دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
ثلاثة هواجس تواجه مرضى الصرع في السودان :
|
ثلاثة هواجس تواجه مرضى الصرع في السودان :
مجتمع لا يرحم .. دواء غير متوفر .. مستقبل مظلم !!
أجرته : إشراقة حاكم
يعتقد الكثيرون منا ان هناك ثمة علاقة تربط بين المريض بالصرع والمريض النفسي ، من هنا تبدأ معاناة مريض الصرع حيث يواجه مجتمعاً لا يرحم ويعامل من البعض معاملة المنبوذ بما ينعكس سلباً على جوانب حياته المختلفة ، غير أن العالمين ببواطن الأمور في مجال الصحة والطب النفسي كانت لهم رؤية مختلفة أزالت اللبس وفرقت بين المرضين. من هذا المنطلق التقت (الرأي العام) بدكتور «أبشر حسين» إختصاصي الباطنية والاستاذ بكلية الطب بجامعة الخرطوم ليحدثنا عن الصرع ومعاناة المصابين به .
الصرعة الكبرى !
نبذة تعريفية عن الصرع :
- يعتبر الصرع من اكثر امراض الجهاز العصبي شيوعاً حيث يعاني (2%) من سكان العالم من هذا الداء وهو معروف كما يقول دكتور ابشر منذ قديم الزمان ، وفي زمن الرسول عليه الصلاة والسلام ورد ذكره في بعض الاحاديث النبوية التي وصفته وحددت نوعه والصرع يحدث نتيجة لحدوث خلل في كيمياء توصيل الكهرباء في المخ.
ü هل لهذا المرض أنواع مختلفة ؟
- هناك تقسيم يعتمد على (وصف) الصرع وآخر يعتمد على (سبب) الصرع ، فالذي يعتمد على وصف الصرع هو السائد، والصرعة اما ان تكون كلية او جزئية ، فالكلية لها انواع اهمها الصرعة الكبرى وهي كأن تنتاب الشخص أحاسيس غير طبيعية فيبدأ جسمه في التصلب ويسقط على الأرض محدثا صوتاً نتيجة لانقباض العضلات التنفسية العليا وقد يعض لسانه وقد يصحب ذلك تبول وتشنجات وجحوظ بالعينين ثم بعد ذلك يصبح هامداً لفترة حتى يفيق.
وهناك نوع من الصرع يفقد الشخص فيه وعيه من دون تشنجات وهنا يصعب معرفة المرض وذلك لتشابهه مع بعض الأمراض.
صرع الأطفال ويواصل دكتور أبشر قائلاً : الاكثر خطورة من ذلك هو ذلك النوع الذي يصيب الاطفال وينتشر بينهم كثيراً ويعرف بــ [Petitmale] وهو عبارة عن فقدان للوعي لمدة ثوان مع حركات غير ارادية في جفون العينين أو الفك وقد يحدث مئات المرات في اليوم وخطورته تكمن في ان الطفل يتدنى مستواه فجأة في المدرسة لأن الطفل حين تنتابه هذه النوبة يفقد القدرة معها على التركيز وتكون النتيجة الضرب من قبل «المعلم» وأود أن اشير هنا الى ان معظم الحالات التي ترد الىَّ من الاطفال الذين يضربون كما ذكرت في المدرسة وفي المنزل ايضاً من هنا اقول ان هناك اثنين فقط بإمكانهما التعرف على هذا النوع من الصرع لصعوبة تشخيصه هما (الاستاذ) و (الأم) ويكون ذلك بمراقبة الطفل وملاحظة ما قد يبدر عنه من حركات غير ارادية .
هناك ايضاً فقدان للوعي حيث يسقط الشخص في الارض بدون تشنجات وهذا نوع من انواع الصرعة الكبرى.
اما الصرعة الجزئية فهي مجموعة خلايا محصورة من المخ بدأت تتأثر نتيجة للخلل الكيميائي لتوصيل الشحنات الكهربية من خلية لأخرى وتبدأ الحالة بحركات غير ارادية في احد «اصابع» اليد ثم تنتقل بعدها لبقية الاصابع ثم بقية اليد وركن من الفم وهذه الصرعة قد يكون معها فقدان للوعي وقد لا يكون فإن لم يصاحبها فقدان الوعي فإنها تسمى الصرعة الجزئية البسيطة وتعرف من وصف المريض لها .
ويوجد نوع قد تحدث معه بعض التغيرات النفسية كأن يشتم الشخص مثلاً رائحة شيء غير موجود أو يسمع اصواتاً غير مسموعة للآخرين أو يرى ما هو غير مرئي كما يمكن ان يتملكه الشعور بالإلفة مع الاشياء ، وهذا النوع من الصرع يكون في الفص الجانبي من المخ.
أما التقسيم الثاني لأنواع الصرع فهو الصرعة المسببة وغير المسببة وتعتبر هذه الاخيرة الأكثر شيوعاً وقد وجد أن الشخص الذي يعاني من الصرعة يكون هناك فرد من افراد الاسرة مصاب بها بنسبة (30%) من نسبة الاصابة بالصرعة .
ثانياً : من اسباب حدوث الصرعة اورام في المخ - او تلك التي تحدث اثر جلطات المخ أو نتيجة لكسور الجمجمة أو حوادث الحركة في الرأس أو نتيجة للالتهابات مثل التهابات اغشية السحايا والالتهابات الفيروسية وقد تحدث مع هبوط الكلي وهبوط الكبد أو نتيجة للاعراض الانسحابية لبعض الادوية خاصة عند المدمنين كذلك عند الاعراض الانسحابية للكحول وقد تحدث الصرعة مع أعراض تآكل المخ مثل «الزهايمر» وكل هذه الانواع تسمى بالصرع المسبب .
تشخيص المرض ü ما هي الكيفية التي يتم بها تشخيص المرض؟
- يعتمد ذلك على وصف الاشخاص الذين يشاهدون الحالة لأن كل وسائل التشخيص الاخرى قد تكون طبيعية وتتركز وسائل التشخيص في رسم المخ أما صورة المخ «المقطعية» فالحاجة لها ليست دائمة في كل الحالات بل في اربع منها كما في الصرعة عند الكبار ، او اذا كانت الصرعة جزئية ، أو مع بعض اعراض الجهاز العصبي الاخرى واخيراً إذا لم تستجب للعلاج.
ü ما هي الوسائل العلاجية التي تتبع في العلاج ؟
- اهم ما في العلاج ابعاد الشخص عن الأماكن الخطرة مثل البحر والنار وغيرهما لكن على الا يثبت المصاب ، ايضاً يجب عدم استعمال خافض اللسان (الملعقة) مثلاً لأنها قد تجرح المريض ، واذا ما ظهرت علامات اختناق يجب ادخال «الاصبع» لاعادة اللسان لوضعه الطبيعي والذي يكون قد عاد للخلف اثناء النوبة ، كما ان معاينة المريض بواسطة الطبيب مهمة جداً لأن الصرع من الامراض التي يمكن علاجها وهي مستجيبة للعلاج علماً بأن مدة العلاج تكون (عامين) وفيها (عقاقير) تؤخذ بحسب انواع الصرع.
يقول الدكتور ابشر ان من أهم وسائل العلاج تشجيع مريض الصرع على ان يمارس حياته بصورة طبيعية لكن مع اتخاذ الحيطة والحذر كأن «يوارب» باب الحمام مثلاً عند دخوله ، ان يتجنب الرياضات العنيفة وكرة القدم ، كما ان السباحة مهمة للمريض على ان يكون ذلك في مجموعات ، ايضاً يمنع مريض الصرع من قيادة السيارة اثناء فترة العلاج وهي عامين كما ذكرنا ويستثنى من ذلك إذا كانت حالة الصرع «ثابتة» اي تأتيه أثناء النوم مثلاً.
عضوي لا نفسي ü هل هناك علاقة تربط بين مرض الصرع والمرض النفسي ؟
- ليست لهذا المرض اية علاقة بالأمراض النفسية فهو مرض عضوي يمكن علاجه والحياة معه بصورة طبيعية بحيث يتلقى المصاب به تعليمه ، شأنه شأن غيره من الاصحاء ويتزوج وينجب بلا خوف واشير هنا إلى أن معاملة المجتمع للمريض هي التي تخلق المرض النفسي ! وهناك جزء من الصرع يصيب الاطفال ويرتبط بالتخلفات العقلية وهو يصعب التحكم فيه.
ü هل لديك ملاحظات عامة حول هذا المرض ؟
- من الملاحظات المهمة ان مريض الصرع اذا تعرض لأي مرض مثل الملاريا أو التهاب اللوزتين عليه مراجعة الطبيب في اقرب وقت ، ثانياً وهذا الاخطر نقول ان ايقاف استعمال الادوية فجأة بسبب حدوث الصرع بصورة أعنف مما كان لذا يجب الانتظام في تناول الادوية لأن الجرعة الواحدة اذا لم تؤخذ في حينها فإنها تؤثر على العلاج.
الصرع في السودان ü وماذا عن موقف السودان من هذا المرض ودول العالم ايضاً ؟
- الحالات في السودان كثيرة جداً مثله مثل غيره من الدول الافريقية وقد اثبتت نتائج الدراسات التي اجريت عالمياً ان (2%) من سكان اوربا وامريكا وكندا وبريطانيا مصابون بالصرع أما في افريقيا فليست هناك نسبة محددة ولكن من المتوقع ان تتعدى الــ (2%) لأن هناك اسباباً أخرى خلاف المذكورة مع ملاحظة ان الصرع يصيب كل الاعمار من سنة إلى (60) وهكذا ..
ü وهل الادوية في متناول يد المرضى ؟
- سعر الدواء يعتمد على نوعه ونوع الصرع اذ ان هناك نوعا يصيب الاطفال يحتاج الطفل معه إلى حبة صباح وأخرى مساء كأقل جرعة ويتكلف شهرياً (60) ألف جنيه طوال فترة العلاج (عامين).
من هنا نناشد المسؤولين في مجال الصحة بالعمل على توفير ادوية الصرع بالمجان كما نحتاج للجهات التي تدعمنا بحيث يصبح العلاج في متناول يد كل المرضى الذين يحتاجون اليه خاصة وان هذا المريض بالصرع يواجه بثلاثة اشياء لا ذنب له فيها :
مجتمع لا يرحم ، ودواء غير متوفر ومستقبل مظلم !
اخيراً نقول إن المريض بالصرع في السودان يعاني من عدم فهم المجتمع لطبيعة مرضه علماً بأن الصرع من الامراض العضوية التي يمكن الشفاء منها وغير معدية ونشير إلى أن الجراحة قد دخلت في علاج بعض انواع الصرع. Rayaam Newspapepr Gadayah Ppage
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ثلاثة هواجس تواجه مرضى الصرع في السودان : (Re: zumrawi)
|
الاخ زمراوي.....
من واقع عملي في مجال الطب النفسي ومتابعتي لبعض الحالات فان بالرغم من ان المرض عضوي كما اسلفت في الذكر ...فان المجتمع و البيئه المحيطه بالشخص المصاب بالصرع تؤدي في كثير من الاحيان الى امراض نفسيه مصاحبه واكثرها شيوعا الاكتئاب و عدم القدرة على خلق التوازن و التكيف مع الحاله والبيئه الخارجيه..
لذا فالوعي العام تجاه مرض الصرع يؤثر سلبااو ايجابا على المريض بشكل ملحوظ.....والمريض النفسي لا يلقى ذالك الاهتمام والفهم من مجتمعه حتى الان ...وتلك النظره الدونيه مازالت تتبع المريض النفسي ومرضى الصرع ,بالرغم من طاقاتهم الكبيره التى اذا وجدت الجو المناسب لاصبحت طاقه منتجه وفعاله في مجتمعها. فالرفق بمرضانا حتى يرفق الله بنا
مع تحياتي ليون
| |
|
|
|
|
|
|
|