ارتحالات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 08:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-11-2003, 07:11 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ارتحالات

    قصة قصيرة
    ارتحالات
    مصطفى مدثر
    انجز طقوس الدخول الى المكان في برهة وجيزة ثم رآها
    - أحس معك ..
    انتفضت
    - معي انا؟
    لم يأبة لسؤالها المندهش
    - .. ان الزمن لا يمر!
    تقوس لسانها بين شفتيها الفاغرتين بينما تسلقت عيناه "الاسترتش" مثل حبال الاسانسير العجوزة .. تدثرت بخوفها وهرعت نحو البائع تطلب حسابها وعيناه في طلابها.
    - خمس مكالمات يا آنسة.. وعليك مكالمات امس واول من امس.
    أطمأن لكونها لن تفلت.. من حساب البائع فهي لم تغير هيئتها ولا فكرة ان تحرم مستمعها على الطرف الآخر من ثرثرة جسدها. سرح مع اثارة التليفون المتلفز ومشى نحو اللبن في شبق يمده امامه وعندما انتهى وجاء.. الى الحساب كانت تنسرب خارجة كظبية.. تأكد ان طقوس الخروج من الدكان قد عصفت بشعرها فانتشت.
    ***
    كانت البنايات الباردة تحاول ان تتغطى بالليل فتهرب اعطافه من بغتة الاضواء. احس ان خطوات الناس المهرولة تسرع بهم نحو وعود غامضة والشتاء يوغل في اتحاده مع النوايا.
    فجأة رآه ينتصب على ظهر سيارة، يعالجه بكلتا يديه.. توقف وشك في ان يكون مختلفاً. في لحظة من زمن المتربول يشق عليك ان تحظى بما هو غير زائف لكنه في نشوة طارئة هتف: ها هو ذا بائع لبن طازج!
    سمعه الرجل فقفز من على ظهر السيارة فعاجله بالسؤال:
    - جاموس ام ماعز؟ مغشوش؟ كم الكيلو؟
    امهله البائع حتى فرغ من هذيانه ثم انبرى له بخطبة زاعقة اتى فيها على ذكر النيل مراراً. فكر قليلاً ثم قال له بهمود مباغت:
    - اشاور مراتي!
    تذكر مخاوفها البيئية فاشتعلت مخاوفه. تناهى اليه رنين بعيد ووجيب وحفيف اوراق مالية. شئ ما في لهجة ذلك الطبيب المسجلة أنبأه بأنه تعلم في ناحية يقينية من الكون.. فقرر ان يعرف حكايته وهو يستعيد نبراته المسجلة في جهاز الرد الآلي.. شئ آخر كالوعد الجميل جال بخاطره. فهناك فرصة مجانية للفضفضة والفت.. مدهش تماماً ان تقابل شخصاً مدرباً على الاستماع الجيد.. كذلك مدهش ان هذا الطبيب يحرص بجهازه هذا الذي يصطاد الأصوات الملتاعة على الا يخذل الباحثين عنه وهذا يدل على رغبته المطلقة في ان يستمع بلا حدود وبلا مقابل. ترى كم يخسر من يستمع بلا مقابل. كم سمعت انا وكم خسرت؟ ومتى؟ أبطل مشروع ابتسامة عندما لاح له شبح البواب يتخبطه الفضول امام مدخل العمارة. بادره البواب وجسده المعروق ينضح بالمعني والتدبير.
    - الجماعة وصلوا فوق!
    ***
    كانت خطواته على السلم تتحاشى الضحكات العربيدة المندلقة من اعلى شقة في البناية. ةوقف اكثر من مره ليتعرف على الاصوات وكلما توقف لينصت صمتوا.. ود ان يسمع رنة ما يشتاقها او قهقة لقادم.. وعلى باب الشقة كتبت عبارة "مرحباً" بالقطن الرخيص الملوث بألوان فظيعة. وكانت بجانبها تقبع رسومات باهتة لشعارات لم تنفذ وخارطة كالقرية المقدودة. وقف يتأمل كل هذا وقد تحول الغامض في دواخله الى غضب صريح فانفتح الباب فجأة ليكتسحه طوفان من الضحكات والادخنة. أسرع يخطو نحوهم مقفلاً الباب وراءه. حياهم فاشرأبت إليه الاكواب. كان الجيتار ينهش احباطاتهم الشاخصة وينزع عنهم التهليل والبشارات البائسة.
    ***
    توجه نحو التليفون الذي ابعدوه من حقل ارتعاشهم وأدار قرصه:
    - هالو.. نعم تركت رسالة على الجهاز. ماذا؟ لحظة. نظر اليهم فصمتوا.
    - نعم يا دكتور.. من اللهجة أليس كذلك؟ ما ذا؟ الله يخليك.. شكراً.. ماذا؟ لكن دا موضوع إنساني بحت! سمع ضحكة خافتة ساخرة فنحى عنه السماعة ليتأكد انها لم تصدر عن الدكتور. كان صحابه قد بدأوا الغناء مبكراً فرفع صوته.
    - ألو يا دكتور.. اعلم ان البرنامج لا يشمل علاج الاجانب ولكن . ماذا؟ سأدفع.. سأدفع لك لاحقاً!
    هذه المرة كانت الضحكة من جانب الدكتور بلا شك.. صافية وحقيقية وغير محايدة.
    - يا دكتور اعتقد ان الاعراض حادة.. بفعلون هذا في العالم الاول.. يستمعون.. يجيدون الاستماع.. كيف يدفعون؟ اقول.. زمجر في أصحابه:
    - اسكتوا شوية يا جماعة!
    وفجأةً اشتجرت اضراب الاشارات في اذنه ثم عاد الصوت المسجل "الدكتور غير موجود حالياً يمكنك.. ترك.. رسالة.." نظر الى اصحابه قبل ان يخلص يده من السماعة وخيطها المشتبك كانوا ينشدون:
    من علايل اِبروف للمزالق.
    وكانوا يشيرون باصابعهم لتلك المواقع الموصوفة كمن يشرح ارتحالات الالم في جغرافيا الروح.. وكانت هي وسط الاصحاب تقول له بعينيها رأيها فيما قاله الطبيب. فاصبر نفسك. ربما سنعود قريباً.. اتذكر كم كان لك من اصدقاء اطباء. بل كلهم الآن اطباء.. أمال رأسه الى اذنها وهو يقول في اسى:
    - يتحسس الاتوبيس النازل من علايل القلعة طريقه الوعر عبر الحواري الى السيدة الزينب في مزالق الفقر.. يا مدد! قالت مداعبةً:
    - وانت؟ حافي حالق؟
    اجابها في حيرة:
    - يمكن! انه الزهد القسري!
    ثم هتف يا مدد فعرجوا بأصواتهم الى اغنية اخرى:
    فداك وفي حواك.. يامدد الكلام
    عفوك انت ورضاك.. برنا ليك تام.
    انخرط ينبش مع الآخرين شونة الغناء كالباحث عن ابرة في الثالثة من صباح الروح.
    ***
    رن الهاتف!
    الصداع-الصباح. وتعليقة الكحول على مشاجب الوعي المثقلة. رفع السماعة فجاءه صوت معدني "عند طغيان الارق. او التفكير في الانتحار او سيطرة الوساوس.."
    رمى السماعة كالملدوغ ثم انتفض يرفعها مرة اخرى بحركة خاطفة. كان الصوت المعدني البارد يتدفق بلا كلل: "أو في حالة الحنين الى.. أو الاحساس بالزمن.." وضعها هذه المرة بهدوء وصرامة ضاغطاً على الجهاز بكل عزمه كأنه يخنق صاحب ذلك الصوت ويزهق روحه. افلت حبل التليفون وانحلت عقده المتشابكة ثم انسدل على الارض هامداً.
    اتجه نحو نافذة الغرفة يزيح عنها ستارتها. كان طفل الجيران في المبنى المقابل يلاعب كلبه الصغير وكان الصباح جميلاً. قال له الطفل:
    - ابنك يصر علي ان يحرك حصانه عبر كل مليمتر من تلك اللام.
    فسأله بفتور: وماذا تريده انت ان يفعل؟
    - اظن يمكنه ان ينقله بحركة خاطفة!
    قال متسائلاً كأنه اكتشف ايحاء في كلامه:
    - حركة خاطفة؟ الخاطف الاول هو الزمن.
    تفحص الطفل المندهش بعينين كليلتين وكانت اغنية قديمة يشوشها رنين بعيد وخافت ومثير للشفقة تتسلق روحه.. وكان ذلك يؤلمه.








                  

01-12-2003, 11:18 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ارتحالات (Re: بكرى ابوبكر)

    Hi Bakri
    Thanks for introducing this text to the valued members.
    It was written in 1993 in Cairo where I was stranded for years.
    I would appreciate a feedback from the readers.
    Regards
    mustafa mudathir
                  

01-12-2003, 11:40 PM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ارتحالات (Re: بكرى ابوبكر)


    سلام جميعا
    الاخ مصطفى لست بناقد، لكن كقارئ عادي جدا و احتراما لطلبك على التعليق اعلق بالاتي
    ، قصة سريعة الايقاع استمتعت بقرائتها و من غير مجاملة لم افهم النهاية و لعلني كنت عايز نهاية اكثر تفاؤلا نظرا لكثرة الاحزان هذه الأيام، لكنها القاهرة في تلك الايام كما سمعت من الكثير من الاخوة يصعب فيها و في تلك الظروف خلق اي نوع من التفاؤل،

    اتمنى ان نقراء لك حاجات تانية،لان القصة خلقت عندي فضول لقاءة المزيد، و اتمنى ان تكون قد اتخارجت من قاهرة المعز الى مكان آخر اكثر اخضرارا
    تحياتي و شكرا لك و للاخ ابوبكر على البوست
    امجد

                  

01-13-2003, 05:07 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ارتحالات (Re: Amjad ibrahim)
                  

01-13-2003, 05:09 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ارتحالات (Re: mustafa mudathir)
                  

01-14-2003, 04:01 PM

azza

تاريخ التسجيل: 12-16-2002
مجموع المشاركات: 606

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ارتحالات (Re: بكرى ابوبكر)


    القصة بدون تعليق و اللنك ابى يفتح
    تسلم يا استاذ مصطفى
    اني خجلة لاني كنت اظن نفسي مطلعة و سمعت اسمك بس تصدق اول مرة اقرا ليك قصة
    عيب جد عيب
                  

01-14-2003, 05:13 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ارتحالات (Re: azza)

    أهلا عزة و شكرا على اهتمامك
    اللنك لو مافتح ممكن تكتبيهو في
    address
    وتدوسي أنتر
    اللنك حيوديك لموقع جديد عاملو الاستاذ الفاتح
    مبارك لنشر نصوص نقديةو ابداعية
    حكمة الله انابفتح معاى على طول لو تكرم بكري
    ممكن يجيبو في البورد.
    قلت لي تعليقك هو لا تعليق؟
    تسلمي
    مصطفى
                  

01-14-2003, 06:23 PM

Elkhawad

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ارتحالات (Re: mustafa mudathir)



    الاخ مصطفي
    شكرا لي كلمتك الجميله
    وتواجدنا في واسطه العقد الفريد تجعلنا
    نسعي لجعل كل الاشياء ممكنه
    فبكم تكتمل سعدتنا

    (عدل بواسطة Elkhawad on 01-14-2003, 06:39 PM)

                  

01-14-2003, 06:32 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ارتحالات (Re: Elkhawad)


    ياخي انت شخص رائع!!!!
    اها يا عزة وامجد مافيش امجد من كدا!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de