|
|
 معرض للفن التشكيلي السوداني وراشد دياب بالريض
|
سيقيم الفنان التشكيلي راشد دياب وبعض الفنانين التشكيلين من السودان ومن الرياض معرضاَ للفن التشكيلي بمدينة الرياض
وسيكون المعرض بمعرض الخيمة بالملز شارع الستين
وينقوم بنقل فعاليات المعرض ولقاء مع الفنان الكبير د. راشد دياب
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: معرض للفن التشكيلي السوداني وراشد دياب بالريض (Re: الجندرية)
|
السوداني راشد دياب.. بين ايقاع الغرب وروح الشرق
بقلم: محمود شاهين
تزخر الحيوات التشكيلية العربية المعاصرة بتجارب تشكيلية عديدة، استعارت من التشكيل الغربي لغته وخطابه وتقاناته.. وحتى مواضيعه. لكن بتأثير هاجس الهوية المحلية، والخطاب التشكيلي الخاص الذي سكن الفنان التشكيلي العربي، اثر بروز التوجهات القومية وانتشارها في السياسة والادب، والثقافة والفن، حاول هذا الفنان تأكيد تمايزه وتفرده بأكثر من وسيلة وصيغة واسلوب، متكئاً على المقولة الشهيرة «التراث المعاصرة» التي تحولت الى هم واشكالية حقيقية، شغلت ولاتزال تشغل كافة اجناس الابداع العربي المعاصر.
غير ان هذا القصد النبيل لم ير في نتاجات فنانينا التشكيليين المعاصرين كما يجب، مما جعل من ظاهرة «القرين الغربي» هي الطاغية والمسيطرة والسائدة في هذه النتاجات، تباركها وتدعمها وتكرسها جهات محلية واجنبية، بأشكال ووسائل مختلفة.
وهكذا وجدنا انفسنا امام ظاهرتين اساسيتين تسودان تشكيلنا العربي الحديث: الاولى هي بروز الفنان الحرفي المتفاني في خدمة الذائقة البصرية المتواضعة للفئة العربية الموسرة والامية فنياً، والتي تنظر الى المنتوج الفني التشكيلي كتابع او متمم لاثاث منازلهم وقصورهم ومكاتبهم.
الثانية هي ظاهرة «القرين الغربي» للفنان العربي، وهي ظاهرة خطيرة تتنامى بسرعة هذه الايام، خاصة في احضان البيناليات العربية والورش الفنية المشتركة التي تقام بين طلبة اكاديمياتنا وفنانين غربيين يكرسون اساليب فن الطليعة المعطوب والمشبوه، ومثل هذه الورش والملتقيات، تتسابق لاقامتها في اكاديمياتنا الفنية، وبينالياتنا، السفارات والمراكز الثقافية الاجنبية، برعاية ومباركة وتهليل عدد من الفنانين العرب المرتبطين بهذه الجهات الاجنبية وتوجهاتها.
تجربة الفنان التشكيلي السوداني «راشد دياب» التي قدمها للجمهور السوري في صالة المعارض بمكتبة الاسد الوطنية بدمشق، تقف في منطقة وسطى من هذا التوجه، فهي تحمل الحداثة التشكيلية الاوروبية وتوجهاتها.. لكنها في الوقت نفسه، تحاول التقاط نبض البيئة وخصائصها التي لابد لفناننا التشكيلي العربي المعاصر من ان يحملها في ذاكرته البصرية الجمعية، وقبل هذا، في احاسيسه ووجدانه، رغم امعانه في الاغتراب والابتعاد عن جذوره، اثناء توجهه المدهوش، لالتقاط وتبني كل ما يفرزه الغرب ويصدر عنه!!
الفنان «راشد دياب» من مواليد مدينة «واد مدني» في السودان عام 1975. حصل على بكالوريوس فنون في الخرطوم، وعلى شهادة الاستاذية في الرسم من مدريد باسبانيا، ثم على ما جستير في التلوين من نفس المدينة، وعلى درجة مماثلة في الحفر، يعمل مدرساً في كلية الفنون الجميلة بمدريد المركزية. عمل في مجال النقد، ثم عين معيداً في معهد الموسيقى والمسرح بالخرطوم، ثم اوفد مرة اخرى الى اسبانيا.
اقام العديد من المعارض الفردية داخل السودان وخارجه، بينها اثنان في دمشق، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية.
اخر معارضة الفردية في دمشق حمل عنوان «الصمت الرفيع» وضم مجموعة من اللوحات المنفذة بخليط من التقانات اللونية، اضافة الى مجموعة من المحفورات المطبوعة بواسطة الزنك، وهي بالابيض والاسود واقرب ما تكون الى «الموتيفات» اي الرسوم التوضيحية، اضافة الى بضعة محفورات ملونة.
قدم لهذا المعرض الروائي السوداني «الطيب صالح» بالقول: المزيج هو المعضلة الكبرى بالنسبة لنا في العالم العربي والعالم الاسلامي والعالم الافريقي والعالم الثالث عموماً. هذا ما نطلب انجازه في مجالات الحكم والادارة والاقتصاد والتنمية.. وانه لامر يدعو الى الغبطة ان نجد ان راشد دياب من هؤلاء المبدعين الذين انجزوه بالفعل في ميدان الفن التشكيلي.. وما اعظمه من انجاز.
كما قدمت له الفنانة والناقدة اليمنية «آمنة النصيري» بالقول:
ان الفنان التشكيلي السوداني راشد دياب يشكل احدى الحالات التشكيلية المميزة بين الفنانين العرب المقيمين في الدول الغربية، حيث استطاع ان يصوغ لنفسه اسلوباً عميق الرؤية وشديد الارتباط بقيم انسانية وفنية مستمدة من تراث بلده السودان، لكنها في الوقت ذاته، تمثلت لدى الفنان طابعاً فريداً، يتضمن رؤية معاصرة لتلك القيم، رؤية توصل اليها مرسمها من خلال تعامله مع شتى مفردات الفن الحديث باشكاله واوجهه المتعددة.
ثم تشير الى ان اللوحة لدى «راشد دياب» تعتمد على حشد مجموعة من الاشكال ذات الدلالات الرمزية غالباً، والمرتبطة بالتراث العربي بوجه عام، وتراث السودان ذي الوجهين العربي الافريقي بوجه خاص، فنشاهد في بعضها تحولات شكلية للحرف العربي الذي يتخذ وظائف جديدة داخل اللوحة، غير مرتبطة بوظيفته التقليدية، وبدلالاته اللغوية، فالحرف الى جانب قيمته الجمالية، يصير عبارة عن اشارة رمزية لعالم معقد، متناثر الحروف وترتفع الى اعلى الفراغ الاسود في عدد من التكوينات، في هيئة بنائية، لتمنح الحرف روح كائن حي، يحل محل الشخوص ليوحي بحياة ووجود لامرئيين، وفي هذه الاعمال لا تستطيع بمطابقة تامة بين الشكل الموحي للحرف المجرد في اللوحات وصورته الواقعية التي نعرفها.
وانما يضع الفنان خربشات ونقوشاً مميزة، تشبه الحرف، فترغم المتلقي على استقراء علاقة الاشكال المبتكرة بما هو مألوف، وتعطيها اشارة غير مباشرة الى مغزى التكوين الذي يشتمل ايضاً على زخارف سريعة لا تخلو من الرمزية وصور تخطيطات لهياكل حيوانية قريبة من طابع الفن الافريقي الشعبي، وكثيراً ما تهيم هذه التفاصيل داخل فراغ فيه صوفية, لذا يتخذ الفراغ بعداً اعمق من كونه صغيراً، حيث يتحول الى وجود روحاني، مرتبط الى درجة كبيرة، برؤية دينية صوفية للمكان، ويفسر الفنان ارتباطه بالنزعة الدينية من خلال تفسيره لحميمية علاقته ببيئته التي نشأ فيها، وانعكاس ذلك في تجربته الفنية فيقول:
«المنطقة التي ولدت فيها بالسودان، تتميز بخصائص حضارية، ومن المحتمل الا يرى اخرون تلك الخصائص لأنهم لم يبحثوا فيها بصرياً، على سبيل المثال، من المعروف ان الفكر الصوفي دخل السودان، من مناطق متعددة، الا انه سرعان ما اخذ صبغة سودانية، لأن جوهره او شروطه الاساسية متوفرة لدى السودانيين. الانسان الصوفي غير معني بالحياة الفانية او فعاليتها الدنيوية، انه متجه نحو المطلق، وعلى علاقة روحية مرتبطة بوجود المكان، وجود الله وحبه، بالذات الانساني والحب الكبير، والزهد والتقشف، بالاضافة الى ذلك، الفكر الديني، وما للدين الاسلامي من رؤيا بصرية، كأن تلبس النساء ملابس ملونة، والرجال ملابس بيضاء، جميع هذه المصادر تخرج دون وحي على سطح اللوحة».
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ghariba
الجندرية
ابو يسرا
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست