ان ترشيح البشير لدورة ثانية ليس امرا خاصا بحزب المؤتمر الوطنى كما افاد الخضر رئيس القطاع السياسى فى الحزب وهو يعلق على الموقف القوى الذي عبرت عنه قطاعات واسعة من المجتمع افرادا ومؤسسات وهيئات ، فالامر ليس متعلقا برئاسة لجنة داخلية فى الحزب ولاهيئة خاصة يا دكتور ، ولو كان كذلك لأمكن القول ان كلامك لايخلو من وجاهة فما بالك والامر يرتبط بالوطن ككل والمعاناة التى يعيشها الناس أحد أهم أسبابها استمرار حكم الرئيس البشير ؟ وهذه اصوات تصدر عن شخصيات معتبرة فى الحركة الاسلامية وفى الحزب الحاكم نفسه فيهم من يتحفظون على الخطوة وفيهم من يعترضون عليها جهرة فهل تستطيع ان تطالبهم بالسكوت او القول لهم لا شان لكم فهذا شان داخلى ؟ لن تستطيع سواء كانوا ملتزمين سياسيا بحزبك او مخالفين لك فهم وغيرهم كثيرون يرون ان الامر يهم كل الشعب ، ولو ان الترشح لم يكن لرئاسة الجمهورية لما سالكم أحد ، وأنت تدرى ذلك وتعلم أن قولك ليس دقيقا ، خذ مثلا الدكتور امين حسن عمر الذى قال بصوت واضح وقوى ان حزبا يحترم نفسه لايمكن ان يعمل على مخالفة الدستور وهو ما وقع فيه حزبه فهل قوله صحيح ام خاطئ؟ نعم يمكنك القول انه مهما كان رايا قويا وعنيفا ومخالفا فسيبقى صادرا عن شخص من داخل الحزب وفى النهاية سيكون ملتزما بقرارات مؤسسات الحزب ويحتفظ برايه الخاص طالما اتخذ حزبه قرارا مخالفا له ، ولكن لايمكن قول هذا الكلام فى حق اخرين جاهروا برفضهم للخطوة التى ينوى الحزب الحاكم الاقدام عليها ولن يستطيع الدكتور عبد الرحمن الخضر ومن يرى رأيه تجاهل اراء واضحة لشخصيات بارزة فى الحركة الاسلامية كالدكتور الطيب زين العابدين والدكتور عبد الوهاب الافندى وغيرهما ممن يعرف الدكتور الخضر وزنهم ومكانتهم .
نعم هناك احزاب فى المنظومة الموالية للحزب الحاكم والمتحالفة معه قررت دعم ترشيح الرئيس البشير لدورة جديدة وممن صرحوا بوضوح بتتاييدهم الخطوة امين عام الحزب الاتحاد الديموقراطى وزير الاعلام الدكتور احمد بلال عثمان ، وايضا ايد الخطوة القيادى فى حزبه وزير الصحة الاستاذ بحر ادريس ابوقردة وغيرهما ممن تحالفوا مع المؤتمر الوطنى ، وهناك اخرون سكتوا حياء ولم يستطيعوا التعبير صراحة عن رايهم فلا هم اعترضوا جهرة ولا استطاعوا التاييد العلنى المباشر للخطوة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر وزير الحكم المحلى بولاية الخرطوم القيادى فى حزب الامة الاستاذ حسن اسماعيل ، ونحن هنا لا نطعن فى مواقف المؤيدين لقرار المؤتمر الوطنى من خارجه ولا نقلل من مستوى ارائهم لكننا نسال الدكتور عبد الرحمن الخضر هل من الانصاف ان ترضى من تعبير هؤلاء عن رايهم ولا تقبل قول المناهضين لرؤيتكم ؟ كيف يستقيم ان تقول ان ترشيح الرئيس البشير لدورة رئاسية جديدة شأن حزبى ولا علاقة للاخرين به وانت تعلق على رفض قطاع واسع للخطوة وفى نفس الوقت لم تقل - انت ولا غيرك من قيادات حزبك لمن دعموا فكرتكم وايدوا رؤيتكم لم تقل لهم شكرا فالامر لايخصكم ، وطالما انتم لستم فى المؤتمر الوطنى فاسكتوا ولا شان لكم بالامر ، اليس من الانصاف يادكتور الخضر ان تطالب الجميع بالسكوت او تقبل اراء الجميع ؟ هل انت ممن يعملون بازدواجية المعايير ؟
حركة الاصلاح الآن احد الفاعلين فى الحوار الوطنى الذى اعتمده الحزب الحاكم والرئيس البشير شخصيا لتبييض وجه الحكومة وسط السخط الشعبى والافتضاح الخارجى ، وقد اجتهد زعيمها الدكتور غازى صلاح الدين شخصيا ضمن اخرين فى اخراج المسالة وفقا لما ارادته الحكومة وهو من حلفاء الحكومة الذين يعول عليهم الحزب الحاكم كثيرا فى ايصال رؤاه الى المعارضة والآن يتفاجأ الحزب الحاكم بصوت لم يكن يتوقع ان يعارض خطوة اعادة ترشيح الرئيس البشير الا وهو صوت حركة الاصلاح الان التى انتقدت ترشيح الرئيس واعتبرته مخالفا للدستور ، وسنقرأ معا خبرا عن بيان الحركة وهذا هو الخبر :
أعلنت حركة الإصلاح الآن بقيادة غازي صلاح الدين، رفضها قرار شورى المؤتمر الوطني بإعادة ترشيح البشير لإنتخابات 2020، وعدته مخالفا للدستور .
ويدل على إن المؤتمر الوطني غير قادر على إيجاد مرشح رئاسي بديل للبشير، كما يدل بالضرورة على أن الحزب الحاكم لا يملك حلولا لمشكلات البلاد .
وقالت الحركة في بيان لها، ان خطوة الحزب الحاكم بإعادة ترشيحه للبشير، إستخفاف بقيمة الشراكة التي تأسست في الحوار الوطني، وقال البيان وبحسب صحيفة مصادر، الذي صدر عن المكتب السياسي لحركة الإصلاح الآن، أن الحركة برئاسة غازي صلاح الدين ستعمل مع بقية القوى السياسية الأخرى لإجهاض هذا القرار بكل الطرق السلمية وأدوات العمل السياسي.
ماذا ستقول لهم يا دكتور الخضر؟ هل تقبل منهم كما قبلت من الدكتور ابو قردة وبحر ادريس ابو قردة وغيرهما ام تكون عنيفا فى وجههم كما علقت على موقف المعارضين علنا بعنف ؟ دع التناقض يا دكتور وابتعد عنه يكن اصلح لك وافضل لحزبك والا فانت وحزبك الخاسران
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة