كادت السآمة، أجار الله القرّاء، أن تذبحني ذبحاً من الوريد إلى الوريد عندما طالعت مطوّلتك المبهولة الهراء كجزيرة عائمة من قيء بحرك في البوست الذي خصصته لك بالأمس. أرد عليك في نقاط أختمها بقول لطالما كان مصيره التأجيل والدفع الى الوراء، لكنك سعيت اليه بظلفك :
أبدأ أولاٍ بتعيين نوع الصلة التي تربطني بصاحب هذا الموقع منذ انضمامي إلىه حتى يومنا هذا: طابع هذه الصلة رسمي يقوم على النديّة، ولايشوبه تملق من شاكلة " سيد الحوش" الى آخر تلك العبارات التي تذكرني بمدائح الحرافيش المستضعفين لقبضايات الحواري الشعبية في أفلام السينما المصرية، وإذا كان بين البورداب من سلقت رسائلهم السيد بكري أبوبكر بألسنة حداد، فلا شك أنه قاريء اسمي بين المرسِلين.
تقف عبارتك التالية الموجّهة لي: " ياخي انت شتمت رسول الاسلام ، تاني الباقي ليك شنو !! وحدها دليلاً كافياً على مابلغته من تردّ في قاع ليس له قرار.
أمّا كونك درق سيدو فما دايرة كلام، وكونك تحمل مسروراً إبريق الذلّ والهوان فليس شتيمة أدرعها في عنقك بلاوجه حقّ، بل هو تقرير موجز لحالك المعلوم الذي يروقك وإلّا ماكنت لتنافح عنه وترغب عن تغييره بل وتتشبث به تشبث بعض الأرقاء بأصفاد العبودية!
أراك قد انتقلت من المعلوم إلى المجهول وهي عملية من عمليات المنطق لها قانون يضبطها وشروط لابد من توافرها، فأمّا المعلوم لديك فهو كتاباتي وعموم المواقف التي اتخذتها هنا حيال هذا الوضع أو ذاك الفرد أو تلك الجماعة، وأمّا المجهول فهو حياتي الخاصة التي أبِحت لنفسك أن تتصوّرها تتدفق تحت علامة مشكلة هي دافعي للكتابة عنك. أودّ من هذا المقام طمأنتك بأنّ حياتي مستقرة مرتبة آمنة مطمئنة ومشبعة وخالية مما قد يدفع بعض الناس الى مهاوي اليأس والكفر باليسار وفقدان البوصلة!
يا أُيها اليساري السابق الملجّن والمدجّن،
لستُ ودباندية الذي أُجِلّه لأنّ حكايته هي حكاية رجل شريف من عصرنا يكسب قوت يومه بعرق جبينه. ولو كنت مكانه لماخجلتُ من مهنتي، فقد حملتُ أنا الآخر، في النصف الأول من التسعينات، الأثقال على كتفيّ أطناناً من البضائع من بطون الحاويات إلى مستودعات التجار.إنني أكنّ لودباندية كل تقدير واحترام فهو من طبقة العمال التي ,ولدت في كنفها وانتميتُ في سبيل قضيتها لليسار، بينما لايجد عندي حامل الإبريق سوى الزراية والاحتقار!.
من المؤسف أن يتطابق اسمك واسم يساري طيب الذكر جليل المكانة بين التقدميين هو عبد الماجد بوب الذي كان مثقفاً رصين العبارة في مقابلك لغتك السوقية الجوفاء المطوعة لخدمة نفاث المطاعنات من وراء حجاب. إنك لاتستحي مماتصنعه بنفسك، وسوف يخلد في الإسفير وصفي لك بحامل الإبريق حتى تتوب توبة نصوحة عن القيام بهذا الدور المهين وتنهض. هائلة وشاسعة هي المسافة مابينك وبين قريبك المثقف اليساري المذكور كالفرق مابين الثرى والثريا، وغني عن البيان أنّ الثريا محجوزة لقريبك، امّا أنت فيقتصر حقّك على الخيار والمفاضلة مابين التراب الفرناغة وعيشة الحفر حيث اوقفت قلمك السوقي لنصرة الشبح. حقاً إن بعض الناس محيرون : لايجدون الراحة إلّا في ظل العبودية وطاعة الأسياد.
ياقميص الثعبان،
والقميص المخصوص هذا، كماهو معلوم، رداء مؤقت لاقيمة له يزحف به الحنش على كلّ مايعترض سبيله من حجر وشوك ووحل ورمل خشن وخلافه، ثم يتحرّر منه ويتملّص منه حين يضيق عليه في أي مكان، وهذا نصحي لك قبل أن تُخلع خلعاً ويُلقَى بك غير مأسوف عليك كالبالي القديم. ولاأحسبك مُضغٍ لما أقوله لك فأنت كالمنوَّم لم تعد تحسّ ولاتسمع وذلك بتأثير شبح ماكر وحقّار وبارع في التلاعب بأذهان من مغرِّر بهم وأوهمهم بأنه مثقف موسوعي مع أنّه لاشيء يُذكر في ميزان الفكر، بل هو عبارة عن زوبعة في فنجان، ولهذا كان لابدّ من التصدّي له ولجم تطاوله وخلع أنيابه وبيان حجمه الحقيقي وكشف زيفه وتقليم مخالب شره المستطير. وأنت معه. عصفوران بحجر واحد.
قل لسيّدك هذا الذي لاتستحي من المشي وراءه حاملاً له الإبريق، يالهوانك، وقلّة شأنك! قل لسيّدك المتوهِّم أنّه قد سفّف بعض الناس الذين لايعدل غثاؤه المنثور هنا تراب نعالهم ترابَ الأسافير، أخبره أن شجاعة الرأي تلزمه بوضع العمامة عن وجهه، وابراز عنوان سكنه لمَن يتفاخر بأنّه قد ملأ أفواههم بالتراب لتجعله المحاكم يلعق التراب الحقيقي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Osman M Salih
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست