الكاهنة ، الملكة المحاربة الغامضة- ياسمينة القادري- للتنوير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 08:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-03-2018, 10:58 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكاهنة ، الملكة المحاربة الغامضة- ياسمينة القادري- للتنوير

    10:58 PM April, 03 2018

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر


    لقد غيرت الكاهنة تقريبا مسار التاريخ ، لكونها كانت متمردة وزعيمة ، وذلك عن طريق إبطاء عملية تقدم الاجتياح العربي الأموي خلال عملية التوسع الإسلامي في شمال أفريقيا في القرن السابع الميلادي . غير أن ملحمتها تظل مع ذلك في جانبها الأكبر والأعظم غير معروفة إلى حد كبير .

    لقد صار المصير التراجيدي للكاهنة المتمردة مصدر إلهام للعديد من الروائيين ؛ فقد نظم فيها الكاتب الجزائري كاتب ياسين قصيدة شعرية تكريما لها في كتابه “حرب الألفي سنة ” ، كما تقمص العديد من الروائيين و كاتبات المقالات من أتباع الحركة النسوية شخصية الكاهنة لحمولتها الرمزية ، معتبرين إياها واحدة من أوائل الممثلات للنزعة النسوية في التاريخ ؛ فقد قادت هذه الزعيمة البربرية ، ثمانية قرون قبل جان دارك ، الجيوش في بلادها لمحاربة الغزاة . وكانت امرأة في عالم من الرجال ، امرأة محاربة هزمت فيالق القوات العربية وجعلتها في وضع حرج لعدة سنوات .

    نحن في القرن السابع الميلادي ، حيث ضعفت ووهنت الإمبراطورية البيزنطية ، في حين كانت الدولة الأموية في كامل عنفوانها وتقدمها. ماذا كان هدف هذه الدولة ؟ لقد كان متمثلا في غزو وأسلمة شمال أفريقيا المحتلة من قبل البيزنطيين، والتي تعمرها القبائل البربرية . ففي سنة 688 ، دخل القائد العربي حسان بن نعمان الغساني مدينة القيروان، ومن هناك هاجم مدينة قرطاج التي طرد منها فلول البيزنطيين. ولكن في الشرق ، في المنطقة الجبلية من جبال الأوراس ، كانت تنتصب هناك امرأة في الجزء العلوي من صخرة النسور ، إحدى ذرى Thumar(عاصمة الأوراس) ، وقد أعلنت حالة التمرد ضد الغزاة العرب . تلك المرأة كانت هي الكاهنة ، وقد شكلت بذلك العقبة الأخيرة التي لا تزال قائمة في وجه زحف المسلمين نحو الغرب.

    من التاريخ إلى الأسطورة

    هل كان اسمها Diyhaديها ،دايها Dayha أو دامينا Damina ؟ لا نعرف … فالتاريخ لم يحتفظ لنا منها إلا بلقبها : الكاهنة ، التي تعني ” النبية ” ، ” الكاهنة ” أو ” الساحرة “؛ وذلك لأنه حكي عنها أنها تمتلك القدرة على قراءة المستقبل . في كتابه ” تاريخ البربر “، ذكر ابن خلدون ” معارفها الخارقة التي كانت تأتيها من شياطينها “، فهل تمت شيطنتها من قبل بعض المؤرخين العرب ؟ تلك على أي حال هي أطروحة بعض المحللين المعاصرين ، بل هي أيضا أطروحة المؤلف كاتب ياسين ، الذي ينسب لملكة البربر هذه الكلمات : “إن العرب يدعونني الكاهنة ، أي الساحرة ؛ فهم يعرفون أنني أتحدث إليكم ، و أنكم تستمعون لكلامي … إنهم مندهشون من أنكم تقادون من قبل امرأة. وذلك لأنهم تجار الرقيق والعبيد. وهم يحجبون نساءهم لبيعهن بثمن أفضل . إن أجمل فتاة بالنسبة لهم ليست إلا سلعة . (…) إنهم يحرمون عليها أن تتكلم، أو أن يستمع إليها أحد. إنهم يصدمون لرؤيتهم امرأة حرة، لذلك فإنني أجسد الشيطان في أعينهم ” .

    فما الذي نعرفه حقا عن الكاهنة ؟ إن ما نعرفه أولا هو أنها بربرية زناتية (من قبيلة تسمى أيضا زناتة ) بمنطقة الأوراس ( بالأمازيغية ” أوراس “، بمعنى ” الصلبة ” ) ، وهي منطقة كانت تمتد من شمال الجزائر الحالية إلى الطرف الشرقي من تونس حاليا وإلى غرب المغرب الحالي حتى نهر ملوية . الكاهنة كانت تنتمي إلى هذه الأرض من المغرب الشرقي ، المسكونة منذ ما قبل التاريخ من قبل قبائل بربرية ، وتلك الأرض هي مملكة نوميديا القديمة ​​. والكاهنة ( التي لا يعرف تاريخ ميلادها) هي الإبنة الوحيدة لتبات إبن تيفان ، سيد قبيلة جراوة القوية ، وهي القبيلة التي وفرت حسب ابن خلدون القادة لجميع برابرة منطقة الأوراس . لقد خلفت الكاهنة ، وهي وريثة سلالة أمازيغية قديمة ، القائد البربري كسيلة، الذي قتل في إحدى المعارك في مواجهة خلفاء القائد العربي عقبة بن نافع ، ويبدو أن السلطة انتقلت إليها طريق مجلس للقبائل ، وهو ما كان شائعا في ذلك الوقت.

    المحاربة والقائدة الإستراتيجية

    المسألة المؤكدة هي أن الكاهنة كانت تتقن تماما فن الحرب ؛ فهي فارسة مغوارة ، تستعمل القوس و ترمي الرمح بمهارة وإتقان . وفي الوقت الذي كان فيه كسيلة وجيشه من البربر يواجهون القوات العربية المتحلقة حول مدينة القيروان ، كانت الكاهنة تنتظر، وتراقب وتركض فوق جوادها الأزغب عبر جبال الأوراس، من جبل شيليا إلى غابات الأرز بمنطقة بيليزما (شمال شرق الجزائر الحالية )، ولأن القبائل البربرية كانت مهددة على الدوام ، فقد كان عليها أن تتحرك وتتنقل باستمرار وأن تختبئ في الوديان الضيقة والمناطق الطبيعية الوعرة في جبال الأوراس .

    بعد تعيين الكاهنة زعيمة للقبائل البربرية وخليفة للقائد كسيلة ، بدأت خوض معركتها انطلاقا من إنشاء حلف بين القبائل البربرية لمناهضة الغزو العربي ؛ فقبل إشهار السيف ، كان عليها أن تقنع الناس وتضمن وحدتهم والتحاقهم بالمعركة. وببلاغة وحزم،أنشأت تجمعا للقبائل بالاعتماد على دعم قبائل جراوة وبني يفرن . وبعد جمع القوات والفيالق ، أعدتها وهيأتها للمعركة والقتال . خصمها سيكون هو القائد العربي حسان بن نعمان الغساني ، الذي دخل المغرب سنة 693 . وقد تمثلت مهمته في: كسر شوكة المتمردين ومقاومتهم. ولأنه كان واثقا من قوته ، فقد انطلق ليهاجم ويواجه الكاهنة في مدينة قسنطينة بالقرب من نهر ميسكيانا (بين تيبيسة و عين البيضا على الحدود بين الجزائر و تونس ) . إنها المعركة الأولى للكاهنة، وقد انتصرت فيها ؛ فمن خلال استراتيجية محكمة ،قامت بإخفاء جزء من قواتها خلال الليل ، وذلك لنصب كمين للقوات العربية . وعند الغسق ، أمكن لتلك القوات أن تطلق صرخات النصر. فقد هزم جيشها القوات العربية التي اندحرت إلى طرابلس ( المنطقة الغربية من ليبيا في الوقت الحاضر) . لقد استطاعت ملكة الأوراس بفضل فكرها الإستراتيجي ، وبدعم من قوة الفرسان خيالة بني يفرن، أن تسحق الجيش الأموي . وقد تعرفت بعد المعركة ، من خلال استعراض الأسرى، على خالد بن يزيد ، حفيد الجنرال حسان بن نعمان. ولشهامتها ، أو ربما ببساطة لإعجابها بجمال الشاب السجين ، فقد قررت الكاهنة ليس فقط الإبقاء على حياته ، وإنما ، وتبعا لعادة بربرية قديمة ، تبنيه واتخاذه ابنا لها رغم أنها كانت فعليا أما لطفلين هما : إفران ويزديكان.

