النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 05:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-28-2002, 12:10 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي

    ما احاول القيام به هنا هو التقرب، بايجاز شديد، من ثلاثة مفاهيم، هي على التوالي: النسوية، والكتابة النسوية، والنقد النسوي. فهذه المفاهيم، وبخلاف ما يبدو للوهلة الاولى، ليست بديهية او واضحة بذاتها، ولا هي محل اتفاق عام حتى بين النسويين انفسهم، بل خاصة بين النسويين انفسهم.


    ولأن مصطلح النسوية الشائع الان في ثقافتنا العربية هو المقابل العربي للكلمة الاجنبية Feminism، فإنني اجد من الضروري ان نلتفت قليلاً الى هذه الكلمة الاجنبية وما يرتبط بها من كلمات اخرى لابد من ايجاد مقابلاتها العربية الدقيقة والمميزة. وما نلاحظه هو ان كلمة Feminism (التي سنقابلها بالعربية بكلمة نسوية) ترتبط في اللغة الانجليزية بكلمتين اخريين هما Female (التي سنقابلها في العربية بكلمة انثى) وFeminine (التي سنقابلها بكلمة انثوي) وذلك في الوقت الذي تتميز فيه كل كلمة من هذه الكلمات عن بعضها بعضاً على الرغم من ترابطها وتداخلها.


    ففي المعاجم الانجليزية الشائعة، والتي تعكس على مستوى اللغة ما هو سائد من ثقافة بطريركية، نجد ان كلمة Female انثى هي صفة واسم في الوقت ذاته. فهي تشير كصفة الى انتماء الموصوف الى الجنس القادر على انجاب الاطفال او وضع البيوض، كما تشير كاسم الى شخص او حيوان ينتمي الى هذا الجنس. اما كلمة Feminin انثوي، فهي صفة تشير الى التمتع بصفات ينظر اليها على انها مطابقة للنساء (كاللطف والرقة والعذوبة..الخ) واخيراً فإن كلمة Feminism تشير الى مذهب يدافع عن النساء وحقوقهن وضرورة ان تكون لديهن فرص مساوية لفرص الرجال.


    هذا في المعاجم الشائعة، اما لدى انصار النسوية فنجد اصراراً مماثلاً، بل اشد على التمييز بين هذه المفاهيم. وهو اصرار يبلغ في بعض الاحيان حد القول: ان بيان الاختلاف بين هذه المفردات قد يكون كافياً لجلاء القضايا الاساسية النظرية والسياسية في النسوية. وبحسب هذا الرأي فإن كلمة Female انثى تشير الى العناصر البيولوجية البحتة التي تميز النساء جنسياً عن الرجال، فهي تشير اذن الى البيولوجيا والطبيعة. اما كلمة Feminine انثوي فتستعمل للاشارة الى ما تفرضه المبادئ الثقافية والاجتماعية البطريركية من انماط الجنس والسلوك، فهي تشير إذن الى الثقافة، بمعنى مجموعة الصفات المحددة ثقافياً واجتماعياً وتاريخياً والمفروضة على النساء ككل بوصفها جوهرهن الطبيعي وعلى العكس من ذلك، فإن انصار النسوية اما ان يحاولوا نقض الصفات السابقة وتبيان ان النساء يتمتعن بصفات غير هذه الصفات التي يخصهم بها المجتمع البطريركي، واما ان يرفضوا هذا التعريف للانثوي جملة وتفصيلاً ليروا في الانثوي موقعاً اجتماعياً هو ذاك الذي يهشمه النظام البطريركي بدل ان يروا فيه مجموعة من الصفات المحددة اجتماعياً وثقافياً سواء كانت سلبية او ايجابية. وذلك في محاولة للفرار من مخاطر الاعتقاد بوجود جوهر معين، بيولوجي او ثقافي، يسم النساء جميعاً. واخيراً، فإن كلمة Feminism نسوية تشير الى قضية سياسية تتعلق بحرية المرأة الجديدة التي بزغت اواخر الستينيات من القرن العشرين.


    وباختصار، فإنه اذا كان الصراع بين النسويين والمجتمع البطريركي يدور حول نفي الجوهر البيولوجي للنساء، اي حول نقض محاولة المجتمع البطريركي مطابقة الانثوي مع الانثىFeminine مع (Female وتبيان ان الانثوي هو بناء ثقافي واجتماعي ليس معطى طبيعياً، فإن الخلاف بين النسويين انفسهم يدور حول مفهوم الانثوي ذاته (Feminine)، حيث السؤال الاساسي الذي يشق النسويين الى معسكرين كبيرين هو: هل يشكل الانثوي، الذي هو بناء ثقافي، جوهراً ثقافياً للنساء ام ان الامر يدور حول نقد كل جوهر ثابت، سواء كان بيولوجياً ام ثقافياً؟ فاضطهاد النساء، شأنه شأن العنصرية ليس بالضرورة ان يبقى مرتكزاً على البيولوجيا، بل بمقدوره ان يرتكز على الثقافة ما ان يقال ان مجموعة الصفات الثقافية والاجتماعية التي يتميز بها هذا العرق او هذا الجنس ثابتة، تتعدى المراحل التاريخية ولا تخضع للتاريخ. وكما تتحول العنصرية من البيولوجيا الى الثقافة كذلك يتحول التمييز بين الجنسين مثل هذا التحول. وهذا ما يجب الانتباه اليه اشد الانتباه. وهو ما ساحاول الالتفات اليه من خلال السؤال ما النسوية وما الكتابة والنقد النسويين، حيث يتركز الامر الاساسي حول النظر الى الانثوي والانوثة، وما اذا كانت جوهراً بيولوجياً او ثقافياً ثابتاً ام لا، وحيث الاجابة على ذلك هي التي تفصل النسويين عن القيم البطريركية من جهة وعن بعضهم بعضاً من جهة اخرى.


    ما النسوية؟ يمكن فهم النسوية على انها حركة اجتماعية ونظرية تتبادلان التأثير واحدثهما في الاخرى وتعنيان كلتاهما بازدهار النساء وتحررهن. فالنسوية، بمعنى الحركة الاجتماعية، هي ظاهرة اجتماعية تاريخية فحيثما كانت الاوضاع الاجتماعية قامعة للنساء، ولطالما كانت كذلك بالطبع، كان ثمة ايضاً ميول بين النساء للمقاومة، بل ومحاولات لاعادة بناء العالم على نحو مغاير. ففي بعض الازمنة والامكنة تصاعدت هذه الميول لتنضوي في حركات، اي في نسق من الأفعال والممارسات الواعية التي تنظر الى نفسها على أنها قوة موجهة لنقد تلك الاوضاع الاجتماعية وتغييرها. اما النسوية، بمعنى النظرية، فهي منظومات من المفاهيم والافتراضات والتحليلات التي تصف اوضاع النساء وتجاربهن وتقف على اسبابها وتقدم رؤى ووجهات نظر تتعلق بكيفية تحسين هذه الاوضاع أو تغييرها.


    والحق ان من الممكن الكلام على نسويات او نظريات نسوية كثيرة، فهناك من هذه النظريات ما يتجاوز في عدده عدد التيارات الفكرية والسياسية والنقدية التي ترتكز اليها هذه النظريات (كالليبرالية، والماركسية، والوجودية، والماركسية الوجودية، والتحليل النفسي، والماركسية الفريدوية، والبنيوية، والماركسية البينوية، والتفكيك، والتفكيك الماركسي، والمثلية، والزنجية وما بعد الكولونيالية.. الخ).


    وهذا ما شكك بعض النسويين انفسهم في السنوات الاخيرة بامكانية الكلام عن مصطلح محدد ومتسق هو النسوية، لذلك ان تعدد هذه النظريات بخلق انطباعا مفاده الا سبيل الى وضع اليد على مبدأ أو مذهب او منهج او رؤية تشترك بها هذه النظريات جميعا، وبالمقابل، فان ثمة من يقارب الامر بطريقة ترى ان من غير الضروري ان نحدد مذهبا مشتركا بين النسويات المختلفة، او ان نحاول ايجاد مصطلحات لها المعاني ذاتها لديها جميعا. حيث يمكن للمرء أن يتكلم من داخل منطق نسوية معينة ثم يرصد، ومن هناك، ابعاد الائتلاف والاختلاف مع النسويات الاخرى. خاصة ان الحوار المتبادل بينها جميعا قد كان له الى الآن فوائد جمة على الرغم من الاختلاف الجذري الشديد بعض الاحيان.


    وما يمكن ان نلاحظه لدى القيام بمثل هذا الاجراء هو ان نوعا من الاتفاق بين جميع النسويات على ان ثمة ضروبا منتظمة من الظلم وعدم المساواة، عبر التاريخ ولدى جميع الثقافات، تخضع لها النساء، وذلك على الرغم من اختلاف الاسماء والمصطلحات التي تطلق على هذا النوع من اللا مساواة. (سيطرة الرجال ـ الجنسانية ـ اللا مساواة القائمة على الهوية الجنسية ـ التمييز الجنسي ـ الاضطهاد الجنسي ـ الجنسية الغيرية ـ النظام التراتبي القائم على الجنس والهوية الجنسية ـ كراهية النساء المنظمة ـ تشكيل النساء كطبقة مستغلة ـ البطريركية بوصفها ديانة كونية ـ تسيد الرجال.. الخ).


    ما الكتابة النسوية


    ثمة مقولة شائعة هي مقولة «كتابة النساء». وعلى الرغم من انه كان هنالك على الدوام نساء كاتبات، الا ان هذه المقولة لم تعد مقولة ادبية مميزة، وحقل دراسة محترماً، بل وسوقا للنشر مربحة، الا مع النسوية الحديثة، وخاصة مع ظهور النقد الادبي النسوي، غير ان ذلك كله لم يخرج هذه المقولة من كونها محل خلاف شديد، فمن منظور عملي: هل تنتمي جميع النصوص المكتوبة من قبل نساء الى هذه المقولة، لمجرد ان كتابها من جنس النساء؟ ام ان على «كتابة النساء» ان تكون معنية بـ «قضايا النساء»، او حتى ان تكون تسوية كيما تضمها هذه المقولة؟ ومن منظور جمالي: هل هناك ما هو مشترك في كتابة النساء من حيث الثيمات، والاساليب ومختلف الصناعات والتقنيات الاخرى؟ واذا ما كان الامر كذلك، هل يمكن الكلام على جماليات انثوية، او حتى جماليات نسوية مميزة؟ ومن منظور سياسي: الا تؤدي معاملة الكتاب النساء على نحو مستقل ومنفصل عن الثقافة السائدة الى خطر عزل كتابة النساء في جيتو من جنس واحد، الامر الذي قد يدفع الى تجاهلها واضعاف اثرها؟ ومن منظور فلسفي، فان السؤال الخطير هو: هل هناك صفة جوهرية ثابتة ما ـ بيولوجية او ثقافية ـ تحدد كتابة النساء وتميزها، بصرف النظر عن اختلافاتهن الاجتماعية والسياسية، الامر الذي يجعل من مقولة النساء او من مقولة الانوثة جوهرا متعاليا على التاريخ والاجتماع، وهو مما يعكس القول ان «الانوثة ليست انتاجاً بيولوجياً او طبيعيا وليست مسلمة أو بداهة، بل نتاج ثقافي وتاريخي؟


    لقد افترض كثير من النسويين ان مجرد وصف تجارب المرأة النمطية هو فعل نسوي تحرري. واعتقدوا ان التجربة الانثوية هو جوهر الكتابة النسوية والجماليات النسوية والسياسة النسوية، غير ان نسويين اخرين رأوا غير هذا الرأي، فمع ان مثل هذا الامر صحيح من ناحية معينة، اذ ان النظام البطريركي يحاول دوما اسكات المرأة وكبت تجاربها، مما جعل مجرد وضعها محط الانظار استراتيجية هامة ضد البطريركية، الا انه ليس صحيحا من ناحية اخرى، حيث يمكن اظهار تجارب المرأة بطرائق شتى منها ما يكرس دونيتها واضطهادها ومنها ما يفعل عكس ذلك. ذلك ان تجربة المرأة يمكن ان تخضع، حتى من قبل النساء انفسهن، لتفسيرات سياسية متنازعة ولطرائق تناول ادبية متباينة ومتفاوتة، مما يجعل الايمان بأن تجربة الانوثة هي حافز لتحليل نسوي دليل سذاجة وجهل سياسي ونظري وابداعي. فالتجربة المشتركة لا تكفل بالضرورة قيام تصور نظري وحركي مشترك. والنسوية باعتبارها نظرية وحركة اجتماعية واعية لا يمكن ان تكون مجرد انعكاس او نتاج لتجربة النساء. كما ان الكتابة النسوية التي تبقى عند مستوى التجربة هي في خطر من ان تغرق في /أو ان ترتد الى نزعة جوهرانية تحيل الانوثة الى جوهر ثقافي ان لم يكن بيولوجيا.


    ولعل من الضروري، على هذا الاساس، ان نفرق بين ضروب الكتابة و(الفن) التي تنتجها النساء بما يحترم هذه الاعتراضات جميعا ويفرق بين نسوية واخرى، وبين كتابة نسوية واخرى، وبين نقد نسوي واخر. ومن اجل هذا التفريق فاننا ندعو بـ «الكتابة النسائية» او «كتابة النساء» كل كتابة تكتبها امرأة سواء عنيت بقضية المرأة والانوثة والنسوية ام لم تعن، بدءا بروايات عبير المكتوبة من قبل نساء، مرورا ببكائيات النساء وخواطرهن التي قد يعن على بالهن تسميتها قصصا وروايات وصولا الى اروع الاعمال الابداعية سواء على صعيد اشكالها او مضامينها. وهذا يعني ان الكتابة الانثوية التي تركز على التجارب النمطية للنساء وكذلك الكتابة النسوية يمكن ان تكون «كتابة نساء» (وهي كذلك في اغلب الاحيان لان غالبية من يكتبون كتابات انثوية او نسوية هم من النساء) لكن العكس ليس صحيحا بالضرورة اي ان كتابة النساء قد لا تكون انثوية ولا نسوية. كما ندعو «كتابة انثوية» كل كتابة ترتكز على وصف وتناول التجارب النموذجية للمرأة، او كل كتابة همشها وقمعها واسكتها النظام الاجتماعي ـ اللغوي السائد مما يتعلق بتجربة الانوثة. ومعنى هذا ان الكتابة الانثوية قد تكون نسوية وقد لا تكون. وذلك لاننا نميز «الكتابة النسوية» بأنها كل كتابة تتخذ موقفا واضحا ضد البطريركية والتمييز الجنسي، لا على مستوى الوعي والمضامين وحسب، وإنما على مستوى تثوير الاشكال والادوات الفنية ايضا، فهذه الاشكال والادوات هي عدة الادب والفن في السبر والاستكشاف والارتقاء بالمضامين.


    ما النقد النسوي؟ ما النظرية الادبية النسوية؟ ظهرت النظرية الادبية النسوية، باسمها هذا، من تداخل حركتين متزامنتين انما منفصلتين. اولاهما حركة النساء التي عمت معظم ارجاء العالم في ستينيات القرن العشرين، وثانيتهما هي الحركة المعروفة باسم «ما بعد البنيوية» ويمكن القول، بوجه عام، ان هذه النظرية الادبية هي شكل نقدي من اشكال المعرفة يحلل الاشكال والممارسات الادبية وخطابات النقد الادبي والنظرية الادبية من حيث الدور الذي تلعبه في تعزيز او تفكيك التراتيبات القائمة على اساس الجنس والهوية الجنسية، وربما في علاقة كل ذلك بالطبقة والعرق والقومية.. غير ان هذه النظرية لم تنتشر الا في الثمانينيات من القرن العشرين، اما قبل ذلك فكانت تدعى بالنقد الادبي النسوي. ويمكن التفريق بين الاثنين بالقول ان النقد الادبي النسوي هو ممارسة بحثية تعنى بالتحليل الدقيق والمحكم للنصوص الادبية من وجهة نظر نسوية، في حين ان النظرية الادبية النسوية تتجاوز ذلك الى المكنونات السياسية والفلسفية التي ينطوي عليها كل خطاب من حيث موقفه من قضية المرأة وتحررها، بما في ذلك مراجعتها لمفهوم الادب ذاته.


    ولقد مر النقد النسوي بمراحل متتالية ومتداخلة. ففي بداياته ركز هذاالنقد على الكشف عن كراهية النساء في الممارسات الادبية. ورصد الصورة المتكررة للنساء في الادب بوصفهن ملائكة او مسوخ شيطانية، الامر الذي انطوى على اساءة ادبية للنساء في ادب الذكور الكلاسيكي والشعبي على حد سواء، فضلا عما كان قائما من استبعاد النساء من التاريخ الادبي. ومن الكتب الاساسية في هذه المرحلة كتاب كيت ميليت «السياسات الجنسية» 1970.


    اما المرحلة الثانية، فكان عنوانها الاساسي هو اكتشاف ان للنساء ادبهن الخاص المترابط تاريخيا وانشائيا، بالاضافة الى اهميته الفنية، ولقد ادى التركيز على كتابة النساء كميدان خاص للبحث الى استعادة واسعة واعادة قراءة للأدب الذي وضعته نساء من مختلف القوميات ومن مختلف الفترات التاريخية بغية الكشف عن الاستمرارية والتماثل في كتابة النساء. وهكذا ومنذ عام 1979 توسعت هذه الدراسات، حتى غدونا امام سرد من التاريخ الادبي النسائي الذي يصف المراحل التطورية لكتابة النساء خلال اكثر من ثلاثة قرون، من مرحلة التقليد مرورا بمرحلة الاحتجاج وصولا الى تجديد الذات. وقد حاول هذا السرد ان يحدد الروابط التي تربط ادب النساء على اختلاف المراحل التاريخية وعلى اختلاف الاوطان، سواء من خلال الصور المتكررة او الافكار او الحبكات، مما قيل انه ينشأ جميعا عن التجربة الانثوية الاجتماعية والنفسية والجمالية في الثقافات التي يحكمها الذكور.


    ومن اهم الكتب في هذه الفترة كتاب «أدبهن الخاص» 1977 لإيلين شوولتر، وكتاب «المجنونة في العلبة» 1979 لساندر جيلر وسوزان جوبار. ففي كتابها «ادبهن الخاص»، حاولت ايلين شوولتر، ومن منطلق ليبرالي انسانوي، ان تعيد بناء نوع من التراث او التقليد في ادب النساء. وفي مقالتها «نحو شعرية انثوية» 1981 دافعت عن مصطلح الـ gynocritics، ومعناه دراسة كتابة النساء وابداعهن من منظور التجربة والثقافة الانثويتين، واعتبار ذلك بمثابة الاساس للنقد النسوي.


    غير ان الانتقادات سرعان ما ظهرت وهذا ما شكل المرحلة الثالثة من النقد والنظرية النسويتين. ويمكن القول بأن الانتقادات التي وجهت لايلين شوولتر خاصة قد جاءت من ثلاثة مصادر، اولها هو الناقدات النسويات الماركسيات. وثانيها هو الناقدات ما بعد البنيويات، وثالثها هو الناقدات الزنجيات. ولقد فرض هذا النقد اعادة تقويم كبرى للميراث النسوي للسبعينيات وللإنسانوية الليبرالية التي شكلت اساسا له. ويمكن تلخيص هذا النقد بالقول بضرورة دراسة الروابط بين الهوية الجنسية وعلم الاجتماع والادب بدلا من التركيز الحصري على كتابة النساء والمخاطرة بخلق غيتو نسائي. ذلك ان اقامة النقد النسوي على كتابة النساء فيه مخاطرة بتعزيز قناعة مفادها ان للمرأة هوية جوهرية قائمة على تجربتها وتتعالى على اختلافات الثقافة والعرق والطبقة.. الخ. ومن الناقدات المهمات في هذه المرحلة ثمة ميرا جيلان، ولوسي ايرجاري، وجوليا كريستيفا، وهيلين سيكسو، وتوريل موي، فضلا عما برز منذ اواخر الثمانينيات من النقد النسوي ما بعد الكولونيالي (غاياتاري سبيفاك خاصة) الذي ينظر في علاقة الامبريالية بقضية النساء، والنقد النسوي المثلي (ايف سيدجويك، مثلا).


    ومن الواضح هنا ايضا ان الذي ميز بين الناقدات النسويات، بالاضافة الى اختلاف مناهجهن ومنطلقاتهن، هو الخلاف على «الانوثة» وما اذا كانت جوهرا ثقافيا ثابتا، سواءاً كان سلبيا ام ايجابيا فالناقدات الجديدات رأين ان على النقد النسوي ألا يكتفي بمجرد الاهتمام بالهوية الجنسية وتجربة الانوثة في الادب. ذلك ان مهمة الناقدات النسويات وواضعات النظرية النسوية هي الكشف عن الآلية التي تتم بها هيمنة الرجال على النساء، وعن الآلية التي تتشكل بها الايديولوجيا البطريركية وعلاقتها بمفهوم القوة والسلطة. ولذا يكون النقد النسوي نوعا خاصا من الخطاب السياسي، هو تطبيق نقدي ونظري يلتزم بالصراع ضد البطريركية والتمييز الجنسي، وليس مجرد اهتمام بالأنوثة. وعلى هذا الاساس فإن مجرد كون الناقد انثى لا يضمن استخدام المنهج النسوي. فاختيار الكثير من الناقدات ان يكتبن عن الكاتبات هو اختيار سياسي حاسم ولا شك غير انه ليس تعريفا للنقد النسوي. فوحدة هذا الاخير لا تتحقق من خلال موضوعه، وإنما من خلال وجهة نظره السياسية.


    والحق ان وجهة النظر السابقة هي وجهة نظر النسويات الماركسيات بصورة اساسية اما الناقدات ما بعد البنيويات، وخاصة كريستيفا، فقد مضين بتفكيك مفهوم «الانوثة» الى الحد الذي يمكن ان يهدد بمحو الذات، ويهدد تاليا قيام اي تضامن بين الذوات النسائية. وهكذا فإن الامر الاساسي في النسوية، وفي الادب والنقد النسويين، يمضي من رفض مفهوم الانوثة بوصفه جوهرا بيولوجيا الى تكريس مفهوم الانوثة بوصفه جوهرا ثقافيا، الى رفض هذا الجوهر وتفكيكه، الى الاختلاف على الحد الذي ينبغي ان يصل اليه هذا التفكيك، مما يؤثر في جميع الاحوال على سياسات الحركة النسوية واستراتيجياتها اشد التأثير.








                  

06-28-2002, 01:52 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: أبنوسة)

    شكرا ابنوسة

    الى اى مدى يمكن ان نتحدث عن حركة نسوية وفكر نسوى فى السودان ؟

    عادل
                  

09-14-2002, 10:51 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: Abdel Aati)

    الأستاذ عادل
    لك الشكر على طرح السؤال, وعفوا إن أجبتك كأ بو التي تي (صدى الصوت) ورددت السؤال للجميع....إلى متى غياب العمل الفكري السوداني (هكذا دون نوع بيلوجي) تخيل أخي أنني منذ زمن بعيد جدا لم أقرأ عمل سوداني يستحق أن يندرج تحت هذا النوع، رغم أن هناك عددا كبير ممن يلجون إلى المحافل ويسبقهم لقب "المفكر" ه

    هل عقمت حواء السودانية من أن تلد فكرا أو مفكرا؟؟؟؟؟


    الأخت سوما
    قرأتك....في أحد المواقع منذ فترة,وهأنذا أسعد بكي في الحوش الكبير. نأمل في المزيد من أعمالك
    عفوا رأيت أن أعزمك في بوستي وأرحب بك هنا
    ولي عودا
                  

09-14-2002, 11:49 PM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: أبنوسة)

    انطولوجيا إيلاف الشعرية: (4) دنيا ميخائيل


    السبت 14 سبتمبر 2002 03:02


    ولدت دنيا ميخائيل في بغداد سنة 1965 حصلت على بكالوريوس أدب انكليزي من جامعة بغداد ، كلية الآداب، وماجستير آداب شرقية من جامعة " وين ستيت" الأمريكية. تعيش حاليا في ولاية ميشغان حيث تدرّس لغة عربية في مدرسة ابتدائية. نالت جائزة حقوق الانسان في حرية الكتابة من الأمم المتحدة ، 2001 .



    أعمالها المنشورة: "مزامير الغياب" (دار الأديب البغدادية ، بغداد ، 1993)، "يوميات موجة خارج البحر" (دار الشؤون الثقافية، بغداد، 1995 ). هناك طبعة ثانية، صدرت عن دار عشتار (القاهرة ، 2000)، "على وشك الموسيقى" (دار نقوش عربية، تونس، 1997) و"الحرب تعمل بجد" (دار المدى، دمشق، 2001)..



    أسعى الى الشعر البارد



    من الصعب عليَّ أن أدرك ما هو الشعر بالضبط، لكني أعرفهُ قريبا الي كنفسي، جوهرياً كالماء، صديقاً افتقده دائماً، بيتاً ألجأ اليه واهتم بتأثيثه وتجديده. بالنسبة لشكله، هو خلية أميبية لا شكل معين لها. اما بالنسبة للمضمون فكل شيء يصلح للشعر اذا توفرت المهارة. بقدر تعلق الأمر بي، لا يدعو شعري الى تغيير العالم ولا يحلم بالخلاص مثلاً ولا ينطق باسم الجماعة ولا يحمل نفسه مشاق العمل على ابتكار جمل غامضة او كلمات عسيرة الفهم. تشتغل قصائدي بعفوية واعية غير سائبة، على نحو واقعي الى حد ما بالاعتماد على أفكار ولكن ليس على ايديولوجيات. المفارقة هي احدى أهم علامات اسلوبي في الكتابة وهي احدى أسرار تحقيق اللذة كذلك.
    في كل الأحوال، تسعى قصائدي لأن تبدو "باردة" في أقسى المواقف مكتسبةَ سخونة داخلية أو توتراً داخلياً مثل أحشاء سمكة قبل الصيد بثانية. في نهاية الأمر، الشعر مسألة تجريبية تماماً، فكل قصيدة هي روح جديدة نحاول أن نمنحها الحياة لأول ولأخر مرة.



    ربةُ الأشياء الجامدة

    (خاصة بإيلاف لم تنشر من قبل)



    الآن في ساعةِ موتِكَ
    دعني أجيءُ إليك
    أنا ربةُ الأشياء الجامدة
    دعني أجيءُ إليك
    الآن

    ها أنذا :
    الدراهمُ التي طالما عملتَ من أجلها
    الشهادات
    نظاراتك الطبيةُ
    أحجارُ بيتك القرمزيةُ
    الكتبُ
    أوراقُ التأمين
    بطاقات الهويةِ
    البوصلةُ
    حقيبتك الجلديةُ
    الأثاثُ الخشبيُ
    الحاسبةُ الأليةُ
    دفتر المذكراتِ
    تلك الشمعة المنطفئةُ
    في الزاوية البعيدةُ
    المظلةُ
    والدبابيسُ
    وكل الأشياء الجامدةْ
    أجيءُ إليك الآن
    في ساعةِ موتِكَ.



    الحرب تعمل بجد



    كم هي مجدّةٌ الحرب
    ونشطة
    وبارعة‍‍‍!
    منذ الصباح الباكر
    تبعثُ سيارات إسعاف
    إلى مختلف الأمكنة
    تؤرجح جثثاً في الهواء
    تزحلق نقالات إلى الجرحى
    تستدعي مطراً من عيون الأمهات
    تحفُر في التراب
    تُخرج أشياء كثيرة
    من تحت الأنقاض
    أشياء جامدة براقة
    وأخرى باهتة ما زالت تنبض
    تأتي بالمزيد من الأسئلة
    إلى أذهان الأطفال
    تسلّي الآلهة بإطلاق صواريخ
    وألعاب نارية في السماء
    تزرعُ الألغامَ في الحقول
    تحصدُ ثقوباً وفقاعات
    تدفعُ عوائلَ إلى الهجرة
    تقفُ مع رجال الدين
    وهم يشتمون الشيطان
    (المسكين يدهُ مازالت في النار تؤلمهُ)
    الحربُ تواصلُ عملها صباح مساء
    تُلهمُ طغاةً لإلقاء خطب طويلة
    تمنحُ الجنرالات أوسمةً
    والشعراءَ موضوعاً للكتابة
    تساهمُ في صناعة الأطراف الإصطناعية
    توّفُر طعاماً للذباب
    تضيفُ صفحات إلى كتاب التاريخ
    تحققُ المساواة بين القاتل والقتيل
    تعلّمُ العشاقَ كتابة الرسائل
    تدرّبُ الفتيات على الانتظار
    تملاٌ الجرائد بالمواضيع والصور
    تشيّدُ دوراً جديدة لليتامى
    تنشّطُ صانعي التوابيت
    تربتُ على أكتاف حفاري القبور
    ترسمُ ابتسامةً على وجه القائد
    إنها تعملُ بجد لا مثيل له
    ومع هذا لا أحد يمتدحها بكلمة .



    بابا نويل



    بلحيتهِ الطويلة كالحرب
    وبزته الحمراء كالتاريخ
    وقف بابا نويل مبتسماً
    وسألني أن أطلب شيئاً
    أنتِ فتاةٌ طيبة ، قال
    لذلك تستحقين لعبة
    ثم أعطاني شيئاً يشبه الشعر
    ولأنني ترددتُ ...
    طمأنني: لا تخافي يا صغيرتي
    أنا بابا نويل
    أوزعُ الجمالات للأطفال
    ألم تريني من قبل
    قلتُ: ولكن بابا نويل الذي أعرف
    يرتدي بدلة عسكرية
    ويوزع علينا كل عام
    سيوفاً حمراً
    ودمىً للأيتام
    وأطرافاً اصطناعية
    وصوراً للغائبين
    نعلّقها على الجدران.



    الطائرة



    بعد ساعة من التأجيل
    أقلعت الطائرة بركابها المشغولين
    المضيفةُ لن تبتسم
    الطالبُ لن يقرأ الرسالة
    الممثلة لن تقوم بدور الأميرة
    رجل الأعمال لن يحضر الاجتماع
    الزوجُ لن يرى زوجته
    المدرسّةُ لن تضع نظاراتها
    خريجة الجامعة لن تتسلم عملها الجديد
    العاشقُ لن يحتفل بعيد ميلادها
    المحامي لن يدافع عن الموّكل
    المتقاعدُ لن يكون هناك
    الطفلةُ لن تسأل المزيد من الأسئلة
    الطائرة لن تحط.



    ضمائر منفصلة



    هو يلعبُ قطاراً
    هي تلعب صفارة
    هم يرحلون
    ....
    هو يلعبُ حبلاً
    هي تلعبُ شجرة
    هم يتأرجحون
    ....
    هو يلعبُ حلماً
    هي تلعبُ ريشاً
    هم يطيرون
    ....
    هو يلعبُ قائداً
    هي تلعبُ شعباً
    هم يعلنون الحرب.



    [email protected]
                  

09-18-2002, 09:56 PM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: أبنوسة)

    الريادة المنسيّة - نبيل سليمان



    بوسع المرء اليوم أن يقع علي قدر أكبر فأكبر حول المساهمة الريادية للمرأة في سوريا، في كتابة القصة أو الرواية، أو في الصحافة والنشاط الاجتماعي والفنون، ما عدا الشعر.
    فمنذ سامي الدهان وسامي الكيالي ومحمد صبحي الأشتر إلي محي الدين صبحي ونعيم اليافي وأقرانهم من المتقدمين جيلاً فجيلاً في دراسة الشعر في سوريا، إلي أحمد بسام ساعي ودريد يحيي الخواجة ومحمد جمال باروت وخليل الموسي ووفيق خنسة ومصطفي خضر وعبد الكريم الناعم وسعد الدين كليب وخالد زغريت وأقرانهم من المحدثين، تغيب الشاعرة ــ من الرائدات ومن المعاصرات ــ عن أعمالهم الأكاديمية وغير الأكاديمية، إلا إشارات عابرة في أقل القليل من المدونة العتيدة. ولئن كان ذلك يتعلق أيضاً بدعوي افتقاد البصمة الخاصة، فهو لا يبرره، سواء لجهة التوثيق، أو لجهة شمول كثير من أعمال المذكورين جميعاً لشعراء عبروا بلا بصمة خاصة في فترة أو أخري.
    ومن اللافت أولاً أن أغلب الشاعرات الرائدات قد ولدن بين الحربين العالميتين الأولي والثانية. ومن اللافت ثانياً أن أغلبهن قد تأخرن في نشر المجموعة الأولي حتي ستينيات القرن الماضي، بعد أن كان الشعر الحديث قد قطع شوطه الحاسم، فتعقدت حد الاستحالة فسحة ريادة الشاعرات ومواكبتهن للمشهد الشعري، ولعل في ذلك تعلة أخري لنسيان وتناسي الدارسين.
    فالمجموعة الأولي لفاطمة بديوي ولدت عام 1929 وهي أغاريد الطفولة ظهرت عام 1961، والمجموعة الأولي لسنية صالح ولدت عام 1935 وهي الزمان الضيق ظهرت عام 1964، والمجموعة الأولي لمهاة فرح الخوري ولدت عام 1930 وهي وكان مساء ظهرت عام 1965، والمجموعة الأولي لعفيفة الحصني ولدت عام 1918 وهي وفاء ظهرت عام 1966.
    ومن هذا الجيل من تأخرت مجموعتها الأولي حتي سبعينيات القرن الماضي، مثل هدي النعماني ولدت عام 1930 وعنوان المجموعة إليك وقد ظهرت عام 1970. وفي العام نفسه ظهرت باكورة ناديا نصار ولدت عام 1934 بعنوان (وجدٌ تعري)، وباكورة نبيهة حداد (أزهار ليلك)، كما ظهرت باكورة هند هارون (ولدت عام 1928 بعنوان (سارقة المعبد) عام 1977، وباكورة فاطمة حداد ولدت عام 1925 بعنوان (صديقي) عام 1976، وباكورة ناديا الغزي ولدت عام 1935 بعنوان (هديل) عام 1979.
    وإذا كانت سنية صالح قد انفردت من بين هذا الرعيل بكتابة قصيدة النثر، فثمة أيضاً عزيزة هارون التي ظل شعرها مبثوثاُ في الدوريات، ومنها (الصباح ـ أصداء ـ الأديب ـ الآداب)، وقد جمعت عفيفة الحصني بعض هذا الشعر المنسي في ما سمته (ديوان عزيزة هارون ـ 1992). ويردد بعض العارفين أن غُرَرَ غزليات بدوي الجبل كانت في الشاعرة عزيزة هارون، وأن الشقرة ـ حيث حضرت في تلك الغزليات ـ تعنيها، ومن ذلك قوله:

    في مقلتيكِ سماواتٌ يهدهدها
    من أشقر النور أصفاه وأحلاهُ
    قلبي ـ وللشقرة المغناج ـ لهفته
    ليت الحنين الذي أضناه أفناه
    مدلّهٌ فيكِ ما فجرٌ ونجمته!
    مولّهٌ فيكِ ما قيسٌ وليلاهُ!

    ولعله يكفي في هذا المقام للذاكرة وللنسيان معاً ـ وبانتظار من يستوفي ويدقق ويدرس ـ أن يشار، من بعد إفراد تجربة سنية صالح، إلي أن أغلب شعر أولاء الشاعرات قد طُبع بما طبع أغلب شعر الشعراء، من الكتابة الخليلية إلي كتابة التفعيلة، ومن ظلال رومانسية جماعة أبولو ومدرسة الديوان، مع توفّر خصوصية ما لدي بعضهن، ومن ذلك مثلاً قصيدة (غير أني) لفاطمة حداد، والتي بنتها مقطعات تنتهي ببيت سيكون لازمة القصيدة، فنقرأ من المتن:

    من طيب خمركَ من لهيبكَ ثورتي ومشاعري
    من عذب لحنكَ من سناكَ قصائدي وخواطري
    ثم نقرأ لازمةً بعد لازمة في نهاية مقطوعة بعد مقطوعة:
    ہ لا شيء غيركَ في حياتي
    غير أني أكرهك
    ہ بهواك أستعر ارتعاشاً
    غير أني أكرهك
    ہ لا لست أدري كيف أكره
    غير أني أكرهك.

    وفي اللفحة الصوفية والتصعيدية الأليفة نقرأ للشاعرة نفسها:

    وما رأيتُ حبيباً يستحق هوي
    ولا رأيتُ الهوي في الخلق يكتملُ
    حتي سموتُ بحب الله خالصةً
    وكل حبٍ لغير الله منخذلُ

    وفي شعر هند هارون مثل هذه الالتماعات، كقولها:

    وتقول: إني في هواكَ وفي مغاني الحب طفلهْ
    ظللتني برحاب قلبكَ فاسترحتُ عشقتُ ظلَّهْ
    ترك الربيع علي ثيابي الزهرِ خضرتَهُ وطلّهْ
    وكقولها في سر الإبداع:
    وأسأل نفسي بكل اللغات
    عن السر يكشف عندي حجابه
    ويبقي السؤال علامة غيب
    وأجهل أعرف تلك الإجابة

    وممّا يلفت لدي هاتين الشاعرتين ولدي الأخريات أن مثل هذه الالتماعات ـ علي ندرتها ـ لا تكاد تأتي فيما كتبن من شعر التفعيلة، علي الرغم من أن منهنّ من ظلت تكتب الشعر حتي وفاتها (عزيزة هارون وهند هارون وفاطمة حداد..) بمواكبة انعطافات الشعر العربي الحديث خلال القرن الماضي، بينما مالت الدراسات أو الترجمة ببعضهن عن الشعر (مهاة فرح الخوري وناديا الغزي..). وعلي أية حال، ومها يكن نصيب الجميع من الريادة الشعرية، متواضعاً، فمن حقهنّ علي الدرس ألاّ تُترك تجربتهن للنسيان.

    جريدة (الزمان) العدد 1316 التاريخ 2002 - 9 -19


    aymk
                  

04-04-2003, 08:46 AM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: zumrawi)

    الأخت الجندرية
    مع عاطر التحايا

    الأخ زمراوي

    شكرا للإضافة
    وكما وعدتك سأسعى جاهدة للحصول على ما تريد

    =========================================================

    دفاعا عن التاريخ الأدبي النسوي محاولة للابتعاد عن منطقة الذكورة‏




    دمشق‏
    تشرين الاسبوعي‏
    ثقافة‏
    الثلاثاء 6كانون الثاني 2002 ‏
    سلمى سلمان‏


    بما أن المكتبة العربية تفتقر لاي كتاب يؤرخ للادب النسوي العربي، او حتى يدافع عنه من وجهة النظر الانثوية. وكذلك الحال بالنسبة للمكتبة العالمية ايضا، فإن ماتمتلكه من كتب بهذا الخصوص ليس بالكثير، من هنا كان الاهتمام بهذا الكتاب الذي بين أيدينا «دفاعا عن التاريخ الادبي النسوي» فهو كما تقول كاتبته (جانيت تود) البريطانية التي درست وعاشت لوقت طويل في الولايات المتحدة الامريكية، ومن ثم عادت الى بلادها لتمارس الكتابة تقول عن كتابها بأنه:‏

    «دفاعا عن محاولات النقد الاجتماعي ـ التاريخي المبكرة، وليس مدخلا للنقد النسوي، الذي اصبح تجربة نسوية، وليس مجرد شرط يمكن ان يندرج تحت «دراسات النوع» او يتم تبديله في الوقت المناسب بتحقيق للذكورة».‏

    الكتاب يبدأ بأوائل السبعينيات، ويركز كبداية على الكاتبة (شو والتر) بوصفها كاتبة متفاعلة بصورة كبيرة، فهي التي وصفت الادب النسائي بالتقليدي في الرواية الانكليزية، وبينت تشابه تطور ذلك التقليد مع تطور اي جماعة فرعية ادبية. فطالما اعتبرت النساء بصفة عامة «كائنات ملونة اجتماعيا» يتبعن الطبقات الاجتماعية واساليب الحياة وثقافة اقاربهن الرجال، ومع ذلك يمكن القول: « بأن النساء انفسهن قد كوّن جماعة عرقية داخل اطار مجتمع اكبر».‏

    ويركز كتاب «دفاعا عن التاريخ الادبي النسوي» على النصوص القليلة التي استقبلت على نطاق واسع في الولايات المتحدة الامريكية ذات اللغة الاحادية، لانها مترجمة عن الفرنسية.‏

    ومما لاشك فيه، ان تعلم النقد التاريخي الامريكي فقد كثيرا من خصومه، وحان الوقت لقلب التاريخ على التحليل النفسي، لتأريخ خطابه واساليبه واهدافه، ولتأطير وظيفته في التاريخ، الذي يود تجريده ليبين استبعاده في التاريخ.




