دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
فرنكش ود الحله _ الشباك ده بتفتحو لينا متين؟؟؟؟؟؟؟
|
الأزيز الصادر من اجنحة الحشرة الطائرة في محاولة الإنفلات من شراك الخيوط العنكبوتيه التى نسجت بمهارة فائقه أستطاعت أن تسرق نظره .. وتخلق فوضي في أرقام معادلته الحسابيه في عد تلك العيدان المتعرجه .. المتوازيه بأحكام لأحتمال هذا الكم الهائل من التراب فوقها .. أعتاد علي ممارستها يوميا وهو ينظر للسقف ..عد الفراغات الفاصله مابين كل عود .. وآخر ، عالج الموقف بحكمه بالغه .. ساعدها علي الهرب ( الذبابه ) دونما تخريب في البنيات الأساسيه لزاك النسيج الرباني الشفاف. " حسنا .. فلتأكل مما تصنع لكن ليس بهذا الأسلوب التراجيدي السخيف " قالها بعد أن تأكد من فراغ غطائه من كل حزمة ضوئيه صادره من تجاويف الباب الخشبي أمامه .. داعبته الذبابه بواقعيه ..خصته بآخر مانظمت من أللحان ردا للجميل .. أبتسم – أغمض جفنيه للنوم .
- ياعم حسن يعني انا الشهر ده كلو مافي لي راتب ؟! كمان تاني ما أجي الشغل ؟! طيب أتصرف كيف ؟ أمي .. أخواني في البيت .. طيب أدوني نص الراتب أمشي بيهو حالي . - أحمد يا ولدي .. المدير الجديد الجابو لينا ده قصر أجلنا الله لا كسّبو .. حسع شوف أخوانك ديل ما روحم طالعه العندو عيال .. العندو إيجار بيت .. العندو زول راقد في المستشفي .. الله لا بارك فيم .. هذا المظروف الكاكي أستطاع أن يلون حياته بالكآبه .. ماتت أحلامه البرئيه داخله ..أختفت البسمه حل محلها الصمت ... - فرنكش .. أزيك ؟! - أنا غايتو حاسبه ليك .. يومين ما شايفاك في حافلة الترحيل ولا بشوفك في المحطه الصباح - مالك الدغاله ليك شنو ؟! - لا لا يا حنـــــــــــــــــان بس وقفوني ناس الألزاميه .. قالوا نمشي المعسكر . - واااااااي يا فرنكش .. معسكر شنو المودنك ليهو ؟؟ - ------------------------ أحتمل قسوة الحياة .. مرارة الأيام .. منذ فترة مبكره رحل والده ، أمه هي العامل الأساسي في تكوين شخصيته المرحه مما تتمتع به من حضور وخفة روح .. وصلابه في مواجهة المواقف .. من أعملق ماسآتها تنبع إبتسامتها العزبه .. تخصه وأخوته بكل حنــــــــان الدنيا . لا يحتمل فراقها لحظه .. لا مجال للتفكير في الماديات بشكلها الضخم .. كل ما تحتاجه هي ما يفي المصاريف اليومية من أكل ، علاج ، مصاريف مدرسية ، وكسوة عيد .. أجتهدت كثيرالذلك ..
مجموعة من الأوراق مختلفة الأحجام – والأختام أحتواها الملف الضخم – هي بداية مشوار من اليأس لمقاومة هذا المظروف الكاكي المرعب .. ومحاولة إنفلات من واقع كئيب بدأت بوادره تذداد سوءاً يوما بعد يوم .. نصحه بعض الأصدقاء بالمحاولة ..تعاطفا مع وضعه الأسري ... - أهلين يا .. اب جيب .. كيف الأخبار ؟ وينك ما ظاهر ؟! - عندي ود أخوي ده مسافر داير ليهو شهادة .. - أدخل جنابو جوه في مكتبو .. - شوفو أنتو يا عطاله .. الأوراقو ما تامه ما يقيف لي في الصف ده .. ما داير واحد يقيف قدام الباب .. واضح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أيام من الزحف الممل تجاه الشباك .. تتخللها فترات من الإنقطاع .. وإغلاق الشباك تارة للفطور .. وأخري لا لشي . كلما يبدأ في الوصول تأخر بالرجوع . - ياخ إذا سمحته .. انا أبوي متوفي .. وانا اكبر زول في البيت .. وواقف من الشغل لي شهرين وكلما أجي بدري وأقيف في الصف الشباك يقفل .. وما عندي قروش أمشي وأجي كل يوم .. شوف أوراقي دي الناقصه شنو؟؟ - وين الختم بتاع اللجنه الشعبية ؟! شهادة الوفاه دي أمشي أختمه لينا من اللجنه الشعبية أمكن أبوك ده لسع حي .... - ------------------------------- - شوفو إنتو يا عطاله .. بناطلين الجينز والحلاقات دي هنا ما بتنفع معانا ،، وكلام الحب البتقولوهو للبنات في الجامعه ده انا ما " بياكلني " ،، انا عسكري عندي سبعه " وش " كل يوم بركب وش جديد .. بكره كل واحد يجيب معاهو موس حلاقه . أعتادت خطوات فرنكش علي كل الشوارع والطرقات .. نفس الوجوه يصطدم بها يوميا في زحام المواصلات ، في المنام ، في لحظات التفكير في الخلاص من هذا الروتين القاتل .. صوت الشباك أصبح كائن مخيف تعددت طلعاته الصباحيه والمسائيه محاولاته لحجز أماكن متقدمه في الصفوف الأماميه باءت بالفشل .. حبيبات الفول المدمس بداخله ترفض الإنحباس في هذا المكان المظلم اللزج ، ترفض بشدة محدثه أصوات غريبه ينتبه لها أحيانا في لحظات الجوع . . والقهر .. يسكتها بكوب من الماء البارد .. فقاعات الصابون علي أرضيات الفرندات المبلله تعلن عن نهاية يوم حافل من العصير المركز .... قطه صغيرة أغتنمت فرصة غياب أمها اللحظي أنكفت علي كيس النايلون مداعبه في نشوة " اللعبي كويس .. ما لعبتي بكره بحلقو ليك صلعه" أكوام من المادة الجيريه البيضاء مكومه علي الطريق خلاصه التركيبة الكيمائيه المعقده مع العماري نمرة " 1 " الجيد وارد دارفور تكثف من غزارة المكان .. " مشتاق علي أضمها .. أحتويها أشمها .. وبالحنــــــــــــــــان العندي كلو اللمها " الهادي الجبل من مسجل آخر حافله في الطريق .. يجمر فيه الشوق .. - يا فرده .. ما تفك الجراسه دي 1 - فرنكش : ...جدا يا صاحب ... - ما لك مرطب هنا ؟؟1 عملوا ليك شتات من البيت ؟؟! - فرنكش : لا لا يا مان بس عندي مشوار بكره بدري - طيب تعال معانا الوكر بتاعنا .. هنــــاك " حتت " 2 - فرنكش : والله فكره يا اصلي . - بس أنحنا بنصحي بدري عشان نجازف قبال الطاره تجي . 3 - فرنكش : خلاص صحوني معاكم . أزاح الكتله الآسمنتيه الضخمه من مدخل النفق المظلم ؟؟ ودعوه الصحاب بنفس حرارة ليلة اللقاء .. إتجه لأول كباية شاي مع اللقيمات . أستقبل الصباح بحيوية .. تأكد من أكتمال الشهادات .. تحسس المبلغ مرات .. نظر تجاه الشباك مرارا .. اتجه نحوه منتصر لرغبته .. أصوات غريبه بالداخل .. لاحظ لاول مرة إزدحام اعداد من النساء . - يا والده إذا سمحتي .... - شنو يا ولدي ؟!... اهنداك شباك الرجال " بأشارة سريعه من أصبعها " - ------------------------------ اتجه فرنكش للشباك المعني .. كان أول المتواجدين .. تزاحم المصطفين من خلفه ... طالت مدة الإنتظار .. إحساس بالقلق .. التوتر .. الخوف .. بينه وبين الوصول لحظات .. إنتظار ... لحظات لايحتمل كل هذا التوتر .. لايحتمل التأخير طرق علي الشباك بأرتباك ... ..أكثرأرتباك أخيرا .. أنفتح ..أبتسم إبتسامه رائعه .. بسط يده بالاوراق ..
إنتو ما بتفهموا يا بشر ... ما قلنا ليكم الكهرباء قاطعه .. والعيش بطلع بعد ساعتين
هامش : 1 جراسه : سيجاره 2 حتت : تحت " ظرف مكان " 3 الطاره : دوريات الشرطه
|
|
|
|
|
|
|
|
|