يا ناس المنتدى السياسي، ودعتكم الله

نحن السودانيون شعب مطبوع مبني على الظن، لا يمكن أن يمر موضوع من مواضيع هذه الحياة دون أن نختلف ونتلاعن على رؤوس الأشهاد، لا يمكننا أن نتحدث في أمور هذه الحياة دون أن يعلو صراخنا وزعيقنا، والذي يسمع الصوت يظن أن هناك حرباً ومعركة تدور ولا يدري أن هذه الجعجعة بلا طحن والحمد لله.

المشكلة الرئيسية فينا أنا لا نعرف معنى النقاش والحوار إلا في السياسة، ورغم أن حوارنا فيها كسيح، إلا أنه الوحيد المتوفر، أما ما عداه من نقاشات فنحن فيه من الجهل بمكان، وهذا هو سر البلاء الذي يجعلنا نعيش حياتنا المجدبة قانعين خانعين لها. لا نعرف كيف نتناقش في المواضيع الثفافية ولا الاجتماعية ولا الاقتصادية، فنحن فرسان السياسة بلا جدال.

من ميزات التقسيم الجديد للبورد، أن الشخص إن مل من البورد فإن لديه ثلاثة بوردات أخرى يرعى في خصبها حيث يشاء، لذا ولهذا السبب ولأسباب كثيرة، قررت أخوتي البورداب أن أترك هذا البورد – البورد السياسي – لأنتقل إلى البورد الأدبي في الضفة الأخرى من النهر.

لكل من أغضبتهم أو أغضبتهم السياسة العفو والعافية، وودعتكم الله الذي لا تضيع ودائعه، وإن أردتم أن نلتقي فهناك في البورد الأدبي لنا ملتقى، ولعلنا هناك لن نلتقي إلا في مواضع الخير والجمال، فالسياسة قبيحة والأقبح منها الاستمراء لأنها صنعة من لا صنعة له، لكم كل المودة والحب، ولكل من أخطأت في حقهم المعذرة.

أجمل ما في هذا الموضوع، انه لن يستطيع أن يقول لي شخص "عليك الله أقعد"، فأنا "على كيفي" كما قال الرائع الكتيابي، وإلى لقاء قريب في البورد الثاني، لن أقول لكم اتبعوني فانا مغادر إلى المجهول، ولكن أقول لكم أبقوا عشرة على أرواحكم وما نجي نلقاكم متماوتين.

علاء

.