رسالة طفل لوالده المغترب ........

أبتاه يا أبتي تعال
هذي رسالتنا إليك
علقتها كبد السماء
و صغتها شعرا إليك
وأنا صغير لا قرأت ولا كتبت
لكنها أبتاه في عنق الزمان
ألبستها طهري و جلباب الحنان
لتكون أحلى ما يقال
أبتاه يا أبتي تعال
أبتاه تذكر أنت تذكر
باب منزلنا القديم
أخشابه وثقوبه و العنكبوت
و الحائط المكسور في ظهر البيوت
و كان أن أرسلت في العيدين مال
و الحال بعدك صار حال
فالسور شيدناه طوبا
مثلما كنت تريد
و الباب بدلناه بابي حديد
مطلية بطلائها " اللبني "
تغسل كل عيد
و الدار من غرف ثلاث
وبها "برندات" ثلاث
ذات أعمدة بقالبها المدار
مقفولة منقوشة مبلوطة
وعلى النوافذ علقت أمي الستار
واستؤجر البناء و النقاش و الحداد
واستبق الرجال
أبتاه يا أبتي تعال
فحقيقة
أن السعادة ربما كانت لديك الاغتراب
و حقيقة
أن الديار بدلت بعد الخراب
و حقيقة
أن الهدايا أثلجت صدر الصحاب
و حقيقة
للرزق يا أبتي ستطرق كل باب
لكن
حياتي من عواطفك الكبيرة
في اغتراب
إني أسال عنك ظهر الغيب
أنتظر المحال
أبتاه يا أبتي تعال
فالبدلة الزرقاء
و " الفيديو" الجديد
و قميصي البني
و البنطال و الترف الشديد
و الساعة المجروسة الأنغام
موسيقى نشيد
إني صغير يا أبي
و المغريات تعز في دنيا وليد
لكنني لا لا أريد
إلا نقاء فؤداك المخلوق لي
بين الرجال
أبتاه يا أبتي تعال
أمي أحس بها تنادي
ملء شدقيها تعال
أبتاه يا أبتي تعال
أمي غدت
لا تشتكي ألم الصداع ولا الدوار
أمي التي كانت
تعيش العمر في كنف الديار
أضحت
تزور الأقربين
وكل صبح كل جار
وتعود إن ذهب النهار
بيضاء نادية الجبين
و تبيت تبحث في الجدار
أمي غدت
ممشوقة مطلية مكسوة
وغدت
كباب المنزل المذكور
أيضا من حديد
تتزاحم الباصات
لا تخشى القريب و لا البعيد
أمي غدت
حسناء شاردة الخيال
غناء حاصرها السؤال
أبتها يا أبتي تعال
فأنا صغير لا قرأت ولا كتبت
لكنني
اليوم أكتب في ضمير الغيب
أنتظر المحال
أبتاه أخشى إن كبرت
سيدرك المجهول ذهني
أبتاه أخشى إن كتبت
أقول أعني ثم أعني
أبتاه ساعتها
سيلعنني و يلعنك النهار
و يلوذ ابنك بالفرار
و تعود تجري خلف خطوي
لاهثاً
إبناه يا إبني تعال
إبناه يا ولدي تعال
و يجيب صوتك
قلبي المهموم…….. لا …..
لا لن أعود إلى الوراء
لا لن يطيق العيش فوق الأرض
من عشق السماء
و يكون عذري إن عصيتك يوم ذاك
أني صغير لا قرأت ولا كتبت
لكنني
سجلت في حدقات عين الغيب
في صغري نداء
يستصرخ الأحجار و الأقدار
ينقش في جدار الغيب
أحلى ما يخط وما يقال
أبتاه يا ابتي تعال

أعزائي

Edward
3asoola
noha_g
Khal fatma
shogon
ودرميله
السنجك
قرشو
رمانه

نسيت ، نتيجه للأستعجال أن أضيف أن القصيدة للشاعر ( قمر الدولة محمد ) ،وليست لي ، كم كنت أتمنى لو أني اكتب الشعر .


هذه القصيدة بالفعل هي ترجمه لما يحدث الآن من ضياع لأبناء المغتربين وأسرهم، وضياع للمغتربين أنفسهم في بلاد الله الواسعة . و يوجد غيرها الكثير من القصائد كهذه القصدية الجميلة يا السنجك ، وما أبدع الشايقية حين يكتبون الشعر .
وفعلا الإغتراب معادلة صعبه وضاع المغتربون كما ذكر أخي قرشو بين رسل رسل و ما تجي ، وجاي لشنو ؟ و الجابك شنو ؟
وأعتقد انه لم تبقى بقعة على وجه الأرض لم تطأها رجل مغترب سوداني ، و اعتقد بعد ده حيحولو على المريخ

لكم جزيل الشكر ، وربنا يرد غربة الجميع ،والغايب عن اولاده وأهله كم سنه يمشي يشوف الحاصل عليهم شنو بسرعة قبل أن......

تحياتي