|
|
 غرابة اللهجة السودانية بين رصيفاتها العربيات ..
|
12:41 PM June, 20 2018 سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله محمد-
مكتبتى
رابط مختصر هاجت وماجت الأسافير في الاسابيع الماضية
من ردة فعل تهكم الدراما الكويتية باللهجة العامية السودانية
تذكرت فرقنا الدرامية داخل السودان
و تنميطها لشخصية ابكر و ادروب
فكما تدين تدان ,,
بنفس القدر الذي استفزنا فيه الممثل الكويتي
و أدائه و تقليده لطريقتنا في الكلام بطريقته الفجة ,,
يجب ان نراجع ما يبثه اعلامنا من دراما ساخرة
تتناول لهجات سكان السودان في الداخل
من هوسا وشوايقة و بقارة و هدندوة ,,
عشنا في منطقة الخليج العربي سنين ,,
للحقيقة
هم يرون لهجتنا غريبة رغم استيعابهم لها ,,
لكن طريقة نطقنا للكلمات العربية
و الاحرف ومخارج حروفها فيه اختلاف كبير ,,
ولا احد منا ينكر معاناتنا مع نطق حرف القاف ,,
حتى كثير من المثقفين و رموز السياسة و الفن عندنا ,,
يضرسون الناس بنطق القاف غين ,,
هذه حقيقة ,,
المصريين و الشوام ايضاً لهم معاناتهم مع حرف القاف
فهم ينطقون القاف (ألف) ,,
العامية السودانية احياناً ينظر اليها الخليجيون
ذات نظرتهم تجاه العربية (المكسرة)
التي ينطق بها الآسيويون في دول الخليج
وهي لهجة عربية معروفة
يتحدثها حتى الخليجيون
وهي شبيهة بعربي جوبا ,
مثلاً الآسيوي اذا اراد ان يقول لك
(هذا الرجل غير صالح)
تجده يقول (هذا نفر ما في زين) ,
وهذا الآسيوي عندما يلفظ مثل هذه الجملة
التي نراها نحن غريبة في تركيبها
ينظر اليه اخوه الذي لا يعرف شيئاً
عن العربية بانه سيبويه زمانه ,,
العامية السودانية لهجة حديثة
ظهرت مع الأذاعة السودانية ,
كما ظل يردد هذا الحديث السر قدور
وكذلك تمددت بتأثير كبير من اللهجة المصرية ,,
الى وقت قريب معظم الذين شبوا في الخمسينينات
و الستينيات من القرن الماضي
من السودانيين تجدهم يقولون (دي الوكت) ,,
وهي مفردة مصرية ,,
من غرابة مفردات العامية السودانية:
مفردات مثل (كوراك) و (داير)
و(خرّعتني) التي سخر منها الدرامي الكويتي ,,
هذه المفردات اذا نطقت بها اماما الخليجيين
ترتسم الدهشة في وجوههم (طوالي)
بالمناسبة (طوالي) ذاتها مفردة غريبة على العرب
عاربها ومستعربها ,,التي معناها(على طول)
لقد قضينا زماناً مصدقين رواية باطلة
وهي ان العامية السودانية هي الاقرب الى الفصحى ,,
هذا الادعاء كذبته تجربتنا و احتكاكنا المباشر
مع اهل الجلد و الراس ,,
هنالك لهجات عربية سودانية اخرى
خلاف العامية السودانية
قريبة من لهجات الخليجيين
مثل لهجة قبائل دار حامد من كبابيش وغيره و الشكرية ,,
الآكسنت فيها و الايقاع اللفظي اقرب الى لهجة اهل الخليج ,,
انعكس هذا في التفاعل التلقائي في المخاطبة بين رعاة ابل سودانيين
من شكرية ودار حامد (الكبابيش و البزعة و اخرين)
في مزارع هؤلاء الخليجيين لاحظتهم عن قرب ,
لا يتكلفون في الحديث مع اهل هذه الديار ,,
وفي المقابل تجد اصحاب المزراع و الابل من بدو خليجيين
يتعاطون معهم بتلقائية دون استشعارهم لاختلاف كبير
في المفردات التي يتبادلونها مع هؤلاء الرعاة السودانيين ,,
الدلالة على غربة اللهجة العامية السودانية
ان السودانيين الذين يعملون في بيئة الخليج فترة من الزمان
خاصة اولئك الذين يندغمون مع سكان البلاد تجدهم يتنازلون
عن هذه العامية السودانية بتاعة (خرّعتني يا زوووول),,
ويركبون مكنة هلا بالربع ,,
تماشياً مع ضرورات اكل العيش
الشاهد في هذا البوست
ان اللهجة العامية السودانية غريبة على العربان ,,
وان اجتهادات عبد الله الطيب
لم تثمر في اقناع هؤلاء العربان بعاميتنا السودانية ,,
ذات مرة وانا بجمارك دبي
ابتدرت حديثي مع مواطن اماراتي
مسؤول بخدمة العملاء بمفردة ... انا داير
لم يسمع بقية الجملة
حتى بادرني بكلمة ياااااااا زوووووووول داير شنو ,,
فهم شعب يكن ود ومحبة واضحة للسودانيين
لكن هذا لا يعني باي حال من الاحوال
انهم ينظرون الى لهجتنا كما ننظر نحن اليها ,,
وفي الآخر لا يسعني الا ان اردد مقولة الباقر الشهيرة
متاهة قوم سود ذوي ثقافة بيضاء ,,
|
|
 
|
|
|
|
اسماعيل عبد الله محمد
مدثر صديق
حمد عبد الغفار عمر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست