أخطأَ هَيْكَل .. وأَصابَ تود ومانديلا!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 01:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2003, 05:30 PM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أخطأَ هَيْكَل .. وأَصابَ تود ومانديلا!

    أخطأَ هَيْكَل .. وأَصابَ تود ومانديلا!








    بقلم/ كمال الجزولي

    (1)

    ظللت ، منذ رمضان الفائت ، فى حيرة من أمر الرأى الغريب جداً الذى أذاعه ، آنذاك ، الأستاذ محمد حسنين هيكل ، من خلال محاضرة مطوَّلة عبر قناة "دريم" الفضائية ، عن الاستراتيجيات الأجنبية فى المنطقة العربية والاسلامية ، وفحواه أن أمريكا ، بعد أن دالت دولة السوفيت والمعسكر الاشتراكى ، وأصبح أمر العالم كله بين يديها فى إطار قطبيتها الأحادية ، احتاجت "لاستعراض عضلاتها" بغرض تثبيت وتأكيد هذا الواقع الجديد ، وليس لأى غرض آخر (!) ومن "سوء طالع" هذه المنطقة أن وقع اختيار أمريكا عليها كمحض "ميدان" لهذا الاستعراض ، لا أكثر ولا أقل ، بمعنى أنها لم تأتِ إلى هنا بحثاً عن شئ معيَّن ، كما يعتقد البعض !

    مبعث الحيرة ليس غرابة الرأى نفسه ، فليس نادراً ما تقعُ هذه الأيام ، فى وسائط الاعلام العربية والاسلامية ، على ما ينتسب للغرائبيات فكرياً أو سياسياً أو حتى فقهياً ، دون أن يستوقفك ذلك أو يدهشك كثيراً. ولكنَّ مبعث الحيرة الحقيقى هو صدور هذا الرأى من كاتب كبير واستراتيجىٍّ مرموق كهيكل ، لا تعوزه البتة ، لا المعرفة ، ولا الدربة ، ولا القدرات التحليلية ، ولا الطريق السالكة إلى مظان المعلومات ، بل إن عُشرة القراء معه لتؤكد ، على العكس ، أن لديه من ذلك ما يكفى ويزيد. وفوق هذا كله ، فليس ثمة من يملك، بالغاً ما بلغ اختلاف المنطلقات أو تباين المواقف مع الرجل ، أن يشكك فى صدق دوافعه الوطنية أو القومية. ومن هنا ، على وجه التحديد ، ينشأ التساؤل الحائر: كيف يعقل أن توصل كل هذه الميزات صاحبها إلى نتيجة لا تعود فيها هذه المنطقة ، ذات الأهمية والخطورة الاستثنائيتين بالنسبة لحاضر ومستقبل العالم بأسره ، أكثر من مجرَّد "صَبيَّةٍ فرعونيةٍ" أوقعها حظها العاثر فى بؤرة الاختيار الصُدفى لتصبح "عروساً للنيل" ؟!


    (2)
    ولكن .. مهلاً ، إذ قد يبدو ، فى الظاهر ، وللوهلة الأولى ، أن هيكل ليس وحده على هذا الرأى ، وأن ثمة محللين آخرين مرموقين تشكل فكرة "استعراض العضلات" هذه بعض وجوه تحليلاتهم. سوى أن مضاهاة سريعة نجريها بين المضمون الذى ذهب إليه هيكل وبين فحوى ما كتبه ، على سبيل المثال ، المفكر الفرنسى إيمانويل تود حول هذه المسألة فى كتابه "ما بعد الامبراطورية" الذى صدر مؤخراً ، وعرض له د. الصادق عوض بشير عرضاً وافياً بصحيفة الأيام (21/1/2003م) ، سرعان ما ستكشف عن أن الفكرة عند هذا الأخير ليست مجرَّد "خيطٍ" منفردٍ ، كما عند هيكل ، بل إنها مندغمة ، باتساق تام ، فى "نسيج" ثلاث حقائق تاريخية أساسية:

    الحقيقة الأولى: أنه ، ما بين "بيرل هاربر"، أثناء الحرب العالمية الثانية ، وبين "أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001م" ، جرت مياه كثيرة فى نهر الأوضاع الاقتصادية والسياسية الاستراتيجية ، عالمياً وأمريكياً ، نجم عنها خروج أمريكا من عزلتها ، وبروزها كإمبراطورية عظمى يزيد حجم إنتاجها القومى ، إبتداءً من 1945م ، عن نصف الانتاج العالمى، وتمتلك ، إلى ذلك ، ترسانة قتالية تؤهلها للتصدى "للخطر الشيوعى" الذى كان قد تمدَّد من ألمانيا الشرقية ، فى قلب أوربا ، إلى كوريا الشمالية ، فى قلب آسيا ، مِمَّا مكنها من الهيمنة الاقتصادية والعسكرية والأيديولوجية على العالم الرأسمالى وتوابعه فى جميع القارات ، بكامل رضا هؤلاء وترحيبهم النابعين ، بالأساس ، من خوفهم من ذلك التمدُّد ، طوال الفترة المنتهية بتفكك الاتحاد السوفيتى وبلدان المعسكر الاشتراكى الأخرى فى شرق أوربا ، مطالع تسعينات القرن المنصرم.

    الحقيقة الثانية: أن تلك المتغيِّرات أثرت على خصائص البنية الاقتصادية الأمريكية ، خلال تلك الفترة ، فحوَّلتها ، فى ظلِّ التركيز على دورها العسكرى ، من الاعتماد على الذات إلى الاعتماد على العالم الخارجى. وبالنتيجة بدأ العجز يتسلل إلى ميزانها التجارى منذ بداية السبعينات ، ليتأكد ويتضخم بعد انهيار المعسكر الاشتراكى مباشرة. فخلال الفترة ما بين 1990 ـ 2001م تدهور ذلك العجز من 100 إلى 450 مليار دولار ، من بينها 84 ملياراً فى مجال البترول وحده ، علاوة على 336 ملياراً فى مجال المنتجات المصنعة ، وبلغت نسبة العطالة 6%، أى حوالى 9 ملايين نسمة. ودخلت أمريكا فى حالة ركود اقتصادى ، فبعد أن كانت تحتل عام 1999م المركز الثالث بمقياس الأمم المتحدة للتطور البشرى ، تراجعت عام 2001م إلى المركز السادس بعد النرويج وأستراليا وكندا والسويد وبلجيكا. ومنذ بداية الألفية لم تعد تستطيع العيش على إنتاجها وحده أو تحقق الاكتفاء الذاتى ، وبات يتزايد لديها الاحساس بعدم القدرة على الاستغناء عن العالم ، فى ذات الوقت الذى أوشك فيه هذا العالم أن يكتشف أنه يستطيع الاستغناء عنها ، وعن مواصفاتها ، ويلتفت إلى خصوصياته وثوابته فى كل شئ. بعبارة أخرى إستيقظ العالم على حقيقة أنه أصبح يتعامل مع "قوة عظمى" تابعة له اقتصادياً ، ولكنها ، فى الوقت نفسه ، غير ضرورية له سياسياً أو عسكرياً كما كان الأمر فى السابق ، قبل زلزال شرق أوربا!

    الحقيقة الثالثة: أنه أصبح يتَعيَّن على أمريكا ، وقد تنبهت بدورها إلى أنها صارت "كالبلطجى" المحترف الذى يواصل عرض خدماته على من لم يعد يحتاجها ، من أوربا إلى اليابان ، ألا تقف عاجزة ، وبين يديها كل هذه الترسانة الحربية الهائلة ، تنظر إلى "السوق" ينفضُّ من حولها ، ويتركها وحيدة تحصى خسائرَها الاقتصادية ، وترقب انهيار مستوياتها المعيشية ، بينما هى تتفرَّج على ثروات العالم الطبيعية تكاد تفلت من قبضة هيمنتها القديمة، وعلى رأسها البترول الذى يُتوقع ، مع استمرارها فى استهلاكه بالمعدلات الحالية ، إنتهاء الاحتياطى منه بحلول عام 2010م! فكان لا بدَّ لها ، وفق المنطق نفسه الذى يحكم حساباتها ، من عمل المستحيل لإعادة الوضع إلى ما كان عليه ، أيام كان "مجد" سباق التسلح زاهراً ، ورعب البلدان الرأسمالية من "الخطر الشيوعى" يجعل سوق أمريكا "حاراً"، ويطرح تحت قدميها كل مقدرات العالم "غير الشيوعى"، وثرواته وموارده.. البترولية منها على وجه التخصيص!


    (3)
    وإذن ، فذلك هو المطلوب: أمريكا ترغب فى "إعادة" ترتيب الأوضاع بحيث "تعود" الغلبة "لعضلاتها"، لا لمجرَّد "استعراضها" كغاية فى حدِّ ذاتها، كما يرى هيكل، ولكن لأن عينها على البترول، من جهة، ولأن تلك هى اللغة الوحيدة التى تتقنها من الجهة الأخرى. ومناطق البترول الغنية معلومة. والأولوية فيها لما لدى العرب وما فى بحر قزوين. ما عند العرب تم تأمين الخليجىِّ والسعودىِّ منه، إلى حدٍّ بعيد ، فى إثر حرب الخليج الثانية 1991م ، رغم حالة الشدِّ والجذب التى ما تنفكُّ تسِمُ ، حتى الآن ، علاقات أمريكا بدول هذه المنطقة ، وبخاصة كلما كان مطلوباً من هذه العلاقات مقاربة الشأن الفلسطينى. يتبقى بترول العراق علاوة على بترول بحر قزوين، والطريق إليهما غير سالكة إلا عبر الحرب. والطريق إلى الحرب غير سالكة إلا بإرجاع الحلفاء إلى حالة "الخوف" و"الرعب" القديمين. وإذن ، فلا بُدَّ من ذلك ، ولكن .. كيف؟! كيف يمكن تحقيق هذا "الحُلم الأمريكى"وليس ثمة" خطر شيوعى "يتهدَّد" العالم الحُر"؟! كيف السبيل إلى إشعال هذه الحرب "المرجوَّة" أمريكياً ؟!

    الاجابة ما لبثت أن جاءت بأعجل مما كان متوقعاً ، ولو لم تجئ لاخترعتها أمريكا اختراعاً لحاجتها الماسَّة إليها: تفجير برجى التجارة العالمية بنيويورك ، والهجوم على مبنى البنتاجون بواشنطن ، واستهداف البيت الأبيض نفسه ، أو ما أصبح يعرف ، اختصاراً ، "بأحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001م" التى أعلن بن لادن مسئولية تنظيمه "القاعدة" عنها ، من أوَّل "إشاراته" المُعمَّاة لهذا المعنى فى البداية ، وإلى آخر "اعترافاته" الجهيرة به فى النهاية !

    لقد أتاحت تلك الأحداث لإدارة بوش "الإبن" ، كما هو معلوم ، أوسع الفرص لاستثمارها استراتيجياً ، ولأقصى حدٍّ ممكن. وبالنتيجة ، ومثلما انتهت حرب الخليج الثانية بوضع اليد الأمريكية الثقيلة على حقول وآبار النفط الخليجى من الكويت إلى مسقط ، فإن "حرب أفغانستان" قد أعطت الضوء الأخضر للهيمنة العسكرية الأمريكية على منطقة وسط آسيا كلها باتجاه مصادر النفط فى بحر قزوين. ثم ها هى أمريكا تعود مجدداً لتقيم الدنيا ولا تقعدها ، تجيِّش الجيوش الجرَّارة ، وهى تهدِّد بضرب العراق ولو بقرار منفرد ، برغم المعارضة الشرسة التى تبديها أغلب شعوب وحكومات العالم ، بما فى ذلك حكومات فرنسا وألمانيا وبلجيكا((! حتى البابا .. أقام صلاة خاصة فى الفاتيكان لطرد شبح الحرب ، قائلاً: "لا أحد غير الله يستطيع أن يمنع وقوعها". تفعل أمريكا كل ذلك بذريعة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل(!) وتريد من العالم أن نصدقها، كما لو أن إسرائيل، مثلاً، لا تملك هذا السلاح، دع عنك كوريا الشمالية التى تتحدى أمريكا بإعلان انسحابها ، نهاراً جهاراً، من اتفاقية الحدِّ من التسلح النووى ، واستئناف برنامجها الذى كان قد توقف فى هذا المجال!

    إن هذا كله ليشير بأكثر من إصبع (علاوة على تقاطع المصالح وتشققها بين حلفاء الأمس ، مما يمكن أن يستشف منه ، بوجه عام حتى الآن ، ملامح العالم الجديد الآخذ فى التشكل مع بداية الألفية) ، إلى الأهمية الحاسمة التى تكتسيها مسألة النفط فى قلب الخطط والبدائل الاستراتيجية الأمريكية ، وليس مجرد "حاجتها" لاستعراض القوة "كهدف" فى حدِّ ذاتها ، كما يقول هيكل. بل إن ثمة مغزى خاص ، حتماً ، فى هذا السياق ، لتكاثر "النفطيين" فى إدارة جورج بوش "الابن" ، إبتداءً من دِك شينى ، نائب الرئيس ، الذى رُصد له ارتباط سابق ببعض صفقات النفط العراقى حصل منه على ما يُقدَّر بـ 34 مليون دولار، وقونزليزا رايس ، مستشارة الأمن القومى ، التى كافأتها شركة شيفرون على خدماتها الخاصة لها بأن أطلقت إسمها على إحدى ناقلاتها النفطية العملاقة (!) أما جورج بوش "الأب" فلا يخفف ، بأية حال ، عدم صلته العضوية أو الرسمية بإدارة إبنه من أثر ضلوعه فى بعض الصفقات ذات الصلة بنفط العراق (!)

    والواقع أن موقع النفط فى الاستراتيجية الأمريكية ظلَّ يتأكد دائماً، بغض النظر عن تبدل الرؤساء والادارات. وعندما استخدم العرب النفط كسلاح، وبفاعلية، خلال حرب أكتوبر 1973م، إهتزت أمريكا بعمق، إلى حدِّ أنها بدأت ، منذ ذلك الحين ، تفكر بجدية ، ربما لأول مرة، وبصرف النظر عمَّا إذا كان ذلك بإيعاز من اسرائيل أم لا، فى خطورة ترك هذه "المادة" تحت يد العرب يتصرفون فيها بحرية (!) وليس ببعيد فى الزمان، ولا عن الاذهان، مسعى أمريكا نفسها، فى الوقت الراهن، للاطاحة بحكومة شافيز فى فنزويلا من أجل شئ واحد .. النفط !


