|
أظل يا أماه دوماً باحثاً، عن ظلك المرسوم قسراً، في المطامير العتيقة
|
أماه
علاء الدين شاموق
أشواقي إليكِ رسالةٌ سطرتها قبل الوداعِ نثرتها شعراً كبعض الحبر في عمق الدواةْ .. أماه كيف الحال كيف الحال يا أماه قد طال النضالْ .. أماه كيف الحال .. يا أماه كيف الحي والجيران والأطفال إذ يلهون في الطرقاتْ .. والآباء والأبناء يا أماه كيف الأمهاتْ .. لا زلت أذكر خربشات الفحم فوق جدارنا هل تذكر الجدران تلك الخربشاتْ ؟ الله يا أماه هل لا زالت الجدران ثابتةً تصد الريح أم قُتل الثباتْ .. أماه هل لازالت الحيطان شاهدةً على عبث الطفولة وامتزاج الدهشة الجوفاء بالفوضى الخجولة واكتشاف الذاتْ ؟ أماه أين الموجُ أين الشعر أين تسافر الغيماتْ .. أماه أين قصائد القدماء فوق جدارنا أماه أين المُلهماتْ .. أماه لم أجد الجدار ولا بقايا من بقايا الخربشاتْ .. هل تذكرينْ مهلهل الشعراء أين قصائد المجنون أين يغادر الفقراء يا أماه في ليل الشتاتْ .. هل بالموت يا أماه تندثر القضيةْ .. هل بالموت نحيا .. أم نموتُ وتدفن الكلماتْ .. أماه أين ملامحي أين التفاصيل الدقيقة والصفاتْ .. تلك التي ضاعت وأين الأبجديةْ إذ تغيب وتنفصل تمسي حروفاً طلسماً سراً رموزاً في الحياةِ وطوطماً بعد المماتْ .. أماه أشواقي أهدهدها كطفل في المساءِ يخاف من شبح الظلامِ ويشتكي للأرضِ من جور السماءِ وربقة الظلماتْ .. أظل يا أماه دوماً باحثاً عن ظلَّكِ المرسومِ قسراً .. في المطاميرِ العتيقةِ .. في جروف النيل .. في الخرطوم .. في شمباتْ .. الله يا أماه كيف الناس في السودان ؟ كيف الصبايا والبناتْ .. والدراويش الحفايا والتكايا والزوايا والصلاةْ .. أماه .. أماه أرفض أن أنامَ .. وظلمة الأشياء في عينيي ماثلة كبئر للأساطير المؤسسة التي تُحكي لنا دوماً لتسكنُ أقدس الأقداس في أروحنا العطشى وفي عمق الذواتْ .. أماه يا صدقاً أناجيه إذا ما فاضت الأشواق فيَّ في المتاهاتِ وفي جدب المسافات القصيةِ والصحاري السرمديةِ في الرُفاتْ .. أماه أين الدرب يا أماه أين المستحيلْ .. من أين أبتاع الحنوطَ وأشتري كفناً فزادي في الحياة قليلْ .. وأخبريني قبل أن أرحل يوماً ما هو الفارق يا أماه بين الحي والأمواتْ ؟ لمن أنوح فمن سيسمع إن بكيت ومن سيخبر جنتي إن صرت في نار الجحيم معذباً أو زلت الأقدام من ظهر الصراطْ .. أماه هذي عبرة المشتاق أهديها إليك تقبلي مني فإني لست أملك غيرها والحزن يغمرني كسيل النهر يا أماه يا نهر الحياةْ .. وفي الحناجر عبرةٌ قد أختنق .. أو أحترقْ .. أو أترك اللهَ ليختار الجواب ..
علاء الدين 28/01/2003
.
(عدل بواسطة ود شاموق on 01-31-2003, 03:07 PM)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أظل يا أماه دوماً باحثاً، عن ظلك المرسوم قسراً، في المطامير العتيقة (Re: حنين)
|
ود شاموق ياحنين ليس لدي ما أقوله .. أمامك الآن ... سوى
ذلك الحوار حينما سألوني ما لون الشمس فقلت حارقة .. وما طعم الثلج فقلت باردا وما أجمل لحظات غفوتك فقلت حين تخلخل أمي بكفها منابت شعري ثم تشتم أصابعها لتؤكد لذاتها أني لا زلت عطن بطعم حليبها الأول ....
وما أجمل الإتكاء معها وما أجملك وأنت تدغدغ وجعا أكيد في جسد الجميع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أظل يا أماه دوماً باحثاً، عن ظلك المرسوم قسراً، في المطامير العتيقة (Re: SAdo7)
|
آه من ظروف بيناتنا حالت كم زمن
والشوق جراح يا يمة اه توهنى فى يحر الشجن
وانا عندى ايه دخرى ورصيد يا يمة ايه غير الوطن
وانشاء الله بى بركة رضاك ..نتلاقى فى الزمن المريح
بى شوقى ليك المالو حد
اشتقت ليك يا يمة كم ودفرت عاتى الموج وجيت
اشتقت فى الغربة الهجير لى ضلك الممدود فسيح
اشتقت للونسة المعاك وكلامك الهادئ وصريح
وانشاء الله بى بركة رضاك ..نتلاقى فى الزمن الجميل
ود شاموق
هى مقاطع من اغنية يؤديها على السقيد وهادية طلسم
اظنها تحكى نفس الاحساس
رغم وجودنا فى حضن امهاتنا لكننا نشاركم الاحساس
وحاسين بيكم
تسلم
| |
|
|
|
|
|
|
|