ديفيد هيرست: جمال خاشقجي.. العدو الوجودي للطغاة العرب

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 10:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-04-2018, 08:10 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ديفيد هيرست: جمال خاشقجي.. العدو الوجودي للطغاة العرب

    07:10 AM November, 04 2018

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر

    01 نوفمبر 2018

    ديفيد هيرست
    مدير تحرير ميدل إيست آي، وكبير الكتاب في الجارديان البريطانية سابقاً


    لقد أثبتت لنا جريمة قتل خاشقجي أن الحلفاء الأقرب للغرب ليسوا فقط مزعزعين، وإنما هم مصدر الاضطراب وعدم الاستقرار في المنطقة
    عشنا الشهر الماضي جميعاً وكأننا جزء من أحداث فيلم سينمائي مروع يجسد قصة من النوع الذي درج على كتابته كوينتين تارانتينو. قصة درامية تراوح في منطقتين.

    أما الأولى فهي القرن الحادي والعشرين، الذي شهد صعود أمير سعودي، فصيح معسول اللسان، يبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً إلى صدارة الساحة العالمية في صورة الإصلاحي الواثق من نفسه، الحارق للمراحل، الحامل لراية "الإسلام المعتدل" كما يقولون لنا. ذات مرة، أخبرني جمال خاشقجي بأن ذلك الأمير "المعتدل" كان يبني لنفسه يختاً رابعاً.

    توحش القرون الوسطى

    إلا أن تلك القصة لها قدم واحد في القرن الحادي والعشرين. أما القدم الأخرى فتقف في القرن العاشر، حينما كان السادة يمرون بزنازين التعذيب ليستمعوا إلى عويل أسراهم. نعم، لقد قتل جمال خاشقجي بوحشية القرون الوسطى، وسجل القتلة عويله طوال سبع دقائق من العذاب فاضت بعدها روحه إلى بارئها.

    عند هذه النقطة لا تختلف سلوكيات الأمير السعودي عن تلك التي تنسب إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). لقد تحول المعتدل إلى وحش.

    إلى أن وقعت جريمة قتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول داخل القنصلية السعودية في إسطنبول لم يكن ثمة تماس بين القرن الحادي والعشرين والقرن العاشر.


    تخيل ماذا كان سيحدث لو أن خاشقجي لم يدخل إلى القنصلية. حينها لم يكن شيء ليحول دون ورود العظماء والنبلاء من كل حدب وصوب على دافوس الصحراء، ذلك المؤتمر الاستثماري الذي نظمته المملكة العربية السعودية في الرياض الأسبوع الماضي.

    لكان مدير أوبر، وريتشارد برانسون، وكريستين لاغارد، المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، كلهم يتزلفون عند أقدام الملك الصبي، بينما يتضور أهل الحديدة جوعاً بسبب الحصار المفروض عليهم. فطالما جثا هؤلاء العظماء والنبلاء على ركبهم أمام معسول الكلام المغازل لليبرالية.

    وبعد أربعة أسابيع من الكذب والرشاوى، باتت لدينا قناطير من الأدلة التي تشير بأصابع الاتهام إلى فرقة النمر، وهي وحدة سرية من المغاوير اختار أعضاءها بنفسه ولي العهد السعودي، رغم أنه يدعي جهله التام بما أقدموا عليه في إسطنبول. كما يزعم ولي العهد بألا علم له أيضاً بالمكالمات الهاتفية الأربع التي أجراها رئيس فرقة الموت ماهر مطرب مع سكرتيره الخاص في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول، نفس اليوم الذي وقعت فيه جريمة القتل.

    لقد تمكن ولي العهد إذن من إخماد صوت. ولكنه حول نفسه جراء ذلك إلى صنف شديد السمية، فقد بات الآن آخر شخص يرغب المرء في أن يراه الناس في معيته. إلا إذا كان ذلك المرء هو جون فلينت، المدير التنفيذي لمصرف إتش إس بي سي. اعترف فلينت يوم الاثنين بأن "الأسابيع القليلة الماضية كانت صعبة على المملكة." وقال إنه يتفهم "المشاعر" المحيطة بالقصة، ولكن "من الصعب أن يقطع المرء صلته بالمملكة."

    عدو الطغاة

    كم هو مثير للاهتمام أن جريمة تحقق وقوعها، وارتكبت من قبل مسؤولين في دولة على أرض مملوكة للدولة، أمكن أن تصبح قضية مشاعر بدلاً من أن تصبح قضية قانون دولي. لربما تصور المرء أن مصرفياً عالمياً مثل فلينت سيكون أكثر حرصاً على مكانة القانون الدولي.

    لقد التهمت ألسنة النيران التي أشعلتها جريمة قتل خاشقجي كل الملايين من الدولارات التي أنفقت لعرض صور وجه الأمير على لوحات الإعلان في شوارع لندن وفي شراء ذمم مراكز البحث والتفكير واستمالة حفنة من الأكاديميين والإعلاميين.

    ما الذي جعل جريمة قتل رجل واحد تفضي إلى مثل هذا التفاعل؟ لماذا احتاج الأمر إلى ارتكاب هذه الجريمة حتى تتوقف مبيعات الأسلحة الألمانية – (ولكن ليس البريطانية ولا الأمريكية ولا الفرنسية) – بينما عجز عن ذلك قصف السعوديين لحافلة مدرسية في اليمن في شهر أغسطس/ آب الماضي؟ ثمة حاجة ماسة إلى طبيب نفسي، لا لصحفي، حتى يشرح ذلك.

    لقد مس جمال خاشقجي عصباً مذنباً فينا جميعاً. لم يكن ذلك الذي قاله بقدر ما كان ذلك الذي لم يقله هو الذي حوله إلى عدو وجودي للطغاة. اعتداله، صدقيته ومشروعيته هي التي بثت الذعر والفزع في حكام تنقصهم الشرعية. رفض أن يحابي وأن يساير، رفض أن يطبق فاه ويمسك لسانه، ورفض مد يده لريالات الملك. لربما لو فعل لأثرى ولكان اليوم حياً يرزق.

    لكن خاشقجى أبى أن يشارك في اللعبة. أخبرني ذات مرة كم شعر بالمهانة بعد عام من الصمت. جلست أنصت إليه وأهز رأسي موافقاً بينما كان يقول: "ما معنى أن تكون صحفياً ولا تتمكن من الكتابة عما تراه يجري أمام ناظريك؟ ليست تلك مهنتي فحسب، بل إنه واجبي." لكني لا أعتقد أن أحداً منا استشعر ما كان يحيق به من خطر.

    هل تغير شيء بعد مرور أربعة أسابيع؟

    نقطة تحول

    لقد أثبتت لنا جريمة قتل خاشقجي أن الحلفاء الأقرب للغرب ليسوا فقط مزعزعين، وإنما هم مصدر الاضطراب وعدم الاستقرار في المنطقة. لابد أن كبير حواريي الواقعية السياسية، وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، يسأل نفسه الآن، من أكثر إضراراً بالمصالح الأمريكية: أعداؤها أم حلفاؤها؟

    لا يسأم الطغاة من إخبارنا بأن العرب ليسوا ناضجين بما فيه الكفاية حتى تقام فيهم الديمقراطية. والواقع أن الأمر معكوس، فهؤلاء الطغاة لا يعرفون بتاتاً متى تنتهي صلاحيتهم ويحين أجلهم. ها هي الدولة العربية تلفظ أنفاسها في أيديهم. والكل يعرف ذلك، من القوميين إلى الإسلاميين، ومن العلمانيين إلى المتدينين، ومن اللبراليين إلى المحافظين.

    لقد علم جمال خاشقجي هذه الحقيقة ودفع حياته ثمناً لذلك، ولعل وفاته تشكل نقطة تحول تاريخية.

    والمأساة هي أن خاشقجي احتاج لأن يموت حتى يزول ذلك القناع، وحتى يتصادم العالمان. ما من شك في أنه لو قدر لصفحة التاريخ أن تطوى، فإنها لن تطوى إلا وأمثال خاشقجي قد مكنوا لأن المنطقة لن تفلح في بناء مستقبل واعد ومستقر إلا بهم.

    سأفتقده، وستفتقده جزيرة العرب، وسيفقده العالم العربي بأسره، إنه البطل الحقيقي لأزماننا هذه.

    (أعد هذا المقال بناء على الكلمة التي ألقاها ديفيد هيرست في حفل تأبين جمال خاشقجي في لندن يوم التاسع والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول).

    المصدر: ميديل إيست آي
    ترجمة وتحرير: عربي21




















                  

11-04-2018, 08:18 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ديفيد هيرست: جمال خاشقجي.. العدو الوجودي ل� (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ ياسر الشريف.

    جمال خشوقجي كان من أكبر الداعمين للحكومة السعودية، ولقد سافر من الولايات المتحدة لتركيا، لكي يتفاوض معهم.

    فهول لا علاقة له بالحريات أو بالديمقراطيات.
                  

11-04-2018, 08:46 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ديفيد هيرست: جمال خاشقجي.. العدو الوجودي ل� (Re: Deng)

    شكرا لك يا دينق

    طبعا، جمال خاشوقجي ليس دبمقراطيا ليبراليا بالمفهوم المتعارف عليه في الغرب، ولكنه أدرك متأخرا أن السعودية لا يمكن أن تستمر بنظام الحكم الملكي المطلق، وهذا ينطبق على كل دول الخليج، وأيضا على الجمهوريات العلمانية المستبدة. وجمال خاشوقجي ينتمي إلى فكر الإخوان الذي يحاول تقديم رؤية إسلامية تكون مقبولة في الغرب، ولكنهم لن ينجحوا في ذلك طالما يتحدثون عن الشريعة الإسلامية. مأزق الإسلاميين كبير جدا.

    ياسر
                  

11-04-2018, 10:17 PM

Asim Ali
<aAsim Ali
تاريخ التسجيل: 01-25-2017
مجموع المشاركات: 13492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ديفيد هيرست: جمال خاشقجي.. العدو الوجودي ل� (Re: Yasir Elsharif)

    عمرو دراق احد وزراء محمد مرسى يلمح لاحداث تفوق ما كان يسمى الربيع العربى
    AN EARTHQUAKE IS COMING IN THE MIDDLE EAST—AND IT'LL BE BIGGER THAN THE ARAB SPRING | OPINION
    Who was not heartened by the images of protests and demonstrations sweeping across the Arab world in 2011؟ Here, in the face of corruption and tyranny, was Arab civil society affirming the virtue of elective government in one of the era’s most positive and hopeful displays of popular action. The self-immolation of Mohamed Bouazizi in Tunisia sent millions to the streets and catalyzed successive revolutions that brought down four dictators. But the consequences were not those that were intended. Without consensus, without the eradication of the old deep state, chaos prevailed, and a new order emerged—one defined by paranoia, repression and financial might. The traditional Middle Eastern powers of Egypt, Iraq and Syria were replaced by the United Arab Emirates and Saudi Arabia, whose regimes have long been defined by authoritarian politics and oil wealth. Today, while we are coming to terms with the murder of Jamal Khashoggi, we can clearly see how Saudi Arabia, at least, is willing to exploit its new position. Democracy itself is now under threat. The Middle East, the cradle of civilisation, is where it is most at risk. And witness to the tyranny taking place or taking hold in the Middle East, the West has failed to take proper action. President Donald Trump, in fact, lent vocal support to autocrats like Egypt’s General Sisi and continues to insist on strategic ties with Saudi Arabia and its de-facto leader, Mohammad bin Salman. But this tolerance for autocracy will neither secure regional stability nor advance American interests. Indeed, Trump has only weakened the moral authority of the U.S. and its allies at a critical time for them and for the Middle East, and condemned millions to the suffocating oppression of capricious tyrants. He has only showed contempt for democracy, and in so doing encouraged a wider belief—one peddled by the strong men of the Arab world—that democracy is not always morally good or even desirable. It is this support, as well as the unpredictability and sheer incoherence of the Trump administration, that have allowed Sisi and others to pursue increasingly repressive policies. Tyrants have taken control in Arab states enfeebled by revolution and exploited a world in turmoil and a West mired in populism to hound and put to death those who defy them. Sisi has enjoyed complete impunity already under the Obama administration, even after massacring over 1,000 Egyptians in Rabaa square in August 2013. Now, he punishes dissidents and activists daily; illegal arrests, enforced disappearances, extrajudicial killings have become routine, and his hidden war in the Sinai Peninsula threatens a humanitarian crisis. This unravelling in the Middle East joins the increasing recklessness of North Korea, the rise of China and anger in Europe over immigration and low economic growth to amount to a world in turmoil—one that requires strong moral leadership and the upholding of absolute moral values such as democracy, freedom of expression and the principles underpinning international standards and law. But we have reason to be hopeful. The disgust that followed Khashoggi’s brutal murder proves there is still a line that best not be crossed. Mounting evidence indicates that Khashoggi was tortured, killed and dismembered by Saudi hitmen operating in a sovereign foreign state; such a crime violates every international standard, moral and legal, and threatens international security if its perpetrators are not brought to justice. Trump’s threats against Saudi Arabia mutated into something approaching an endorsement, but the citizens he purports to represent do not share his indifference. The West on the whole realizes the significance of this crime and its implications for the international order and the story of the Arab Spring. But does the West also realize how much autocrats like bin Salman and Sisi rely on the international community’s cover to continue to commit their crimes؟ How come Sisi still enjoys the red carpet reception he got this week in Germany while crimes are still being committed every day in Egypt on his behest؟ Of course, we should raise our voices demanding justice for Jamal; bringing the killers no matter how high they are to justice. But more importantly, we must say clearly that the world must not allow us to we wake up in a few weeks or months to the news of the murder of another Jamal. Let us try not to waste Jamal’s sacrifice. The story is not over. An earthquake—one far larger than that which began in Tunisia is coming. Democracy must be guarded and upheld as a moral virtue independently of any local from culture or context. At the same time, a recalibration of diplomacy in regard of the Middle East, and a renewed focus on the region’s repressive regimes, is vitally necessary if anything resembling a world order is going to be maintained—or indeed, restored. Deep and lasting changes have taken and are taking place in the Arab world, and we cannot simply return to the old order; and the West, however much it strives to overlook the populist’s surge signals for international involvement, cannot ignore developments in the region. They are not stabilizing: they’re escalating.
                  

11-04-2018, 10:41 PM

Asim Ali
<aAsim Ali
تاريخ التسجيل: 01-25-2017
مجموع المشاركات: 13492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ديفيد هيرست: جمال خاشقجي.. العدو الوجودي ل� (Re: Asim Ali)

    المقال نشر على نيوزويك
    مساء الخير اخ ياسر
                  

11-05-2018, 06:39 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ديفيد هيرست: جمال خاشقجي.. العدو الوجودي ل� (Re: Asim Ali)

    تسلم يا عاصم وشكرا لك.

    موقع عربي 21 نشر ترجمة لمقال عمرو دراج:


    ــــــــــــــــــ

    نيوزويك: الشرق الأوسط سيشهد زلزالا أضخم من الربيع العربي
    لندن- عربي21- بلال ياسين# الجمعة، 02 نوفمبر 2018 08:56 م610974
    نيوزويك: الشرق الأوسط سيشهد زلزالا أضخم من الربيع العربي
    دراج: هناك تغيرات عميقة تحدث في العالم العربي- الأناضول
    نشرت مجلة "نيوزويك" مقالا لرئيس المعهد المصري للدراسات، ووزير التخطيط المصري السابق، الدكتور عمرو دراج، يقول فيه إن هناك تغيرات عميقة تحدث في العالم العربي.

    ويبدأ دراج مقاله بالسؤال، قائلا: "من لم يكن سعيدا عندما رأى صور الاحتجاجات والمظاهرات في طول البلاد العربية وعرضها عام 2011؟ حيث كان المجتمع المدني العربي يؤكد أهمية الحكومة المنتخبة في وجه الفساد والاستبداد، في أكثر استعراض ايجابية للفعل الشعبي في عصرنا الحاضر".

    ويستدرك الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بأن "النتائج لم تكن تلك التي قصدت، فدون إجماع ودون قلع جذور الدولة العميقة القديمة، سادت الفوضى، وبرز نظام جديد، نظام مصاب بجنون العظمة، ويعتمد على القمع والأموال الطائلة، وتم استبدال مصر والعراق وسوريا بالإمارات والسعودية، التي عرفت أنظمتها بالاستبداد والثروة النفطية، ويمكننا أن نرى كيفية استعداد السعودية لاستخدام موقعها الجديد".

    ويقول دراج: "الديمقراطية ذاتها الآن تحت التهديد، والشرق الأوسط، مهد الحضارات، هو المكان الأكثر عرضة للخطر، وهو شاهد على الاستبداد الذي يتجذر في المنطقة، وفشل الغرب في اتخاذ الإجراءات المناسبة، وفي الواقع فإن الرئيس دونالد ترامب دعم المستبدين، مثل الجنرال السيسي في مصر، ويستمر في الإصرار على أن هناك علاقات استراتيجية مع السعودية وحاكمها الفعلي محمد بن سلمان، لكن هذا التهاون مع الاستبداد لن يجلب الاستقرار الإقليمي، ولن يخدم المصالح الأمريكية".

    ويؤكد الكاتب أن "ترامب أضعف السلطة الأخلاقية لأمريكا وحلفائها في وقت حرج لهم وللشرق الأوسط، وحكم على الملايين بالعيش في ظل قمع خانق من مستبدين يتبعون نزواتهم، ولم يبد ازدراءه إلا للديمقراطية، وبذلك شجع اعتقادا على نطاق واسع -اعتقادا يسوق له الكثير من المتنفذين في العالم العربي- بأن الديمقراطية ليست دائما جيدة أخلاقيا ولا حتى مرغوبة".

    ويعلق دراج قائلا إن "هذا الدعم، بالإضافة إلى عدم إمكانية التنبؤ والارتباك، اللذين تمتاز بهما إدارة ترامب، التي سمحت للسيسي وغيره بأن يتبعوا سياسات أكثر قمعا، وقد سيطر المستبدون على الدول العربية التي أضعفتها الثورات، واستغلوا الفوضى في العالم والغرب الذي تعكر الشعبوية أجواءه لملاحقة وقتل من يتحداهم، وكان السيسي قد استمتع بإفلات كامل من العقاب تحت إدارة أوباما، وحتى بعد أن قتل ألف مصري في ميدان رابعة في آب/ أغسطس 2013، واليوم فهو يعاقب المعارضين والناشطين كل يوم؛ فأصبحت الاعتقالات غير القانونية والتغييب القسري والقتل خارج القانون أفعالا روتينية، وحربه الخفية في شبه جزيرة سيناء تهدد بكارثة إنسانية".

    ويشير الكاتب إلى أن "حالة التفكك هذه في الشرق الأوسط يصاحبها تزايد في تهور شمال كوريا، وصعود للصين، وغضب في أوروبا ضد الهجرة، ونمو بطيء في الاقتصاد، ليصبح العالم في حالة فوضى، عالم يحتاج إلى قيادة أخلاقية قوية تحافظ على القيم الأخلاقية، مثل الديمقراطية وحرية التعبير والقواعد المؤكد عليها في القانون الدولي".

    ويستدرك دراج قائلا: "لكن لدينا أسباب تجعلنا متفائلين، فالاشمئزاز الذي تسببت به جريمة قتل خاشقجي البشعة تثبت أنه لا يزال هناك خطا يجب عدم تجاوزه، وهناك أدلة متزايدة على أن خاشقجي كان قد عذب وقتل وقطع من فريق الإعدام السعودي في بلد آخر ذي سيادة، ومثل هذه الجريمة تنتهك المعايير الدولية الاخلاقية والقانونية كلها، وتهدد الأمن العالمي إن لم يجلب المجرمون للعدالة، وتحولت تهديدات ترامب للسعودية إلى شيء يقارب المصادقة، لكن المواطنين الذين يدعي أنه يمثلهم لا يشاركونه لامبالاته".

    ويلفت الكاتب إلى أن "الغرب عامة يدرك أهمية هذه الجريمة وتداعياتها للنظام الدولي وقصة الربيع العربي، لكن هل يدرك الغرب أيضا أن المستبدين، مثل ابن سلمان والسيسي، يعتمدون على غطاء المجتمع الدولي للاستمرار في ارتكاب جرائمهم؟ فكيف حظي السيسي باستقبال على السجاد الأحمر هذا الأسبوع في ألمانيا، في الوقت الذي ترتكب فيه الجرائم كل يوم في مصر بأمر منه؟ بالطبع يجب علينا رفع أصواتنا للمطالبة بالعدالة لجمال، ومحاكمة القتلة مهما علت مناصبهم، والأهم من ذلك يجب علينا القول بوضوح بأن على العالم ألا يسمح بأن نصحو يوما بعد أسابيع أو أشهر لنسمع أخبار اغتيال جمال آخر، دعونا لا نضيع تضحية جمال".

    ويجد دراج أن "القضية لم تنته بعد، فإن زلزالا -أكبر بكثير مما بدأ في تونس- سيحدث، يجب حماية الديمقراطية لتدعم بصفتها قيمة أخلاقية بغض النظر عن أي اعتبارات ثقافية أو محلية".

    ويرى الكاتب أنه "يجب في الوقت ذاته إعادة ضبط بوصلة الدبلوماسية بخصوص الشرق الأوسط، والتركيز على الأنظمة القمعية في المنطقة أمر مهم جدا، إن كانت هناك رغبة في الإبقاء على أي شكل من أشكال النظام العالمي أو إعادته".

    ويختم دراج مقاله بالقول إن "هناك تغيرات عميقة تحدث في العالم العربي، ولا يمكن ببساطة العودة إلى النظام القديم، ومهما حاول الغرب أن يتجاوز مؤشرات صعود الشعبويين للتدخل الدولي، فإن الغرب لا يستطيع أن يهمل التطورات في الشرق الأوسط.. فهي لم تستقر بل في حالة تصعيد".
                  

11-05-2018, 06:53 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ديفيد هيرست: جمال خاشقجي.. العدو الوجودي ل� (Re: Yasir Elsharif)

    عمرودراج أخواني معروف، وهذا رأي الاخوان المسلمين طبعا.

                  

11-05-2018, 08:12 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ديفيد هيرست: جمال خاشقجي.. العدو الوجودي ل� (Re: Deng)

    دراج ليس فقط أخ مسلم وإنما كان وزيرا في حكومة مرسي.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de