    فعندما تحدثت عن المذاهب السياسية والادبية القائمة على الانحياز للرجل، كانت قد ربطت الحقبة الاولى من النقد النسوي، بالحقبة الاولى من الحركة النسوية الامريكية الحديثة في اواخر الستينيات من القرن العشرين فأظهرت أن:‏

    المشكلة ليست مجرد سلطة ذكورية فقط، لكن ايضا استجابة المرأة لذلك. وأعطت مثالا لاشهر امات الكتب المتعلقة بالنقد النسوي الاميركي للكاتبة الامريكية كات ميليت ، بالرغم من انه عامي اللهجة، لكن تم الاعتراف به اكاديميا، لانه اتخذ العديد من الاعمال النقدية بشكل تواريخ حياة مفصلة تقدما في ضوء العمل النقدي، مثل السير الذاتية المعتمدة على المنهجية. لقد كان التفهم وعيا للسياسة بداخل الادب.‏

    لقد بين ان: قسوة الادب ظهرت بشدة في التفرقة الاجتماعية، فالتحقير من شأن المرأة في الادب كان شبيها بتحقير المرأة في الطرقات، لقد تفشى الاغتصاب في الادب والحياة، وكان التأثير في كلا الاتجاهين. ولقد تم فيما بعد، اكتشاف جوهر الادب الامريكي في كفاح الرجل، من اجل الوحدة والفن خاصة ضد المرأة ككل، والمرأة الكاتبة بشكل خاص.‏

    وعلى الجانب الآخر، فإن الكتابة النسائية وجدت صعوبة في ايجاد جمهور من النقاد على الاطلاق، فقد اعتبرت الكاتبات انهن يمثلن جزء دلالات رمزية منعزلة متوافرة لكاتب واحد، يستطيع فك رموزها. لقد اصبح من المطلوب اعادة قراءة برؤية جديدة للتراث الادبي الامريكي بأكمله، سواء الذكوري او النسوي في الفصل الثاني من الكتاب تتحدث الكاتبة عن: التوحيد ورد الفعل.‏

    ويأتي القلق كصفة اولى، فيظهر النقد النسوي الامريكي عبارة عن استجابة بسيطة للادب في البلدان، حيث يعتمد التحليل الاجتماعي السياسي غالبا على التقاليد الفكرية المعقدة... ومن ثم الكراهية بين الناقدات النساء انفسهن بما يختلفن عليه من آراء ومواقف، وتأتي التفكيكية من خلال الاختلاف، والاختلاف مفتوح النهاية من جميع الاطراف الاخرى.‏

    أما الجدل باستخدام الاستعارة من النصوص التي يعمل عليها العديد من النقاد النسويين، او اللجوء الى المختارات، سواء كانت نماذج للكتابة نسائية او للمقالات النقدية النسوية، فتلك صفتان مهمتان ايضا الفصل الثالث افردته الكاتبة: للنظرية الفرنسية، التي اجبر النقد النسوي الأمريكي بأواخر السبعينيات على دراسة تحدي هذه النظرية والتي كانت تنمو في لامبالاة كاملة للمشروع الامريكي. صحيح ان الحركتين: الفرنسية والامريكية للنقد النسوي تتداخلان وتمتزجان الى حد كبير، لكن يوجد بعض الاختلاف في التواريخ، وفي الخطاب، والافتراضات واضحة.‏

    كما يوجد الشك الامريكي الذي يعتبر: النظرية الجديدة في النقد غير ضرورية، وانها في الواقع معرقلة، وتعمية للمرأة، بينما لغتها تبدو وكأنها ثرثرة ضجيجية.‏

    الفصل الرابع كان عن:‏

    المواجهات والمصالحات بين المفهومين، فشرحت: الهجوم المباشر على النوع الامريكي للنقد التاريخي من نقطة البدء للنظرية ذات الالهام الفرنسي، وركزت الكاتبة على العديد من الناقدات اللواتي تشكل اعمالهن اكثر الدراسات النظرية اهمية... وانتهت الى الصور والتساؤلات حول:‏

    انه مااذا كان هناك طريق للابتعاد عن الرومانسية العائلية، بدون حركة نسوية جوهرية معينة، تحوّل الرجال الى امهاتنا بدون علم يتعين عليه اسكات لسان الام بصورة مطلقة، اتوجد طريقة للكتابة بدون تحنيط الماضي، بدون ابعاد الجسد الانثوي، بدون قتل النساء الاخريات، باسم نقاد المعرفة؟!! والجواب: اظن انه توجد طريقة ...‏

    الفصل الخامس كان عن:‏

    الاتجاهات والايديولوجيا، حيث الثانية تظل ادوات ذات اهمية لاتقدر بالنسبة للتحليل النسوي. اما النقد النسوي البريطاني، فإنه من الصعب التحدث عنه بمعزل عن الاشتراكية، فقد كان دائما لدى الحركة النسوية البريطانية صلة غير امريكية، بالماركسية والسياسة واليسار، فقد التزمت بالجهود الجمعية، واصرت على مشاركة النقد النسوي في حركة النقد الاوسع في المجتمع.‏

    فقد كان عدد الكاتبات قليلاً بالنسبة لعدد النساء ككل، وكن ينتمين بصورة اساسية الى الطبقة العليا والمتوسطة... واتسع الادب ليشمل الثقافة الشعبية، ولم يكن في الامكان تجاهل فن العامة، ولا ابعاده، لكن النوع الادبي الذي ابعدت عنه المرأة بصورة خاصة هو: حكايات التاريخ. والذي تدخله الآن باعتبارها موضوعا للدراسة، وكذلك باعتبارها كاتبة. لكن في السنوات الاخيرة هناك مهاجمة لاي فكرة، يصفها الخطاب بأنها تاريخية ـ او ادبية.‏

    يمكنها الدلالة على الواقع. وتكون النتيجة مثيرة للمشكلات لكل من التاريخ وللعلاقة بين الادب والتاريخ، ودراسة النوع الادبي ضروري، باعتباره نظاما للتوقعات والافتراضات التاريخية والادبية، لان الانواع الادبية كانت محتقرة باعتبارها شعبية او نسائية فأن يتم تنويرها لكسر «ارستقراطية الخطاب» .‏

    الفصل السادس خصص لقراءات في ولستونكرافت:‏

    الناقدة التي تؤكد النوع لاحداث تأثير مختلف، فهي تصر على: العثور على المرأة في الوقت المناسب، وفي احداث غير مستقرة، وفي الابتعاد عن حقوق المرأة، ليس لانه يعطي فكرة خاطئة، ولكنه فشل باتخاذ اجراءات صريحة.‏

    أما الرجل في النقد النسوي فقد افرد له الفصل السابع، وخلصت الباحثة الى وجهة النظر التي تقول: انه ليس الوقت المناسب للانغلاق على الحركة النسوية، برغم رغبة بعض الرجال والنساء للانتهاء من الموضوع، او لتترك بعيدا عن النساء باعتبارهن كيانات جسدية.‏

    أما المرأة بالنسبة للرجل فهو المشروع الذي يخدم نسائية جديدة التأنيث باعتباره شرطا او فهما وباعتبار ان الرجل يكتب هذا المشروع غالبا... وشرحت بأن:‏

    أكثر العمل الذي الهمته الدراسات النسوية تم في منطقة التذكير، فأكثر التطورات في دراسة التذكير لدى النقد النسوي ذاته، هي الضغط البريطاني المهيمن على الوعي بالذات، من النوع الذي وضع وجاهة التذكير في ثقافتنا بداخل اطار الحركة النسوية، الهمت الكاتب بوعي قلق عن نفسه كرجل. فالرجال هنا يتحدثون من منطلق ذكوريتهم. وتنتهي الكاتبة الى أنه:‏

    يمكن للنساء والرجال ان يتشاجروا بابداع، ويمكننا اتخاذ الاسلوب التاريخي كقاعدة، والآخر كتعليق موسمي، دراسة نقدية، وليست مجاملة. يمكننا كقراء قراءة انفسنا ثم الاستماع.‏

    فلم نصل بعد الى اللحظة التي تمكننا من تعميم اعمال النساء، لانه لايوجد تعميم يمكن تقديره، لايقوم على تأويل سليم للحالات الفردية.‏

    هذا التأويل يمكننا من معرفة ماهو مشترك بيننا وبين النساء اللواتي اتبعن طريقتنا المختارة قبلنا، فمن الضروري معرفة ما ليس مشتركا بيننا مثل: الضغوط المختلفة والراحة الغريبة.‏
                  

04-04-2003, 09:02 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: أبنوسة)

    العزيزة
    ابنوسة
    هذا البوست كان من البوستات التي قرأتها قبل انضمامي للبورد
    وكانت من محفزاتي للاشتراك في هكذا بورد يضم امثالك من الجادين/ات
    ايضاً اعتمده مرجعاً في العديد من البوستات التي انزلتها
    لك تقديري العميق على ما تتحفينا به من ثمين القول
    وتحياتي لاسرتك
                  

04-04-2003, 10:39 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: الجندرية)

    ابنوسة ؛ الجندرية ؛ والجميع

    السلام جاكم

    وصلتني مساهمة قيمة؛ عن الكتابة النسوية ؛ موسومة بعنوان
    الكتابة النسوية : حرية ام رقصا بالقيد ؛ للباحثة هادية محمد حسب الله ؛ سوف انزلها غدا كاملة ؛ فترقبوها

    عادل
                  

04-05-2003, 06:08 PM

bent-elassied
<abent-elassied
تاريخ التسجيل: 03-10-2003
مجموع المشاركات: 659

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: أبنوسة)

    الاخت ابنوسه

    لك التحيه و الاحترام , انا من النساء المتضامنات مع قضايا المراه
    ليس من مفهوم النسويه, لاكن من منظور وضع المراه في المجتمع, و هذا يحتاج الي تغير في الفهم و الادوار بالنسبه لمراه و الرجل, وهذا بما يعرف بالجندر.
    قد لا اوافق الراي بان الجندريه تعني بالمراه فقط , و ايضا ان هناك ادب نسوي و ادب غير نسوي, في راي ان الابداع البشري لايصنف بهذا النحو من المعروف ان المراه لم تجد السند الثفافي , الاجتماعي مثل الرجل عبر التاريخ, لذلك المراه تحتاج الي زمن و جراءه.
    , و الفلسفات القديمه لم تهتم بها مثل الشيوعيه, الحركات التحرريه , و اخيرا الحركه الجمهوريه في السودان

    اذكرعند قراتي الاولي لغاده السمان , اذهلتي في تقدم المراه من حيز التعبير , لكن احلام مستغانمي كسرت حاجز ان المراه يمكنها الكتابه عن الرجل بنفس احاسيس الرجل , دون ان تضع ان الكاتب امراه,بنقس مستوي تعبير المراه عن نفسها.

    اليوم بعض الاخوات في السودان , بدأنا في الكتابه و النقد , بشكل جرئ لهم مني كل الاعجاب

    و شكرا
    بنت الاسيد
                  

04-05-2003, 07:34 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: bent-elassied)

    العزيزه ابنوسه البديعة

    شكرا كثيرا لقد امتعتينى فى هذه الامسية الباردة لحد الكآبة
    فالموضوع جدير بالقراءة والمتابعه وهاهى الجندرية تجندر كلماتها بوعى حاد، وشكرا لعادل عبدالعاطى لسؤاله الجدير ايضا بالبحث والمسألة عزيزى عادل تكمن فى عدم التوثيق، فهناك نساء ظهرن على الساحة الثقافية السودانية تحس بالفخر بالانتماء اليهن، وقد دهشت ابان زيارتى للسودان عام 2001 حيث نظمت لى احدى الشابات الاديبات دعوة للقراءة فى مركز الدراسات السودانية وحيث كنت متعطشه لوجه آخر لجيل جديد ترجيتهم ان يقرأوا لى ما كتبنه من نصوص، الله من عنفوان كلماتهن ومضامينها والله حين امطرونى بوابل الوجع فى القصيد، كنت وما زلت أحلم ان أترجم كتابتهن الى الالمانية، ان تخرج كل هذه الكتابات فى كتاب واحد يحمل فى طياته همومنا وهواجسنا واحلامنا واحزاننا وأفراحنا التى لا تستمر كثيراً، أذن المسألة فى التوثيق لتجارب هؤلاء النساء ودعونا نتساءل اين كتابات رقيه وراق، عوضية يوسف وآمال حسين، تلك الكتابات التى مازالت تجلجل وحنينها ينزف دواخلناويحكى عن أزمتنا ووجعتنا وأحلامنا السابحه غصبا عنا عكس التيار، دعونا نتساءل كيف يمكن اجراء بحث علمى عن كتابات وكاتبات صعب حصول نص من نصوصهن القديمه
    اسئلة جديرة بالنقاش المستفيض
    وشكرا يا ابنوسة الآن أحس بالدفء يسرى فى ذاكراتى
    أعانقك حتى اللقاء
    وتحياتى وعميق معزتى لاهل بيتك

    ام واصل ومرافىء
                  

04-05-2003, 07:30 PM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: أبنوسة)

    Thanks Abanosa , i am waiting
    أصوات بديلة..المرأة والعرق والوطن في العالم الثالث








    تأليف: مجموعة من الكتاب


    تحرير وتقديم: د. هدى الصدة، ترجمة : هالة كمال


    الناشر: المجلس الأعلى للثقافة ـ القاهرة 2002


    الصفحات: 508 صفحات من القطع الكبير


    في اطار المشروع القومي للترجمة الذي يتبناه المجلس الأعلى للثقافة في مصر، نقرأ كتاباً يفرض نفسه بشدة على الساحة الثقافية العربية، ذلك لانه يهدف الى التعريف بالاتجاهات التي سارت فيها مفهوم «النسوية»، وهو كتاب يشترك في تحريره مجموعة من الباحثين والباحثات ومن جنسيات مختلفة ومن ثقافات مختلفة، وقد دخل هؤلاء الباحثون في جدال طويل لا مع النظريات السياسية او الاجتماعية التي تتحكم بمنظور مغاير عنهم بل ومع المنطلقات الغربية من جهة، ومن جهة اخرى فهي دراسات تقدم «البديل» لما كان سائداً في السبعينيات، وصياغة اسئلة جديدة بديلة «بحيث يمكن القول بان هذه المقالات تؤسس لاتجاهات متعددة في النظريات النسوية الامر الذي لا يمكن معه الحديث عن نظرية نسوية واحدة او اتجاه نسوي واحد، وفي طرحه لتلك التعددية التي ينطوي عليها الخطاب النسوي خاصة في الربع الاخير من القرن العشرين يبرز الكتاب احدى السمات المميزة للفكر النسوي، الا وهي محاولته الدؤوب مراجعة منطلقاته ومفاهيمه وتمحيصها، مما جعله كتاباً مفعماً بالحيوية في هذا المجال ومعبراً عن روح التجديد فيه.


    هدى الصدة.. جمعت هذه المقالات وفق نسيج متجانس يصب في مصب واحد، وهالة كمال ترجمت هذه المقالات. وسنتعرف على كل كاتب أو كاتبة من خلال ما طرحه في مقالته.


    هدى الصده تكتب عن الاصوات البديلة عن المرأة والعرق والوطن. تقول «هل النسوية اختراع غربي؟ وهل انتشار الفكر النسوي يدعم من سطوة وسيادة الهيمنة الغربية على العالم؟ هل يتقاطع هذا السؤال مع اسئلة مشابهة حول مشروعية تبني افكار ونظريات انتجت في سياق اوضاع ثقافية وسياسية مختلفة وحول جواز استيراد النظريات العلمية والثقافية؟! اسئلة كثيرة تطرحها د. هدى الصده تحاول ان تتمحور حولها في محاولة لايجاد اجوبة موضوعية ضمن منهج ونسق جديدين في الرد على المنهج الذي ساد في الربع الاخير من القرن الماضي.


    بل هوكس.. يكتب عن المرأة السوداء وصياغة النظرية النسوية. انه يبحث في معاناة الملونين في مجتمعات العنصرية الاميركية، وكذلك النساء اللواتي يعانين من الاضطهاد وبسبب الجنس، وما يترتب على ذلك من اذى نفسي وجسدي وانساني «ان معاناة النساء وخضوعهن للقهر العنصري يمثل رابطة مشتركة بين النساء كافة اذا ما تجاوزنا التفاصيل الدقيقة للاشكال المختلفة لهذا القهر».


    تشاندرا تالبيد موهانتي والبحث النسوي والخطابات الكولونيالية وهذا الصوت الاسيوي الذي يناقش قضايا الفكر النسوي في العالم الثالث على ضوء المتطلبات التي يفرزها المجتمع الاسيوي ـ الهندي ـ وصراعه مع المستورد الغربي في اطر استعمارية امبريالية «وهي امبريالية مهيمنة تمارس اقصى درجات العنف العقلاني بواسطة النار والسيف اضافة إلى محاولة التحكم في العقول والقلوب، حيث يتحدد مضمونها بتركيبة تشتمل على مركب عسكري وصناعي من ناحية ومراكز الهيمنة الثقافية الغربية من ناحية اخرى مرتكزة على مستويات متقدمة للتطور الناجم عن الاحتكار ورؤوس الاموال تدعمها مزايا كل من الثورة العلمية والتكنولوجية والثورة الصناعية الثانية نفسها.


    ثلاثة نصوص نسائية ونقد الامبريالية.. للباحثة جاياتري تشاكرا فورتي سبيغاك.


    سارة سولاري تكتب عن امرأة بعمق البشرة.. الفكر النسوي والوضع ما بعد الكولونيالي.


    ونقرأ بعد ذلك.. نقد مفهوم المرأة الغربية في الكتابات النسوية عن الهند عبر روايات نسوية هندية.. للباحثة جولي ستيفنس.


    مايكل اوكورد.. يكتب عن مكان الرجل الاسود في النقد النسوي الاسود من عنوان الدراسة ندرك تماماً منهجية الكاتب في البحث عن الرجل في النقد النسوي ويطرح عدة مفاهيم يجعلها منهجاً لكتابته ويستبق البحث، وهو يقول «ان المهمة النظرية الاساسية للرجال الذين يتبنون الفكر النسوي هي بالتالي تأسيس منهج تحليلي من موقعهم الخاص بهم، واستراتيجية تبين كيفية ان يصبح وعيهم بموقعهم الصعب والمتناقض في علاقته بالنسوية وعياً واضحاً على مستوى الخطاب والممارسة».


    ثم نقرأ.. معارضة الثقافات، التغريب، احترام الثقافات وتسويات العالم الثالث بكتبها.. او ماناريان.


    ان مكلينتوك.. تكتب عن جنة المستقبل.. النوع.. العرق.. الوطن دينيزكاند يوتي.. والهوية ونواقصها.. النساء والوطن.


    وهذه المقالة تمتلك اهميتها لانها تحاول ان تكتشف عن المؤشرات المتناقضة في المشاريع الوطنية بعد الكولونيالية، اضافة إلى البحث في الهوية الوطنية والاختلاف الثقافي، والى اي مدى تستخدم هذه المفاهيم ضد النساء بغية السيطرة عليهن وانتهاك حقوقهن «على الرغم من كثرة الادبيات التي تتناول مفهوم الوطنية، الا ان محاولات الدراسة المنظمة لتحليل اندماج النساء في المشاريع الوطنية قليل نسبياً، كما ان المواد الموجودة بالفعل على قلتها تقدم رسائل تبدو متناقضة.


    وننتقل إلى ايران عبر ـ مخاطر الحداثة والاخلاق.. النساء والدولة والايديولوجيا في ايران المعاصرة.. للكاتبة انسانة بخمبادي. هذه الدراسة تقدم لنا نظرة تاريخية لتطور المرأة في ايران، وصراعها مع الحضارة الاوروبية الوافدة عبر عدة مراحل تبدأ من نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين مروراً بكل التغيرات السياسية والايدلوجية التي مرت بها ايران وتعاقب انواع الحكم الذي تمثل بسلسلة من ملوك ايران او اولئك الذي جاؤوا على انقاض الامبراطورية الشاهنشاهية «في سبيل فهم الوضع المتغير للنساء في ايران في القرن العشرين يتعين علينا دراسة طبيعة الافكار التي ساهمت في تشكيل كلا المنظومتين السياستين من ناحية، ومرحلة التحولات السياسية من ناحية اخرى مع التركيز على نوع الدولة والمجتمع الذي تم بناؤه ابان حكم الشاه رضا بهلوي والشاه محمد رضا بهلوي، وتشهد ايران ما بعد 1979 وضعاً فريداً يتمثل في التغير الاجتماعي الشديد الذي اعقب الثورة بما جسدته من منظومة اسلامية جديدة، ومن هنا تفاعلاً حيوياً بين مقتضيات كلا الحقبتين.


    فاطمة موحي جوتشيك.. تكتب.. حجاب ام لا حجاب.. الموقع الجدلي لقضية النوع في تركيا المعاصرة.


    ميرفت حاتم تكتب عن الخطابات العلمانية والاسلامية حول الحداثة في مصر ونشأة الدولة الوطنية ما بعد الاستعمار. في هذه الدراسة تقدم الباحثة ميرفت حاتم.. صورة العلاقة والصراع بين العلمانيين من جهة والاسلاميين من جهة اخرى في اطار الدولة المدنية الحديثة، وحجج كل فئة ودلالتهم وامثلتهم والى اي مدى يشكل التوازن الذي تمثله الدولة سلم نجاة للمجتمع من طغيان جانب ما على الاخر. «كانت نشأة الخطاب الوطني بمثابة محاولة لايجاد حل ما للتناقض القائم بين الخصائص العامة للحداثة من ناحية وبين الاختلاف الثقافي من ناحية اخرى، وقد احتفظ الخطاب الوطني بمناقشة علامات الاختلاف الثقافي الجوهري كوسيلة لابقاء قوى الاستعمار خارج المجال الداخلي الروحاني للحياة الوطنية وكذلك لممارسة نوع من السيادة عليه.


    آمال عميرة.. تكتب عن نوال السعداوي في الاطار.. النسوية العربية في عالم متعدي الجنسيات.


    واخيراً.. يكتب ايلا شوهات.. عن ثقافة ما بعد العالم الثالث للمرأة.. الوطن.. والسينما.. يقدم لنا هذا البحث علاقة المرأة بالسينما والطموحات التي شاهدناه عبر تجربة السينما في العالم.. اضافة إلى ما سمي منذ السبعينيات بالسينما النسوية.. انه بحث آخر في موضوع يمتاز بالحيرة والطرافة «ان العمل النسوي الذي يتم داخل الحركات الوطنية والمجتمعات العرقية لم يتشكل ضمن البرنامج احادي الثقافة لـ «النسوية الاوروبية»، ففي دراسات السينما نجد ان ما اطلق عليه نظرية الفيلم النسوي منذ السبعينيات من القرن العشرين عادة ما ادت إلى اخفاء التناقضات التاريخية والاقتصادية والثقافية بين النساء، فكثيراً ما قامت كبرى الدوريات المتخصصة في الافلام النسوية يتجاهل الجهود النسوية الثقافية والبحثية المتعلقة ببعض السباقات الاعلامية الوطنية والعرقية في العالم الثالث.


    عبدالاله عبدالقادر

                  

04-05-2003, 10:14 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: zumrawi)

    الاخت المبدعة ابنوسة

    شكرا لك وانت دوما تأتينا بكل مفيد جيد في كتاباتك او اختياراتك وقد عودتنا دوما على ذكر الكاتب والمصدر في حالة الاختيار كما هو الحال في هذا البوست : النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي
    ، للكاتب /ثائر ديب والذي تشر ببيان الثقافة بتاريخ14 اكتوبر2001م
    فقد فاتك ان تشيري الى ذلك
    http://www.albayan.co.ae/albayan/culture/2001/issue92/afaque/2.htm
    مع كل التقدير
                  

04-06-2003, 05:39 AM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: sympatico)

    شكرا للأخ سمبتيكو

    للتنويه وأعتذر للإخوة والأخوات الذين إعتقدوا أنه من بنات أفكاري، وأشكرهم لهذه الثقة.
    وبالمناسبة هذا الموضوع كان محفوظ لدي من فترة طويلة دون إسم الكاتب أو الناشر
    ولأهمية الموضوع والسرد الموضوعي رأيت مشاركة الجميع وخاصة الأخوات المهتمات في ما ورد فيه.
                  

04-06-2003, 06:25 AM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: أبنوسة)

    تقول ميرفت نصر الدين في رسالتها الى سمندل



    الآن ، دعني أُسجِّل وجهة نظري في ما قلته لي في خطابك الأخير ، عن الشعر والإبداع .. و كتابتي .. ( كتابة النساء) .
    وأتفق معكَ أن الإبداع شفافية رسبتْ فيها النساء ، رغم أن المرأة عالمٌ مسكون بالحساسية ، بالتناقضات والأضداد .. كائن متقلب غامض بعدة نشرات جوية في اليوم .. تربة تصلح للخلق والجنون والإبداع ..
    أما ( لماذا لا زالت النساء ــ وخاصة السودانيات ــ يقدِّمنَ لنا كتابات مسطّحة .. باردة ؟) و ( لماذا لا زلنَ يدخلنَ عالم الكتابة وكأنهن يدخلن حقلاً للألغام يمكن أن ينفجر تحت أقدامهن في أية لحظة ؟) كما في سؤالك ،، أقول :
    إنّ المرأة ـ وخاصة عندنا ـ تخاف الكلمات بقدر حبّها لها ، فالكلام مهنتُها في النهاية، ولكن الكتابة قضية أخرى لا علاقة لها بالنميمة والحديث عن الأخريات .. إنه حديث عن الذات .. الذات التي تنام فيها مستنقعاتُ أجيالٍ من النساء المحكومات بالصمت والكبت منذ قرون ..
    في أعماق كل امرأة بحيرة راكدة .. ولكن كم من امرأة تجرّأتْ ، حقاً ، على تغيير ذلك المنظر الذي يبدو من الخارج هادئاً ومسالماً ؟ ..
    كم من امرأة حاولت بقلمها تحريك تلك المياه الراكدة ، واعترفتْ لنا أن في أعماقها مياهاً " غير صافية " وأحلاماً عكرة لم يتوقع وجودها أحد ؟ ..
    اللائي فعلن ذلك وحدهن مبدعات .. فالإبداع هو أيضاً غوصنا نحو الأعماق التي قد نموت فيها غرقاً أو دهشةً فقط ..
                  

04-06-2003, 10:29 AM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: هدهد)

    شكرا هدهد
    فقد جعلتني أعود لهذه الميرفت والتي يعود لإشراقة مصطفى فضل إهداؤنا إدمان قراءتها
    رغم الشح

    فشكرا لثلاثتكم
                  

04-06-2003, 03:29 PM

Eima


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: أبنوسة)

    شكرا لك ابنوسة ولكل المشاركين
    قد كان مهما هذا البوست لثقافتى!! مسكونة انا وبشكل فطرى بقضايا المرأة وانحيازى لها ومنذ تشكيل وعى كان" تيرموميترى "الخاص لاى جهد فكرى هو انصافه للمراةوموقفه من قضاياها
    هدهد كفانى عناء تمشدقى ,واحساسى بالعجز تجاه قضية لا يكفى مجرد الانحياز لها بايراده رسالة تلك الميرفت التى وقعت لنا شهادات الرسوب والسطحية "( لماذا لا زالت النساء ــ وخاصة السودانيات ــ يقدِّمنَ لنا كتابات مسطّحة .. باردة ؟) و ( لماذا لا زلنَ يدخلنَ عالم الكتابة وكأنهن يدخلن حقلاً للألغام يمكن أن ينفجر تحت أقدامهن في أية لحظة ؟)"
    بالطبع هو واقع قد نختلف فقط فيما يبرره !! الا
    ان ثمة شىء يشغلنى دائماقد يلتبس او يتشابه التعبير لدينا حول امور مثل الحزن والحب والخوف ونادر ما يبرز من مفرداتنا مؤشرات واضحة تنبىء عن خلاف مرجعياتنا الفكرية
    هنا اعتقد يبرز تسال ملح بالنسبة لى عند ما افكر فى امر مثل "دونية المرأة " مسبباتها _ تاريخها _الخ ... هل ستتشابه الرؤى ؟؟؟ الاقرار باوضاع اجتماعية للمرأة ...لا يعنى بحثها من مرجعية فكرية واحدة ...ما اود قوله هل عند النظر او النقد او حتى مجرد التعاطى والتزوق لكتابات نسوية ان يكون لدينا خطوط او معايير عريضة تصلح كقواسم مشتركة او تيرموميترات على طريقتى ؟؟؟ حتى لا احس السطحية والغبش
    ادعو اشراقة وابنوسة والجميلين المهتمين بالامر تبنى حماسى والتواصل معى بهذا الخصوص
    الجندرية لها السبق رفعت على شرفى بوستات مهمة لها محبتى وللاضاءة ياشراقة وابنوسة و الجندرية وعادل والاخرين فليتبنى احدكم من له المادة جاهزة بوستاحول موقف تيارات فكرية مختلفة من قضايا المراة بجانب هذا البوست حتى تتشكل ارضية ثقافية جيدة مع بوستات
    الجندرية والمنتدى يضج بالتباينات الفكرية واخص الجمهوريين تحديدا

    إيمـــا

                  

04-07-2003, 04:19 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: Eima)

    الاستاذة اشراقة

    تحياتي

    موضوع الكتابة النسوية مرتبط ارتباطا وثيقا بالفكر النسوي ؛ وقد وقع في يدي اخيرا كتاب انطولوجيا الشاعرات الامريكيات ؛ ولاحظت الارتباط الواضح ما بين الكتابة كفعل تحرري ؛ وما بين اتخاذ موقف من وضع المراة ذاتها ؛ سواء علي المستوي الشخصي او العام

    احاول التنقيب في اوراقي القديمة ؛ عسي ان اخرج لكن ولكم بنصوص لرقية الوراق ؛ ونجات عثمان ؛ وامال حسين ؛ وان لم اجدها في الورق ؛ فساحاول تجميعها من الذاكرة ؛ الخربانة للاسف



    الاستاذة ايما

    مشروع كما تطرحين هو اكبر من امكانيات البورد ؛ ويا حبذا لو تتكون ورشة عمل من كاتبات البورد وباحثاته ؛ تتحاور في البورد وخارجة ؛ وتخرج علينا بعدد من الاوراق عن الموضوع ؛ وانا اعد بالمساهمة بطبعها ونشرها

    عادل
                  

04-09-2003, 10:06 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: Abdel Aati)

    عادل
    والله لو نكت اوراقك القديم وطلعت لينا شغل امال حسين واخواتها
    تكون عملت فينا فايدة ماحصلت
    انا قبل فترة تساءلت عن امال حسين
    هل لازلت تكتب ؟
    واين هي ؟
                  

04-09-2003, 11:42 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: الجندرية)

    :عادل عبد العاطي


    إذا أمنت السكة ،وادركت العواقب سوف اجاوب على اسئلتك التي تعرف إجابتها،فهل هذا يصلح مقايضة أو إغراء لتكثيف البحث عن روائع الرائعات الثلاث ؟

    : الجندرية

    سألت وبحثت عن آمال حسين الزين ،ولم أحظى بإجابة تشفي الغليل،والمؤكد إبها في السودان وليست في الخرطوم،ويقال انها تعمل في مكتب محاماة في شندي
    وفي ديسمبر/يناير2003،وجدت قصيدة بأسم آمال الزين في جريدة الايام،واظنها لها ،بتشبهها،ولكن لم يبين تاريخ كتابة القصيدة وما عرفت قديمة ام جديدة
                  

04-10-2003, 03:46 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النسوية، الكتابة النسوية، النقد النسوي (Re: أبو ساندرا)

    الاعزاء والعزيزات

    سابدا البحث ؛ وهو جهد شاق في ترتيب اوراقي اهرب منه ما استطعت

    والان لكم هذه اللمحة
    -------------------


    عن التيارات الفكرية في الحركة النسويةمن الليبرالية الى الماركسية

    بقلم: رجا زعاترة*

    تسود في المجتمع، على نسائه ورجاله، (وحتى بين الشرائح الأكثر ثقافًة منهم/ منهن) معتقدات خاطئة بشأن النسوية، كحركة سياسية اجتماعية تطمح لتحقيق المساواة الجندرية، وكما هو الحال في كل انواع المساواة، هناك إختلافات جذرية في الحركة النسوية بين تياراتها الفكرية المختلفة، فالحركة النسوية، شأنها شأن كل الحركات في عصر الحداثة، تأثرت بالتيارات الفكرية والحركات السياسية المهيمنة وقت نشأتها.

    التيار النسوي الليبرالي:
    نشأ في نهاية القرن الثامن عشر، متأثرًا بكتابات جون ستيوارت ميل وجان جاك روسو، وكانت ركيزته الفكرية ونقطة إنطلاقه هي التشابه المطلق بين الرجال والنساء، وعلى أساس هذا التشابه المطلق يتوجب إعطاء النساء الحق في الملكية والتصويت وغيرها من الحقوق التي ثبتتها مفاهيم الفكر الليبرالي كالعقلانية والإستقلالية الفردية، حيث ساد الإعتقاد إن هذه المواصفات تميز الرجال فحسب، وبطبيعة الحال كانت النساء الرائدات في الكتابة والنشاط من نسوة الإقطاعيين او البرجوازية الصغيرة في أفضل الأحوال.

    ورغم تحقيق بعض الإنجازات من حيث الحقوق المدنية (حق الإقتراع في الولايات المتحدة في سنوات العشرين من القرن المنصرم وفي سويسرا في الستينيات)، إلاّ إن التيار النسوي الليبرالي فشل فشلاً ذريعًا في تحصيل حقوق إجتماعية للمرأة كعاملة، فركيزة التشابه سدت الطريق على الإعتراف بحق العاملات في إجازة الولادة وغيرها من الحقوق التي لم يكن بالإمكان الإدعاء بإنها ممنوحة للرجال فقط، كما ولجأ هذا التيار الى تذويت الإختلاف – نقيض التشابه – كمصدر لدونية النساء، مما أدى الى تكريس مصداقية المجتمع البطريركي كمجتمع "متساوي" رغم إستمرار وتصاعد الإجحاف ضد النساء على مختلف الصعد وبالأساس على الصعيد الطبقي، حيث كان الفصل في سوق العمل بين المهن الرجولية وتلك النسائية واضحًا من حيث الأجور والمكانة الإجتماعية وظروف العمل، وإقتصر هذا التيار جهوده في محاولة إدخال المزيد من النساء الى المهن "الرجولية" من منطلق التشابه، وهكذا ظلت النساء تعانين من تمييز مضاعف ولم تنجح التغييرات الشكلية المذكورة في إحراز تقدم يذكر على حياة الغالبية الساحقة من النساء – النساء العاملات.

    التيار النسوي الثقافوي:
    تطور في سنوات السبعين من القرن الماضي، متأثرًا بحركات الحقوق المدنية في الولايات المتحدة والتحول في مسيرة مساواة الأفارقة والملونين هناك، وكانت سبقته عدة إجتهادات – فردية في الأساس - خرجت عن المطالبة بالمساواة من منطلق التشابه ومنع التمييز وغيره من أنماط "الحقوق السلبية"، كما وتاثر هذا التيار من التحولات في سوق العمل في فترة الحرب العالمية الثانية حيث ارتفعت نسبة النساء العاملات وتفاقم التمييز الطبقي من ناحية واستمرار سيطرة النظام البطريركي من ناحية أخرى، كما وكان هذا التيار نوعًا من التفاعل الجدلي – مما يفسر الترحيب به في الدول الرأسمالية - مع تعاظم المد الإشتراكي وما عناه ذلك من تغيرات جذرية على مكانة المرأة وحقوقها في الدول الإشتراكية لا سيما منح حقوق إجتماعية للعاملات.

    وقد جاء هذا التيار بفكرة الإختلاف كمنطلق للمساواة، ورصد اهتمام خاص لتأثيرات الخلية العائلية في تكريس دونية النساء، حيث إرتكز الى أبحاث اكدت إن تذويت الدونية يبدأ في جيل مبكرة (3 سنوات) سويًة مع ثبات هوية الجندر لدى الأطفال، كما وبذل مجهودات في نقد وكشف زيف النماذج المتعارف عليها كنماذج "حيادية" و/أو "موضوعية" و/أو "عالمية"، موضحًا بنيتها الذكورية البحتة من حيث النظريات المجتمعية والحقوقية ايضًا، وأكدت البحوثات العلمية إن الفتيات والنساء بطبيعتهن لا ينسجمن في عالم النماذج والمصطلحات المعمول بها.

    رغم التوجه الجديد المختلف جذريًا مع التوجه المركزي في التيار الليبرالي (التشابه مقابل الإختلاف، والإشارة الى الخلية العائلية كمصدر تكريس الدونية)، لم يفلح التيار الثقافوي في لمس البعد الطبقي لقضية المرأة، وظل يراوح بين إفرازات هذا البعد من ناحية، والمتجلي أساسًا في لجوء المرأة الى التبعية سواء في الخلية العائلية أو في علاقات العمل، وبالتالي خفض جاهزية المواجهة المباشرة، وبين تبني حلول وسطية لهذه الإفرازات من ناحية أخرى، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر مشاريع "التمييز الإيجابي" في سوق العمل، والمشتقة مباشرًة من نماذج حركات الحقوق المدنية في القطب الرأسمالي.

    وإجمالاً بالإمكان تصنيف هذا التيار في خانة النمط الليبرالي للتعددية الحضارية، وكان مصيره مصير هذا النمط على تباين حقوله: الإشارة الى إفرازات انظمة الإستغلال الطبقي دون وضع الإصبع على نقطة الأساس، ليبقى حركة نقدية لا تشذ عن الديناميكية الفكرية.

    وهنا تجدر الإشارة الى كتابات المفكر الماركسي الإيطالي أنطونيو غرامشي وإجتهاداته في تحليل حيثيات إستمرارية النظم الرأسمالية على الرغم من تناقضاتها الجوهرية، حيث بالإمكان إعتبار التيار الثقافوي في النسوية أحد النماذج الذي قصدها غرامشي حين كتب عن مرواحة مثل هذه التيارات الإصلاحية التي ما لبثت تدور عل هامش فلك نظام الإستغلال الطبقي او الإجحاف الجندري في سياقنا.

    التيار النسوي الراديكالي:
    إرتكز هذا التيار الى الفلسفة الماركسية والنقد الماركسي، ونقلت موديل الصراع الطبقي الى الصراع الجندري، مُسَلِطًا إجتهاداته الجوهرية نحو بحث تحليل الصراع الجندري في سياقه الطبقي، راصدًا اهتمامًا خاصًا الى بحث عملية السيطرة على جنسوية المرأة مستعينًا بادوات فكرية ماركسية (كالمادية التاريخية والمادية الديالكتيكية والوعي الزائف) في فهم عملية السيطرة هذه، ونستعرض هنا بعض إجتهادات هذا التيار والتي غالبًا ما تنسب -جهلاً وإجحافًا- للحركة النسوية برمتها:

    تشييء جسد المرأة: تشييء جسد المرأة لا يقتصر على درجاته القصوى كظاهرة الزنا (والتي تشرعنها الفلسفة الليبرالية من باب "حرية العمل"!) أو الشرائط والمنشورات الجنسية (والتي تُشرعن تحت يافطة "حرية التعبير والإبداع"!)، بل هو ظاهرة واسعة النطاق في ظل النظام الرأسمالي، ففي السوق "الحر"، تصبح المرأة بضاعة، ويضحي جسدها رقمًا في دالة العرض والطلب، ويصح هنا الضحك على شر هذه البلية، لكونها إنتهاكًا وإستهلاكًا مضاعفًا: الأول حين تكون المرأة ضحية مستهلَكة يتم الإتجار بجسد المرأة كأداة تشويقية-غرائزية وتسويقية-ربحية مشروعة، والثاني حين المرأة ضحية مستهلِكة وتدور في حلقة اللهاث المفرغة وراء أنماط الجمال المحكومة لصناعات التجميل والموضة والرشاقة والتنحيف والجراحات البلاستيكية وغيرها من أشكال إحتكار الجمال، والتي تدر ارباحًا طائلة على أصحاب هذه الصناعات والصناعات المرافقة لها: عرض الأزياء، الصحافة النسائية، المجمعات التجارية والقائمة طويلة.

    العنف والإغتصاب داخل العائلة: تم شرعنة العنف الإغتصاب داخل العائلة بعدة أدوات بما يلائم الثقافة المجتمعية والقانونية المهيمنة، ففي العصور الوسطى حين ساد نظام الإقطاع تتمال شرعنة بحجة حق الملكية، حيث كانت لم تعتبر المرأة كيان قانوني صاحب حقوق بل كيان قابل للتملك من قبل الرجل، أبًا كان أو زوجًا الخ، حيث كان ينظر الى هذه الممارسات القمعية كجزء من العلاقة الزوجية و/أو العائلية.. وبعد عصر الحداثة والثورة الصناعية صارت الشرعنة بحجة الحق في الخصوصية داخل الخلية العائلية. ويقتضي التنويه هنا الى حقيقة حدوث الغالبية العظمى لجرائم الإغتصاب والعنف الجنسي عامًة داخل العائلة، وحتى لو لم يكن الجاني أحد أفراد العائلة فغالبًا ما يكون معروفًا للضحية، والى حقيقة عدم تعامل القانون مع الإغتصاب داخل العائلة كمخالفة جنائية، بل كانت ضمن طابو العائلة حتى قبل بضع عشرات السنوات فقط!

    التحرش الجنسي في العمل: إعتبر التيار الراديكالي هذه الظاهرة أحد تعابير السيطرة على جنسوية المرأة، وكان تعاظم هذه الظاهرة مرتبطًا عضويًا بزيادة عدد ونسبة النساء في سوق العمل وعملية المخالطة المهنية (على عكس الفصل على خلفية جندرية)، وعلى غرار قولبة الوعي في مسألة العنف الجنسي كجزء من "طبيعة" العلاقة في العائلة، هكذا كان في سوق العمل ايضًا: كانت ظاهرة التحرش الجنسي جزءًا من طبيعة العلاقة بين الرجال والنساء في أماكن العمل، حيث إن "طبيعة" علاقة العمل لا تنظر الى التحرش الجنسي كفعل جنائي، مما يؤكد على حتمية تلاقي النسوي والطبقي، فصاحب مكان العمل يتحكم برزق عمّاله عامًة، وبجنسوية الإناث منهم أيضًا، وبطبيعة الحال فالبنية الهرمية لموازين القوى الطبقية لا تخلو من الهرمية الجندرية، الأمر الذي يكرس الدونية البنيوية للنساء ويسهل السيطرة عليهن وعلى جنسويتهن.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de