ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-21-2006, 12:19 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ

    ساحاول جمبع بعض القصاصات التى كتبت فى تاريخ مدينة سواكن ..
    Quote: هنالك عدة مؤانى سودانية انشئت على ساحل البحر الاحمر منذ الازل من اهمها ميناء(باضع_عيذاب_عقيق-سواكن واخيرا بورتسودان) كلها قد ساهمت فى تاريخ السودان القديم والبحر الاحمر.سنتحدث اليوم عن تاريخ مدينة سواكن والتى عاصرت ما قبل التاريخ وحتى اضمحلالها بعد انشاء ميناء بورتسودان والتى انشئت عام 1910م تقريبا.لا يوجد دليل قاطع على تاريخ ظهور سواكن ولكن بعض الكتاب يشير الى الى ان سواكن او موقعها على وجه التحديد يعتبر من اقدم المواقع الذى قامت فيه ميناء على خط ساحل البحر الاحمر ويؤكدون ان استخدام موقع سواكن اقدم من النشاط البحرى والتجارى الذى مارسه اليونانيون البطالمة فى العهد البطلمى ويؤكدون ان الموقع الممتاز والظروف الطيبة التى يتميزبها( فميناء سواكن يتميز بخليج طبيعى لحماية السفن من الانواء والعواصف كما تلائم اعماقه رسو السفن ودورانها واستقبالها)على كل حال فان موقع خليج سواكن لا يبعد كثيرا عن الشروم والخلجان التى لجا اليها رواد الملاحة وليس غريبا ان يكون واحدا منها. والمعروف ان اسم سواكن لم يظهر ويستخدم فى الكتب الا منذ العصر الاسلامى العربى وهناك عدة افتراضات وقصصا يتداولها الكتاب لتحليل اسم (سواكن) ومصدره ومن تلك الاراء التى ذهب اليها الكتاب راى الاستاذ(شاطر بوصيلى) الذى ذكران اسمها يدل على انها من اصل مصرى قديم وهو (شواخن)ويعنى ذلك فى رايه انها كانت محطة (شوا) التى تعتبر اقليما نيليا من صميم الحبشة ويذكر ان تحول كلمة (خن ) الى (كن) كانت نتيجة للظروف المتعلقة بخلو ابجدية اللغات البجاوية من حرف الخاء. وتناول بعض الكتاب الاسم من وجهة نظر اخرى وذكرو انه مشتق من كلمة عربية اصيلة وهى كلمة (السوق) ويتصورون وصول بعض العناصر العربية النازحة من الجزيرة العربية واستقرارها واختلاطها بالبجا كان سببا فى التجمع والاهتمام بذلك الموقع الملائم لخدمة التجارة وتوجيهها وهكذا اصبح الموقع سوقا ومنها اشتق لفظ ( سواكم) ثم حرف الاسم فيما بعد الى سواكن وهذا الراى مقبول من وجهة النظر الموضوعية حيث يطلق البجا اسم(اوسوك) على سواكن ومعناه باللغة البجاوية السوق .ونود ان نشير الى ان هناك راى اخر طريفاً وغريباً فى ذات الوقت لانه يقول بان كلمة سواكن مشتقة من لفظ (سجون) جمع سجن والطريف بل الغريب ان يعتبر ذلك الموقع سجنا يضم الخارجين عن القانون والمجرمين وان الملك سليمان كان يستخدمه لذلك الغرض ويذكر اصحاب ذلك الراى ان لفظ(سجون) اصابه التحريف مع مرور الزمن واصبح(سكون) ومنها اشتقت كلمة سواكن.وثمة راى اخر يدعمه الخيال وينبثق من قصة خيالية حيث يرون ان الاسم فى الحقيقة (سجن الجن) وان الملك سليمان كان يسجن الجان العاص والمردة فى هذا الموقع ثم حرف الاسم بعد ذلك فصار سواكن.وقد عرف اسم سواكن وشاع بين الناس اول مرة خلال القرن الثامن الميلادى وكان ذلك عندما مرت فلول اسرة بنى امية الهاربة بعد مقتل مروان الثانى عام750ميلادية فى الفيوم ويعنى ذلك من ناحية اخرى ان سواكن عاصرت(باضع) الميناء العربى الاسلامى الخالص وانها كانت تقوم بوظيفتها كميناء فى خدمة التجارة والملاحة التى ترد عليها من طرق تنساب من الداخل وتربط بينها وبين بعض مراكزالتجارة على النيل. ويذكر (المقريزى) صاحب كتاب(المواعظ والاعتباربذكر الخطط والاثار ص119) ان هناك طريقا من النيل الى (سواكن وباضع ودهلك) وغيرها من جزائر البحرالاحمر نجا منه بنو امية الهاربين عندما جد اتباع العباسين فى ملاحقتهم.وليس غريبا ان يذكر المقريزى كل تلك الموانى فى موضع واحد لانه يعنى بذلك ان المواقع التى مارس فيها العرب نشاطهم التجارى كانت على صلة وثيقة بوادى النيل فى ظهيرها الافريقى. ولما كانت سواكن قد عاصرت باضع خلال خمسة قرون على الاقل وعيذاب من بعدها فان ذلك يعنى انها عاشت فترة طويلة تمتد من حوالى القرن الثامن الميلادى الى القرن التاسع عشر الميلادى ويبدو ان باضع ثم عيذاب كانت شهرتهما وطبيعة خدماتهما للتجارة والملاحة تقلل من قيمة سواكن وتحجبها فلم يكن لها ذكر ولنضرب بذلك بعدم ورود اسمها فى (عقد الامان) الذى اعطاه عبد الله بن الجهم للملك(كانون بن عبد العزيز)عظيم البجاة عام831م. وتؤكد جميع المراجع العربية القديمة ان سواكن وظهيرها كان يستقبل افواجا من الاسر العربية خلال القرون(التاسع والعاشر والحادى عشر) وكانت تلك العناصر تصل اليها عبر البحر من اليابس المقابل مباشرة طلباللاستقرار فى الوطن الجديد.ويبدو ان سواكن ظلت منذ ان بدا سيل التسرب العربى وحتى1255م قرية صغيرة محدودة القيمة سكانها من الهمج وانها كانت تخدم نشاطا محدودا لمرور تجارة الدويلات المسيحية فى قلب حوض النيل الاوسط وتبرر الحقيقتان السابقتان عدم امتداد المد الصليبى البحرى التى تسربت بعض موجاته الى مياه البحر الاحمر فى النصف الثانى من القرن الثانى عشرالميلادى على وجه التحديد وكان اهتمام (ارناط) زعيم الصليبين موجها الى الموانى الكبيرة العربية الاسلامية (كعيذاب وجده) ولو القينا الضوء على طبيعة العلاقات بين سواكن واهل سواكن من ناحية وبين مناطق الظهر القريب والبعيد من ناحية اخرى لوجدنا انها تمثل النافذة التى يطلون عليها على العالم ولابد من افتراض سيادة العلاقات الطيبة فيه لان ذلك هو المبرر الوحيد الذى يفسر مرور التجارة وامتداد الطرق والدروب فى قلب اوطان البجا. وقد اشار المقريزى وابن سليم الاسوانى الى تلك الطرق وانها كانت تربط بينها وبين مراكز تجميع التجارة على النيل وتنساب فيه السلع والمنتجات السودانية. وهكذا كانت سواكن مركز لنشاط تجارىاسترعى نظر مصر وجذب انتباهها حتى عمل سلطان المماليك على وضع ايديهم عليها نهائيا وهناك اكثر من دافع لذلك واهمها هى وضع الحد للتهديد المباشر والغير مباشر الذى كان يعترض تجارة البحر الاحمر واحكام الرقابة على الدويلا ت المسيحية وعلاقتها مع الخارج ومهما يكن فان سقوط سواكن فى يد مصر كان له مغزى سياسى بعيد الاثر فى السودان ذاته لانه يعنى احكام السيطرة والرقابة العربية والاسلامية على المنفذ البحرى والتهديد المباشر لمعاقل المسيحية فى النوبة وبذلت مصر من جانبها كل ما وسعها لرعاية سواكن والساحل السودانى وكانت الحملات تصلها من حين لاخر لحفظ النظام واقرار السلام وتثبيت السلطة وجلب السلع وجباية الضرائب وكانت من تلك الحملات الحملة التى سيرها السلطان الناصرسنة1310 ميلادية الى سواكن لتثبيت يد مصر عليها وتامين التجارة المارة بها واذا علمنا بان دولة (المقرة)المسيحية قد لقيت نهايتها سنة1340م فان ذلك يدل بطريقة علمية على مدى القيمة الاستراتيجية والاقتصادية لميناء سواكن. ويكن القول ان سواكن ظلت خلال تلك الفترة من تاريخ حياتها والتى استمرت الى السنوات الاولى من القرن الخامس عشر الميلادى من الموانى الصغيرة غير المشهورة وكانت خدماتها محدودة كتصريف بعض سلع الدويلات المسيحية ومرور الحجاج من المسيحين الى الاراضى المقدسة فى اورشليم وذلك حتى اوائل القرن السادس عشر الميلادى حيث اذداد المد العربى الاسلامى وعملت سواكن فى خدمة تجارة الرقيق والتىكانت تجد سوقا مذدهرا فى شبه الجزيرة العربية وخدمة تجارة التهريب ومرور السلع المحظورة والتى كانت فى الغالب سلع يتم تهريبها لا لانها محظورة بل ربما كان لمجرد التهرب من الضرائب والمكوس الجمركية عليها فى ميناء اخر يخضع لاشراق حكومى منظم ميناء(عيزاب). والواقع يقول ان انتقال سواكن من حال الى حال ترتب عليه المحنة التىى تعرضت لها(عيذاب) على يد سلطان المماليك حوالىعام1426ميلادية وترتب عليها ان هاجر بعض اهلها الى سواكن لاستئناف حياتهم فى خدمة التجارة والملاحة وتؤكد المراجع انه فى نفس تلك السنة بالذات والتى خربت فيها عيذاب وصلت السفن التجارية الكبيرة المحيطية الى سواكن من الهند والصين وتصدرت منذ ذلك الحين موانى الساحل السودانى واعتلت مرتبة ممتازة بين موانى البحر الاحمر بصفة عامة.

    اصبحت سواكن ميناء السودان الاول بعد تخريب عيذاب وكان لاذدياد شهرتها عدة عوامل تحكمت فيه الظروف الاقتصادية والسياسية فالظروف السياسية تفهم على ضوء علمنا بالتوسع المصرى والسيطرة على ذلك الجزء من اقصى شمال شرق السودان خلال القرن الخامس عشر الميلادى ويعنى ذلك ظهور القوة السياسية التى يتحتم وجودها ونشاطها فى رعاية موانى الساحل السودانى والظروف الاقتصادية من ناحية اخرى والتى تتلخص فى انتظام الملاحة فى البحر الاحمر وتدفق التجارة المتبادلة بين الشرق والغرب والتطورات الحضارية والتى كانت سببا فى الاقبال على سلع ومنتجات الاقاليم السودانية والافريقية (سن الفيل- ريش النعام-الصمغ بالاضافة الى الرقيق).

    تعتبر هذه المرحلة من تاريخ سواكن والتىتمتد من القرن الخامس عشر وحتى اوائل القرنالتاسع عشر الميلادى متذبذبة فتارة ميناء هامة مشهورة ومذدهرة كمرفا لاستقبال وخدمة سفن التجارة الدولية ثم تعود فتخبو شهرتها وتفقد قيمتها وتتدهور الى حد خطير يثير الدهشة وهناك عوامل عديده ساعدت فى ذلك ومن اهمها حدثين اساسين وخطيرين هما:

    اولا: كشف طريق راس الرجاء الصالح فى اواخر القرن الخامس عشر الميلادى واتجاه جانب كبير من الملاحةالمحيطية

    اليه حتى بات منافسا خطيرا لكل الطرق التى تمر بها التجارة بين الشرق والغرب ومن ضمنها طريق البحر الاحمر.

    ثانيا: تدهور النفوذ المصرى على خط الساحل فى البحر الاحمر وذلك نتيجة لاضطراب الحياة السياسية وتدهورها فى دولة المماليك فى مصر ذاتها ويعنى ذلك ان البحر الاحمر والتجارة والملاحة فيه فقدت القوة التىتحفظ نظامها وتناقص حجم التجارة المارة به.

    وفى فجر القرن السادس عشر عادت من جديد ميناء سواكن الى التمتع بالشهرة واذدياد حجم التجارة وعدد السفن الواردة حتى تربعت على قمة المجد مرة اخرى وكان ذلك نتيجة مباشرة لانقضاء عوامل الضعف ومولد ظروف جديدة تمثلت فى ظهور قوة الاتراك العثمانين وسيطرتها على كل من مصر والبحر الاحمر وقيام دولة (الفونج) وظهورها فى الاراضى السودانية وفرض سلطانها على مساحات كبيرة فى الجزء الاوسط من حوض النيل وطوال تلك الفترة كان الفونج يتكفلون بتجميع السلع والمنتجات وتوجيهها فتمر القوافل فى رعايتها عبر الطريق من سنار الى كسلا ثم الى سواكن فى امن وسلام اما العثمانيين فكانو يشرفون فى سواكن على تسويقها وشحنها والتبادل عليها وكان لذلك التعاون الايجابى اثر فعال فى اذدياد حجم التجارة وارتفاع قيمة سواكن واذدهارها ويبدو ان تجارة البحر الاحمر قد عادت الى سابق عهدها من نشاط واذدهار بعد ان اعاد العثمانيين الامن فيه حرصا منهم على مركزهم الحيوى الممتاز وعاد الاوربيون اليه لا من اجل التجارة فقط بل من اجل اغراض سياسية اخرى والمفهوم ان العثمانيين حرموا كل السفن الاوربية المرور والملاحة شمال (جدة) واصبحت سواكن على الجانب المقابل اخر الموانى التى يمكن ان تصل اليه الملاحة ويعنى ذلك ايضا انها كانت فرصة مكنت سواكن من ان تقوم على خدمة اعداد متزايدة من السفن وهناك ايضا عدة عوامل منحت سواكن الفرص الملائمة لنموها واذدهارها منها المحاولات الاوربية التى بذلت من اجل السيطرة او المشاركة فى السيطرة على الاقل على البحر الاحمر وقفزت سواكن فى ظل تلك الظروف كلها الى الصدارة بالنسبة لكل الموانى فى كل انحاء الدولة العثمانية الاسلامية خلال القرن السادس عشر واصبحت اغنى مدن التجارة فى الشرق لا يضارعها الا ميناء لشبونة البرتغالى .

    ويعتقد ان شهرة سواكن وغناها واذدحامها بالحركة وتزايد قيمتها فى خدمة تجارة الملاحة ترجع الى اسباب اساسية هى:

    1/ ملاءمة المرفا الطبيعى لرسو السفن وحمايتها.

    2/ سهولة عمليتى الشحن والتفريغ من السفن لان المرابط لا تبعد كثيرا من مواقع السكن والتخزين.

    3/ اتصالاتها بالجهات البعيدة ونشاطها التجارى مع الهند وموانى البحر الاحمر الاخرى.

    4/ حصانة موقعها وامتناعها على القطع العسكرية البحرية التى لا يمكن ان تقترب اليها او ان تهددها بسهولة من عرض البحر

    5/ هذا بالاضافة الى العلاقات الاقتصادية بينها وبين الاقاليم السودانية فى ظهيرها.

    بالرغم من الشهرة العظيمة التى لاقتها سواكن فى ظل الحكم العثمانى الا انها تعرضت لهزة عنيفة وساهمت عوامل عديدة فى ذلك ويمكن تحميل ما حدث للحكم العثمانى المضطرب المتدهورمااصاب موانى البحر الاحمر عامة من تدهور ونعتقد ان سياسة الحكم العثمانى كانت تهدف الى محاربة التيارات الاوربية الطامعة مما قلل من نشاط التجارة العابرة وعرقلت من نشاط التجار الاوربيين العاملين على طريق البحر الاحمر ويبدو انهم كانوا يخشون على انفسهم واموالهم وتجارتهم من المعاملة العثمانية السيئة وتحالف العثمانيين مع الاحباش على مقاومة اى نشاط اوربى فى اى صورة فى مياه البحر الاحمر وسواحله وكانت هذه السياسة الجديدة خطيرة بالنسبة لقيمة البحر الاحمر كشريان لمرور التجارة بين الشرق والغرب وحظرت سفن معينة وعناصر نشيطة عاكفة على نقل التجارة ومرورها مما يعنى التخلى عن السياسة القديمة التى كان قوامها حرية الملاحة والمرور.

    من الاشياء التى ساهمت ايضا فى تدهور سواكن هو اتساع رقعة الدولة العثمانية الامر الذى ادى الى تشتيت قوى الدولة وانصرافها عن بعض الاجزاء وتركيزها نحو اجزاءاخرى واذا كانت سواكن قد قاست من جراء ما طرا على البحر الاحمر وتجارته ومرور السفن فيه فان ظروف سيئة اخرى كانت تقلل من قيمة التجارة التى كانت تصل اليها من الاقاليم السودانية وظهيرها وتتلخص تلك الظروف الى تسرب الضعف الى القوة المسيطرة على قلب الانتاج فى السودان(ضعف دولة الفونج لانهم فيما يبدولا يملكون القدرة على ازالة العصبية القبلية وخطرها) وكان هذا الضعف والاضطراب فى كل من البحر الاحمر والاقاليم السودانية مدعاة لتدهور واضمحلال سواكن مرة اخرى وقد استغرق هذا التدهور كل القرن السابع عشر الميلادى وتؤكد كل المراجع انه فى تلك الفترةان كل السفن الاوريبة ومعظم التجارة هجرت البحر الاحمر حتى اقفر تماما ولم يعد ثمة عودة امل فى عودة النشاط او الحياة الى سواكن الا اذا تبدلت الظروف بظروف مناسبة وتغير الموقف السياسى والاقتصادى فى كل من السودان والبحر الاحمر وهذا ما حدث فعلا بعد سنوات قليلة من بداية القرن التاسع عشر الميلادى على يد مصر والتوسع المصرى فى السودان ودخلت سواكن مرحلة جديدة فى تاريخ حياتها وذلك بعد وصول اسرة محمد على الى الحكم فى مصر واحلامها التوسعية من ناحية الحدود الجنوبية من اجل اهداف اقتصادية واستراتيجية بعيدة المدى وحتى تضمن مصر سلامة حدودها الجنوبية وفعلا وصلت جيوش محمد على الى السودان عام1821م ولكن رغم ذلك كله فان سياسة محمد على عمدت الى احتكار كل السلع الخاضعة للحكومة من المنتجات السودانية ثم توجيهها الى مصر مباشرة واصبحت كل السلع السودانية التى يطلبها السوق الاوربى تمر بطريق مصر وموانيها على ساحل البحر الابيض المتوسط ولذا فان سواكن لم تنتعش فى هذه الفترة وظلت لها نفس الصورة المهزوزة والنصيب القليل من التجارة السودانية.

    ولكن حدث انقلاب هام قفز بها الى قمة المجد مرة اخرى وكان ذلك الحدث الهام هو شق (قناة السويس) وافتتاحها للملاحة الدولية عام1869م وترتب على ذلك تحول اعداد كبيرة من السفن الى ذلك الطريق حتى اصبح البحر الاحمر اكثر اذدحاماً بالحركة وكان من الضرورى ان يعمل التيار السياسى المصرى فى البحر الاحمر ايضا من اجل المحافظة على مركزه ومصارعة ومجابهة التيارات الاوربية الدخيلة وابعادها او التخلص منها وكانت الخصوة الاولى التى خطتها السياسة المصرية هى العودة الى نقط وموانى خط الساحل الغربى(سواكن ومصوع) وفعلاً تنازلت عنهما السلطة العثمانية لمصر فى مايو1865م وكانت تلك الخطوة خير ضمان للسياسة المصرية لانها ابعدت خطر ارتكاز البريطانيين والفرنسيين عن بعض النقاط والموانى على خط الساحل التى تقع ممتلكات مصر فى ظهيرها وكفل لها اتصالا مباشراً بين موانى خط الساحل السودانى(سواكن) والارترى(مصوع) وبين التجارة الدولية العابرة. وفعلاً عملت الحكومة المصرية وبذلت عناية مستمرة بالمنطقة الممتدة فيما بين سواكن ومصوع من اجل تحسين موارد المياه فى ظهير سواكن بالذات لخدمة الميناء وتنميتها وتوفير بعضها للانتاج الزراعى الذى يضمن لسكانها والسفن المارة بها مورداً طيباً للحياة وتلك السياسة اسهمت بنصيب كبير فى تطوير نشاطها وزيادة ورود القوافل اليها من الداخل واصبحت الميناء الرسمى لخروجالتجارة للسوق العالمية وعادت السفن الاوربية اليها بحثاً عن السلع السودانية والافريقية التقليدية. وكان من الطبيعى ان تدب الحياة فى سواكن وان تسترد بعض عزها القديم فى خدمة الملاحة والتجارة فى السنوات العشرة التالية لافتتاح قناة السويس والسابقة لقيام الثورة المهدية واذدحمت بالسكان من البجا والعرب وابناء الجاليات الوافدة اليهامن(يونان-ترك-يمنيين-مصريين-ارمن-شوام وهنود) وغيرهم من اصحاب المصالح التجارية وزاد فيها عدد العمائر العالية التى لا تزال اثارها حتى الان موجودة.

    ارتبطت سواكن بميناء السويس وبعض موانى البحر الاحمر على الساحل الاسيوى بخدمات بحرية منتظمة وعملت عليها سفن بعض الشركات التى تكونت لخدمة تجارة البحر الاحمر والخليج الفارسى منها(الانجلو-هندية) و(الشركة الخديوية)و(وشركة ملاحة رباتينو الايطالية) هذا بالاضافة الى مزيد من سفن الملاحة المحيطية وكانت من اهم السلع التى اهتمت الحكومة المصرية بتصديرها تتمثل فى محصول البلح فى منطقة النيل النوبى وفىزراعة مساحات بحصول القطن فى دلتا طوكر بالاضافة الى بعض السلع التقليدية(كالصمغ العربى وسن الفيل والجلود وريش النعام وشمع العسل والسمن).

    اهتم الحكام المصريين بميناء سواكن فى تلك الحقبة وحاولو ربطها ببقية مدن الانتاج عن طريق السكك الحديدية الا انه ورغم كل الجهود التىبذلتها الحكومة المصرية لم يكتب لهذه المشاريع النجاح لاندلاع (الثورة المهدية) ومهاجمة قوات (عثمان دقنة) لهذا الخط من حين لاخر وحرقه(للفلنك) فى بعض المواقع حتى صدرت التعليمات بوقف العمل فيه يوم27/ مايو/1885م وعاشت سواكن فى تلك الظروف وانقطعت علاقتها بمنطقة الظهر وخدمة القريب منها والبعيد وذلك بعد محاصرتها بواسطة قوات عثمان دقنة وتحملت عبء التوقف عن تادية خدماتها وكان عليها ان تدفع الثمن من كيانها وان تنتهى الى مصيرها الذى انتهت اليه فى فجر القرن العشرين وبعد استرداد السودان مباشرة.

    كان من المفترض ان يضع استرداد السودان فى سنة1899م سواكن فى وضع جديد وظروف جديدة مرة اخرى يعود معها النشاط وتنتظم اليها الطرق من الداخل وتذدهر قيمتها بعودة التجارة ومرور السفن ولكن التفكير البريطانى فى ذلك الحين كان له شان اخر وكان(واطسون) وهو احد الحكام الانجليز فى شرق السودان قد اشار صراحة فى سنة 1894م الى عدم ملائمة سواكن لاستقبال السفن الكبيرة واقترح البحث عن موقع اخر على الساحل السودانى يمكن ان تدخل عليه السفن ليلاً على ضوء فنار يقام فى موقع قريب(وكان بناء فنار سنجنيب عام1894م من الظروف والعوامل التى ساعدت على انشاءالميناء الجديد فى موقع (شرم الشيخ برغوث) واسست فيه الميناء فعلا رقم انه كانت هناك مقترحات اخرى كموقع (عقيق).

    وبرغم ان هناك محاولات جرت لاحياء سواكن والتفكير فى ربط سواكن من جديد بخط حديدى وفعلا كان قد بدا العمل فيه (من سواكن حتى عطبرة)حتى انتهى العمل فيه يوم16/اكتوبر/1905م وتحققت لسواكن عندئذ افضل وسيلة يمكن ان تكون خدمة النقل اليها من قلب السودان فاذدحمت بالتجارة والسلع وزاد عدد السفن التى عرجت اليها من اجل الشحن والتقريغ او للحصول على احتياجاتها من فحم وماءعذب ولكن الصراع عاد مرة اخرى عندما اشار احد المختصين(مستر كنيدى) عام1904م والذين كلفو من قبل الحكومة البريطانية باختبار موقع سواكن وتقديم تقرير عن المبالغ اللازمة لتطهير الميناء وازالة الشعب والحواجز المرجانية ولكنه اشار فى تقريره ان المرابط والمياه العميقة فيما حول جزيرة سواكن لا يمكن ان تتحمل الا عدداً محدوداً من السفن واشار الى شرم الشيخ برغوث من جديد كبديل لسواكن وتحمس لقيام ميناء جديد فى ذلك الموقع وتجهيزه تجهيزا حديثا واعداده اعداداً فنياً لاستيعاب حركة الملاحة ومرور التجارة الخارجية وفى القاهرة اوصى بتكوين لجنة فنية لدراسة الموقع والتى وصلت الى الساحل السودانى سنة1904م وباشرت فى الدراسة على الفور لجمع المعلومات وقد تاكدت اللجنة من صلاحية الموقع لانشاء ميناء جديد.

    لم يستغرق الصراع بين سواكن وبورتسودان وفعلا بدا العمل فى انشاء ميناء بورتسودان عام1906موفى نفس العام امتد الخط الحديدى لها واستمر الصراع من ذلك العام وحتى عام1922م كانت كل التسهيلات تقدم لبورتسودان بينما لم تلقى سواكن سوى الاهمال وخرج منها سكانها واصحابها افواجا الى بورتسودان وهم كارهون تحت ضغط تلك الظروف عندئذ خيم البؤس على سواكن وكان طبيعيا ان تنزل عن مكانتها التجارية التى تمتعت بها قرون طويلة.

    ظلت سواكن من تلك الفترة خالية من كل اثر للحياة والنشاط ومنازل الجزيرة تبدو مهجورة سواء كانت صغيرة من طابق واحد او كبيرة من عدة طوابق ومع ذلك فهى جميلة فى مظهرها الخارجى تحكى عن الماضى وقصة الغنى والزيادة والوفرة ويظهر عليها الطابع الاسلامى والعربى خصوصاً فى المنازل الكبيرة الضخمة التى تتميز بمشربيات لا تختلف عن مثيلاتها من منازل الطراز العربى الاسلامى فى(دمشق او القاهرة او بغداد) وجدير بالذكر ان السواكنية الذين اعتزوا بمينائهم وتمسكو بها ما زال فى قلبهم الحنين والشوق الى الماضى. وفى السنوات الخيرة ومنذ نهاية الثمانيات عادت بعض صور الحياة تدب فى سواكن من جديد عندما تم افتتاح ميناء (عثمان دقنة) لكى يعمل فى خدمة نقل الحجاج الىجده ونتمنى ان تعود سواكن الى سيرتها الاولى من جديد لدفع عجلة التنمية فى البلاد.

    اخيرا ارجو ان انوه انه غاب عنى ان اذكر بعض مظاهر الحياة الاجتماعية فى سواكن خلال تلك الحقب والتى كانت تذخر بحضارة عظيمة تحكى شواهدها عن ذلك وما وصلنا منه هو القليل وما (قصر الشناوى) الذى يتكون من غرف على عدد ايام السنة والتى يقال انه كان لاينام فى غرفة واحدة مرتين فى السنة وكثير من الشواهد على ذلك بل ان كثير من الاسر كان لها القدح المعلى فى تاريخ سواكن منها اسرة (الكابلى) والتى ينتمى اليها الفنان الكبير(الاستاذ /عبد الكريم الكابلى) واسرة (العمودى) و(البربرى) و(شمس) وغيرها من الاسر التى ساهمت فى احياء تلك الحضارة واقدم فى ختام مقالى تحية خاصة الى ابناء سواكن على وعد ان اتحدث عن بعض مظاهر تلك الحضارة حال توفر المراجع.

                  

01-21-2006, 12:21 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

    Quote: بدأت الاتصالات في السودان منذ عام 1859م وكانت هذه البداية باتصالات سلكية بمدينة سواكن الواقعة على شواطئ البحر الأحمر في حدود السودان الشرقية حيث أن مدينة سواكن كانت آنذاك ذات أهمية تجارية وميناء للبلاد. ولقد لعبت الصدفة دوراً في دخول الاتصالات وذلك عندما انشأت بريطانيا خطاً لربطها بمستعمراتها في شمال وشرق افريقيا انتهاءً بالهند، حيث بدأ الكيبل البحري من بريطانيا ماراً بجبل طارق بشمال افريقيا ـ والاسكندرية ميناء مصر على البحر الأبيض المتوسط مروراً بقناة السويس على البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط ثم سواكن ميناء السودان على البحر الأحمر، ثم إلى الهند ثم اسطنبول بتركيا.
    في عام 1866م تم مد خط تلغراف لربط مصر والسودان مروراً بوادي حلفا ـ دنقلا، حيث وصل الخط التلغرافي إلى الخرطوم بحري في عام 1870م ثم إلى الخرطوم عبر كيبل نهري عبر النيل الأزرق. وفي عام 1871م تم مد خط من مدينة سواكن في الشرق إلى مدينة كسلا، وبدأت خطوط التلغراف في الانتشار شرقاً وغرباً في عهد اسماعيل باشا (1873م) حيث وصلت مدينة الأبيض في ولاية كردفان عام 1874م وإلى مدينة فوجا غرباً وبالتحديد بدارفور عام 1875م.
    وفي خضم هذا التوسع التلغرافي تم مد خط سواكن ـ كسلا ـ بربر حيث أصبحت الاتصالات التلغرافية بين سواكن والقاهرة في غاية السهولة وفي نهاية الحكم التركي للسودان امتدت خطوط الاتصالات التلغرافية لأكثر من 3000 ميل.
    وعند قيام الثورة المهدية 1881م وحصار الخرطوم عام 1885م فلقد تم قطع خطوط التلغراف كأستراتيجية حربية حتى لا تربط (العدو) بالخارج.
    في عهد الحكم الثنائي تمت إعادة خطوط التلغراف حيث ربطت وادي حلفا بالقاهرة عام 1894م وأعيد ربط كسلا وبربر وسواكن.
    أما خدمات الاتصال الهاتفي فلقد بدأت في سودان مع بناء السكة حديد عام 1897م حيث أدخل معها خط تلفوني لأول مرة في السودان، ومع توسع خطوط السكة الحديد عبر البلاد توسعت معها خدمات الاتصال الهاتفي حيث تم نشر خطوط الشبكة حتى وصلت فشودة جنوباً وانشاء خط الأبيض عبر الدويم ثم خط من سنار إلى القضارف وكسلا عام 1902م حيث بلغ طول شبكة التلغراف 3200 ميل.
    كما أدخل الاتصال اللاسلكي في عام 1914م حيث تم إنشاء محطات في كل من جمبيلا ـ الناصر وملكال … وإنشاء محطة رقمية ببورتسودان ثم ربط جمبيلا بأديس أبابا ثم الكرمك، و واو بين عامي 1918 و 1921م. وحظيت الخرطوم بمحطة لاسلكية كبرى بالخرطوم بقوة 6 كيلو واط بهوائيات عالية عام 1921م واستمر عملية إنشاء المحطات حتى وصلت في عام 1929م إلى 19 محطة و 84 مكتباً للتغراف. وفي عام 1931م تم انشاء محطة بين القاهرة والخرطوم إضافة إلى بعض المحطات الداخلية بالمطارات لتأدية خدمات إرشاد الطائرات.
    بدأ الاهتمام المتزايد بالاتصالات الهاتفية والبرقية، حيث تم إنشاء العديد من الخطوط الهوائية وأدخل نظام الكبانيات التي تعمل بنظام البطاريات (CB ) كما تم ربط المناطق النائية بأجهزة التردد العالي ( HF ) لتوفير الخدمات البرقية.
    أدخلت خدمة الهاتف للجمهور في السودان في عام 1903م عندما تم إنشاء أول كبانية للتلفونات في الخرطوم.
    في عام 1904م تم إنشاء كبانيتين فرعيتين في كل من أم درمان والخرطوم بحري ثم توصيلهما عن طريق كيبل بحري (نهري) حيث بلغت الخطوط (42 خط) ويتم الاتصال بالحضور للكبانية، حيث تفتح أبوابها من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الواحدة والنصف ظهراً. ومن الساعة الثالثة مساءً وحتى الساعة الخامسة مساءً عدا يوم الجمعة.
    وفي عام 1904م تم إنشاء خط المديرية الشمالية في دنقلا من مروي ـ كورتي ـ دنقلا والخندق.
    1907 تم تركيب كبانية بورتسودان بسعة (32 خط).
    1911 تركيب كبانية بسعة (8 خطوط).
    1913 إنشاء دائرة اتصال في طوكر.
    حيث بلغ عدد الكبانيات في عام 1914 (7) كبانيات رئيسية وعشرة فرعية بسعة 353 خط.
    1922 توسعت الشبكة نسبة لقيام مشروع الجزيرة، وزاد عدد الكبانيات بعد إضافة ( ود مدني ـ الفاشر ـ مكوار).
    حدثت النقلة الكبرى للاتصالات في عام 1923م حيث استبدلت كبانية الخرطوم سعة 150 خط بكبانية سعة 600 خط.
    1927 انشأت شبكة تلفونات في جنوب السودان، وربطت بها ملكال التونج وتلودى، وتحول نظام التلفونات من اليدوي إلى الآلي لأول مرة بالسودان، والاتصال عن طريق قرص.
    1946م تم افتتاح خط ترنك الخرطوم … القاهرة، وبدأ العمل باسلوب تجاري وأُوقف نظام الخدمات المجانية للمصالح الحكومية، وبدأت خدمة التلفونات العالمية مع الجزر البريطانية، وفي ذات العام أتيحت الخدمات الهاتفية العالمية مع كل من فلسطين وفرنسا.
    1948م توسعت الخدمات الهاتفية العالمية مع الولايات المتحدة وسويسرا (1956 ـ 1964م) تطورت الاتصالات السلكية واللاسلكية ، حيث أنشئت كثير من الكبانيات الآلية في مواقع نائية. وتم وضع الهواتف العمومية في بعض المدن.
    1970م تم تحديث وتوسعة كبانية الخرطوم وأنشئت شبكة الماكرويف بين:

    الخرطوم ـ سنار.
    الخرطوم ـ عطبرة.
    سنار ـ كسلا.
    سنار ـ الأبيض.

                  

01-21-2006, 12:25 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

    Quote: تقع سواكن على الساحل الغربي للبحر الأحمر على خط عرض 19.5 درجة شمال خط الاستواء وخط طول 37.5 درجة شرق , وهي كانت في الأصل جزيرة سواكن ثم توسعت إلى " القيف" وما جاوره فغدت مدينة سواكن التي تضم الجزيرة و"القيف" و "كاس الدور" و"الملكية" و"المشيل" و"اندارا "و"الليلي" وغيرها...

    لا يعرف تاريخ محدد تأسست فيه سواكن , ولكن الكثير من الشواهد تدل على أن الجزيرة كانت مأهولة منذ تاريخ موغل في القدم , ولكن سواكن اشتهرت بعد ظهور الإسلام وازدادت شهرة بعد أن استطاعت أن تحل محل " عيذاب " كميناء أفريقيا الأول للحج , وكانت مستقلة عن السودان ولها نظامها الإداري الخاص وعلى رأسه أمير من "البلو" , ثم من " الأرتيقة" الذين لا يزالون يتوارثون عموديتها . وفي عصر السلطنة الزرقاء زارها الشيخ عجيب المانجلك وهو في طريقه إلى الحج وصاهر زعمائها كما بنى فيها حفيرا يسمى "الفولة" لا يزال قائما.

    في عهد السلطان سليم العثماني ضمت سواكن لولاية الحجاز العثمانية , وكان حاكمها وقضاتها يعيون من قبل والي الحجاز , وعند استيلاء محمد علي باشا على السودان لم تعترف تركيا بسيادته على سواكن , وقد قامت بتأجيرها له مقابل مبلغ يدفعه سنويا لولاية الحجاز وبشرط أن تعود سواكن بعد وفاته لولاية الحجاز, وهكذا كان , فبعد وفاة محمد علي باشا سنة1849 عادت سواكن للدولة العثمانية وكان مواطن سواكن يعتبر " سواكني عثماني " , إلا أن باديتها كانت تابعة للسودان . في عهد الخديوي إسماعيل ضمت سواكن للسودان الإنجليزي المصري بعد أن تعهد الخديوي إسماعيل بدفع مبلغ 7500 جنيه مصري لوالي جدة مقابل تنازل السلطان العثماني عن سواكن ! وقد صدر فرمان عثماني بذلك وتم الأمر سنة1869 م .

    بعد احتلال الإنجليز لمصر استولوا عليها كغيرها من الممتلكات المصرية , ولكن العلم الانجليزي لم يكن يرفع فيها بل يرفع العلم المصري فقط . و عند اندلاع الثورة المهدية أقام الإنجليز سورا حول" القيف " لسد هجمات عثمان دقنة , وكانت للسور خمسة بوابات اشتهرت منها بوابة كتشنر ( باب شرق السودان ) , التي حاولوا حديثا ترميمها فنتج عن ذلك بوابة مختلفة اللون أسمنتية الملامح واختفى اللون الحليبي الناصع الذي تميزت به البوابة القديمة. وبعد القضاء على المهدية أحكم الإنجليز قبضتهم على كل السودان بما فيه سواكن, وبدءوا مخططهم الذي احتلوا من أجله كل الأقطار الأفريقية , وهو طمس الهوية العربية والإسلامية حيثما وجدت , وقد نجحوا في طمس هوية سواكن نجاحا لا يفوقه سوى نجاحهم في تنزانيا , بدأ المخطط بإنشاء ميناء بورتسودان ( أليس اسم مرسى الشيخ برغوث أكثر أصالة؟) , ولم ينشئوا في سواكن حتى رصيفا للحجاج كما هو الحال الآن , وشجعوا سكانها على هجرها بمنحهم الامتيازات في بورتسودان , وحادوا بالسكة حديد الذي أنشئوه عنها حتى يزيدوا من عزلتها , وغضوا الطرف عن سرقة حجارة مبانيها المهجورة وآثارها , وتجاهلوا حاجات مواطنيها حتى غدت – وبسرعة قياسية- مدينة أشباح .

    وعندما خلت الدور عاث فيها اللصوص فسادا, فسرقوا ونهبوا, وكانت الطامة عندما اقتلعوا حجارة البيوت المتهاوية اقتلاعا لاستخدامها في قمائن الجير بعد أن عز الحجر الجيري الذي بنيت به البيوت , وهكذا ساهم ابناؤها في سلخ جلدها ودق عظامها حتى اختفى الهيكل نفسه.

    والآن...يبدو أن الروح بدأت تعود إليها, ولكن هيهات أن تعود كما كانت , وكل أملنا أن لا يعيدوها جنينا مشوها ليس له من الأم إلا الاسم!.

    وللذين تعجبهم المصادر الغربية ننقل موجزا لتاريخ سواكن من احد المواقع مع ترجمته لمن لا يتقنون الانجليزية "ولا أظنني أتقنها أيضا ا و لكن ترجمتي أفضل من ترجمة المترجمات الالكترونية!


                  

01-21-2006, 12:28 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)


    منزل احد اعيان مدينة سواكن فى المكان المسمى الجزيرة فى اربعينيات القرن الماضى
    كيف كانت اذا منازل الامراء؟
    واتمنى ان احصل على تاريخ انشاء البنك الاهلى المصرى حيث مازالت بقايا بناءه الفخم
    هنالك فى الجزيرة .
                  

01-21-2006, 12:36 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

    Quote: ربطنا الحديث عن العلم لأنّ العلم والقضاء كانا مرتبطين أشد الارتباط في ذلك العصر , لاهتمام الناس بالعلوم الشرعية في المقام الأول , وكان أهل سواكن يقدرون العلماء والقضاة , ويتسابقون في اقتناء ونسخ الكتب – ولم تكن هناك طريقة غير النسخ , إذ لم تكن الكتب المطبوعة قد ظهرت , وحتى بعد ظهورها ظل الكتاب المكتوب باليد أغلى واعز عندهم من الكتاب المطبوع.ويشهد على ذلك المخطوطات والكتب التي تذخر بها منازل الأسر العريقة فيها , وعند تهدم البيوت وخراب الجزيرة قام الكثيرون بجمع ما تناثر لديهم من أوراق و القوها في البحر مخافة أن يدوسها الناس لأن فيها أسماء الله , أو لأن فيها من القرآن والحديث , والقليلون الذين لم يلقوا أوراقهم في البحر غير قادرين على تصنيفها وفهرستها , وقد أحضر لي المرحوم محمد بشير حسن – وقد كان احد محبي سواكن وأبنائها الأبرار , رحمه الله رحمة واسعة – أحضر لي كمية ضخمة من الأوراق المخطوطة هي ما تبقى من مؤلفات عالم واحد من قبيلة الحسناب , وكانت نيته أن نحاول تصنيفها وترتيبها ومراجعتها لعلنا نحصل ولو على كتاب واحد من مؤلفات ذلك العالم المجهول , ولكن المنية وافته قبل ذلك رحمه الله , أما الأوراق فأظنها لازالت في مكتبته , نسال الله أن يقيض لها من أبناء سواكن من يهتم بها وبغيرها من وثائق سواكن .

    كان التعليم التقليدي مقتصرا على الفقه الشافعي والتفسير والحديث وشرح الأجرومية , وكان يتم في الخلاوي والزوايا والمساجد . في بواكير الصبا يدرس الطلاب – اثناء حفظهم للقرآن في الخلاوي – يدرسون ( عقيدة العوام ) وهي منظومة في العقائد للأطفال ، و "سفينة الصلاة " وهي مختصر في احكام الصلاة على المذهب الشافعي , ومن اكملها درس " سفينة النجاة " وهي مختصر في العبادات. ولست ادري هل جاءت تسمية الكتابين بالسفينة صدفة أم انهما قد كتبا لأهل سواكن خاصة ، ومن اكمل السفينتين درس ( المقدمة الحضرمية ) وهو كتاب في أحكام العبادات أيضا ولكنه موسع ، ثم يدرس الدارس منهم "متن أبى شجاع " وهو متن الغاية والتقريب المشهور عند الشافعية. ومن زاد على هذا وقرأ " منهاج الطالبين " أعتبر فقيها ونظر إليه بأحترام. أما من أراد أن يزيد على ذلك ويصير " عالما " فما كان أمامه إلا السفر إلى زبيد باليمن ، أو إلى الأزهر. ولم يكن هذا النوع من التعليم مقتصرا على الذكور فقط ، إذ منّ الله على أهل سواكن بالفقيهات , وهن نساء يتولين

    تدريس البنات وتحفيظهن القرآن, وما أكثر نساء السواكنية اللاتي يجدن القرآن دون الالتحاق بأي مدرسة.!

    أما عن التعليم الحديث فنذكر طرفا مما ذكره المرحوم محمد صالح ضرار في كتاب تاريخ سواكن :

    في سنة 1892 أفتتح المبشرون النمساويون مدرسة قصدها بعض الطلاب , ولكنهم بدءوا في الاختفاء واحدا بعد الآخر عندما شاهدوا الرسومات المسيحية , حتى كانت سنة 1901 فقفلت أبوابها ومبناها يقع في الشمال الغربي بساحل جزيرة سواكن ويسميه الأهالي " الكنيسة "

    مدرسة سواكن الأميرية أنشئت سنة 1895 واشترك تلاميذها في امتحان الابتدائي بالقاهرة , وفي سنة 1921 أقفلت المدرسة نهائيا لخلو المدينة من السكان الذين غادروها إلا بقية من سكانها الأصليين المتمسكين بها.

    الآن : توجد بعض المدارس الأساسية فقط! ويقوم طلاب جامعة الخرطوم بعمل بعض الأبحاث المتعلقة بالبحر والأحياء المائية في جزيرة " سنقنيب " .


    --------------------------------------------------------------------------------
                  

01-21-2006, 12:36 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

    Quote: القضاء

    كان أهل سواكن - وأهل بواديها القريبة - يتحاكمون إلى قضاة من أهلها ممن عرفوا بالعلم والعدل والفضل , وكانوا يرضون بأحكامهم وينفذونها لا خوفا من سلطة وإنما إيمانا منهم بأن أحكامهم هي شرع الله , وكانت الأحكام كلها _ ما يتعلق منها بالعبادات كرؤية الهلال , وما يتعلق بالمعاملات والأحوال الشخصية _ كلها تجري وفق المذهب الشافعي . ولكن مع تزايد أهمية سواكن أحس السلطان العثماني بأهمية أن تكون في سواكن محكمة تحكم بمذهب الدولة - وهو المذهب الحنفي - فكان أن أرسل إلى قاضي مكة المكرمة أمرا بأن ينشئ محكمة شرعية في سواكن , وأن تكون على مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان. ولقد أعرضنا عن إيراد نص الوثيقة لطولها , وهي لا تزال محفوظة عند أحفاد القاضي المذكور.

    اعترض أهل سواكن على نظام المحاكم الشرعية - لأنه على مذهب أبى حنيفة - بينما تمسك القاضي الذي وقع الاختيار عليه - وهو الشيخ عمر محمد محي الدين بن احمد بن محمد القملي - تمسك بحرفية الفرمان , وتشدد في أن يكون كل شيء على مذهب أبي حنيفة , فوقعت مشادة عنيفة بينه وبين قائمقام سواكن فعزله عن القضاء. رفع القاضي الأمر إلى قاضي مكة المكرمة, وهذا بدوره رفعه إلى والي الحجاز الذي أمر قائمقام جدة بكتابة الأمر التالي إلي محافظ سواكن :

    قدوة الأماجد والأعيان , رفيع الشان , المكرم المحترم حالا قائمقام بندر سواكن الحاج محمد آغا , زيد مجده

    بعد التحية والتكريم , والمعزة والتسليم , تحيطون علما - لا خافيكم - من خصوص الشيخ عمر أفندي محي الدين - قاضي قضاة سواكن سابقا- فالمذكور رجل صالح من ذوي البيوت , ومن قديم الزمان قائم بخدمة الشريعة النبوية , و إجراء مراسيم أحكام الطريقة السنية المصطفوية. وهو أهلا ومحلأ في تلك الجهات إلى هذه الخدمة الشرعية . والآن بلغنا أنه بين تعاديه ببعض أهل السؤ عزل , ففي حال وصول كتابنا وأمرنا إليكم , وفهمتم ما فيه مسطور في أثناء السطور تشملوه بحلول أنظاركم وتؤيدوه وتقيموه في خدمته كما كان من غير توقف ولا إمتحان. وأنت يا شيخ عمر أفندي محي الدين تكون في خدمتك مقيم على الصراط المستقيم . وتكون موافق قائمقام المذكور في كافة الأمور , وبالك أن يحوز على الرعايا ويقع منك قصور . وهذا وصل هذا الأمر إليكم اعملوا بما فيه. والحذر ثم الحذر من الخلاف , واعتمدوا ختمنا ومهرنا والسلام.

    حرر في 23 جمادى الأولى سنة 1196هـ (الختم)

    محمد كبير قائمقام بندر جدة حالا

    فأستأنف الشيخ عمر عمله ولكن يبدو أن أهل سواكن لم يعجبهم أبدا أن يكون القاضي حنفيا - فبعد 30 عاما عزلوا ابنه - الشيخ عبد القادر عمر- فأرسل إليهم المنشور التالي :

    منشور عام

    خطابا إلى أهالي بندر سواكن , العلماء والفقهاء , الأكابر و الأعيان , التجار والأصناف , فليحيطون علما‏‎ ‎ بأنه بحسب قواعد القديمة , ونظاماة المستديمة , القاضي الذي يجلس في ديوان الشريعة لم يكن من غير سلالة مذهب الحنفية وبما أن سعادة أفندينا ولي النعم المعظم دام أجلاله ,سابقا اختار حامل مرسومنا هذا الشيخ عبد القادر , ولبسه قاضيا على بندر سواكن , وكذلك نحن من بعد ما استفحصنا وتدققنا على المذكور , فلم رأينا منه صدر أمر مخالف للشريعة يستحق بها العزلة. فمن بعد تحقيقنا ذلك يوم تاريخه ألبسناه كورك القضاوة وجعلناه قاضيا على بندر سواكن . فالواجب واللازم على الكل في متوللي بندر المذكور يكن مطيعا لأمره سامعا لقوله . والآن متوجه صحبة قائمقامنا المرسول من طرفنا حسين أفندي فليكن معلوما عندكم والسلام.

    الختم في 3محرم 1236هـ ياخفي الألطاف نجنا مما نخاف عبد رستم أغا أمال

    وقد استمر أبناء وأحفاد القاضي المذكور في دراسة المذهب الحنفي والقضاء به حتى قيام المهدية .







                  

01-21-2006, 12:38 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

    Quote: المباني المرجانية لسواكن

    مقدمة

    حكيت قصة سواكن في الماضي بطرقِ وأساليبِ عديدةِ، كُلّ رواية منها تُوضّحُ واحدا مِنْ العديد مِنْ مظاهرِ هذه الجزيرةِ المبهمةِ. سواكن حُلّلَت مِنْ المنظوراتِ الاجتماعية والسياسيةِ والاقتصادية والعسكريةِ التي نَظرتْ رجوعاً إلى 641 عندما اتصلت البلدةَ لأول مرة بالعالم الخارجي.

    لكن كُلّ القصص تَحدّثتْ عن سواكن كَانتْ حول سكانها، زوّارها و غزاتها ،الأصدقاء والأعداء. هذه القصّةُ الأولى حول الجزيرةِ الفعليةِ؛الكتلة الطبيعية.

    إنّ البناياتَ المرجانيةَ لسواكن هوتشريحُ لجثة سواكن ,انه كتاب يُحلّلُ تأريخَ الجزيرةِ مِنْ بقاياها؛ استنتاج وفحص بعدي لما كان مرة مركزا حيويا للتجارة الدوليةِ.

    حقيقة هو السيرة الذاتية الصادقة الأولى للميناءِ التي شُخّصتْ مِن قِبل الدّكتورِ ويلهيلم جنكرز في 1875 ك

    ' بنت البحرِ '، ونَدبَت بعد مائة سنةً من ذلك مِن قِبل منتج الأفلام السوداني المفعم بالحيوية, حسين شريف, في إزاحتِه الوثائقيةِ للكهرمانِ.

    كُلّ أولئك الذين كَتبوا عن سواكن اعترفوا بتعقيدِ البلدةِ كموضوع. سواكن محيرة حتى أن اسمها لَيس له أصلَ مُتَّفَق عليه.

    تأريخها تاريخ من المجاعةِ والوفرة ، الخرابِ والتقدّمِ، تجارة غنية و سلب ونهب تعس ، يَتضمّنُ برتغاليين، عربا، رومان، مصريين، أتراك والعديد مِنْ الآخرين.

    سواكن كَانَت بلدة متقلّبة جداً بِحيث أنه حَتَّى الآن وبَعْدَ أَنْ مَرّتْ بمراحلها العديدةِ، ما زالَ المرء غير قادر على فَهْمها بالكامل.

    من المحتمل أنّ الذي يَجْعلُ سواكن تبقى بِثبات هو مرونتُها. فقد بَنيتْ خلال الحروبِ والفتوحاتِ،و البلدة نتيجة تصميمِ، منافسة، وثبات. روادها امتلكوا كثيراً من الإيمان في الجزيرةِ حتى بَدتْ البلدةَ وكأنما اكتسبت حياة خاصة بها. تجاوزت كُلّ المِحَن التي كَان يُعْتَقَد بأنَّها ستكُونُ نهايتَها وبَقيت إلى وقت تجاوز بكثير عمرها المتوقعِ. وبَعْدَ أَنْ تَركَها الناسَ، بقيت البلدة وحيدةا، غير محمية ضدّ العناصر الطبيعية التي قاتلتْ لتَسويتها بالأرض.

    في هذا الكتابِ، يقودنا الراحل جين بيير جرينلو ا في جولة في شوارعِ سواكن، يشرح لنا تأريخ المواقعِ التي نَراها. موضّحُا لنا أسلوب الحياة المحلي لسكانها، أذواقهم الشخصية وتفضيلا تهم، وهناك بالمؤثرات البصريِة، يعطي كُلّ قارئ " بلدة جزيرةِ " شخصيةِ , سَيَزُورها ويَستكشفها الكثيرون في وقت الفراغ ولسَنَوات أكثر مما يمكن للتراكيبِ أَنْ تَقفَ.و لَيسَ بِضَربَةِ حَظٍّ أن أنجز جرينلو هذا التأثيرِ الرائعِ؛ فهو مُؤلف وفنان مدت مواهبَه جذورها في سواكن. عَملَ لعدّة سَنَوات في السودان حيث أَسّسَ مدرسةَ الخرطوم للتصميمِ. وتحت حرفية صنعتِه، تعلم العديد مِنْ فناني السودان الموهوبين مهارتهم الفنيةِ. ساهمَت توجيهات جرينلو إلى حدٍّ كبير في بروز أسماء مثل شفيق شوقي، عثمان عبد الله وقيع الله، بسطاوي بغدادي وإبراهيم ألصلحي. من المحتمل أنّ أفضل تقديرِ إلى جُهدِ جرينلو ، حينما قَرأنَا عملَه، أن نقررالحاجة لإبْقاء هذا التراثِ. الحكومات السودانية المتعاقبة لم تقم بأي محاولةِ للحفاظ على بقايا سواكن. ماعانتْ البلدةُ فقط بسبب القوى الثابتةِ للطبيعةِ. ولذا فما تبقى من سواكن يَتفكّكُ الآن ببطء كنتيجة للرقةِ، ولَيسَ الرقة فقطً، الإهمال. لهذا السبب لا يُمْكن أنْ يُتْرَكَ إلى الحكومةِ لوحدها القيام بحفظِ ' بنتِ البحرِ ' هذه؛ المبادرة يَجِبُ أيضاً أَنْ تَأتي مِنْ منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافةِ التي أبقتْ الأنصابَ التاريخية الأخرى في السودان -مثل كنيسةِ النوبة المسيحية- بنجاح.

    إذا أقنع هذا الكتابِ شخصا أَو هيئة ما للتَعَهُّد بهذه الحمايةِ، فإن ذلك قَدْ يَكُون الإنجازَ الأعظمَ للكتابِ ومؤلفه.

    منصور خالد

    الرئيس

    مركز أفريقيا للمواردِ والبيئة

    نيروبي، أغسطس/آب 1994.

    THE CORAL BUILDINGS OF SUAKIN
    FOREWORD ‎

    The story of Suakin has in the past been told in numerous ways and styles, each

    narration explicating one of the many facets of this enigmatic island. Suakin has

    been analysed from military, economic, political and social perspectives that looked

    as far back as 641 AD when the town first came into contact with the outside world.

    But all stories told about Suakin have been about its inhabitants, its visitors and

    invaders, friends and enemies. This is the first story about the actual island; the

    physical mass. ‎

    The Coral Buildings of Suakin is the post-mortem of the anatomy of Suakin

    it is a book that analyses the history of the island from its remains; the ex post facto

    examination of a once vibrant centre of international trade. Indeed it is the first true biography of the port that was personified by Dr. Wilhelm Junkers in 1875 as the ‎'daughter of the sea', and bewailed one hundred years later by the spirited Sudanese film-maker Hussein Sharif in his documentary Dislocation of Amber. ‎

    All those who have written on Suakin admitted to the complexity of the town as a subject. So intriguing is Suakin that not even the origin of its name is agreed upon.

    Its history is one of famine and opulence, devastation and progress, rich trade and

    wretched depredation, involving ortuguese, Arabs, Romans, Egyptians, Turks and

    many others.

    Suakin was a town so unpredictable that even now after it has gone through its numerous cycles, one is still unable to completely understand it. ‎

    What possibly makes Suakin so abidingly memorable today is its resilience. Built

    through war and conquests, the town is a product of determination, competitiveness,

    and fortitude. Its pioneers were possessed of so much faith in the island that the town

    seemed to acquire a life of its own. It withstood all the tribulations that had been

    thought to be its end and survived to a time well beyond its life expectancy. And

    after the people left, the town remained alone, standing unprotected against the natural elements that fought to flatten it to the ground.

    ‎ In this book, the late Jean-Pierre Greenlaw takes us on a guided tour through the

    streets of Suakin, explaining to us the history of the sites we see. He explains to us the domestic lifestyle of its inhabitants, their personal tastes and preferences, their

    with its visual effect, gives to every reader a personal island town which many will

    visit and explore at leisure for many more years than the structures can stand. ‎

    It is not by a stroke of luck that Greenlaw has achieved this marvellous effect; he is

    both an author and artist whose talents have taken root in Suakin. He worked for

    many years in the Sudan where he established the Khartoum School of Design.

    Under his apprenticeship, many of Sudan's talented artists have come to learn their

    artistry. Greenlaw's instruction has considerably contributed to the prominence of such names as Shafig Shawgi, Osman Abdalla Wagie Alla, Bastawi Baghdadi and

    Ibrahim El Salahi. ‎

    Possibly the best tribute to Greenlaw's effort is to consider, as we read his work, the need to preserve this heritage. Successive Sudanese governments have made no attempt to preserve what remains of Suakin. The town has suffered not only because of the immutable forces of nature. Consequently, whatever is left of Suakin is now slowly falling apart as a result of benign, and not so benign, neglect. For this reason it cannot be left to the Government alone to undertake the preservation of this

    ‎'daughter of the sea'; the initiative must also come from UNESCO which has so

    successfully preserved other historical monuments in Sudan such as the Nubian

    Christian Church. If this book should convince someone or some body to undertake this conservation, it may be the greatest achievement of the book and its author. ‎

    Mansour Khalid ‎

    Chairman ‎

    Africa Centre for Resources ‎

    and Environment

    Nairobi, August 1994.‎






    --------------------------------------------------------------------------------
                  

01-21-2006, 12:43 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

    Quote: كثيرة هي المساجد في سواكن -مثل كل المدن الإسلامية - بعضها مازال قائما وبعضها تهدمت آثاره وصار ركاما. بعضها حديث العهد نسبيا وبعضها قديم قدم سواكن لا يعرف أحد تاريخ تأسيسه ، ولكن المساجد صمدت أكثر من غيرها ربما لأن اللصوص تحرجوا من سرقة حجارة ما انهار منها ، وفيما يلي نبذ عن بعض أشهر مساجد سواكن

    الجامع الشافعي :
    قيل أن أول من بناه هو شجرة الدر, وقد رممه الخديوي محمد علي باشا,

    وعلى محرابه لافتة مكتوب عليها ما يلي:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال الله تعالى: (( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ))

    عمر هذا المسجد الشريف والمقام المنيف , إنسان عين حدقة الملك وذروة السلاطين , أنعت أفندينا محمد علي باشا أدام الله مجده وعلاه.

    ظل السماحة والمهابة والندى قعب الكرام مشيد الأركان

    معن الزمان فلا يقاس بغيره في الحكم والمعروف والإحسان

    من اسمه ميم وحاء بعدها ميم ودال قد علا في الشان

    في محرم الحرام سنة1252هـ - الموافق 1839م

    ويتولى الإمامة والخطابة في الجامع الشافعي مشايخ من قبيلة الحسناب , وهم علماء المذهب الشافعي وحاملو لوائه.

    الجامع المجيدي :

    وهو مسجد أمر ببنائه السلطان العثماني لأهل القيف , وجعل إمامته وإدارته بيد نقيب الأشراف الحسينية من نسل الشريف محمد الحسيني , وعلى محراب هذا المسجد لافتة كتب عليها :

    هذا مسجد في قيف سواكن عمرها أمير ميران نور الدين قائمقام ابن الوزير

    المفخم راغب باشا ساميا رحمه الله تعالى.

    من دخل صلاها . سنة1270هـ/ 1853م

    الجامع الحنفي :

    في الجزيرة , وقد بني بأمر من الخليفة العثماني أيضا , وكان يتولى الأمر فيه القضاة من أبناء القاضي عمر محي الدين وابنه عبد القادر كما ذكرنا عند الحديث عن ( القضاء في سواكن)

    جامع تاج السر :


    وقد بناه السيد محمد عثمان تاج السر الميرغني وجعل إمامته وخطابته في الكرباب- من الأرتيقة_ وهي القبيلة المتنفذة في سواكن.

    جامع الشناوي :

    وقد بناه محمد بك الشناوي وأسند إمامته للشريف أحمد الشنقيطي , وكان

    عالما صالحا من شنقيط.

    جوامع أخرى :

    هناك الكثير من المساجد التي يمكن تسميتها جوامع , فبعضها كانت تقام فيه الجمعة عندما كانت سواكن عامرة, وبعضها يمكن أن تقام فيه لولا أن كل من يصلي الجمعة من أهل سواكن يصر على أن يصلي في نفس المسجد الذي كان يصلي فيه أبوه! , من هذه المساجد مسجد أبى الفتح في " القيف " , وهو مسجد حديث نسبيا ولكن بناؤه تم إحياءا لذكري مسجد آخر قديم قيل أن الشيخ أبو الفتح الشاذلي - وهو صاحب أقدم قبة في سواكن - قد بناه قديما....




    الجامع الشافعى.


    المسجد الذى امر الامير السلطان ببنائه.

    جامع تاج السر الميرغنى

    جامع الشناوى.
                  

01-22-2006, 10:21 AM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

    اوسوك
                  

01-22-2006, 04:05 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

    الاستاذ هاشم

    اتمنى ان تواصل علي نفس المنوال وتعرفنا علي جزء من شعبنا
    كما اتمنى ان تعود بنا الي بوستك عن تاريخ البجة........

    مع امنياتي بان تعلق برايك الشخصي عن هذا التاريخ لان فيه نقاط كثيرة تضئ لنا الحاضر

    عمار (عمر) عبدلله
                  

01-23-2006, 12:13 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    شكرا أخ هاشم..

    على هذه الاضاءات ..لأرض الأسلاف.



    حاولت قبل ذلك أن

    أقدم أضاءة...فلم أجد لها صدى.‍‍‍‍‍‍



    متى ينتبه الأخوة فى هذا المنبر

    ان لهم أهلا فى الشرق ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍



    استثنى من هذا الأخ خالد كودى ود.ندى على.
                  

01-24-2006, 05:21 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: AMNA MUKHTAR)

    امنة
    دبايتو.
    شكرا لمرورك وارجو ان تشاركى.
    والناس دايما دايرة الاكشن يا امنة.
                  

01-23-2006, 06:15 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    عمار عبدالله
    دبايوا
    شكرا لمرورك وان شاء الله نحاول تقديم الكثير عن الشرق.
                  

01-23-2006, 12:20 PM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

    رائع
    مجهود جبار
                  

01-24-2006, 05:33 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: فيصل محمد خليل)
                  

01-24-2006, 05:34 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)
                  

01-24-2006, 05:35 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

                  

01-24-2006, 05:35 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

                  

01-24-2006, 05:36 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

                  

01-24-2006, 05:37 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

                  

01-24-2006, 05:43 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

    Quote: محمد صالح ضرار :


    هو ابن سواكن البار حقا – نعم انه ابنها البار فعلا فهو الذي قضى عمره في جمع الوثائق والمخطوطات عنها وكتب عنها كتابه الذي لاغنا عنه لمن يتحدث عن سواكن, وقد قال في مقدمة كتابه أن ما دفعه إلى ذلك هو حبه لسواكن واستشهد بقول الشاعر :

    وحبب أوطان الرجال إليهم مآرب قضاها الشباب هنالكا

    ونحن نحييه ونرحم عليه ونقول له ما أوفاك لوطنك وليت في السواكنية أثنين مثلك! فقد حفظ في كتابه عنها الكثير من الصور والوثائق التي ربما باد أصلها الآن . ونكتفي هنا ببعض ما ذكره هو عن نفسه وما ذكره ابنه عنه في مقدمة كتاب تاريخ سواكن :

    محمد صالح بن ضرار بن علي

    ولد بعقيتاي في 13 ذي الحجة 1310هـ

    درس القرآن الكريم بالجامع الشافعي بسواكن

    دخل مدرسة سواكن الأميرية سنة 1903م , وأكمل تعليمه بها

    حالت المصاريف بينه وبين كلية غردون فألتحق بشركة Eastern Telegraph Company وذلك في سنة1909 ثم انكب علي المطالعة والبحث في شئون البجا فطاف أقاليمهم ودون تواريخهم وأشعارهم , ويبلغ عدد ما دونه من صفحات تاريخية آلاف الصفحات كما كان يهوي الأدب وألف في شبابه بعض المقامات , وقد ترك رحمه الله الكثير من المؤلفات التي طبع بعضها ولا يزال البعض في انتظار الطبع , ومن هذه المؤلفات : تاريخ سواكن وحياة تاجوج والمحلق, تاريخ اقليم البجا , تاريخ قبائل الحباب والحماسين وغيرها.



    --------------------------------------------------------------------------------
                  

01-24-2006, 05:46 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

    Quote: السيد أبو طاهر محمود السواكني :


    هو السيد أبو طاهر محمود السواكني الأزهري , من نسل الشريف محمد الحسيني من الأبكراب . تخرج من الأزهر وتفرغ للبحث والتأليف والدعوة , ولاقى في مبدأ أمره عنتا من علماء أهله التقليديين حاله حال كل المجددين عندما يواجهون تقاليدا راسخة الأساس , وكانت لدي السواكنية تقاليد دينية راسخة نتجت عنها صورة معينة للعالم لا يريدون تغييرها وفاجأهم السيد أبو طاهر بنوع جديد من العلماء الحق عنده أحق أن يتبع ولا اعتبار لديه للموروثات إذا خالفت الحق.

    لديه الكثير من المؤلفات المطبوعة , وعناوينها كلها مسجوعة على طريقة أسماء الكتب غي عهده . ترك المرحوم أرثا علميا ضخما ومكتبة عامرة نتمنى أن تفتح للجمهور حتى تتواصل رسالة العالم الداعية الشيخ أبو طاهر محمود.

                  

01-24-2006, 05:47 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

    Quote: القضاء

    كان أهل سواكن - وأهل بواديها القريبة - يتحاكمون إلى قضاة من أهلها ممن عرفوا بالعلم والعدل والفضل , وكانوا يرضون بأحكامهم وينفذونها لا خوفا من سلطة وإنما إيمانا منهم بأن أحكامهم هي شرع الله , وكانت الأحكام كلها _ ما يتعلق منها بالعبادات كرؤية الهلال , وما يتعلق بالمعاملات والأحوال الشخصية _ كلها تجري وفق المذهب الشافعي . ولكن مع تزايد أهمية سواكن أحس السلطان العثماني بأهمية أن تكون في سواكن محكمة تحكم بمذهب الدولة - وهو المذهب الحنفي - فكان أن أرسل إلى قاضي مكة المكرمة أمرا بأن ينشئ محكمة شرعية في سواكن , وأن تكون على مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان. ولقد أعرضنا عن إيراد نص الوثيقة لطولها , وهي لا تزال محفوظة عند أحفاد القاضي المذكور.

    اعترض أهل سواكن على نظام المحاكم الشرعية - لأنه على مذهب أبى حنيفة - بينما تمسك القاضي الذي وقع الاختيار عليه - وهو الشيخ عمر محمد محي الدين بن احمد بن محمد القملي - تمسك بحرفية الفرمان , وتشدد في أن يكون كل شيء على مذهب أبي حنيفة , فوقعت مشادة عنيفة بينه وبين قائمقام سواكن فعزله عن القضاء. رفع القاضي الأمر إلى قاضي مكة المكرمة, وهذا بدوره رفعه إلى والي الحجاز الذي أمر قائمقام جدة بكتابة الأمر التالي إلي محافظ سواكن :

    قدوة الأماجد والأعيان , رفيع الشان , المكرم المحترم حالا قائمقام بندر سواكن الحاج محمد آغا , زيد مجده

    بعد التحية والتكريم , والمعزة والتسليم , تحيطون علما - لا خافيكم - من خصوص الشيخ عمر أفندي محي الدين - قاضي قضاة سواكن سابقا- فالمذكور رجل صالح من ذوي البيوت , ومن قديم الزمان قائم بخدمة الشريعة النبوية , و إجراء مراسيم أحكام الطريقة السنية المصطفوية. وهو أهلا ومحلأ في تلك الجهات إلى هذه الخدمة الشرعية . والآن بلغنا أنه بين تعاديه ببعض أهل السؤ عزل , ففي حال وصول كتابنا وأمرنا إليكم , وفهمتم ما فيه مسطور في أثناء السطور تشملوه بحلول أنظاركم وتؤيدوه وتقيموه في خدمته كما كان من غير توقف ولا إمتحان. وأنت يا شيخ عمر أفندي محي الدين تكون في خدمتك مقيم على الصراط المستقيم . وتكون موافق قائمقام المذكور في كافة الأمور , وبالك أن يحوز على الرعايا ويقع منك قصور . وهذا وصل هذا الأمر إليكم اعملوا بما فيه. والحذر ثم الحذر من الخلاف , واعتمدوا ختمنا ومهرنا والسلام.

    حرر في 23 جمادى الأولى سنة 1196هـ (الختم)

    محمد كبير قائمقام بندر جدة حالا

    فأستأنف الشيخ عمر عمله ولكن يبدو أن أهل سواكن لم يعجبهم أبدا أن يكون القاضي حنفيا - فبعد 30 عاما عزلوا ابنه - الشيخ عبد القادر عمر- فأرسل إليهم المنشور التالي :

    منشور عام

    خطابا إلى أهالي بندر سواكن , العلماء والفقهاء , الأكابر و الأعيان , التجار والأصناف , فليحيطون علما‏‎ ‎ بأنه بحسب قواعد القديمة , ونظاماة المستديمة , القاضي الذي يجلس في ديوان الشريعة لم يكن من غير سلالة مذهب الحنفية وبما أن سعادة أفندينا ولي النعم المعظم دام أجلاله ,سابقا اختار حامل مرسومنا هذا الشيخ عبد القادر , ولبسه قاضيا على بندر سواكن , وكذلك نحن من بعد ما استفحصنا وتدققنا على المذكور , فلم رأينا منه صدر أمر مخالف للشريعة يستحق بها العزلة. فمن بعد تحقيقنا ذلك يوم تاريخه ألبسناه كورك القضاوة وجعلناه قاضيا على بندر سواكن . فالواجب واللازم على الكل في متوللي بندر المذكور يكن مطيعا لأمره سامعا لقوله . والآن متوجه صحبة قائمقامنا المرسول من طرفنا حسين أفندي فليكن معلوما عندكم والسلام.

    الختم في 3محرم 1236هـ ياخفي الألطاف نجنا مما نخاف عبد رستم أغا أمال

    وقد استمر أبناء وأحفاد القاضي المذكور في دراسة المذهب الحنفي والقضاء به حتى قيام المهدية .







                  

01-24-2006, 08:49 PM

طارق أحمد أبوبكر
<aطارق أحمد أبوبكر
تاريخ التسجيل: 12-24-2005
مجموع المشاركات: 1621

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

    الاخ هاشم
    دبايوا..
    رائع واكثر من رائع هذة اللفته التاريخية من ابن الشرق البار هاشم ..
    اذكر انني فى السبيعينات قد شاهدت افتتاح فيلم سواكن وكنت يومها طالبا بكلية الاعلام .. الفيلم من اخراج المرحوم الفنان حسين شريف واكثر ما شدني اخراج الفيلم والمادة والموسيقي التصويرية بصوت الفنان الخالد عبد العزير محمد داود وهو يدند باسم سواكن .. للأسف الشديد منعت وزارة الاعلام عرض الفيلم وتم ايقافه لاسباب كثيرة يطول شرحها .. سواكن مدينة رائعة وتم اهمالها عن عمد ولم تتم المحافظة عليها وماتت فى القرن العشرين .. سواكن كانت رائعة في مبانيها طوال القرون السحيقة في التاريخ .. ومن يشاهد مناظر دورها وعماراتها يعجب من تطور البنيان في ذلك الشط من البحر الاحمر ..
    شكرا مرة اخرى لك يا اخى هاشم ..
    وسأواصل ..
    تقبل تحيات الجميع هنا في لندن وعلى الاخص احمد محمد طاهر حمد
                  

01-24-2006, 08:59 PM

طارق أحمد أبوبكر
<aطارق أحمد أبوبكر
تاريخ التسجيل: 12-24-2005
مجموع المشاركات: 1621

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: طارق أحمد أبوبكر)

    الاخ هاشم ..
    وجدت هذه الصورة النادرة لسواكن من ارشيف والدى رحمة الله عليه ..

                  

01-25-2006, 05:50 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: طارق أحمد أبوبكر)

    طارق
    دبايوا.
    شكرا لمشاركت واتوقع مشاركات اكثر .
                  

02-05-2006, 03:03 PM

Abu mohamed Abu Amna

تاريخ التسجيل: 12-30-2005
مجموع المشاركات: 319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

    Quote: … AND ITS SEA
    The Sudanese sea is simply the most beautiful in the world! When you compare it to the underwater hustle and bustle of Egypt or even the murky green waters of Eritrea and Yemen, you can be guaranteed that Sudan is one of the few places left in the world that remains untouched by man.
                  

01-25-2006, 07:12 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

    Quote: والناس دايما دايرة الاكشن يا امنة.



    صدقت !





    كثيرا ما احس بالوحشة..

    فى هذا الوطن الذى لا يعرف عنا شيئا..

    ولا يريد أن يعرف .



    ولكن لسان حال يقول :

    بلادى وان جارت على عزيزة

    وأهلى وان ضنوا على كرام
                  

01-25-2006, 07:24 PM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: هاشم نوريت)

    Quote: ورد ذكر سواكن في الكثير من الكتب القديمة , فقد ورد ذكرها في معجم البلدان للبلاذري , وورد ذكرها في 13 ترجمة من تراجم كتاب " الضوء اللامع في أعلام القرن التاسع " للسخاوي , والكثير من تراجم " خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر " و حتى أشهر روايات عبد الرحمن منيف "مدن الملح " لم تخل من ذكر سواكن! واليك مختارات من ذلك تليها مختارات مما كتب حديثا عن سواكن :-

    من رحلة ابن بطوطة:

    .......... وقصدت إلينا طائفة من البجاة، وهم سكان تلك الأرض سود الألوان، لباسهم الملاحف الصفر، ويشدون على رؤوسهم عصائب حمراً، عرض الأصبع، وهم أهل نجدة وشجاعة، وسلاحهم الرماح والسيوف، ولهم جمال يسمونها الصهب، يركبونها بالسروج فاكترينا منهم الجمال، وسافرنا معهم في برية كثيرة الغزلان، والبجاة لا يأكلونها وهي تأنس بالآدمي ولا تنفر منه. وبعد يومين من مسيرنا وصلنا إلى حي من العرب يعرفون بأولاد كاهل، مختلطين بالبجاة، عارفين بلسانهم، وفي ذلك اليوم وصلنا إلى جزيرة سواكن، وهي على نحو ستة أميال من البر، ولا ماء بها ولا زرع ولا شجر، والماء يجلب إليها في القوارب، وفيها صهاريج يجتمع بها ماء المطر، وهي جزيرة كبيرة، و بها لحوم النعام والغزلان وحمر الوحش، والمعزى عندهم كثير والألبان والسمن ومنها يجلب إلى مكة وحبوبهم الجرجور، وهو نوع من الذرة كبير الحب يجلب منها أيضاً إلى مكة. وكان سلطان جزيرة سواكن حين وصولي إليها الشريف زيد بن أبي نمي، وأبوه أمير مكة، وأخواه أميراها بعده، وهما عطيفة ورميثة اللذان تقدم ذكرهما وصارت إليه من قبل البجاة، فإنهم أخواله ومعه عسكر من البجاة، وأولاد كاهل وعرب جهينة وركبنا البحر من جزيرة سواكن نريد أرض اليمن....،

    من الروض المعطار للحميري:

    سواكن: مدينة بقرب جزيرة عيذاب، وهي ذات مرسى، ومنها تسير السفن إلى مدينة سواكن، وهي مدينة عامرة في ساحل بلاد البجاة وبلاد الحبشة، وفيها متاجر، ويخرج منها رقيق البجاة والحبشة واللؤلؤ الجيد، وفيها قطاط برية في عظم الكلب الكبير تؤذي الناس، وهناك دابة من دواب البحر يقال له الطلوم لها فرج كفرج المرأة وثديان كثدييها يقع عليها الملاحون، وتسير منها السفن إلى جزيرة باضع، وهي أيضاً في ساحل البجاة والحبشة وأهلها مسلمون.

    من البيان والإعراب عما في ارض مصر من الأعراب:-

    ...... ومن الجائز أيضاً أن عدداً من بني أمية قد هرب من الحجاز، في أثناء هذه الفترة أو بعدها بقليل، فعبر البحر إلى بعض الموانئ على الساحل الغربي ,وقد ذكر احد الباحثين الفرنجة أنه شاهد مقابر جماعة من الأمويين على طول الطريق الذي سلكوه متجهين إلى الباضع. وفي هذا الطريق، في منطقة خور"نبت" الواقعة على مسافة 70ميلا غربي سواكن، عثر الباحثون على شاهد من شواهد القبور مؤرخ في عام149هـ "766م"وقد أبدى الباحث الإنجليزي "بول" دهشته لوجود شاهد قديم لفرد أو لجماعة من العرب عاشوا في منطقة منعزلة كتلك المنطقة....

    واليك طرفا مما كتب حديثا عن سواكن:

    كتب طه الطاهر البدوي في جريدة الصحافة :
    سواكن المجيدة - أم المدائن السودانية - سواكن التاريخ الماثل للعيان ، هذه المدينة تمثل الأثر الإسلامي الوحيد في بلاد السودان، وتمثل الحضارة السودانية بكل حقبها التاريخية عربية وفارسية وتركية وهندية، فلكل حضارة من هذه الحضارات لمسة وإضافة علي ثغر السودان سواكن عروس البحر الأحمر .
    فهي عند البجة اوسوك أي السوق، فهي السوق الوحيد لمنتجات بادية البجه إذ لم تكن للبجة مدينة سواها للتجارة وتبادل المنافع . وكلمة سواكن كما يقول المؤرخ المصري الشاطر بوصيلي، كلمة هندية تعني المدينة البيضاء أو مدينة الأمان، فهي بر السلامة لأنها أول مدينة تصل إليها السفن في ذلك التاريخ عند قدومها من الشرق الأوسط . فهي ليست سواجن كما يقول مروجو الأساطير فهي سواكن الخير واوسوك الخيرات لأهل الأرض أجمعين، فقد استوعبت سواكن كل الأعراف والملل عبر تاريخها واحتضنت الجميع . فتمازجت الحضارات وتلاقحت الثقافات فكان النتاج مجمع السواكنية الذي يشهد له تاريخ السودان بالأيادي البيضاء وطيب الأحدوثة، فقد قامت سواكن علي أكتاف المهاجرين من جزيرة العرب فكانت قبائل بلي اليمنية التي منها عرف البجة لغة العرب "البلويت "، أطلقوا هذا الاسم علي كل عربي، ثم كان أهل حضرموت الذين اسماهم البجة الحدارب أي الحضارم، وهم أجداد قبائل الارتيقة أهل المكارم والندي، ولقد شهد لهم التاريخ بأطيب المواقف علي مر التاريخ وكلمة ارتيقة تعني أبناء الزعيم فهم أبناء العرب من بنات البجة وهم يمثلون ناتج العنصرين وهم أساس أهل سواكن .
    ثم وفدت الهجرات الأخرى بعد الفتح المصري ومن قبل ذلك في فترة الحكم العثماني رغم قصرها إلا أنها أبعدت الخطر البرتغالي عن المدينة، فقد تصدي أهل سواكن للأسطول البرتغالي وردوه عن مدينتهم الساحرة التي وصفها مؤرخ الحملة البرتغالية ببرشلونة الشرق، ولقد رسم لها بعض الفنانين صورا أوضحت مدي ازدهار المدينة وجمال عمرانها .
    فسواكن أول مدينة سودانية عمرت بالمباني العالية والمباني الثابتة، فكانت قصورها الشامخة لا مثيل لها في المنطقة ، وكانت مدينة التجارة والمال علي البحر الأحمر والشرق العربي كله ، وكانت تمون بلاد الحجاز بالحبوب واللحوم والسمن والعسل .
    ولقد زار سواكن كثير من الرحالة عبر تاريخها بدءا بابن بطوطة 1324م، والكثير من الرحالة الأوربيين مثل صوميل بيكر والدكتور جنكر واسترجو سياد ليمنر، ولقد زارها الكثير من القادة والزعماء عبر تاريخها، فلقد زارها خديوي مصر عباس حلمي الثاني، وزارها اللورد النبي والكثير من عظماء الغرب . ولقد ساهمت مدرسة سواكن الأميرية التي أسست عام 1895م، في دفع عجلة الثقافة والعلم بالبلاد، ففيها درس رواد الفكر السوداني والثقافة في البلاد مثل إبراهيم محمد علي حمو وشاعر السودان حسن الكردي ومؤرخ شرق السودان محمد صالح ضرار والأستاذ عبد القادر اوكير و الرئيس الفريق إبراهيم عبود .
    ولقد ساهم الاستعمار في انهيار المدينة مطلع القرن العشرين لان سواكن كانت تمثل له الشاهد الحي علي حضارة العرب والمسلمين بالسودان، وبما إنهم دعاة الحضارة الغربية، أرادوا لها الموت حتى تندثر ولم ينسَ المستعمر دور احد أبناء سواكن الميامين في حرب الاستعمار ألا وهو عثمان دقنة السواكني، الذي دوخ الاستعمار وحمي ظهر الثورة المهدية وقام حارساً لساحل البحر الأحمر .
    أما سواكن اليوم، فتحتاج لوقفة رجال وذلك لازدهار الميناء وانتعاش الحياة الاقتصادية وباعتبار قانون الحكم المحلي لسنة 2003م مرجعية للحكم، والذي يتطلب في فصله الثاني المادة "4"التي تتحدث عن إنشاء المحليات ويراعي في ذلك قرار جمهوري بعض المعايير من عدد السكان وجغرافية الموقع والموارد المالية، فإننا في هذا الموقع ولتاريخ هذه المدينة الفريد ولتوفر الموارد المالية المناسبة ووجود تنوع جغرافي كبير من ساحل بحري وأراض شاسعة ووديان مياه قلما توجد في باقي السودان، نطالب بقيام معتمديه سواكن أم المدائن، فهذا نداء لرئيس السلام.
                  

02-02-2006, 10:12 AM

Abu mohamed Abu Amna

تاريخ التسجيل: 12-30-2005
مجموع المشاركات: 319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: AMNA MUKHTAR)

    Quote:
    اتمنى ان تواصل علي نفس المنوال وتعرفنا علي جزء من شعبنا
    كما اتمنى ان تعود بنا الي بوستك عن تاريخ البجة........

    مع امنياتي بان تعلق برايك الشخصي عن هذا التاريخ لان فيه نقاط كثيرة تضئ لنا الحاضر

    عمار (عمر) عبدلله [/Q

    متي العود الي الموقع؟؟
                      

02-09-2006, 09:36 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســـواكـــن مدينــــــــــة الجمال والتاريخ (Re: Abu mohamed Abu Amna)

    ابومحمد
    دبايوا
    اومشيل ويرات سندكاتى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de