    (4)
    عندما وقف نيلسون مانديلا ليخاطب منتدى المرأة العالمى المنعقد بجوهانسبيرج، أواخر يناير المنصرم، لم تكن كل الألاعيب اللفظية المعتمدة لدى طغمة الادارة الأمريكية، صقوراً على حمائم، بكافية، بعد، لوضع خطٍ، ولو باهت، من الغشاوة على بصيرته، فلم يتردَّد لحظة، بكل تاريخه النبيل وشموخه البهىِّ، فى البصق على النمر بين عينيه، حين أكد على أنه "إذا كان ثمة إرهابى واحد فى هذا العالم فهو .. أمريكا"، وأن السبب الوحيد لشنِّ حربها المحتملة ضد العراق هو "السيطرة على النفط العراقى".. وقد صدق كعادته. فأمريكا لن يهدأ لها بال إذا بقيت قطرة واحدة من نفط الشرق الأوسط خارج سيطرتها ، لأن ذلك سوف يعنى ، ببساطة، أنها لا تحكم قبضتها بشكل جيد على حركة أوربا ، ولا على حركة اليابان ، ولا على حركة الصين ، وكلهم يعتمدون الآن ، بالأساس ، على نفط هذه المنطقة ، ويمثلون ، فى ذات الوقت، "العالم" الذى وصفه إيمانويل تود بأنه أصبح يتعامل مع "قوة عظمى "تابعة له اقتصادياً، ولكنها، فى الوقت نفسه، غير ضرورية له سياسياً أو عسكرياً. وحين يقطع وزير الطاقة الأمريكى سبنسر أبراهام المسافات الطوال بين آسيا الوسطى وكازبلانكا وهيوستن بحجة السعى لتقليل اعتماد أمريكا على نفط الشرق الأوسط (النيوزويك ؛ العدد الخاص بقضايا عام 2003)، أو حين يؤكد ذلك بوش بنفسه فى خطابه السنوى عن حالة الاتحاد (السر سيد احمد؛ الرأى العام ، 1/2/2003م)، فإن المرجح أن الرجلين يكذبان أو يذران الرماد فى العيون (!) فإذا كان من الأهمية بمكان ، بالنسبة لأمريكا ، إعادة الوضع إلى سابق عهده ، فإن أول أشراط هذا إعادة زرع "الخوف" و"الرعب" فى قلب هذا "العالم" من خطر ما.. كسيطرة "قوة" لا قبل له بها على ما يعتمد عليه فى حركته ، ومعاشه ، وحياته كلها .. النفط: "أيها العالم .. صدام حسين سوف يشعل النيران فى آبار الشرق الأوسط كلها"، وأيضاً قدرة هذه "القوة" ، فى ذات الوقت، على تصدير "الرعب" لهذا العالم الذى لم يعُد مكاناً آمِناً .. طائرات تدمِّر أعتى القلاع، جمراً خبيثاً يفتت أقوى الأجساد، بشراً مفخَّخين يتفجرون وسط الآمنين فى المقاهى والمسارح ومحطات المترو: "الـ FBI يحذر من هجمات مرتقبة (!) الـ CIA لديها معلومات عن مخططات إرهابية سوف تنفذ فى أية لحظة فى مواقع مختلفة من العالم(!) "والأهم "أن هذا العالم فى أمسِّ الحاجة لحماية أمريكا .. أمريكا هى المسئولة عن حراسة (الحضارة العالمية) ، والدفاع عن (العالم الحُر)، وهى القادرة المُختبَرة ، تخصُّصاً كما فى السابق ، على التصدى لهذا (الرعب) واجتثاثه من جذوره ، فسلمها أيها العالم زمام أمرك ، واترك لها تلك البقاع تنظفها من (الارهاب)، وتدير لك حقول نفطها (بمعرفتها) ، فتسكن نفسك ، ويهدأ بلبالك ، وتعود إليك طمأنينتك"(!) والطريف أن كولن باول ، وزير خارجية بوش "سَرَحَ" إلى أبعد من ذلك ، وقد صدق أكذوبة إدارته ، فصرَّح لأجهزة الاعلام "بالتزام" الولايات المتحدة "بالحفاظ" على الثروة النفطية للشعب العراقى .. بعد استلامها (!) حكاية الذئب والحملان بذاتها !

    خطة فى غاية من السذاجة والبله ، جعلت يوشكا فيشر وزير خارجية ألمانيا يشد شعر رأسه ، وهو يصرخ فى وجه دونالد رامسفيلد ، وزير الدفاع الأمريكى ، خلال المؤتمر الأمنى الذى انعقد ببرلين فى السابع من فبراير الجارى ، وبانجليزية سمعها ، ولا بُدَّ ، كل مشاهدى الأخبار فى التلفزيونات: "Oh, no .. I don't believe that"! ـ "لا .. لا .. أنا لا أصدِّق ذلك"!


    (5)
    هكذا ، وعلى حين أفتى الأستاذ محمد حسنين هيكل بأن أمريكا ليس لديها غرض معين من مجيئها إلى هذه المنطقة سوى إستعراض قوتها فحسب ، وأن اختيار المنطقة نفسه مجرد صدفة ، أفاد نيلسون مانديلا وإيمانويل تود بأنها إنما جاءت لتستخدم قوتها فى إرهاب العالم وإخافته بغرض الاستحواذ على ثروات المنطقة ، فأيهم أصاب ، وأيهم أخطأ ؟!

    ملحوظة أخيرة: هذا السؤال ليس محض تمرين ذهنى .. فأمريكا الآن هنا ، بيننا ، تتحدث عن السلام ، وعينها على بترولنا ، والبعض يُصدِّقها .. وكثيراً!!

    (انتهى)









                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de