خطط أمريكية لترتيب أوضاع السودان/محمد الحسن أحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 08:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-10-2003, 10:16 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خطط أمريكية لترتيب أوضاع السودان/محمد الحسن أحمد




    خطط أمريكية لترتيب أوضاع السودان
    محمد الحسن أحمد


    لم يمض أسبوع على تعهد الخرطوم وحركة قرنق في واشنطون إثر اجتماعات مشتركة برعاية أمريكية، بأنهما سيعملان للوصول إلى سلام بأسرع وقت ممكن، والبُعد عن الاستفزازات قبل المفاوضات المقبلة، حتى اندلعت المعارك العسكرية بين الجانبين، وزادت وتيرة الاستفزازات والاتهامات، في حين أن المفاوضات مقدر لها أن تستأنف الأسبوع القادم. لهذا يحار المرء ويتساءل: كيف تحول التعهد المفعم بالأمل خلال أيام معدودات إلى انتهاك خطير لوقف إطلاق النار، وتهديد بالحسم العسكري كما جاء على لسان حكام الخرطوم وسط اتهامات متبادلة حول مَن البادئ بالهجوم، علما بأن الحركة الشعبية كانت السبّاقة في تقديم الشكوى للوسطاء في «الايقاد» من أن قواتها تعرضت وما تزال تتعرض للهجوم من قوات الحكومة في مواقع عديدة خاصة في مناطق البترول.
    ويبدو أن الحركة محقة في شكواها بأن الحكومة هي البادئة بانتهاك وقف إطلاق النار، وذلك لسببين، أولهما: أن أحد قادتها الرئيسيين في مناطق البترول الضابط فالينو ماتيب قد انقلب عليها وانضم بقواته إلى الحكومة مما أغرى الحكومة بانتهاز الفرصة للهجوم والاستيلاء على كل تلك المناطق وابعاد شبح أي تهديد لها من جانب الحركة!، والسبب الثاني: أن الحكومة اشترت مؤخراً أسلحة متطورة من روسيا بينها طائرات ميج مقاتلة وصواريخ يبلغ مداها مائة كيلومتر ويسع دمارها ما تقدر مساحته بعشرة كيلومترات، وأنها ـ أي الحكومة ـ اهتبلت الفرصتين معاً ـ انضمام القائد المتمرد ووصول الأسلحة ـ فجردت تلك الحملة وألحقت هزائم بقرنق في كل أو معظم المواقع المحيطة بالبترول.
    ولكن هل يمكن أن يعتبر هذا الإجراء تعزيزاً لموقف الحكومة التفاوضي؟.. أم هل سيكون ذريعة للولايات المتحدة لاستخدام قانون سلام السودان فتفرض عقوبات على الحكومة؟. على الأرجح أن أمريكا ستنتهز هذا الخرق لوقف إطلاق النار بصرف النظر عن مَن كان البادئ، وتلزم الطرفين بقبول وجود قوات لحفظ السلام لمراقبة الجانبين، وبذلك يكون التدخل الأجنبي قد دخل مرحلة أكثر عمقاً ومباشرة في حل القضية، ولا شك أن مثل هذا الوجود العسكري بصورة أو أخرى يمكن إدراجه في اطار القانون الأمريكي لسلام السودان وإن لم يحمل ذات الاسم!.
    في كل الأحوال لدى الولايات المتحدة على ما يبدو تصور متكامل لما ينبغي أن يكون عليه الحل الشامل للقضية السودانية وهذا ما سوف نتعرض له لاحقاً في سياق هذا المقال، بعد أن نستعرض الملابسات والظروف التي تحيط بالجولة القادمة للمفاوضات والتي من المقرر أن تبدأ الأربعاء من الأسبوع القادم. بداية، هذه الجولة تُجرى في ظل حكومة جديدة في كينيا، ولكن هذا التغيير لن يكون له أي آثار سالبة على المفاوضات، بل ان الجنرال سمبويا منسق المفاوضات سيحتفظ بمنصبه ومهمته، وقيل إن الرئيس السابق موي نفسه كرّمته الولايات المتحدة بأنه سيكون على رأس منظمة تُعنى بالعمل على استتباب السلام في القرن الافريقي. باختصار، طالما الولايات المتحدة هي مهندسة التغيير في كينيا وراعية مفاوضات السلام السودانية، فإن كل شيء سيسير حسب الخطة الأمريكية، لكن السؤال هو: لماذا قبل خرق وقف إطلاق النار تبودلت الصفعات بين الحكومة وحركة قرنق؟!.
    كان الرئيس موي قد وجه دعوة للبشير وقرنق ليجتمعا معه في كينيا في الثامن عشر من نوفمبر (تشرين الثاني)، ربما كانت الدعوة جزءاً من حملته الانتخابية لمرشحه الرئاسي ـ بينما حضر قرنق تخلف البشير معتذراً في اللحظة الأخيرة واعتبر اعتذاره صفعة للرجلين!.. لكن البشير كرّرها لاوباسانجو الرئيس النيجيري ولقرنق عندما وافق على دعوة من الرئيس النيجيري للقاء قرنق في ابوجا، وجاء قرنق بينما هبطت الطائرة النيجيرية تحمل نائب البشير علي عثمان دون علم مسبق بالتغيير، فكانت فرصة ليرد قرنق الصفعة ويرفض الاجتماع بالنائب الذي كان أصلاً قد طلب من أكثر من وسيط ترتيب لقاء له مع قرنق!، ولم يشأ الرئيس النيجيري أن يلحّ على قرنق لقاء علي عثمان، بالرغم من أن الرجلين كانا في مزرعته الخاصة، ربما لأنه هو الآخر كان غاضباً!. ومع أن الحكومة السودانية قد اعترفت لاحقاً بما أسمته سوء تفاهم قد حدث، إلا انها لامت نيجيريا واعتبرت نفسها ضحية لما وصفته بحسن النية!، وفتحت نيران التصريحات على قرنق قبل ان تطلق صواريخها على مواقع قواته، حيث المعارك لا تزال محتدمة.
    هذه هي الأجواء التي تفتتح فيها جولة المفاوضات الجديدة، فكيف تتسق هذه الأجواء مع تصريحات ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الذي قال: «نعتقد ان تقدماً مهماً تم إحرازه في القضايا الشائكة»، وأكد جون دانفورث المبعوث الأمريكي للسلام في السودان، اهتمام الرئيس بوش ورغبته في تحقيق السلام في أقرب وقت ممكن، معلناً: انهم باتوا يعرفون تماماً نقاط الخلاف وحقيقة المواقف مما يمكّنهم من تقييم الأمر ولعب الدور المطلوب.
    ولعلنا نلامس الحقيقة إذا قلنا ان بوسعنا أن نستشف بعض ملامح المخطط الأمريكي لترتيب اوضاع السودان، ففي تقديرهم أنه حتى مارس (آذار) القادم، ينبغي الوصول الى اتفاق مبدئي حول كل شيء، بدءاً من قسمة السلطة إلى قسمة الثروة وانه خلال شهرين ينبغي على كل طرف أن يكون قد اقنع القوى السياسية في الشمال والجنوب بالاتفاق وبالالتزام بالمشاركة الفاعلة في تنفيذه، ومن ثم يوقع الاتفاق في صورته النهائية في مايو (أيار)، وفي حالة عجز أي من الطرفين في اقناع الأطراف السودانية الأخرى، فإن الولايات المتحدة ستدعو جميع الأطراف الى لقاء موحد بهدف تذليل أي صعاب، على أن تكون بداية الشهر السابع من هذا العام هي الشروع الفعلي في بناء الهياكل الفاعلة وغيرها لتنفيذ ما يسمى بالفترة التمهيدية، ومن ثم مع بداية 2004، تبدأ الفترة الانتقالية بمشاركة كل القوى السياسية على أن تجرى في منتصفها انتخابات ديمقراطية في كل السودان وبإشراف عالمي وفي أجواء حرة ونزيهة وساعتها تؤول السلطة بكاملها لمن ينتخبهم الشعب مع الالتزام الكامل بمبادئ ونصوص برنامج الفترة الانتقالية، وعندها سيكون صندوق الانتخابات هو الفيصل وليس المدفع أو الدبابة هو مركز الثقل سواء لقرنق أو البشير كما هو الحال الآن.
    وإذا قدر لهذه الهيكلية ان تنفذ على هذا النسق فإن الولايات المتحدة على ما يبدو تتصور انها أعادت الديمقراطية للسودان وحققت السلام والعدالة لمختلف اجزائه، علماً بأنها في ما يتعلق بقسمة الثروة وخاصة النفطية قد زودت الجانبين ببيانات من خبراء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بشأن الطريقة التي عالجت بها دول أخرى مثل هذه القضايا على حد تعبير سيد الخطيب المتحدث باسم وفد الخرطوم والذي قال بعيد اجتماعات واشنطون: ان الحكومة تعتقد ان خمساً من قضايا اقتسام السلطة الثماني يمكن حلها بتحرك بسيط من الجانبين، وهي تشمل عملية مراجعة الدستور وتمثيل الجنوب في مجلس الوزراء، وحصص الجنوب في الخدمات المدنية والاتصالات بين الحكومات المركزية والاقليمية وحكومات الولايات والرئاسة، وان القضايا الثلاث الأصعب هي: مكان العاصمة وعدد المقاعد المخصصة لجنوب السودان في المجلس التشريعي والجدول الزمني للانتخابات.
    وهكذا يبدو من مختلف التصريحات أن شقة الخلافات تضيق أكثر فأكثر وان الجميع بانتظار ما أعدته الولايات المتحدة من حلول لما قد لا يصلون فيه الى اتفاق، لكنهم حتماً يتهيأون للقبول به، بالرغم من المزايدات والشعارات المتطرفة!.

    عــودة إلى عنــاوين مقــالات الــرأي







    All Rights Reserved © كل الحقوق محفوظة








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de