|
سورة يس ... الشمس تجرى لمستقرٍ لها !
|
00:50 AM July, 31 2018 سودانيز اون لاين بدر الدين العتاق-مصر مكتبتى رابط مختصر سورة يس ... الشمس تجرى لمستقرٍ لها !
كتب مهندس / بدر الدين العتاق
email : [email protected]
سورة " يس " ، تتحدث عن الملكوت الكبير العظيم The kingdom of great Grand ، فى خلقه للوجود وما بث فيه ، وما وعد وأنذر ، وما برأ وذرأ ، ولا تتحدث مطلقاً عن النبى الكريم ، محمد بن عبد الله ، عليه السلام ، إلا فى قوله تعالى : { وما علمناه الشعر وما ينبغى له إن هو إلا ذكرٌ وقرآنٌ مبين } ، ليفيد مناط التكليف الكبير والتبليغ الأعظم عنه فى مقام الملكوت كما خاطبنا من طريقه لمناط التكليف الكبير والتبليغ العظيم بسورة الملك ، ليمنع أى مخلوق بأن يقول ما يقول عنه ما ليس فيه من أنه شاعٌر أو ساحرٌ أو كاهنٌ أو غير ذلك ، كما أنها لا تشير إلى إنها إسم من أسماء النبى ، عليه السلام ، لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ ، وكل ما سبق مما إدعاه أهل السير والفقه موضوع فى هذا المقام ، لأن مضمون السورة يجرى مجرى إظهار عظمته فى خلقه والتى يبلغها عنه محمد ، عليه السلام ، { إنَّك لمن المرسلين } ولا ينبغى له أن يدعى هو نفسه – حاشاه حاشاه حاشاه – بإن السورة تشير إلى إسمه ، وتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً . وهنا يفتتح ربنا السورة بقوله تعالى : { يس * والقرآن الحكيم * إنَّك لمن المرسلين * على سراطٍ مستقيم } ، فيؤكد تبارك وتعالى أن هذا القرآن الحكيم لا يبلغه إلا هو فى هذا المقام من الرسالة والتبليغ ، فمن آمن به وعرفه ، عرف أنَّ الكون كله والوجود كله ، ما ظهر إلينا وما خفى علينا ما هو إلا : { تنزيل العزيز (الذى لا يُغلب ولا يُقهر ) الرحيم } ، وسراطه المستقيم قرينة دالة على صدق رسالته ومانعة لغيرها من الإدعاءآت والإفترآءآت المناهضة والمغايرة لمراد الله من هذا التبيلغ للناس كافة والتعريف به فى أكبر مظهر مادى من آيآت الآفآق وهى الملكوت . قلت : ما ظهر إلينا وما خفى علينا ، فالعبارة تفيد : ما ظهر إلينا ، أى : فى خلق الأرض القريبة لأرض الناس وما آلفوه من خلق عظيم من إرسال الرسل وأصحاب القرية وذكر من سبقنا من الأمم وما جرى عليهم وفيهم ، وذلك من قوله تعالى : { لتنذر قوماً : ما أنذر آبآؤهم ، فهم غافلون } ، وضرب مثلاً برجلٍ يسعى ، وعاقبة الغفلة بالنذارة : { إن كانت إلا صيحة واحدة ! فإذا هم : خامدون } ، إلى قوله جلَّ شأنه : { سبحن الذى خلق الأزواج كلها ( أى : المتضادات المتباينات المختلفات المتباعدات فى التكوين المتقاربات فى الخلق ) مما تنبت الأرض ، ( وهى موضع الإستشهاد هنا ) ومن أنفسهم ( وهو مرادنا من قولنا : المتقاربات فى الخلق ) ومما لا يعلمون } ، وهو مرادنا من قولنا : المتباعدات فى التكوين ، ثم جاء بالفاصلة مفتتح السورة محل الحروف المقطعة من قوله عز وجل : { والشمس تجرى لمستقرٍ لها ! ذلك : تقدير العزيز العليم } ، وقال العلماء : { الشمس في أرقام : تبعد الشمس عن الأرض بحدود 150 مليون كيلو متر، وبما أن الضوء يسير بسرعة تصل إلى 300 ألف كيلو متر في الثانية، فإن ضوء الشمس حتى يصل إلى الأرض يحتاج إلى مدة مقدارها 8.31 دقيقة. وتتوضع الشمس في مجرة درب التبانة ( وهي المجرة التي ننتمي إليها ) على مسافة 27 ألف سنة ضوئية من مركزها. ويبلغ حجم الشمس مليون وثلاث مئة ألف مرة حجم الأرض ، أو 1.4 بليون بليون كيلو متر مكعب. أما وزنها فيبلغ 333 ألف مرة وزن الأرض. أما درجة الحرارة على سطحها فتبلغ 6000 درجة مئوية ، وفي مركزها تزيد الحرارة على 13 مليون درجة مئوية. وتتركب الشمس من غازي الهيدروجين والهليوم بنسبة أكثر من 98 بالمئة ، والباقي عبارة عن أكسجين وحديد وكربون وغير ذلك من العناصر. مع العلم أن السنة الضوئية هي وحدة قياس فلكية تستخدم لقياس المسافات ( وليس الزمن ) ، وهي المسافة التي يحتاج الضوء ليقطعها مدة سنة كاملة، وتساوي: 9.5 مليون مليون كيلو متر تقريباً. تمتلك الشمس أكثر من 99.9 بالمئة من كتلة المجموعة الشمسية ، ويتمدد غلافها الجوي بسرعة تفوق سرعة الصوت مسبباً جريان تيار كبير من الشحنات والتي تسير بسرعة تصل إلى أكثر من مليون ونصف كيلو متر في الساعة. وتدور الشمس حول نفسها بسرعة تصل إلى 7174 كيلو متر في الساعة عند خط الاستواء الخاص بها. الحركة المعقدة للشمس : لقد كان الاعتقاد السائد لقرون طويلة أن الأرض ثابتة وأن الشمس تدور حولها ، ثم تغير هذا الاعتقاد مع النهضة العلمية الحديثة منذ القرن السابع عشر لينظر العلماء وقتها إلى الشمس على أنها ثابتة وأن الكواكب تدور حولها. ولكن وبعد اكتشاف المجرات وبعد الدراسات الدقيقة التي أجريت على الشمس تبين أن الأمر ليس بهذه البساطة. فالشمس تسير وتتحرك وليست ثابتة. وقد كان يظن في البداية أن للشمس حركة واحدة هي حركة دورانية حول مركز المجرة ، ولكن تبين فيما بعد أن الشمس تتحرك باتجاه مركز المجرة أيضاً. تبين أيضاً أن الشمس تتحرك حركة دورانية وتتذبذب يميناً وشمالاً ، مثل إنسان يجري فتجده يميل يميناً ويساراً ، ولذلك فهي ترسم مساراً متعرجاً في الفضاء. إن الشمس تسبح حول فلك محدد في المجرة وتستغرق دورتها 226 مليون سنة ، وتسمى هذه المدة بالسنة المجرية galactic year وهي تجري بسرعة 217 كيلو متر في الثانية [1]. وتندفع الشمس مع النجوم المجاورة لها بنفس السرعة تقريباً ولكن هنالك اختلاف نسبي بحدود 20 كيلو متر في الثانية بين الشمس وبين النجوم المحيطة بها. هنالك حركة للشمس لاحظها العلماء حديثاً ، وهي حركتها مع المجرة التي تتوضع فيها. فالعلماء يعتقدون بأن مجرة درب التبانة " أو مجرتنا " ، تسير بسرعة 600 كيلو متر في الثانية ، وتجرف معها جميع النجوم ومنها شمسنا [2]. مستقر الشمس : لقد بدأ اهتمام علماء الفضاء بدراسة حركة الشمس بهدف إطلاق مركبات فضائية خارج المجموعة الشمسية لاستكشاف الفضاء ما بعد المجموعة الشمسية. وقد أطلقوا لهذا الهدف مركبتي فضاء "فوياجر1، وفوياجر2". وعند دراسة المسار الذي يجب أن تسلكه المراكب الفضائية للخروج خارج النظام الشمسي تبين أن الأمر ليس بالسهولة التي كانت تظن من قبل. فالشمس تجري بحركة شديدة التعقيد لا تزال مجهولة التفاصيل حتى الآن. ولكن هنالك حركات أساسية للشمس ومحصلة هذه الحركات أن الشمس تسير باتجاه محدد لتستقر فيه، ثم تكرر دورتها من جديد ، وقد وجد العلماء أن أفضل تسمية لاتجاه الشمس في حركتها هو " مستقر الشمس " . يدرس العلماء اليوم الحركة المعقدة للشمس وحركة الريح الشمسية وحركة الغاز الذي بين النجوم ، وذلك بهدف الإطلاق الناجح لمركبات الفضاء [3] . إذن المجرة التي ينتمي كوكبنا إليها تجري بسرعة هائلة ، وتجرف معها كل النجوم والكواكب ومن ضمنها المجموعة الشمسية ، ويجري كل نجم من نجوم المجرة بسرعة تختلف حسب بعده عن مركز المجرة [4]. ويحاول العلماء اليوم قياس " مستقر الشمس " بدقة ولكن هنالك العديد من الآراء والطرق تبعاً لمجموعة النجوم التي سيتم القياس بالنسبة لها. فكما نعلم عندما نخرج في الفضاء ونريد تحديد سرعة الشمس واتجاه جريانها فإن علينا أن نوجد نقطة نقيس بالنسبة إليها ، لأن جميع المجرات والكواكب والأجسام والغبار الكوني والطاقة الكونية جميعها تسبح وتدور في أفلاك ومدارات محددة. وفى سؤال لعلماء وكالة الفضاء الأمريكية NASA عن مستقر الشمس ، فإنهم يقدمون تعريفاً وهو بالحرف الواحد [5] : The solar apex is the direction toward which the Sun and the solar system are moving. إن مستقر الشمس هو الاتجاه الذي تجري الشمس والمجموعة الشمسية نحوه. المراجع : 1- Dale E. Gary, Astrophysics, www.arizona.edu 2- Priscilla C. Frisch, Local Interstellar Matter: The Apex Cloud, Astrophysical Journal, 3 May 2003. 3- Sun, www.wikipedia.org هوامش [1] www.wikipedia.org, solar apex [2] Milky Way, www.wikipedia.org [3] www.nasa.gov [4] Michael Erlewine, Solar Motion (Apex of the Sun's Way), http://http://www.astrologysoftware.comwww.astrologysoftware.com, 1997. [5] The Great Adventure Continues, www.nasa.gov, August 26, 2005 }
فهذا ما ظهر إلينا وقلت : جريانها لا يفيد معنى وقوفها لإستقرارها بل يؤكد : إنَّ جريانها هو إنضمامها لمجموعة شمسية أخرى غير التى هى فيها الآن ، هى والقمر ، وهى مرحلة الفوضى الكونية Cosmic Mayhem إن شئت وهى التى يسميها العلماء بــــ : الإنهيار العظيم أو التمزق العظيم للكون The Collapse Of The Great Or Enjoy The Great Universe ، وعندى خيرٌ من معناهم الذى ذهبوا إليه وهو : تغيير المنظومة الكونية Change Of The Universe System ، بنسقٍ منسوقٍ ونظامٍ منظومٍ وحكمة بالغة ودقة دقيقة وقدرة وعظمة تفوق التخيل أو ما تخرجه لنا وكالات الفضاء العالمية ، وليس إنهياراً كما قالوا ! فمستقر الشمس يعنى دخوله هو والقمر لمنظومة كونية جديدة إيذاناً لميلاد حياة أخرى لهما ولنا بدارٍ أخرى سرمدية ليس فيها ليل بل نهار متجلى وأعنى بها القيامة يا صاح فاعلم ، وستجدها مبسوطة المعنى فى سورة القيامة فالتراجع هناك . هذا ! قوله عز وجل : { والشمس تجرى لمستقرٍ لها ! ذلك : تقدير العزيز العليم } ، فالله يعلم بقدرته التى لا تغلب ولا تقهر أين ستذهب والقمر ، والقرينة : { والقمر قدرناه منازل : حتى عاد كالعرجون القديم } ، ومنازل القمر هى : نوره المنعكس من الشمس ، ( راجع حديثنا عنه فى سورة القمر ) تبعيته للشمس وفق منظومة وجاذبية مغنطيسية محددة تجذبه نحو الشمس بإستمرار ، المواقيت الزمانية ، العلامات للإهتداء فى الظلمات ، إنفلاته أو إنشقاقه من مجموعته الشمسية الحالية ودخوله منزلة مقدرة أخرى ، وغيرها من المنازل ، والعرجون القديم هو : خسوفه حتى لا يكاد يبدو منه شئٌ ، ويبدو لمدقق النظر وفق تلسكوبات فضائية ذات إمكانيات معينة ومحددة أنه صاعدٌ نحو أُفقٍ جديدٍ ، فلا هو بعاكس لضوء الشمس ولا هو يحمل من نوره شيئاً ، هذا هو العرجون القديم ، إذ يبدو أيضاً – إن بدا أصلاً لمن أراد لإنشغال الناس بما هو أكبر منه وأجل وهو يوم القيامة وتقبل التوقعات التى توافق رأى القرآن هنا قبل فوات الآوان – باهتاً يظهر عليه القِدم من طول العهد به ، إذ يقول : { لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ( يعنى : إدراك الجمع أو الإبتلاع فى جوفها كما قال العلماء اليوم ، إذ يكون لها مسارأ معيناً تدور فيه ولا يتداركان ) ولا الليل سابق النهار ( لأنه حركتهما تقيف للمستقر الجديد فلا يسبق أحدهما بمعنى لا ينتج من دورانهما كما ينتج اليوم من تعاقب حركتى الليل والنهار لمعرفة السنين والحساب ، فبمجرد الإنفلات العظيم للمجموعة الشمسية Ears of the Great of the solar system آنذاك تفقدان فعاليتهما ، لأن الأرض تدخل فى مرحلة لم تتشرف بها بعد ولكنها تتهيأ وتستعد لإستقبالها وهى المنظومة الكونية التى ينبلج منها النهار متجلياً بحالة جديدةٍ إذ ينجذب كوكب الأرض لمجموعة شمسية أخرى إيذاناً للميلاد العظيم ، ميلاد الأرض والناس لتحقيق موعود الله لهما بهذا اليوم شهوداً وحياة سرمدية ) وكلٌ فى فلكٍ يسبحون } ، ويعنى : إقراراً بعدم نسفهما أو دمارهما أو سحقهما وليس كما قال العلماء بالإنهيار أو التمزق الكونى العظيم ، بل يقرر حقيقة تغيير المنظومة الكونية للثلاثى : الشمس والقمر والأرض ، وعلى العلماء والمختصين والمهتمين مراجعة آرآءهم من جديد قبل أن يأت الجديد ولات حين مجدد بعد ، وهيهات هيهات . وما خفى علينا : : { إن كانت إلا صيحة واحدة ! فإذا هم جميعٌ لدينا محضرون } ، وقص علينا من نبأ الإحضار ليوم القيامة خير الأنباء وأعظمها وأجلاها وأبهاها وأكملها وأقدرها وأجملها علينا أنباءً ، حتى جاء بقوله عن النبى الكريم ضمن المنظومة الملكوتية التى أخبرنا بها : { وما علمناه الشعر وما ينبغى له إن هو إلا ذكرٌ وقرآنٌ مبين * لينذر من كان حياً ( أى : من وقت مبعثه إلى يوم القيامة من الأحياء والأشياء بلا إستثناء أو تجاهل أو غفلة أو حجة ) ويحق القول على الكافرين } ، لتفيد القرينة اللازمة من ذلك بقوله تعالى : { أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً ، فهم لها مالكون } وحتى قوله عز وجل : { أوليس الذى خلق السموات والأرض : بقادرٍ على أن يخلق مثلهم ( وهذا الذى خفى علينا بصورة أدق و أخطر ، عملية الخلق ، لا يقدر أن يراها البشر من هولها وعظمتها وخطرها ) ؟ بلى ! ( يعنى : حقاً ، بقادر ) وهو الخلاَّق العليم * إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فــــــــــــــــــــ يكون * فسبحن الذى بيده ملكوت كل شئٍ ! وإليه ترجعون } ، يعنى جملة الكون والملكوت . القرآن الحكيم ، هنا هو : الوجود والملكوت ، فى منزلة من منازله لكنها أعلى وأدق وأكبر ، وقلبها هو هذا الملكوت الذى أشار إليه النبى الكريم ، عليه السلام ، حين قال : { لكل شئ عروس وعروس القرآن الرحمن ، ولكل شئ قلب وقلب القرآن يس ، فمن قرأها كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات } ، و " يس " هى جريان الشمس لمستقرها الجديد الذى ينعكس علينا إظهار ملكوته بصورة أعظم وأوضح ولا يخفى علينا منه شئٌ ، فيقمح له كما قمح من قبل وحق له إذ قال فى الحديث القدسى الشريف : { إن زمام كونى فى يدى } ، ويقمح يعنى : ينقاد ويخضع ويستسلم ويُذعن ويطيع ، ويذهب ليؤكد هذا الأمر بقوله : { فسبحن الذى بيده ملكوت كل شئٍ ! وإليه ترجعون } . هذه هى " يس " ، جريان الشمس لمستقرها الجديد ، دعوة للتفكر والتبحر فى ملكوته إبتغاء معرفته وعظمته فى خلقه ، ونذارة لنا من يومه الموعود ، ولنشهد تنزيلاً بعد تنزيلٍ إلى أن يشاء الله .
|
|
|
|
|
|