رسالة الي حبيبتي .. وأمي - قصة قصيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 01:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-23-2002, 11:19 AM

AlRa7mabi
<aAlRa7mabi
تاريخ التسجيل: 08-15-2002
مجموع المشاركات: 1343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رسالة الي حبيبتي .. وأمي - قصة قصيرة

    وطني حين أذكرك – قلّ أن أنساك – تنازعني في موطن اليك نوازع ، خليط العشق والخوف قمم فرح تتراقص .. ولكن .. هل الحب محض أسرٍ ، الحب حرية شراعها مد الفضاء ترفرف بيارقه بجلال التحية .. لم لا ننعم به سواسية .. هذه القصة القصيرة كتبت منذ سنوات ولا زالت أترجي الفرح الخرافي .. عبده

    رسالة الي حبيبتي وأمي

    الي حبيبتي التي هناك .. هناك حيث هي لا أنا ، أنا هنا أرقب رمق أمل ظامئٍ الي وعدٍ حاقنٍ تحمله أضرع سحاب ثقال والريح تجري به الي بلدٍ .. حيث لا أنا حيث لا هي .. حيث الفراق ماثل ، حيث الصمت يفترش أضرحة المداخل ، وبهو الأمكنة خزفيً الطلاء تسيل دموعه نفطاً عبثياً لا يضئ كهوف الكآبة التي لا يسكنه فتية ، غير كلبٍ بوصيدٍ باسط ذراعيه .. وأنا هنا تعرت شجاعتي المفتعلة ويبست على غاباتي أوراق الشجر ، فليت يلفظني إليها جوف الكهف الي أسفل اليم .. حيث هناك ورق اليقطين ..

    هناك حبيبتي – حيث كنت – تنسرب زرافات الفرح فتمتلئ أزقة الطرقات بالعبث المنقى من هوجة الزيف والفعل المشين ، هناك تناديني مريمٌ بدعوات مليحات فتقوُم إعوجاج شغبي الطفولي المجنون ، وهناك أكون .. كيفما أحب أن أكون ، وعلى صدرها الحنون تعاتبني فيما التأخير ، فأتجاسر على أمي الحنون ، أعلن لها بأني أصبحت كبيراً ، فتضحك من جهلي أمي وتجاوبني بلطف – رغم فظاظتي – وأنا أيضاً شوقي وحبي إليك كبير ، لا تغاضب هناك أمي ولا أزقة الحوارى تمل مني ، وهناك في بعيد الزمان – حيث كنت – هناك بين أتراب الحسان – حيث أذكر – إنفلتت كاعب حسناء تضاحك طفلة .. كان لونها أذكر مثل لون الطفلة صافٍ ، وأذكر حينها إختلط عليً الأمر ، فلم أعد أفرًق هل كنتِ أنتِ الطفلة وكانت هى الحسناء الكاعب ، أم العكس هو الماثل .. حيث دنوت من طفلتي أقبلها أحسست – حينها – أن ذاك الخد ناضج ، لم أعاتب نفسي ولم أشعر بالحرج حينها ، فكنت أدخل البيوت دون إستئذان ، لا أذكر أن هناك من قال لي عليك بطرق الباب قبل أن تلج .. فكنت أجهل أن طرق الباب والإستئذان واجب ، فكنت حينها طفلا صغيراً .. إلا على أمي فأنا رجل وطفل .. هادئ ومشاغب ...

    أذكر يوما كان ذلك قبل أن أعرفك – حسب ظني – سألت أمي أن تأذن لي ، وكان كل من في سني يذهب صباحاً ويعود وضح النهار ، آثرت مصاحبتي ، وأذكر بوضوح شفيفٍ أن الناظر تفرس في وجهي ، فأخرجت أمي شهادة – كان الشهادة مدسوسة في صدر أمي – قال لإمي دون أن يعنيني تنقصه بعض الشهور ، فهو – حسب شهادة ميلاده – مولود في أكتوبر ، فألححت وبكيت وصرخت ، وأذكر حتى الآن أني أعلنت الإضراب عن الأكل – كان ذلك فقط أمام أمي – أذكر أني ركبت معها في عربة كنت بالطبع أجهل وجهتي وكذا أمي ، لو لا أن جاراً لنا كان يقصد نفس الوجهة ، جاء دوري ، داعبني الطبيب سائلاً ماذا تريد ؟ رددت مثل الببغاء ما قاله الناظر لإمي ، تنقصني بعض الشهور ، فقال أوتيت سؤلك يابنيً ، ستة ستفي بالغرض ، قال ضاحـكاً ( رأى النور في أبريل ) ، وفي الصباح – كان ذلك صباح اليوم التالي – خرجت مع أقراني ورفاقي وأوصتني أمي أن أسلم هذه الورقة – ودستها في جيبي – الي الناظر ، فتفرًس مرة أخرى في وجهي – مثل الأولى أذكر – ودلفت مع الصبية الي الصف ، ولكني سريعاً أشتقت إليك حبيبتي .. والى أمي ..

    هل أنا أحببت فعلا وأنا ما زلت طفلا صغيرا لا يفهم معنى الحب ، أم تلك الصورة القديمة لا تمثل الواقع .. لكن كل ما أعرفه عن نفسي كنت صبورا ، كان صبري مثل الافق شاسع شاسع .. لا أذكر – مرة – أني مللت إنتظارك طرف الشارع .. ساعةً .. يوماً .. أو مجموع أيام .. فكنتِ تأتين وكنتِ تأتي ، وفي كل مرة كنت أبني لك عذراً ، حتى صار - بسبب غيابك – بناؤك شامخاً ، كان يماثل برج إيفل .. كان مثل خوفو وأبي الهول .. كان إنتظاري وغيابك يمثل كل حضارات الفراعنة وكل داعيات الفتوحات العربية ، كان يمثل تمدن الفرنج ويمثل بدائيات الزنج في أحراش الإستوائية ، وفي ( كيب تاون ) وفي ( الملايو ) ، وحين كنتِ معي وأنتِ لا تأتي كان يسكنني فدياسا وروحاً عبقريا ، فكنت أعبث بشعرك الشلال وبالمرمر ، وكنتِ أنت أعظم عندي من كيلوباترا ومن مريا ..

    أنت الآن هناك ، لم نلتق رغم أن الشمس تطرح كل يومٍ صباحاً جديدا ، ولكن لا نلتق لأنني أنا هنا ، وأنت هناك ، هنا عكس ما عندكم ، المرافئ هناك يا وعدي ، هنا المنافي ، هنا نسمع صدى الكلام ، هنا نرى كل يوم فقاعات الرجاء حيث يذهب الزبد جفاء ، أما ما ينفع حبيبتي فيبق هناك ، هناك حيث أنتِ يا ألقي ..

    وعدت نفسي – قبل أن أعدك – أن أكتب إليك كلما سنحت لي فرصة ، كي أبثك – بجانب شوقي – همي وحزني ، ولن أنسى بالطبع – كما أوصيتيني من قبل - أن أدون لك لحظات الفرح والألق التي تنسرب بين حين وحين من قبضة – الماكر – ذا الزمن ، وأذكًرك الآن حتى لا أنسى – كما فعلت في جميع رسائلي – عليك بالصبر ، فعندي يقين رغم قتامة الزمن الذي يبدو لي ولك ، يقيني أننا سنلتقي ، سيكون لقاءاً – مثل حبنا – قوياً ثائراً مذهلا ، وسنطفئ بوهج الشوق الذي يدفعنا دفعاً لظى الحرمان الذي كان ، وسنغسل بدمع الشوق الذي يمطرنا مطراً عباءة المآسي والأحزان التي لفت كطوقٍ حول الجسد فما وهن .. هذا حبيبتي ظني ويقيني ، مع خالص أمنياتي لك ولأمي ..

    عبدالرحمن








                  

03-14-2003, 07:50 AM

woroorrook
<aworoorrook
تاريخ التسجيل: 10-19-2002
مجموع المشاركات: 342

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة الي حبيبتي .. وأمي - قصة قصيرة (Re: AlRa7mabi)

    الرحمابي

    التحية لك انت ايضآ يا راعي الفرح
    تسربٌ لنا العشق مرارآ و نحن ننهل
    فهل نطمع فىالمزيد
    تحياتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de