    بعد هذا الانتصار، كانت الكاهنة تعرف أنه لن تكون أمامها إلا فترة راحة قصيرة فقط ؛ ففي ساحة المعركة ، كانت قد قرأت في أعين حسان بن نعمان التصميم الصارم على الاستمرار في المعركة . إنه سيعود بدون شك . . وبشكل أقوى . ولذلك كانت تتأمل تضاريس جبال الأوراس الوعرة على ظهر جوادها الأزغب ، وتفكر في ذلك البلد العربي البعيد الذي تنولد وتتكاثر من جديد رؤوس القادمين منه كلما تم قطعها ، مثل الحية هيدرا التي يتضاعف عدد رؤوسها التي يتم قطعها. إنها تتوقع الهجمة الثانية خاصة وأنها تعرف أنه سيمضي إلى نهاية الشوط ولن يتوقف عن المحاولة أبدا . القائد العربي من جانبه في مدينة طرابلس ، قام بإعادة تنظيم جيوشه التي عززتها قوات جديدة أرسلها إليه الخليفة في نفس العام أي سنة 693 ، ثم أعاد الانطلاق في حملة ضد الكاهنة . ” النبية ” الآن على مشارف منطقة الساحل بمنطقة Thysdrus ثيسدروس (تسمى الآن الجم ، وهي بلدة في جنوب تونس) ، مدينة قديمة تشتهر بمسرحها الذي هو من أكبر المسارح في الإمبراطورية الرومانية ، ولم تتردد وهي تراقب اقتراب القائد العربي في ممارسة سياسة الأرض المحروقة ، من خلال حرق المراعي والبساتين والقرى و النجوع والغابات و النخيل وأشجار الزيتون خلال مسيرها. وفي هذا الإطار يصعب التمييز بين الصواب والخطأ : فوفقا للمؤرخين ابن خلدون وابن الأثير ، ولكن وفقا أيضا لغوتييه و البيان ، فقد تكون الكاهنة قد أصدرت الأوامر بإحراق الأرض ، وأن لا تترك وراءها إلا أطلالا يتصاعد منها الدخان ، وذلك بينما تحارب وهي تتراجع نحو طبرقة ( مدينة ساحلية على بعد بضعة كيلومترات من الحدود الجزائرية التونسية و على بعد 150 كلم من تونس العاصمة ) . إن هذه الأطروحة هي أطروحة منازع فيها من قبل بعض المؤرخين المعاصرين ، أولئك الذين يطرحون أنها خصصت لتشويه سمعة الملكة البربرية ونزع المصداقية عنها. أكيد أن مدنا وقرى تم إحراقها، لكن ذلك لا يفسر بفعل الغزو العربي ، وإنما بفعل الاشتباكات بين البيزنطيين والبربر ، وحتى بين البربر الرحل و البربر المستقرين . ومع ذلك، ولعدة سنوات ، فقد قاومت الكاهنة وقواتها الهجوم العربي ، بفضل معرفتها الممتازة بالأرض وتضاريسها وكذا نوعية وجودة سلاح الفرسان لديها.

    ولأنها مطاردة من قبل جيش عربي قوي، ولأن بعض القبائل هجرتها بفعل خضوعها لحسان بن نعمان ، فقد أحست الكاهنة بدنو النهاية . إنها كأم ، تريد أولا حماية ابنيها الإثنين إفران ويزديكان ، لذلك أمرتهما قبل المعركة بالالتحاق بمعسكر الجيش الإسلامي واعتناق دين الإسلام . ومنذ ذلك الحين غدت الكاهنة وحيدة ، حتى ابنها بالتبني خالد بن يزيد خانها : فهو منذ فترة زمنية سابقة ، كان يوفر المعلومات الاستراتيجية سرا لعمه حسان بن نعمان . وفي سنة 702، اغتنم هذا الأخير الفرصة لشن هجوم جديد ضد آخر الأوفياء الذين لا يزالون على طاعة ” النبية ” . لقد اندفع نحو ثيدروسThydrus حيث تراجعت الكاهنة، مارا بمناظر طبيعية كئيبة من الرمل و الرماد الذي لا تزال تفوح منه رائحة الخشب المتفحم والصوف. وكذا حدائق الأغنام ، التي تعتبر الثروة الرئيسية للمملكة ، والتي غدت تشكل أكواما من اللحم المحترق.

    الهجوم النهائي و المعركة الأخيرة

    لم تكن تدور بخلد حسان بن نعمان ، وهو الذي عقد العزم على الانتقام من الكاهنة والأخذ بثار هزيمته المذلة التي ألحقتها به القوات البربرية ، إلا فكرة واحدة ووحيدة: وهي تدمير الكاهنة ومعها المتمردين البرابرة ومسحهم من الوجود. ولأنه أبلغ من قبل ابن أخيه ، ابن الكاهنة بالتبني ، بأنه لم تعد لديها إلا حامية عسكرية صغيرة فقط ، فقد أعطى أوامره لقيادة الجيش بإرسال تحذيرات ودعوات للمحاصرين بالاستسلام قبل الاقتحام وشن الهجوم .

    وستدور أحداث المعركة النهائية سنة 702 في طبرقة ( المدينة الساحلية في شمال غرب تونس ، على بعد بضعة كيلومترات من الحدود التونسية الجزائرية ) . الكاهنة من جهتها ، وهي المصممة بدورها على الاستعداد للموت من أجل قضيتها وأرضها وشعبها ، خرجت من مخبئها ، وهي تمتطي صهوة جوادها الأزغب ، وهي تلوح بسيفها . لقد كانت معركة حامية الوطيس لكنها غير متوازنة . وعندما أخذ منها التعب والإجهاد مأخذه، واستنفدت كامل قواها، سقطت ملكة الأوراس ، وبذلك غدت تحت رحمة عدوها وخصمها . الجنرال العربي حسان وضع مقدمة سيفه فوق صدر الكاهنة وبحركة مباغثة وحاسمة غرز سيفه في قلبها . ويحكى أنه هتف قائلا: “إن هذه الملكة المقيتة تحتاج إلى مدفن قذر وكريه “، ملمحا بذلك إلى المزبلة وحفرة القاذورات. وقد تكون إثرها قد انطلقت بعض الاحتجاجات، صادرة بدون شك عن خالد ، حفيد الجنرال . حيث يبدو في التصور وهو يذكر عمه المنتصر بأن الكاهنة تكره العرب بالطبع، ولكن لا يمكننا أن ننكر لها ونعترف لها بشهامة وسمو روح معينين. بعدها قد يكون الجنرال قد جز عنق المتمردة ، ووفقا للبعض ، فقد أرسل رأسها كغنيمة حرب إلى الخليفة عبد الملك ، في حين يدعي آخرون أنه ربما تم قذفه في بئر في مكان يدعى بير – الكاهنة ( بئر الكاهنة ) ، ووفقا لمصادر أخرى ، فإن هذه البئر تقع في مكان يسمى بئر الألتر ، جنوب تيبيسة ( بلدة جزائرية على الحدود مع تونس ) . وكيفما كان الحال ، فبوفاة الكاهنة ، انفتحت الطريق وصولا إلى المحيط الأطلسي و الأندلس أمام العرب ، ثم سيطالب هؤلاء الأخيرون البربر حينها بتوفير اثني عشر ألف فارس ، سيتم إيلاء قيادتهم إلى ابني الكاهنة المحاربة أنفسهما، إفران ويزديكان ، لقد كان على الكاهنة أن تحارب حتى آخر نفس من أنفاسها . وقد كان من شأنها أن تغير التاريخ …

    ==============

    كتب المراجع:

    ابن خلدون ، تاريخ البربر و والممالك الإسلامية في شمال أفريقيا

    أندريه الشرقاوي ، تاريخ اليهود في شمال أفريقيا ، منشورات هاشيت ، 1985

    جان سرفييه ، البربر ، المنشورات الجامعية الفرنسية ، مجموعة ماذا أعرف ، 2011

    جبرائيل كامب: البربر ، الذاكرة والهوية ، منشورات أكت سود ، 2007 ( طبعة جديدة)

    ياسمينة القادري




















                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de