|
|
 دعوة لكل من عاصر خلف الله حسن فضل
|
أعزائي أصدقاء ومعارف فقيدنا خلف الله حسن فضل
كل من عرف أو تعامل مع خلف الله لابدوأن يحس بما أحسه الآن، لذا أقدم الدعوة لكم جميعآ بالكتابة عن مواقفه الجميلة وشخصيته النادرة، فهذا خير جزاء له وعزاء لنا.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لكل من عاصر خلف الله حسن فضل (Re: najua hussain)
|
أوصتني الأخت ماريا زوجة المرحوم خلف الله بشكر كل من قدم للعزاء و
كل من اتصل هاتفياً من انجلترا وخارجها وكل من قدم تعازية للمرحوم في الصحف والنت. وتسأل الله ان يصبرها واسرتها الصغيرة ببيرمنجهام واسرة المرحوم بالسودان واصدقاءة ويلهمنا جميعاً الصبر والسلوان.
ماريا بهزات
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لكل من عاصر خلف الله حسن فضل (Re: najua hussain)
|
بكر عبد الله آدم
تحية لصديقي الذي مات واقفا
التقدير لمن ساهم في تخفيف الم الفراق عزاءا
وعزاء لاهل الفقيد ولاصدقائي هنا وهناك
.......
بالفعل "كان هادئا ومات بهدوء"
.....
قاوم المرض بشجاعة وصمت...منذ اكتشاف هذا السرطان اللعين في السادس من يوليو من العام المنصرم
قال لي مرة "علي ان اخلق علاقة حميمة مع هذا المرض الذي يسكنني.. علي ان افهمه ما دام يسكنني واصبح جزء مني"
كثيرا ما تناقشنا-شخصي وقاسم وكبلو ومحمد احمد محمود واخلاص- اسلوبه في تعاطي هذا الداء الماكر.
بعد قراءة كثيرة عن طبيعة الداء واتصالاته مع بعض المنظمات المعنية به كان يناقش الاطباء بشجاعة ومعرفة ادهشتهم عن معرفته بكل ما يتعلق بتطوراته الخطرة و الاثار الجانبية للعلاج.
مات صديقي واقفا محتفظا بعادته في قراءة "غارديان(ه) والنيو استات مان والاسبكتروم. قبيل وفاته كان يناقش اشكالات القمة الافريقة, شهادات هيكل ويناقش ابنه زياد في فوز فريقه مان يونايتد علي ليفربول. كم هي جميلة هذة الاشياء الصغيرة وكم هو رحيم ربها ورب صديقي الذي مات واقفا.
عندما فاجاته السكتة الدماغية ليلة الاحد لم يشكو. كنت وصديقي قاسم معه في غرفة جلوسه غير اننا لم نلحظ شيئاقبل ان تنبهنا زوجته مريا بتدهور حالته المفاجاءة. سالته فقال انني علي ما يرام. "كانه لا يريد ان يقضع مضجع احد بموته" كما قال بشري. باصرارها اتصلت بالاسعاف المستعجل..
في المستشفي كان ينظر الي بعمق, سالته زوجته "باغي تقول شي حاجة لبوكو؟" متجاهلا الطبيب الذي كان منشغلا بالفحوصات والممرضة التي كانت منهمكة بعينات دمه وسرعة النبض المتجاوزة لتفاهات الاشياء, نظر الي مريا بعمق تجربة حب ووفاء فريدة, ثم صب نظراته في عيني كانه يريد تذكيري بحديث مطول دار بين ثلاثتنا يوم 27 يوليو بعيد اخباره بانه سوف يعيش بضع ساعات فقط, ثم قال لها وهو ممسك بيدها "والو".
" كان هادئا" كعادته ومتصالحا مع ذاته وعدو يسكنه قسرا لم يتفهم محاولته في خلق علاقة حميمة معه.
سالته ان كان يشعر بالم قال لا اشعر بالم ولكني مريض جدا.
بعدئذ لم نتحدث مع ابو خلف, ابو زهير او ابو زياد- الاسماء المحببة اليه.
في منتصف ليلة الاحد طلب منا كبير الاطباء انتظاره في قاعة خاصة ثم التحق بنا ليخبرنا الخبر السموم, كم كان صديقي شجاعا, مات واقفا ورحل بهدوء الليل وجلاله.
ولي عودة عن بدايات التجربة السموم والحنين لامنة و زهير واخرون و قراءاته الاخيرة لتجربة ادور سعيد مع المرض وحديثه في كتابه الاخير عن امه, المغرب, الصحافة, قصاصة مقال ابراهيم علي ابراهيم, و......
انتقل الى الاعلى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لكل من عاصر خلف الله حسن فضل (Re: najua hussain)
|
--------------------------------------------------------------------------------
صادق العزاء لأسرته وأصدقاءة
رغم المرض الأ انه كان معطاءاً حيث قدم الشهر الماضي دراسة عن الفكر الجمهوري لجمعية الثقافة السودانية ببرمنجهام وكان الفقد كبيراً بالنسبة لنا حيث كنا نلتقي به بشكل شبه يومي.
أثناء مرضه كان يحول زواره المشفقين عليه الى طبيعتهم سريعاً بخلقه لجو مرح.
رغم التوقع الإ انها كانت صدمة كبيرة لنا حينما حدثت حقيقة.
العزاء لزوجته ماريا وإبنه زياد 7 سنوات وإبنته نسيمه 3 سنوات ولأصدقاءه.
حسن سعيد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لكل من عاصر خلف الله حسن فضل (Re: Hassan M Saeed)
|
شكرا عزيزي حسن
كنا وما زلنا في حوجة شديدة لما تكتبه عن خلف .. الكتابة عنه ربما تخفف من آلامناوحزننا على فراقه القليل، لكنها تزيد من فخرنا المتزايد بعطائة وانسانيته وشخصيته الخاصة جدا.
اليكم جميعاأصدقاء خلف .... يتجدد موعدنا في هذا المنبر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لكل من عاصر خلف الله حسن فضل (Re: najua hussain)
|
الاخت نجوى حسين
اقدم لك وللقراء الكرام ما قاله صديقي أبوبكر عن فقيدنا خلف الله حسن فضل
"حينما ينبت العشب فوق قبري فليكن ذلك علامة على نسياني بالكامل, الطبيعة لا تتذكر، ولهذا فهي جميلة. فإن شعرنا بالرغبة المرضية في تفسير معنى العشب الأخضر فوق قبري فلنقل بأني كائن طبيعي ما فتئت أواصل الاخضرار وإذا أراد أحد أن يكتب.. إذا أراد أحد أن يكتب سيرة حياتي فلا أسهل من ذلك ليس ثمة سوى تاريخين: تاريخ ولادتي وتاريخ وفاتي وبينهما يخصني وحدي"
الشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا
....
لم اصدق ..بانه قد قرر المجي الي انجلترا عندما هاتفني في اواسط مايو 1999. ولم احسب بان رحلته تلك ستكون الاخيرة في حلقة اغترابات ومعانات وصلت عمقها مع تجربة الموت الاولي. لقد رحل عنا وحنين (عنيد) لاهله في السودان يعتصره وحب اكيد لابناءه جميعا والسيدة الجليلة ماريا.
كان قبل مجيئه وحيدا الي لندن بعدة سنوات. يراجعني في قراري بمغادرة المغرب ويصمم علي إنتظاري لفرصة عمل آتيه في الصحافة أو السفارات العربية هناك. وقتئذ كان صاحبي هو المشرف علي القسم الثقافي في السفارة القطرية. لم انتصح, ولم يبق هو هناك بعد هجرتي الا بضع سنوات.
عندما التقيته في مطار هثرو كان هو هو ... ذهباً نار الغربة لم تزيده الا لمعانا وقوة.
اتصلنا , ونحن في طريقنا الي المنزل بمريا...تحادثا طويلا..وامتطينا ما تبقي من ليل حديثا شيقا عمن هو هناك وهناك و عن......
أشياء أخر.
لم ادر لماذا مد الي, تلك الليلة, بقصاصة من صحيفة قديمة تتوسط اعمدتها الثلاثة صورة لشاب وجيه نسيت من يكون قبل ان تخبرني مريا- بعد سردي أيام بعيد وفاته وفي حضور عدد من الاصدقاء لقصته مع هذه القصاصة- بانها ما زالت موجودة ضمن بعض ملفاته الخاصة.
"محاصرون حتي إشعار آخر" قصاصة من "واحة الأتحادي" "يكتبها إبراهيم علي إبراهيم".
لم ادر..لبعض الوقت... لماذا مدها الي يومذاك؟ اهو استشعار مبكر بحصارات الأمكنة والأزمنة؟ ام هو ايحاء بامكان الأنفكاك من قهر الجغرافيا والتاريخ؟ ام هو اقرار بعنوان المقال متحققا في جغرافيا جديدة حتي إشعار اخر بافول دولة العسكر؟ اهو تفسير لعشقه الكبير لقراءة.....
Edward w. Said ‘out of place’
لبعض الوقت كان النص مفتوحا لكل هذه الإحتمالات...
وربما سيبقي هكذا لكل الوقت.
لبعض الوقت سكنتني التساولات السابقة حيرة, قبل ان يتواتر الحديث عن زهير وزياد الذين لم التق اي منهما وقتذاك ولم يحدثني عن زهير عندما كنت في المغرب. ربما لان لقاءاتنافي غالبيتها كانت شبه عامة ... وربما لان صديقي كان مقلا في الحديث عن ذاته وذات ذاته. كان رجل يزن كلامه بميزان الذهب. التقيت الثاني وهو في الخامسة من عمره "هنا" والاول قيل لي انه في السابع عشر وكلي رغبة في لقاءة "هنا أو هناك"...وفي شخص صديقي احببت أشخاص.
بعد تواتر حديث صديقي "عنهما" و عن بعض من الامس, حسبت ان اهمية قصاصة "محاصرون" ذاتيه لا سياسة او وجودية .
حسبت ان قلقه نتاج محددات موضوعية وذاتية-بلغة النسقيين- تدفع بامكانات لقاء من نحب مستحيلة.
أ خبرني لاول مرة عن المه العنيد لعدم لقاءه زهير وخشيته في ان يعيد القدر الاعيبه في الا يلتقيهما معا ابدا.
كان صادقا و نصف نبئ في رؤيته فيما قال ....
وكان أبراهيم علي ابراهيم محقا بما اختتم به مقالته"محاصرون" عندما كتب " فقد قرأت ان عددا من الصحفيين متهمون في محاولة انقلابية ومن بينهم خلف الله حسن فضل, وهم لا يدرون انه غادر الوطن قبل خمس سنوات ولا يزال يحلم بالعودة الي" الأيام" والي الفتيحاب والي القدال والي أبابكر ألأمين والي زهير ابنه الذي لم يره منذ خمس سنوات ومن أجل زهير فلنشدد من تماسكنا وعطائنا من أجل سودان جديد تتوفر فيه الحرية والكرامة قبل الخبز. والي ابو خلف و اخوانه محبتنا و ايماننا بهم, وايماننا بسودان نظيف يضئ سماءه الشرفاء"
بعد فترة قليلة مكثهامعي في حي "الاخوات السبعة" بلندن, رحل الي شرق لندن ليبد رحلة الاندماج في عوالم المدينة والانفلات منها في نفس الان.
كم هو كبير فقدنا لابو خلف
لقد رحل ابوكم يا زهير..هشام..زياد وملاكنا الصغير نسيمة وفي قلبه متسع لحب الجميع
ربما اعود مرة اخري خلال عطلة الاسبوع هذه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لكل من عاصر خلف الله حسن فضل (Re: najua hussain)
|
الاخت نجوى حسين والاخوة والاخوات سلام
مواصلة لحديث ابوبكر
My family- Mariam (…) born with me, (…); plus of course my illness, absence, treatment, and any generally all-around state of being hard to put with. Their humor, unconditional support and strength made the whole thing easier to line through, for me if not always for them, and I am profoundly thankful.
Edward. Said in ‘out of Place’ p. xi
في ايامه الاخيرة كان مذكرات ادوارد سعيد ,الذي اقتطفت من مقدمتها الكلمات اعلاه, لا تفارقه. لم ادر كم مرة اعاد قراءة هذا الكتاب ولكن بكل تاكيد اكثر من مرة.
وبالتاكيد شئ ما في جنحاتها كان يلامس شئ ما في خلجاته.
ربما كان يجد نفسه في موضوعات لامسها إدوارد سعيد في كتابه مثل التداخل الثقافي, المثاقفة, المنافي, النوستالجيا والحنين للاهل والوطن المسلوب علي علي اعمدة الابتزاز.
وربما كان هو شئ عادي في سياق اهتمامه بفكر وكتابات المؤلف. حيث كان هو أول من طرح كتاب الاستشراق كموضوع للمنلقشة في مجموعة الثقافة السودانية ببرمنغام. وكان هو خيارنا الاول لتقديم الكتاب قبل ان يستقر الراي علي الدكتور كمال ابوالديب لاسباب تتعلق بمعرفة الاخير لجوانب ذاتية عن المؤلف بحكم المعرفة الشخصية بجانب مشاركته لصديقي معرفة موضوعية لصيقة لفكره وانتاجاته.
ولاني لم اقرا هذه المذكرات بعد ولم اناقشه عن سر غرامه بها, اكتفي هنا بالنظرللفقرة اعلاه خارج سياقها كمقدمة تنتظر نظرة تالية للكتاب وبعض الفقرات التي وضع تحتها صديقي خلف خطوط.
كل من عايش تجربة خلف مع المرض منذ ان استدرجه هذا الداء اللعين الي المستشفي في الرابع من يوليو من العام المنصرم لن يشك لحظة اذا ما قال قائل أن ما ورد اعلاه بالانجليزية هو ما كتبه خلف. ومريا اسمها الحقيقي مريم. اهي حالة تناص ومشروع مذكرات انجزه اخر. ربما.0
.
لانه لا يشكو ابدا , لا ادري كيف تمكن هذا المرض من استدراجه الي مستشفي المدينة ببرمنغام .
اتصلت زوجته بي واخرين من اصدقاءه بان الاطباء قد قرروا حجزه بالمستشفي. كنا جميعا مندهشون لانه كان مواصلا لعمله حتي اليوم السابق لذهابه الي المستشفي. قالت لنا زوجته انه لم يشكو من شئ غير انه كان يعاني من بعض الام في رقبته ويقول لها بانها "معصومة شوية".
وكان هو ساخرا من اعرض المرض بعين تنتظر عودة تواتر اليومي عملا وقراءة ونضال.
بقي هناك لايام ...كانت التحليلات والفحوصات تتضارب ..و كان هادئا مواظبا لقراءاته دون انزعاج أو ملل.
صمم علي سفر زوجته وطفليه لقضاء عطلتهما الصيفية المبرمجة مسبقا بالمغرب رغم اعتراضها وموافقتنا له.
ثم عادت اسبوعا او نيف بعد سفرها, في اليوم التالي لحديث لها معه كما علمت عندما احضرناها من مطار بيرمنغام.
وقتها شك الاطباء ان ما يعني منه صديقي قد يكون سرطان الغدد الليمفاوية. لم يخبرها بما قالوا ولم تخبره بانها كانت تدرك بخطورة تجربته التي هي تكرار لتجربة اباها الذي رحل بسرطان اعاد كل تفاصيله في التجربتين. احضرت معها اعشاب و عسل "بلدي" وادوية بلدية اخري لم تزعزع قناعات صديقي في اصراره بعدم جدواها.
بقي في المستشفي ما يقارب الاسابيع الاربعة. بجانبه مريا وعدد من الاصدقاء اللصيقون المداومون بشكل يومي . خاصة الاخ قاسم ادم عمر. حسن سعيد, الانسانة الجليلة اخلاص بت الخليفة , الاخ محمد احمد محمود وزوجته كوروني, الاخ صدقي كبلو وابناءه, صديقي مرتضي والاخ حاتم عبدالجبار, الفنان عبدالله ميرغني واخرون كثيرون.
في المستشفي كان في الغالب مستلقيا علي سريرة في حالة هي وسطي بين الجلوس والرقاد. ككتاب مفتوح علي زواره و نصا يقراؤون فيه تعدديته المفتوحة علي احتمالات الموت والحياة.
Being-towards-death هي تجربة وجودية في اعماق الموت السحيقة , ربما الامسها غدا.
كم هو فقدنا عظيما صديقي خلف
وكم هي اصيلة "مريم الاخري
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لكل من عاصر خلف الله حسن فضل (Re: najua hussain)
|
اختي العزيزة نجوى حسين
نواصل كلام الأخ أبوبكر
في اليوم قبل الاخير من تجربة الاسابيع الاربعة-27 يوليو- اخبره الطبيب المشرف علي علاجه بان ايامه معدودة في هذه الحياة.
اخبره بان ما تبقي له من عمر لا يتجاوز الساعات وربما ايام في احسن التقدير. طلب من زوجته ان تتصل بي لاحضر فورا ان امكن. لم اشك لحظة ان الامر في غاية الخطورة. تركت مكتبي في ذاك اليوم التعيس واسرعت الي المستشفي حوالي الثالثة ظهرا. كانت منهارة تماما وكان هادئيا تماما ومتصالحا مع ذاته. اخبرني بثبات بالخبر السموم. حاولت التخفيف والتشكيك والهروب عبر مسارب دينية مفعمة بتفكير رغائبي wishful thinking غير انه قاطعني بحسم قائلا بان ما طلبني من اجله ليس "كلام المجاملات" وان
موته حقيقة هو مستعد لمواجهتها ولكنه يريد ان يتحدث معنا عن بعض الترتيبات لما بعد رحيله.
هكذا بشجاعة تحدث عنها كل من حوله في تلك اللحظات العصيبة واجه الموت كاخر تجربة/حدث يعايشها الانسان في وجوده المادي.
الموت هو الغاء لمشروعاتنا التي في سبيلها للاكتمال...لحظات تضع النسان وجها لوجه مع خياراته للنظر اليها ربما للمرة الاخيرة. تحدث صديقي عن بعض من قلقه الانطلوجي ,مشروعاته الباقيه, هموم عائلية وترتيبات ما بعد رحيله.
رفض توصية الاطباء ان يبقي بالمستشفي لمساعدته في ان يموت ميتة هادئة وقرر ان يموت في داره.
في صبيحة اليوم التالي عاد الي منزله وكلنا نعاني خبرة الاقتراب من الموت. تماسكنا بتماسكه باستثناء ا اخلاص ومريا واخريات تكشف وجوههم رحلة بكاء طويلة جعلت عيونهم جمرات تزيدها الدموع احمرار. ملاكنا الصغير-بنت الثلاث- نسيمة تجري بين الزائرييين وتشير لاباها"دادي مليض" واحيانا تقبله قائلة " انت زويين دادي". ولا ادري ماذا كان يدور في راس زياد-ابن السبعة ونصف- الذي كان في الغالب يكتفي بالنظر الي اباه والزوار القادمون من لندن , نوتنغهام, كاردف ,مانشستر وارجاء مدينتنا بيرمنغام المترامية.
الكل يحسب في سويعات الطبيب الباقية. سويعات؟ علنا في حاجة لاعادة النظر في مفهوم الزمن.
علي خلاف ما ظن الطبيب بدات حالته تستقر. التورمات يدات تنحسر مع كل يوم جديد. هاتفه صديق له-دكتور السر – مشككا في فحوصات الطبيب وهو ما اكده اخرون من اصدقاء من الاطباءو دكتور مهدي والدكتوره واخرون
. كما ذكرت اعلاه الاخت اخلاص بدأنا رحلة Second opinion
وبدأ ت حالته تتحسن و اكتشفنا خطا التشخيص الاول حيث خلص الفريق الطبي البديل الي ان ما يعان منه هو سرطان الرئة وامكانات التحكم في الداء ممكنة.
في السته شهور اللاحقة وحتي يوم رحيله يوم 23يناير كثف صديقي اهتماماته بالقراءة. اعاد قراءة ما في مكتبته ومكتبة صدقي كبلو عن الفكر والممارسة الماركسية. اهتمام متصاعد بالكتابات الفلسفية والادب السوداني وفي نفس الان كان يمر "بتجربته الحميمة" مع المهدد الداخلي لوجوده, مع حب اكيد للحية والناس.
هل كان صديقي علي بوابة انجاز مشروع جديد حول الفكر والسياسة . ربما.
الا رحم الله صديقي الذي لم ينكسر امام اكبر تجربة انسانية...
البركة في ابناءه والاهل وكل الاصدقاء الذين كشفو عن اصالة ووفاء
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لكل من عاصر خلف الله حسن فضل (Re: najua hussain)
|
مواصلة لحديث الأخ أبوبكر عبد الله آدم
يوم الجمعة 10 فبراير Amnesty International., International Education Action نظمت
حفل استقبال لتخريج دفعة جديدة من مدافعي حقوق الانسان.
علي طول المسافة المترامية بين تسلمي للدعوة ووصولي الي مقر امنستي تدافعت ذكريات عديدة في راسي بكثافة.... محورها كان صديقي الراحل ابو خلف, لا بحكم انشغاله بقضايا حقوق الانسان فحسب بل ايضا لعلمي بان عددا من الحضور غير الملمين بخبر وفاته سوف يتدافعون بلهفة للسوال عنه.
في الطريق الي مقر المنظمة تذكرت علاقتي الاولي بالجامعة العالمية التي اصبحت الان International Education Action. تذكرت يوم ذهابي من كاردف لمعاينة الاختيار في مايو 2002 كان وقتئذ تواصلي مع الاخ خلف قد انقطع لما يقارب العاميين لم نلتق خلالهما الا لماما في بعض الملتقيات العامة. تذكرت عندما سالني السيد ريتشارد قيرمان المنسق العام للجامعة اثناء المعاينة- وهو يقلب اوراقي التي تكشف باني كنت بالمغرب لسنوات- عما اذا كنت اعرف مستر حسن الصحفي. قبل ان استفسر عن ذاك الحسن اضاف مستر قيرمان قائلا كالافالله هسن. وبمجرد تاكيدي لمعرفتي له تحدث كثيرا عن مدي تقديره واعجابه به منذ ان التقاه اثناء انخراطه في الدورة التدريبة للعام السابق واخبرني ايضا بان مستر حسن كان بالامس في لجنة اختيار ناشطي حقوق الانسان الجدد.
لم اندهش لاكتشاف منظمة انسانية لقدرات ابو خلف وعمقه الانساني, ولم اندهش ايضا عندما علمت بان ابو خلف كان الدينمو المحرك في برنامج لدمج الصحفيين الاجئيين في مجال مهنتهم وهو برنامج كان يضم عدد من كبار الصحفيين من الغارديان والبي بي سي وغيرهما. لم اندهش ان تقرر الجامعة ان يكون طالب العام المنصرم عضوا في لجنة اختيار المتدربين في العام التالي. كما لم اندهش ايضا عندما التقيت ابو خلف بعد طول غياب محاضرا لدورتنا التي ضمت من السودانيين بجانب شخصي الاخت مني عوض خوجلي والاستاذة ماري ياك.
من عرف صديقي ابو خلف يدرك عمق قدراته التي لم تكتمل انفجاراتها يوم رحيله في 23 الاسود.
في طريقي الي مقر المنظمة كانت كل هذه الذكريات تقفز في راسي ومنه دفعة واحدة. صور من الماضي عديدة تتداخل مع بعضها البعض لتشكل ومضات من سيرة صديقي تسلط اشعة تزيح قدرا كبيرا من ظلامات فقد وجوده المادي. تثقل راسي الام غيابه يوم تخريج دفعة جديدة من رفاقه من مدافعي حقوق الانسان وتدفعه الي الارض قبل ان تجذبه ومضات المنجز من مشروعه الانساني الي الاعلي. كان صديقي اثناء وجوده المادي بيننا بالامس يصنع باستمرار مع تواتر اليومي مشروع ذكريات اصبح بعد رحيله اساس وجوده المعنوي ببننا اليوم و الذي يكتسب كينونته من المنجز قولا وفعلا هي الذكريات/ العزاء.
خطوات قبيل دخولي مقر المنظمة افاقني الاخ محمد بليلة والذي كان في طريقه الي هناك ايضا. بعد قليل من التحايا والخطوات المشبعة بمرارت الفقد وجدت نفسي في منتصف قاعة الاستقبال. حاولت قدر الامكان ان أوجل حديثي مع اصدقاء الفقيد, خاصة صديقه الحميم ريتشارد و مستر اندي المدير السابق للجامعة العالمية والسيدة طهيرة المشرفة السابقة للدورات التدريبية واخرون. ادركت منذ دخولي ان اصدقاءه لم يكونوا علي علم برحيله او تجربته مع المرض خلال الشهور السابقه له. كانت نظرات ريتشارد تطاردني داخل القاعة باسئلة اعرف مكنونها ولكني كنت اتحاشاها بالانشغال بالحديث مع يعض اخر من الزملاء القدامي او تهنئة الخريجيين الجدد. كنت لا اود ان اسبغ علي بهجة الخريجيين الجدد كابة الفقد الكبير لاني احسب ان ابو خلف لن يقبل بذللك لصغاره من مدافعي حقوق الانسان بقدرعدم رغبته ببكاء اطفاله بعد رحيله . فقد ذكرت لي الاخت ندي كبلو بعبارات مبللة بالم ودموع بان زياد ابن ابو خلف قال لاخته نسيمة عندما بدات تجهش بالبكاء صارخة للذهاب لابيها بالمستشفي
(Do not cry Khalaf wouldn’t want you to cry (
وسط ذاك الجو المفعم بمتناقضات الاحاسيس. وجدت نفسي وجه لوجه مع مستر اندي الذي بادر بسوالي عن ابو خلف. تغيرت ملامحه عندما اخبرته بالخبر السموم ثم دار بنظره وسط الحضور بحثا عن ريتشارد غير انني رجيته الا يخبر ريتشارد والاخرين في هذه الاجواء واني سوف ارسل له رسالة الكترونية بعد عودتي الي بيرمنغهام. لم نتحدث بعدها كثيرا و فجاة وجدت نفسي بمعية بليلة خارج القاعة تقودنا خطوات تائهة الي غياهب المدينة التي ترك فيها فقيدنا بصمات مشرقة ستبقي ما بقي مدافعون لحقوق الانسان في قامته
الا رحم الله صديقي ابوخلف
والبركة في كل من يناضل من اجل غدا افضل للانسانية
ربما اعود لاحقا للوقوف علي بعض الاشراقات الانساتية للفقيد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لكل من عاصر خلف الله حسن فضل (Re: najua hussain)
|
الاخت نجوى حسين
هذه مواصلة للكتابة عن خلف الله
بواسطة أبوبكر عبد الله أدم
في الاسبوع القادم سيكون الذكري الاربعينية لرحيل ابو خلف.
وما زال منزله باستون يعج بالزوار...ومازالت مرارة الفراق غصة تلف احاديثنا مرارت تطفو علي جمال ما تركه فينا
هو هو بيته ...ذاك الذي كان باردنغتون.. والذي كان مدخلي لبيرمنغام... وبيته الذي كنت فيه اليوم باستون... كلاهما يعجان بحيوية الضيوف وحضور المضيف الحاضر/ الغايب.
في أكتوبر 2002عندما قررت ان انسل من زحمة لندن بحثا عن فضاء اوسع اتصلت من منزل صديقي( العمدة) عبدالماجد فرح خليل بصديقي الراحل الذي فاجأني بحضور اسرته الصغيرة من المغرب في (غشت) قبل ان اخبرته بالملل الذي سري في و اسري بدواخلي سرعة جعلتني انفلت من مدارات عملي الكئيبة واهجر لندن ومداراتها المريرة . اتفقنا ان نلتقي في مدينة لم ازرها من قبل, علي ألأقل للقاء( زياد) لم التقه من قيل حسب ما تسترجعه ذاكرتي مما قال. هي مدينته التي اصبحت’ من اهلها في وجوده المادي ومعا بقينا فيها بعد رحليله
.
هناك في منزله باردينغتون ببرمنغام التي وصلتها بها بعد يومين من مهاتفتنا كان لقائي بزياد ..حسن محمد سعيد..اسماعيل حامد..صدقي كبلو.. محمد احمد محمود..الفاضلة اخلاص بت الخليفة واخرون واخريات ربما التقيتهم قبلا او ربما كنت سالتقيهم ولكن حتما ما كان لطعم اللقاء ان يكون معبقا بحضور الحاضر/ الغائب كما كان.
في منزله باستون في ايامي الاوائل ببرمنغام انحسرت حاجتي لمنزلي الخاص لدرجة الصفر. استمتع بالوجود هناك وملاعبة زياد والحديث (بالهدرة) او الدارجة المغربية التي يصفها صديقي الصحفي عبدوالواحد كمبال (بقلع الضرس) لغموضها وشتارتها. كان وقتها صديقي الراحل يعمل مع زميله صدقي كبلو في منظمة الأنجليزية للمناهضدة ضد الابعاد وكنت وصديقي حاتم صديق الصحفي الان بالببي سي طلاب وعمال مصانع . وكان ثلاثتنا نفبق مع الخامسة صباحا... نحن للتتجهيز للعمل... وهو للذهاب الي المكتبة الوحيدة التي تفتح ابوابها مع الخامسة والنصف باردينغنون لشراء الغارديان او الوبسرفر ان كان اليوم احدا. وقبل خروجنا جميعا للعمل كان فطور مريا جاهزا لنا جميعا.
وبعد رحيله المادي كان الحال هو هو بمنزلة باستون. ليس الحال بكثافة المايقارب المائتان شخصا الذين اتوا لوداعه بمقابر هانزوورث يوما بعد رحيله . ولكن بيته بقي طوال الأسابيع السابقة وجه لعشرات من الزوار يوميا . ومريا هي هي تكرم الضيوف وابو خلف حاضرا رغم غيابه المادي .
الا رحم الله ابو خلف
وليته كان بيننا اليوم ليدرك كم عزيزا هو لاهله وصحابه .ا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لكل من عاصر خلف الله حسن فضل (Re: Hassan M Saeed)
|
خلف رحمه الله من القلائل الذين لا يمحى ذكراهم الزمن. من الصعب استيعاب فكرة اختفائه وعدم وجوده بيننا، لذا أقترح أخي حسن بأن تستأذن ماريا في نشر بعض كتاباته ليعلم الجميع من هو خلف الذي كان يعمل في صمت من أجل الجميع.
واصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لكل من عاصر خلف الله حسن فضل (Re: najua hussain)
|
الفقيد كان له الفضل في نشر اول مقال نقدي لي بالصحف
كان وقتها مشرفا علي ملف الاداب بالايام بعد الانتفاضة
لم يكن بيننا سابق معرفة استقبلني بترحاب وتواضع جم ثم تسلم نسخة المقال
وثالث يوم افاجا بمقالي يحتل الصفحة بعرضهابجريدة الايام
اللهم ارحمه واغفر له
| |
|
|
|
|
|
|
| |
saif basheer
Hassan M Saeed
wadabdean
Agab Alfaya
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست