|
|
 بكره السياسة - وبحب التركين
|
كتبت الدكتورة مايا عضوة البورد هذا المقال فى منتدى www.abritabg.net وودت ان اشرككم
فى محاورتها وهى المسئولة تماماعلى الرد لمداخلاتكم .
ماذا كتبت؟
اعتقد ان هناك مناهج تربوية في الدنيا ، مارست على طلبتها التوغل والدخول جوه اعماق التاريخ كما فعلت معنا مناهج وزارة التربية والتعليم السودانية ، منذ البدايات الاولى ومناهج التاريخ والجغرافيا تحشر في امخاخنا وعقولنا تفاصيل التفاصيل حول كل بلد وكل قارة وكل زقاق وملف في كل بقاع الدنيا الواسعة ، وكأنها قد عقدت صك اتفاق مع هذه الدول لنعرفها جيدا جدا ..
كان علينا لزاما ان نعرف جميع الثورات التي حدثت في كل بلد بدء من تاريخ الفراعنة .ز فرعون فرعون ..وطوبة طوبة في سلم الاهرامات ...الثورة المهدية ، العرابية ، السنوسية ، الجزائرية .. الوهابية .. البطيخية ... بل اعتقد انه لولا الخوف من ( العيب ) ( وكلام الناس ) لفرضت علينا وزارة التربية معرفة اسماء المليون شهيد.. مرورا بتاريخ اوروبا في العصور الوسطى والعليا .. تاريخ افريقيا حتة حتة وركن ركن.. امريكا .. استراليا ..
وكل ذلك ونحن نحمل هذه التفاصيل في عقولنا من سنة لسنة .. دونما كلل ولا تذمر ..وكانما هو فرض واجب..
وبالرغم من كل هذه التفاصيل التاريخية الكثيرة .. لم يكن يعنيا كطلبة الا المرور في الامتحان والسلام .. بالنسبة لي صراحة لم يكن تاريخ السودان يعجبني او يحرك فيني شفقة للثورة المهدية وبطولاتها الوهمية .. صورة محمد احمد المهدي نفسها كانت تثير في نفسي التهرب من مادة التاريخ .. ومعارك توشكى وود النجومي والزاكي طمل ... الخ .. الخ .. لم تحرك فيني مشاعر البطولة والوطنية .. فتاريخ العصر الحديث اثبت ان هذه البطولات ما هي الا وهم × وهم تحول الى حكومة انقاذية قدر الليلة وبكرة ..
وبمرور السنين وجدنا اننا نحن شعب السودان وبحسب ما غرسته فينا مناهج وزارة التربية .. متحدثين لبقين جيدا في السياسة .. وقادرين على مناقشة ادق تفاصيل سياسة اي دولة وكأننا رؤساء وزارء سابقين لها ..
في اي مجتمع تجد الفرد السوداني .. يضع ( رجل على رجل) .. ويبدأ في سرد تحليل سياسي لأي حدث دولي .. بكل استفاضة ووضع الحلول الممكنة التي تؤهله لتبوء مقعد في مجلس الامن بكل جدارة ..
درجنا على ممارسة هذه العادة بشكل تلقائي .. فان جاء الحديث حول ازمة ايران النووية لوجدت السوداني ( ابو النووية ذاتها ) .. وان تحول الامر الى ازمة الانتخابات العراقية لوجدت فريق كامل يضع حلولا وتحليلا لكيفية الخروج من المازق العراقي ان وجد .. اما اذا تحول الحديث الى الازمة السورية اللبنانية لوجدت وليد جنبلاط ( لابس) جلابية وعمة وقاعد امامك متحدثا .. اما اذا انتقل الحديث الى ازمة دارفور .. فهذا هو يوم التحليل العظيم ... ستجد حلولا لهذه الازمة اسهل من ( عواسة الكسرة ) ... وما الى ذلك من شتى انواع الازمات الدولية والعالمية..
نحن متحدثون جيدون ( مثيرون للغيظ في كثير من الاحيان ) في السياسة والتاريخ .. بل يمكن ان يطلق علينا صفة جبابرة التحليل السياسي .. وكل ذلك ونحن نجلس على كرسي صغيروني نمارس عليه هذه الهواية التي ارجع واقول غرستها فينا مناهج وزارة التربية ..
حتى نشرات الاخبار لدينا تعكس حالنا وواقعنا في التحليل السياسي .. بدء من موسيقى الاخبار وانتهاء ببدلة عمر الجزولي البنفسجية وقميصه الاخضر وكرافتته الكاروهات .. حيث يأتي المذيع ليجلس متربعا وكأنه سيلقي عليك نبأ سقوط قنبلة على جبل ( ميمي ) في عبري ..
برجع اواصل بسبب حالة الضغط العالي التي افرزتها انفلونزا التحليل السياسي السوداني
|
|
 
|
|
|
|
ترهاقا
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست