|
|
 الرأي الثالث
|
تعبير "الرأي الثالث" تعبير كان يطلقه الإخوان الجمهوريون إبان حركتهم على الرأي العام الذي يحافظ على جو الحوار الديموقراطي، فيوقف أهل الإرهاب الفكري والجسدي عند حدهم، كما يوقف بتر النصوص وتشويه الأفكار، ويلزم المتحاورين بالموضوعية. وكان "الرأي الأول" عندهم هو رأيهم الذي يخرجون به للناس مكتوبا ومسموعا، و "الرأي الثاني" هو رأي المعارضين لفكرهم.. والرأي الثالث هو الرأي العام، صاحب المصلحة في الحوار الموضوعي، وصاحب المسئولية عن توفير جو الحوار الموضوعي
تذكرت ذلك حين انسحب بعض الإخوة الكرام من البورد، وعلى رأسهم الأخ الفنان الموصلي، تعبيراً عن استيائهم من موقف الدكتورة مهيرة التي بترت النص الذي كتبه الأستاذ محمود محمد طه عن الحرية وذهبت لتقول أن النص يجيز الشذوذ بجميع وجوهه
لا أريد أن أعلق على نهج الدكتورة مهيرة في الحوار، وذلك لأسباب عديدة.. غير أني اقول أن موقف الإخوان الذين انسحبوا من البورد أول الأمر، هو موقف على عظمته المتمثلة في الحرص على أدب الحوار، إلا أن نتيجته المنطقية هي أن ينسحب الحريصون على أدب الحوار من البورد ويتركونه للذين لا يعرفون قيمة الحوار ولا قيمة الحق، وستكون تلك كارثة بالبورد، لا محالة
وهذا يسوقني لقول التالي:-و
1- إننا جميعاً نتعلم الديموقراطية في هذا البورد.. ونحن إنما نتعلمها بممارستها.. ونصحح فهمنا لها من خلال هذه الممارسة. وهذا يعني أن نتوقع الخطأ من بعضنا، كما يعني أن نتحلى بالرحمة والصرامة، معا، في الحق
2- إن الرأي العام في البورد هو المسئول عن توفير أدب الحوار، والرأي العام هو مجموع أعضاء البورد.ز وأعتقد ان الراي العام يجب أن يكون من القوة ومن وضوح الرؤية بحيث يغني إدارة البورد عن التدخلن قدر الإمكان
3- ان الحوار غير الموضوعي، الذي يتخذ أشكالاً شتى، منها بتر النصوص لتسويغ التهريج والتحريف، هو نتيجة منطقية لانعدام التربية الفكرية في بيئة العمل العام في السودان. ويجب أن يكون هدف مثل هذه البوردات أن تشيع بيننا التربية الفكرية والسياسية التي نحتاجها، والتي تخلت عنها وسائل إعلامنا منذ نشأتها وحتى اليوم
طه أبو قرجه
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست