اغفال التاريخ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 01:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-26-2003, 07:29 AM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اغفال التاريخ



    خواطر ـ اغفال التاريخ ـ بقلم: عمر العمر


    26 يناير يوم مفصلي في التاريخ السوداني. في مثل هذا اليوم من العام 1885 اقتحم الثوار المهدويون مدينة الخرطوم وقطعوا رأس الجنرال غردون ورأس الاحتلال. بذلك الانتصار أنهى المهدي مسيرة زحف طويل أطلقها مع بدايات عقد الثمانينيات ذلك، من غرب البلاد. تلك كانت مسيرة حافلة بالبذل والجهاد والدم والتضحيات.

    الروزنامة السودانية الرسمية أسقطت 26 يناير، وكذلك ذاكرة منظمات المجتمع المدني، فظل هذا اليوم يعبر في كل عام دون الاحتفاء به ولا يقف لديه إلا ورثة المهدي من أنصاره.

    ضيق الأفق الحزبي لم يسمح بقراءة الحدث الوطني في سياقه التاريخي. 26 يناير يشكل عيداً سودانياً وفق كل المعايير الوطنية، ذلك انه ليس مجرد يوم لانتصار المهدي على أعدائه من دولة الترك المعززة بجنرالات بريطانيين. استيلاء المهدي على الخرطوم حدث مفصلي في مسيرة الشعب السوداني. في حده الحد بين الاحتلال والتحرير وبين التجزئة الوطنية وتشكيل أمة موحدة ذات سيادة.

    كلما قرأت رسالة أكاديمية جديدة أو اطلعت على مساهمة فكرية عن الثورة المهدية كلما تفتحت أمامي منافذ على آفاق رحبة تغري على التوغل في دراسة تلك الحقبة البالغة الخصوبة من تاريخ السودان.

    المهدي يشكل انموذجاً فريداً وصارخاً لعبقرية الإنسان العربي عامة والسودان على وجه التحديد. رجل يخرج من بين صفوف الشعب فيتحول الى قائد ملهم ومعلم خالد، لم يفتعل المهدي ذلك على نمط الرجل القوي في تنظيم الضباط الأحرار الذي هيمن على العواصم العربية في النصف الثاني من القرن الماضي.

    لكي يستنسخ المهدي تجربة مجتمع صدر الاسلام انكب الرجل على القراءة والتعمق في عثرات تلك الحقبة واستلهمها ملياً لذلك لم يكن المهدي مجرد ثائر وطني وانما كان مصلحاً دينياً واجتماعياً.

    عبقرية المهدي تتجلى في هذا الاستلهام الممنطق بالعقل والمحاكاة، كما هي في قدرته على الاستنهاض والتعبئة وتحريض جماهير الشعب السوداني وحنكته في قيادتهم من انتصار الى آخر بالامكانيات المتاحة.

    لمواجهة تلك العبقرية استنفرت دولة الاحتلال كل قواتها العسكرية والفكرية معاً، ولم تفلح في هزيمة المهدي أو قمع حركته أو اخماد ثورته. انها مفارقة جديرة بالتأمل والتقصي، بروز رجل له كل تلك القدرات والكاريزما في تلك الحقبة المبكرة من التاريخ في هذا الجزء من العالم.

    معركة الخرطوم تجسد بانوراما عسكرية متكاملة لفنون الحرب التي أدارها المهدي ضد دولة الاحتلال، وهي بانوراما صقلها الثوار بالدم والفداء عبر مسيرة التحرير الشاقة والمضنية والحافلة بالإيمان والثبات والاستشهاد، إذ بدأت برفع السيوف في مواجهة الذخيرة الحية.

    في معركة الخرطوم ضرب أنصار المهدي الحصار حول المدينة وهو سلاح أثبت فعاليته في معارك سابقة حول مدن أخرى. في هذه المعركة استخدم المهدي بامتياز سلاح الحرب النفسية وحرب المنشورات وحرب الجواسيس. كما في كل المعارك ظل الصبر على الثبات السلاح الأكثر مضاء وظل الأنصار يمتشقون الجرأة الخرافية على المواجهة والانتقام.

    في معركة الخرطوم ألقى المهدي بكل ثقله العسكري وخبرة أفراد جيشه وقادة أركانه. إبان الحصار بلغ تأثير الحرب النفسية ومنشورات المهدي هرم السلطة فانحاز رجال من أعيان الدولة الى جانب المهدي علناً أو سراً. ربما كان أحمد العوام، وهو مصري، أبرز نموذج لذلك، إذ انتهى به الأمر الى الاعدام. لم يكن العوام على قناعة بفكرة المهدية غير انه كان مقتنعاً بطرح المهدي ضد دولة الاحتلال. ثمة ضابطان واجها تهمة الخيانة وجرى إعدامهما ابان الحصار كذلك.

    بقطع رأس غردون عادت أدراجها قوة الجيش الانجليزي التي كانت تستهدف انقاذ غردون ودولة الاحتلال من الهزيمة، فتأجل بذلك الاحتلال الثاني الذي انتهى في العام 1956.

    الدولة المهدية اتخذت من أم درمان عاصمتها فتعرضت الخرطوم الى فترة إظلام سياسي واجتماعي وربما كثير من الظلامات، غير ان تلك الظلامات التي طالت العاصمة السياسية التقليدية وظلامات تعرضت لها مناطق أخرى إبان سني المهدية الثلاث عشرة لا تبرر التهميش المتعمد لهذا اليوم. التاريخ 26 يناير يظل، وفق أي قراءة موضوعية، عيداً للتحرر الوطني وعيد ميلاد أمة ذات سيادة وذات رسالة وذات نهج بوطن عزيز موحد

    http://www.albayan.co.ae/albayan/2003/01/26/ray/11.htm









                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de