كم اشتاق الان للسير في حوارى ام درمان

من باب تقليب المواجع

كنت أزمع الرد تفصيلاً على أخينا زمرواي، لكني أرتأيت أن أنتحي لنفسي ركناً قصياً أسلم فيه دمعي للهملان.. براااااي ، ثم غيرت رأيي مرة ثانية، وحبذت إثبات الفضل لصاحبه الأول: زمراوي.

لاااااااااااااااااااااا إله إلا الله يا زمرواي... هسع كان في داعي تفتح علينا أبواب جنس دي؟ حلف لك صادق يميناً ما مطبوق ولا مطلوق، من قريت السطور

السطور البسيطة انطلقت فيني نارية خلت الجهاز في عيني طشاش، والناس النضاف الجنبي ديل بقوا لي بعاعيت وشكلوتات.. (دي واسعة شوية)!

آآآآآآه... ياليتني أمتطى ناجية يتلوى نفاثها تخب بي صوبها:
لأمتى أرجع لأمدر وأعودا أشوف نعيم دنيتي وسعودا
او يا ليتني محتقباً بربع ركن أثير عند "اللالوبة" وبداخلي جوقة كاملة العدد والعدة، موفورة الذوق، سليمة السلم والوزن والإيقاع، تغنيني من سلسبيل أبو السيد
الليلة لاقيته....
الليلة لاقيته ملأ السرور قلبي وبي أسمه ناديته
لها وأنشغل عنى لأنى غبيته
دق وخفق قلبي وغلبنى تثبيته
فضلت أتأوه وما قدرت أنبيته
من وقتها وعنها وطوالى حبيته
الليلة لاقيته
القلب حباه وبالشكر واليته
ما عشقت هندامه وقامته وتواليته
أنا عاشق أخلاقه وقدرته جليته
ياليته يشعر بى ياليته ياليته
بالزمة يا مدهش وجدانى هزيته
منى الفؤاد بالصد صدعته وأذيته
وإن حلفونى بأسمك عن ضررى عزيته
ليه ودى بالهجران يا حبيبى جازيته
أنا لو ضمنت رضاك كان شخصى هنيته
وبيك تم لى أملى الفى الكون تمنيته
وأقول صريح للناس يا ناس السعد ظنيته
عرج على بعد ما خلاص العمر أفنيته

ذلك، بعد أن تدج بي ساق التطواف عند كل منعرج أثير، من حفافي الخور، إلى منافي الكباجاب، ومن عند تبيان بانت إلى لدن معمودي العمدة...
آآآآآآآآآه يا زمرواي...أين مني الخليل مأتبطاً عوده، ثملاً بالنشوة يصدح
أذكر بقعة أم درمان وأنشر في ربوعها أمان
ذكر يا شبابي زمان
دارنا ودار أبونا زمان فيها رفات جدودنا كمان
ما بنساك خلقه ضمان جنة وحور حماك أمان
ذكر يا شبابي زمان
بطرا الأسسوك زمان كانوا يحلحلوا الغرمان
يساهروا يتفقدوا الصرمان ذكر يا شبابي زمان
في السودان فتيح معروف ولسه أب عنجه خوره سروف
ود نوباوي زول معروف باقى وديك مشارع أبروف
ذكر يا شبابي زمان
كانوا جبال تقال ومكان نزلوا اتربعوا الأركان
خلوا البقعة كل مكان آهلة وزارة بالسكان
ذكر يا شبابي زمان
ليه يا كعبة العربان غاضبة وفين عريسك بان
قبال نسأل الركبان حبك من حسودك بان
ذكر يا شبابي زمان
وتبرع المتبرع وبالخمرة نديان

أو لعلني أرتمي عند قدميه مستزيداً والجذوة تأتلق
ماهو عارف قدمه المفارق يا محط آمالي السلام
في سموم الصيف لاح له بارق لم يزل يرتاد المشارق
كان مع الأحباب نجمه شارق ماله والأفلاك في الظلام
يا دهر أهوالك تسارق منها كم كم شابت مفارق
ما علينا الفات كله فارق رقنا وله نعيد الملام
من حطامك أنا غصني وارق في شن أبقيت للطوارق
غير قليبا في همومه غارق ولسانا برده الكلام
ويح قلبي الما انفك خافق فارق ام درمان باكي شافق
يا أم قبايل ما فيك منافق سقي أرضك صوب الغمام
يا بلادي كم فيك حاذق غير الهك ما أم رازق
من شعاره دخول المأزق يتفاني وشرفك تمام
مسرح الغزلان في الحدايق والشوارع الغر والمضايق
قول لي كيف أمسيت دمت رايق دام بهاك مشمول بالنظان
مجلس اللذات في النمارق والترف لا زال وصفه خارق
ضاري حسك فاح جانا مارق وله قاطعو الريح ما هو لام
في يمين النيل حيث سابق كنا فوق أعراف السوابق
الضريح الفاح طيبه عابق السلام يا المهدي الامام
أين مني الودعته شاهق باكي ناهد لسه مراهق
عيني ما بتشوف الا شاهق أين وجه البدر التمام
أين مني الفي زهوه باسق في شبابه نقي من مفاسق
بين ثيابه البيض المناسق حولك اشبه رتل الحمام
يا بريد الجو فوقي حالق ميل علي الروح ليها خالق
عدت سالم قول وأنت عالق مقرن النيلين كيلو كام
الحبايب لفتوا الخلايق بيني وبينهم قطعوا العلايق
ان دلال ان تيه كله لا يق نحن ما مجينا الخصام
يا جميل يا نور الشقايق أملأ كأسك واصبر دقايق
مجلسك مفهوم شوفه رايق عقده ناقص زول ولا تام
من فتيح للخور للمغالق من علايل ابروف للمزالق
قدله يا مولاي خافي حالق بالطريق الشاقه الترام
ما يئسنا الخير عوده سايق الحي يعود ان أتي دونه عايق
الي يوم اللقا وانت رايق السلام يا وطني السلام

آآآآآآه يازمرواي... أوتدري؟ قالها أبو الطيب قبل سنين
أبوكم آدم سنّ المعاصي وعلمكم مفارقة الجنان

نحن والله يا سنجاوي قوم فينا بقية من العباسي الشفيف: العباس بن الأحنف، ذلك الذي قتله الحنين- فيما يروى- لبغداد. وجاء في الأثر عن قصة وفاته في

طريق الحج من البصرة سنة 192هـ أن قوماً كانوا بالطريق، فاستوقفهم صبي سائلاً :
- "يا قوم، أفيكم من أهل الشام؟
قالوا "كلنا منها"
فأهاب به أن اهبطوا على سيدي الذي يحتضر، فوجدوه على شفا وما يكاد يعي، وجلسوا عند رأسه ساعة. فغردت ورقاء على فنن فوقه، فرفع رأسه وأنشد:
يا غريب عن وطنـــــه
مفردا يبكي علــى شجنه
كلما جد البكـــــاء به
دبت الأســـقام في بدنه
ثم أغمى عليه ساعة، فلما أفاق، أنشد يقول:
ولقد زاد الفؤاد شجــى
طائر يبكي على فننــــه
شفّه ما شفَّني فبكــــى
كلنا يبكي على سكنـــه
ثم أسلم الروح.

ثم يا سنجاوي أما قريب من ذلك توجّد محمد عبد الله الأمي، في ما شجا به أولاد الموردة من درته الأثيرة "هواك وهواى بى جاروا.. وسبن أفكارى

نظراتك... أحب تعطف تزيل وجدى.. وأحب كل البحب ذاتك... " خذ إليك يا سنجاوي آخر قوله:
أرتَ فؤادى يا ضامر ودمعى خضاب فى كفاتك
زيد يا دمعى فى سيلك وزيد يا صدرى زفراتك
حبيبك ودعك راحل زيد يا طرفى عبراتك
حمام الأيك حن مرة تعال أسمعنى نبراتك
طريت أم در مقر أملى زمان كفاى عباراتك
وفي رواية أخرى: "طريت أم در مقر أهلى"...

ووووووووووب.. (الرجالة تطير).. والله يا سنجاوي لو ما جنبي كمية من الناس من سائر الأجناس لوجدتني أضرب الروراي واتمردغ بالواطة.. يا أخي إني

والله افتقد أمان أم درمان حينما تدهشك طلاوة نسيمها وأنت تستقبل أولها عبر الكوبري العتيق.. وإني لمشتاق لطلاقة أهله، وحلفهم اليمين، وصدرهم المفتوح

لكل نازل بهم بشراً أم نازلة، وإني لتهزني بالليل إليهم نيران السهد في مضجعي... يا وجعتك يا أم درمان...
أتذكر يا سنجاوي مساجلات عبيد حاج الأمين وصديقه سيد عبد العزيز عندما نقل الأخير إلى مدينة الأبيض:

حبيبي أكتب لى.. وأنا أكتب ليك
بالحاصل بي... والحاصل بيك
الحاصل بي أنا شوق وحنين وأقيم الليل آهات وأنين
أتقلب ما بين الجنبين فارقنى حبيب آلفنى سنين
إستحكم بينى وبينه البين
ماليك أمان ياذا الزمان
ياليالى زمان... الله عليك
.............. إييييييه يا سنجاوي.. ليك سلامي يا أم در أمان... زاد هجري وحكم الزمان..
* حاشية: ربما أعاود بعد أن أغسل عبراتي في الخليج طمعاً في بعض رجالة أحفظ بها ماء وجهي بين بقية المغتربين..

شوفي يا سودانية
أصلاً ما بتعرف الجنة إلا بعد تفارقها... يعني مثلاً أخوك قاعد في درة الخليج، والحمد لله أموري ماشة، لكني تطبعت بطبعة سودانية راسخة لا فكاك منها، إسمها المحنة.. وفي المعنى ذاته يقول أبو الطيب المتنبي
خلقت ألوفاً لو ردد إلى الصبا لفارقت شيبي موجع القلب باكبا
من ثمّ، ارجو أن تسحبي كلامك ده، ولو من باب أدروب ولوف