كتب الإمام الحبيب الصادق المهدي في أمر الآنسة وئام شوقي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 01:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-26-2018, 04:26 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كتب الإمام الحبيب الصادق المهدي في أمر الآنسة وئام شوقي

    04:26 PM September, 26 2018

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قضية الآنسة وئام شوقي
    الإمام الصادق المهدي

    26/9/2018م
    قضية الآنسة وئام شوقي صارت قضية رأي عام، لا يمكن لمثلي أن يسكت عنها وعن تداعياتها، ولا يمكن حصرها بين متفهمين وراجمين.
    إن ما قالته الآنسة وئام في فضائية 24 يمثل ثقافة بدأت تظهر على أقوال وأفعال كثير من أبنائنا وبناتنا. وكثير من الآباء والأمهات يدركون هذه الحقيقة، ففي أوساط بعض الشباب ثورة اجتماعية هي جزء من رفض للواقع الاجتماعي الراهن، ولا يجدي معه التعامل مع الظواهر الفردية مهما انقسم حولها الرأي. بل تمثل المظهر الأخف من عوامل تدل على تغيرات كثيرة في المجتمع السوداني تتطلب تشخيصاً محيطاً، وتعاملاً جاداً مع التحديات التي تواجه مجتمعنا.
    إنها تدور حول عشر مفارقات للواقع الاجتماعي المعهود:
    أولاً: في مناطق كثيرة، لا سيما المناطق المصنفة سابقاً بالمناطق المقفولة ووصفت بالجنوب الجديد في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، حركة تنصير وردة عن العقيدة الإسلامية. حركة تجاوزت المناطق التقليدية فسمعت بأذني في قاعة المصارف في الخرطوم أحد أبناء قبيلة بقارية يقول بلهجته بعقيدة مسيحية. وهنالك مقولة أحد النازحين حيث كتل بشرية بالملايين محرومة عند ما قال له مسؤول حكومي: كيف تمنعون مسؤولين حكوميين من دخول معسكركم وهم مسلمون مثلكم وترحبون بزيارة الكفار؟ رد عليه: واحد قصفك بالقنابل، وأحرق قراك، وشردك، وآخر مد لك يد العون الإنساني غذاء، ودواء، ورعاية. بالله أيهما الكافر؟
    ثانياً: هنالك لأول مرة في أوساط شبابنا المتعلم مجاهرة بالإلحاد، ومجاهرة بعلمانية معادية للدين، فمعلوم أن هنالك علمانية محايدة في أمر الدين ولكن هنالك أخرى معادية للدين.
    ثالثاً: ومن نتائج النزوح السوداني بأعداد كبيرة واستقراره في بلاد غربية أن عدداً كبيراً من أبناء وبنات هؤلاء اللاجئين صاروا مستلبين تماماً. قالت لي سيدة سودانية في مدينة أكسفورد: يا فلان "أولادي هؤلاء دا طرفي منهم" نحن نسكن داراً واحدة ولكن لا نتحدث لغة واحدة، ولا نشترك في قيم واحدة، نعيش مع غرباء. هذا ما كررته لي سيدة في السويد قالت لي عندي ولد وبنت من أنجح الناس في الحياة ولكنهما قالا لي: نحن قد تخلينا من السودان وصرنا سويديين. وفي اجتماع مع بعض الآباء في برلين قالوا لي أوضاعنا المادية والاجتماعية من حيث السكن والرعاية الصحية والتعليم جيدة. ولكن أولادنا ما عادوا أولادنا. هذا اتجاه الاندماج في المجتمعات الغربية على حساب الهوية الدينية والقومية والوطنية.
    رابعاً: ولكن هنالك ردة فعل مضادة في الاتجاه الآخر لدى الشباب الذين وجدوا المجتمعات الغربية طاردة، فصاروا تربة خصبة لتجنيد داعش إذ أن اثنين من أولاد أخ يساري اتجها نحو داعش فمات أحدهما في الميدان والثاني في السجن. هذه الظاهرة التي ظهرت في بعض أبنائنا وبناتنا من أسر ثرية كما في طلاب جامعة د. مامون حميدة.
    خامساً: وكثير من شبابنا دفعه التأزم النفسي إلى تعاطي المخدرات التي صارت منتشرة بصورة وبائية، ويتاجر فيها كثير من القطط البدينة المحمية، حتى قال وزير داخلية سابق: في كل أسرة لدينا الآن مدمن أو مدمنة.
    سادساً: وقال بعض الأطباء النفسيين إن ثلثي شبابنا يعانون من حالات نفسية.
    سابعاً: والنسبة الأكبر من شبابنا لا يشعرون بأن السودان وطنهم، ولأسباب مختلفة هم مستعدون أن يركبوا الأهوال للهجرة لأوربا. مأساة صورها صاحبها في رواية "جعلت البحر وطناً". وقد قابلتُ هؤلاء في كثير من عواصم أوربا وأكثرهم في حالة يرثى لها.
    ثامناً: المشروع الحضاري الذي تأكد لكثيرين أنه يقول ما لا يفعل، فوصل إلى قمة النفاق والتلاعب بالشعار الديني، أفرز عبارات استهزاء بهذا الشعار، مثل تسمية زي معين: الشريعة طرشقت، وآخر فصل الدين من الدولة، وعبارة هذه دقن حميدة وهذه دقن خبيثة وهلم جرا.
    تاسعاً: أما فضيلة فضل الظهر فقد تحولت في المناخ الأخلاقي الهابط إلى ممارسات إجرامية واسعة النطاق.
    عاشراً: نعم هنالك أسباب موضوعية نتيجة للضائقة الأمنية، والضائقة الاقتصادية، وآثار الثقافات الوافدة، وانتشار وسائل الفضائيات ووسائل التواصل الإجتماعي ما صنع مجالاً مفتوحاً لقاعدة واسعة من الشباب لتتأثر وتؤثر بعوامل كثيرة. ولكن هنالك أسباب مهمة طارئة على البلاد، أهمها رفع شعار إسلامي وجعله أساساً لشرعية التمكين واحتكار السلطة والمال، ما أدى لردة فعل مضادة، وصدود عن الشعار الإسلامي من باب:
    إذا فعل الفتى ما عنه ينهى​فمن جهتين لا جهة أساء
    هذا والمؤسسة الدينية الرسمية، الموصوفة بعبارات ضخمة وإدعاءات كبيرة، تسكت عن أسوأ أنواع المظالم، بل تقبل وظائف الظلمة، ولا تعترض على ممارساتهم إذ يقتلون المواطنين، وينهبون المال العام، ويسومون شرف الوطن في الخارج، يسكتون عن أية نصيحة أو نقد، يمارسون إجماعاً سكوتياً على كبائر الكبائر، وينشطون في إدانة اللمم في الأزياء، أو في الكلام عن المساواة في حقوق وواجبات الزوجية.
    وهم إذ يفعلون هذا مع أوضاع العالم المعاصر إنما يصنعون لضحاياهم بطولة في عالم اليوم كما كان في حال مريم، ولبنى، وغيرهما.
    ختاماً: في هيئة شؤون الأنصار سوف ندعو لحلقة دراسية لتشخيص الحالة الدينية والاجتماعية في السودان وتقديم المشروع البناء المنشود.

    والله ولي التوفيق




















                  

09-26-2018, 11:06 PM

حسن ادم محمد العالم

تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتب الإمام الحبيب الصادق المهدي في أمر ال� (Re: زهير عثمان حمد)

    شنو علمانية محايدة في امر الدين. وعلمانية معادية في امر الدين
    شنو مفهوم العلمانية عن سيد صادق
    اعتقد إنّو ما كتبه سيد صادق في موضوع وئام كخطاب محتاج لإعادة تفكيك
    حتي ندرك ماذا يريد ان يقول سيد صادق في الظواهر او سميها التحولات
    التي حدثت في عهد الانقاذ تحديدا المؤسسة الدينية
    وأين موقع خطاب سيد صادق من هيئة علماء الدين هل هو قريب ام بعيد
    ام هو نفس خطاب المؤسسة الدينية الحاكمة
                  

09-26-2018, 11:33 PM

حسن ادم محمد العالم

تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتب الإمام الحبيب الصادق المهدي في أمر ال� (Re: حسن ادم محمد العالم)

    كل الضجيج الذي أثير عقيب برنامج شباب توك، والذي اتخذ من الشابة وئام شوقي تخت تصويب، والذي يعكس في ظاهره غضبا غوغائيا ومؤسسيا، ما هو في الحقيقة إلا انعكاس للرعب الذي أخذ بتلابيب المؤسسة الدينية الرسمية التي كانت حتى وقتا قريبا تظن أنها "الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس"!
    فهذه المؤسسة الحاشدة بطبقة ما يسمى بعلماء الدين، كانت ولازمان طويلة تحتكر المعرفة الدينية وتبيعها كسلعة مدفوعة الثمن في شكل فتاوى وغسيل دماغ عبر قنوات الدولة المختلفة بدءا بالتعليم وانتهاءا بخطب الجمعة المكرورة والمحتشدة بكل ما لا علاقة له بهموم الناس. نجح الامتياز الحصري للمعرفة الدينية من قبل هذه المؤسسة في خلق رهاب سايكولوجي حيال أفرادها، من قبل العامة، والتي بالمقابل استكانت لجهلها بأمور الدين، وأصبحت عالة على هذه المؤسسة التي استثمرت في جهلهم لإحكام قبضتها على وعيهم ومن ثم تدجينهم لصالح المؤسسة السياسية المتواطئة معها.
    بظهور الإنترنت والحق في امتلاك المعرفة وبسطها للجميع، فقدت المؤسسة ركنا ركينا من قوتها وسلطانها، الا وهو احتكار المعرفة والحقيقة، وبالمقابل عمل هذا الواقع لتمكين العامة من الحصول على ما كان في حكم "سر الاسرار" الإلهية، ولم يعد الحصول على أمهات الكتب الفقهية والكلاسيكيات الإسلامية يستدعى الالتحاق بجامعة الأزهر أو أم القرى أو محمد بن عبد الوهاب أو جامعة القرأن الكريم بالسودان...الخ من منابر السلطة المعرفية الدينية. ولم يعد بالإمكان التستر على المسكوت عنه في التاريخ الاسلامي، وممارسة الحذف والانتقاء في علوم الدين كما كان يحدث من قبل. كما صار عسيرا تمرير الأيديولوجيا وتسويقها للعامة على أنها الدين.
    صار نقاش الدين في أركان الكرة الأرضية الأربع هو الموضوع المفضل للمسلمين في السوشيال ميديا، اينما كانوا وحيثما حلوا. ففضاء الحرية غير المشروط والعصي على اكراهات السلطة الدينوسياسية انتج شكلا مختلفا للتعاطي مع الدين خارج اطره الرسمية المتعارف عليها، فظهرت القروبات المختلفة التي تتناول موضوعات الدين بجرءة وشغف مبعثه في الغالب دهشة الاكتشاف الاولى لحقائق مغيبة بقصد التضليل، أو مخافة "الفتنة"، لك ما شئت. تشكل شريحة الشباب من الجنسين الغالبية العظمى لأعضاء هذه القروبات، وربما كان هذا مدعاة لسيادة النزعة السفسطائية للنقاش، الذي تسيطر عليه عقلية الانتصار بتسديد الضربة القاضية، لا بأس، فتلك هي البدايات الحتمية لتأصيل المعرفة و لتعلم ديمقراطية الحوار المفتوح، الذي سيفضي لا محالة لاحترام الاختلاف كحق وجودي أصيل.
    هذا الواقع الجديد المستمد من هيمنة العولمة كنسق ثقافي، اقتصادي وسياسي يسود عالم اليوم، لم يأت هذه المرة على هوى المؤسسة الدينية التقليدية التي اعتاشت لأزمان طويلة على جهل الناس بدينها، فاحكمت قبضتها عليهم، وها هي اليوم ترى بأم أعينها انصراف الأجيال الجديدة عنها إلى غير رجعة، غير هيابيين أو وجليين من جرأة امتلاك المعرفة الدينية بالأصالة عن انفسهم، وليس عبر الوساطة الكهنوتية، كما جرت العادة.
    لم استغرب ردود أفعال المؤسسة الدينية ومن يوالونها حيال وئام وصويحباتها، فالأمر بالنسبة لهم أكبر وأخطر من "صفاقة" مراهقة لم تراعي "الادب" وحقوق "القوامة" لصاحب اللقب المبجل "رئيس هيئة علماء السودان"، فهو هذه المرة ينطلق من رعب حقيقي اذا فقدان السلطة المعنوية والمادية أمام هؤلاء الشباب الذين لا يهابون المواجهة الفكرية على الملأ والتي كانت حتى وقت قريب من ضروب المستحيلات. فالمؤسسة التي تعودت على الاستاذية ونسق خطابها المسقط في شكل حقائق ناجزة ونهائية على العامة الصامتة والمتلقية باذعان، لم يدر بخلدها أن تجر لمحاورة تتساوى فيها الأكتاف، وتتلاشى فيها الفوارق الطبقية والامتيازات المهنية. لذلك لا غرابة، أن يأتي رد رئيس هيئة العلماء يحمل نبرة الأسف على قبوله "مؤامرة جره" إلى هذه المحاورة. ومن الواضح هنا أن الأسف متعلق تحديدا باهتزاز المكانة التي كانت تمتن دائما بالمسافة المحفوظة بين العالم والعامة، تقرأ الرجرجة والدهماء، فهم يحفظون عن ظهر قلب كتاب (لجم العوام عن علم الكلام) للامام الغزالي.
    عبد الحي يوسف في محاولة رخيصة وفجة، كما هي العادة في خطابه، حاول استثارة العامة باستخدام كلمة "الالحاد" في محاولة يائسة لدمغ المشاركات في الندوة، من جهة، وحفظ ماء شيخهم الأكبر، من جهة أخرى. ولكنه كالعادة لم ينسى تشيئة المرأة، كنزعة تحقيرية متأصلة في خطابه، فوصفهن بالشمطاوات، وكأن تهمة الالحاد لوحدها لا تشفي غليله.
    من المؤكد أن المعركة لم تنتهي بعد، فالأمر بالنسبة للمؤسسة الدينية هو مسألة حياة أو موت: فالتهديد هذه المرة يستدعي استخدام كل الوسائل الفتاكة للمحافظة على المصالح المادية والمعنوية التي ظلت تتمتع بها هذه الجماعة منذ عقود طويلة، ولكن بالمقابل لم تعد الأمور كما كانت في السابق، فالوعي طوفان يصعب حصاره، وملفات الpdf تغص بها الشبكة العنكبوتية، حلالا بلالا، لمن يرغب، والسلطة السياسية التي كانت تعول عليها المؤسسة الدينية كذراع باطشة وقت اللزوم، هي الأخرى أكثر عجزا عن محاصرة هذا الوعي الذي لم يقتصر تهديده فقط على المؤسسة الدينية بل على دولة ما بعد الاستعمار ذات نفسها. ولن ننسى بالطبع ذكر أن هذا الحق في المعرفة مصون بسلطة المجتمع الدولي التي لم تعد تتردد في التدخل والحماية، متى ما دعا الداعي، مما يزيد من شقاء وهشاشة هذه المؤسسة التي تعيش اسواء فترات حياتها، منذ إنشائها.

    عبد الخالق السر
                  

09-26-2018, 11:33 PM

حسن ادم محمد العالم

تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتب الإمام الحبيب الصادق المهدي في أمر ال� (Re: حسن ادم محمد العالم)

    كل الضجيج الذي أثير عقيب برنامج شباب توك، والذي اتخذ من الشابة وئام شوقي تخت تصويب، والذي يعكس في ظاهره غضبا غوغائيا ومؤسسيا، ما هو في الحقيقة إلا انعكاس للرعب الذي أخذ بتلابيب المؤسسة الدينية الرسمية التي كانت حتى وقتا قريبا تظن أنها "الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس"!
    فهذه المؤسسة الحاشدة بطبقة ما يسمى بعلماء الدين، كانت ولازمان طويلة تحتكر المعرفة الدينية وتبيعها كسلعة مدفوعة الثمن في شكل فتاوى وغسيل دماغ عبر قنوات الدولة المختلفة بدءا بالتعليم وانتهاءا بخطب الجمعة المكرورة والمحتشدة بكل ما لا علاقة له بهموم الناس. نجح الامتياز الحصري للمعرفة الدينية من قبل هذه المؤسسة في خلق رهاب سايكولوجي حيال أفرادها، من قبل العامة، والتي بالمقابل استكانت لجهلها بأمور الدين، وأصبحت عالة على هذه المؤسسة التي استثمرت في جهلهم لإحكام قبضتها على وعيهم ومن ثم تدجينهم لصالح المؤسسة السياسية المتواطئة معها.
    بظهور الإنترنت والحق في امتلاك المعرفة وبسطها للجميع، فقدت المؤسسة ركنا ركينا من قوتها وسلطانها، الا وهو احتكار المعرفة والحقيقة، وبالمقابل عمل هذا الواقع لتمكين العامة من الحصول على ما كان في حكم "سر الاسرار" الإلهية، ولم يعد الحصول على أمهات الكتب الفقهية والكلاسيكيات الإسلامية يستدعى الالتحاق بجامعة الأزهر أو أم القرى أو محمد بن عبد الوهاب أو جامعة القرأن الكريم بالسودان...الخ من منابر السلطة المعرفية الدينية. ولم يعد بالإمكان التستر على المسكوت عنه في التاريخ الاسلامي، وممارسة الحذف والانتقاء في علوم الدين كما كان يحدث من قبل. كما صار عسيرا تمرير الأيديولوجيا وتسويقها للعامة على أنها الدين.
    صار نقاش الدين في أركان الكرة الأرضية الأربع هو الموضوع المفضل للمسلمين في السوشيال ميديا، اينما كانوا وحيثما حلوا. ففضاء الحرية غير المشروط والعصي على اكراهات السلطة الدينوسياسية انتج شكلا مختلفا للتعاطي مع الدين خارج اطره الرسمية المتعارف عليها، فظهرت القروبات المختلفة التي تتناول موضوعات الدين بجرءة وشغف مبعثه في الغالب دهشة الاكتشاف الاولى لحقائق مغيبة بقصد التضليل، أو مخافة "الفتنة"، لك ما شئت. تشكل شريحة الشباب من الجنسين الغالبية العظمى لأعضاء هذه القروبات، وربما كان هذا مدعاة لسيادة النزعة السفسطائية للنقاش، الذي تسيطر عليه عقلية الانتصار بتسديد الضربة القاضية، لا بأس، فتلك هي البدايات الحتمية لتأصيل المعرفة و لتعلم ديمقراطية الحوار المفتوح، الذي سيفضي لا محالة لاحترام الاختلاف كحق وجودي أصيل.
    هذا الواقع الجديد المستمد من هيمنة العولمة كنسق ثقافي، اقتصادي وسياسي يسود عالم اليوم، لم يأت هذه المرة على هوى المؤسسة الدينية التقليدية التي اعتاشت لأزمان طويلة على جهل الناس بدينها، فاحكمت قبضتها عليهم، وها هي اليوم ترى بأم أعينها انصراف الأجيال الجديدة عنها إلى غير رجعة، غير هيابيين أو وجليين من جرأة امتلاك المعرفة الدينية بالأصالة عن انفسهم، وليس عبر الوساطة الكهنوتية، كما جرت العادة.
    لم استغرب ردود أفعال المؤسسة الدينية ومن يوالونها حيال وئام وصويحباتها، فالأمر بالنسبة لهم أكبر وأخطر من "صفاقة" مراهقة لم تراعي "الادب" وحقوق "القوامة" لصاحب اللقب المبجل "رئيس هيئة علماء السودان"، فهو هذه المرة ينطلق من رعب حقيقي اذا فقدان السلطة المعنوية والمادية أمام هؤلاء الشباب الذين لا يهابون المواجهة الفكرية على الملأ والتي كانت حتى وقت قريب من ضروب المستحيلات. فالمؤسسة التي تعودت على الاستاذية ونسق خطابها المسقط في شكل حقائق ناجزة ونهائية على العامة الصامتة والمتلقية باذعان، لم يدر بخلدها أن تجر لمحاورة تتساوى فيها الأكتاف، وتتلاشى فيها الفوارق الطبقية والامتيازات المهنية. لذلك لا غرابة، أن يأتي رد رئيس هيئة العلماء يحمل نبرة الأسف على قبوله "مؤامرة جره" إلى هذه المحاورة. ومن الواضح هنا أن الأسف متعلق تحديدا باهتزاز المكانة التي كانت تمتن دائما بالمسافة المحفوظة بين العالم والعامة، تقرأ الرجرجة والدهماء، فهم يحفظون عن ظهر قلب كتاب (لجم العوام عن علم الكلام) للامام الغزالي.
    عبد الحي يوسف في محاولة رخيصة وفجة، كما هي العادة في خطابه، حاول استثارة العامة باستخدام كلمة "الالحاد" في محاولة يائسة لدمغ المشاركات في الندوة، من جهة، وحفظ ماء شيخهم الأكبر، من جهة أخرى. ولكنه كالعادة لم ينسى تشيئة المرأة، كنزعة تحقيرية متأصلة في خطابه، فوصفهن بالشمطاوات، وكأن تهمة الالحاد لوحدها لا تشفي غليله.
    من المؤكد أن المعركة لم تنتهي بعد، فالأمر بالنسبة للمؤسسة الدينية هو مسألة حياة أو موت: فالتهديد هذه المرة يستدعي استخدام كل الوسائل الفتاكة للمحافظة على المصالح المادية والمعنوية التي ظلت تتمتع بها هذه الجماعة منذ عقود طويلة، ولكن بالمقابل لم تعد الأمور كما كانت في السابق، فالوعي طوفان يصعب حصاره، وملفات الpdf تغص بها الشبكة العنكبوتية، حلالا بلالا، لمن يرغب، والسلطة السياسية التي كانت تعول عليها المؤسسة الدينية كذراع باطشة وقت اللزوم، هي الأخرى أكثر عجزا عن محاصرة هذا الوعي الذي لم يقتصر تهديده فقط على المؤسسة الدينية بل على دولة ما بعد الاستعمار ذات نفسها. ولن ننسى بالطبع ذكر أن هذا الحق في المعرفة مصون بسلطة المجتمع الدولي التي لم تعد تتردد في التدخل والحماية، متى ما دعا الداعي، مما يزيد من شقاء وهشاشة هذه المؤسسة التي تعيش اسواء فترات حياتها، منذ إنشائها.

    عبد الخالق السر
                  

09-27-2018, 01:09 AM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3486

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتب الإمام الحبيب الصادق المهدي في أمر ال� (Re: حسن ادم محمد العالم)

    هذه اللغة يا زهير، لا تشبه كتابات السيد الصادق
                  

09-27-2018, 02:03 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17155

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتب الإمام الحبيب الصادق المهدي في أمر ال� (Re: أبوبكر عباس)

    هذه المقال نشر في عدة مواقع وقد انزل في بعضها بواسطة كوادر أنصارية وحزب أمة معروفة ،،،
    صحيح انا هناك ملاحظات علي التركيب اللغوي والاسلوب والتناول في مواضيع قليلة منها —عبارة لايمكن لمثلي السكوت عليها )
    وإشارته لانتماء ابناء كادر يساري لداعش -والكادر والقيادي اليساري معروف وقصة أولاده معروفة!! وليس من عادة الصادق المهدي ان يشخص ويعين الأمور بمثل هذه. الطريقة السافرة !! وبرضو مسالة حكت لي سيدة في المدينة الغربية الفلانية والعلانية و .. وذكر المدن بطريقة نشرة الأحوال الجوية لا تشبه الصادق المهدي ،،.—عبارة سمعت بأذني في قاعة المصارف احد أبناء البقارة ....) عبارة غريبة عليه !!
    ولكن هناك نقاط عديدة تشابه خطاب الصادق. المهدي وخطه !!
                  

09-27-2018, 02:03 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17155

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتب الإمام الحبيب الصادق المهدي في أمر ال� (Re: أبوبكر عباس)

    هذه المقال نشر في عدة مواقع وقد انزل في بعضها بواسطة كوادر أنصارية وحزب أمة معروفة ،،،
    صحيح انا هناك ملاحظات علي التركيب اللغوي والاسلوب والتناول في مواضيع قليلة منها —عبارة لايمكن لمثلي السكوت عليها )
    وإشارته لانتماء ابناء كادر يساري لداعش -والكادر والقيادي اليساري معروف وقصة أولاده معروفة!! وليس من عادة الصادق المهدي ان يشخص ويعين الأمور بمثل هذه. الطريقة السافرة !! وبرضو مسالة حكت لي سيدة في المدينة الغربية الفلانية والعلانية و .. وذكر المدن بطريقة نشرة الأحوال الجوية لا تشبه الصادق المهدي ،،.—عبارة سمعت بأذني في قاعة المصارف احد أبناء البقارة ....) عبارة غريبة عليه !!
    ولكن هناك نقاط عديدة تشابه خطاب الصادق. المهدي وخطه !!
                  

09-27-2018, 02:40 AM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3486

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتب الإمام الحبيب الصادق المهدي في أمر ال� (Re: كمال عباس)

    يا زهير، أنت صحفي محترف،
    جيب رابط نشر المقال الأصلي

    سودانيز طبعاً تختلف عن الوسائط الأخرى التي بها الحبل متروك على الغارب.
                  

09-27-2018, 04:03 AM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتب الإمام الحبيب الصادق المهدي في أمر ال� (Re: أبوبكر عباس)

    يا ابوبكر
    كاتب المقال هو السيد الصادق المهدى

    محمد دودى
    عضو حزب الامه القومى وانصارى ملتزم
                  

09-27-2018, 06:13 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتب الإمام الحبيب الصادق المهدي في أمر ال� (Re: Mohamed Doudi)

    سلام للجميع

    أعتقد أن المقال كتبه السيد الصادق المهدي وهو تحليل جيد بلا شك. في كتاب "رسالة الصلاة" الصادر عام 1966، تحدث الأستاذ محمود عن الظاهرة التي كتب عنها السيد الصادق الآن: "ففي أوساط بعض الشباب ثورة اجتماعية هي جزء من رفض للواقع الاجتماعي الراهن".
    فماذا قال الأستاذ محمود:


    ومنطقة الكبت، في صدر كل منا، عبارة عن سجن رهيب.. أشد رهبة من سجن ((الباستيل)) المشهور.. وهو سجن مظلم، لا يصل إليه النور، ولا الهواء.. وقل أن تصل إليه، من الخارج، الأصوات.. وقد زج في هذا السجن بأبرياء، ومظاليم، وأحرار، بغير محاكمة وقام على أبوابه سجانون عتاة، أشداء، أرهبوا السجناء، وأذلوهم، واضطروهم إلى الطاعة، ففقدوا الحرية، وفقد بعضهم الحركة.. ولكنهم لا يزالون، جميعهم، أحياء يتطلعون ليوم الإنعتاق، وأمامهم إحدى خطتين: إما أن يثوروا بالسجانين والحراس، ويقتحموا أبواب السجن، فتسيل بهم الشوارع سيلا بشريا مجتاحا، أو أن يجدوا العدل منا، والإنصاف، والتفهم العميق.. وفي سبيل هذا التفهم برزت في أروبا، وفي أمريكا، أساليب من الحياة، والفكر، كأساليب ((الهيبيز)) وأساليب ((اللامعقول))، ولكنها أساليب تدل على الحيرة، وعلى القلق، وعلى الجهل بأصل المشكلة.. ومع ذلك فإنها تملك فضيلة الاعتراف بهذه المأساة، في حياتنا، التي تحاول الكثرة الغالبة تجاهلها.. ومن أجل ذلك فإنا لا نعتبر حركات الشباب، التي تتجه اتجاه ((الهيبيز)) علامة مرض، وإنما هي عندنا علامة صحة.. وهذا هو الذي جعلنا نجزم بأنا نعيش الآن في أخريات أيام مرحلة التطور العضوي - العقلي..
                  

09-27-2018, 08:38 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتب الإمام الحبيب الصادق المهدي في أمر ال� (Re: Yasir Elsharif)

    شكرا يا حسن آدم محمد العالم على وضع المقال المتميز للكاتب المتميز عبد الخالق السر له ولك التحية.

                  

09-27-2018, 11:55 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتب الإمام الحبيب الصادق المهدي في أمر ال� (Re: Yasir Elsharif)

    السيد الصادق المهدي وكأنه في هذا المقال يريد ان يدين ما قمت به البطلة وئام شوقي، لأنه أشار الى سلوكيات كثيرة وهوبالطبع يعتبرها سلوكيات سالبة رغم اتفاقي مه في بعضها.
    لم يتجرء الصادق المهدي على إنتقاد ما يسمى ب هيئة علماء السودان مباشرة، رغم انه شخصن القضايا عندما ضرب بعض الأمثلة .
    رغم ان مقال السيد الصادق المهدي ، هو عن وئام شوقي إلا انه لم يتحدث عن الواقعة نفسها وعن ما ذكرته وئام شوقي من حقائق.
    رغم ان الصادق المهدي رجل دين وسياسة ولكني اجده تغاضى تماما عن ردود الأفعال التي صدرت بعد تلك الحادثة، خصوصا من جماعات الهوس الديني والمتشددين.
    بصراحة الصادق المهدي رغم انه حاول ان يدين النظام، إلا انه يلوم الضحية.

                  

09-27-2018, 06:53 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتب الإمام الحبيب الصادق المهدي في أمر ال� (Re: Deng)

    أضعف مقال اقرأه للامام الصادق المهدى
    على الامام ان يراجع نفسه فكتاباته بدأت تفقد وزنها وبريقها
                  

09-27-2018, 07:10 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتب الإمام الحبيب الصادق المهدي في أمر ال� (Re: علاء سيداحمد)

    الإمام الصادق المهدى فى مقاله المنشور إستعرض معطيات رصدها .. وأنا أقراءها حسبتها مقدمة طويلة وشلت هم قراءة مقال طويل جدا عندما يأتى للتشخيص ووضع الأسباب والمسببات والحلول .. ولكن فوجئت مرة اخرى بأن المقال قصير إقتصر على المعطيات Input وأنه سيقوم لاحقا سيتناولها عبر قنوات الحزب .. زى الزول الفجأة إذكر مواعيد أو جوهو ضيوف فقطع المقال .. إستهلاليته بأن مثله لا يمكن أن يسكت .. ولكنه بالفعل سكت فى كل ما سطره.

    (عدل بواسطة نادر الفضلى on 09-29-2018, 00:00 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de