عندما بدأت الماريوانا أو الحشيش أو ما يعرف فى السودان بالبنقو، فى الظهور فى الأسواق و المجتمعات إتجه الناس لتعاطى البنقو بصورة كبيرة إنخفضت معها مبيعات الخمور الأمر الذى تسبب فى كساد تجارة الكحوليات و أصاب أصحابها بخسائر ضخمة .. دفعت تلك الأضرار أصحاب صناعة الخمور للعمل على مجابهة ذلك الخطر الداهم بعمل مضاد يضمن إستمرار تجارتهم و أرباحها .. فكان أن قاموا بدفع أموال ضخمة للقانونيين و أعضاء البرلمانات التشريعية و السياسيين و الإعلاميين و تعبئتهم لمناهضة البنقو حتى تمكنوا من إستصدار قوانين تحرم تجارة و تعاطى البنقو و وتضعه فى خانة المخدرات المخلقة الخطيرة مثل الهيروين و الكوكايين و بذلك تمكنوا باستخدام القانون من إرهاب كل من يتاجر أو يتعاطى البنقو بل و واصلوا حملتهم للتأثير على كل الدول لتجريم كل ما يتعلق بتجارة الماريوانا .. و الآن و بعد أن أتبتت الدراسات أن البنقو ليس بذلك السوء الذى وصفوهوا و أنه لا يسبب الإدمان كما صوروهوا بل ثبت أن له فوائد طبية كمسكن للآلام فى حالات مرضى السرطان و الهابيتايتس سى و مخفف و مانع من تتطور بعض الأمراض مثل الجلوكوما أو "الموية السوداء" المسئولة عن أكثر من تسعين بالمائة من حالات العمى فى العالم .. و لدينا فى كندا تتجه سياسة الدولة إلى رفع القوانين المقيدة لتداول البنقو و أصبحت هنالك مواقع مخصصة لتعاطى البنقو كما هو الحال فى ولاية فانكوفر كما أنه صار مسموحا للأفراد فى ولاية أونتاريو حيازة كمية محدودة من البنقو للإستعمال الشخصى كما أنه بات متوفرا فى الصيدليات و يتم صرفه بروشتة من الطبيب المعالج ..
بعد عودتى الأخيرة من السودان قمت بعمل فحوصات طبية عامة أظهرت إرتفاع فى ضغط عينى و كان البنقو من خيارات العلاج للسيطرة على إرتفاع ضغط العين إلا أننى إكتفيت بإستعمال قطرة يومية لأن علاج الماريوانا يحتاج لتدخين أربعة إلى ستة سيجارات فى اليوم للحصول على المفعول المطلوب.. كما أذكر أيضا إبان عملى بإدارة السجون الفيدرالية بكندا كنا نقوم بعمل تفتيش عام للسجن من حين لآخر بحثا عن الأسلحة البيضاء و الخمرة المصنعة داخل السجن من تخمير عصيرات الفواكه و كانت التوجيهات ألا نلقى بالا للعثور على الماريوانا لأن مدخنوها كانوا هم الأكثر هدوءا داخل السجن بينما يكون متعاطوا "المريسة" هم الأشد عنفا و الأكثر عدوانية..
و الحال كذلك .. و العالم يتجه لتقنين تعاطى البنقو و إستخدامه طبيا نجد أن البنقو السودانى واحدا من أفضل "البنقوات" فى العالم نسبة لدرجة التركيز العالية لمادة ال THC فيه وهى التى يتم إستخراجها فى مصانع الأدوية و إستخدامها فى العقاقير الطبية .. ولقد علمت أن هنالك شركة صيدلة عالمية أوروبية تريد شراء البنقو المصادر بواسطة السلطات فى السودان بدلا عن إبادته فلماذا لا يكون هنالك إتجاه رسمى لدراسة هذا الأمر للإستفادة من تصدير البنقو السودانى أو بناء مصنع مخصص لإستخراج مادة التى إتش سى من البنقو السودانى وبيعه كمادة خام لشركات تصنيع الأدوية و العقاقير الطبية فى أوروبا ودول الغرب و لكم أن تتخيلوا حجم تجارة الصادر و حجم العائد من العملة الصعبة و التى حتما ستغطى العجز الذى حدث بعد توقف تصدير البترول..
كلمة أخيرة .. لا أنسب فضل هذا الإقتراح لنفسى فقد سبقنى إليه أخى و صديقى سعادة الفريق شرطة بحر فى زاويته "شوارياكو" التى كان يكتبها سابقا بصفحة ضباط الشرطة بالمعاش بجريدة السودانى
الجماعه ديل مايقومو زى عادتهم يعملوها استثمار ويجيبوا مستثمرين من كولمبيا وجمايكا وافغانستان يشتروا او يحتكروا اراضى لسنين طويله لمشاريعهم ولا تبقى زى التعدين الاهلى الناس تقع الخلا وينسو قدر الفضل من انواع الزراعه التانيه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
Asim Ali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست