دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
تنميط السودانيين سلبياً في الاعلانات التجارية (سموأل أبوسن)
|
السموأل أبوسن شاهدت مؤخرا إعلانا تليفزيونيا لمنتج جديد من زيوت الطعام. الجديد في أمر هذا الزيت حسبما يدعي الإعلان هو خصائصه التي لم نعهدها في الزيوت من قبل، فقد عرفنا الزيت النقي، وقليل الكوليسترول وسهل الهضم، وعالي الغذاء، والخالي من الرائحة غير المرغوبة.. إلي آخر هذه السمات التي تسوقها شركات التسويق. لكن الجديد في هذا الزيت وكما يروج الإعلان هو مقدرته الخارقه علي التنشيط و طرد الكسل و النوم من عيون مستهلكيه! ولما كانت هذه هي الألفية الثالثه التي أنتج فيها الفاكس والإنترنت و الصراف الآلي وارتاد فيها الإنسان الفضاء، رأينا أن لا عجب أن يتمكن صناع الغذاء من صنع ما يبعث النشاط و الحيوية في أجساد الناس بما يجعلهم أكثر مقدرة علي الأداء و الإنجاز..
لكن هذا التحليل بالتحديد هو تجسيد للنظرة الطيبه، ولا اقول الساذجه، التي ننظر بها بشكل عام، نحن السودانيون، إلي الأمور التي تحدث من حولنا و من ضمنها هذا الإعلان المريب. الإعلان لمن لم تتح له فرصة مشاهدته يصور بعض الأشخاص ذوي البشرة السمراء
(الإشارة الأولي)، وهم يتلذذون بتناول اطايب الأكل المعد بزيت (...) من إنتاج شركة (...) ! تمر صور الإعلان ولقطاته السريعة تصور هذه الحيوية المتدفقه من الوجوه، إلي أن تسمع في الأغنية المصاحبه للإعلان جملة تقول ، زيوت (....) لا كسل لا نوم! ثم تقع عينك أسفل الشاشه و في طرفها الأيسر جملة " إنتاج شركة(...) السودان" (الإشارة الثانية). و هنا يصعقك الربط السريع بين قطع الموزاييك كلها. فالإعلان يجد رواجه سريعا في أكثر قنوات الترفيه العربية إنتشارا و أكثرها جذبا للمشاهدين من خلال ما تبثه يوميا من عدد هائل من الدراما و الأفلام الغربية. كما يبث في قناة سينما عربية هي الأخري لها حظها الوافر من المشاهدين من شتي بقاع العالم. هذا إعلان موجه لقاعدة واسعه من المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وهو من الإعلانات النادره جدا التي يظهر فيها ذووا البشرة السمراء ( أو السودانيون) كعناصر مؤدية فيها وهو ما يذهب بي أبعد في تأكيد ما أثيره هنا.
قد يبدو للبعض منا أن هذا الحديث هو من قبيل المبالغة، لكني حقيقة لا أبالغ حين أقول ان مجرد مشاهدة هذا الإعلان كان بمثابة توجيه إساءة مباشرة - وليست ضمنيه- لي و لكل سوداني في أي مكان في العالم. و سأقرب الصورة بهدوء شديد و تحديدا لمن هو أكثر مني حسن نية و طيبة!!...
إعلان لمنتج إسمه جيف و هو مادة كيميائية لتنظيف البقع = معادله الترويجي كما أسميه زي بلاستيكي لأحد العاملين في حقل البترول ملطخا ببقع النفط السوداء أو بالصوره النمطية للميكانيكي ملطخا ببقع الزيت و الشحوم السوداء.
تعمل المادة الكيميائيه لتنظيف أكثر البقع صعوبة و يخرج الرجل بزيه ابيضا ناصع البياض.....
جيف ضد البقع و الأوساخ... إنه شئ مدهش!
إعلان آخر...لمشروب مقوي ... يشربه أحدهم و يصير ذو مقدرة علي الطيران، إذا هذا المشروب يدخلك عالم القوة الخارقه. ببساطة تصبح أكثر حيوية من البشر العاديين.
إعلان ثالث ، بنك إنجليزي واسع النشاط في منطقة الشرق الأوسط له إعلان بغاية الذكاء. يضع عدة علامات
كتلك التي نجدها في الطريق مثلا علامة محطة وقود، وهي كما توضع عادة ماكينة ضخ الوقود نفسها. و علامة مكتب بريد و صورتها النمطية هي صورة لمظروف. أو علامة مسجد و تمثلها مئذنه مسجد، ثم يشير إلي علامة البنك و مكانها يضع صاحب الإعلان العلامة التجارية لبنكه. والرساله هي انه حينما نقول بنك فإننا نعني هذا البنك فقط. دلالة كل هذا هو ما يرسخه الإعلان في ذهن المتلقي أو المستهلك من صورة مثالية للمنتج عن طريق الذهاب به إلي أقصي درجات النقيض كما في المثالين الأولين، أو أعلي درجات التجريد كما في المثال الثالث.
بهذا التسلسل ربما يصبح أكثر وضوحا معني أن نروج لسلعة المقصود منها محاربة الكسل والنوم و نضع معادلا ترويجيا له سوداني في حالة حيوية و حركة بعد أن يتناول حظه من تلك السلعه. و هذا الإعلان الذي ينتجه مصنع الشركة في السودان و يروج لرسالته الغريبة، لم يكتف فقط بغرابة فكرة أن زيت الطعام ممكن أن يكون بأي حال من الأحوال مادة منشطة و مانعة للكسل و النوم، بل أمعن في إثباتها بالبرهان الذي لا يقبل الجدل... هاهم السودانيون في غاية النشاط بعد أن تناولوا منتجنا!
تلقي المستهلك له
أعود لموضوع بساطتنا و حسن نيتنا المدهش! لتأمل مسألة تلقي السودانيين داخل السودان لمثل هذه الأمور. ربما مستأنسين، وهم في حال الإحباط المزمن، بفكرة أن قناة من قنوات المركز العربي قد أفردت مساحة لا بأس بها لشئ ما ذو علاقة بهم ولو كان ذلك من خلال إعلان بهذا الحجم من الضرر Potential damage . ،أو في أفضل الأحوال عاملين بالمقولة : " العارف عِزّو مستريح" و هي مقولة من الصعوبة أن تجلب راحة لمن عرف "عزّه" و إطمأن لذلك فقط، لأنه لا الشرط التاريخي و لا وضع العالم التنافسي لدرجة الإحتراب، صار يهمه ما تعرفه أنت عن "عزك" أكثر مما يهمه ما تفرضه عليه أنت و تلقنه له تلقينا ليجد لك مكانتك التي تستحقها. و ربما كانت هذه القضية هي مثار مشاكل لا أول ولا آخر لها يصطدم بها السوداني حينما يغادر السودان. إنه ببساطه علي أعلي درجات اليقين من معرفته بـ " عزِّه"، و هو بالتالي لا يحتاج لإبراز ذلك للعالم. لكن من يقنع العالم بذلك؟ من يقنعنا نحنا بأن صورتنا في وجه العالم تختلف عن صورتنا التي في أذهاننا؟ و بأن الأولي أهم بكثير من الثانية!! لأن ما ينبني عليها هو حاضرنا و مستقبلنا كله؟
دلالة الصوره الذهنية
ينبغي الوقوف كثيرا عند مسائل كهذه. فهي في وصفها لا تقل بحال من الأحول عن الإساءه الواضحه لشعب كامل سواء كان من مارسها يعي ذلك أم لا. فممارستها دون وعي لا تنفي حقيقة أنها إساءه. و نحن بطبيعة الحال لن نتوقف كثيرا عند سخف و تهافت فكرة تأسيس اتهامات الكسل و الخمول و ربطها بشعب كامل، ليس فقط للا منطقيتها و لا علميتها ولا واقعيتها، ولكن أيضا لإستيعابنا لحقيقة البواعث ورائها. و هو ما يتوجب علي السودانيين الغضب له و هو حينئذ غضب مشروع و في محله. فمن يصفك مفتئتا بالكسل، يدخر لنفسه إمتيازا يمارسه عليك كلما نادي المنادي حي علي النشاط، وكل ما يرتبط بالنشاط والحيوية إذ ذاك هو كما يقول المثل السوداني (شعرا ما عندك ليهو رقبه). و بالتالي فأنت خارج المنافسه! و من يصفك بالكسل و يحاول أن ينمطك هكذا يدخر لنفسه مشروعية الإستثمار في كسلك هذا إجتماعيا و ثقافيا و فكريا إلي أمد لا يعلمه أحد. و عندئذ لن تجدي فتيلا محاولة إزالة البناء المتكامل من المفاهيم والقيم التي تأسست علي صورتك النمطية، ولذا نقول أن غضبنا لذلك غضب نبيل و غضب حق.
الرد الحاسم
إننا نأمل أن نتعامل مع هذه المسألة بشئ من الجدية بما في ذلك مساءلة كل المسلمات، و مساءلة النفس بشئ من الحزم، لأي درجة تأثرنا نحن أنفسنا بما يضعه لنا الآخرون عن أنفسنا و ما يصورونه علي أنه حقيقتنا، و إلي أي مدي نتبني هذا الفهم يوميا دون أن ندرك مزالقه و وعره؟ ثم أما آن الوقت لنا لننتفض لتثبيت ما هو بالفعل حق لنا و فرضه فرضا علي الآخرين أم أننا سنواصل في تفريطنا وفي التوظيف السئ للمقوله : " العارف عزو مستريح"؟؟ نقلاً عن سودانيل
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تنميط السودانيين سلبياً في الاعلانات التجارية (سموأل أبوسن) (Re: mutwakil toum)
|
سموأل ابوسن بخلفيتة المعرفية السميكة وعقليته التي لا تتكي على وسادة أو ترتاح من النفاذ في الجوهر له القدرة على تشريح اللحظات العابرة ، من لحظة اعلان عابرة يحكي سموأل عن وضعية السوداني الذي عرف عزو واستراح وترك الامر لاجتهاد الأخر ناسياً ان (الآخر) في هذا الزمن الاستهلاكي عالي الايقاع يعمل بنظام الـ Spoon feeding ولا يجتهد في معرفة الآخر ، وبما ان الآخر لم يبرز نفسه بطريقة feeding فأن صاحب العز الذي ارتاح لا وجود له الا كمادة دسمة للتندر ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تنميط السودانيين سلبياً في الاعلانات التجارية (سموأل أبوسن) (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ الحبيب . فيا
احبارك كيفنها . والله دايماً طاريك ، لكن ما داير اقلعك من برميل العسل واشيل دنبك .. تحياتي للعروس .. عرضت المقال على بعض الاصدقاء وكانت فكرتهم متطابقة مع اقتراحك . لكن الاحنجاج يعنون الي من ... شركة الاعلان. التلفزيون . الزول القام بالدور . شركة الزيت.. سأقوم برفع البوست ما امكن او فرد آخر متخصص بالاحتجاج.. تسلم استاد فيا
| |
|
|
|
|
|
|
|