دراويش الحضرة، الكابلية...الطربيه عصمت العالم..لندن... والصوت ياتى إليك من ذلك العمق..ينقلك الى عوالم حيث الهداة والسكون..ومتكا ذلك المخمل..فتنيخ ركاب بعير..زمانك وتسترخي ..والصوت الغريد الشجى يفعل فيك افاعيله ويستلبك ويستلمك بتطريبه..ويحملك على أفق مدى لا يلاحق..وانت تجلس بين النجوم والكواكب فى ساحات ذلك الطرب الملوكى وانت تقف على عتبات الشجن والاشجان.. و تسرح فى سرحان التيه وتلون وتنوع..يسرح بك ويشجيك..ويسكن فيك..وينقوشك من دفق حزن وجع دمع رقراق.. وصدى هفهاف.يبعث فيوض تباريح الفرح..ويكسيك بدثار ألوان البنفسج الزاهر..الزاهى.ويدور صوت. شيخ الحلقة الكابلى التى يتحلق فيها دراويشه من نضار الشباب إلى خريف العمر. فهو ارتكازة احاسيس فياضة لا تعرف سنا ولا عمرا لمقياس حالة الطرب الذى استشرى وتسكن خلايا الوجدان منبثقا من تلك الحنجرة الندية ..وذلك الصوت المخملى لمزمار داوود الذى أجبر الطير على الاستماع والطرب..فشيخ الكابلى فى حضرة تطريبه هو الوحيد الذى يستطيع أن ينسى ويزيل ويحيل كل الاوجاع...الى ترف ونشوة وهو يعالج ..دواخل النفوس ويشذبها ويعيد ترتيب رسمها بتوافق المشاعر والفكر والخواطر فى انسجام يؤكد أنه مزمار من مزامير داوؤد الذى يملك سحر تلك الالحان بذلك الغطاء الملوكى..والمتمكن الباذخ الفاخر...والاغراق يسبى كل العقول عندما يبلغ الطرب الى تلك القمم..وصوت الكابلى ينسرب..ويسرى فى كل الاوصال..يحكى مغردا فى خيالات الرؤى يتغنى ويغنى للانسانية وللناس وللشعوب قاطبة فى الملايو وفى الصين الجديدة ويزيل عنهم عناء الرهق والقهر ويبعث الامال العراض فى احياء مرتبط بالروح وما تريد...وهو يضىء شمعات امال المستقبل ..ويعيد سيرة جومو كنياتا الذى نعرفه..ويطل وجوه عبد الناصر .مبدأ وفكرة...ويستدعى المتنبى الى حضرة سيف الدولة الحمدانى..وهو يعتذر ..بتلك القوافى التى اذا سرن عن مقول وثبنا الجبالا ..وخضنا البحارا...ولازال المتنبى يزجر مهره فى الخيل سرارا ...ويريد اعتذاره اعتذارا..او عند همس الحديث ياتى يحمل فى أجنحته.. تفشى الخبر ويفضح ملامح حبيبة عمرى...خبرها الذى عم القرى والحضر..او حيننا تحلق بك الامال وخيال الشعر فوق الثريا..وانت فى الثرى.. او لوتكن جميل فانا شاعر .لتاتى صورة صديق مدثر..لتاتى كيف يهون عندك خصامى.او حين يندلق حزنها من الشاعر ابراهيم عوض بشير..انا ابكيك للذكرى....وهو ينادى سلماه ولايزال طيف سلمى فى سموات العشق يتأرجح...وتلك الوجوه البيض عندما يغرقون الليل فى ينبوع نور فى ليال كليوباترا..او تلك الحسناء الاثيوبية التى تشكلت فى كلمينى يا مرايا..او عند لحظة ذلك الاحتواء...وهو يرسم الليل فى البعاد جنة لقاء ..ولحظة بناء تلك التعريشة...وعند مروى ونورى..واللورى بشيل منوغير بنات نورى..بشيل منو...ثم تنكسر كل الاطياف وتخر من علا سموات خيال الذكرى..خذوا الدنيا باجمعها..حبيب واحد زخر..اذا ضات مطالعه فكل سمانا بدر...وتقف كل المشاهد عند ..صداح يا ملك الكنار ويا امير البلبل..وتتعركس كل مواكب الريد لحظة ..بدور حولك باحساسى ....وتنتهى عند ذلك الاعتراف ..منو اللذى. ريدى بيك مكتول..ويقف هناك عندما يستصرخ جماع..ماله ايقظ الشجون ..واستثار الخيالا...ويتهدج الصوت وهو يعلو ..خلقت طينة الاسى وغشتها نار وجد فاصبحت صلصلا..ثم قال القضاء كونى فكانت طينة البؤس والشقاء شاعرا مثالا.....وفى وجع الاغتراب..والغربة احر نضال..وفى نفير الوطن..شيلوه ختوه علوه ابنوه بعزم الرجال...وفى عز الليل..وقت النجمة سهرانه...وعند ود القرشى فى قابلنى يا هاجر....وفى بلالى الليله يا بلالى...عند كيف نذكرك ما دمنا ما بننساك..ويا حليلكم...وعند الحاردلو وقلبى المنشوه للبنات هواى ...ومع الفانوس ماهو القليد الباص.. ود المك عريس خيلا يجن عركوس.. وعند لحظة ...كم عاشق تغنى ..مع زينة او عند تبختر الأمير...وكانت ليلة..ليلة..او عند عبث زاهية..وعند كم قتيل.. ومع تلك الفتاة الكواهلية. وتعدد .مشايل ذكر الطرب .والكابلى شيخ الطريقة. هو مثل النبع الذى يفيض يسقى كل جروف الانفس التى غشيها يباب الايام ..وقحط الزمن فى جفاف وجفاء وقهر وخوف ودموع وشجن..واوجاع..وانكسارات فالصوت فيه ترياق الشفاء لكل علة..ودارويش الكابلية يسدرون فى غياهب مدد من عطاء مترف...زاخر وسخى..ونافذ..ولحظة التجلى عندما تعتلى خواطر ومشاعر واحاسيس دراويش الحضرة الكابلية....التى تعتلى فى خبايا الحس والرعش..التى تتفجر مشاعل من غفوة غيب طرب له ايقاعات تخنصره ومسارات مزاربه..والليل مسهد ساهر ..يتقلب على وحيح نداء ذلك الصوت ..وهو يدرك فى استقراء توجعه ان زرياب ومعبد يتقلبان لان صوت شيخ الحلقة وشيخ الطريقة قد سرى وايقظ فيها طرب اعاد خيالات احلام عهد هارون الرشيد بكل سطوة صولجانه..وهو يبعثر الفرح وينثره على الجميع فى سخاء يحى ويبعث ويصور ويلون ويسقى عتمور صحارى الاضطراب الوجدانى وهى تسعى لنيل رشفة تروى ظما جفاف الزمن..فالسقيا من دن صوت الكابلى ..تاتى بذلك الصبوح ..الذى تغنى به شاعر الدهليز...فى راحة الراحة والقوارير بتنا فى اطراق..فالمشاعر تنهل من سحر ذلك الصوت وترتوى وتغرق وفى اغراقها تغرق فى اغراق بعيد المدى والمدار...وسكون الليل فى صبوة عشقه يتقلب ..ارق ينتظر غمامات الختام ان تطل عليه وتغطيه بدثار مخملى فيه من عتق شيخ الطريقة بركة..تزين زمان عمره بالق من عطاء مزدان مترادف فيه فواتح الخير وسبر بركات شيخ الطريقة علها تسرى عبر..تلك الانفاس الشهق..والكل مثل الدرويش التايه فى عشق مولاه..الضربات النوبة ترن وترجحن...وترديد نداء الله..الله...وذلك الشيخ الذى يدور فى الحلقة ..وصوت الكابلى..ينطلق من عقاله..ويرتاد الثريا ونداء الله..الله...الله.الله يعبر كل عقول ووجدان واحاسيس كل من كان فى حلقة الدراويش.ويتعداهم على مدار مدى..ويتواصل وهو يصلى على أشرف الخلق..صلى على محمد صلى الله عليه وسلم..وضربات النوبة.وهى تردد..مع الكل جل جلال الله..جل جلال الله....جل جلال الله...ويتعلق ذلك الفواح الروحى الذى يزكم انفاس كل من كان فى تلك الحلقة بعطر وروايح قدسية فيها صفاء الارتقاء الروحى والمعنوى.. وينفض السامر...ولايزال صدى تلك الترانيم فى سطوة نفوذها تمتلك وجدان ..دواخل الحس وتمتلكه..وقوة ..اصوات المولد.وكلمات المجذوب . تشع نورا وسناء.. جل جلال الله..واذا كل المشهد فى خيلاء مشاهد يرجحن..والتوبة تضرب ضربات فترن ..والقلوب ممتلئة بحب المصطفى..فتدفق...وجل جلال الله...ويستمر دراويش الحضرة الكابلية فى موجها الزاخر تتدافع..ولايزال ذلك الشيخ الصوفى يرجحن..والتوبة ترن ثم ترتد ده اذا وتسبيحا ..ووجدا وانتماءا وخضوعا ..وايمانا مطلقا..للخالق العظيم.. ويا لها من حضرة ...ومن دراويش.. .ويا لها من لحظات صفاء.. عصمت العالم ..لندن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عصمت العالم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست