كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
اليخت الرئاسي وأشياء أخرى
|
كثر الحديث حول اليخت الرئاسي ، واعتبره الكثيرون ترفا لا داعي له ، واعتبره آخرون نوعا من الفساد ... وقد يكون هذا صحيحا ، فأولوياتنا عديدة ، وكثير منها عاجل لا يحتمل التأجيل ... ولكن : ألم نعتد أن نقدم لضيوفنا أفضل ما عندنا ؟ ألا تذكرون أننا دائما نخجل من تواضع إمكانياتنا حين نستقبل ضيوف البلاد ؟ ألم نكن دائما معترضين على ما اعتدنا عليه من تقديم بلادنا وتسويقها بشكل متخلف ؟ هل كانت قاعة الصداقة ، وفندق قصر الصداقة ، ومجلس الشعب ، ومسجد النيلين ، وغيرها من المباني التي تجمّل وجه عاصمتنا القومية حاليا ، هل كانت هذه المباني ضمن أولوياتنا حين قيامها ؟ وهل خلت هذه المنشئآت من الفساد ؟ كل هذه المباني تمّت إقامتها بقروض تحمّلها الشعب السوداني ، وسدد أقساطها من عرقه واقتطعها من صحته ومن تعليم أبنائه ، لكنها ظلت تشكّل لوحات قيّمة لولاها لكانت العاصمة فقيرة من كل جماليات المعمار الحديث ومن كل القاعات التي تتسع لإقامة أي نوع من المؤتمرات ... نهر النيل بكل فروعه يشق السودان منذ آلاف السنين ، يروي زرعنا ، ويسقي عطشنا ، ويسوق إلينا الخضرة والنماء والحياة . لكنه رغما عن أنه شيخ الأنهار في العالم إلا أنه لم يأخذ حقه من الجمال والبهاء لنهر عظيم مثله ... ونحن نشاهد أنهار العالم من خلال القنوات الفضائية ، ونراها حين وصلنا إليها في تشتتنا ، نرى أن العالم كله يهتم بأنهاره وبشواطئه ، فيقيم حولها الحدائق ، التي عرفت بإسم ( الكورنيش ) ، وهي تضم أماكن الترفيه للكبار والصغار ، وتكمل لوحة جمالية رائعة مع انسياب النهر ... أماكن السباحة يتم تحديدها ، وأماكن صيد الأسماك للهواة ، ومراجيح الأطفال ، وأشياء عديدة يمكن إضافتها لإيجاد متنفس للناس ، وصنع الجمال والفرح ... القوارب بأنواعها وأشكالها المختلفة ، سباقات القوارب ، والرحلات النيلية ، كلها يجب أن تشكّل حركة دائبة فوق أنهار بلادنا ... قد يكون اليخت الرئاسي مكلفا ، وقد يمثّل مدخلا للفساد لدى بعض المتنفذين ، لكنّ إلغاء مشروع اليخت الرئاسي لن يلغي الفساد في السودان . إذن لنقل نعم لمشروع اليخت الرئاسي رغم الشوائب التي تشوبه ، فقط لأنه يظل مثل الديوان الذي جمّلناه للضيوف ، وفرشنا سرره ، وقدمنا فيه ما لذ وطاب ، وحرمنا أنفسنا من تجميل بقية غرف المنزل ، واكتفينا أن نأكل ( بقية الصينية ) العائدة من الديوان بعد أن شبع منها ضيوفنا ... وسيذهب الرئيس كما ذهب الذين أتوا من قبله ، وسيبقى اليخت الرئاسي ملكا للسودان ، يمخر عباب النيل ، وينقل ضيوف السودان في تطوافهم النيلي حول مدننا وشواطئنا ، وسيكون ذلك خير تسويق للسودان الممتلئ بمقومات السياحة ...
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اليخت الرئاسي وأشياء أخرى (Re: ودقاسم)
|
أما كان يمكن للذين طرحوا فكرة اليخت الرئاسي ليكسبوا من ورائها ، أن يأخذوا كامل الأربعة ملايين دولار بشكل آخر ، ثم لا يبقى لنا لا المال ولا اليخت ؟ نقف ضد الفساد ، لكننا نحتاج كثيرا لمن يفعل شيئا ما ... بلادنا فيها خير كثير ، لا ينبغي أن نسوقها على أنها بلاد فقيرة أو قبيحة أو بخيلة ، لأن تسويقها بهذا الشكل لن يحل مشكلتنا ،،، من الخير لنا أن نسوق غنى بلادنا وجمالهاوكرمها ... سنكسب كثيرا من هذا ، سنكسب أضعاف ما نهبه المفسدون ... ثم لن ننساهم ، نواجههم ، نكشفهم ، ونقتص منهم ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليخت الرئاسي وأشياء أخرى (Re: ودقاسم)
|
الخال الغالى ود قاسم
كل سنه و إنت و الأسرة الكريمه بألف خير ، و حفظكم الله تعالى جميعا ، وجهة نظرك مقبوله إلى حد بعيد ، و لكن ... لو جات على حساب الأكل بس معليش ، لكن القصه فيها صحه و تعليم و .. و.. ألخ ، و القروش دى كتيرة جدا فى ظروف زى دى ياااخ و على كل حال ... يا أجمل خال : كراكاتيراتى بهذا الخصوص فى الفرن .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليخت الرئاسي وأشياء أخرى (Re: ابو جهينة)
|
أبوجهينة تحيات معطرة بنسمات النيل .. لا مانع من الصناعة الوطنية ، لكن الاقتصاديون يقولون بغير ذلك ، لأن مسألة التخصص أصبحت هي التي تحدد من يصنع ماذا ، ومن يزرع ماذا ، وهذا أحد أهداف العولمة ،،، فنحن عندما نصنع باخرة فإننا نصنع هيكلها فقط ، أما ماكيناتها ودقائق ميكانيكيتها وكهربائتها فهي تأتينا جاهزة من الخارج كعادتنا دائما ... وفوق هذا وذاك فنحن نعلم تماما أن المواصفات المحلية لا تمنحنا الفرصة لتسويق بلادنا بالشكل المناسب ،،، وإصرارنا على تسويق أنفسنا وبلادنا بتواضع لا يورثنا إلا التجاهل من بقية العالم ... لابد أن نتجمل ، ولابد أن نسعى للتسويق الإيجابي ،،، ونحن مطالبين بتجميل بلادنا من أجل إوالة القبح ، ومن أجل جلب المزيد من المستثمرين والسياح ،،، ولا يجب أن نسلك في ذلك الطريق الخطأ ، إنما نسعى إلى التجميل بآلية نظيفة وطاهرة ،،، ونجعل عينا على التجميل وعينا أخرى تراقب الفساد ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليخت الرئاسي وأشياء أخرى (Re: مصدق مصطفى حسين)
|
مصدق تحيات طيبات لو أننا نضمن أن الأربعة ملايين دولار كانت ستذهب للتعليم أو الصحة لقلنا لا لليخت الرئاسي ، لكن الخوف أن تذهب كلها لجيوب البعض ولا نجد يختا ولا صحة ولا تعليما ،،، السودان فيه خير كثير ، والبترول الآن يدر دخلا كبيرا لا تؤثر فيه أربعة ملايين دولار ،،، تخيل كم يصرف على المؤتمر الوطني ومتنفذيه ، وهل جنينا غير الدمار من هذا الصرف ؟؟ يا مصدق الوطن كله منهوب ، ولمصلحة فئة محدودة مهما تجملنا بحكومة الوحدة الوطنية ،،، والفساد استلمنا فيه شهادة دولية من منظمة الشفافية العالمية ... فعلينا أن نرفضه كله ، لأن في تجزئته تبرئة لذمة المفسدين ...
| |
|
|
|
|
|
|
|