|
حاجة السرة
|
فى الصباح الباكر من كل يوم تحمل بين اكتافها القفه وهى مليئة بالطواقى والسبح والمباخر ووو ,تفرش فى مكانها القديم الذى اعتادت عليه منذ زمن الأستقلال,وكانها تحمل اسمها عليه. يافتاح ياعليم يا رزاق ياكريم وتبدا كالعادة يومها وهى تفترش اشياءها لاتكل ولا تمل. مع ممارسة حياتها اليومية,البيع والمناداة والفطور الجماعى وفنجان القهوة وسط احبائها حاجة امنة وبتول والسارة وهن يواصلن فى النكات المتبادله بينهن والحكايات,أخبار الجيران,حتى الكلام فى السياسةتطرقن له.
تعرف انها ضاربة الجذور فى العراقة ,فلونها الأسمر الاصيل الممذوج بدهن الكركار ذو الرائحة الفائحة ,وعمق شلوخها يجعلك تظن أن مياه النيل قد مرت بها منذ القدم تاركة ورائها لونها الداكن المرسوم على خدودها,والخضرة اللامعة على شفاهها. كلامها حكم ,كريمة ,حفيفة الظل وكانت تقول دائما الشغله دى مزاج علما بانها لا توفر منها شيئا.
بس الزمان دار ياأخوانى والحال اتغير والرطوبة دخلت حاجة السرة فى ساقينها التى غنى لها المغنى كما تقول. وفى يوم وعندما تاتى الرياح بما لاتشتهى السفن ,وجدتها فى أغرب حالاتهاوكأن القيامة قامت وهى تجمع فتات أشياءها ودموعها ترسم لوحة الوداع على خديهاالتى أحترقت بشمس الصباح ,وفى ذلك الزقاق فى السوق القديم وهى تصيح بأعلى صوتها منادية مرة لصاحب الشاى ومرة للزبائن ومرة لجيرانها بدكان (مصطفى ودحاج احمد)حتى صار وجودها معلم فى السوق أمام هذا الدكان, تجمع الجمع حولها يرضون من خاطرها وهى تقول الحال اتغير وجيرانى رحل منهم من رحل,ومات منهم من مات ,ونكاتى وكلامى أصبح من حولى لايفهمه وأشارت بيدها وهى تقول السجمانة دى أمبارح قالت لى ركبوا لى جيراننا الدش قلت ليها الدش ده شنو يدشدش لحمك وقامت السجمانة قالت لى انتى جيتى من وين يا حاجه فأصبح السوق كله يضحك على, بعد ان كنت اضحك الناس,وهكذا بدأ الجيل الجديد من حيث أنتهت الحاجة السرة. فكانت المقولة المشهورة لحاجة السرة ردا على السجمانة
نحنالمن كنا وكنكنا الطير فى سماه كان ليه رنة
لما الناس فرشوا نحنا عزلنا
ولم يرى لها وجود اويسمع لها صوت وصارت حكاياتها بين الأوساط حتى الان.
ظبية
|
|
|
|
|
|