|
|
 التعليق....ولو بعد حين
|
ولو بعد حين
[email protected]
إسحق أحمد فضل الله
[email protected]
هوامش ميشاكوس مستمرة
{ بطريقة ابطال المسرحيات الاستشهاديين يعود السيد (علي عثمان محمد طه) الي الخرطوم الاسبوع الماضي . ومن حوله تضج اخبار الطعنة التي وجهها اليه قرنق .
{ الطعنة التي جري الترتيب الدقيق لها في مكتب علي عثمان .. وفي مكتب جهة عليا في نيجيريا . وفي مكتب قرنق .
{ فالحكومة التي (تدبّر) امرا للمحادثات القادمة وترسل وفدا الي واشنطون وآخر الي القاهرة تشعر بضرورة عمل شئ يجعل قرنق يعلن موقفا ضخما ضد السلام .
{ والاستدراج الذي رسمته الخرطوم اوشك ان يجعل الخرطوم ترسل الرئيس نفسه للقاء قرنق . اللقاء الذي كانت الخرطوم تعلم تماما انه لن يتم .. وتريد له بدقة الا يتم !!
{ .. لكن الخيار يذهب الي السيد علي عثمان لان رفض قرنق المدوي للسلام كان لابد - لاعلانه بشدة- من ان يكون في مقابلة اشهر من يتهم بالحرص علي الحرب في معسكر الحكومة .. شيخ علي عثمان !!
{ .. و المسرحية جري اخراجها بدقة ..
{ وقرنق سدد ضربته وذهب الي اهله يتمطي .
{ والحكومة النيجيرية - التي تقلب كفيها معتذرة حسب توجيهات المخرج - ذهبت ترقص وراء الابواب .
{ .. والحكومة السودانية عادت وفي جيبها ما ارادت تماما !!
{ فالسيد سيد الخطيب الذي هبط مطار الخرطوم فجر امس لم يكن هو اذن المفاوض الرئيسي في محادثات واشنطن .
{ والمفاوض الاول كان لعبة تجري في نيجيريا .
{ .. والمعلقون قاموا يكتبون .
{ ..لكن التعليق الذي كان اكثر دقة وعلما بمردود الحدث وتفسيرا له كان هو الجهة التي لم تنطق حرفا .. امريكا !!
{ وامريكا التي عرفت بما حدث في نيجيريا قبل ان تعرفه الخرطوم حرصت ان تكتم الخبر عن الوفد الحكومي الذي لم يعلم به الا بعد نهاية المحادثات فالحادث كان كل شئ فيه ينخر في حائط قرنق . والمحادثات القادمة !!
{ ووفد ميشاكوس - الذي عاد آخر اعضائه امس من واشنطن - كان يجلس في ملل طويل في الاجتماعات الطويلة التي انتهت بالاعلانات المملة من انه .. معذرة .
{ لا توقيع علي شئ .
{ .. عفوا . العاصمة والشريعة لا محادثات حولها .
{ معذرة .. نيابة الرئيس لا حديث حولها ..
{ ونأسف .. ما جري التوقيع عليه في ميشاكوس الاولي لن نعيد التفاوض حوله .
{ . وفي الحديث عن قسمة الثروة كان (الخبير) الذي جاء به وفد التمرد هو الذي يتحدث طويلا ويستشهد بتجارب نيجيريا واندونيسيا .. حتي اذا قدم مقترحات كانت المفاجأة .
{ الوفد الحكومي يوافق . والتمرد يرفض !!
{ وامريكا تقدم سيناريوهات «محايدة» يتفق الناس فيها علي ما شاءوا !!
{ وحتي يكتمل الملل جيدا كان هناك (باقان اموم) ممثلا للتجمع .
{ والسيد اموم يرفض كل اتفاقات الحكومة مع شركات التنقيب (لانها اتفاقات لم نشهدها) ..
{ عند النقاش يبقي السيد (اموم) وحيدا حين يتفق الجميع علي ان العقود هذه هي نموذج فريد في ضمان حقوق كل جهة .
بينما كل مقترحات السيد اموم «ومن بينها تأميم الشركات» يجعل العمل كله يتوقف فجأة .. و تنفجر ارجنتين اخري في السودان .
{ ..خارج القاعة كانت جامعات ومراكز بحوث تنتظر الوفد الحكومي لمحاضرات حاشدة عن الامر كله.. وهكذا تخلف الاستاذ سيد الخطيب هناك ما بين محاضرات مطولة الي احاديث مثلها في مزرعة السيد كارتر .. وزوجته تعد القهوة العربية في المطبخ وتشارك في الحديث من النافذة .
{ .. والمجاملة السودانية التي هي سريعة العدوي او ايقاع الحديث الذي تمرس عليه الوفد جعل كارتر يتطوع باقناع اليمين المتشدد في الحكومة هناك بسلامة موقف الحكومة
(رغم انهم لا يحبونني هناك منذ ان غمزت جانبهم في خطاب يوم استلمت جائزة نوبل . لكن ارجو ان تبلغوا البشير انني سعيد وفخور به) .
{ لكن شيئا آخر غير الكرم هو الذي جعل السيد (ناتسيوس) مسئول المساعدات الامريكية يقف في مائدة الغداء ليقول للوفد (هناك اموال كثيرة تنتظركم .. اسرعوا فقط بالسلام) ..
{ ومسئولة التنمية في الحكومة الامريكية كان يبدو من حديثها انها (ذاكرت) واجتهدت بشدة حتي يبدو حديثها عفويا وهي تسأل الوفد عن البرامج التي يقترحونها للتنمية حتي يمكن التحضير لها منذ الآن .
{ .. ومن وراء اقداح المثلجات كان كل طرف يبتسم برقة .. ويعلم انه يخادع الآخر . ويعلم ان الآخر يعلم ذلك .
{ لكن وفد التمرد رأي ان يكون اكثر مباشرة وهو يرفض الاشتراك في محاضرة (معهد امريكا للسلام) .. التي شهدها عدد هائل والتي كانت بدعوة من فرانسيس دينق .. فيلسوف الجناح المتشدد في الحركة .
{ وكل شئ يحشو الآن زكائبه استعدادا للجولة القادمة ولعبة القط والفأر .
{ التفسير (العبثي) اعلاه لزيارة السيد علي عثمان تفسير لم يقل به احد .. لكن ماله تفسير في واشنطن وما لا تفسير له في ابوجا كلها اشياء تنتهي الي ان جولة السلام القادمة خطوة تذهب بالقدم الاخري فوق حافة الهاوية .
{ ثم الله وحده يعلم ما يرقد في القاع !!
نقلا عن ألوان
|
|
 
|
|
|
|
nadus2000
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست