|
Re: الصادق المهدي!! والقيادة الملهمة!! والحق المقدس؟! (Re: Omer Abdalla)
|
"و ما دلهم علي موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته* فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين" صدق الله العظيم منذ بيعة السقاي تلفني حيرة، هل هذا هو الشعب السوداني؟؟ الأ يعرف هؤلاء الناس السيد الصادق أم علي قلوب أقفالها؟؟!! أم تراهم جميعهم قد صنعوا صنما للسيد الصادق في أذهانهم ظلوا يعبدونه مثل عجل الحواريين!! و ما قدس المثل الأعلي و زينه في أعين الناس إلا أنه وهم فلو مشي فيهمو حيا لحطمه أناس بخبث و قالوا أنه صنم !!
إن نشر هذا الكتاب الآن ليساهم بصورة كبيرة في إزالة الغبش عمن عسي يحتاجون لتوكيد عن أن السيد الصادق إن هو إلا مواطن عادي بقدرات عادية و لولا أنه السيد إبن السيد لكان قد تقاعد الآن من وزارة المالية ببيت متواضع في أم بدة أو القلعة علي أحسن الفروض و لكنه الآن يسكن القصور في الملازمين يأكل أفخر الطعام للحد الذي جعله يعترف لجريدة البيان بأن من حسناته "القرار العائلي الذي إتخذه ضد السمنة" أتراه إتخذ ذلك القرار بعد رحلة خاطفة للمويلح !! عجبت لهذا الإمام!! الذ يصطاف هو و أبناؤه للقيا صهرهم الترابي في جنيف و ليس في جلهاك !! و أتباعه المساكين في قري كردفان يبيتون علي الطوي - رأيتهم بأم عيني و "النصاري" يجلبون لهم الذرة و اللوبيا و هم يرددون في غبشات الفجر راتب الإمام المهدي " اللهم لا تجعل في قلوبنا ركونا لشييء من الدنيا" !! ماذا سيقول لجده الذي إشتهي يوما كبد الإبل فلما جيء بها له عافها و قال سبحان الله سولت لك نفسك أن أصبحت ملكا تشتهي خيرات الدنيا !! بل ماذا يقول للحبيب الأعظم الذي يقول ما آمن من بات شبعان و جاره جوعان و تقول السيدة عائشة يهل الهلال و الهلالان و الثلاثة و ليس في دارنا نار و ها هي السيدة المجاهدة حفية أو سارة لا يهم تحتفل بمحمد محمد خير و الحارث إدريس الحارث و تولم لهم للدرجة التي يخرج بها كمال حسن بخيت بنصف صفحة كاملة في "الرأي العام" عن وليمة دكتورة مريم و تغزل محمد محمد خير في سعاده أمام الإمام - هابي بيرث دي أيها الإمام- و قد قال محمد محمد خير نفسه في قاهرة المعز أيام بيعته لمولانا السيد محمد عثمان الميرغني- قصيدته - مولانا يجب ما قبله- و ما قبله هو الإمام !! الصادق و عبد الخالق و جزارو أمدرمان و عميري !! هل تراه تحلل من تلك البيعة أم أن موائد الملازمين أشهي و الصلاة في باحة المحجوب أقوم !! ماذا يقول الإمام لفلذات الذين دفنهم في يونيو 1976 و هو يذهب للعزاء في مصطفي نميري- ألوان- ماذا يقول لهذه الفلذات و هو "يحي" القادم من "كبكابية" ليلة ميلاد السيد المسيح ، و هو يقطع "التورتة" و يتمايل طربا مع إبراهيم عوض- خليهو الأيام بتوريهو- كما حدثنا السيد علي حمد إبراهيم في في "فكي من أكسفورد" ماذا علمته الأيام و هو يتمايل طربا و "التورتة" و في الصحيحيين "لا تتشبهوا بالنصاري"!! هل يعرف حفاة كردفان الذين حفظ عليهم الإمام روحهم الفدائية- يسألونك عن المهدية- هل يعرفون التورتة و هل تصنع التورتة من فتريت النصاري!! ماذا سيقول الإمام لو قال له الوهابية " من سمع المعازف تصب فب أذنيه الآنك" بماذا سيجيب علي السيد يوسف الكودة إن هو سأله عن "المعازف و القيان" و ماذا سيقول للسيد إسحق أحمد فضل الله- ألوان - و هو يكتب عن المعزف و القيات- نادي الشرطة بري- بل ماذا يقول للحرائر اللآئي قبر أبائهنفي يوليو 1976 هن لا يزلن يتشحن بالسواد و هو يرقص !! أم البرقص ما بغطي دقنو كما تقول العفوية السودانية السليقة- هو لا يزال في ولعه القديم بالنقاط و الثوابت كلما كثرت نقاطه، يتأكد في ذهنه أنه يقوي حججه ، و ما علم أن الشاهد القوي الواحد خير من ألف شاهد ضعيف- تذكرني مقولاته و نقاطه الجديدة- البيان الأمارتية- بما كتب عنه أحدهم من قبل بأن السيد الصادق بإعتماده علي جعل كل شيء في نقاط يذكره بفقهاء البلاط السلطاني في تركيا أبام الدولة العثمانية ، كانوا يفتون لكل حالة بعدد من النقاط ، كانت وقتها تطلق المدفعية الطلقات عند دخول السلطان للبلاط و حدث أن هطلت أمطار و أبتل البارود فلم تطلق المدفعية ذات صباح فأنزعج الفقهاء و أجتمعوزا علي عجل ثم أصدروا فتواهم "يجوز عدم إطلاق المدفع لتحية السلطان لتسع و ثلاثين سببا منها أن يكون البارود مبتلا" - لقد عاد سيف المحجوب الخشبي- الجمعية التأسيسية- لذات نقاطه القديمة و أوابد كلمه- السيد أحمد المهدي- و بعض جريرياته- تذكرت القربي ففاضت دموعها - و الزراعة في السقاي- جريدة البيان- رغم إعتراض المعترضين- و لعبة البولو و لكن هل كل ذلك " يخلق إماما"
(عدل بواسطة baballa on 02-27-2003, 03:20 PM) (عدل بواسطة baballa on 02-27-2003, 04:47 PM) (عدل بواسطة baballa on 02-27-2003, 07:05 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي!! والقيادة الملهمة!! والحق المقدس؟! (Re: Omer Abdalla)
|
أخي الكريم دقنة السودانوى لك الشكر والتحية ويسعدني أنك تتابع ما ينشر كما عهدتك ثم يسعدني أيضا تغييرك لإسمك الحركي من دقنة البجاوى لدقنة السودانوى فهو أشمل وأوسع وثق بأنه لو لم يكن أحد غيرك يتابع ما أكتبه لكفاني ذلك الأخ العزيز باب الله شكرا على المداخلة القيمة والتي أكدت بأن السيد الصادق لم يتغير فما كتب عنه منذ نيف وعشرين عاما لا يزال ينطبق عليه وبحذافيره
فهم في السرى لم يبرحوا من مكانهم وما ظعنوا في السير عنه وقد كلوا
فإلي بقية أجزاء الكتاب عمر
الصادق و فترة مابعد مايو 1969
للصادق المهدي غاية واحدة ثابتة، هي تحقيق زعامته.. أما الأساليب، و أما الوسائل، لتحقيق هذه الغاية فهي كثيرة، و متنوعة، لا يحدها حد، و لا يضبطها ضابط.. فتحقيق الغاية هو المعيار الوحيد الذي يحدد الأساليب و الوسائل.. ـ و لقد أدي قيام ثورة الخامس و العشرين من مايو 1969 الي إحباط مؤامرة الطائفية الكبري، تلك المؤامرة لإغتيال حرية الشعب، و ذلك بإجازة دستور يلتحف قداسة الدين، وهو ليس من الدين في شييء.. و بعد قيام ثورة (مايو) لم تقف محاولات الطائفية لإستعادة نفوذها، و فرض سيطرة زعمائها.. فقد سعت بكل السبل الي تحقيق ذلك الغرض، فأعدت السلاح، و جندت الأتباع، للقيام بمواجهة مسلحة ضد النظام، مما أدي الي أحداث الجزيرة أبا عام 1970.. و لما فشلت تلك المحاولة إتجهت الطائفية، و أعوانها، من جماعة الأخوان المسلمين في أحداث شعبان الي محاولة إثارة الشارع، و تحريك التجمعات الفئوية، لإحداث ثورة شعبية كما توهموا، و لقد تم إحباط تلك المحاولة، بفضل الله، ثم بفضل الوعي الشعبي.. و لما فشلت جميع هذه المحاولات إتجهت الطائفية و أعوانها الي الجيش في محاولة للقيام بإنقلابات عسكرية و قد كان الصادق كزعيم (للجبهة الوطنية) وراء جميع هذه المحاولات. ـ
أحداث يوليو 1976
بعد أن فشلت محاولة إنقلاب الخامس من سبتمبر المشئوم، دبر الصادق و أعوانه أحداث الثاني من يوليو 1976 تلك الأحداث الدامية التي تعرضت فيها البلاد للغزو من الخارج، و بصورة بربرية لا تميز بين العسكريين، و المدنيين، مما أشاع الفوضي، و الذعر، و عرض أرواح المواطنين الوادعين للضياع، لا فرق بين الرجال، و النساء، و الأطفال.. ـ و كان الإعداد لعملية الغزو قد تم قبل فترة من القيام بالتنفيذ و لقد صرفت علي عملية الغزو مبالغ هائلة، و لقد ورد، عن تكلفة عملية الغزو هذه، و عن الإستعداد لها، في حديث الرئيس نميري الذي نشرته جريدة الصحافة في عدد خمسة يوليو 1976 ما يلي (تحدث الرئيس القائد عن الغزو الأجنبي الرجعي قائلا إن هذه الحملة قدرت تكلفتها بما لا يقل عن 50 مليونا من الجنيهات و أنها استنفدت وقتا و جهدا كبيرين و أن المتآمرين يعرفون كل شييء عن العمل العسكري) و قد تم تدريب المضللين من الأنصار و المرتزقة علي إستعمال أحدث الأسلحة، و كان الصادق يشرف بنفسه علي سير عمليات التدريب، كما اعترف بعض المعتقلين بعد فشل المحاولة.. فقد جاء في جريدة الصحافة عدد الأربعاء 7 يوليو 1976 تحت عنوان (وثائق هامة تكشف أبعاد المؤامرة) ما نصه (و من جهة أخري فقد أدلي بعض المتهمين الذين أعتقلوا بإعترافات هامة كشفوا فيها أن تدريبهم العملي علي حمل السلاح و استعماله تم في ليبيا و أنهم قد سلحوا بكل أنواع الأسلحة التي دخلوا بها البلاد من السلطات الليبية.. و ذكروا أن الصادق المهدي و حسين الشريف الهندي كانوا يزورونهم في معسكرات تدريبهم.. و أنهم قسموا الي مجموعات عسكرية (سرايا و فصائل) سميت بأسماء غزوات إسلامية، و أسماء محلية مثل كرري، و ودنوباوي، و أبا، و شيكان) .. و قد ورد في حديث الرئيس نميري الذي ألقاه أمام المؤتمر الأفريقي بموريشس و الذي نشر بالصحافة عدد 7 يوليو 1976، عن الأسلحة التي إستعملتها قوات الغزو قوله: (و لقد بدأت قوات الغزو تباشر اولي مهامها بإطلاق نيران كثيفة إستهدفت شخصي و الوفد المرافق لي و جميع كبار المسئولين السياسيين و التنفيذيين الذين كانوا في استقبالي. و بتدخل من عناية الله وحده فشلت قوات الغزو الأجنبي في تنفيذ اولي مهامها إلا أنها انتشرت بعد ذلك و باعداد تقدر في مجموعها بألفي شخص علي الأقل : و قد بدا واضحا منذ اللحظة الأولي أن تلك القوات قد جري تدريبها علي مستوي عال، كما أن السلاح الحديث و المتطور للغاية الذي استخدمته لا يتوافر للقوات السودانية و لا لأغلبية الدول الأفريقية الفقيرة).. و قد استعملت هذه الأسلحة الفتاكة حتي ضد المواطنين المدنيين الأبرياء، في الشوارع، و الأحياء.. و عن ذلك جاء في خطاب نميري المشار إليه في الفقرة السابقة قوله: (و في أثناء الليل، بدأت قوات من خارج العاصمة تصل إليها حيث شاركت في النضال لحظة وصولها و في صباح اليوم التالي إنتشرت قوات الغزو الأجنبي في العاصمة و تسللت الي الأحياء السكنية و دور العبادة و المستشفيات و المدارس، و تسببت في احداث خسائر كبيرة في أرواح المواطنين الأبرياء و الذين ما زالت جثث الكثيرين منهم متفحمة داخل العربات و مثقوبة بالرصاص داخل المنازل أو مذبوحة من الشريان الي الشريان داخل غرف النوم.. إن غالبية القتلي الذين تم حصرهم حتي الآن وسط المدنيين هم من الأطفال و النساء و المسنين. كما أن الإقتحام البشع للمستشفيات أدي إلي إصابات قاتلة لعشرات المرضي، رغم حرص قوات الأمن علي عدم مطاردة فلول قوات الغزو الأجنبي داخلها حرصا علي حياة شاغليها.. و يكفي ان أشير هنا الي ان قائد السلاح الطبي و هو طبيب برتبة لواء قد لقي مصرعه و هو يؤدي واجبه داخل المستشفي العسكري) إنتهي.. و يكفي، لكي ندلل علي بشاعة تلك الأحداث أن نورد نموذجا واحدا مما أورده كتيب لجنة الإعلام و التوجيه في الإتحاد الإشتراكي، و الذي سمته (الغزو الرجعي- الليبي للسودان) فقد ورد في صفحة 46 منه : (و قد كانت أبشع تلك الصور المجزرة الدموية التي قام بها أحد المرتزقة داخل جراج حصد فيها أرواح 16 مواطنا بريئا أعزل، هذا السفاح، و اسمه بحر، و لا يتجاوز عمره السادسة عشرة ذهب الي اثيوبيا عام 1972). ـ
الصادق يعترف بتدبير الغزو
لقد أوردنا صورة موجزة لحجم الغزو الذي تم في 2 يوليو 1976 و التخطيط له، و تقدير تكلفته، و الأحداث الدموية المرعبة التي تمت فيه.. و هي صورة منقولة من الصحافة السودانية فيما كتبته، بعيد عملية الغزو، من أحاديث المسئولين، و اعترافات بعض المعتقلين من الغزاة، و مدبري التآمر.. و قد شهد المواطنون بأعينهم جثث القتلي في الشوارع، و داخل المباني، و العربات.. كما نقلت الصحافة للمواطنين الأحداث مدعمة بالصور الفتوغرافية.. ـ و قد إعترف الصادق المهدي بأنه وراء أحداث 2 يوليو، و عن هذا الإعتراف جاء في الصفحة الأولي من جريدة الصحافة عدد السبت 10 يوليو ما يلي..(إعترف الصادق المهدي بجريمة الغزو الرجعي الليبي الذي تعرضت له بلادنا صباح الثاني من يوليو.. فقد أصدر الصادق بيانا بثته إذاعة طرابلس المسماة (إذاعة الثورة الشعبية) مساء أول أمس جاء فيه أن الحركة الأخيرة في السودان هي حلقة من غرس (الثورة) التي قال أنها لن تهدأ إلا إذا حققت أهدافها.. ـ
و قال الصادق المهدي في بيانه أن الجبهة الوطنية التي يتزعمها تكونت منذ سبع سنوات لمقاومة ثورة مايو بالعنف، و نظمت عددا من حركات المقاومة، و كادت كوادرها العسكرية في 2 يوليو 1976 أن تقتلع النظام المايوي لإقامة نظام (إشتراكي) مبرأ من الإلحاد) إنتهي و قد جاء في إعترافات قائد عملية الغزو محمد نور سعد ما نشرته جريدة الصحافة في عدد السبت 31 يوليو قولها: (قال العميل محمد نور سعد في إعترافاته التي تلاها شاهد الإتهام الأول في محكمة أمن الدولة بالخرطوم بحري، صباح أمس أنه كان ينوي إذاعة بيان صباح الجمعة قام بكتابته الصادق المهدي بإسم الجبهة الوطنية).. و قال أن البيان قد إشتمل إعلان بقيام مجلس رئاسي يتكون من:ـ الصادق المهدي حسن الترابي رئيس الحزب الوطني الإتحادي و ممثلين بالأقاليم و أضاف أنه كان سيقوم بأعباء الحكم لحين وصول قيادات (الجبهة الوطنية).. ـ و الآن فإن الصادق لا ينكر قيامه بتلك الأحداث، فقد جاء في صحيفة القبس الكويتية العدد 1905 بتاريخ الأربعاء 7/9/1977 في المقابلة التي أجرتها الصحيفة مع الصادق ما يلي: سؤال الصحيفة: (اسمح لي العودة قليلا للوراء لتناول موضوع اتهامكم بالعمل مع ليبيا في انقلاب يوليو 1976(ضد النميري) ـ إجابة الصادق (الحقيقة أنه منذ عقد ميثاق طرابلس 1970 صار هنالك تداخل في اتجاهات و سياسات السودان و ليبيا و مصر، و هذا أدي الي تدخل ليبيا مثلا في الإجراءآت التي أدت الي القضاء علي إنقلاب يوليو 1971 فكانت ليبيا في ذلك الوقت تأخذ منا موقفا عدائيا ثم نشأت بين ليبيا و حكومة السودان خلافات. و بعد ذلك تم الحوار بيننا و بين قادة الثورة الليبية خلصنا فيه الي ان بيننا الكثير من وجهات النظر العربية و الإسلامية و نشأ إذاك تعاون بيننا و بين دول عربية أخري. و نحن بإمكاناتنا و قدراتنا التي حصلنا عليها من جميع هذه الجهات الشقيقة قمنا بمحاولة الثاني من يوليو..) ـ و الأمر الذي يهمنا في هذا المقام أن الصادق يعترف بتدبير تلك الأحداث البشعة، التي استعان فيها بالمضللين من الأنصار البسطاء، الذين استدرجوا بإسم الدين.. و استعان فيها بالمرتزقة الأجانب، و بالمال و السلاح الأجنبي: و ذلك لغزو السودان، و لتقتيل ذلك العدد من المواطنين الذي قتل، و إشاعة الرعب بين المواطنين الآمنين.. و السؤال الذي يجب أن يواجه الصادق الآن: لماذا قام بهذه الأعمال البربرية، و الأحداث الدموية؟ هل هي فقط لإزالة نظام (مايو) الذي يتصالح معه الآن؟! و الذي قال عنه لجريدة القبس الكويتية العدد1905: (أنه يوافقه علي نظام الحزب الواحد و ذلك بقوله " أما الآن فموضوع عدم الرغبة في التفرق الحزبي و الحرص علي إيجاد وعاء قومي ديمقراطي لتوجيه الإرادة السياسية هو محل إتفاق كل الأطراف").. و قال عن النقاط التي يوافق فيها نظام مايو: (ثانيا: لم يعد هنالك خلاف حول ضرورة أن تكون التنمية و النظام الإقتصادي علي أساس إشتراكي. ـ ثالثا: لم يعد هنالك خلاف علي أن يكون التشريع في البلاد إسلاميا مع مراعاة حقوق الأقليات الدينية خاصة في جنوب السودان.. ـ رابعا: المعارضة متفقة أساسا علي نظام رئاسي جمهوري في الحكم و هو أمر ليس محل خلاف الآن.. ـ خامسا: لم يعد أحد يطالب بأن تكون القوات المسلحة كما هي، في النظم اللبرالية بعيدة عن المسيرة السياسية فميثاق الجبهة الوطنية ينص علي أهمية المشاركة السياسية للقوات المسلحة دون أن يؤثر ذلك علي الإنضباط اللازم لكينونتها.. ـ سادسا: هناك إتفاق علي أهمية الحكم الذاتي الإقليمي لجنوب السودان و جوهر هذا المفهوم قد إتفقت عليه كل الأحزاب السياسية قبل إتفاقية (أديس أبابا) و ذلك في ديسمبر 1966.. ثم هو يوافق نظام (مايو) علي التنمية التي قام بها و يقول: (فمن حسنات النظام الحالي في السودان التنبه بأهمية التنمية و التعريف بالإمكانيات السودانية و الدخول في مشروعات معينة مثل غزل بورتسودان و حاج عبد الله و نسيج شندي..) و يذهب ليعدد كل مشاريع التنمية تقريبا و يذكر بعض المشاكل التي واجهتها.. فإذا كان الصادق يوافق نظام (مايو) علي كل ذلك، و هي أشياء في جملتها، قام بها النظام قبل الغزو الأجنبي، و قبل المصالحة الوطنية بالطبع، ففي سبيل ماذا قتل الصادق من قتل أثناء الغزو الأجنبي الذي قام به؟! إن لم تكن في سبيل فرض زعامته الطائفية؟! ثم هل ينتظر من زعيم يسير الي السلطة علي جثث مواطنيه، و يخوض لها دم أبناء وطنه من المدنيين و العسكريين و الأنصار، هل ينتظر من هذا الزعيم أي خير لبلاده و شعبه؟! و هل هنالك عار يمكن أن يلحق بزعامة سياسية أكبر من هذا العار؟! ـ إن الأمر الذي لا ريب فيه أن الأرواح التي أزهقت، و الدماء التي أريقت، لن تذهب هدرا.. و أن كل من أزهق نفسا، أو أراق دما، ستظل لعنة هذا الدم تطارده، أبد الدهر، و لن ينجو من الجزاء فإنه وارد أن: (من قتل نفسا بغير نفس، أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعا..).. ـ و الآن و بعد هذه التجربة الطويلة مع الصادق في سعيه المتصل لفرض نفوذ طائفته، و فرض زعامته بشتي الوسائل و الأساليب، و بعد أن دفعت بلادنا ما دفعت من مقدراتها، و من الضحايا الأبرياء من أبنائها، الذين تخضبت بدمائهم الأرض، في سبيل زعامة الصادق، فإنه لا عذر، بعد كل أؤلئك، لأي مواطن أن يثق في الصادق، و أن يعتقد أنه قد تخلي عن طموحه، و عن سعيه الحثيث لفرض زعامته بأي إسلوب- فإن من يعتقد ذلك لا يعدو أن يكون مواطنا غافلا لا يتعلم من الأحداث.. بل أن الأمر الواضح، و المؤكد، أن طموح الصادق قد إزداد، و أن شعوره بأحقيته لزعامة هذا البلد، دون منازع، قد تأكد عنده، خصوصا و أن الصادق، في كتاباته الأخيرة، أخذ يبشر ببعث ديني مرتقب، وهو بعث، في نظره، حتمي الوقوع، و به يتم إحياء المهدية من جديد، و هذا ما ستكشف عنه أبواب الكتاب التاليةـ
(عدل بواسطة Omer Abdalla on 02-28-2003, 04:54 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي!! والقيادة الملهمة!! والحق المقدس؟! (Re: Omer Abdalla)
|
يبدو أن جبارة السيد الصادق قد إنفكت لحد ما و لكن ليس للحد المرضي، و واضح إنو مضي زمن العصا الغليظة- أحداث مارس 1953- سراي الحاكم العام- أحداث المولد و أحداث جريدة الصراحة- عبد الله رجب- فها هو السيد د. عبد اللطيف البوني يكتب مقالا قويافي نقد السيد الصادق الرأي العام align=right] تقول الطرفة ان احدهم كان صعب المراس قليل المسامحة تم تنصيبه عمدة للبلد خلفاً لوالده الذي كان يسوس الناس بلين الجانب وتحمل الاذى فأصبح كلما يأتيه صاحب مظلمة أو حاجة ويغلظ عليه القول قد يصل احياناً مرحلة الشتيمة يهم بالرد عليه فيقول له من حوله انك قد اصبحت عمدة ويجب ان تتحمل وتصفح، وعندما كثرت عليه الشتائم وضاق صدره صرخ في قومه قائلاً :«ها ناس ملعون ابو عموديتكم الدايرة تعملني مرة» أي حولته من رجل الى امرأة لا يستطيع حتى رد الاهانة.
طافت هذه الطرفة بخاطري وانا اشاهد السيد الصادق امام الانصار الجديد من على شاشة برنامج «في الواجهة» وهو يرد بغلظة على ابن عمه مبارك الفاضل وكأني بالصادق أراد ان يبدأ من حيث انتهى ذلك الرجل ويقول ان الامامة لن تغير من سلوكه وتجعله يتسامح مع الغير خاصة بني جلدته، وفي تقديري ان ذلك البرنامج كان خصماً على السيد الصادق إذ لم يصبر على النقد أو ينتقد بمثلما انتقد به بل تجاوز ذلك وهبط الى مرحلة لا تشبه حتى الصادق القديم ناهيك عن الصادق الامام. ـ مازلت اذكر كيف ابتدر الصادق حكمه عام 1966م عندما انتصر على عمه الهادي وقدم خطاب حكومته بابيات المقنع الكندي التي يقول فيها : ـ
إن الذي بيني وبين بني عمي لمختلف جداً
إن أكلوا لحمي وفرت لحومهم وان هدموا مجدي بنيت لهم مجداً
لا أحمل الحقد القديم علىهمو فليس سيد القوم من يحمل الحقدا
فكنت اظن ان السيد الصادق بعد ان هجمت عليه الامامة من الجماهير ان يسعى الى لم شتات الانصار ويبسط يده لمن أذاه ففي المناسبة فرصة لابتداء سياسة جديدة .. ولكنه للأسف ظهر يومها وفي ذلك البرنامج بمظهر القابل للاستفزاز والساعي للتصعيد فمبارك المهدي الذي ظهر معه في البرنامج رغم اختلافه مع الصادق إلا انه كان منضبط اللسان وكان مكرماً للمشاهدين وكان يذكر الصادق بالاسم بعد ان يقدم عليه كلمة الاخ، اما الصادق فلم يذكر المبارك بالاسم بل كان يشير الىه بعبارات مثل «اخونا بتاع سوبا» بل واهدانا قصة عن مبارك تقول انه في نزاع مع شقيقاته حول ارث منزل استمر لمدة 32 سنة وان مبارك استخدم نفوذه الحالى في عدم انهاء النزاع وصعده الى المحكمة العليا، فمثل هذا التشنيع لا يقال على الهواء ولكل اهل السودان، ثم ثانياً وخلال هذه الثلاثين سنة ومبارك يقف في المحكمة في مواجهة شقيقاته كان ذات المبارك الساعد الايمن للسيد الصادق وكان اقرب الناس اليه فلماذا لم ينهي الصادق ذلك النزاع أو يبعد مبارك عنه على اساس ان من لم يكرم شقيقاته لن يكرم الآخرين. ـ
كان هذا من حيث الشكل، اما من حيث المحتوى فمازال السيد الصادق عند رأيه ان رسالة الانصار هي مقاومة الشمولية كما فعل الامام الصديق مع عبود وفعل الهادي مع النميري وفعل هو مع النميري والبشير علماً بان السيد عبد الرحمن كان أول من اصدر بياناً مؤيداً لعبود وان السيد الصديق هادن عبود لفترة وبعده كان الهادي مهادناً لعبود حتى الصادق نفسه صالح النميري في فترة من الفترات في أحد المنحنيات وكاد ان يركب مركب البشير، ثم ثانياً ان ما ينطبق على قيادة الانصار لا ينطبق على قاعدتهم ولا اظن ان الانصاري العادي الذي يبدأ يومه براتب المهدي ولم ير ام درمان حتى الآن مهموم بقضايا الديمقراطية والشمولية. نعم لقد نشأ كيان الانصار مقاتلاً عند المهدي الكبير وخليفته فاشعل الثورة واقام الدولة ولكن عند السيد عبد الرحمن تحول الى داعم للادارة الاستعمارية وهذا لا ينقص من دور السيد عبد الرحمن كأب شرعي لاستقلال السودان، نعم لقد كان الانصار رهن اشارة قيادتهم وتم تسخيرهم لتحقيق اهداف سياسية مثلما حدث في احداث مارس 1953م واحداث المولد 1961م وفي انهاء حكومة جبهة الهيئات 1965م وفي الجزيرة ابا 1970م وحركة محمد نور سعد 1976م ولكن لم يستطع السيد الصادق حملهم على حمل السلاح في مواجهة الانقاذ فهذا يعني ان تغييراً قد حدث وان الرابطة الانصارية محتاجة لاهداف جديدة ووسائل جديدة كما ذكرت في مقال لي في هذا المكان يوم الخميس الماضي 26 ديسمبر 2002م. كنت وما زلت أعتقد ان السيد الصادق هو الاقدر على قيادة ذلك الكيان ويدخل به المرحلة الثالثة وهي مرحلة البناء والعمران وليس الاستهلاك والاستغلال السياسي وقد بدأ الصادق باعطاء الامامة بعداً ديمقراطياً وشعبياً وبالتالى علىه ان يحدد اهدافاً واضحة لذلك الكيان، فان كان السيد عبد الرحمن فجّر طاقات الانصار لبناء المشاريع الزراعية والسكة الحديد وسد الجاسر فلىفجر الصادق ذات الطاقات لبناء مناطق الانصار التي هجرها العمران وساعتها سيدعمون الصادق سياسياً وسيكون المستفيد هو الوطن الكبير لأن الصادق كما ذكرت من قبل هو خط دفاع أساسي عن هذا الوطن واخشى ما اخشاه ان نسقط في مستنقع «أخونا بتاع سوبا» و«أخونا بتاع السقاي» و«أخونا بتاع زمان». ـ الرأي العام 31 ديسمبر
(عدل بواسطة baballa on 03-02-2003, 02:13 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي!! والقيادة الملهمة!! والحق المقدس؟! (Re: Omer Abdalla)
|
الخاتمة
ليس هذا الكتاب حربا علي شخص الصادق المهدي، فإن شخصه، كما قد أكدنا، موضع حبنا، و إنما هو حرب علي ما يستولي علي نفس الصادق من حب للسلطة، يتعداه الي سواه ليؤثر علي مجريات الأمور في البلاد. و الصادق، نفسه مرجو لأن يحدث هذا الكتاب في نفسه أثرا، فيضع يده علي مشكلته هو، و يطب لها، حتي يستنقذ مصير نفسه، و يكفي أتباعه، و يكفي البلاد، عواقب طموحه الكبير.. الصادق المهدي مشكلته أن نفسه هي محور كل إفكاره السياسية، و ممارساته السياسية. فهو، عند نفسه، صاحب (الحق المقدس) في السلطة، و (القائد الملهم) الذي لا خلاص للبلاد إلا علي يديه! و هو، عند أتباعه، (أمل الأمة) لتحقيق دعوي الأنصار العريضة : (البلد بلدنا، و نحن أسيادها)!! و هو، بعد، صاحب دعوة الي (تحديث) المهدية، و (بعث) الإسلام!! و إليكم سجلا للتاريخ السياسي القريب للصادق المهدي للتدليل علي ما ذهبنا إليه من حب السلطة الذي يستولي علي هذه الشخصية:ـ (1) ((ورث)) رئاسة حزب الأمة بحكم وضعه الطائفي، ثم لما بلغ السن التي تؤهله للنيابة البرلمانية، أخلي له أحد نواب حزبه دائرته، بإستقالته من الجمعية التأسيسية، فترشح هو فيها، و فاز بالتزكية، ليدخل الجمعية التأسيسية!! ذلك بأن (نفس) الصادق، عنده، هي الغاية التي توظف أية وسيلة، و كل وسيلة، في سبيلها، حتي و لو كان ذلك علي حساب كرامة أحد أعضاء حزبه، و كرامة ناخبيه، و نظافة الحياة السياسية!! (2) ثم أخذت أعراض حبه للسلطة تبرز!! و كانت تقف أمام طموحه الي السلطة عقبتان :ـ (إمامة) الأنصار، و (رئاسة) محمد أحمد محجوب للوزارة.. فخرج علي عمه (الإمام) منشقا بجناح من الحزب، مدعيا الخروج علي الطائفية، و هو الطائفي النشأة، الذي لم يمكن له من البروز السياسي، كما أسلفنا القول، إلا وضعه الطائفي.. ـ (3) و أئتلف مع الحزب الوطني الإتحادي لإسقاط حكومة محمد أحمد محجوب- رحمه الله- و تولي هو رئاسة الوزارة، و قد قال السيد محمد أحمد محجوب في جلسة الجمعية التأسيسية التي واجه فيها سحب الثقة بحكومته، يوم الإثنين 25/7/1966، ((لم يقدح إقتراح سحب الثقة بسبب عجز الحكومة عن القيام بأي عمل و أنها لم تقدم عملا، بل قدم لأسباب شخصية لا تتعلق بشخصية رئيس الوزراء، بل بالذين يريدون أن يكونوا كل شييء دون إعتبار لما يدور حولهم..) هذا ما قاله السيد محمد أحمد محجوب و هو أحد زعماء حزب الأمة الذين عرفوا الصادق عن تجربة و معايشة، فعرفوا أنه يريد أن يكون "كل شييء" ـ (4) إشترك في تعديل الدستور لإسقاط عضوية النواب الشيوعيين من الجمعية التأسيسية و قد كانوا يشكلون تهديدا " لقيادته الملهمة"، بنقدهم الشديد لها، ثم لما أعلنت المحكمة العليا عدم دستورية "حل الحزب الشيوعي" أعلن هو أن حكم المحكمة العليا قد كان حكما تقريريا، أي أن السلطة التنفيذية غير ملزمة بتنفيذه! و بذلك تم في عهد حكومته، و علي يديها، أول إنتهاك للحقوق الأساسية، و أول إمتهان لحرمة القضاء، منذ بداية عهود الحكم "الديمقراطي" في البلاد! إن غاية الغايات، عند الصادق، هي "نفسه".. و مبلغ إهتمامه أن يزيل عن طريق هذه الغاية أي معوق يعوقها حتي و لو كان الحريات الأساسية، و سيادة القانون. ـ 05) و قدم الصادق منهاج سياسة حكومته أمام الجمعية التأسيسية يوم 10/8/1966 قائلا (لقد شهدت بلادنا في السنوات القليلة الماضية تدهورا في حالها الإقتصادي، و تعاقبت السنوات الأربع الأخيرة، و تبلورت أثناءها إتجاهات لازمت حياة بلادنا الإقتصادية حتي وصلت بها الي ما هي عليه اليوم..) و أشار الي هذه الإتجاهات، و أهمها (("1" إنخفاض مستمر في أرصدة بلادنا من العملات الأجنبية منذ عام 61/62 و قد أخذ هذا الإنخفاض شكلا منتظما في العامين الماضيين..) ("2" زيادة مستمرة في مصروفات الحكومة أدت الي إستدانة الحكومة من النظام المصرفي (البنك المركزي) فكانت هذه المديونية تزيد تزايدا مستمرا..) و إنقاذا لهذا الموقف الإقتصادي الذي وصفه السيد الصادق بالتدهور قال (إن مواطنينا أصبحوا يصيحون صيحات المستغيث من هذا الواقع فوجب علينا جميعا النجدة، و إنا لنأمل أن نكون رأس الرمح للإصلاح، و أن نمنح بلادنا القيادة، و أن تمنحنا النقد و التأييد لنوقف هذا التدهور في كل ميادينه) فالصادق كان يأمل أن يكون "لرأس الرمح للإصلاح"، و يأمل "أن يمنح البلاد القيادة" .. و هو يعني " القيادة الملهمة" التي ليس لها إلا هو!! فلنر ماذا كانت نتيجة "الإصلاح" الذي قام به لإيقاف ذلك التدهور الإقتصادي.. لقد وصف السيد محمد أحمد محجوب، عندما تولي رئاسة الحكومة مرة أخري، الموقف المالي و الإقتصادي الذي ورثه من حكومة الصادق، و ذلك في جلسة الجمعية التأسيسية يوم 2/6/1967 بما يلي: (إن أهم الظواهر التي تتسم بها الصورة المالية و الأقتصادية للبلاد من واقع تحليل الأرقام الواردة من وزارة المالية هي: أولا- إتجاه الأرصدة الأجنبية نحو التدهور إذ أن الرصيد الحالي لا يزيد عن الغطاء الرسمي للنقد المتداول الا ببضعة مئات من آلاف الجنيهات، أي أقل من مليون جنيه. ثانيا- إن المديونية من بنك السودان قد بلغت ذروتها، و تجاوزت الحد المسموح به..) ثم أخذ السيد محمد أحمد محجوب يعدد المظاهر الأخري للتدهور الإقتصادي الذي ورثته من حكومة الصادق، و حدد المشاكل العاجلة التي تواجه حكومته، و منها : (أولا- مشكلة العطالة التي تتفاقم كل يوم. ثانيا- مشكلة إرتفاع تكاليف المعيشة ثالثا- مشكلة تزايد المصروفات الجارية للدولة و قصور الموارد عن تغطية كل متطلبات التنمية.. )ـ هذا هو حصاد حكومة الصادق المهدي، و هذه هي حصيلة "قيادته النلهمة"، و حصيلة "الثرثرة" التي كان يملأ بها أجهزة الإعلام و هو يتحدث عن فلسفته و برنامجه في "الإصلاح" .. قد تكون الصورة التي أعطاها السيد محمد أحمد محجوب للوضع الإقتصادي الذي ورثه عن حكم الصادق صورة صحيحة و لكن الصادق بالطبع غير مسئول عنها و إنما هي تركة قديمة متخلفة عن الحكومات التي سبقت الصادق، و لكنها علي كل حال، إنما كانت تعبر عن عجز حقيقي عن "الإصلاح" الإقتصادي، بل أن هناك من الدلائل الواضحة ما يدل علي تمادي التدهور الإقتصادي في عهد الصادق.. فقد إضطرت حكومة الصادق، و لأول مرة في تاريخ السودان، لأن تستورد "الذرة" من الخارج!! يجب أن يكون واضحا فإنا عندما نورد أقوال خصوم الصادق السياسيين لا نعطيها كل الوزن لأننا نعرف أن فيها تحاملا، و لكنها بالطبع ليست عديمة الوزن تماما.. ـ (6) و حب السلطة الذي يستولي علي نفس الصادق تحدث عنه الشريف حسين الهندي أمام الجمعية التأسيسية في جلسة سقوط حكومة الصادق يوم 11/5/1967 فقال : (إن السيد رئيس الوزراء قد قام بهجوم مفتعل يسدد الطعنات و يثير الشكوك و الشبهات و يصرف الناس زهاء الأربعة أشهر في تشهيره بالإئتلاف الأول ليكون رئيسا للوزراء، حتي لا يدخل هذه القاعة و هو شخص عادي). و في تلك الجلسة إقترح الصادق (انه من رأي هذه الجمعية تأكيد ثقتها في رئيس الوزراء و تأييد برنامجه لتنظيم فترة الإنتقال القادمة الي حين بداية تطبيق الدستور) كما أقترح (أن تؤيد قيام حكومة قومية أكونها بالتشاور مع رؤساء الأحزاب المختلفة و تمارس حكم السودان ما دامت متمتعة بتأييد أغلبية أعضاء الجمعية) .. قيام حكومة قومية يكونها!! ههنا يكمن إهتمام الصادق الأساسي!! و قد علق علي ذلك الشريف حسين الهندي في تلك الجلسة بقوله: (كان السيد رئيس الوزراء يري أن ينتهي الإئتلاف بإنتهاء الجمعية في التاسع من يونيو، و كنا نري فضه الآن حرصا علي توفير الوقت الكافي لإجراءآت تشكيل الحكومة القومية). ثم قال (و لا ندري سببا ليتنكر السيد رئيس الوزراء للإتفاق الذي تم بيننا إلا أنه أراد ان يفاجيء الجمعية الموقرة ليؤكد انه هو، لا غيره يستطيع أن يترأس الوزارة، و ليس لأحد غيره أن يكون رئيسا للوزارة). هذا هو إهتمام الصادق الأساسي!! و "سقطت" حكومة الصادق دون أن تحقق أية راية من رايات "الإصلاح" السبع التي رفعها الصادق عند توليه رئاسة الحكومة. ـ (7) و ماذا حقق الصادق أيام حكمه في سبيل حل مشكلة الجنوب؟؟ بل ماذا كان برنامجه، لحل مشكلة الجنوب؟؟ إن أول حلوله لمشكلة الجنوب التي طرحها أمام الجمعية التأسيسية يوم 10/8/1966 هو ("1" مضاعفة الجهد لتحقيق الأمن و النظام في المديريات الجنوبية و ذلك بالقضاء علي حركة التمرد)!! هذه إحدي الوسائل التي كان يراها الصادق المهدي لحل مشكلة الجنوب.. "القضاء علي حركة التمرد"!! و ما جدوي مقترحاته بشأن الحل السياسي ما دام هناك إصرار علي حالة الحرب؟ إن مثل هذه السياسة غير الواعية، و غير الإنسانية، أيضا، لهي من أسباب تفاقم مشكلة الجنوب.. و الصادق المهدي ممن يتحملون مسئولية الحرب الأهلية التي دارت بين الشمال و الجنوب و أهرقت فيها الدماء الزكية.. ـ ( و مضت الجمعية التأسيسية الأولي التي أعقبت ثورة أكتوبر، و أجريت الإنتخابات للجمعية الثانية، فسقط الصادق نفسه في دائرته، و سقط كثير من زعماء جناح حزبه، و سقط الترابي في دائرته، و سقط كثير من زعماء (مؤتمر القوي الجديدة)!! و لم يبق أمام الصادق للإحتفاظ بحطام زعامته سوي العودة الي أحضان "الإمام"، فصدر بيان توحيد حزب الأمة في 13/4/1969، و سقطت جميع دعاوي الصادق المهدي بخروجه علي الطائفية.. و أعلن الصادق المهدي في ذلك البيان، بوصفه رئيسا لحزب الأمة المتحد: (بالنظر لزعامة الإمام الهادي المهدي في الحزب و البلاد فإنه هو المرشح الوحيد لحزب الأمة لرئاسة الجمهورية)!! (9) و عاد الصادق المهدي الي حيث بدأ ليتخلي له أحد نواب حزبه، مرة أخري عن دائرته الإنتخابية ليتمكن من دخول الجمعية التأسيسية، و التي لم يتح له أن يدخلها و هو فائز في إنتخابات عامة!! (10) و قامت "مايو".. و أحس الصادق أنها قد أزالت أمامه الكثير من المعوقات، فلم يعد هناك الإمام الهادي، و لا إسماعيل الأزهري، و لا محمد أحمد محجوب، و لا نفوذ طائفة الختمية!! فعادت أعراض ولوعه بالسلطة الي الظهور مرة أخري، و بصورة أكثر شراسة و جنونا، فكون "الجبهة الوطنية" لتكون جبهة معارضة لنظام "مايو"، و أخذ هو من الخارج يدبر سلسلة المؤامرات المتلاحقة التي كان آخرها الغزو الأجنبي.. و هو معلم بارز في حياة الصادق السياسية يكفي، وحده، للقضاء التام علي مستقبله السياسي في هذه البلاد!! (11) و جاءت "المصالحة الوطنية" كما أعلنتها ثورة مايو ليعود الصادق الي البلاد بعد إعلان "العفو الشامل".. ـ و اليوم !! نحب أن نؤكد، كما قد أكدنا مرارا عديدة، إننا مع "المصالحة الوطنية"!! بل اننا نري أنه يجب الا يكون هناك تردد فيها، أو نكوص عنها!! كما أننا مع "العفو".. إذ أن "العفو" فوق "العدل".. و لكننا نري، مما قد رصدنا في هذه الخاتمة من التاريخ السياسي للصادق، إن الصادق شديد الولوع بالسلطة.. و هو قد جاء ليحكم!! فلا يمكن أن يفكر الصادق، و لو للحظة واحد، في أن يختار لنفسه إتجاها في الحياة غير السلطة. و هو قد جاء ليلتقط أنفاسه، و يلم شمله، ثم يتحين الفرصة ليقفز لي السلطة! و لذلك دعونا الي الحذر!! و دعونا، فوق ذلك، الي "المنابر الحرة" و ذلك بحيث تلتقي كل التكتلات الطائفية و العقائدية، في البلاد، بما فيها الشيوعيون، حول ميثاق للمصالحة الوطنية تباشر وفقه، هذه التكتلات، كتنظيمات فكرية، إدارة الحوار حول مذهبياتها الفكرية التي تطرحها.. حتي تتم، بذلك، التوعية السياسية و الدينية الشاملة لهذا الشعب، و حتي يعرف الشعب حقيقة ما تنطوي عليه الشخصيات التي تدعي أو يدعي لها أتباعها أنه لا خلاص للشعب إلا علي يديها، كشخصية الصادق المهدي.. إن الشعب الواعي دينيا و سياسيا هو الذي يملك أن يقرر مصيره بنفسه.. فإذا شمل هذا الشعب الوعي السياسي و الديني، عن طريق هذه المنابر العامة، فقد صار مؤهلا فكريا، ليختار المذهبية الصالحة التي توحده، فتجيء الوحدة الوطنية علي الأساس الفكري، القوي، الذي يصمد أمام تيار الدس، و الكيد، و التآمر.. ـ إن التحقيق الصحفي الذي أجرته صحيفة "القبس" مع الصادق المهدي إنما يشير الي أن الصادق المهدي صاحب "برنامج" جاهز للحكم.. و هو أيضا صاحب "مذهبية" في الحكم، أودعها كتبه الأربعة: الصحوة، و الدعوة، و القوت، و الرئاسة.. فلتقم المنابر العامة للحوار الفكري، و ليطرح الصادق "مذهبيته" و "برنامجه"، في السياسة، و الإقتصاد، و الإجتماع، و ليجر الحوار الفكري الموضوعي حول "مذهبيته"، و "برنامجه"، و سوف تحدد "المنابر الحرة" مصير الصادق المهدي تماما!! و الخطر الماثل هو أن يظل الصادق في إنتظار فرصة الحكم، بإدعائه أنه "القيادة الملهمة"، و ان يظل شعبنا مجمد الوعي السياسي و الديني، كرصيد جاهز للطائفية الجديدة! و الصادق المهدي قد وجد، فعلا، نقطة الإنطلاق للعودة الي السلطة!! و هي الدعوة الي "تحكيم" الشريعة الإسلامية!! و تجيء لجنة تعديل القوانين لتتمشي مع مع أحكام الشريعة الإسلامية لتمثل رأس الرمح في زحف الصادق المخطط نحو السلطة!! أليس هو زعيم أكبر طائفة دينية ذات وزن سياسي، من الناحية العددية؟؟ و من ثم أليس هو أولي الناس بتولي الحكم عند "تحكيم الشريعة الإسلامية"؟؟ إن خطر الصادق كمجدد للطائفية، يسعي ليمد لها في عمرها، بكل سبيل، إنما هو خطر ماثل!! و لا سبيل الي درئه الا (المنابر الحرة)!! إن الله تعالي غيور علي هذا الشعب، بما حفظ عليه من الفطرة السليمة.. و هو لا بد كالئه بعنايته.. هذه عادته.. و هو لها واصل.. له الحمد، كل الحمد.. ـ
الأخوان الجمهوريون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي!! والقيادة الملهمة!! والحق المقدس؟! (Re: Omer Abdalla)
|
بقلم/ محمد خير البدوي
درج السيد الصادق المهدي في الآونة الأخيرة وعبر وسائل الاعلام المختلفة على تبرئة نفسه مما لحق بكيان الأنصارسياسيا وإماميا وأسريا من شقاق وانشقاق وفرقة وافتراق ملقيا تبعة ذلك على المرحوم محمدأحمد محجوب . ثم يسارع طالبا الاحتكام للتأريخ في هذا الشأن متناسيا أنه بصدد فترة لم تودع بعد في أقبية التأريخ وزواياه ولا يزال كثيرون من معاصريها على قيد الحياة وهم شهود عيان فضلا عن أن الجراح التي أثخنت كيان الأنصار لم يقض نزيفها وانما هي في اتساع وانتشار والنيران التي نفذت إلي قدس أقداسه لم يخمد سعيرها بعد بل إزدادت لهيبا وشراهة .
وفي غضون الشهرين الماضيين جرت مقابلتان مع السيد الصادق أولاهما مع الفضائية السودانية والثانية مع صحيفة الرأي العام تنصل فيهما كدأبه دائما وأبدا من أي دور له في ما وقع في معسكر الأنصار سياسيا وإماميا وأسريا وكأني بمحجوب يصيح ودونه جندل وصفائح هاتفا " رمتني بدائها وانسلت " .
لقد أخذت مشاكل كيان الأنصار تطل برأسها ولما يبلغ السيد الصادق الثلاثين من عمره حين أوفد - حسب رواية المرحوم السيد اسحاق محمد شريف - نخبة من أحفاد الخليفة شريف ( خليفة الكرار ) إلى رئيس الوزراء محمد أحمد محجوب طالبين منه الاستقالة لكي يحل السيد الصادق مكانه بأمر من " أهل الظاهر والباطن " كما روى لنا المرحوم بشير محمد سعيد وعملا بنصيحة الدكتور الترابي له " إنت صاحب الجلد والرأس وأحق من سواك بمنصب رئيس الوزراء " . ولما لم يستجب محجوب لأحفاد خليفة الكرار حشد السيد الصادق الهيئة البرلمانية لحزب الأمة وأخضعها لضغوط مختلفة من أجل سحب الثقة من رئيس الوزراء محمد أحمد محجوب وبالتالي اسقاط حكومته حتي يخلو له الجو هو وأشياعه لتحقيق أطماعه وأحلامه الطائشة وعقدت الهيئة البرلمانية اجتماعا مريبا لم يدع إليه محجوب البتة خلافا لمزاعم السيد الصادق التي ذكر فيها أن محجوب رفض حضور الاجتماع قائلا " إن الإمام (الهادي ) هو الذي عينه رئيسا للوزراء ولن يستجيب لأي طلب بتنحيته من أية جهة سواه ". ومثل هذا القول الساذج غير الناضج لا يمكن صدوره من برلماني حاذق أصيل مثل محمد أحمد محجوب الذي ظل طيلة حياته ملتزما بالديمقراطية نصا وروحا وطالما زان ساحاتها ومنابرها معارضا أو في الحكم .
ولا ينكر أحد أن السيد الصادق كان يومذاك فتي واعدا ومحط الرجاء في مقبل عمره وكان أولى به أن يصبر حتي عمر النبوة على الأقل لكي يكتسب قدرا معقولا من الخبرة والحنكة السياسية يؤهله لتولي أعلى موقع في نظام الحكم الديمقراطي البرلماني في السودان . ولكن يبدو أن حبه للرئاسة والإمامة ملك عليه قلبه ولبه ووجدانه ولا يزال وكان واضحا منذ البداية أن همه في المقام الأول ابعاد محجوب بقدر الامكان من أي موقع قيادي في الحزب باعتباره عقبة في سبيل تحقيق طموحاته بدلا من أن يترعرع في ظله وينهل من معينه استعدادا للمهمة التأريخية التي كانت في انتظاره وقد كان محجوب مدرسة وطنية فريدة فكرا وسلوكا واستقامة ونكرانا للذات وكان فوق ذلك ورغم انتمائه لحزب الأمة بعد الاستقلال شخصية قومية يحترمها الجميع .
وتكشفت لنا وللآخرين الأجندة الخفية التي أعدها أهل الظاهر والباطن للسيد الصادق عقب ثورة اكتوبر إذ اعترض السيد الصادق على اختيار محجوب ليشغل باسم حزب الأمة منصب وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية بحجة أنها حكومة شتات (لحم رأس ) لا يليق بالمحجوب أن يكون عضوا فيها ثم جاءت الانتخابات النيابية في عام 1965 فرشح محجوب نفسه في الدائرة «59» الدويم مسقط رأسه وهي دائرة مضمونة باعتبارها حسب الاصطلاح المتعارف دائرة مقفولة لحزب الأمة . وعين محجوب بكل حسن نية ( أ .ف ) وكيلا له في الدائرة وهو من القيادات الأنصارية العريقة في المنطقة ووكيل الإمام فيها ولكن ميوله مع السيد الصادق في الخفاء ؟؟ وتبين لأهل الدويم أنه لم يكن مخلصا لموكله وارتكب بالفعل أخطاء في إدارته للحملة الانتخابية من شأنها سقوط محجوب لا محالة . وأضطر محجوب أمام العديد من الأدلة الدامغة إلي عزل وكيله ( أ. ف ) واستبداله بنفر من أهل الدويم تحت اشراف ابنه سيد. وفي آخر المطاف فاز محجوب على منافسه بخمسمائة وواحد وسبعين صوتا فقط في تلك الدائرة المضمونة المقفولة التي كان ينبغي أن يكسبها بأغلبية ساحقة وكان واضحا خلال الحملة الانتخابية وعمليات التصويت أن ثمة عناصر معينة موالية للسيد الصادق ظلت تعمل في الخفاء حتي آخر لحظة لاسقاط محجوب بأي ثمن . وأجبرت تلك العناصر المتآمرة لجنة الانتخابات على تأخير اعلان النتيجة رسميا لليوم التالي بسبب إلحاحها علي اعادة فرز الأصوات مرتين على الأقل وكانت أنظار جميع الناس في السودان بأسره مشدودة في انتظار نتيجة الدائرة (59( الدويم باستثناء السيد الصادق الذي استقل الطائرة فور انتهاء عمليات التصويت للاستجمام في بيروت ولكنه عقد فور وصوله إلى هناك مؤتمرا صحفيا سأله فيه الصحفيون اللبنانيون عن مصير محجوب وهل سيصبح رئيسا للحكومة القادمة فرد عليهم السيد الصادق بأن اسناد مثل هذا المنصب لمحجوب ليس شرطا ضروريا وأن في حزب الأمة عددا من القيادات التي يمكن أن تملأ منصب رئيس الوزراء ثم أضاف قائلا " إن أخباراً وصلته مفادها أن محجوب خسر الدائرة ولكن ربما يجوز تعيينه رئيسا للنواب ؟ " تري كيف يحل للسيد الصادق أن يفرض على النواب رئيسا رفض الناخبون حتي مجرد انتخابه نائبا مثلهم ؟؟ وكأني بلسان حال محجوب يردد يومذاك مع شاعره المفضل (المتنبي ):
ويلمها خطة ويلم قابلها üü لمثلها خلقت المهرية القود
إنها بكل المقاييس انتهاك فاضح للدستور وللقيم الديمقراطية واستخفاف بالبرلمانيين والناخبين ولكن مثل هذه الأشياء لا وزن لها في قاموس السيد الصادق وقد أقدم على خطوة مماثلة بعد ذلك بنحو عشرين عاما عندما عين الأستاذ محمد ابراهيم خليل رئيسا لمجلس النواب في عام 1986 وكان ذلك بداية العد التنازلي الذي أفضي بنا في نهاية الشوط إلى ثورة الانقاذ . وقد وصفت تلك الخطوة يومذاك في صحيفة السياسة بأنها أول مسمار يدق في نعش الديمقراطية ودعوة صريحة للعسكريين لاغتصاب الحكم . وقال السيد الصادق يومذاك أمام مجلس النواب عند انتخابه رئيسا للوزراء عبارته المشهورة التي قصد بها محجوب " لقد انتهي عهد الحكم بالوكالة " وقاطعه محجوب في نقطة نظام قائلا إنه " لم يكن وكيلا عن فرد أو أسرة أو أية فئة خاصة وانما وكيلا عن السودان بأسره " وقد لا يعلم كثيرون أن محجوب قام بدوره الرائد في معركة الاستقلال منذ عهد مجلة الفجر مستقلا عن أي تنظيم سياسي حزبي حتي نال السودان استقلاله كاملا غير منقوص وكان له مع صنوه اسماعيل الأزهري شرف انزال العلمين المصري والبريطاني ورفع علم السودان مكانهما ممثلا للمعارضة إذ لم يكن حتي ذلك الوقت عضوا في حزب الأمة . أما الحكومة التي ادعى السيد الصادق المهدي أنها أنهت " عهد الحكم بالوكالة " فقد كانت أشد الحكومات فسادا واخفاقا في تأريخ السودان وأدت تصرفاتها وسياساتها إلى التضخم والغلاء والقلاقل الفئوية بما في ذلك القوات المسلحة وكانت لي مع تلك الحكومة صولات وجولات على صفحات جريدة " السياسة " أفضت إلى سقوطها في النهاية وأذكر أني كتبت مرة مخاطبا السيد الصادق رئيس الوزراء " إني أخشي عليك يا أمل الأمة من يوم يقول الناس فيه خيبة الأمل الراكبة جمل " تري هل صدقت نبوءتي ... ليتها لم تصدق ... فالصدق شر إذا ألقاك في الكرب العظام وكيف به إن ألقي أمة بأسرها لا فردا واحدا ؟
الرأي العام 8 مارس 2003 م
ü (العباسية - أمدرمان )
| |
|
|
|
|
|
|
|