دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
محمد خالد ابونورة مساءك جميل ، اسمح لي ، للمرة الثانية، افضفض على لوحاتك!
ولكنك نكأت جرحا، ليس من الضروري أن يكون شخصيا، ولكنه موجع!
قبل حدوث ما نخشاه، نخشاه بتجرد وبشكل كامل....
وبعد حدوثه، تغرقنا التفاصيل ونتفنن في تغير سيناريوهاته، ونتجاهل نداء عقلنا الباطن للتعامل مع الحقائق لا الأمنيات!
للـ نوقن تري (مفتاح البيت) المصنوع من الخشب، قيمة معنوية في تراثنا النوبي، فعلى الرغم من أن أبوابنا مشرعة دوما، إلا إننا نحفر في الجدار مخزنا للمفتاح، يراه الغادي والرائح، ولكنه قيمة معنوية! ومازال مفتاح بيت أختى المنهارة ثلاثة من جدارانه من جراء فيضان النيل يرقد بسلام في مخدعه، على الأقل ما دامت أمي حية ترزق!
وفي قصيدة لإبراهيم عبده يحكي فيها هجرة أهالي حلفا، يسرد حوارا بين فتاة وأبيها تسأله أين تضع مفتاح البيت! بعد طول تحاشي للإجابة، رد أبوها بسؤال: ما جدوى المفتاح والبيت راح؟
شاهدت للتو فيلم Sometimes in April ، ولم أكن لأحظى بإغفاءة لو لم يعرف Augustine ما حل بأبنائه وزوجته! اليقين؟ يمكن؟ لا قبور يزورها... لا مشاهد تحمل نقش أسمائهم ... ولكنه توقف عن الانتظار!
حلفا، ابتلعها نيل أطّرها مئات السنين، وقسرا أجبروه على ابتلاعها... لو سئل النيل يوما، هل هو راض عما حدث، ترى بما يرد؟
لنا فقط اليقين، شاهدوها تغرق قطعة قطعة ومنارة منارة وحائط ينهار تلو آخر أجدادنا كانو في يقين نحن، لا!
تصبرنا وتحرقنا صور وعبارات تكوي الحلق!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
الماء سرّ الآسرار. حلفا حورية عادت الى الماء. قال الماء كونى فكانت حلفا. قال الماء عودى، فعادت إليه.
حلفا من جبل ورمل وماء. الرمل كثير. والجبل وتد الارض. أما الماء فأغواها. أغوى حلفا فعادت إليه.
حلفا رحلت فى الوشم النوبى. حلفا دخلت فى نسغ الاشياء. حلفا نصف للماء. ونصف للنوبية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
نواصل النبش في ذاكرة الرمل
في تلك المدن النفطية .. كان هناك مقهى اثير الى القلب .. يتجمع فيه السودانيون في المساءات الغابرة - عندما يسمح الطقس بذلك ، كنا نتسامر مثل ليالي رمضان الرائعة في السودان .. كنا نلعب الشطرنج .. ونتبادل الشجن والاحاديث لكن هذا المقهى اختفى في غمضة عين .. كما اختفى صاحبه فتح الله الذي كان فاكهة المكان وملحه الاثير.. وكما اختفى المقهى وصاحبه .. اختفى الناس ايضا.
في تلك البلاد ايضا .. احببت حب عمري .. بعاطفة لم اشعر بمثلها قبلا .. ولن اشعر بمثلها بعد لكن المقاعد التي جلسنا علينا طمرتها رمال التغيير - العملة الرائجة هناك- والشاطيء الذي طالما تمشينا فيه ما عاد موجودا هو الآخر .. كما لم تعد الحبيبة نفسها موجودة فقد تسربت هي الاخرى لاسباب عصرية.
في تلك البلاد .. تزوجت .. اقمت زواجا بطعم الف ليلة الا قليلا في نادي ضباط الشرطة فيها - جاء نفر كثير من اهلي من السودان، وغنينا مع النور الجيلاني حتى اصابنا الكل لكن ما اشد خطلي .. فقد كنت انثر ذكرياتي هباء الريح .. وانثر ذكريات اهلي كذلك هانذا ارحل من المكان .. فمن يعيدني الى ذكرياتي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
في تلك المدن النفطية ايضا .. توفيت شقيقتي الوحيدة ... جاءت ذات صباح كثيف الاسى من السودان .. لكنها لم تكمل يومها ذاك .. ففي ذات النهار .. قضت نحبها وذهبت مأسوفة على شبابها قبل رحيلها ذاك .. اقمنا ردحا من الزمن انا وهي ووالدتي معا في تلك البلاد .. استأجرنا (فليلة) حملت اجمل ذكرياتنا .. كانت في واقع الامر احلى الذكريات .. بعد رحيلها .. ورحيلي .. حرصت على الاستمرار في استئجار تلك الفيلا .. حرصا على تلك الذكريات .. ولكن الى متى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
الى متى؟ سؤال يثير الحيرة
كم من الزمن ساستمر في فعل ذلك او الى متى ساواصل خداع النفس وتوزيع ذاكرتنا بين المدن المستعصية
وهكذا سلمت بصعوبة امساك خيط الدخان لأن ما تسرب.. تسرب بالفعل وقمت خلال احدى زياراتي الطقوسية باعادة المفتاح الى صاحب المنزل وقبلها القيت نظرة اخيرة على مكان لن يتسنى لي ان اعود اليه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
Quote: ساكتب عن اناس فائقي الروعة جمعتني بهم ظروف الحقبة النفطية لكن ان تسنى جهاز يكتب بالعربي فقد اسقمتني لوحة مفاتح بكري |
سلام يا محمد خالد عاد قلمك يطرح الشجون والشئون. ما خطب جهازك ليس فيه لغة عربية؟ لا احسب انك تستخدم كمبيوترآ عتيقآ فى بلد الضباب؟
لو كان الاشكال فنيآ، ستجد مساعدات فنية من الخبراء هنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: Adil Osman)
|
عادل
اصيب جهاز الكمبيوتر خاصتي بلوثة عقلية مفاجئة وباءت كل المحاولات لاصلاح ذات البين معه، بالفشل والفشل الذريع كمان فاضطررنا الى آخر العلاج، اي "الفرمتة". لكن كان لذلك الكي آثاره الجانبية، حيث لم يكن التقني يمتلك ويندوز لها طابع عربي فكانت النتيجة ان اصبح لدينا جهاز اعجمي ولله الحمد من قبل ومن بعد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
الحقبة النفطية الغابرة، كانت بائسة النتائج مثلما قال ود المكي ذات قصيدة
ســـــ اعود لا ابلا وسقت
بل ان سنين العمر تسربت لم تكن سنينا عادية .. لكنها سنين الزهو والنضرة .. السنين الفارعة بيد اني لا اشعر بكثير اسى .. او فداحة خسارة فانا خرجت بالكثير من الناس
لأن معرفة الرجال كنز
أحد هؤلاء هو منصور البارودي،
تعرفت عليه رحمه الله في الهزيع الاخير من الثمانينات، كان آنذاك ملء السمع والبصر ويدير فرع احد المصارف السودانية كان محبا للحياة والطرب جسده ضخم، وفيه سيماء سودانيي الزمن الاجمل ومعظم عاداتهم: الاعتناء بنوع النظارة السوداء وبالملابس مثل سودانيين الزمن الاجمل .. كان البارودي يحب الطرب والغناء والشعر. وكان صديقا لصلاح احمد ابراهيم ورفيق عمر ولديهما مكاتبات ومشاغبات كان بارودي مذواقا، ومتذوقا جيدا للطعام يعرف المطاعم الجيدة والطعام الجيد وكان انيقا، ذي صفرة نبيلة. ومتحدثا جيدا .. يتصدر المجالس يعبئها بالحديث ويثير فيها الشجن وكان اخا اخوان. عنده او لديه تعرفت على كثيرين احدهم محي الدين ابو سن الذي تخطفته يد المنون قبل اشهر قلائل وهو حدث محزن، احد اوجه ذلك الحزن انني عرفت برحيل ابوسن ، عبر اعلان عزاء في احد الصحف السودانية ابان رحلتي الاخيرة الى السودان. كما عرفت قبلا برحيل البارودي عبر مقال كتبه مكي ابو قرجة في احدى الصحف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
مكي ابو قرجة، حفيد الامير ابو قرجة هو النموذج الافضل للسوداني ذاك رجل غزير العلم، يخرج العلم حتى من اذنيه لكنه يمشي بين الناس بالتواضع والحميمية المشتهاة. ان كان الامر يتعلق بالتاريخ، فهو بحر لا ضفاف له، خاصة فيما يتعلق بتاريخ السودان - وكان يوصيني كثيرا بأن اتعمق في دراسة تاريخ السودان والنهل منه- ان كان الامر يتعلق باللغة الانجليزية، فهو داخل في تفاصيل اللغة، وتحولت الى احدى مهنه. ان كان الامر يتعلق باللغة فهو يمسك بـ"قرونه" ، شعرا ونثرا ورواية لديه من الكتب كثير ومن الادب اكثر في حديثه طلاوة ونزعة حادة للسخرية المحببة مثل كل السودانيين .. يدخل قلبك دون استئذان مثل كل السودانيين لديه قدرة عالية على بناء العلاقات من الآخرين لكنه يبز الآخرين في اعتداده بسودانيته وجلبابه وعمامته وايضا كلامه. في زمن بدأ البعض منا "يعوج لسانه" كي يتماهى مع لهجات العرب الآخرين. ما ازال احمل في خاطري احدى لازمات مكي التي تتعلق بي وهي :" مستر موهامد الخالد" تحببا في ذلك الهندي الطيب الذي كان يخاطبني بهذا التعبير. مكي وضع عصا الترحال ، وعاد الى السودان بعد سنوات طوال من "الغربة" ولا ادري ان كان وجد الوطن الذي كان يبحث عنه بعد عناء السفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: Adil Isaac)
|
أبو نورة هكذا أنت دائما عاشق للمنارات كم هو ممتع أن نرتقي منارتك هنا و كذا عناوينك العبقرية.. النبش في ذاكرة الرمل.. و الأيام و الصحف. عنوان يليق بجزيرة من الرمل و العقيق و حوريات تغوينا بانتظار حديثك عن محمود محمد مدني
سلمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
نعود الى النبش في ذاكرة الرمل والى سيرة صاحب الكمنجات الحزينة محمود محمد مدني الذي غيبه الموت صباح الثلاثاء المنصرم تعود علاقتي بالراحل المبجل الى الهزيع الاخير من الثمانينات كان آنذاك يعمل كسكرتير تحرير لمجلة اوراق الاماراتية التي يرأس تحريرها حبيب الصايغ وقتذاك، كان محمود مدني- وهكذا كنا نخاطبه ونتحدث عنه - كان ملء السمع والبصر وداخل الفؤاد. قلمه ذهبي سخريته لاذعة وحضوره طاغ كان يكتب الشعر والمقالات والروايات ويؤم الامسيات الشعرية ويستضيف في صالون منزله الشعراء والادباء وايضا "الحواريين". كان للاستاذ حيران كثر يتحلقون حوله ويدافعون عنه في وجه من يهاجمه في صفحات الصحف كان صالون منزله في ابوظبي يذكرني بصالون العقاد فيه يتداعى الشعر والادب والحكايات وفيه تلتقي باناس كثر يتعاملون كما لو ان الدار دارهم وهي كذلك بالفعل فاخلاص حمد كانت مثل الام والصديقة والضيفة في آن.
ان تشهيت طعاما، لا تتردد في الطلب فستجده على المائدة ان اردت السمر فهو متاح
في صالون محمود مدني .. كانت لنا ايام بالفعل كانت ايام رائعات مترعة بالبهجة
ساواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: Dr.Abbas Mustafa)
|
عزيزي الدكتور عباس
تحياتي وشكرا على المرور بالطبع اعتذر عن ايلامك ربما تختلف التجارب قليلا او كثيرا لكن منزل اسرتنا الذي لن يتسني لي مجددا رؤيته يعزز داخل الانطباع المروع بأننا معلقون في الهواء لا بأس عليك .. لا بأس علي هكذا يخلعنا الوطن كما تخلع النعال فنمارس التشرد النبيل كل مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
محمد الامين
بالامس شعرت بالفعل بـ"ابو الشهيق" او الزغطة كما يسميها المصريون او الهايكابينغ بلغة الفرنجة، ويبدو ان الامر مرتبط بالفعل بالنميمة التي كانت تدور حولي. فرح امبده احد الزملاء الاعزاء، عملنا معا حينما كنت مديرا لمكتب جريدة الخليج في الخرطوم وهو صحافي نادر ومستقيم وحاد كالسيف.
Quote: اهلنا الزيادية كان لهم مكان في الزمان الاغبر يسمي زنقاحا فصارت اليوم عندهم مضرب مثل من زمن زنقاحا |
انا مثل الزيادية.. زمني هو زمن زنقاحا من قال ان التاجر حينما يفلس ينقب بين دفاتره القديمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
اعود الى صاحب الكمنجات الحزينة استاذنا الراحل محمود محمد مدني
في تلك الايام .. وجه الكاتب طه عبد الغني مصطفى انتقادات لمحمود مدني وقال انه قد يكون ناقدا وصحافيا جيدا، لكن شعره ضعيف. وقد تصدى كثيرون للرد على مصطفى اذكر من بينهم محمد عبد القادر سبيل ومأمون العجيمي لكن مقالا كتبه محمود مدني ردا على ذلك ما يزال عالقا في ذهني رغم السنوات نشر المقال في الصفحات الثقافية بجريدة الخليج وكان عنوانه : "طه عبد الغني مصطفى قال شيئا إدا". كان المقال مدرسة في الادب والتهذيب والدفاع في آن. لا ادري ان كان من المتيسر لي الآن ان احصل على نسخة منه كي انشرها هنا لكني اجزم بأنه قطعة فنية.
مرت سنوات طوال على ذلك، ثم ترك الاستاذ مجلة اوراق وظل بلا عمل ردحا من الزمن، ثم حدث ان عملنا سويا في جريدة الوحدة وكانت تستعد لاحدى انطلاقاتها الكثيرة وهذه المرة برئاسة تحرير الاستاذ محمد يوسف، الذي يعرف قدر الناس والصحافيين لذلك فقد استعان بمحمود مدني فكان ان جاءنا زميلا ومراجعا عاما ايام الوحدة تلك كانت مفعمة بالناس والتفاصيل والذكريات وايضا كانت عامرة اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
"ايام الوحدة" تلك كانت غير قابلة للتكرار حتى في الاحوال العادية لسبب بسيط هو انه توفر لها نفر من السودانيين لا سبيل كي يتكرروا من جديد. كان هناك القدال حمد النيل يحي احمد حسن بشير- وهو مهندس جوي قاده السبيل الى الصحافة- عواطف ادريس شرف الدين الطاهر جعفر محمد احمد ياسر الهادي صيام وعلى رأس هؤلاء كان محمود مدني مثل النخلة الباسقة بل كأم العروس
تلك ايام كانت مثل الشهد ويا ليتها طالت ساواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
بعد ان انتهت "ايام الوحدة" الغابرة تفرق الشمل وذهب الاحباب كل الى طريق وغادر الاستاذ الوحدة الى منزله.
وقادتني دروب ايامي الى جريدة الخليج لكن لم يمضي زمان طويل حتى جاءناالاستاذ الى الشارقة حيث اقام باحد الفنادق ردحا من الزمن هو وزوجته المرحومة اخلاص حمد وابنهما سلام ولم يطل الزمن اكثر، حتى جاء الاستاذ الى الخليج تشرفت من جديد بأن اكون زميلا للاستاذ بل بأن يكون جاري في المكتب يوزع الحكمة والادب والضحكات يمنة ويسرة ويزرع الامسيات بالونسة وشجي الكلام ولا يفتأ يكرر جملته الاثيرة "لو كان بالامكان ان نبيع هذا القلم لفعلنا ذلك من زمان". ولكن لأن الاقدار تمارس عادتها المزمنة والايام تتداول فقد غيب الموت اخلاص حمد تسربت دون كثير الم
كان ذلك الرحيل المروع نقطة فارقة لدى الاستاذ شعرت وكأن روحه سلبت منه لكنه كان صنديدا لا يشي باساه سوى عادته القديمة.. العتيقة التربيت بانتظام على شعر رأسه، كي يضغطه الى اسفل وقد سالته ذات مرة عن السر في تلك الحركة فاجابني بأنه تخلى منذ زمن طويل عن حلاقة الشعر خشية الا ينمو من جديد وهو هنا يحاول الضغط على الشعر كي لا يبدو كثيفا
رحمة الله على محمود محمد مدني ساواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
مع رحيل اخلاص حمد الفاجعي ووصيتها بأن تدفن في السودان حدث ما يشبه الانقلاب في حياة الاستاذ محمود محمد مدني فهو غاب عن السودان سنينا عددا تناهز الـ13 عاما ونيف لم يشعر ابان تلك المدة لا بالغربة او الوحشة فقد كانت اخلاص وسلام يملأن حياته وكان الاصدقاء والمريدين في كل مكان لكن اخلاص لم تعد موجودة وبات نداء العودة اكثر الحاحا فعاد الى السودان بعد وقت قصير من رحيلها قبل رحيله بقليل ادرك الناس انهم كأنما يودعون محمودا نفسه وداعا اخيرا لا لقاء بعده وقد كتب النور احمد علي مقالا عن محمود يثير عواصف الاسى ويهز جذور الاحزان وكتب آخرون وغادر محمود الى السودان لكنه لم يجد لا الوطن ولا الناس فقد حضوره الطاغي هناك لم يعرفه الناس ولم يدركوا قيمته فضاع في التفاصيل ثم هده المرض والسنوات قبل ان يغيبه الموت يرحمه الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
عزيزي أبو نورة، لك التحايا والشكر على هذا البوست الجميل. وأكون شاكراً لو استعدلت طول البوست بالعودة الى المداخلة رقم 6 وإنزال الصورتين في الصف العلوى (يسار) الى أسفل بعد ان تضغط على زر التعديل أسفل المستطيل، لأن طول البوست على ما اعتقد لا يحتمل أكثر من صورتين بالحجم العادي، وإلا اصبح مشرور بالطول. لك الود،
ع ع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
ما زال في الخاطر كلام كثير عن صاحب الكمنجات الحزينة استاذنا الراحل محمود محمود مدني
وقد توقفت عندما ما كتبه الزميل خضر عطا المنان في رثاء محمود
Quote: رحم الله محمود محمد مدني .. أستاذي الجليل / الأديب الأريب / الروائي العميق / الناقد المتفرد / الكاتب الفذ / الصحافي المترفع عن سفهاء مهنته والساقطين في مستنقع الذاتبة والخانعين لشهوة الشهرة والسلطة والبجاحة والنفاق |
وهو رثاء قدم لي اجابة على سؤال مهم كان يدور في خاطري منذ رحيل محمود لماذا مر رحيله دون ضجيج هكذا ولم يلتفت اليه سوى نفر قليل حتى هنا في المنبر، كان البعض يسأل عن هوية محمود هذا؟
خضر قال في معرض اجابته على ذلك التساؤل
Quote: لو كان رحيلك في زمن غير زمن الانقاذ الأغبر
لو كان لك ما لسدنتهم وآكلي السحت منهم ذرة من حظوة
لو كنت يوما من ماسحي الجوخ ولاعقي الأحذية
لو كنت ـ أستاذي ـ من ضاربي الطبل وعازفي المزمار
لو كنت أحد قاطني المنشية الفتية
لو كنت يوما من جوقة حارقي البخور والملتحين زورا
لو كنت يوما ممن نكسوا علم ذاتهم في باحة دارهم
لو كنت يوما واحدا ممن تزينوا بشهادة الدكتوراة ولوشرفياأو مشتراة !!!
لو كنت واحدا ممن ينتمون الى الموتورين أو المعتوهين من عبدة الحور العين
أو كنت يوما من قاتلي شباب بلادي الزاحفين عتها الى مقر عرس الشهيد
أو كنت يوما أحد المفتين العارفين بما لا يعلم الا ربي
لو كنت يوما تملك صك غفران أبدي
لو كنت يوما من المصلين خلف ذقون الضلال المبين أو امامهم العارف بالله وحدك
لوكنت يوما من سليل بني حملة الرسالة الالهية في غير منافسة أو شراكة
أو كنت يوما ممن باعوا في ذمم الرجال واشتروا
أو كنت يوما مغنى بأحد أعراس الشهيد
أو طابخي زاد المجاهد في ميادين الجنان
لو كنت ـ أستاذي ـ صاحب صولجان انقاذي وصالون أنيق
أو كنت أحد تجار حناء النساء أو حجابهن المفروض من الهند العريقة
لو كنت ............
أوكنت ..........
أو كنت ............
لو كنت ـ بحق ـ كل ذلك أو بعضا منه لكان لرحيلك اليوم طعم آخر ولون آخر وشكل آخر في بلاد يحكمها الأفكاون .. والدجالون .. والكهنوتية.. وتجار الدين.. وسماسرة الأراضي .. والملاحقون أمام العدالة الدولية .. وآكلو قوت أهلنا الغبش.. المتعبين الغلابة.. والمهمشين المنهكين .
|
بالطبع قد يكون صحيحا الى حد كبير، فالسلطة تصنع الفقاقيع، وتجعل "بعض الفسيخ شرباتا"، ومن عاش في ظل السلطة، فأنه لن يعدم ضوضاءا تثيرها اوان موته. لكني اود ان اضيف سببا آخر هو الغربة. فغياب السنوات الـ13، اضافت لمحمود رصيدا خليجيا مهما، لكنه جعلته اشبه بالشخص المجهول بالنسبة لجيل كامل من السودانيين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
تعرفت على قمر الدولة محمد الشاعر الاكثر جمالا وبهاءا تعرفت عليه في الهزيع الاخير من الثمانينات واوائل التسعينات كنت قد انتقلت آنذاك من ابوظبي الى الشارقة ملتحقا بصحيفة الخليج لا انسي يومذاك انني عندما ذهبت الى الجريدة لاول مرة بهدف التفاوض معهم على الراتب وشروط الخدمة الاخرى كانت لدي مشكلة عسيرة هي مكان يأويني عندما يحل المساء وذلك لأنني كنت منغلقا على ابوظبي ولم تمتد علائقي الاخطبوطية بما عداها لم اكن اعرف في الشارقة سوى شخص واحد هو مصطفى الياس ذلك الفاضلابي الفاضل ولم يكن موجودا يومذاك في الشارقة ما اضطرني الى اللجوء الى احد الفنادق كي اضع راسي هناك المهم، بعد ان حزمت امري على الرحيل الى الشارقة والانتقال الى هناك لم اكن اعلم اين ساحط برحالي غير ان مصطفى الياس عرض لي ان يعرفني على قمر الدولة وقد فعل وليته لم يفعل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
كان قمر الدولة شخصا استثنائيا بكل ما تعني هذه الكلمة من معني لم اكن اتوقع ان يكون في عصرنا ذلك رجل يشبهه في الشفافية ولا العفوية ولا السودانية ولا طيبة النفس او سماحة الاخلاق او رجاحة الراي او ارهاف الموقف وفوق ذلك كله روعة كلامه وسحر بيانه كان قمر رجلا جميلا عن حق لذلك فان كان هدفا لاحابيل الموت الذي هو دائما نقاد ويختار جياد الجواهر وقد نعاه الناعي دون ان يعرف قومه اي روعة ضاعت عنهم مثلما كتب محمد محمد خير في رثاء خالد الكد مشيرا الى السائق الهندي الذي دهسه في احد شوارع لندن لو يعلم ذلك السائق اي مهراجا قتله؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النبش في ذاكرة الرمل.. والايام والصحف (Re: محمد خالد ابونورة)
|
أبو نورة
يا عاشق المنارات شكرا ٌلأقباس محمود محمد مدني. شكرا لهذه الذاكرة الرملية. كتاباتك دائما ملاذ و متنفس و فضاءات للمعرفة. منك نتعلم الكثير، و كذلك من الأخ عادل عثمان. أتعشم أن تورد قصيدة محمود محمد مدني مطبوعة ريثما تهزم هذه التكنولوجيا العنيدة، و نرى صورة القصيدة بخط اليد. آمل الاّ أكون قد عدت بك القهقرى من قمر الدولة و .. تصبح بخير
| |
|
|
|
|
|
|
|