فككوا الخوف، نفكك اللغة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 09:35 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-02-2003, 02:48 AM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فككوا الخوف، نفكك اللغة

    منقول من ايميل وصلنى
    من صديقتى الصغيرة سهى




    فككوا الخوف، نفكك اللغة





    مرة قال الشاعر الجزائري مالك حداد أننا نرطن ولا نتكلم، والرطين في العالم العربي صار ظاهرة لغوية، ونفسية، وفكرية، لأنه مطلوب بدل الكلام الواضح، بدل اللغة التي تقول شيئا، أو تحمل معنى، هو التأتأة والمأمأة على طريقة القطط، ومنذ الأسبوع الفائت ونحن مشغولون بدورة تدريبية لتعلم مواء القطط، لكي نكف عن كل هذه الإزعاجات والمنغصات التي لم تعد ترضي أحدا لا من جماعة حزب الديك ولا من معارضيه ( قلنا لكم سوف نرطن ونموء ولا نسمي أحدا بعد اليوم)، وما قيمة مصادرة كلمة إذا كانت الأرض العربية مصادرة، والكرامة العربية مصادرة، والحرية مصادرة، وقميص وشرف الزبون العربي في داره مصادرين ؟

    مطلوب منا أن نكتب دون أن نقول شيئا، وأن نتكلم دون أن يفهمنا أحد، وأن نتحدث بلغة التبرير القاصرة التي قادتنا إلى أكثر من هاوية. فكيف نمد جسورنا مع قارئ يريد منا أن نكشف له أسباب أو بعض أسباب الكارثة وهي كارثة تطال الجميع؟. كنا ومازلنا نحلم بكلمة يكتبها القارئ، ويحاكمها القارئ، ويخاف عليها القارئ. ولأن هذه الكلمة لا تريد استغفال أحدا أو شعبا أو دولة، أو معارضة، أو أجهزة، فلقد كنا نؤمن أن إرضاء الجميع مهمة مستحيلة لأسباب عديدة يطول شرحها، بل يزعج شرحها، بل يؤدي إلى كل أنواع النوبات القلبية والمعوية والدماغية والمالية

    يراد ان نكتب بلغة لا يفهمها أحد، ولا يعرفها أحد. بمعنى أدق اللغة التي تقول دون أن تقول، وترطن ولا تتكلم. هكذا يراد لنا أن نكتب من أجل أن نتواصل مع قارئ أحببناه وأحبنا، وعاهدناه على الصدق والشفافية وعاهدنا على الصدق والشفافية، ومن أجل هذا القارئ قررنا أن نمضي إلى نهاية الطريق مهما كانت الأشواك والمفرقعات وطبول الردح والكواتم المنتظرة

    مطلوب أن نقول أن كل هزائم الأمة هي بسبب شعوبها الكسولة التي لا تريد أن تحارب العدو أو الأعداء، بل تقضي الوقت كله في المراقص والبارات والحدائق والتحشيش، وأن الحكام العرب قادرون على تحرير فلسطين في خمس دقائق لكنهم لا يريدون أن تفقد الأمة الحافز على الحيوية، وانهم يرغبون في مواصلة التدريب على السلاح حتى فناء الأرض لكي لا يتحول العربي إلى مجرد كرش متجول. أما الحرية في الوطن العربي فهي تتفوق على أرقى الديمقراطيات في العالم فما هو ذنب الحكام العرب إذا كان المواطن العربي يعشق النوم في السجون بسبب عقد تاريخية قديمة وخلل في الجينات؟! اما حول التعليم فهو أرقى من أنظمة التعليم في دول الرفاهية حيث يدخل المواطن العربي إلى المدرسة الابتدائية ويخرج من الجامعة ويتخرج بصورة حمار سياسي لا يفرق بين حرف الألف ورقبة البعير

    ولماذا يقول البعض إننا هزمنا بسبب حكامنا؟. كل هذه الهزائم المزعومة كانت انتصارات تاريخية لأنها فشلت في القضاء على فخر الأمة وصانع مجدها ومقابرها الحديثة حيث تكفلت بعض هذه الدول بدفن مواطنيها على نفقتها من أجل وصول أسرع إلى المقبرة حتى لا يندم على موته ويستيقظ في منتصف الطريق، أو ربما كان مصابا بإغماء أو ضمور ضربات القلب، ولا أهمية لتدمير الأوطان مادام صاحب العظمة يمارس التفكير، والفياغرا، وتربية خيوله على أحدث قواعد الكرم العربي، ومازال يجمع في قصره كل نساء العالم من كل الأصناف من أجل سوق عالمية مشتركة انتقاما من فشل مشروع الوحدة؟

    ومن قال أن أموال النفط تبدد في غير صالح الأمة؟ هذا افتراء مفضوح. ومن لا يصدق عليه السفر على حسابنا إلى جزيرة موناكو أو مونتكارلو وأن يسأل خدم كازينوهات القمار عن الكرم العربي. الجواب قطعا سيكون أن العز العربي، وأن الكرم العربي يتجسد في أولئك الرهبان العرب المعقلين والذين يرهنون أموال الأمة كل ليلة ويخسرونها دفعة واحدة ثم يمضون إلى المرافق الصحية ضاحكين وعلى يسار كل واحد منهم شقراء وعلى يمينه سمراء وامامه غلام أشقر أو آسيوي وخلفه طابور طويل من المنتظرات الفرج العربي في أطول وانعم مظاهرة ضد )إسرائيل ( تبدأ من كازينو القمار وتنتهي في السرير الأحمر لما فيه خدمة الأمة العربية. فلماذا الكذب على فرسان هذه الأمة واتهامهم بالبخل؟. أما على صعيد الثقافة فإن مساحة الحرية الممنوحة لكل الكتاب العربي ولو اجتمعوا لا تساوي حرية كلب أوروبي واحد حيث القانون هناك يحرم ضرب الكلب، واطعامه بصورة لائقة، وأن يكون نومه مناسبا، ولا يجوز أن يترك سائبا في الطريق لأن الكلب السائب يقود صاحبه الى السجن، في حين تحول نصف سكان الوطن العربي إلى مشردين في محطات القطار الأوروبية أو المطارات لأن في السفر فوائد كثيرة كما يقول الحكام العرب

    الكاتب العربي، كما يقول أحدهم، يجلس وعلى يساره شرطي وعلى يمينه شرطي وخلفه سجن وأمامه مقبرة. كل ذلك من أجل إنعاش الذاكرة والخيال ولكي يتفوق الأدب العربي في عنصر الخبال والاسطورة على آداب العالم، وبهذه الطريقة وفر لنا الحكام العرب فرصة الفوز في المحافل الدولية في مسابقات الجنون والعته والبلادة والخبل. هذا هو أحد الإنجازات المنسية لهؤلاء الفرسان. فلماذا تقولون عكس ذلك ياحقادين على هذه النخبة الخيرة من رجالات التاريخ؟.

    بهذه الطريقة سنكتب من اليوم لكي يعيش الرقيب العربي، والشرطي العربي، والجلاد العربي، ولكي تزدهر السجون العربية بالمجانين والخونة الحالمين بقلب أوضاع هذه الأمة التي يقلبها بعض حكامها كل ليلة في غرف النوم على صدور أوروبية وآسيوية وأفريقية؟



    كنا نعتقد عن براءة أو سذاجة أن الكلام الواضح، و إعادة النظر في المخبوء والمستور والمهموس به، سيجدي نفعا، أو في الأقل لن يكون ضارا. وكنا نعتقد ومن المبادئ ذاتها أن التركيز على ما هو مهمش أو ما يعرف اليوم في الفكر الحداثي بالقيم المرفوضة، سيضعنا خطوة على طريق فهم ما جرى أو فهم ماسيجري، ونسينا في غمرة نشوة هذه المساحة الصغيرة من الحرية، وفي فرح التحليق والغناء خارج السرب، أن الطيران خارج السرب لن يكون بعيدا عن الفخاخ المنصوبة هنا أو هناك، وهي فخاخ تبدأ ولا تنتهي، وآخرها هي فخاخ الكاتب لنفسه عندما لا يجد فخا منصوبا له عندما يراد لها أن يكون مؤسسة على نفسه. ومن هذه الحلقة سننصب فخاخا لأنفسنا في سلوك يفسره أطباء النفس على أنه خوف الضحية من خطوة قادمة، لذلك يلجأ إلى خلق الهاجس

    مطلوب منا أن نتحدث بلغة قطط ونموء في غير مواسم تزاوجها، لأن عرس الكاتب الحقيقي هو يوم يسبح من رأسه حتى قدميه بمليار رصاصة في شارع عام أو في سرير أو معركة حرية، ويظهر أن كاتم الصوت تأخر كثيرا، وأن شاحنة الفرح قد تأخرت هي الأخرى، ونحن جاهزون للصعود إلى الصلب الوردي من أجل الكلمة التي سبقتنا إلى مجد الشهادة.

    فإذا تأخرنا عليكم يوما، والتعبير للشاعر الكبير نزار قباني، فإن السبب ليس حادث دهس، بل حادث سياسة

    يراد لنا أن نقول أن هناك أكثر من مليون جندي عراقي ذهبوا إلى الحرب العراقية الإيرانية الكارثية وقتلوا بواسطة البرق أو خطفتهم شياطين فما هي مسؤولة النظام عن المردة والجن؟ أما الجرحى والمعوقين فإن هؤلاء ونتيجة الدلال والأفراح الكثيرة مارسوا رياضة اليوغا في الخطوط الأمامية فأصيبوا بعاهات مستديمة، أو أنهم عرضوا أنفسهم لضربة شمس قاتلة فماتوا ودفنوا في المريخ

    سوف نقول بلغة جديدة أن مئات الآلاف ركبوا سيارات سياحية من مدن جبلية في عمليات الأنفال، ولم يعودوا إلى بغداد رغم مرور أكثر من خمس عشرة سنة على هذه الرحلة السعيدة، والاحتمال المؤكد أنهم فضلوا العيش في أنفاق أو مقابر بصورة جماعية نتيجة مرض نفسي خطير يصاب به أبناء المناطق الجبلية، أو أن هؤلاء عندهم قوى خارقة يستطيعون بها العيش تحت التراب حتى في مدفن جماعي. فلماذا هذا الافتراء على الحكومة؟ ولماذا المبالغة في العدد؟ وهناك من قال من داخل السلطة أن العدد الحقيقي هو مائة ألف عدا، وحصرا؟

    أما أولئك الذين ذهبوا لمراجعة مراكز البوليس، أو اخذتهم سيارات الدولة من أسرتهم ومن أحضان زوجاتهم بعد منتصف الليل، ولم يعودوا رغم مرور ربع قرن، فهؤلاء بلاشك خطفتهم أشباح ليلية لكي تحرج جمهورية (الفرطنة) والفرح والدلال المفرط، وسنقول أن كل هذا الخراب هو من صنع الجن والأشباح والأبالسة

    والذين قذفوا على الحدود بدون نقود أو وثائق أو ملابس أو دفاتر أو أحذية بتهمة الولادة الخاطئة في العراق، فهؤلاء مصابون بسادية غريبة تجعلهم يستعذبون التعذيب والمشي على الحجر والمسامير ولذة تعذيب الذات. يالهم من ملاعين. تصورا أن هؤلاء المرضى تخلوا عن بيوتهم وأملاكهم وذاكراتهم لمجرد اشباع نزوة عصابية في تعذيب النفس والجسد، وهذا السلوك العنصري هو خيانة وطنية وأخلاقية وعائلية يستحقون عليها البقاء في البرية كشعب موسى لمدة أربعين عاما، يهيمون على وجوههم بلا جواز أو سكن أو مستقبل حتى يتوبوا ويعلنوا الندم على ذلك السفر السادي وترك الوطن وعبور الحدود

    وهناك شريحة كانت تشنق في الشوارع في مناسبة أو بدون مناسبة، وهؤلاء هم أشد أعداء الوطن والمجتمع والاخلاق. هؤلاء، ونتيجة الفراغ المخيف الذي تولده الحريات العامة والخاصة، والتعددية، والضمانات الاقتصادية، والاجتماعية، والفكرية، وجدوا أنفسهم يعيشون تحت صدمة حرية مباغتة لم يكونوا جاهزين لها، فقرروا ممارسة لعبة سيرك خطيرة وقاتلة وهي تعليق أنفسهم بمشانق في الشوارع العامة للانتقام من حرية واسعة، وبعضهم أخذ يطلق الرصاص على نفسه وهو مربوط على خشبة اعدام من أجل الحصول على ذروة متعة جديدة بعد أن شبع من الفرح ومن الحرية ومن السعادة

    ماذا تفعل أي دولة في العالم لمواطن ضجر من السعادة والحرية والأمان ويريد قتل نفسه شنقا أو بالرصاص وعلى مرآى من العالم في موت استعراضي يعرف أهدافه علماء النفس؟

    لكن 3 أو 4 ملايين مواطن، أو زبون، في العراق الواقع على تخوم المريخ، وتخوم التاريخ، وتخوم الغابة، قرروا بمحض، أكرر بمحض إرادتهم الهروب من الوطن الجميل، ومن السعادة الغامرة، ومن نشوة العيش، إلى دول بعيدة أو قريبة سعيا وراء الجنس، وخاصة شقراوات إسكندنافيا الساحرات، تاركين أطفالهم وزوجاتهم وأشجارهم ومنازلهم وذاكرتهم وهربوا عبر الحدود بعضهم مشيا إلى حافات الأرض الأخيرة وهم يقفزون كالكناغر من قارة إلى قارة ومن خطر إلى خطر ومن سجن إلى سجن ومن باخرة إلى أخرى ومن بحر إلى بحر. كل ذلك، كل ذلك، من أجل الجنس وشم الهواء وشراء أحذية وصلبان على الصدور وسماع موسيقى الروك والجاز ورقصة التانغو. يالهم من معقدين ويستحقون صفة خونة إلى اليوم الآخر، وستحل عليهم نقمة السماء ونقمة ضابط الأمن جراء هذا الجرم الشنيع بحق هذا الوطن الذي صار حديقة للعشاق والطيور، ورمزا للتعايش بين الحمل وبين الذئب، بين المعارض وبين الشرطي، بين السجون الإصلاحية التي تشبه الفنادق الراقية في رفاهيتها وبين مخالفي قوانين دولة البهجة. ويكذب من يقول أن هذه الدولة المجيدة لا يفرق فيها المرء بين الحلاق وبين صاحب المقصلة، بين صاحب الفندق وبين مدير الأمن، بين سائق التاكسي وبين عقيد الجيش المتقاعد. هذا تلفيق ودعاية امبريالية مغرضة أو تصدر من معارضة معقدة بسبب الكبت الجنسي.

    لكن أخطر الشرائح هم الشهداء. هؤلاء ذهبوا بأقدامهم إلى حرب الخليج الأولى والثانية( وربما الثالثة؟!) التي شنوها برغبتهم، وأجبروا الدولة عليها وهي رافضة، لكنهم وفي تصرف خياني، قرروا فجأة تحت تأثير عقار نادر الموت الجماعي على خطوط التماس، وفي سلوك حاولوا فيه تقليد اليابانيين في عشقهم لطريقة الانتحار على طريقة الهاركاري المعروفة هناك، وبعضهم صعق بضربة شمس أو لدغته أفاعي الصحراء والبعض الآخر مات من العشق. ماذا تفعل دولة حكيمة بجنود اختاروا الانتحار والموت بسبب عقد نفسية أو شعور مرضي لا مبرر له بالاضطهاد في وطن يطفح بكل أنواع المسرات؟

    إن كل ما تقوله القوى الحاقدة بأن هؤلاء قد اجبروا على الحرب هو قول مغرض وعدائي ومدفوع الأجر، لأن هؤلاء الجنود المرضى وكلهم من أبناء الطبقات الفقيرة قرروا الموت الجماعي هربا من مصلحة المجاري ودائرة الكهرباء نظرا لانقطاعه المستمر في الصيف، أو خوفا من مباني دوائر الأمن والمخابرات التي وجدت أصلا لخدمتهم وخدمت أطفالهم، واختصار أعمارهم عند الضرورة حماية لهم من موت الزلازل والصواعق وموت الكهرباء، ولكي لا يصلوا إلى مرحلة الشيخوخة المرهقة، أو لكي تحل أزمة السكن والازدحام المروري. فلماذا الافتراء؟

    لا يقل خطرا عن هؤلاء الذين هربوا إلى العدو وأوقعوا أنفسهم في أسر لا معنى له، في حين كانت كل فرص النجاة متوفرة، لكن، مرة أخرى، هي العقد المرضية التي دفعت هؤلاء ونتيجة الإشباع العام الناجم من فراغ الحرية لأجل اكتشاف متعة جديدة منحرفة هي متعة الوقوع في الأسر، وهذا كما يؤكد خبراء الحكومة أحد أشكال السادية التي تفرضها التنمية الاقتصادية والبشرية والسياسية المفاجئة وافراح الشوارع التي لم يعشها العراق منذ أول طلعت عليه الشمس

    وهناك نخب ثقافية وأدبية تعاني من مشاعر لا مبرر لها تسمى في علم نفس السجون وقواميس الشرطة عقدة( البرانويا). ولا أدري لماذا يشعر هؤلاء بعقدة الاضطهاد في هذه المباهج والأفراح والاحتفالات الباهرة؟. البرانويا تصبح حالة مرضية في حالات القمع والاضطهاد فقط، أي أنها في هذه الحالة ظاهرة مرضية حقيقية واجتماعية وسياسية وليست توهما أو مرضا. لكنها تصبح مرضا فرديا في دولة الرفاهية والحريات المطلقة مثل هذه الدولة العريقة في تقاليدها الإنسانية والحقوقية التي نتحدث عنها والموجودة الآن على تخوم كوكب آخر.

    هذه النخب تحتاج إلى إعادة تأهيل اليوم أو في المستقبل، وتستحق الدخول بالقوة إلى مصحات عقلية، لكي يتم اخراج شيطان التمرد من ذاكرتها وتعود إلى جادة الصواب وتشارك في أفراح الجماهير التي صارت، من فرط الدلال، تسافر من المطبخ إلى غرف النوم بجواز سفر، ومن غرفة الضيوف إلى الحمام بتصريح من مسؤول المنطقة الزاهد، وكل ذلك من أجل حماية المواطن من هجمات الجن، أو هجمات النيازك، أو حرصا عليه من غزو طارئ لكائنات من كوكب آخر

    كنا نعتقد، خطأ أو صوابا، عن براءة أن الكتابة في المنفى ستكون تعويضا عن وطن بعيد، وستكون مساحة صغيرة وجميلة وعذبة من الحرية ومن المكاشفة ومن الوضوح نلتقي عندها كما يلتقي الأصدقاء والعشاق في حديقة عامة، لكننا اكتشفنا أن هناك من يحاول مصادرة هذه الباقة من التمرد، ومن البراءة، ومن الصراخ النبيل، لأنه غير مسموح لنا أن نتمدد على أي مكان لا في هذا العالم، ولا في الحلم، ولا على أية زاوية صغيرة في صحيفة أو سرير أو مصطبة، لأننا نستحق عقاب المروق على جرم الهروب من وطن السعادة بحثا الجنس والرقص والتزحلق على الجليد. ليس مسموحا لنا أن نتمدد إلا على توابيت قرمزية تنجرها لنا دولتنا المبهرة

    مطلوب منا نقول أن الحسين عليه السلام لم يقتل في كربلاء بالسيف ولم يمزق جسده الطاهر، بل سنقول، في لغة المواء الجديدة، أنه مات مصعوقا بالكهرباء


    --------------------------------------------------------------------------------

    حقوق النشر والتوزيع © للروائي حمزة الحسن
    جميع الحقوق محفوظة
    [email protected]








                  

03-15-2003, 07:26 AM

dmoo3


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فككوا الخوف، نفكك اللغة (Re: sharnobi)

    UP
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de