصر الحسين عليه السلام، وله روايات سلبيّة في علي، وكان نديما للخلفاء أتهمه الجاحظ بالسرقة، فربما اختلق هذا الحوار ليبرّر موقفه المتخاذل، هذا ورواية ابن عساكر وابن كثير منقطعة السند كما هو واضح.

    المعالجة الواقعية
    لقد كان هؤلاء وغيرهم على خلاف في الرأي مع الحسين في خصوص ذهابه إلى الكوفة، بعضهم مع إصراره على عدم البيعة، ولكن من دون الصدام بالسلطة، وإذا كان لابدّ من ذلك فليختر غير الكوفة، وكانت حجّتهم ترتكز على التجارب السابقة، إلاّ أن الحسين كان ومن خلال إجاباته المتعددة لم يذكر أهل الكوفة بسوء، مشيراً إلى كتبهم ورسائلهم، ممّا يشي بأنّه غير مقتنع باعتراضاتهم وتصوراتهم عن الكوفة وأهلها والمسير اليها، يبدو كان قد اتخذ قراره النهائي، وهو ينطلق من تقييم مسلم بن عقيل، ومن حب الكوفيين لأبيه وأخيه، ومن رسائلهم ودعواتهم، وقد أختصر الحسين كل ذلك في جوابه لابن عباس، وهو جواب أورده المسعودي وكثيراً ما يغفله بعض الكتّاب من ذوي الاتجاه الديني الذين يرون نظرية القرار المُسبَق بالشهادة (... إنّي لأعلم أنّك لي ناصح وعليَّ شفيق، ولكن مسلم بن عقيل كتب لي بإجماع أهل المصر على بيعتي ونصرتي وقد أجمعت على المسير إليهم ...) 53 ــ المسعودي 3 / 55 ــ

    هذا هو الجواب الطبيعي الذي ينسجم مع مجريات الواقع ومعطيات الأوضاع في ذلك الوقت، وتُوْعَز أجوبة أُخرى للحسين عليه السلام سبق وأن استعرضناها، وهي ــ إنْ صحّت ــ ذات طابع فنّي، أي أراد الحسين بها سدَّ الطريق على إلحاح وإصرار المُعترضين، وذلك كأن يعدهم النظر في قولهم، وأحياناً يمتدح نصحهم، ولكنّه في الوقت نفسه يؤكد عزمه الذهاب إلى الكوفة ، ومرّة يعلّل ذلك خوف استباحة الحرم، وهو تعليل كما قلتُ لا يبرّر جهة العزم وصوب الحركة، إذ كان في مقدوره أن يختار اليمن، فهي أكثر أمنا، ثمَّ هي روايات تستبطن إدانة ابن الزبير بشكل وأخر، ممّا يدعونا إلى التوقّف، ألاَّ أنّه في حقيقة الأمر كان يريد أن يلتفَّ بشكل وآخر على الرغبة المانعة لدى (الناصحين!)، فهو اقتنع بتقييمات مسلم بن عقيل، إضافة إلى كتب الكوفيين السابقة، فالخروج كان نيَّة مسبقة، وهؤلاء أمله في مشروعه الذي كان ينتظر الفرصة السانحة.

    يتبع
                  

02-19-2006, 09:30 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    ثلاث رسائل مهمّة


    ان تتبع مسار الخطاب الحسيني الشريف يؤول إلى توزيعه على ثلاث مراحل، وهي على التوالي ما يلي: ــ

    المرحلة الأولى: تبدأ برسالته الجوابية على أهل الكوفة وحتى إعلامه باستشهاد مسلم بن عقيل على وجه اليقين والثبات.

    المرحلة الثانية: تبدأ منذ إ حاطته الواثقة باستشهاد مسلم وحتى نزوله كربلاء المقدسة بصحبة آله وأنصاره حيث كان الحرّ بن يزيد الرياحي يلازمه من القادسية إلى محطِّه الأخير.

    المرحلة الثالثة: وهي التي تستغرق الفترة الزمنية من 2 / محرم إلى لحظة استشهاده الكريم.
    ولا مراء أن لكل مرحلة من هذه المراحل خطابها المتميّز الى حد كبير، ولكن ينبغي ان لا نتعامل في تحديد معالم الخطاب في ضوء التقديرات الحاسمة، لا ننتظر أن يسيطر نموذج معيَّن على كل مرحلة من هذه المراحل بدرجة رياضيّة متّسقة، لأن تيار الحياة لم يكن محكوماً بمثل هذه الاتساق الجامد، والخطاب وخاصّة السياسي منه يخضع لكثير من الظروف ويتأثر بالمفاجآت والمفارقات والطروءات.

    دشّن سيدنا الكريم خطابه في المرحلة الأولى برسالته الجوابية لأهل الكوفة، أنّها حقاً رسالة تكشف عن تبلور الفكرة واستنهاض المشروع، وكانت تركّز على تعريف الإمام، وبيان مهماته (... فلعمري ما الإمام إلاّ العامل بالكتاب، والآخذ بالقسط الدائن بالحق، والحابس نفسه على ذات الله...) 54 ـ الطبري / 6 274 دار الفكر ــ
    والرسالة برواية أبي مخنف، حدّثه بها الحجاج بن علي، عن محمّد بن بشر الهمداني، ومهما كان السند فإن الرواية تتناسب مع شخصية الثائر وطبيعة التربية التي تلقّاها، ومشروع أهل الكوفة، وهوية الحاكم المتسلّط، وحاجات الناس، وظروف الكوفة، والعالم الإسلامي آنذاك.

    الحسين بهذا الجواب يكون قد وضع نقطة انطلاقه في إطار من الحقيقة الملحّة الواضحة، تلك هي القيادة الفكرية والسياسية للأمة . وهذه الرسالة الجوابية تتكامل في مضمونها مع رسالته سلامه الله عليه إلى أهل البصرة ، فقد أرسل سلام الله عليه رسالة خاصّة لأهل البصرة وهو في طريقه إلى الكوفة جاء فيها (... وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فإن السنّة قد أُميتت وإنّ البدعة قد أُحييت، وإنْ تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد) 55 الطبري ــ 278 ــ فمن الواضح هناك علاقة تكامل حيّة بين الرسالتين، إنّ هناك انحرافا خطيراً يجب تقويمه، الأمر الذي يستدعي قيادة واعية تسير في المجتمع بسيرة جديدة، وكلاهما تنسجمان مع رسالته لأهل الكوفة التي بعثها مع قيس بن مُسهر الصيداوي فيما بعد (... وقد شخصت إليكم من مكّة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذيا لحجة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي فأكمشوا أمركم وجدِّوا،فإني قادم عليكم في أيامي هذه إنْ شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته) 56 ــ الطبري 319 ــ كان ذلك من (بطن الرمّة) وهي منطقة....
    الرسائل الثلاث كلها برواية أبي مخنف، وجميعها تنسجم مع بعضها، وتحمل بصمات الحسين الروحية والفكرية والنهضوية، يمكن الاطمئنان إليها بدرجة لا بأس بها، فهي ليست عارية من السند، وهي تنسجم وتتماهى مع ثقافة الحسين وتجربة الحسين وتاريخ العائلة التي ينتسب إليها.
    وقد يسال سائل عن موقع الخطبة المشهورة على الألسن (خُطَّ الموت...) من هذه الرسائل الثلاث، حيث تصطدم بروح المشروع، وتنحرف به إلى مهاوي العدم والسلب والضياع، إلاّ انّ كونها ضعيفة السند متهاوية المضمون ينقذ المشروع من هذا المصير العدمي ـ وسنعالج الرواية المذكورة قريبا ـــ وقد تستمر غريزة السؤال لتشمل رسالتيه عليه السلام إلى أخيه محمّد بن الحنفية وهو يغادر المدينة إلى مكّة، وبصراحة إن كلا الرسالتين كما قلنا لا تتمتعان بموجبات القبول، لأنهما جاءا في كتاب الفتوح، ونقلتها المقاتل فيما بعد، ولم تردا في المصادر المعتبرة، رغم أنّ رسالته (لم أخرج أشرا ولا بطرا...) تصبُّ في سياق المشروع النهضوي للحسين.
    إنّ كل ألوان البيان المستلب المنسوب للحسين عليه السلام ذي الطابع الغيبي، المشبَّع باليأس والصور المأساوية لا أساس لها من سند متين أو فلسفة ناضجة، وذلك حتى وصول خبر مسلم بن عقيل على أقل التقادير، وأن جواب الحسين على المعترِضين بكتب أهل الكوفة تنسف كل هذه الألوان من الخطابات الميِّتة اليتيمة.

    خطاب الموت!
    تذكر بعض المصادر المجهولة السند أن الإمام الحسين بعد أ، خرج من مكّة باتجاه العراق قال (الحمد لله ما شاء الله ، ولا قوّة إلاّ بالله، خُطَّ الموت على ولد بني آدم مخطَّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني الى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع ملاقيه، وكأن أوصالي تقطّعها عسلان الفلاة بين النواويس وكربلاء، فتملأن مني أكراشاً حوفا وأحوية سغبا) 57 ـ مثير الاحزان 59 ــ

    لا أعتقد أن مثل هذا الخطاب يحمل دلالة واحدة على الثقة به، والاطمئنان أليه، ولا يمكن أن يصدر مثل هذا الخطاب عن الحسين وهو يخرج من مكّة إلى العراق، أنّه خطاب مأساوي فيما جماهير الكوفة في انتظاره، أيُّ قائد يسوقه استعجال الأمل ا لمقلوب ؟ وهو على أمل اللقاء بقواعد شعبية عريضة، كتبت إليه وكتب إليها على هد ف واضح هو الحكومة العادلة، وإنّ هذه الخطبة المزعومة لا تنسجم أبداً مع تضاعيف المضامين الرائعة ا لتي أدرجها في رسالتيه الى الكوفة والبصرة، أنّ الخطاب المزعوم يقتل كل إستعداد، ويحذف كلَّ أمل، فيما يكتب لأهل الكوفة (... فاكمشوا أمركم، وجدّوا فإني قادم عليكم...)، هذا وقد أثبت كاتب إيراني أنّ هذه الخطبة خالية من كل سند ــ 58 الملحمة الحسينية 3 / 199 ــ وليس سرّاًَ ان الحسين لم تقطّع أوصاله عسلان الفلاة ، ولم تتمكّن من أجزاء جسده الطاهر أكراش جوفاء ولا أحوية سغبا.

    يتبع
                  

02-19-2006, 09:31 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    ملاحظة في غاية الأهمية

    أن هذا البحث عن الخطاب الحسيني الشريف بحث تاريخي بحت، لا علاقة له بالمسبقات الميتافزيية غير الزمنية، فهو لا يتطلع إلى الأخبار الغيبية في الاستنتاج والاستخلاص بل يعتمد الخبر التاريخي الصرف، ويقيم نتائجه على مقدمات ومعطيات زمنية.

    في (الصفاح) وهو موضع بين حنين وأنصاب الحرم على مسيرة الداخل من مكّة من شاش إلتقى الحسين الفرزدق مقبلاً من العراق يريد مكّة المكرّمة، فسأله عن أحوال الناس هناك، فاجابه الفرزدق (قلوبُ الناس معك وسيوفهم مع بني أُمية، والقضاء ينزل من السماء) ــ 59 الطبري 6/ 309 ــ فقال الحسين (صدقت لله الامر، والله يفعل ما يشاء، وكل يوم ربنا في شأن، أنْ نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه، وهو المستعان على إ داء الشكر، وإنْ حال القضاء دون الرجاء، فلم يعتد من كان الحق نيّته، والتقوى سريرته) 60 ـ نفس المصدر والصحفة ــ وتعليق الحسين عليه السلام على قول الفرزدق (والقضاء ينزل من السماء) ينطوي على إشارة دقيقة ومهمّة فيما يتعلق بمسيرة الحسين ومصير حركته، أنّ تقديرالنتيجة أوكلها إلى القضاء، أي إنّ الحسين هنا سائر على بركة الله تعالى، ولم تكن في خُلده نتيجة محسومة بالرقم المحسوب رغم كل الأحوال وا لظروف، ولذلك إتخذت صفة الإحتمال بين ما يحب وبين ما لا يرجو، وكله متروك لإرادة السماء، أن لغة الحسين هنا خارجة عن دائرة الحتم المسبّق، وهو يشير الى محاولة قد تصيب وقد لا تصيب.

    إنّ موضوع لقاء الحسين للفرزدق تحفّه أكثر من ملاحظة، نحاول هنا إستجلاءها أو استجلاء أهمها حتى تتّضح الصورة في الإطار كما يقولون.
    في الفتوح لأبن أعثم ان الحسين عليه السلام ألتقى الفرزدق في (الشقوق) 61 ـ 5 / 71 ــ وأورد ذات الحوار السابق مع زيادات كبيرة وذلك كعادته، ومنها أنّ الفرزدق قال للحسين (... ياابن بنت رسول الله كيف تركن الى أهل الكوفة وهم قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل وشيعته...) 62 ــ الفتوح 5 / 71 ــ ويذكر ابن أعثم أن الحسين أُبلغ بمقتل مسلم وهو لمّا يبرح مكّة ، وإنّه أنشأ شعراً في مقتله وألقاه على الفرزدق ! وأن هذا الاخير أنشد الحسين تلك القصيدة المشهورة (هذا الذي تعرف البطحاء وطأته....)63 ـ ص 72 ــ

    في الطبري عن لبطة بن الفرزذق عن أبيه رواية طويلة جداً عن هذا اللقاء، وفيه ما لم يرد في المصادر الاخرى، والغريب ان عبد الله بن عمرو بن العاص هو الذي يتحدّث بهذه الغيبيات وينصح الفرزدق على اساسها ـ 64الطبري 6 / 390 ــ ولسنا ندري مدى صدق (لبطة) هذا، وهو العاق لأبيه وصاحب لهو ولعب 64 ــ الإغاني 22 / 304 ــ وفي السند الأخباري المشهور (عوانة بن الحكم) الذي (قلَّ ان روى حديثاً مسنداً ولهذا لم يُذكر بمدح أو ذم) 65 ــ نكت الهميان في نكت العميان ص 222 ــ و(يُروي عن عبد الله بن المعتز عن الحسن العنزي أنَّ عوانة بن الحكم كان عثمانياً، وكان يضع الاخبار لبني أُمية) 66 ــ نفس المصدر 223 ــ
    ويروي ابن عساكر الرواية ذاتها مع إختلاف ملحوظ وذلك عن لبطة نفسه 67 ــ 4 /335 ــ والرواية فيها رفع لشان الفرزدق، ويروي الدينوري (ثم سار ـ الحسين ــ حتى إذا إنتهى الى الصّفاح لقيه هناك الفرزدق الشاعر مقبلا من العراق، يريد مكّة، فسلّم على الحسين، فقال الحسين: كيف خلّفت الناس بالعراق ؟ قال: خلّفتهم وقلوبهم معك وسيوفهم عليك) ــ 68 ص 245 ــ
    في تذكرة الخواص (روى أنّه قال له ـ اي الحسين للفرزدق ــ يا فرزدق أن هؤلاء قوم لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن، وأبطلوا الحدود، وشربوا الخمور، وأستأثروا في اموال الفقراء والمساكين، وأنا أولى من قام بنصرة دين الله، وإعزاز شرعه والجها د في سبيل الله،لتكون كلمة الله هي العليا)، فأعرض عنه الفرزدق وسار 69ــ 218 ــ والرواية مرسلة، ولم ترد في مثل هذه السياقات في المصادر الأخرى.
    إنّ الرواية المرجَّحة على غيرها في هذا الخصوص ما يرويها لنا أبو مخنف عن عبد الله بن سليم والمذري بن المشمعَّل الأسديين لأنهما كما تعرض الرواية كانا شاهدي عيان، وهما من مصادر ابي مخنف في روايته قصَّة الحسين عليه السلام، وكانا قد صحبا الحسين في بعض الطريق، وهي الرواية التي نجدها على شكل قدر مشترك في الروايات الأخرى، أمّأ الروايات الاخرى فهي أمّا مرسلة او تنتهي إلى الفرزدق نفسه، وفيها ما يُعلي من شأن الفرزدق 70 ــ الطبري 6 /309 ــ
    لا أعتقد انّ الحسين اعار إهتماماً كبيراً لنقل الفرزدق، وجوابه بـ (صدقت) يتناول موضوع القدر الذي طرحه بدليل إمارات الشرح والبيان والتوضيح التي عقبت هذه الكلمة (صدقت الأمر لله، والله يفعل ما يشاء، وكل يوم هو في شان...).

    في ذات عرق
    وصل الحسين (ذات عرق) وفيها كما ينصّ إبن أعثم الكوفي (لقيه رجل من بني أسد يُقال له بشر بن غالب، فقال له الحسين: ممَّن الرجل ؟ قال: رجل من بني أسد، قال: فمن أين أقبلت يا اخا بني أسد ؟ قال: من العراق، فقال: فكيف خلّفت أهل العراق ؟ قال: يا بن بنت رسول الله خلّفت القلوب معك والسيوف مع بني امية، فقال له الحسين: صدقت يا اخا العرب، إنّ الله تعالى يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، فقال له الأسدي: يا ابن رسول الله أخبرني عن قول الله تعالى يوم ندعو كلّ إناس بامامهم، فقال الحسين: نعم يا أخا بني اسد، هما إمامان ، إمام هدى دعا الى هدى وإمام ضلالة دعا الى ضلالة، فهدى من أجابه ا لى الجنّة، ومنأجاله الى الضلالة دخل النار) 71 ــ5 /71 ــ ونقله عنه الخوارزمي في مقتله ، وابن نما في مثير الاحزان واللهوف، ولم يرد هذا اللقاء في المصادر التاريخية المعروفة، ويبدو إنَّه توكيد وتأصيل للمأساوية والحزن والبكاء.
    في هذا الموقع بالذات يشير الطبري برواية إ بي مخنف الى موقف جعفر بن أبي طالب حيث أرسل إلى الحسين رسالة بيد إبنيه عون ومحمّد، يخبره بها عدم رضاه عن خروجه، ويطالبه بالإنصراف عن ذلك، ويذكر أبو مخنف أن عبد بن جعفر كلّف والي مكّة عمرو بن سعيد بن العاص أن يكتب للحسين كتاب أمان موثّق وواضح، وهذا ما حصل فعلاً،، فقد ضمن له (الأمان والصلة والبر وحسن الجوار) 72 ــ الطبري 6 / 312 ــ وقد أجابه الحسين (أمّأ بعد: فإنّه لم يشاق الله ورسوله من دعا إلى الله عزّ وجل صالحا، وقال إنّي من المسلمين، وقد دعوت الىالامان والبر والصلة، فخير الامان أمان الله ، ولن يؤمن الله يوم القيامة من لم يخفه في ا لدنيا، فنسال اله مخافة في الدنيا توجب لنا أمانه يوم القيامة، فإن كنت نويت بالكتاب صلتي وبرّي، فجُزِيت خيراً في الدنيا والأخرة والسلام) 73ــالطبري 6 / 312 ــ
    لقد كان كتاب عمرو بن سعيد واضحاً ولكنّ جواب الحسين فيه شيئ من الغموض، إنّه اشبه باجوبته السابقة لابن عباس ومحمّد بن الحنفية من حيث إعتماده على (فن تغييب) النيِّة والقصد على المقابل، فالحسين كان ماضيا إذن.

    الرسالة الكاشفة
    وصل الحسين عليه السلام الى (وادي عالية من بطن الرمّة)، ومن هذا المكان ارسل رسالته الى اهل الكوفة، الرسالة التي سبق وان استعرضناها، وهي رسالة تصلح ان تكون كاشفاً تحليليّاً يميز الواقع من الوهم في كل ما يُنسب للحسين عليه السلام من خطاب قبل (الحاجز) باتجاه الكوفة، والرسالة هذه تلغي كل ما يُذكر على لسان الحسين من كلام يفيد حتمية بلاء تعاهد معه مُسبقا، بل ان هذه الرسالة تبرهن بشكل قاطع على ان الحسين لم يستسلم للشطر الأول من راي الفرزدق، أي قوله (قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية)، إذ لحن الرسالة شحنة هائلة من الأمل، وثقة غير عادية بالذين ارسلوا له الرسائل، بل وفيها وصايا نظمية تهدف الإنتظار لعمل كبير،انّ هذه الرسالة على إمتداد رسالته الاولى لاهل الكوفة والبصرة، ومن ثمّ على توافق واضح مع تعريفه للامام، وتحديده للواجبات الملقاة عليهم.
                  

02-19-2006, 09:32 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    غالب حسن الشابندر



    --------------------------------------------------------------------------------


    تصحيح خطأ: نبهني أحد النقاد الطيبين باني أوردت خبرا عن جعفر بن أبي طالب وأنه أخذ للحسين الأمان من والي المدينة، وهو خطا، فان المقصود هو عبد الله بن جعفر، شكرا له.


    إنكسار الخطاب /1
    وصل الشهيد الغالي الحسين عليه السلام إلى (الثعلبية) وهي من منازل الطريق بين مكّة والكوفة، وفيها أُعلِم الحسين سلام الله عليه بمقتل مسلم بن عقيل، وهاني بن عروة، فاصيب بصدمة قوية، ورجّح له حاملا الرسالة الرجوع إلى مكة، فوثب بنو عقيل قائلين (لا والله لا نبرح حتى ندرك ثأرنا أو نذوق ما ذاق أخونا) 74 ـ الطبري 6 /322 ــ فقال الحسين (لا خير في العيش بعد هؤلاء) 75 ـ نفس المصدر والصفحة ــ وتتَّضحُ في النبرتين ظاهرة العاطفة العائلية والرَحَميِة، وهي مسالة طبيعية.
    في هذه المنطقة بالذات استزاد ركب الحسين من الماء، وينقل ابن أعثم الكوفي قصصاً جميلة وحزينة عن الحسين عليه السلام، ومنها (وضع رأسه ونام، ثمّ انتبه من نومه باكياً، وذلك وقت الظهيرة، فقال له أبنه: مالك تبكي يا أبت لا أبكى لله لك عينا؟ فقال الحسين: يا بني إنّها ساعة لا تكذب فيها الرؤيا، أعلمك أنّي رأيت فارسا على فرس حتى وقف عليّ، فقال: يا حسين إنّكم تسرعون المسير والمنايا بكم تسرع إلى الجنّة.

    فعلمت ان أنفسنا قد نعيت إلينا، فقال أبنه: يا بني ألسنا على حق؟ قال: بلى والذي ترجع العباد أليه، ، فقال علي رضي الله عنه: إذاً لا نبالي بالموت، فقال الحسين: جزاك الله عني خيرا...) 76 ــ 3 / 70 ــ
    ومنها (لمّا أصبح الحسين وإذا برجل من الكوفة يكنّى بابي هرّة الأزدي فسلّم عليه ثم قال يا ابن بنت رسول الله: ما الذي أخرجك من حرم جدِّك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال الحسين: يا أبا هرّة أن بني اُمية أخذوا مالي فصبرت، وشتموا عرضي فصبرت، وطلبوا دمي فهربت، وايم الله لتقتلني الفئة الباغية، وليلبسهم الله ذلاّ شاملا ، وسيفاً قاطعا، وليسلطّن الله عليهم من يذلّهم حتى يكونوا أذلّ من قوم سبأ إذ ملكتهم أمرأة منهم فحكمت في أموالهم وفي دمائهم) 77 ــ نفس المصدر 71 ــ
    يبدو لي أن هذه الروايات ونظيراتها أخذها ابن أعثم الكوفي من القصص الشعبي التي كانت سائدة في ذلك الوقت عن ثورة الحسين، وهي قصص ترمي إلى تجذير المصير القدري المسبّق بطريقة مأساوية، وإلاّ أين هي مصادر الكوفي هذا؟ وقد استلها ذوو الإتجاه المماثل وثبّتوها في كتبهم، خاصّة أهل المقاتل وأربابها ذات الطابع المناقبي، مثل مقتل ابن خوارزم وغيره، ولا داعي أن يزور النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الحسين العزيز في تلك اللحظة ليخبره باستشهاده القريب، ففي رواية لبطة بن فرزدق ان أهل ذلك الزمان كانوا يتداولون حتمية استشهاد الحسين عليه السلام في كربلاء !وان الحسين العزيز كان يعيش هذا المعنى منذ كان صغيرا، وان جدّه تحدث بذلك وأن أباه عليا طالما وافاه بهذا الحديث العجيب، كذلك الحسن عليه السلام، بل أخبراه بالتفاصيل ! وموضوع الفئة الباغية الذي ورد على لسان أبي هرّة محاولة لدمج بسابقة تاريخية أنشطر بها الواقع إلى هُداة وبُغاة، ومن ثمّ توليف سيرة متجانسة ذات جذور أولى، والأمر لا يحتاج إلى اختلاق هذه الروايات، وإلاّ من ينكر انَّ الحسين جزء من النسيج الذي تاسّست من خلاله ظاهرة عمار بن ياسر؟ ومن ينكر انّ معاوية على سرّ أبيه غير المغالي والموهوم؟

    ومن الواضح ان الحسين في رواية أبي هرة يعللّ خروجه بأسباب شخصية لا تمت بصلّة إلى موضوعة الاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر! وفي رواية ان رجلاً سأل الحسين عن سبب وروده تلك الأرض الجدبة ا فاجاب الحسين (انّ هؤلاء أخافوني، وهذه كتب أهل الكوفة وهم قاتليْ، فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا الله محرما الا إنتهكوه، بعث الله اليهم من يقتلهم حتى يكونوا أذلّ من قوم الإمة) 78 ـ عوالم العوالم 17 ص218 والرواية مرسلة، ولم نعرف السائل، ولكن ابن سعد يوردها مسندة وسوف نناقش السند لاحقاً.

    وفي بصائر الدرجات عن (ابراهيم بن أسحق، عن عبد الله بن حماد، عن صباح المزني، عن الحارث بن حضيرة، عن الحكم بن عتيبة، قال: لقي رجل الحسين بن علي عليه السلام في الثعلبية وهو يريد كربلاء، فدخل عليه فسلّم عليه، فقال له الحسين عليه السلام: من أي البلدان أنت؟ قال: ياآخا الكوفة، أما والله لو لقيتك بالمدينة لأريتك اثر جبريل من دارنا، ونزوله على جدّي بالوحي، يا آخا أهل الكوفة: مستقى العلم عندنا، أفعلموا وجهلنا؟ هذا ما لا يكون) 79 ــ ص11 ح1 ـ
    في السند: الحكم بن عتيبة، مذموم في كتب الرجال الشيعية فهو لا يُعتَمَد على روايته 80 ــ المعجم 6 / 172ـ وفي مُغني الذهبي (... مجهول) 81 ـ 1 /184 ــ، وفي السند: الحارث بن حضيرة، لم يُوثّق 82 المعجم 4 / 193 ــ وعند بعض علماء السنة صدوق ولكنّه يخطئ 83 ــ المغني 1 / 140 ـ كما أن كتاب بصائر الدرجات لم يصل المجلسي بطريق معتبر !

    قال ابن عساكر (... أخبرنا ابو القاسم السمرقندي،أنبأنا ابو بكر الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد الله بن جعفر، أنبأنا يعقوب،،أنبأنا أبو بكر الحميدي، حدّثني سفيان، حدّثني رجل من بني اسد يُقال له بحير ـ بعد الخمسين والماءة ــ وكان من أهل الثعلبية ولم يكن في الطريق رجل أكبر منه، فقلتُ له: مثل من كنت مَنْ كنتَ حين مرّ بكم الحسين بن علي عليه السلام؟ قال: غلام. قال: فقام إليه أخ لي أكبر منّي يُقال له زهير وقال: أي ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّي أراك في قلّة من الناس، فاشار الحسين علهي السلام بسوط في يده، هكذا ن فضرب حقيبه وراءه فقال: هذه مملوءة كتبا...) الرواية مجهولة بجهالة (رجل من بني اسد يقال له بحير).
    انكسار الخطاب / 2

    واصل الحسين بن علي مسيره حتى وصل إلى (زُبالة) وهو موضع أو منزل معروف بطريق مكّة إلى ا لكوفة، وفيها نصادف أكثر من رواية...
    ففي زُبالة (وافاه رسول محمّد بن الاشعث عمر بن سعد بما كان سأله مسلم أن يكتب به إليه من أمره، وخذلان أهل الكوفة إياه، بعد أن بايعوه وقد كان مسلم سأل محمد بن الاشعث ذلك، فلما قرأ الكتاب استيقن صحّة الخبر، وأفظعه قتل مسلم وهاني بن عروة) 84 ــ الاخبار الطوال ص 228.
    ومن هذه الرواية نفهم ان الحسين لم يكن مطمئناً إلى خبر مقتل مسلم بن عقيل، وأنه بوصول هذا الكتاب حصل له هذا الاطمئنان، ومن الغرائب أنّه في نفس الموضع (... سقط إليه مقتل أخيه من الرضاعة عبد الله بن يقطر، وكان سرحه إلى مسلم بن عقيل وهو لا يدري أنّه قد أصيب، فتلقاه خيل الحصين بن تميم بالقادسية، فسرع به إلى عبيد الله بن زياد فقال: اصعد فوق القصر فالعن الكذاب بن الكذاب، ثمّ انزل حتى أرى فيك رأيّ... فصعد ، فلما أشرف على الناس قال: أيها الناس أنّي رسول الحسين بن فاطمة بن رسول الله صلى الله عليه وسلم لتنصروه وتؤازروه على ابن مرجانة بن سمية الدّعي، فأمر عبيد الله بن زياد به فأُلقي من فوق القصر إلى الأرض فكُسرت عظامه، وبقي به رمق، فاتاه رجل يُقال له عبد الله بن عمير اللخي فذبحه، فلما عِيْبَ ذلك عليه، قال إنّما أردت أن أريحه) 85 ــ الطبري 6 / 322 ــ
    ولم يكن للحسين بد من أن يعلن هذه الحقائق لأصحابه، ففي الطبري يروي أبو مخنف (فأخرج ـ الحسين ـ للناس كتاباً فقرأ عليهم: بسم الله الرحمن الرحيم ، أمّا بعد فأنّه أتانا خبر فظيع، قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن يقطر، وقد خذلنا شيعتنا، فمن أحبّ منكم الانصراف فلينصرف، ليس عليه منّا ذمام) 86 ــ المصدر 323ــ
    في زبالة بدأت لغة جديدة، لغة الانتكاسة، وفقدان الأمل، إنها صدمة (قد خذلنا شيعتنا) ــ وسوف نناقش ذلك بالتفاصيل لاحقا ــ فإنّ هذه الجملة تعبر عن مرحلتين كبيرتين، الأولى مفعمة بالأمل والقوة والبشرى، فيما الثانية تطفح بالألم والحزن وربما اليأس. وبهذا نفهم إن الخطاب الحسيني يمضي حيث مُعطيات الواقع، السابق كان سياسيّاً وذا مسؤولية شمولية، تنصبّ على تغيير الأوضاع وقلبها من الجذور، ولكن بعد خبر الخذلان تراجع الخطاب، واتخذ مساراً آخر يتّسم بالمأساوية والقلق، وكل ذلك يؤكّد على خضوع الحركة لسنن العمل وفق الممكنات الجاهزة والموجودة.
    وينقل الطبري إن الناس في هذا الموضع وبعد إن أذاع خبر مقتل مسلم تفرّقوا عنه، ولم يصطحبه (إلاّ من يريد مواساته والموت معه) 87 ــ 6 / 3323 ــ ولكن لماذا لم يخبر الحسين هؤلاء بالأمر الو اقع منذ لحظات الالتحاق؟ وأين كانوا من خبر الفرزدق وغيره؟ فهم لم يتفرّقوا إلاّ بعد أن أعلمهم بمقتل مسلم وعبد الله بن يقطر... إنّ كل هذه الملاحظات ترجّح الرأي القائل بان الحسين أقدم على عملية خاضعة لحسابات النجاح والفشل، وليس هناك ثبت مؤكّد لنتيجة محدَّدة من قبل، وإلاّ لِمَ كل هذه المفارقات؟
    يتبع بإذن الله تبارك وتعالى.

                  

02-19-2006, 09:44 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    اشكر استاذ غالب حسن الذي نقب في سيرة افضل خلق الله بعد نبينا المصطفي

    ويا ريت اصحاب العقول الصماء ان تحرك هذه الاضاءة جزء من كل ويعلموا/ن


    ان افضل عترت نبينا قتلت وسبت وشردت واصبح الوضع دنيويا ليس

    دينيا وهذا في اول التجربة وماذا تعتقد ان فقهاء الهشك بشك

    فقهاء التيك اوي فقهاء الدولار والدرهم والريال فقهاء يغيروا

    لونهم ويبيعوا دينهم ماذا ننتظر منهم

    الحكم الرشيد اخراج الدين من لعبهم القذر وترك الدنيا وسياستها

    للبشر يتصارعون ويخطاوون ويصيبون مع اضافة نون التانيث للكل

    ذكري الامام الثائر ثورة نتعلم منها الصاح واننا لمنتظر
                  

02-19-2006, 09:50 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    وقد شدّد يزيد على الوليد بضرورة أخذ البيعة منه، ومروان بن الحكم كان قد أقترح على الوليد قتله في الحال عندما راح يتعلّل بالتأخير
                  

02-19-2006, 10:10 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    السلام عليك يا رسول الله، أنا الحسين بن فاطمة، أنا فرخك وابن فرختك وسبطك في الخلف الذي خلّفت على أُمتك ، فاشهد عليهم يا نبيّ الله أنّهم خذلوني وضيعوني وإنهم لم يحفظوني، وهذه شكواي إليك حتى ألقاك ...)
                  

02-19-2006, 10:15 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    وأن قتيل الطف من آل هاشم أذلَّ رقاباً من قريش فذلّت
    حبيب رسول الله لم يكن فاحشاً أبانت مصيبته الأنوف وخلّت
                  

02-22-2006, 08:15 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    وللبحب النبي هذا البوست وللاخرين ويا ريت لو نستلهم عبر قتل

    وظلم الحسن والحسين بسبب صراع السلطة ومن اكرم من احفادك

    يا رسول الله تمر ذكري الامام الثائر ونبيت في سبات غريب لو

    فتحنا افواهنا لقلنا لمن يناصر الحسين انت شيعي كما من

    يناصر المحرومين والبسطاء تقول له انت شيوعي

    وتوجد فئه شغلتها اصدار صكوك الرضا او عدمه

    فيا حسين قتلوك الناس القصر
                  

02-23-2006, 08:13 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمّد المعروف بإبن الحنفية، أن الحسين يشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله... وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردَّ عليَّ هذا أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين، وهذه وصيتي يا أخي اليك، وما توفيقي إلاّ بالله وإليه أنيب) 32 ــ الفتوح 5 23
                  

02-24-2006, 06:18 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    الموسوعي صبري الشريف

    ما من صارم الا وعلى شفراته نحر لآل محمد منحورا

    قبل ان نفيق من هول ذكرى ابو الاحرار الامام الحسين عليه السلام
    هاهي ذكرى الامام السجاد علي بن الحسين تطل علينا
    لتفضح المتلاعبين بالدين
                  

02-25-2006, 01:16 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    غالب حسن الشابندر



    --------------------------------------------------------------------------------


    في بطن الرّمة / روايات مشكوكة


    واصل الحسين مسيره حتى حطّ (بطن العقية) فنزل بها، ويروي الطبري (قال أبو مخنف: فحدّثني لودان أحد بني عكرمة، إن أحد عمومته سأل الحسين عليه السلام أين تريد؟ فحدّثه فقال له: أنّي أنشدك الله لما انصرفت، فوالله لا تقدم إلاّ على الأسنّة وحدّ السيوف، فإن هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤنة القتال، ووطّدوا لك الأشياء، فقدمت عليهم كان ذلك رأيا، فأمّا على هذه الحال التي تذكرها، فإنّي لا أرى لك إن تفعل، قال، فقال له: يا عبد الله أنّه ليس بخفي عليّ، الرأي ما رأيت، ولكن الله لا يُغلَب على أمره...) 88 ــ المصدر 6 / 323 ــ
    وفيي هذا لموضع بالذات يُروى أكثر من خبر، نحاول استعراضها ودراسة مدى انسجامها مع قيم النقد الروائي.
    في طبقات ابن سعد والبداية والنهاية والكلام للأخير (... حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك قال: حدّثني من شافه الحسين قا ل: رأيت أخبية مضروبة بفلاة من الأرض، فقلت: لمن هذه؟ قالوا: الحسين، قال: فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن، والدموع تسيل على خديه ولحيته، قال: فقلتُ: بأبي وأمي يا ابن رسول الله ما أنزلك في هذه الفلاة التي ليس بها أحد؟ فقال: هذه كتب أهل الكوفة اليَّ، ولا أراهم إلا قاتلي، فإن فعلوا ذلك لم يدعوا الله حرمة إلا انتهكوها...) 89 ــ البداية والنهاية 8 / 171 ــ
    ونحن لا نعرف هذا الذي شافه الحسين، وبالتالي فالرواية ضعيفة، ولا يمكن أن نعتمدها في استخلاص نتائج تاريخية تخص عمل الحسين عليه السلام.
    لا أستبعد إن مثل هذه الروايات سيقت بقصد الإساءة لأهل الكوفة، وتحميلهم مسؤولية المجزرة التي حصدت أهل بيته والصحابة البررة، ومن ثمّ لتبرير ما حصل لاه الكوفة من اضطهاد وبطش على يد الأمويين و غيرهم، فان الخطاب يجيش بإسرار خفية تشكل سلطة قاهرة، وبالتالي تنزيه وتبرئة السلطان الحاكم آنذاك بدرجة وأخرى.
    في البداية والنهاية أيضا نقرأ (... والله لا يدعوني حتى يخرجوا هذه العلقة من جوفي...) 90 ــ 8 / 171 ـ وفي السند جعفر بن سليمان الضبي، وثقه بعض الرجال وطعن به آخرون، ولكن الرجل توفي سنة 178 فحديثه مرسل لأنه يروي مباشرة عن الحسين 91 ــ تهذيب التهذيب 3 / 95 ـ
    وفي بصائر الدرجات (... لمّا صعد الحسين عليه السلام عقبة البطن قال لأصحابه: ما أراني إلا مقتولا... رأيت كلاباً تنهشني أشدّها عليّ كلب ابقع) 92 ــ كامل الزيارات ـ وفي السند المفضل بن صالح أبو جميلة ضعّفه النجاشي وابن الغضائري، وكتاب بصائر الدرجات مشكوك الوصول بطريق معتبر إلى المجلسي الذي أودعه في بحاره.

                  

02-25-2006, 03:44 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    ******88
                  

03-14-2006, 09:18 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    خطاب الموت!
    تذكر بعض المصادر المجهولة السند أن الإمام الحسين بعد أ، خرج من مكّة باتجاه العراق قال (الحمد لله ما شاء الله ، ولا قوّة إلاّ بالله، خُطَّ الموت على ولد بني آدم مخطَّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني الى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع ملاقيه، وكأن أوصالي تقطّعها عسلان الفلاة بين النواويس وكربلاء، فتملأن مني أكراشاً حوفا وأحوية سغبا) 57 ـ مثير الاحزان 59 ــ

    لا أعتقد أن مثل هذا الخطاب يحمل دلالة واحدة على الثقة به، والاطمئنان أليه، ولا يمكن أن يصدر مثل هذا الخطاب عن الحسين وهو يخرج من مكّة إلى العراق، أنّه خطاب مأساوي فيما جماهير الكوفة في انتظاره، أيُّ قائد يسوقه استعجال الأمل ا لمقلوب ؟ وهو على أمل اللقاء بقواعد شعبية عريضة، كتبت إليه وكتب إليها على هد ف واضح هو الحكومة العادلة، وإنّ هذه الخطبة المزعومة لا تنسجم أبداً مع تضاعيف المضامين الرائعة ا لتي أدرجها في رسالتيه الى الكوفة والبصرة، أنّ الخطاب المزعوم يقتل كل إستعداد، ويحذف كلَّ أمل، فيما يكتب لأهل الكوفة (... فاكمشوا أمركم، وجدّوا فإني قادم عليكم...)، هذا وقد أثبت كاتب إيراني أنّ هذه الخطبة خالية من كل سند ــ 58 الملحمة الحسينية 3 / 199 ــ وليس سرّاًَ ان الحسين لم تقطّع أوصاله عسلان الفلاة ، ولم تتمكّن من أجزاء جسده الطاهر أكراش جوفاء ولا أحوية سغبا.

    يتبع
                  

03-14-2006, 09:24 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    الذي يدهشني ان المغالين//ات لم يفندوا هذه الاحاديث كذبا او صدقا

    واللجنة بالازهر ترفض التصديق بعمل مسرحي يمجد الحسين رائد الثوار

    وحفيد القائد الملهم سيدنا النبي الاكرم والشفيع يوم لا شفاعة

    تيار المعاويون واليزيديون واقف والهم عصف للحسين عليه السلام تحية

    اجلال وتقدير ونتمني ان نسير في دربه امين
                  

03-15-2006, 02:06 AM

Ishraga Haimoura
<aIshraga Haimoura
تاريخ التسجيل: 01-24-2004
مجموع المشاركات: 1463

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    Quote: أنبيك عليّاً
    مازلنا نتوضأ بالذل
    ونمسح بالخرقة حد السيف
    ما زلنا نتحجج بالبرد وحر الصيف
    ما زالت عورة عمرو العاص معاصرةً
    وتقبح وجه التاريخ
    ما زال كتاب الله يعلَّقُ بالرمح العربية
    ما زال أبو سفيان بلحيته الصفراء ،
    يؤلب باسم اللات
    العصبيات القبلية
    ما زالت شورى التجار ، ترى عثمان خليفتها
    وتراك زعيم السوقية
    لو جئت اليوم ،
    لحاربك الداعون إليك
    وسموك شيوعيا
    مظفر النواب
                  

03-15-2006, 03:22 AM

hatim
<ahatim
تاريخ التسجيل: 03-06-2003
مجموع المشاركات: 743

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Ishraga Haimoura)

    صلى الله على محمد وعلى آله وصحـبه.






    قال عليه الصلاة والسلام ( ليس منا لطم الخدود وشق الجيوب)



    أتمنى لك لك دوام الصحة والعافية...
                  

03-15-2006, 07:48 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    شكرا اشراقة حيمورة وابيات لطيفة للشاعر مظفر النواب

    كتر خيرك علي الطله وتحياتي


    حاتم لك السلام ورضا الله لك ولي وبالطبع ال البيت اولا


    دعك عن لطم الخدود او شق الجيوب اركز في جوهر القضية

    ان ننصر الحسين الامام لما تعرض له من الاقرباء والاعداء
                  

03-16-2006, 05:30 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    غالب حسن الشابندر



    --------------------------------------------------------------------------------


    قبل ان ندخل الى موضوع المعركة وتفاصيلها يحسن بنا ان نسلط مزيداً من الضوء على جيش ابن زياد، سواء على صعيد الكم ام على صعيد الهوية، وذلك انّ االاقوال في هذين المجالين متضاربة، ويشوبها الكثير من المفارقات.
    لقد تضاربت الاخبار حول عدد جيش عبد الله بن زياد لمقاتلة الذي أُعد لمقاتلة الحسين وبدرجة فائقة ومدهشة، فقد وصل به صاحب أسرار الشهادة إلى آلاف فارس والف الف راجل، وفي هامش تذكرة الخواص مائة ألف، وفي تحفة الأزهار لابن شدقم كان ثمانين ألفا 231 ــ مقتل الحسين للمقرم 2 / 6 ــ

    كانت المجموعة الأولى قد وصلت كربلاء من جيش ابن زياد هم فرسان ابن سعد، وعددهم أربعة آلاف، وذلك في 3 محرّم سنة 61 للهجرة. وهذه المجموعة نصّ عليها كل المؤرخين بلا خلاف تقريبا، ويوجزها صاحب انساب الاشراف بقوله (فشخص عمر بن سعد الى الحسين في أربعة آلاف حتى نزل بإزائه ـ الحسين ــ) 232 ــ المصدر ص177 ــ ولكنّنا نعرف إن ابن زياد سبق وارسل الحر لاستقدام الحسين في الف فارس، وقد وافاه بـ (ذي حسم) قادماً من القادسية، وقد سايره حتى كربلاء، وذلك في 2 / محرم، كما نصّ عليه الطبري والكامل وأنساب الاشراف والارشاد للمفيد، وفي 3 محرّم قدم عمر بن سعد من جهة أُخرى، فهل هي خطّة ابن زياد ان يحارب الحسين في كربلاء؟ أم ان المسألة كانت خاضعة لعفوية الاحداث؟ أعتقد ان عبيد الله بن زياد كان حريصاً على مواجهة الحسين خارج الكوفة، وذلك خوفا من استثارة تناقضاتها وأمكاناتها المتعاطفة مع الحسين، ومهما يكن من أمر فإنّ الذي نستفيده من الروايات السابقة ان عدد جيش ابن زياد في كربلاء أزاء الحسين كان خمسة آلاف في يوم 3 محرّم، ولكن الغريب في الامر هو غياب الحر الى اليوم العاشر، حيث لم يُسنَد له أيّ دور خلال هذه الفترة الحسّاسة المتحركة بالحوار والوفود والترقّب! في هذ ه الأثناء أخذ ابن زياد يزوّد ابن سعد بقطاعات متتالية من العسكر، وهذا يستوجب جمعهم في نقطة معينَّة، وتشير المصادر الى انّ عبيد الله بن زياد (لما سرّح عمر بن سعد... أمر الناس فعسكروا بالنخيلة) 233 ــ نفس ا لمصدر ص 188 ــ ومن (النخيلة) بالذات شرع ابن زياد بارسال القطعات تباعاً، ونريد الآن استقصاء هذه القطعات، ومراجعة شاملة لهذه القطعات سوف نراها وفق المسلسل التالي: ــ
    • شمر بن ذي الجوشن في أربعة آلا ف فارس.
    • زيد أو زيد بن ركاب الكلبي في ألفين.
    • الحصين بن نمير في أربعة آلاف.
    • المصاب الماري في ثلاثة آلا ف.
    • نصر بن حربة او حرشة في ألفين.
    • شبث بن ربعي في ألف.
    • كعب بن طلحة في ثلاثة آلاف.
    • حجار بن أبجر في ألف.
    • مضاير بن رهينة المازني في ثلاثة آلاف.
    هذه هي القطاعات العامّة التي أرسلها ابن زياد خلفا لابن سعد الذي كان ينتظره الحرّ في ألف فارس، وبذا يكون عدد العسكر الذي تجمّع في عرصات كربلاء ثمانية وعشرون الفا 234 ــ انساب الاشراف 178، فتوح ابن الاعثم 5 / 89، ابن شهراشوب 2 / 215 ــ
    أن أوّل ملاحظة تردُ في هذا المجال هو أنّ بعض هذه القيادات لم نجد لها ذِكراً في المصادر المتقدمة، فهذا (مضاير بن رهينة المازني) و (كعب بن طلحة) لم نقرأ عنهما في الطبري وابن عساكر والبداية والنهاية واليعقوبي وانساب الاشراف الذي كان حريصاً على ذكر القيادات والزعامات التي الحقها ابن زياد بعرصة كربلاء، بل لم نقرأ عنها حتى في (فتوح) ابن الاعثم المعروف بطابعه السردي الحكاواتي، فهل يمكن إغفال هذين القائدين من قِبل الرواة المعروفين وهما على هذه الجموع في ساحة كربلاء؟ لقد اوردهما ابن شهراشوب في (مناقب آل أبي طالب) والكتاب ليس من المصادر التاريخية المشهورة او المعتبرة، ورواياته مراسيل في اكثر الاحيان.
    ونواجه شيئاً من الغموض ونحن نقرأ مقتل الخوارزمي في صدد تلكم القيادات التي جهّزها زياد بأعداد ضخمة لمقاتلة الحسين، فهو في معرض استقصائهم يقول (... فأول من خرج الى عمر بن سعد شمر بن ذي الجوشن... وفلاناً المازني، في ثلاثة آلاف، ونصر بن فلان في آلفين...) 235 ــ مقتل الخوارزمي 1 / 222 ــ مع العلم انّه ينقل ذلك عن الفتوح! وتجهيل الاسماء في مثل هذه الحالات نقطة ضعف في الخبر. ومثل هذا الابهام يساهم في تعقيد مهمّة استكشاف الحقائق التاريخية، والمشكلة نفسها مع أسماء آُخرى، وذلك مثل (زيد أو يزيد بن ركاب الكلبي، والمصاب الماري، ونصر بن حربة) 236 ــ الفتوح 5 89 ــ نعم هناك (زيد بن رقاد الجنبي) وهذا رجل لعب دوراً في قتال الحسين ولكن لم تذكر المصادر انّه كان قائدا! فقد غابت هذه القيادات في المصادر الاخرى، وهذه المفارقة تثير القلق، وتشجع على اتخاذ الموقف الحذر،لانّ المؤرخين والرواة العرب شغوفون باستقصاء جزئيات الحروب والمقاتل، خاصّة على صعيد القيادات العسكرية، وعدد الجنود والقتلى! وكما قلنا انّ أبن اعثم لا يُعرَف كمؤرخ دقيق بقدر ما هو سردي، ويميل الى المبالغة في تأصيل وتوكيد مأساة كربلاء، والغريب في الامر أنّ غياب هذه الاسماء ليس على صعيد الدور القيادي فحسب، بل ليس لهم ذكر على الاطلاق في اسفارنا التاريخية المهمة!
    موضوع الشمر في آلافه الاربعة هو الآخر محل نقاش، فلم نجده على لسان الرواة المعروفين، فهذه الرواية لم نجدها الاّ عند ابن الاعثم، والاخرون نقلوها عنه تباعا، ونحن إذا تتبعنا دور الشمر في قضية الحسين سوف نجده جوهريا، فالرجل من الذين كاتبوا الحسين، ولكنه التحق بعبيد الله بن زياد في القصر، وكان من جملة الذين كلّفهم بتخذيل الناس عن مسلم بن عقيل، وكان هو الذي حمل الرسالة من عبيد الله بن زياد الى عمر بن سعد يُعلمُه فيها انزعاجه من تردّده في حرب الحسين، ومن محاولته لحقن الدماء، وسعيه لأقناع الحسين بمجانبة القتال بأي شكل من الاشكال، ومن جملة ما جاء في الرسالة (...أنْ انت مضيت لامرنا فيه جزيناك فيه جزاء السامع المطيع، وانْ ابيت فاعتزل عملنا وجندنا، وخلِّ بين شمر بن ذي الجوشن والعسكر، فإنّأ قد أمرناه بأمرنا...) 237 ــ الطبري 6 / 341 ــ ومن هنا نفهم ان الشمر كان في الكوفة ثم التحق بعمر بن سعد، في أواخر أيام الطف، لان الطبري يقول انّ ابن سعد نهض لحرب الحسين بعد وصول هذه الرسالة، وذلك (عشية الخميس لتسع مضين من المحرّم) 238 ــ نفس المصدر 342 ــ
    لقد بعث عبيد الله بن زياد الشمر بن ذي الجوشن من (النخيلة) التي تمركز بها ابن زياد بالجموع الحاشدة بعد وصول ابن سعد الى كربلاء في 3 / محرّم 61 للهجرة، ومع هذه المقتربات يكون من الصعب جداً ان يهمل رواة الطف هذا العدد الضخم من الفرسان والرجال الذين سار بهم شمر بن ذي الجوشن الى ساحة كربلاء، كما قلنا انّ هذا العدد بقيادة الشمر لم يرد الاّ عند ابن أعثم.
    يقول الدينوري (ثم وجّه ـ أبن زياد ـ الحصين بن نمير ـ تميم ـ وحجار بن أبجر، وشبث بن ربعي، وشمر بن ذي الجوشن ليعاونوا عمر بن سعد) 239 ــ ص254 ــ و(وجّه ايضا الحارث بن يزيد بن رويم) 240 ـ ص 254 ــ وكان ذلك بعد التجمّع الاول في النخيلة، كما ينص الدينوري وغيره، ولم يبيِّن صاحب المصدر المذكور عدد الفرسان والرجال الذين صحبوا كل قائد من هذه القيادات، ولكن البلاذري فصّل هنا، والغريب في هذا التفصيل أنّه لا يشمل الآلاف الأربعة الذين أدّعى أبن اعثم انهّم كانوا بإمرة الشمر، وهذا دليل آخر على أن خبر ابن اعثم بهذا الخصوص محل نظر. ومهما يكن من أمر لا بدّ أن نتتبع تفصيلات البلاذري.

    يقول (ثم خرج ابن زياد فعسكر وبعث الى الحصين بن تميم ـ ويرد احيانا نمير ــ وكان بالقادسية في أربعة الاف، فقدم النخيلة في جميع من معه... وسرّح ابن زياد أيضا حصين بن تميم في الاربعة الاف الذين كانوا معه الى الحسين بعد شخوص عمر بن سعد بيوم أو يومين) 241 ـ 178 ـ وهنا ملاحظة مهمة، ذلك ان ابن زياد كان قد ارسل على الحصين لمحاصرة الحسين، ففي الطبري (ولما بلغ عبيد الله بن زياد اقبال الحسين من مكّة الى الكوفة بعث الحصين بن تميم صاحب شرطه حتى نزل القادسية، ونظم الخيل ما بين القادسية الى خفَّان، وما بين القادسية الى القطقطانة والى لعلع...) 242 ـ 6 / 326 ــ وهذه المسافة الطويلة المتشعّبة تحتاج الى عدد كبير من المتمرسين باعمال الرصد والمتابعة، وذوي خبرة بممارسة هذه المهمات، وهم شرطة ابن زياد أصلا، وقد اختارهم بعناية فائقة، وأدوا ادوارهم الارهابية بجد، فهم الذين لقوا مبعوث الحسين قيس بن سهر الصيداوي، وبعثوا به الى عبيد الله بن زياد ليقتله في الكوفة 242 ــ الطبري 6 / 331 ــ وضبطوا المراصد و الطرق، على انّ الشيئ المهم هنا، إنّ البلاذري نفسه يقول (وكان مجيء الحر اليه ـ يعني الى الحسين ــ من القادسية، قدمه الحصين بن تميم بين يديه في الف، فلم يزل الحر موافقاً الحسين) 243 ـ البلاذري ص 170 ـ
    ان شرطة ابن زياد بقيادة وامرة (الحصَّين) هم من الحميراء كما هو معروف أي من بلاد فارس، فهم فرس، وبالتالي هناك اربعة الاف من هذه الشرطة ساهمت في معركة كربلاء حسب هذه المعطيات التاريخية، ومنهم من شارك باستقدام الحسين مع الحر، بل كانوا قبل الحر في القادسية!
    يقول البلاذري وهو يحصي العسكر الذي بعثه ابن زياد لمعاونة عمر بن سعد (ووجّه حجار بن ابجر العجلي في الف، وتمارض شبث بن ربعي فبعث إليه فدعاه، وعزم عليه ان يشخص الى الحسين في الف، ففعل ... ووجّه ايضا يزيد بن الحرث بن يزيد بن رويم في الف... ثم جعل ابن زياد يرسل العشرين والثلاثين والخمسين ال المائة، غدوة، وضحوة، ونصف النهار، وعشية من النخيلة يمدّ بهم عمر بن سعد...) 244 ــ انساب الاشراف ص 178 ــ ومن الطبيعي ان يقف الانسان حائراً أمام هذا الجمع الهائل، ولكن من حقنا أن نسال كم وصل من هؤلاء الى كربلاء؟

    الجواب نجده عند البلاذري نفسه (... وكان الرجل يُبعَث في الالف فلا يصل الاّ في ثلاث مأة، وأربع مأة، وأقل من ذلك، كراهة منهم لهذا الوجه) 245 ــ انساب الاشراف ص 179 ــ وفي الاخبار الطوال (كان ابن زياد اذا وجّه الرجل الى قتال الحسين في الجمع الكثير يصلون الى كربلاء، ولم يبق منهم الاّ القليل، كانوا يكرهون قتال الحسين، فيرتدعون ويتخلّفون) 246 ــ ص 254 ــ تُرى كم هو(القليل) نسبة الى الالف مثلاً؟ حتماً ليس هو الثلث أو الربع، وإلاّ لجاءت التسمية بهذه النسب، فالقليل يُستعمل في الندرة، فان قليل الالف من نسبه الصغيرة، ويبدو انّ عبيد الله بن زياد اضطرب إزاء هذه الحملة، لذا أمر بالتطواف في الكوفة، وتفتيش أزّقتها 247 ــ انساب الاشراف 179 ــ حقاً انّ هذا الاجراء يكشف عن ان هذه البعوث العسكرية كانت متعثرة، ولم تجر حسب الرغبة التي صمّمها ابن زياد، بدليل انّه اعدم رجلاً من همدان، ليس كوفيِّاً، جاء يطلب ميراثاً له 248 ــ المصدر 179 ــ أن هذا العمل ليس لارهاب الناس بالتوجّه الى كربلاء، بل لقطع الطريق على تخلّفهم وتعثّرهم وهروبهم، وينبغي التمعّن في عبارة الدينوري (... فيرتدعون، ويتخلّفون).

    كان الدكتور عبد الله الفياض رحمه الله تعالى يقصر عدد الذين قاتلوا الحسين على ثلاث آلاف مقاتل، كما أن الشيخ أسد حيدر يقصرهم على الآلاف الأربعة الذين كانوا مع عمر بن سعد وهم من الحميراء، أي فرس، ومهما قيل في هذه القضية فإن هناك مبالغات كبيرة في تعداد هذا الجيش، وهناك أهداف مبيتة وراء هذه المبالغات، منها الإساءة لأهل الكوفة والعراقيين، ومنها شغف المؤرخ العربي بالمبالغة في مثل هذه الأمور،ومنها من أجل تعميق الموقف المعادي لبني أمية،ومنها الطمع في الإثارة والتشويق لغايات لا تخرج في بعضها عن أغراض مادية رخيصة، خاصة لدى بعض قراء المنبر الحسيني، وسوف نتعرض بالتفصيل ــ فيما بقيت حيا ــ إلى هوية هؤلاء المقاتلين العرقية والعشيرية، وسوف نرى أشياء جديدة في هذه القضية الحساسة
                  

03-25-2006, 03:05 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    تحقيق في عدد الذين قاتلوا الحسين في الطف
    GMT 7:15:00 2006 الخميس 16 مارس
    غالب حسن الشابندر



    --------------------------------------------------------------------------------


    قبل ان ندخل الى موضوع المعركة وتفاصيلها يحسن بنا ان نسلط مزيداً من الضوء على جيش ابن زياد، سواء على صعيد الكم ام على صعيد الهوية، وذلك انّ االاقوال في هذين المجالين متضاربة، ويشوبها الكثير من المفارقات.
    لقد تضاربت الاخبار حول عدد جيش عبد الله بن زياد لمقاتلة الذي أُعد لمقاتلة الحسين وبدرجة فائقة ومدهشة، فقد وصل به صاحب أسرار الشهادة إلى آلاف فارس والف الف راجل، وفي هامش تذكرة الخواص مائة ألف، وفي تحفة الأزهار لابن شدقم كان ثمانين ألفا 231 ــ مقتل الحسين للمقرم 2 / 6 ــ

    كانت المجموعة الأولى قد وصلت كربلاء من جيش ابن زياد هم فرسان ابن سعد، وعددهم أربعة آلاف، وذلك في 3 محرّم سنة 61 للهجرة. وهذه المجموعة نصّ عليها كل المؤرخين بلا خلاف تقريبا، ويوجزها صاحب انساب الاشراف بقوله (فشخص عمر بن سعد الى الحسين في أربعة آلاف حتى نزل بإزائه ـ الحسين ــ) 232 ــ المصدر ص177 ــ ولكنّنا نعرف إن ابن زياد سبق وارسل الحر لاستقدام الحسين في الف فارس، وقد وافاه بـ (ذي حسم) قادماً من القادسية، وقد سايره حتى كربلاء، وذلك في 2 / محرم، كما نصّ عليه الطبري والكامل وأنساب الاشراف والارشاد للمفيد، وفي 3 محرّم قدم عمر بن سعد من جهة أُخرى، فهل هي خطّة ابن زياد ان يحارب الحسين في كربلاء؟ أم ان المسألة كانت خاضعة لعفوية الاحداث؟ أعتقد ان عبيد الله بن زياد كان حريصاً على مواجهة الحسين خارج الكوفة، وذلك خوفا من استثارة تناقضاتها وأمكاناتها المتعاطفة مع الحسين، ومهما يكن من أمر فإنّ الذي نستفيده من الروايات السابقة ان عدد جيش ابن زياد في كربلاء أزاء الحسين كان خمسة آلاف في يوم 3 محرّم، ولكن الغريب في الامر هو غياب الحر الى اليوم العاشر، حيث لم يُسنَد له أيّ دور خلال هذه الفترة الحسّاسة المتحركة بالحوار والوفود والترقّب! في هذ ه الأثناء أخذ ابن زياد يزوّد ابن سعد بقطاعات متتالية من العسكر، وهذا يستوجب جمعهم في نقطة معينَّة، وتشير المصادر الى انّ عبيد الله بن زياد (لما سرّح عمر بن سعد... أمر الناس فعسكروا بالنخيلة) 233 ــ نفس ا لمصدر ص 188 ــ ومن (النخيلة) بالذات شرع ابن زياد بارسال القطعات تباعاً، ونريد الآن استقصاء هذه القطعات، ومراجعة شاملة لهذه القطعات سوف نراها وفق المسلسل التالي: ــ
    • شمر بن ذي الجوشن في أربعة آلا ف فارس.
    • زيد أو زيد بن ركاب الكلبي في ألفين.
    • الحصين بن نمير في أربعة آلاف.
    • المصاب الماري في ثلاثة آلا ف.
    • نصر بن حربة او حرشة في ألفين.
    • شبث بن ربعي في ألف.
    • كعب بن طلحة في ثلاثة آلاف.
    • حجار بن أبجر في ألف.
    • مضاير بن رهينة المازني في ثلاثة آلاف.
    هذه هي القطاعات العامّة التي أرسلها ابن زياد خلفا لابن سعد الذي كان ينتظره الحرّ في ألف فارس، وبذا يكون عدد العسكر الذي تجمّع في عرصات كربلاء ثمانية وعشرون الفا 234 ــ انساب الاشراف 178، فتوح ابن الاعثم 5 / 89، ابن شهراشوب 2 / 215 ــ
    أن أوّل ملاحظة تردُ في هذا المجال هو أنّ بعض هذه القيادات لم نجد لها ذِكراً في المصادر المتقدمة، فهذا (مضاير بن رهينة المازني) و (كعب بن طلحة) لم نقرأ عنهما في الطبري وابن عساكر والبداية والنهاية واليعقوبي وانساب الاشراف الذي كان حريصاً على ذكر القيادات والزعامات التي الحقها ابن زياد بعرصة كربلاء، بل لم نقرأ عنها حتى في (فتوح) ابن الاعثم المعروف بطابعه السردي الحكاواتي، فهل يمكن إغفال هذين القائدين من قِبل الرواة المعروفين وهما على هذه الجموع في ساحة كربلاء؟ لقد اوردهما ابن شهراشوب في (مناقب آل أبي طالب) والكتاب ليس من المصادر التاريخية المشهورة او المعتبرة، ورواياته مراسيل في اكثر الاحيان.
    ونواجه شيئاً من الغموض ونحن نقرأ مقتل الخوارزمي في صدد تلكم القيادات التي جهّزها زياد بأعداد ضخمة لمقاتلة الحسين، فهو في معرض استقصائهم يقول (... فأول من خرج الى عمر بن سعد شمر بن ذي الجوشن... وفلاناً المازني، في ثلاثة آلاف، ونصر بن فلان في آلفين...) 235 ــ مقتل الخوارزمي 1 / 222 ــ مع العلم انّه ينقل ذلك عن الفتوح! وتجهيل الاسماء في مثل هذه الحالات نقطة ضعف في الخبر. ومثل هذا الابهام يساهم في تعقيد مهمّة استكشاف الحقائق التاريخية، والمشكلة نفسها مع أسماء آُخرى، وذلك مثل (زيد أو يزيد بن ركاب الكلبي، والمصاب الماري، ونصر بن حربة) 236 ــ الفتوح 5 89 ــ نعم هناك (زيد بن رقاد الجنبي) وهذا رجل لعب دوراً في قتال الحسين ولكن لم تذكر المصادر انّه كان قائدا! فقد غابت هذه القيادات في المصادر الاخرى، وهذه المفارقة تثير القلق، وتشجع على اتخاذ الموقف الحذر،لانّ المؤرخين والرواة العرب شغوفون باستقصاء جزئيات الحروب والمقاتل، خاصّة على صعيد القيادات العسكرية، وعدد الجنود والقتلى! وكما قلنا انّ أبن اعثم لا يُعرَف كمؤرخ دقيق بقدر ما هو سردي، ويميل الى المبالغة في تأصيل وتوكيد مأساة كربلاء، والغريب في الامر أنّ غياب هذه الاسماء ليس على صعيد الدور القيادي فحسب، بل ليس لهم ذكر على الاطلاق في اسفارنا التاريخية المهمة!
    موضوع الشمر في آلافه الاربعة هو الآخر محل نقاش، فلم نجده على لسان الرواة المعروفين، فهذه الرواية لم نجدها الاّ عند ابن الاعثم، والاخرون نقلوها عنه تباعا، ونحن إذا تتبعنا دور الشمر في قضية الحسين سوف نجده جوهريا، فالرجل من الذين كاتبوا الحسين، ولكنه التحق بعبيد الله بن زياد في القصر، وكان من جملة الذين كلّفهم بتخذيل الناس عن مسلم بن عقيل، وكان هو الذي حمل الرسالة من عبيد الله بن زياد الى عمر بن سعد يُعلمُه فيها انزعاجه من تردّده في حرب الحسين، ومن محاولته لحقن الدماء، وسعيه لأقناع الحسين بمجانبة القتال بأي شكل من الاشكال، ومن جملة ما جاء في الرسالة (...أنْ انت مضيت لامرنا فيه جزيناك فيه جزاء السامع المطيع، وانْ ابيت فاعتزل عملنا وجندنا، وخلِّ بين شمر بن ذي الجوشن والعسكر، فإنّأ قد أمرناه بأمرنا...) 237 ــ الطبري 6 / 341 ــ ومن هنا نفهم ان الشمر كان في الكوفة ثم التحق بعمر بن سعد، في أواخر أيام الطف، لان الطبري يقول انّ ابن سعد نهض لحرب الحسين بعد وصول هذه الرسالة، وذلك (عشية الخميس لتسع مضين من المحرّم) 238 ــ نفس المصدر 342 ــ
    لقد بعث عبيد الله بن زياد الشمر بن ذي الجوشن من (النخيلة) التي تمركز بها ابن زياد بالجموع الحاشدة بعد وصول ابن سعد الى كربلاء في 3 / محرّم 61 للهجرة، ومع هذه المقتربات يكون من الصعب جداً ان يهمل رواة الطف هذا العدد الضخم من الفرسان والرجال الذين سار بهم شمر بن ذي الجوشن الى ساحة كربلاء، كما قلنا انّ هذا العدد بقيادة الشمر لم يرد الاّ عند ابن أعثم.
    يقول الدينوري (ثم وجّه ـ أبن زياد ـ الحصين بن نمير ـ تميم ـ وحجار بن أبجر، وشبث بن ربعي، وشمر بن ذي الجوشن ليعاونوا عمر بن سعد) 239 ــ ص254 ــ و(وجّه ايضا الحارث بن يزيد بن رويم) 240 ـ ص 254 ــ وكان ذلك بعد التجمّع الاول في النخيلة، كما ينص الدينوري وغيره، ولم يبيِّن صاحب المصدر المذكور عدد الفرسان والرجال الذين صحبوا كل قائد من هذه القيادات، ولكن البلاذري فصّل هنا، والغريب في هذا التفصيل أنّه لا يشمل الآلاف الأربعة الذين أدّعى أبن اعثم انهّم كانوا بإمرة الشمر، وهذا دليل آخر على أن خبر ابن اعثم بهذا الخصوص محل نظر. ومهما يكن من أمر لا بدّ أن نتتبع تفصيلات البلاذري.

    يقول (ثم خرج ابن زياد فعسكر وبعث الى الحصين بن تميم ـ ويرد احيانا نمير ــ وكان بالقادسية في أربعة الاف، فقدم النخيلة في جميع من معه... وسرّح ابن زياد أيضا حصين بن تميم في الاربعة الاف الذين كانوا معه الى الحسين بعد شخوص عمر بن سعد بيوم أو يومين) 241 ـ 178 ـ وهنا ملاحظة مهمة، ذلك ان ابن زياد كان قد ارسل على الحصين لمحاصرة الحسين، ففي الطبري (ولما بلغ عبيد الله بن زياد اقبال الحسين من مكّة الى الكوفة بعث الحصين بن تميم صاحب شرطه حتى نزل القادسية، ونظم الخيل ما بين القادسية الى خفَّان، وما بين القادسية الى القطقطانة والى لعلع...) 242 ـ 6 / 326 ــ وهذه المسافة الطويلة المتشعّبة تحتاج الى عدد كبير من المتمرسين باعمال الرصد والمتابعة، وذوي خبرة بممارسة هذه المهمات، وهم شرطة ابن زياد أصلا، وقد اختارهم بعناية فائقة، وأدوا ادوارهم الارهابية بجد، فهم الذين لقوا مبعوث الحسين قيس بن سهر الصيداوي، وبعثوا به الى عبيد الله بن زياد ليقتله في الكوفة 242 ــ الطبري 6 / 331 ــ وضبطوا المراصد و الطرق، على انّ الشيئ المهم هنا، إنّ البلاذري نفسه يقول (وكان مجيء الحر اليه ـ يعني الى الحسين ــ من القادسية، قدمه الحصين بن تميم بين يديه في الف، فلم يزل الحر موافقاً الحسين) 243 ـ البلاذري ص 170 ـ
    ان شرطة ابن زياد بقيادة وامرة (الحصَّين) هم من الحميراء كما هو معروف أي من بلاد فارس، فهم فرس، وبالتالي هناك اربعة الاف من هذه الشرطة ساهمت في معركة كربلاء حسب هذه المعطيات التاريخية، ومنهم من شارك باستقدام الحسين مع الحر، بل كانوا قبل الحر في القادسية!
    يقول البلاذري وهو يحصي العسكر الذي بعثه ابن زياد لمعاونة عمر بن سعد (ووجّه حجار بن ابجر العجلي في الف، وتمارض شبث بن ربعي فبعث إليه فدعاه، وعزم عليه ان يشخص الى الحسين في الف، ففعل ... ووجّه ايضا يزيد بن الحرث بن يزيد بن رويم في الف... ثم جعل ابن زياد يرسل العشرين والثلاثين والخمسين ال المائة، غدوة، وضحوة، ونصف النهار، وعشية من النخيلة يمدّ بهم عمر بن سعد...) 244 ــ انساب الاشراف ص 178 ــ ومن الطبيعي ان يقف الانسان حائراً أمام هذا الجمع الهائل، ولكن من حقنا أن نسال كم وصل من هؤلاء الى كربلاء؟

    الجواب نجده عند البلاذري نفسه (... وكان الرجل يُبعَث في الالف فلا يصل الاّ في ثلاث مأة، وأربع مأة، وأقل من ذلك، كراهة منهم لهذا الوجه) 245 ــ انساب الاشراف ص 179 ــ وفي الاخبار الطوال (كان ابن زياد اذا وجّه الرجل الى قتال الحسين في الجمع الكثير يصلون الى كربلاء، ولم يبق منهم الاّ القليل، كانوا يكرهون قتال الحسين، فيرتدعون ويتخلّفون) 246 ــ ص 254 ــ تُرى كم هو(القليل) نسبة الى الالف مثلاً؟ حتماً ليس هو الثلث أو الربع، وإلاّ لجاءت التسمية بهذه النسب، فالقليل يُستعمل في الندرة، فان قليل الالف من نسبه الصغيرة، ويبدو انّ عبيد الله بن زياد اضطرب إزاء هذه الحملة، لذا أمر بالتطواف في الكوفة، وتفتيش أزّقتها 247 ــ انساب الاشراف 179 ــ حقاً انّ هذا الاجراء يكشف عن ان هذه البعوث العسكرية كانت متعثرة، ولم تجر حسب الرغبة التي صمّمها ابن زياد، بدليل انّه اعدم رجلاً من همدان، ليس كوفيِّاً، جاء يطلب ميراثاً له 248 ــ المصدر 179 ــ أن هذا العمل ليس لارهاب الناس بالتوجّه الى كربلاء، بل لقطع الطريق على تخلّفهم وتعثّرهم وهروبهم، وينبغي التمعّن في عبارة الدينوري (... فيرتدعون، ويتخلّفون).

    كان الدكتور عبد الله الفياض رحمه الله تعالى يقصر عدد الذين قاتلوا الحسين على ثلاث آلاف مقاتل، كما أن الشيخ أسد حيدر يقصرهم على الآلاف الأربعة الذين كانوا مع عمر بن سعد وهم من الحميراء، أي فرس، ومهما قيل في هذه القضية فإن هناك مبالغات كبيرة في تعداد هذا الجيش، وهناك أهداف مبيتة وراء هذه المبالغات، منها الإساءة لأهل الكوفة والعراقيين، ومنها شغف المؤرخ العربي بالمبالغة في مثل هذه الأمور،ومنها من أجل تعميق الموقف المعادي لبني أمية،ومنها الطمع في الإثارة والتشويق لغايات لا تخرج في بعضها عن أغراض مادية رخيصة، خاصة لدى بعض قراء المنبر الحسيني، وسوف نتعرض بالتفصيل ــ فيما بقيت حيا ــ إلى هوية هؤلاء المقاتلين العرقية والعشيرية، وسوف نرى أشياء جديدة في هذه القضية الحساسة.
    غالب حسن الشابندر

                  

03-25-2006, 03:06 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    هذا الجزء نحاول تسليط الأضواء على هويَّة جيش بن زياد وبالتالي، هؤلاء الذين قاتلوا مع الحسين عليه السلام.


    الرموز الكبيرة
    • عبيد الله بن زياد: وصفه الحسن البصري (غلاماً سفيهاً، سفك الدماء سفكاً شديداً...) 260 سير أعلام النبلاء 3 / 545 ــ ومن الإشارات المهمَّة في شخصية هذا الرجل تربيته الفارسية المجوسيَّة، فأمُّه (سيرورية وكانت بنت بعض ملوك العجم يزدجر أو غيره... وكان في كلامه شي من كلام العجم) ـ261 البداية والنهاية 8 / 287 ــ وقد عُرِف بالحزم والحسم والقوّة والبطش، ولمَّا قُتِل الحسين عليه السلام (كان عمره ثمانية وعشرين سنة) ــ 262 نفس المصدر 286 ــ ولم يُعهَد أنّه تربّى إسلاميِّا.
    • شمر بن ذي الجوشن: مِن أشراف العرب، شهد صفين مع الإمام علي عليه السلام، انحاز إلى زياد بن أبيه، وشهد على حجر بن عدي ــ 263 الطبري 6 / 184 ــ وكان من الذين كاتبوا الحسين ودعوة الى الكوفة، ولكنّه سرعان ما انضم َإلى جيش عبيد الله بن زياد عندما قدِم الكوفة، وكان معه في القصر يوم كانت حركة مسلم بن عقيل، وقام بمهمَّة تثبيط الناس عن الحركة ــ 264 انساب الأشراف ص 183 ــ وتطوّر موقفه بعد قدوم الحسين، إذ كان من الأشراف الذين شاركوا عبيد الله بن زياد في تصميم مسار المعركة، فهو الذي اضطلع بحمل رسالة بن زياد إلى عمر بن سعد التي أستحثَّه بها التعجيل بقتل الحسين ــ 265 الطبري 6 ص 342 ــوكان ينافس بن سعد على قيادة الجيش، ويزاوده على طاعة بن زياد، وهو على ميسرة بن سعد في الهجوم ــ 266 الطبري 6 / 319 ــ وكان سليط اللسان على الإمام، وصاحب الاقتراح بحرق بيوت الحسين، وعُرِف الشمر بأنه من اشد المحرِّضين على إنها ء الحسين في الساعات الأخيرة من المعركة ــ 267 الطبري 6 / 382 ــ وقد أوفده عبيد الله بن زياد مع السبايا إلى يزيد بن معاوية ــ 268 المصدر 6 ص 398 ــ أن من ابرز صفات هذا الرجل هي (الانتهازية السياسيَّة) والجلادة والغلظة، وقد وصفه زهير بن القين بـ (الجلف الجافي) ــ 269 الطبري 6 / 354 ــ الذي لا علم له بكتاب أو دين ــ 270 الطبري 6 / 355ـ

    • شبث بن ربعي: من الأشراف المعروفين، وكان ممَّن خرج مع علي... ورجع ــ271 تاريخ الإسلام للذهبي ص 416 ــ فقد كان له دور متميِّز في القتال إلى جانب علي، وصاحب لسان ضد معاوية بن أي سفيان ــ 272 وقعة صفين ص 187، 197، 189 ــ وأحتجّ عليه قتل عمّار بن ياسر ــ 273 نفس المصدر 199 ــ وكان محل نظر معاوية في بداية الصلح، وقد أوصى يزيد بن أبيه بأخذه، فكان يحضر الصلاة معه ــ 274 الطبري 6 / 95 ــ ومن الذين شهدوا على حجر إضطراراُ، وقد كاتب الحسين بالقدوم الى الكوفة، وانضمَّ إلى بن زياد، وكان معه في قصر الإمارة، حيث كلَّفه بتخويف قومه من الانتصار لمسلم بن عقيل ــ 275 نفس المصدر 6 / 273 ــ ويروي صاحب الفتوح والأنساب أن شبث بن ربعي تمارض عندما أخذ عبيد الله بن زياد يبعث بالعساكر الى حرب الحسين، هروباً من مسؤوليَّة التورط بهذه الجريمة، ولكن بن زياد إضطرّه لذلك وبعثه في ألف مقاتل ــ 276 أنساب الأشراف ص 178 ــ وكان على الرجّألة في جيش بن سعد ــ 277 الطبري 6 / 349 ــ وقد ذكَّره الحسين بمكاتبته لكنَّه أنكر ــ 278 الطبري 6 / 353 ــ وفي الحرب عندما قُتل مسلم بن عوسجة خاطب جيش إبن زياد (ثكلتكم أمهاتكم إنما تقتلون أنفسكم بأيديكم، وتذلُّون أنفسكم لغيركم، تفرحون أن يُقتل مثل مسلم بن عوسجة! أما والذي أسلمت له لرُبَّ موقف له رأيته في المسلمين كريم، لقد رأيته يوم سلق إذربيجان قتل من المشركين قبل تتامِّ خيول المسلمين، أفيقتل منكم مثله تفرحون) ــ 279 المصدر 6 / 364 ــ وهناك اتفاق أنَّ شبث حاول ان يتهرَّب من دم الحسين ــ 280 الكامل 4 / 68 ــ بل ردع شمر بن ذي الجوشن لما دعى الى حرق المخيمات والبيوت، قال له (ما رأيت مقالاً أسوء من قولك، ولا موقفاً أقبح من موقفك،أمُرعِباً للنساء صرت) ــ 281 نفس المصدر 367 ــ ولكن هذا لا ينفي أبدا ان الرجل موسوم بالانتهازية السياسية، وكان ذا إحساس شديد بالنزعة الارستقراطية المتعالية ــ 282 المصدر 663 ــ

    • عزرة بن قيس الاحمسي: من الذين كا تبوا الحسين أو بالأحرى الذين كتبوا إلى الحسين عليه السلام، وكان قد كلّفه عمر بن سعد بمحادثة الحسين عن سبب مجيئه فرفض استحياء لأنه كان قد كتب إليه بالمجيئ ــ 283 الطبري 6 / 336 ــ وقد تولَّى خيالة الجيش، ومن الذين وفدوا بالرؤوس على عبيد الله بن زياد ــ 284 الطبري 6 / 386 ــ

    • عبد الله بن زهير بن سليم الا زدي: روى الطبري أ نّه كان على ربع أ هل المدينة في جيش بن سعد ـ 285 المصدر 6 / 349 ــ ولكن من الغريب حقاً انَّ هذا الرجل رغم موقعه الخطير الذي شغله في الجيش لم تذكر المصادر أيَّ موقف له في المعركة، سواء على صعيد الرأي أو صعيد القتال، وذلك بما فيهم الطبري، ولم يرد اسمه في تشكيلة القوّاد برواية أنساب الأشراف، وهو الحريص على ذلك، ولم نجد لهذا الاسم ذكراً في المصادر التي تناولت معركة الطف!

    • عبد الرحمن بن أبي سبرة، ذكره الطبري أنَّه كان على ربع أسد ومذحج في الجيش، وهو من جعفى شهد على حجر بن عدي ــ 286، 6 / 186 ــ ويذكر له الطبري موقفاً واحداً في هجوم الشمر بالرجالة على الحسين بقوله (وأقدم عليه ــ الشمر ــ بالرجالة، منهم أبو الجندب ــ واسمه عبد الرحمن الجعفي ــ وسنان بن أنس النخعي، وخولي بن يزيد الاصبحي، فجعل شمر بن ذي الجوشن يحرِّضهم، فمرَّ بأبي الجندب وهو شاك في السلاح، فقال له: أقدم عليه، قال: وما يمنعك أن تقدم عليه أ نت! فقال الشمر: إليَّ القول ذا ؟ قال: وأنت تقول لي ذا! فاستبا، فقال له أبو الجندب ــ وكان شجاعاً: والله لهممت أن أُخضخض السنان في عينك... فانصرف الشمر...) 287 ــ 6 / 380 ــ تُرى ما تفسير ذلك ؟ هل الخوف من الحسين ؟ أم لإيمانه بان الطرف الآخر يجانب الحق ؟ وهل يمكن تفسيره بما بدر من الشمر من حقد على الحسين ؟ أم هو هروب من المسؤولية ؟ وهل ينسجم هذا من موقفه ا لعسكري القيادي في جيش بن سعد ؟ ألا أنَّ الإعثم الكوفي يروي (... ثم رمى رجل منهم بسهم يكنى أبا الجنوب الجعفي، فوقع السهم في جبهته ـ أي جبهة الحسين ــ) 288 ـ المصدر 5 / 117 ــ وهو خلا ف ما جاء في الطبري حيث كانت الرمية في (فيه)، وأن الرامي كان الحصين بن تميم 289 ــ 6 /379 ـ وفي البداية و النهاية ان الر امي كان الحصين والرمية في (حنكه) ـ 290 ــ المصدر 8 / 179 ــ وقيل أن الذي رماه رجل من بني أبان بن دارم ـ الكامل للتاريخ 4 / 76 ــ ولذا من الصعب الركون الى رواية أبن الاعثم.

    • قيس بن الاشعث بن قيس: ذكره الطبري أ نّه كان على ربع ربيعة بن كندة في جيش عمر بن سعد، ومن المعروف أن أباه كان من رواد الإنتهازية السياسية، ويتهمه بعض المؤرخين بالتواطؤ مع عبد الرحمن بن مسلم في قتل علي عليه السلام، وكان من أشد أعدائه، ويُستفاد من الطبري أنَّه من الذين كتبوا الى الحسين عليه السلام ـ 291الطبري 6 / 273 ــ، وقد عُرِف بـ (قيس قطيفة) لأنَّه استولى على قطيفة الحسين بعد قتله، وكان من الوافدين على عبيد الله بن زياد ـ 292 / 6 / 398 ـ

    • يزيد بن الحرث بن يزيد بن رويم: من الذين كتبوا الى الحسين با لقدوم الى الكوفة ـ 293 / 6 / 273 ــ ويروى صاحب إنساب الاشراف أنَّ عبيد الله بن زياد بعثه بألف فارس لإسناد عمر بن سعد، ولكن الاسم يختفي مرَّة و احدة، حيث يسوقه الطبري ضمن الجماعة الذين ذكَّرهم الحسين بكتبهم أليه ــ المصدر 294 / 6 / 353 ــ وهو نفسه رفض بيعة عبيد الله بن زياد عندما تولّى الكوفة بعد موت يزيد بن معاوية ـ 295 / 6 / 459 ـ وقاتل مع الزبيرين ضد المختار ـ 296 / 6 / 460 ــ فهو من الأشراف الارستقراطيين.

    • حجار بن أبجر: من الشخصيات المعروفة بالانتهازية السياسية، فقد تجسّس مرَّة على الخوارج بشكل شخصي ـ 297 الطبري 6 / 98 وما بعدها ــ وكتب الى الحسين بالقدوم الى الكوفة ـ 298 الاخبار ا لطوال 229 ــ، أنضم الى إبن زياد بالكوفة وأضطلع بمهمة تخويف الكوفيين ـ 299 نفس المصدر 239 ـ وكان من الذين إحتج عليهم الحسين في ساحة المعركة فأنكر ـ 300 الطبري 6 / 353 ــ وكان ممّن شهد على حجر بن عدي ـ 301 نفس المصدر 338 ــ إنضمَّ ألى عبيد الله بن الزبير وقاتل المختار ــ 302 نفس المصدر 6 / 585 ومواقع اخرى ـ وأصبح من أعمدة الحكم الزبيري في الكوفة ــ 303 نفس المصدر 7 / 20 ــ

    • عمرو بن الحجاج الزبيدي: ذكره الطبري على ميمنة جيش عمر بن سعد ــ 304 الطبري 6 / 349 ــ وهذا الرجل شهد على حجر بن عدي ـ 305 لطبري 6 / 185 ــ وممّن كتب الى الحسين بالقدوم الى الكوفة ــ 306 الطبري 6 / 273 ــ إلاّ أنّه أعلن الطاعة نيابة عن مذحج بين يدي عبيد الله بن زياد وأتخذ موقفاً بارداً تجاه مسلم ــ 307 الطبري 6 / 291 ــ وهو الذي تولّى الحيلولة بين الحسين و الماء على خمسائة فارس ــ 308 الطبري 6 / 338 ــوقد لعب دوراً متميزاً في الهجوم على معسكر الحسين ــ 309 الطبري 6 / 358 ــ وكان بينه وبين الحسين كلام حاد،وقد أتهم الحسين بالمروق من الدين،ووصف يزيد بـ (الامام) ـ 310 الطبري 6 / 363 ــ وكان صاحب دور في قتل مسلم بن عوسجة ــ 311 الطبري 6 / 364 ــ وكان من الوا فدين على ابن زياد بالضحايا ـ 312 الطبري 6 / 386 ــ إنضم الى إبن الزبير بالكوفة، وقاتل المختار ــ 313 الطبري 6 / 591 ــ وقد تبعه المختار فهرب على طريق (شراف وواقصة فلم يُرَ... ولا يُدرى أي ارض بخسته أم سماء حصبته) ــ 314 الطبري 6 / 617 ــ

    معالجة المفارقة الكبيرة

    هذه هي أهم الاسماء البارزة في جيش بن سعد، وهم من صميم العرب، منهم من عدنان ومنهم من قحطان، ولكن الصفة البارزة على هؤلاء هي (الانتهازية السياسية)، فأنهم كانوا مع علي في حروب صفين والنهروان،ولكنّهم هم بالذات الذين شهدوا على حجر بن عدي رغبة أو رهبة، وقد كتبوا الى الحسين إلاّ أنَّهم انضمُّوا الى عبيد الله بن زياد، وأصبحوا من أعمدة الجيش الذي قاتل الحسين، ثم تحوَّلوا الى عبيد الله بن الزبير في الكوفة! وقاتلوا تحت قيادة عبد الله بن مطيع ضد المختار قتالاً عنيفاً.
    إنَّ الحسين عليه السلام استجاب لنداء الحركة بفعل عاملين، الرسائل التي وصلت إليه من الكوفة، والتقييم الذي كوَّنه مسلم بن عقيل عن أهلها، فهل كان غائباً على الحسين انتهازية الشمر وعمرو بن الحجاج وحجار ابن ابجر وغيرهم؟

    لقد عاش الحسين أحداث أبيه وأخيه، وهو على دراية كافية بحقيقة هؤلاء وسلوكهم السياسي الانتهازي عبر هذه المدّة الطويلة من الزمن، إلاّ أن استجابته لم تكن لهذا النمط من الناس، ذي النزعة الإرستقراطية الانتهازية، وإنَّما لنمط آخر من الناس، عرُِفوا بمواقفهم المبدئية الدينية اليقينية، وذلك مثل مسلم بن عوسجة، وحبيب بن مظاهر، وغيرهما من مؤمني العرب، ومن المؤكد أنَّ اعتماده كان على هؤلاء، وعلى القاعدة الشعبية العامّة الرافضة بصدق وإخلاص حكم الأمويين، و المتطلِّعة حقاً إلى الحسين وقيادته.
    لقد كان هؤلاء الاشراف (شمر بن ذي الجوشن، وشبث بن ربعي، وعمارة الاحمسي، وعمرو بن الحجاج الزبيدي) يتطلَّعون إلى السلطة و القوَّة، وكان شعورهم بذواتهم قويَّاً ومتأصِّلاً ومتعاليا، ولا نستبعد أن عبيد الله بن زياد رشا هؤلاء الأشراف بالمال والمواقع، وأمر عمر بن سعد معروف في هذا المجال، ولذا بإمكاننا القول أنَّ هذا الانقلاب الذي بدر من هؤلاء ليس غريباً عليهم، بل هو المتوقّع أساسا فيما إذا تغيَّرت المقاييس انقلبت موازين القوى.
    وإذا كان القادة والرموز من تميم والأُزد والحُمس وكندة، ومن عرب الشمال وعرب الجنوب، فمن أين هي تلك القواعد التي شكَّلت هذا الجيش ؟
    نقرأ في الطبري (... لما خرج عمر بن سعد بالناس كان على ربع أهل المدينة يومئذ عبد الله بن زهير بن سُليم الأزدي، وعلى ربع مذحج واسد بعد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، وعلى ربع ربيعة وكندة قيس بن الإشعث بن قيس، وعلى ربع تميم وهمدان الحر بن يزيد الرياحي، فشهد هؤلاء كلهم مقتل الحسين إلاّ الحر بن يزيد فإنَّه عدل الى الحسين، وقُتِل معه) ـ المصدر 315، 6 / 349 ــ والعبارة توحي أنَّ جميع من ينتمي إلى هذه العشائر ساهم في حرب الحسين، و الواقع ليس كذلك، فقد مرَّ بنا أن الجيوش أو الجماعات التي ساقها بن زيا د لمساعدة عمر بن سعد كانت تصل إلى ساحة المعركة في كربلاء بأعداد قليلة جدا، وقد يعطي النص انطباعاً بأن الذين قاتلوا الحسين هم عرب وحسب.
    لقد عوَّدنا الطبري ذكر الانتماء العشيري الصريح وهو يستعرض وقائع كربلاء، ولم يكن النص السابق الشاهد الوحيد على هذه الظاهرة، حيث يطالعنا الطبري (... ولمَّا قُتل الحسين بن علي عليه السلام جيء برؤوس من قُتِل معه من أهل بيته، وشيعته، وأنصاره، إلى عبيد الله بن زياد، فجاءت كندة بثلاث عشر رأساً، وصاحبهم قيس بن الأشعث، وجاءت هوازن بعشرين رأساً وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن، جاءت تميم بسبعة عشر رأسا، وجاءت أسد بستة رؤوس، وجاءت مذحج بسبعة أرؤس، وجاء سائر الجيش بسبعة أرؤس، وذلك سبعون رأسا) ـ المصدر 316 الطبري 6 / 398 ــ وهذه هي عادة الطبري مع القواد والرموز والأشراف، وهي مسألة طبيعية، لان العشيرة هي السائدة، هي ذات الموقع السيادي في الحرب والسلم، ومراجعة بسيطة للحروب في صدر الإسلام تكشف عن توكيد مركزي للحضور القبيلي،

    دور الديالمة في قتل الحسين
    ولكن الطبري وغيره لم يذكر لنا هويّة الأربعة آلاف مقاتل الذين كانوا مع عمر بن سعد! أنّها بلا ريب ظاهرة ملفتة، وكل ما نعرفه عن هؤلاء ما يرويه الطبري نفسه فيقول (... وكان سبب خروج بن سعد إلى الحسين عليه السلام أنَّ عبيد الله بن زيا د بعثه على أربعة آلاف من أهل الكوفة سير بهم الى دستبي، وكانت الديلم قد خرجوا إليها، وغلبوا عليها، فكتب إليه بن زياد عهده بالري، وأمره بالخروج) ـ 317 الطبري 6 / 335 ــ فهؤلاء كانوا قد أُعدُّوا لاستعادة الديلم، ثم حوَّلهم عبيد الله بن زياد بقائدهم إلى قتال الحسين، ولكن لم يذكر الطبري أو غيره انتماء هؤلاء العشائري! والحقيقة أنَّ ممَّا ينسجم مع طبائع الأمور أن يكون هؤلاء الأربعة آلاف من الديالمة، أي من الموالي الذين سبق أنْ أسرهم المسلمون العرب سنة 17 للهجرة في عين تمر بقيادة سعد بن أبي وقاص،والذين نزحوا مع العرب إلى المدائن ثم الكوفة، وكانوا في تقسيم الكوفة مع عبد قيس في السُبع مع بني قيس رغم أنّهم ليسوا عربا ـ 318 الطبري 6 / حوادث سنة 36 ــ وفي ذلك يقول أسد حيدر (... وكان هؤلاء بقية ا لفرس أيام الفتح وهم المعروفون بحمر الديلم) ــ 319 مع الحسين في نهضته 173 ــ ويتحدَّث الطبري وغيره أنَّ الحصين بن تميم كان على شرطة بن زياد، وقد بعثهم لمحاصرة الحسين، وكانوا أربعة آلاف ــ 320 أنساب الأشراف 178 ــ ومنهم انسلَّ الحر بألف فارس للقاء الحسين، واستقدامه بين يدي بن زياد،وفي النتيجة التحقوا بعمر بن سعد ــ 321 نفس المصدر 178 ــ ولكن هؤلاء الشرطة كانوا امتداداً لشرطة أبيه زياد بن أبيه، وهم من الموالي الذين سلَّطهم زياد على شيعة الكوفة، ومن ثمَّ ابنه عبيد الله،وقد أجادوا مهنة الإرهاب والإستذلال ــ راجع صلح الحسن للمرتضى ال ياسين ــ، وكانوا أشرار المجتمع الكوفي، ومن الطريف أن نقرأ عن شمر بن ذي الجوشن ما ينقله أبو إسحق حيث يقول (كان الشمر بن ذي الجوشن يصلي معنا الفجر، ثُمَّ يقعد حتى يصبح، ثم يصلي فيقول: اللهم إنَّك تحب الشرف، وأنت تعلم أني شريف، فاغفر لي، فقلتُ ــ أي أبو إسحق ــ يغفر الله لك وقد خرجت الى بن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعنت على قتله ؟ قال: ويحك فكيف نصنع،إنَّ أمراءنا هؤلاء أمرونا بأمر فلم نخالفهم، ولو خالفناهم كنَّا أشرَّ من هذه الحمر) ــ 323 تاريخ الإسلام للذهبي حوادث سنة 68 ــ وموقع الشاهد هنا هؤلاء الحمر، إذ يحق لنا السؤال عن المفارقة الكبيرة لهؤلاء في المجتمع الكوفي،بحيث يكونون محلَّ أشارة واستشهاد ؟ تُرى ما هي الممارسات التي كانوا يزاولها هؤلاء ؟ ثمَّ لا ننسى أن (معقل) مولى إ بن زياد كان من الموالي ـ ثورة الحسين لشمس الدين ــ وهذا الأخير كان من ربيب الفرس الخلص، ولما أراد عبيد الله بن زياد بعث الرؤوس إلى يزيد كان لابدَّ من استنفار ا لناس، فكان الذي أذَّن بالناس في الرحيل (حميد بن بكير الأحمري) ـ 324 الطبري 6 / 385 ــ وكان (سرِّي بن معاذ الأحمري) من جلاوزة ابن زياد الذين جنَّدهم لإرعاب السبايا ـ 325، 6 / 388 ــ
    لقد بلغ عدد الموالي في الكوفة عشرين ألفاً في زمن زياد بن أبيه ــ 326 الأخبار الطوال ص 254 ــ فكم كان عددهم في زمن ابنه عبد بن زياد ؟ لقد كان الموالي يشكلون نسبة عالية من المجتمع الكوفي، بل وفي رأي فلهاوزن كانوا أكثر من نصف سكان الكوفة، يحتكرون الحرف والصناعة والتجارة، وكان أكثرهم فرساً ــ 327 فجر الإسلام ص 93 ــ فمن الطبيعي أن يشكلوا نسبة عالية في ذلك الجيش،وأي نداء لأهل الكوفة إنَّما موجَّه الى هؤلاء بقدر ما هو موجَّه إلى عشائرها.
                  

03-25-2006, 03:08 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)

    يروي الطبري عن حصين بن عبد الرحمن إن الحسين عندما لقيته الخيول في كربلاء (ناشدهم... أن يسيّروه إلى أمير المؤمنين، فيضع يده في يده، فقالوا: لا إلاّ على حكم ابن زياد...) 135 ــ6 ـ 316 ــ

    يروي حصين بن عبد الرحمن ذلك بسندين، الأول فيه (الحسين بن نصر الآمل) وهو مصدر ا لرواية الأساسي في السند المذكور، ولهذا الراوي المؤسّس ثلاث روايات في الطبري بما فيها التي نحن بصددها، ففي الأولى (أُنزل القران على رسول الله صلى عليه وسلم وهو ابن ثلاثين وأربعين...) 136 ــ وفي الثانية يروي (إن رسول الله صلى عليه وسلم لبث في مكّة عشر سنين ينزل عليه القران وبالمدينة عشرا...) 136 ــ ومنها نفهم انّه راو غير دقيق في استقاء معلوماته وإخباره، وفي سنده حصين أيضا أو ربيعة، وهو منكر الحديث 137 ــ مُغني لذهبي رقم 4461 ــ و ليس له إلا هذه الرواية في الطبري، وفي سنده الثاني نلتقي بك (سعيد بن سلمان) وهو المُلقّب بك (سعوديه)، قال الدار القطني تكلّموا فيه، وعن احمد بن حنبل كان صاحب تصحيف ما شئت 138 ـ نفس المصدر رقم 2402 ــ والرواية وردت في البل اذري (حدّثنا سعودية، حدّثنا عباد بن العوام، حدّثني حصين، حدّثني هلال بن أساف إن يسيروه إلى يزيد فيضع يده في يده فأبوا إلاّ حكم ابن زياد...) 139 ــ انساب الإشراف ص 173 ــ ولكن من هو (سعوديه)؟ هل هو سعيد بن سليمان أم هو سعد بن سعد الجرجاني؟ إذا كان الأول فقد مرّ حاله، وإذا كان الثاني وهو الأرجح فقد قال عنه ابن عدي الجرجاني (لق أر للمتقدمين فيه كلاما لأنهم كانوا غافلين عنه وهو من بلدنا ونحن أعرف بت) 140 ــ الضعفاء لابن عدي 3 / 359 ــ
    نرى إن من إلا حسن استعراض الرواية بكاملها (قال الحصين : فحدّثني هلال بن يساف قال... إن ابن زياد أمر بأخذ ما بين واقصة إلى طريق الشام إلى طريق البصرة، فلا يدعون أحدا يلج ولا أحدا يخرج، فاقبل الحسين ولا يشعر بشيء حتى لقي الإعراب، فسألهم، فقالوا: لا والله لا ندري، غير إنا لا نستطيع إن نلج ولا نخرج، قال: فانطلق يسير نحو طريق الشام، نحو يزيد، فلق الخيول في كربلاء، فنزل يناشدهم الله والإسلام إن يسيّروه إلى اميرالمؤمنين، فيضع يده في يده، فقالوا: لا والله، إلاّ على حكم ابن زياد، وكان فيمن بعث إليه الحر بن يزيد ألحنظلي ثم النهشلي على خيل، فلمّا سمع ما يقول الحسين قال لهم: ألا تقبلون من هؤلاء ما يعرضون عليكم ! والله لو سألكم الترك والديلم ما حلَّ لكم إن تردوه، فأبوا إلا على حكم ابن زياد، فصرف الحر وجه فرسه، وانطلق الحسين وأصحابه، فظنّوا إنّه إنما جاء ليقاتلهم، فلمّا دنا منهم قلب ترسه، وسلّم عليهم، ثمّ كرّ على ا صحاب زياد، فقاتلهم، فقتل منهم رجلين ثم قتل رحمه الله).
    إنّ الرواية تتضمن بعض الحقائق التاريخية إلا أنها مُساقة بشكل متقطّع، هناك تقافز زماني غير منتظم، إحداث غير منتظمة مع الزمن، الأمر الذي يوحي أنها في الأساس مُصاغة من نتف كانت شائعة في السوق الشعبي، فهي رواية مرتبكة، على أننا يجب إن لا ننسى إن الحصين بن عبد الرحمن هذا نسي في آخر عمره 141 ـ تهذيب التهذيب 2 رقم 659 ــ
    يروي الطبري (قال أبو مختف : وأما ما حدّثنا به المجالد بن سعيد والصقعت بن زهير الازدي وغيرهما من المحدثين، فهو ما عليه جماعة المحدثين، قالوا: انّه قال: اختاروا مني خصالاً ثلاثاً، أمّا إن أرجع إلى المكان الذي أقبلت منه، وأمّا إن أضع يدي في يد يزيد بن معاوية فيرى ما بيني وبينه رأيه، وإما إن تسيروني إلى أي ثغر من ثغور المسلمين شئتم، فأكون رجلاً من أهله، لي مالهم وعليّ ما عليهم) 142 ــ الطبري 6 / 339 ــ
    في السند: مجالد بن سعيد، وقد قال البخاري : كان يحي بن سعيد يضعّفه، وكان احمد بن حنبل لا يراه شيئا، وقال أبو طالب عن احمد: ليس بشي، يرفع حديثاً كثيرا، لا يرفعه الناس 143 ـ تهذيب التهذيب 10 رقم 65 ــ ومهما يكن من أمر فإن الرواية مرسلة !
    هذه الرواية نجدها في انساب الإشراف (قالوا: وتواقف الحسين وعمر بن سعد خلوين، فقال الحسين:اختاروا عني الرجوع إلى المكان الذي أقبلت منه، أو أن أضع يدي في يد يزيد، فهو أبن عمي، ليرى رأيه فيّ، وأما إن تسيروني إلى ثغر من ثغورا لمسلمين، فأكون رجلاً من أهل لي ماله، وعليّ ما عليه) 144 ــ ص 182 ـ الرواية مرسلة، أضف إلى ذلك، إن الحسين وعمر كانا متواقفين خلوين فمن أين استقى الراوي الخبر؟ وكيف عرف ما دار بينهما؟
    يروي الطبري (قال أبو مخنف: حدّثني المجالد بن سعيد الهمداني والصعقب بن زهير أنّهما كانا التقيا الحسين ثلاثاً وأربعا حسين وعمر بن سعد، قال: فكتب عمر بن سعد إلى عبيد الله بن زياد: إما بعد، فان الله أطفأ النائرة، وجمع الكلمة، وأصلح أمر الأمة، هذا الحسين بن علي قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي منه أتى، أو أنْ نسيره إلى أيّ ثغر من ثغور المسلمين شئنا، فيكون رجلاً من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم، أو يأتي يزيد أميرا لمؤمنين فيضع يده في يده، فيرى فيما بينه وبينه رأيه، وفي هذا رضا، وللأمة صلاح، قال: فلمّا قرأ عبيد الله الكتاب، قال: هذا كتاب رجل ناصح لأميره، مشفق على قومه، نعم قبلت، قال: فقال إليه الشمر بن ذي الجوشن، فقال: أتقبل هذا منه، وقد نزل في أرضك إلى جنبك، والله لئن رحل من بلدك، ولم يضع يده في يدك، ليكونّن أولى بالقوة والعزّة، وتكونّن أولى بالضعف والعجز، فلا تعطه هذه المنزلة، فأنها من الوهن، ولكن لينزل على حكمك هو وأصحابه، فان عاقبت فأنت ولي العقوبة، وان غفرت كان ذلك منك، والله لقد بلغني إن حسيناً وعمر بن سعد يجلسان في العسكريين فيتحدثان عامّة الليل، فقال له ابن زياد : نِعمَ ما رأيت، الرأي رأيك) 183 ــ 6 / 340 ــ والرواية مرسلة، فان مجاهد هذا فضلاً عن تضعيف الرجاليين له، توفي سنة 144 للهجرة، فحتى لو أستمر به العمر راجعا إلى يوم المعركة كم سيكون عليه من الوعي والفطنة والدراية؟ وطبقاً لقوانين أو مقتربات الواقع والظرف آنذاك يمكننا القول إن عبيد الله بن زياد كان مأموراً، وهو لا يخالف يزيد، وفي الوقت ذاته يخاف سطوته، فمن العسير جداً لت يبدر منه هذا الموقف، وإنّ مبايعة الحسين ليزيد بمثابة حلم، وهو الأمر الذي فكّر به معاوية وحاوله يزيد وحاكم المدينة، بل هو الأمر الذي كان يشغل الجهاز الحاكم كلّه، ويُعدُّ ضربة قاصمة لكل محاولة تهدف الخروج على الحكم الأموي اليزيدي الماثل آنذاك، فلو إن الحسين حقاً عرض مثل هذا الطلب لما توانى عبيد الله بن زياد إخبار يزيد بالموضوع، ولما تأخر يزيد بالموافقة على ذلك، وما يُذكر من أن عبيد الله بن زياد وافق على هذا الرأي وأن الشمر هو الذي أثناه بقوله (أتقبل هذا منه، وقد نزل بأرضك إلى جنبك، والله لئن رحل من بلدك، ولم يضع يده في يدك، ليكونّن أولى بالقوة والعزّة، وتكونّن أولى بالضعف والعجز، فلا تطعه هذه المنزلة فأنها من الوهن، ولكن لينزل على حكمك هو وأصحابه، فان عاقبت فأنت أولى بالعقوبة، وأن غفرت كان ذلك منك)، فليس أبن زياد بالشخص الذي يخفى عليه ذلك، فهو قد ورث الشجاعة وا لذكاء والحنكة، وقبل ذلك القدرة على اتحاد الموقف الحاسم، والقرار السريع، ولا الشمر يملك الجرأة على تفويت فرصة يزيد هذه. ثمّ لنتذكر جيدا أخلاق الحسين الفروسية.
    يروي الطبري (حدّثني زكريا بن يحي الضرير قال: حدّثنا أحمد بن أحمد بن جناب المصيصي قال: حدّثنا خالد بن يزيد بن عبد الله القسري قال: حدّثنا عمار الدهني قال: قلت لأبي جعفر حدّثني عن مقتل الحسين حتى كأني حضرته... فتوجّه إليه ـ إي ا لي الحسين ــ عمر بن سعد، فلمّا أتاه قال له الحسين: اختر واحدة من ثلاث، أما إن تدعوني فانصرف من حيث جئت، وإما إن تدعوني فاذهب إلى يزيد، وإما إن تدعوني فالحق بالثغور، فقبل ذلك عمر، فكتب إليه عبيد الله بن زياد: لا، ولا كرامة، حتى يضع يده في يدي) 184 ــ 6 / 312 ــ وفي السند: خالد بن يزيد القسري، قال ابن عدي: لا يُتابع على روايته 185 ـ مغني الذهبي رقم 1894 ــ ـــ بل إن هذا الراوي كان ناصبيا 186 ــ المغني ص 302.
    يروي الطبري عن أبي مخنف (فأما عبد الرحمن جندب، فحدّثني عن عقبة بن سمعان قال: صحبت حسيناً فخرجت معه من المدينة إلى مكّة، ومن مكّة إلى العراق، ولم أفارقه حتى قتل، وليس من كلمة بالمدينة، ولا بمكّة، ولا في الطريق، ولا بالعراق، ولا في عسكر إلى يوم مقتله إلا ّ وسمعتها، ألا والله ما أعطاهم ما تذاكر به الناس، يزعمون من أن يضع يده بيد يزيد بن معاوية، ولا يسيّروه إلى ثغر من ثغور المسلمين، ولكنّه قال: دعوني لأذهب في هذه الأرض العريضة ح حتى ننظر ما يصير أمر الناس) 187 ــ 6 / 340 ــ
    إن عقبة بن سمعان هذا كان مولى (رباب) زوجة الحسين، ساير الحسين من المدينة حتى كربلاء، وكان واحداً من اثنين كُتِب لهما النجاة، ففي الإخبار الطوال (ولم يسلم من أصحابه إلا رجلان، احدهما المرقّع بن ثمامة الاسدي، بعث به عمر بن سعد إلى زياد فسيّره إلى الربذة... والآخر مولى الرباب، أم سكينة، أخذه بعد مقتل الحسين، فأرادوا ضرب عنقه فقال لهم: إني عبد مملوك فخلّوا سبيله...) 188 ــ ص 359 ــ وقد روى له الطبري سبع روايات، كلّها تدور حول واقعة الطف، قبلها وبعدها، ولكن هنا نلتقي بمشكلة، ذلك إن الشيخ الطوسي قد عدّ (عقبة) هذا من المستشهدين في واقعة الطف، ولكن لا قيمة لهذا الاعتبار في تصوري، لان الشيخ الطوسي ليس مؤرخا.
    أن رواية ا لاختيار بمبايعة يزيد أو رواية الاختيارات الثلاثة ينتابها اضطراب يخلّ في تماسكها وقوّتها ووحدتها، فان مجالد بن سعيد يذكر تارة أنّ الشمر هو الذي أثنى عبيد الله بن زياد عن قبول هذه الاختيارات، فيما في رواية أخرى لا يذكر شيئا من هذا القبيل ! نقرأ في تهذيب ابن عساكر (فلما التقيا ـ عمر بن سعد والحسين ــ قال له الحسين: اختر منّي إحدى ثلاث، إمّا إن الحق بثغر من الثغور، وإما أن ارجع إلى المدينة، وإما إن أضع يدي بيد يزيد بن معاوية، فقبل ذلك منه، وكتب به إلى عبيد الله، فكتب إليه لا اقبل منه حتى يضع يده بيدي) 189 ــ 4 / 340 ــ فيما الذي نستوحيه بل نفهمه بشكل مباشر من روايات الطبري إن الحسين خاطب القوم بذلك علنا، الأمر الذي ترتّب عليه الموقف الجديد للحر، ولم نجد في تضاعيف هذا النص أي إشارة إلى (الشمر)، ونقرأ في مقاتل الطالبيين (.. فوجّه ـ الحسين ـ إلى ـ عمر بن سعد ــ فقال: ماذا تريدون مني؟ أنّي مخيّركم ثلاثا، بين إن تتركوني ألحق بيزيد، أو أرجع من حيث جئت، أو أمضي إلى بعض ثغور المسلمين، فأقيم فيها، ففرح ابن سعد بذلك، وظنّ إن ابن زياد... يقبله منه، فوجّه إليه رسولاً يعلمه ذلك، ويقول لو سالك هذا بعض الديلم ولم تقبله ظلمته، فوجّه إليه زياد: طمعت يابن سعد في الراحة وركنت إلى دعة، ناجز الرجل وقاتله، ولا ترض منه الاّ إن ينزل على حكمي) ص 75 ــ، والاصفهاني في روايته ناقلا عن أبي مخنف، وقد ناقشنا رواياته بالتفصيل.
    مرّة أخرى نقول لو أنّ الحسين حقاً عرض مشروع مبايعة يزيد لكان شيئا أخر، وممّا يؤيد ذلك ما نقرأه في الطبري والبداية والنهاية والإخبار ا لطوال حيث كتب عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد (بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فقد بلغني كتابك، فهمت ما ذكرت، فاعرض على الحسين إن يبايع ليزيد بن معاوية، هو وجميع أصحابه، فإذا فعل ذلك رأينا والسلام)، والرسالة في البداية والنهاية وفي الأخبار الطوال، وهنا لنهاية (وقال بعضهم: بل سأل منه ـ إي الحسين سال من عمر بن سعد ــ أما أن يذهب إلى يزيد، أو يتركه يرجع إلى الحجاز، أو يذهب إلى بعض الثغور فيقاتل الترك، فكتب عمر بن سعد إلى عبيد الله بن زياد بذلك، فقال: نعم قد قبلت، فقام الشمر ذي الجوشن فقال: لا والله حتى ينزل على حكمك هو وأصحابه، ثمّ قال: والله لقد بلغني أن حسيناً وابن سعد يجلسان بين العسكر فيتحدّثان عامّة الليل، فقال له ابن زياد نِعمَ ما رأيت) 190 ـ 8 / 177 ــ وقد ساق صاحب البداية بلغة التمريض (قال بعضهم...) ممّا يعني تشكيكه بالخبر، وهناك إشارة إلى قتال الترك في سياق خيار التوجّه إلى احد الثغور، والإشارة غائبة في المصادر السابقة.
    في الإمامة والسياسة (قال الحسين: يا عمرو اختر مني ثلاث خصال، إما إن تتركني أرجع كما جئت، فان أبيت هذه فأخرى، سيّرني إلى الترك أقاتلهم حتى أموت، أو تسيرني إلى يزيد أضع يدي في يده، فيحكم فيّ بما يريد، فأرسل عمر إلى ابن زياد بذلك فهمّ إن يسيّره إلى يزيد، فقال له شهر بن حوشب: قد أمكنك الله من عدوك، وتسيّره الي يزيد، والله لئن سار إلى يزيد لا رأى مكروهاً، وليكونن من يزيد بالمكان الذي لا تناله أنت منه، ولا غيرك من أهل الأرض، لا تسيّره ولا تبلعه ريقه حتى ينزل على حكمك، قال: فأرسل إليه يقول: لا، الاّ إن ينزل على حكمي) 191 ـ الإمامة والسياسة 2 / 11 ــ والإمامة والسياسة لم تثبت نسبته إلى ابن قتيبة، وهو خال من الإسناد، وفي النص نلتقي بمشكلة كبيرة، ذلك إن شهر بن حوشب راو معروف، وكان على خزائن اليزيد بن مهلّب سنة 98 للهجرة 192 ـ الكامل في التاريخ 5 / 33 ــ فأين هذا من الشمر بن ذي الجوشن؟ وفي تكملة النص فحش منسوب للحسين يأبى عنه هذا العبد الصالح.
    في اليعقوبي (فلمّا كان الغد خرج فكلّم القوم، وعظّم عليهم حقّه، وذكّرهم الله عزّ وجل ورسوله، وسألهم إن يخلوا بينه وبين الرجوع، فأبوا إلا ّ قتاله، أو أخذه حتى يأتوا به عبيد الله بن زياد) 193 ــ 2 / 244 ــ
    واليعقوبي يقتصر على خيار واحد، وهو الخيار المعقول من جانب الحسين في تلك الظروف، ورواية (عقبة بن سمعان) تتّفق ومضمون رواية اليعقوبي، ترى هل يمكن القول إن رواية الخيارات الثلاثة وما تتضّمنه من محاولات ابن سعد لحقن دماء الحسين وإطفاء النائرة، إنّما هي محاولة جادة مدروسة لتبرئة ابن سعد أو للتخفيف عن مسؤوليته في قتل الحسين؟ أو هي لتبرئة يزيد أصلا ً وصب اللوم على عبيد الله بن زياد بالكامل؟ أو الشمر بن ذي الجوشن؟
                  

03-25-2006, 03:09 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الامام الحسين بن علي ثائرا اليوم ذكراه فالنصمت دقيقةنصرا له (Re: Sabri Elshareef)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de