يا وزير الخارجية السوداني : هل شاهدت هذا السخف

نستحق ذلك

داوود حسين غير مخطئ، وناصر القصبي غير مخطئ وانتصار الشراح ليست مخطئة
نحن المخئون الذين يستحقون هذا العقاب الإلهي.

أنظروا الينا في السودان، الواحد منا إذا ضايقته ذبابة سارع بالسباب، لا يسب الذبابة ولكن يقول: إلعن أبو دي بلد، أنظروا إلى المعارضين السياسيين، فرو بجلودهم وتركو البلد بدعوى الوطنية، لم نسمع بوطنية تجعل صاحبها يتكر بلده ليعيش عالة على غيره، بدعوى محاصرة النظام القائم في الخرطوم، أنظروا إلى العبارة الدارجة على السنتنا : دا الكرهنا السودان، أنظروا إلى ملايين الصور وتخيلوا أنفسكم مكان داوود حسين، الذي لم يفعل سوى القليل بنا، هل رأيتم الدراما السودانية ؟ أنظروا إلى عباطة الممثلين والكفاءة المتدنية، لو أن هذه الأقلام التي انتقدت هذا الداوود حسين، توجهت بالنقد الذاتي لكورجة المهرجين، عفواً الممثلين السودانيين، وبدأت في الاصلاح الذاتي، ربما لم يتجرأ علينا أحد، أنظروا أيضاً إلى هذه اللوحة الأخيرة، القناة الفضائية السودانية، هذه الفضيحة الدولية الموجودة في كل بيت، رداءة في الاخراج والتمثيل والمونتاج، وألوان صارخة تحاكي فساتين الفلاتة، لهم كل الحق أعزائي، ووالله لا ألوم داوود حسين، بل يستحق وساماً من الدولة، على شعوره المرهف تجاه السودانيين، من حقه داوود حسين أن يأكل الورده حين تقدم إليه وهو بزي السوداني.

أذكر لكم هذه القصة

لدي صديق سعودي، جاءني في منزلي ذات يوم وانا استمع لأغنية وضاحة لمصطفى سيد أحمد، وبادرني ماهذا الازعاج، لم أنفعل، أمسكت بورقة وقلم وكتبت له كلمات القصيدة بأكملها، وقرأتها له بكل روية، قال لي : هل هذه الكلمات سودانية، قلت له نعم، قال لي : وهل تعرفون اللغة العربية في السودان ؟ لم أنفعل مرة أخرى، وقلت له نعم، وأحضرت له ملخصاً كنت قد كتبته منذ فترة في جهاز الكمبيوتر لأحد كتب نعوم شقير، قرأه على عجل وهو جالس عندي، أثناء الضيافة، قال لي بالحرف الواحد، والله أنتم الأمة العربية الوحيدة المظلومة، كنت أظنكم تتعلمون العربية لدينا هنا حين تأتون الى السعودية، ولكن ما سر هذه اللهجة التي تتحدثون بها ؟ قلت له ذه اللهجة هي لهجتنا التي نتحدث بها في بلادنا، وهي لهجة مثل لهجة المصري والشمي والسعودي، وليس فيها أي مفردات من أصل غير عربي، قال لي : أنتم أكثر أصالة من كثير من بلاد العرب، وهذه الأغنيات السنعة أي المتميزة، الجميلة، الرائعة، لو تدخل في منافسات مع أغاني هؤلاء المدعين الشوام والمصريين لفازت بلا جدال، ولكن أين أنتم ؟ قلت له : نحن مشغولين مع الترابي في سجنه، ومحمود محمد طه في قبره، والميرغني في غربته، رد الله غربته، قال لي : وش هو ؟

عزيزي مو

أنا من أول المؤيدين للسودان إن طالب بالانسحاب من جامعة الدول العربية، وأقولها وبالصوت العالي ..

بلا عرب بلا هم

لكن حينما يتطاول متطاول علينا، أو يدعي أن فنه أو أصله أو جنسه أو لونه أو حتى علم بلاده أفضل منا، حينها يصبح الموضوع موضوعاً آخر، ولا بد من التصدي له مهماً كان.

وما حديثي مع هذا الصديق الا من هذا الباب، أما من ناحية أخرى فأنا فخور بجميع الأعراق والأجناس والدماء التي تجري في شراييني، فخري بنوبيتي قبل عروبتي، وبحاميتي قبل ساميتي، وبأفريقيتي قبل آسيويتي، وبسودانيتي قبل كل شيء.