|
زهير السرّاج: الفاضي يعمل قاضي!
|
البقية في (حكامكم)!
زهير السراج
صدق المثل.. (الفاضي يعمل قاضي).. فقد أوردت (الصحف) ان رؤساء مصر وليبيا والسودان سيتوجهون الى ابوجا خلال الأيام القادمة للاحتفال بتوقيع اتفاقية (سلام دارفور) بين حكومة السودان وحركة تحرير السودان (فصيل أركو مناوي) وبضعة أشخاص من فصيل عبدالواحد محمد نور يُقال ان عددهم يصل الى خمسة عشر شخصاً فقط، خشوا ان تفوتهم قسمة السلطة والثروة، فانشقوا عن عبدالواحد في اللحظات الاخيرة، وفضلوا ان يمهروا بتوقيعاتهم على الوثيقة المهزلة التي ستضمن لهم وللمناضل (أركو) مقعداً في القصر، وبضع وزارات توفر لهم العيش الكريم وتغنيهم عن سؤال اللئيم.. بينما شعب دارفور جائع مشرد وحائر!! الرؤساء الثلاثة الذين تطاولت فترات حكمهم ورئاستهم.. وتعدت في مجموعها الـ 77 عاماً، ليس هنالك ما يشغلهم غير حضور الاحتفالات وتدبيج الخطابات الطويلة وتشنيف آذان الحاضرين بها.. يقدمون من خلالها المواعظ والنصائح والدروس لشعوبهم بل وللعالم اجمع.. فالله قد وضع فيهم الحكمة وحدهم، وعلمهم فصل الخطاب.. دون سائر العباد.. ومن حق العباد عليهم ان يعلموهم ويؤدبوهم ويحسنوا تأديبهم.. ومن لم يتأدب بالخطب، فهنالك من الوسائل ما هو كفيل بالتهذيب والتأديب! يحمد لهؤلاء الرؤساء، انهم ظلوا مؤمنين بامكانية تغيير الشعوب الى الأفضل، واقتدائها بحكامها الحكماء، وظلوا متفائلين بأن حركة الاصلاح والتطور سائرة الى الامام في الاتجاه الذي رسموه وحددوا معالمه، لا تحيد عنه قيد أنمله، لذلك ظلوا متشبثين بالسلطة والحكم رحمةً بالشعوب المسكينة التي لا تعرف ان العبرة ليست بتغيير الحكام، وانما بتغيير الشعوب.. عملاً بالآية الكريمة (لا يغير الله ما بقوم، حتى يغيروا ما بأنفسهم).. وما القوم الا الجماعة من الناس أو (بلغة اليوم) الشعب.. او الجماهير.. أو المواطنون.. وليس لهذه الصفات او المصطلحات علاقة معنوية او لغوية بالعبارات الرئاسية والملوكية مثل الزعماء والحكام والملوك والرؤساء.. شتان ما بين أولئك وهؤلاء!! اذن فالشعوب هي التي يجب ان تتغير.. ويبقى الحكام منارات سامقة لا تنطفئ ولا تسقط.. مهما تقادم الزمن! سبعة وسبعون عاماً فقط حكمها هؤلاء الرؤساء، فترة قصيرة بمقياس الزمن السرمدي، ولكنها مرت قاسية عليهم، تحملوا فيها كل صنوف الألم والعذاب من أجلنا، لذا يجب ان نجازيهم بسبعة وسبعين أخرى، يتذوقون فيما طعم الراحة والانجازات والصروح العظيمة التي اقاموها لنا.. صرح الفقر، وصرح المرض، وصرح التخلف، وصرح الجهل، وصرح الحروب وصرح الاستغلال! والصروح ايها السادة لا تقام الا تخليداً لذكرى شخصيات او أشياء اندثرت ولم يعد لها وجود في حياتنا!! ألا يستحقون بعد كل هذه الصروح التي شيدوها من أجلنا، كلمة شكر نعبر بها عن تقديرنا وامتناننا لهم، وسبعة وسبعين سنة أخرى نسلمهم فيها رقابنا ونحن مطمئنون عليها، يفعلون بها ما يشاؤون.. وهم يهتفون (التغيير واجب وطني)!!. رحم الله الشعوب .. والبقية في حياتكم أيها الحكام.!!
www.alsahafa.info[/B]
|
|
|
|
|
|