/الاهداء الى حيدر بدوى:هجرة النخيل الى مواسم الخراب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 03:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-06-2003, 08:15 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
/الاهداء الى حيدر بدوى:هجرة النخيل الى مواسم الخراب

    هجرة النخيل
    "حتى هذه اللحظة إني العن الزمن الذي اغتال طفولتنا السعيدة.. كل
    هذه الكتابات ماهى إلا حنين إلي ماضي لن يعود أبدا
    ********************

    هجرة النخيل

    من وحي قصيدة باللغة الانجليزية لشاعر مدينتنا وفيلسوفها حمزة محمد الحسن..اسم القصيدة
    the green eye*
    ويرمز بها الى حصاة التمر او نواة التمر فى مدينة عطبره التى تقع عند ملتقى نهر عطبره بنهرالنيل عند حافة وادى العميق الذى يمتد من الشرق الى الغرب,تقف اشجار النخيل الجليلة فى شموخ فى منطقة الحلفا وهى محملة بالتمور وتاتى الرياح اللواقح وتسقط هذه الاشجار ثمارها في مجري النهر المتمرد ، يأتي هذا النهر المجنون مندفعا من مرتفعات اريتريا ، يدفع الزبد أمامه ، ويحمل هذه الاجنة ويقذفها في رحم النيل الهادي القادم من الجنوب في منطقة المقرن عند الجسر الحديدي القديم يحمل النيل البذور "the Green Eye" ويتجه شمالا فتجرفها الامواج إلي كل من ضفتي النهر وتنمو هذه النوي في مكانها الجديد وتصبح افراد من غابات النخيل التي يعج بها شمالنا الحبيب وتتساال.. هل هذا موطن الاجداد .. وهجرة أسماك السالمون العكسية .. أم أنها سنة الحياة المندفعة من الشرق إلي الغرب كنهر مدينتنا المتمرد .. بين محطتين الميلاد والموت.
    قد سألت البحر / النخيل يوماً
    هل أنا يا بحر/ نخسيل منك ؟
    أم صحيح ما رواه بعضهم عني وعنك
    ضحكت أمواجه / أوراقه مني وقالت لست ادري !

    **********

    RISE OF SUNSET*ديوان شعر بالغة الانجليزية صدر فى اليمن لشاعر مدينتنا حمزة محمد الحسن

    *********************************
    حكاية النخيل
    هذه الشجرة المياركة ، شبهها الله في محكم تنزيلة ب"لا اله إلا الله " ( الم تري كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ) صدق الله العظم
    عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :أن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم أفتحدثوني ما هي ؟ فوقع الناس من شجر البوادي قال عبد الله وقع في نفسي أنها النخلة فأستحيت ثم قالوا حدثنا يا رسول الله ، قال هي النخلة " ..
    وفي رواية أخري "باب الحياة في العلم " ... بعد أن ساق الحديث وفيه زيادة.
    فحدثت أبي بما وقع في نفس فقال: لأن تكون قلتها أحب إلي من أن اكون كذا وكذا يضرب المثل ذكر في الاثر عندما خلق الله حواء من ضلع ادم بقي جزء خلق الله منه النخلة ، وأصبحت النخلة عمت البشر.
    علميا يمتاز هذا الشجر ( النخيل ) بانه مكون من ذكر وأنثي ويسمي ثنائي الجنس احادي المسكن، والتمر غني بالمعادن ويعتبر وجبة غذائية. اقتصاديا كل أجزاء هذه الشجرة صالحة لأستخدام البشر . الاوراق المخلفة تصنع منها الحصائر والسلال ، الالياف تصنع منها الحبال والحراشف تستخدم كوقود ، والجزع سقف للمنازل والعرجون علف للدواب ووقود أيضا .
    معنويا للحلم بالنخيل يقذف بالحجارة فيلقي تمراً.
    *************
     فىعام1970 عدنا من لبنان حيث كان أبى الذي تخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت..بعيني طفل كنت أتتذكر معالم مدينتنا عطبره,حي الداخلة الذي نقيم فيه سألت عن أصدقائي و وصديقاتي تفرقوا ومن مات مات،سهام صديقة الطفولة ماتت سقطت من با ص الدامر كعادة الأولاد الشوطين التعلق بمؤخرة البص لازلت اذكر شعرها الذهبي وملامحها الغجرية,على ود فرحين هكذا نسمى أصدقاء الطفولة بأمهاتهم،غرق في النيل،كان من اعز أصدقائي هكذا كانت الحياة في منظوري الطفولى رحيل دائم من المنبع إلى المصب بين محطتين يمتد عمر الإنسان
    الأمر الأكبر والأجمل هذا العام كان زواج عمى حسين الذي كان يعمل محاسبا في مستشفى عطبره ولكم إن لا تصدقو مدى حب السودانيين للفرح أنذراك لمجرد زواج موظف بسيط مثل عمى حسين ..انتشرت إرهاصات الفرح وعمت كل الأهل والأصدقاء في المدينة واصبح البيت خلية نحل،تم حجز عربة قطار كاملة..لان الزواج سيمتد من المدينة ألي بلدتنا في الشمال مورا..التي هاجر منها جدي احمد الأمين كهجرة النخيل وكان النزوح ألي مدن النخيل بعد ظهور مرفق السكة حديد وسودنه الخدمة المدنية التي استوعبت كل هجرات الشمال...إلى ذلك الوقت من السبعينات كانت الهجرة معقولة،كانت الأرياف عامرة بالخضرة والماء والوجه الحسن دعونا نعود للهجرة العكسية لحصاة التمر التي أمثلها أنا ورحلة العودة للبحث عن الجذور عبر كرنفال الفرح الذي يجسده زواج عمى حسين الطيب الذي اجله كثيرا
    في يوم السفر تقاطر الناس من كل حدب وصوب الجدود والاعمام والعمات وامتلأت عربة القطار عن اخرها وسط أهازيج الفرح وضرب الدفوف،تم إلحاق العربة بقطار كريمة الذي يسافر شمالا إلي مدينة كريمة.
    بدأت الرحلة وأنا أجلس عند النافذة واشاهد المحطات تتوالى ومعالم الخضرة وحقول القمح تمتد كالبساط وأشجار النخيل تقف في جلال علي مد البصر .. كانت الرحلة طويلة وجميلة إلي مدينتنا كريمة. ممن هناك تم توزيع الناس في عربات بد فورد نيسان السودان .. كم تم توزيع الباقين علي الباخرة النيلية . كانت هناك العديد من البواخر التي تمخر الماء بين دنقلا وكريمة لها أسماء جميلة "عطارد ـ كربكان ـ الزهراء ـ الجلاء " كان نصيبنا نحن والأسرة أن نسافر بميكروباس فورد إلي مورا .. بدأت الرحلة ليلا وانطلقنا في بحورمن الرمال علي اليمين وحقول لا نهائية من القمح علي اليسار ... وصلنا بيت جدي الكبير المتعدد الحجرات .. كانت "البلد" كما نطلق عليها مليئة بالناس والحياة .كما أن زواج عمي ألبسنا حلة من الفرح المقيم ، تم توزيع المدعوين علي كل بيوت البلدة حيث فرش الديوان بالملايات الزاهية وفرشت الارض بالرمال النظيفة وعلي ما اذكر استمر العرس أربعين يوما بكل طقوسه الكثيرة .آنذاك كما أخبرتكم نحن شعب له قدرة غير عادية علي صناعة الفرح .. كانت جرار من المشهيات الروحية البلدية تقبع مدفونة إلى منصفها في أرض السقائف الباردة وهي جزء أساسي من طقوس العرس .. الناس بقيت معنا وهي خمور مصنوعة من التمر والذرة ولها أسماء عدة "الدكاي ، البقنية، والشربوت"أما الطرب فمن النوع الشعبي والعزف علي آلة الطنبور مع كورس والتصفيق بالأيادي وإيقاع خاص بمنطقة الشايقية سمي الدليب وآخر يسمي الشتم .. والرقص مختلط حيث يقف الرجال صفوف ويضربون بأرجلهم إيقاعات اسبه بألدبكة اللبنانية وترقص النساء رقصة الوفرين وهي تشبه عملية الغزل بين الطيور ..وما أشبه أهلي الطيبون بالطيور...

    *********
    حقول القمح
    أكثر ما أسعدني آنذاك الخضرة الممتدة من النيل حتى تخوم القرية حقول القمح والبرسيم وأشجار النخيل والمانجو والليمون.. كانت المزارع تسمي "التحتانية" لأنها جهة النيل .
    المنظر الثاني هو الرمال التي تجسد الزحف الصحراوي ، تلك الرمال العنيدة التي تمطتي ظهور البيوت في رغبة وقحة لدفن القرية .. من أجمل السيموفنية في اذني عند الغروب ثغاء البهائم ونهيق الحمير وصوت طلمبة الماء الذي يتداعي من بعد ( وق ـ دق ـدق ...دق" أما سيموفنية الصباح فتبدأ بصياح الديك ونداءات أهل القرية ، انهم اهل القري ينامون باكراً ويستيقظون باكرا قبل شروق الشمس . كما كانت تفعل جدتي الحرم ..هذه الجدة الحديث عنها يطول ومن الذكريات مكان أخر سيموفنية كانت صوت الطواحين في سوق البلدة الصغير وهي تطحن القمح السوداني الذي نزرعه في حقولنا "تك.. تك... تك.." هذا القمح الطاهر الذي تنتجه حقولنا تقوم النساء بعجنه وإنضاجه علي نار "الدوكة" وهي قطعة مستديرة من الفولاذ الصلب ،سوداء بفعل السخام تجلس علي ثلاثة اسافي "إداريات " ويوضع الوقود من جريد وحراشف النخيل (الكروق) ونحن نصنع نوعين من أقراص الطحين احدهما سميكة في الفطور والأخرى رقيقة مثل القماش

    *****************
    الرحلة الثانية إلي الجذور


    خيمة السعودية دف ما بتدفيك
    لبن اليهودية بلدك ينسيك
    قمحا جاك من أمريكا
    خازوق ركب فيكـــا
    ما بكفيك غير خير بواديك
    مضت عشر سنوات علي الرحلة الأولى بحثا عن الجذور...نحن الآن في عام 1980م في العطلة الصيفية ،أغسطس .. هذا العام تقرر أن تزل

    الوالدة إلى البلد للأشراف علي عملية حصاد التمر (حش التمر) وكنت أنا مرافق ومعي خالد ابن خالتي والذي أراه لاول مرة ، ذلك لأنهم كانوا في غرب السودان ـ لان والده يعمل في السكة حديد .. خالد أصبح من أعز أصدقائي وأقرب ا نسان إلى قلبي ..وذلك للرحلة الجميلة بالقطار ولكن هذه المرة تقدم بنا العمر ولم نعد أطفال .. اختبرت هذا العام لدخول الجامعة..بدأ الترهل يدب في مرفق السكة حديد وأصبح هناك قطار واحد في الأسبوع يزحف كالسلحفاة عبر محطات ، كانت مظاهر الجدب واختفاء حقول القمح التدريجي من كل المناطق التي لا زالت ذكراها الخضراء عالقة في ذاكرتي الطفولية ,وصلنا مدينة كريمة وركبنا سيارة إلي مورا ثم إلي كوري بلد أمي .. هناك يبدو أن الرمال انتصرت أخيرا . كانت البيوت شبه خالية فقد تهدم بيت جدي الذي كنت أعتز به كثيرا ، تساقطت معظم حجراته وبدت البلدة خالية وكئيبة، تغيرت المعالم والعادات وهاجر معظم الشباب وبقي الرعيل الأول من الأجداد يشرف علي أشجار النخيل، اختفت حقول القمح وواختفت الطواحين وظهرت الأفران والخبز الإفرنجي الناصع البياض كغرف المستشفيات .. وظهرت المعونة الأمريكية وتلوثت بلادنا بالدقيق الأمريكي{وبدأ السحت يغزوا أجسادنا ودب فيها الوهن ..أخذت تسير من سئ الي أسوأ . جلسنا في البلد خمسة عشر يوما تقريباً .قمت مع أمي وابن خالتي بالاشتراك في عملية حصاد التمر ووضعه في جوالات وجاء كبار التجار لشراء التمر بثمن بخس ..ثم عدنا مرة أخري إلي كريمة ومنها بالقطار إلي عطبرة .. انتهت رحلتي الثانية إلي الشمال وأنطبع في ذاكرتي شئ واحد .. أن هناك أشياء بدأت تموت ببط شديد ، شئ أسمه الريف السوداني الغني بالناس و المشاعر الفياضة وإن الزحف والهجرة إلي مدن النخيل أتخذ شكل وبائي ... وكما عبر شاعر العامية محمد الحسن سالم الحميد ( الحزب الشيوعي السوداني ) من أبناء الشمالية بكلماته البسيطة عن الملعونة الأمريكية {وما هي إلا إرهاصات للجوع الذي جاء لاحقاً ودخل السودان من النفق المظلمThe
    American Disgusting Policy"








                  

02-07-2003, 00:02 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: /الاهداء الى حيدر بدوى:هجرة النخيل الى مواسم الخراب (Re: adil amin)



    Thanks Adil,

    I truly appreciate dedicating this post for me. Thanks for your generosity, and for the enjoyable reading you offered, from your own craft. I am impressed with your writing. However, allow me to say that your depth of understanding of current affairs, make me wonder if your talents could be better appropriateded elsewhere. I think that direct socio-political themes, written in direct forms of analytical prose, deserve more of your time at this point in our history.

    One more point before I close, I think, as you do, that many aspects of American policy deserve in-depth criticism. But I don't want you to fall into the trap of seeing "corporate America" as “all of America.” Most of the American people, including those of us who became citizens of late, don't share in the interests and ideology of corporate America.

    There is a lot to be said here, but a dreadful back pain is not allowing me to continue. But, I am sure that you got what I mean.

    My deep thanks, again, to you and to your generous spirit!


    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 02-08-2003, 05:25 AM)

                  

02-07-2003, 02:55 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: /الاهداء الى حيدر بدوى:هجرة النخيل الى مواسم الخراب (Re: Haydar Badawi Sadig)

    Thanks Hyder for you points of view ,but I know there are total defference between the American people and the American policy over seas"The Ugly American"
    thanks a lot ...see you later on my greenroad

    (عدل بواسطة adil amin on 02-07-2003, 02:56 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de