حل المليشيات....الفاضل عباس محمد علي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 07:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-01-2018, 05:52 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حل المليشيات....الفاضل عباس محمد علي

    05:52 PM April, 01 2018

    سودانيز اون لاين
    Nasr-Los Angeles
    مكتبتى
    رابط مختصر

    حل المليشيات
    03-31-2018 01:24 PM

    حل المليشيات الحكومية وغير الحكومية
    أحد الشروط الضرورية للحوار الجاد و للإنتخابات

    قال المتنبي في صباه:
    أبني أبينا نحن أهل منازل أبداً غراب البين فيها ينعق
    نبكي على الدنيا وما من معشر جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
    أين ألأكاسرة الجبابرة الألى كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا
    من كل من ضاق الفضاء بجيشه حتى ثوى فحواه لحد ضيق
    فالموت آت والنفوس نفائس والمستعز بما لديه الأحمق.

    ولعل فلسفة أبي الطيب تعيننا على الإقتراب المفعم بالحكمة والعمق الصوفي من مسألة الخمائس العرمرم التى تعج بها بلادنا، من تلك المعادية للنظام بدارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، إلى تلك التى ألفت قلوبها واستؤنست واستقدمت للخرطوم كقوة احترافية خاصة وفق منهج ال outsourcing المعمول به فى بعض البلدان، لا سيما الولايات المتحدة. ولدي قناعة راسخة بأن وجود أي من هذه المجموعات كأجسام موازية أو معادية للجيش وللأجهزة الأمنية الرسمية إنما هو خطر ماثل وقنبلة موقوتة سوف تنسف كل ما نتفق عليه من إجراءات وسناريوهات، بدءً بخريطة الطريق التى جاء بها ثابو إمبيكي فى مارس من عام 2014 والتى وقعتها الحكومة على الفور، ووقعتها مجموعة نداء السودان الممثلة للمعارضة في أغسطس من نفس العام. فمهما بدت هذه القوى الحاملة للسلاح بريئة وأليفة ومجافية للإرهاب الداعشي أوالصومالي أواليمني أوالبوكو حرامي، فإنها غير مضمونة العواقب، إذ أن السلاح يغرى باستخدامه، أحياناً بلا سبب يذكر just for the hell of it ، وتاريخ الشرق الأوسط الحديث مكتظ بالنماذج الدالة على ذلك.
    فقد كانت معظم الطوائف والأحزاب في لبنان مسلحة – بالخفيف والثقيل – أيام الديمقراطية التى سادت بتلك الدولة منذ عام 1942، مثل المسيحيين الموارنة وكتائب الجميل، وكمال جنبلاط وحزبه التقدمي الإشتراكي المستند على إثنية الدروز وجيشها، والشيعة فى الحقب الأخيرة بزعامة حسن نصر الله وأسلافه، والمسلمين السنة من جانب آخر....إلى أن تفجرت البراكين فى لبنان منذ عام 1974 حتى الآن، فغرق ذلك البلد الجميل فى لجج الحرب البسوسية السرمدية، (وهو البلد الذى قال عنه أحمد شوقي: لبنان ردتني إليك من النوى أقدار سير للحياة دراك......ركز البيان على ذراك لواءه ومشي ملوك الشعر في مغناك)، وخرج من زمرة الدول الديمقراطية الساعية للتقدم الإقتصادي والتصنيع والنجاح، مثل النمور الآسيوية وكافة الدول الأوروبية الشرقية والغربية الديمقراطية التى أصبحت ملاذاً للإخوة الشوام الفارين من أتون الحروب في الهلال الخصيب. وكذا الحال في اليمن السعيد الذي ظلت قبائله مسلحة منذ قديم الزمن، وظلت الدولة قائمة فيه منذ أيام أحمد حميد الدين وآبائه، إلي أن انفرط عقدها فغرقت في دمائها التى ما زالت تنزف منذ خمس سنوات. إن مجرد وجود هذه المليشيات هو إغراء ومقدمة للإنفلات الذى لا مفر منه، كما حدث في الصومال وزائير والعراق...إلخ.
    وما دعاني للتعرض لهذه المسألة موضوعان كثر الحديث عنهما في الآونة الأخيرة – (أ) الإنتخابات كتكليل لطريق الحوار الذى ابتدرته الحكومة وولجته أطراف مؤثرة من المعارضة، و (ب) التقرير الذى صدر مؤخراً متناولاً قوات الدعم السريع . ولنبدأ بالأخيرة:
    فقد وردت هذه المعلومات عن المصادر المالية لهذه القوات:
    1. يتلقي الجندي بقوات الدعم السريع خمسة أضعاف الراتب الذى يستلمه الجندي بالقوات المسلحة.
    2. رصدت ثلاثة مليارات و220 مليون جنيه للدعم السريع فى موازنة 2017 (بينما كان نصيب الخدمات الصحية 555 مليوناً فقط، أي أن نصيب هذه القوات كان ستة أضعاف نصيب وزارات الصحة الإتحادية والولائية، وأربعة أضعاف ما خصص لوزارة التربية)
    3. دفع الإتحاد الأوروبي 55 مليون يورو لهذه القوات لمكافحة الهجرة غير الشرعية، بالإضافة ل155 مليون يورو لوجستيات، لإقامة معسكرات إيواء المعتقلين من المهاجرين غير الشرعيين الذين يتم اكتشافهم في بيداء الصحراء الكبري. (ولقد كان من ثمرات هذا النشاط العثور على الإرهابي التونسي الهارب أبو نسيم الذى تم تسليمه للحكومة التونسية).
    4. جبل عامر بشمال دارفور عامر بالذهب وخاضع لسيطرة هذه القوات، وبه 400 منجم ذهب (كان يشاركها فيه موسي هلال)، وهي تدر 123 مليون دولار سنوياً، وكانت صادراته فى الفترة 2010 حتى 2014 بقيمة أربعة ونصف مليار دولار، تشرف عليها (شركة الجنيد لتصدير الذهب).
    5. تقوم القوات المذكورة بتنفيذ مهام وتكليفات أمنية معقدة، على غرار ما كانت تفعله الشركات الأمنية الأمريكية الخاصة في العراق، مقابل ثمن متفق عليه، ولقد تحججت الحكومة بأن هذه القوات مترابطة ومتلاحمة إثنياً، وتتألف من شباب متحمس وذى شكيمة وعزيمة ومقدرات قتالية عالية، ( وبالطبع يوحي هذا الموقف بالمنظور المقابل: وهو إن القوات الحكومية قد شاخت كوادرها وأصابها الوهن وال################ من كثرة المعارك بلا طائل، منذ حرب الجنوب التى قادت للهزيمة وفقدان ذلك الجزء الذى يساوي ثلث الوطن).
    ولربما نظرت الحكومة لما ظل يحدث للجيش المصري منذ أنور السادات وإتفاقيات كامب ديفيد التى ظلت القوات المسلحة المصرية تتلقي دعماً بموجبها من الولايات المتحدة يبلغ ملياري دولار سنوياً، في شكل لوجستيات ومؤن وبضائع، ومن جراء ذلك تحول الجيش المصري إلي أكبر مؤسسة اقتصادية وتصنيعية بالبلاد، وأخطر منافس للقطاع الخاص، وقوة سياسية ظلت تحكم البلاد طوال فترة السادات وحسني مبارك، وما زالت تفعل نفس الشيء منذ ثورة يونيو 2013 الشعبية التى جاءت بالسيسي لدست الحكم مكرماً معززاً . ولكن هنالك فرق شاسع بين جيش رسمي موحد ينتظم البلاد كلها ويفرد جناحه فوقها، مهما كان رأي الناس في حكم العسكر من حيث هو، وبين مليشيا تم تأسيسها على أرضية إثنية ومناطقية محددة، فى بلاد متعددة الإثنيات والأقاليم والمناخات والشعوب والإحن والمحن والفتن والمماحكات، وبلاد تعاني من عمق الهوة بين المدينة والرف، ومن فظاعة التخلف الإقتصادي والإجتماعي الذي تعاني منه كافة الأقاليم بأطرافها المختلفة، وليس فقط الإقليم الذي استجلبت منه قوات الدعم السريع.
    إذاً، فلننظر في أمر هذه القوات، الموالية والمعادية للحكومة، ولنشملها بحملة جمع السلاح التى نشطت ثم خبأت مؤخراً، كجزء من إتفاق وطني شامل في إطار الحوار الوطني الذي بدأ النظام السير فيه منذ ثلاث سنوات، والذى نجمت عنه المخرجات التى لم تلتزم بها الحكومة بشكل تام، مما قاد لتوسيع الشقة بين النظام ومجموعة نداء السودان، وللإتهامات والمخاشنات اللفظية بين الحكومة ورئيس نداء السودان الإمام الصادق المهدي. هذه الأجواء المضطربة تحتاج لتهدئة وتؤدة ورزانة عرف بها أهل السودان عبر كافة الحقب والأزمات، ومن هذا المنطلق دعنا نعود للموضوع (أ)، أي الإنتخابات كتكليل لمشروع الحوار الوطني:

    فقد أورد البروفسير أحمد إبراهيم أبوشوك في بوسته الأخير بالفيسبوك (الجمعة 30 مارس) تصريحاً للباشمهندس عمر الدقير خص به الصحفي الزين عثمان بصحيفة "اليوم التالي"، فحواه:
    (أنا لا أفضل استخدام كلمة تسوية، ونحن لسنا دعاة تسوية، نحن دعاة تغيير هذا الواقع بالكامل، وذلك عبر الحل الأقل تكلفة والحل الأنسب، وهو حل الحوار السياسي الشامل بغية نقل البلاد إلى استقرار يحقق آمال الشعب وطموحاته وهو الخيار الأمثل، لكن هذا الخيار يحتاج لتوفير شروطه الموضوعية، وهي حتى الآن مفقودة من قبل النظام الحاكم. لذلك نحن الآن نقاتل عبر فوهتين: فوهة مركوزة مع الشعب السوداني من أجل المقامومة، والفوهة الأخرى هي فوهة العمل السياسي عبر الحوار من منابره المتعددة داخلياً وخارجياً.)

    ولقد خلص البروف أبوشوك إلى أن الإسترتيجية المبتغاة حسب قراءة تصريح الدقير هي (المشاركة السياسية القائمة على آليات التدافع السياسي النزيه).
    أرى أن موقف حزب المؤتمر السوداني الذي عبر عنه الباشمهندس الدقير هو موقف معظم أبناء وبنات الشعب السوداني الذين يقفون على الضفة المقابلة للمؤتمر الوطني، وهو عبارة عن الإطار المرجعي للفترة الحالية المؤدية بالضرورة لإنتقال السودان عبر عملية الregime change إلى بلاد تنعم بالسلام والاستقرار والديمقراطية وحكم القانون والشفافية والبعد عن الشوفينية والتطرف والإحتراب القبلي والإثني والفساد الحكومي. وحسب هذه الرؤية فإن المعارضة، كما جاء في إعلان باريس الأخير من قبل نداء السودان، مثابرة في طريق الحوار المجافي للعنف واستخدام السلاح بين أبناء الوطن؛ وهي ماضية في الإلتزام بخريطة الطريق التى وقعتها فى أغسطس 2014؛ وهي سوف تلج أبواب الإنتخابات كافة متى ما التزمت الحكومة بشقها من المعادلة – أي إستيفاء الشروط المهيئة للجو الصحي المناسب للإنتخابات، وذلك تحديداً بإنجاز الآتي على جناح السرعة: (ولو كنت في مكان الحكومة لتذكرت بيت الشعر الذى يقول: تمتع من شميم عرار نجد.....فما بعد العشية من عرار):
    • إلغاء القوانين وحزم الإجراءات المقيدة للحريات وكفالة حق التعبير والتنظيم.
    • تغيير طاقم لجنة الإنتخابات، ولا داعي للخوض فى الشكوك المزعجة التى تلف اللجنة الحالية ورئيسها. وفي مثل هذا التغيير إبداء لحسن النية صوب القوى المعارضة، وياحبذا لو تم التشاور مع القوى المعارضة حول الترشيحات للطاقم الجديد.
    • إلغاء ميزانية 2018 وتعيين وزير مالية تكنوقراطي محايد جديد، من باب إظهار الجدية نحو الإصلاح والإلتزام بمصالح البلاد وتغليبها على المصالح الحزبية الضيقة.
    • تستهدف الميزانية الجديدة خفض الإنفاق الحكومي عبر:
    أ‌. إدماج المليشيات الحكومية في القوات المسلحة إذ أن بقاءها على حالها باهظ التكلفة، وربما يقود لنفس النتيجة التى قاد لها الإبقاء على الجيش الشعبي الجون قرنقي بعد إتفاقية نيفاشا، وهي إنفصال الجنوب. وفى الحالة الراهنة إنفصال دارفور.
    ب‌. إلغاء وزراء الدولة وتقليص الوزارات الإتحادية لما كانت عليه فى حكومة الأزهري عام 1956 وإلغاء الحكومات الولائية والإكتفاء بوال يساعده ثلاثة أو أربعة إداريين. وإلغاء المجلس الوطني الذى جاء بالتعيين، وتلك وسيلة مجافية للديمقراطية، والإستعاضة عنه بمجلس تشريعي إنتقالي ذى صلاحيات محدودة من ثلاثين عضوا ممثلين لكافة ألوان الطيف.
    ت‌. إلغاء وزارة الإعلام وتحويلها إلى هيئة قومية على غرار البي بي سي البريطانية.

    • النظر في إمكانية إلغاء المؤتمر الوطني أو سحب الغطاء الحكومي عنه حتى ينافس منافسة حرة بالشارع السياسي مع كافة القوى الأخرى، بمعني إرجاعه لوضعه السابق لإنقلاب 30 يونيو 1989 كحزب إسمه الجبهة القومية الإسلامية.

    آخر الكلم:
    قد تبدو الآراء المطروحة عاليه مغالية في التفاؤل والرومانسية، ولكن الإحتقان الحاد الذى تمر به البلاد يستوجب إمعان النظر فى البدائل الممكنة التى يمكن أن تخرج البلاد من وهدتها الكارثية الحالية. فنحن على أعتاب الصوملة أو الفوضي الإفريقية التى عمت الكثير من البلدان المجاورة – مثل جنوب السودان وإفريقيا الوسطي ...إلخ. بينما يمكننا أن نحدق في الجانب المشرق الآخر بتاريخ القارة الحديث، مثلما حدث في جنوب إفريقيا حيث أخرج نظام الفصل العنصري المتحكم فى البلاد منذ الأربعينات، أخرج نلسون مانديلا من سجن دام لسبع وعشرين سنة وتفاوض معه بعقلانية وهدوء، إلى أن توصل الطرفان لتفكيك دولة البيض برمتها وإقامة وطن على مبادئ الديمقراطية اللبرالية، ففتحت الأبواب أمام حزب المؤتمر الذى اجتاح انتخابات 1994 وأتي بنلسون مانديلا رئيساً للجمهورية الديمقراطية الجديدة التى ظلت مستقرة ومتطورة منذئذ حتى اليوم. كما أن هنالك نماذج للتحول السلمي الديمقراطي شهدتها السنغال وتنزانيا ورواندا وأخيراً إثيوبيا.
    وهنالك في تاريخ السودان نفسه العديد من النماذج للتوافق بين كافة مكونات الشعب عند الملمات – إذ توحد أهل السودان خلف الإمام المهدي عام 1881م وأطاحوا بالحكم التركي العثماني المدجج بالمخابرات البريطانية وعلى رأسها شارلس غردون والجنرال هكس وغيرهم. وتوحدت كل الفصائل السياسية، شمالها وجنوبها، وأعلنت الإستقلال من داخل البرلمان فى ديسمبر 1955. وتوحد الشعب السوداني في أكتوبر 1964 وأطاح بنظام الجنرال عبود وجاء بحكومة انتقالية تألفت من كل الأحزاب والإتحادات العمالية والزراعية. وحدث نفس الشيء مرة أخرى في أبريل 1985 حين تم القضاء على النظام المايوي واتحاده الإشتراكي (العظيم).
    إن إمكانية التوافق واردة بين القوى السياسية السودانية، وهذا ما نلمحه في الروح الإنفتاحية لدى حزب المؤتمر السوداني وزعيمه عمر الدقير، وما نلمحه في مخرجات مؤتمر باريس لقوى نداء السودان بباريس قبل أسابيع، وما نلمسه فى كتابات المفكرين الموضوعيين والمحايدين مثل السر سيداحمد والدكتور النور حمد والبروف أبو شوك، وما نستشعره من جلسات المثقفين السودانيين الوطنيين ومداخلاتهم بأجهزة التواصل الإجتماعي. ولقد تقدم الشارع السوداني خطوة نحو الإنفراج والسلام والتصالح الوطني، ويبقي على النظام القائم أن يرد على ذلك بخطوتين مباركتين من رب العامين، وذلك بإظهار الجدية وحسن النية المشار إليها آنفاً. وعلى الله قصد السبيل.
    والسلام.

    [email protected]
    ابوظبي 31 مارس 2018




















                  

04-01-2018, 06:09 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حل المليشيات....الفاضل عباس محمد علي (Re: Nasr)
                  

04-01-2018, 06:53 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حل المليشيات....الفاضل عباس محمد علي (Re: صلاح عباس فقير)

    هذا المقال من أجمل ما كتب مؤخرا
    وبه قدر من المعقولية
    ويصب في مجر الحوار الرفيع الذي إبتدره السر سيد أحمد
    وشارك فيه النور حمد وآخرين
    أتمني أن يتواصل هذا الحوار الجاد

    مقتطف

    " قد تبدو الآراء المطروحة عاليه مغالية في التفاؤل والرومانسية، ولكن الإحتقان الحاد الذى تمر به البلاد
    يستوجب إمعان النظر فى البدائل الممكنة التى يمكن أن تخرج البلاد من وهدتها الكارثية الحالية. "

    كل المصيبة هنا أننا جميعا نري الكارثة المحدقة بالوطن
    ما عدا
    (وما عدا هذه ضرورية جدا)
    ناس الحكومة
    ناس الحكومة يعيشون أحسن أيامهم
    وشايفيين البلد كويسة وماشة كويس

    نحل المعضلة دي في الأول
    نلبسهم النضارات النحن بنشوف بيها

    ولا نشوف النضارات الهم بيشوفوا بيها
    فيها شنو ولا مركبة من شنو

    كأنكم ما عارفين قدر كيف ناس الحكومة ديل تافهين
    وقدر كيف أنانيين
    وممكن يغنوا (من علي البعد في ماليزيا ودبي)
    علي رماد وطن أحترق
    وخرجوا هم بكل النصيب
                  

04-02-2018, 01:40 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حل المليشيات....الفاضل عباس محمد علي (Re: Nasr)

    دا مقال منقول من الراكوبة
    عجبني شديد وبيساعد في تطوير الحوار

    ========================
    الانتخابات كحل للازمات (مقال السر سيداحمد نموذجا).
    الانتخابات كحل للازمات (مقال السر سيداحمد نموذجا).
    04-01-2018 07:06 AM

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الانتخابات كحل للازمات (مقال السر سيداحمد نموذجا).
    سطر الاستاذ السر سيداحمد واحد من المقالات المميزة في الفترة الاخيرة، والذي يترك اثر لا يمكن محوه بسهولة، او رغبة في المشاركة يصعب مقاومتها او كبح جماحها، وكفي بها قيمة وجدوي. وعموما هذا ليس بغريب علي استاذ عودنا الموضوعية والتجرد والوطنية، ككسب من تقاليد مهنية وقيمية، كانت راسخة في هذه البلاد يوما ما، قبل ان تعمل الانقاذ فيها معاول الهدم والتبديل، بهمة واخلاص تحسد عليها. ولكن ذلك لا يمنع ان ما سيرد ادناه، ان لم يكن تعقيب، فهو يركز تحديدا علي ما تم تهميشه في المقال السالف الذكر، وخصوصا الجزء المتعلق بالانتخابات. واذا صدقت قراءتي لهذا المقال باجزاءه الخمسة، فهي تشير الي ان الغاية منه، هي المشاركة في الانتخابات. والمفارقة، ان هذه الغاية تحديدا (واحتمال كل غاية) هي ما ادخلت الموضوعية في حرج! ونقصد، بما ان الغاية هي المشاركة الانتخابية، فهذا ما جعل الخلفية القابعة خلف المشهد، او المتحكمة في الخيط الناظم لاجزاء المقال، هي خلع النصيب الاعظم من مسؤولية الفشل في بناء الدولة الوطنية، علي الاحزاب المعارضة والتكوينات السياسية، من خلال اهدارها الفرص التي اتيحت لها من ناحية، او من خلال عجزها عن الاضطلاع بواجباتها السياسية والوطنية (اي كوظيفة حصرية)، بسبب الاعطاب البنيوية التي تكتنفها، وتطاول النخبة المتعلمة (طبقة الافندية) بصفة عامة، من ناحية مقابلة. وهذا ما يصعب نكرانه او مجرد الاعتراض عليه، ولكن الاشكال الذي ينهض في وجه الموضوعية، هو عدم العدالة في توزيع تلك الانصبة (مسؤولية الفشل وما حاق بالبلاد من دمار). اي التوزيع (التناول) لم يشر صراحة للانظمة الانقلابية التي تحكمت في معظم سنين ما بعد الاستقلال، وتاليا يقع عليها العبء الاعظم، بما جري ويجري من تراجع مطرد في البلاد! وبما فيه الضعف الذي يطاول الاحزاب والنخب وفرص النهوض بالدولة (يمكن مراجعة تجربة الهند وباكستان، ليتضح اثر الانقلابات علي تطور الممارسة الديمقراطية ومشاريع التنمية والمحافظة علي سلامة مؤسسات الدول). وبالطبع اهمال هكذا جانب، ليس بالتفصيل الصغير الذي يمكن تغاضيه، بل هو في اعتقادي لب المسالة التي نحن بصددها! ولكن ايراده بتوسع او التركيز عليه كما يجب، يضعف حجة المشاركة الانتخابية او اقلاه يقلل من جاذبيتها. وبناءً عليه، ما سيرد يمكن وصفه بالمسكوت عنه في مقال السر سيداحمد، وتحديدا الجزء المختص بالمشاركة الانتخابية.
    اولا، المشاركة في الانتخابات او اجراء الانتخابات نفسها، في هكذا اوضاع تعيشها البلاد (ازمة اقتصادية مستفحلة، تزيدها طباعة العملة للايفاء بمصروفات الانتخابات استفحالا!) ليست حل اساسا، بل هي اعلان حالة عجز وافلاس للطرفين (حكومة ومعارضة). اي هي في حقيقتها التفاف علي ازمة مستحكمة، بدلا عن علاجها جذريا بما يحفظ كيان الدولة من التفكك والانهيار. والحال، ان عجز عن عجز يفرق، فعجز المعارضة ستزيده المشاركة وبالا، بحكم الخسارة المؤكدة التي ستمني بها من مشاركة محسومة النتائج سلفا، وتاليا تفتح عليها ابواب التلاوم والتشرذم اكثر مما هي عليها الآن! ولكن عجز الحكومة يمكن ان تعمل نتيجة الانتخابات (المضمونة الفوز!) علي ستر عورته، خصوصا عندما تستند علي تفويض شعبي، ينجم عن مشاركة المعارضة الصورية؟! وليس صحيحا ان شرعية الامر الواقع، تكفي هكذا انظمة انقلابية، وإلا لماذا الاهتمام بالانتخابات والاستفتاءات، التي تجريها تلك الانظمة، كل حين او عندما تواجه الازمات؟ ولماذا تحتفظ بترسانتها العسكرية والامنية كضامن للبقاء والاستمرارية؟ اي لماذا تثق في القوة وليس الشعب؟ كما ان الامر الواقع او طول المدة، ليس بمستطاعه تحويل الحق الي باطل او جعل الباطل حقا، وإلا لاندثرت قضية فلسطين منذ امد بعيد! ولما نال الجنوبيون بغيتهم بعد نصف قرن من التهميش والاستخفاف! ولظل زين العابدين يسوم التونسيين شر الاستبداد، بل لظللنا نشاهد جنون وكاريكاتورية السلطة مجسدة في القذافي وعنفها في صدام و(رقصها علي رؤوس الافاعي) في علي عبدالله صالح وووغيرهم حتي الآن؟! والخلاصة، ما يمنح الامر الواقع شرعية زائفة، هو عدم مقاومته او السعي لتغييره بكافة الوسائل.
    ثانيا، المشاركة الانتخابية (تحت قانون الامر الواقع بوعيه او دونه) كما تعلن وتدعو جهات وافراد آنيا! يعني ببساطة تسليم المعارضة ذقنها للانقاذ، بحكم تحكمها في كل شروط العملية الانتخابية، وبما فيها هامش الحريات الذي يسمح للمعارضة بالحركة والاحتكاك وتطوير قدراتها وادواتها وتواصلها مع الجمهور. بمعني، ليس هنالك ضمانات تسمح للمعارضة، بالاستفادة من المشاركة الانتخابية، في تثبيت وجودها علي الارض، ناهيك عن التخطيط للمستقبل البعيد. والسبب ليس هشاشة هامش الحريات فحسب، ولكن لان جزء اساس من قوة الانقاذ وسبب بقاءها واستمرارها، هو اضعاف المعارضة وشق صفوفها. والحال هذه، هل يعقل ان تسمح سلطة الانقاذ للمعارضة ان تتحصل اي مكاسب تزيد من قوتها وتماسكها؟ وهو ما يعني حتما، خصما علي الانقاذ كحضور قوي ونفوذ مطلق؟! بتعبير آخر، وبنفس منطق الاستاذ السر، إذا كانت المعارضة ممثلة في الاحزاب السياسية، فشلت تاريخيا في الاستفادة من المراحل الانتقالية والفترات الديمقراطية، التي تمتعت فيها بالحرية والقدرة علي الحركة والفعل، من انجاز اختراق في المسالة الوطنية الممتدة منذ الاستقلال! فكيف يتسني لها ذلك في ظل قبضة انقاذية، لا ترقب فيها إلا ولا ذمة؟!
    ثالثا، سال الاستاذ السر عن لماذا لا يتم الاتفاق علي تكرار المحاولات عبر صندوق الانتخابات، وذلك تعزيزا للخيار الديمقراطي عبر مراكمة التجارب؟ (اي بدلا عن مراكمة التجارب الثورية التي اورثتنا الفشل الذريع، او اقلاه لم تصلنا الي شئ، محلك سر!) بين الاقوس من عندي (حتي نجعل الامور علي بلاطة او مية بيضا كما يقول المصريون). والسؤال يفترض ان هنالك امكانية لمشاركة تسمح بمراكمة خبرات انتخابية، وتاليا تفضي الي نضوج ديمقراطي؟ اي كان الخلل في المعارضة او الخيار بيدها، وليس كل الامور مرجعها السلطة، كامر واقع، كما ذكر هو نفسه؟ ولكن هكذا افتراض، يهمل او يتجاهل ان عدم توافر اشتراطات المشاركة الجدية، يجعل المشاركة (كالمحلل! ويا له من دور غير كريم؟). علما بانها ليست مسؤولية المعارضة، وهذا غير ان السلطة ليست لديها الرغبة الصادقة، ومن ثمَّ انعدام المحفز لارادة توفيرها (الاشتراطات)، ولكن هذا لا يمنع متاجرتها وشراءها الزمن بطرح نوعية تلك المبادرات. وعلي العموم، هنا تبرز مشكلة كبري، لم يعرها استاذ السر وغيره من دعاة المشاركة اهمية، وهي ان المشاركة في الانتخابات القادمة 2020م، ستمنح السلطة للفائز (البشير) بصورة شرعية وشعبية حتي العام 2025 م؟ بمعني، ان تنفتح الازمات السياسية والاقتصادية ..الخ علي اوضاع اكثر ماساوية، لمدة سبع سنين عجاف! فهل بعدها يتبقي وطن، حتي تتنافس علي حكمه المعارضة، او تحسِّن لاجله خبراتها الانتخابية؟!
    رابعا، يمكن ان يطرح رهان بين دعاة المشاركة والمقاطعة، وهو بعيدا حتي عن توافر اشتراطات المشاركة او شبه توافرها، والتي تساعد علي جدية العملية الانتخابية. هل تستطع حكومة الانقاذ الالتزام بالدستور الذي صنعته بيدها، وعدم تعريضه للتعديل الذي يفقد المرجعية صدقيتها، وتاليا حرمان البشير من الانتخابات في العام 2020 م! ام وكما ترجح كل المؤشرات، ستتعامل معه كآلهة الجاهيلة المصنوع من العجوة، لتقضم منه او تعيد تشكيله حسب الحاجة، وهو ما يبيح عندها وصفه بدستور العجوة او عجوة الدستور! والمؤكد ان هكذا ميثاق او مرجعية اخيرة، تنتاشها الامزجة والاهواء، ليست اهل للثقة الانتخابية او غيرها. المهم، اذا استطاعت حكومة الانقاذ الايفاء بكهذا شرط، اي رد الاعتبار للدستور (فقط بوصفه دستور) اي كسلطة عليا حاكمة، وليس مزاج او مصالح فرد او مجموعة متحكمة (رغم انها صانعة للدستور بناء علي مصلحتها، في حالتنا هذه!). عندها يكسب دعاة المشاركة الرهان، اقلاه هكذا اوضاع اخيرة، تصنع امل او تتيح فرصة لتدافُع المعارضة، من اجل توسيع هامش الحريات والمشاركة. لانه في ظل انعدام الضمانة الدستورية ( عدم التعديل والاصح التلاعب من طرف واحد/حاكم) حتي وان كانت مصممة لخيرهم حصريا، لا مكان لا لتراكم خبرات انتخابية، ولا لامل في مخارج سلمية من اي ناحية.
    خامسا، عندما اشرنا لعامل الانقلاب المفضي للاستبداد كأُس للبلاء، ذلك ليس لانه يضر بالمعارضة ( رغم مساهمة بعضها في هذه الكارثة)، من خلال تجفيف منابع العمل السياسي، او تسميم البيئة السياسية بصفة عامة، التي من دونها لا تملك الاحزاب اسباب الحياة، ناهيك عن التطور! ولا كذلك لانه يصادر حقوق المواطنين بكافة انواعها ودرجاتها، قبل ان يحيل حياتهم الي بؤس مقيم، واجتماعهم الي تفسخ، وقيمهم الي تشوه مريع! ولكن ايضا لانه يشوش علي خيارت ومواقف واولويات المعارضة، ويغريها بالمشاركة او التعايش في ظله، نظير بعض هوامش الحرية او الحقوق غير المكفولة بدستور متفق عليه، بله غالبا ما يقايض الاستقرار بالحرية او يهدد بمصادرتهما معا، كوسيلة ضغط اضافية علي المعارضة، حتي يجبرها علي الرضوخ لمشاريعه، وبما فيها ما يتلبس رداء الديمقراطية، وهي منه براء. وكثير من صدق هذه الترهات، وانخرط في مشاريع الاستبداد، المتمسحة بمظاهر الديمقراطية، بحجة الدفاع والحفاظ علي مصالح الوطن (المفتري عليها!)، عاد وهو يجرجر اذيال الهزيمة وطعم الخيبة، او باع نفسه وتاريخه (بمنيصبات) يقمن طموحه السلطوي الجائع.
    سادسا، ما يدعو للحيرة، ليس الحماسة للدعوة الانتخابية التي يبديها (حسُني النية)، ولكن ان تتزامن تلك الدعوات، مع الصراع الشرس الذي يدور بين البشير الراغب في الترشح دون عوائق! وبين من يسعي لوراثته وهو حي، من الانقاذيين الذين يانسون في نفسهم الكفاءة، والاحقية بما بذوله في تشييد هذا المشروع الحضاري، ومذ كان حلما يداعب خيالهم! وهم يستندون في ذلك، علي لوائح حزبية ودستورية تخدم مسعاهم! ولكن مع تجاهل كامل، لكيفية وصول السلطة للبشير؟ وماذا تعني له بعد صدور صحيفة تهم المحكمة الجنائية الدولية؟ وهذا ما يخص راهن الصراع، اما بالرجوع للوراء قليلا، نجد ان صراع السلطة بين الانقاذيين، سمح باقصاء منظر وراعِ المشروع نفسه (الترابي بكل ثقله)، بل لم يتورع هذا الصراع في تصفية اكبر صقور الانقاذ، الذين ولغواء في دماء الضحايا بدم بارد، من اجل حماية صرح النظام، كابراهيم شمس الدين والزبير محمد صالح. هل قلنا شيئا عن حرب داحس والغبراء، بين نافع وعلي عثمان، او البسوس بين محمد عطا وطه عثمان علي زيادة النفوذ، او الطلعات التي يشنها صلاح قوش علي كل من تسوِّل له نفسه، مزاحمة كفيله البشير علي كرسي العرش، او منافسة اشقاءه في الاسواق؟ هل يمكن اغفال كل ذلك، عند الدعوة للمشاركة في الانتخابات، اي ضد منظومة هكذا نهجها في التعامل مع السلطة بين الشركاء؟ فكيف الحال بمنافسة من هم في حكم الغرباء، في رواية اخري الخونة والاعداء؟!
    سابعا، لست من انصار مقارنة سلطة الانقاذ باي سلطة، حتي نحاكي تجربتها الانتخابية او غيرها من التجارب، لا في جوارنا الافريقي او العربي او في اي مكان، والسبب انها لاتنتمي لهذا الزمان! اي هي اقرب لسلطة القرون الوسطي، بل وفي اسوأ تجلياتها! وذلك سواء من ناحية خبث مؤسسها (الترابي) او همجية وتهور قائدها (البشير) او فطرة الفساد التي فُطر عليها اتباعها، او في طريقة خداعهم لله وخلقه، الذي يكشف كم خداعهم لانفسهم! اي نحن حيال تشكيل عصابي، ولكنه مجرد حتي من اخلاق العصابات (اي لا يسرقون موارد ويهدرون حقوق ابناء الحاضر فقط، ولكنهم يصادرون حقوق وفرص اجيال المستقبل!)، وصدق من قال، انهم اسوا من سوء الظن العريض! والحال هكذا، من السذاجة بمكان الركون لوعود او مبادرات او تنازلات سلطة الانقاذ، او مجرد التعامل معها بحسن نية، سواء في انتخابات او مصالحات او حورات او غيرها. هل هنالك حاجة للتذكير بتنصلها من التزاماتها او نقضها لتعهداتها، حتي قبل ان يجف حبرها؟ لا اظن.
    ثامنا، الدعوة للانتخبات ستتري خلال قادم الايام وزيادة تازم الاوضاع، وذلك ليس بوصفها حل امثل، ولكن بوصفها مخرج اسهل، كما سلف ذكره. وذلك بالطبع في حال لم يمت الامير او ينتفض البعير او يقض الله امر كان مفعولا. والحال كذلك، يصبح الاسوأ من الاستجابة المجانية للمشاركة، هو عدم تحمل كلفتها كخيار والعمل بمقتضاه! اي لا يمكن قبول مبدأ المشاركة في الانتخابات، وفي ذات الوقت العمل علي الاطاحة بالنظام باي وسيلة اخري. بمعني، هو طريق الاتجاه الواحد، وبما ان الامر كذلك، لا مفر من الاخذ بنصيحة الاستاذ السر سيداحمد، بمراكمة الحراك الانتخابي دورة اثر دورة، دون تافف او نواح.
    تاسعا، ولكن ما هو الحل، طالما المشاركة ليست بحل؟ اي هل قدر المعارضة ان تعارض فقط، ام لديها خيارات اخري تشتغل عليها، لتبرر وظيفتها وتعلن عن وجودها كاثر فعال؟ واذا كان ذلك متاح، لماذا لم تعمل عليها سابقا؟ وبما انه ليس هنالك اجابة متوافرة لدي المعارضة، وإلا لكفتها شر الدعوات للمشاركة الانتخابية وغيرها من الافخاخ! ولكن كمساعدة علي الحل (مع الوضع في الحسبان ان المشكلة مشكلة ارادة وليس انعدام حلول!)، يمكن الرجوع للملاحظة الذكية التي اشار لها الاستاذ السر، خلال استعراضه للمسيرة الانتخابية منذ الاستقلال. وهي ان الانتخابات ليست حل في حد ذاتها (او ضمان للاستقرار والتطور حسب قوله)، وإلا لما كان هنالك داعٍ لكل هذا الجدال، طالما اختبرناها اكثر من مرة، تحت كافة الظروف الديمقراطية والشمولية! وايضا نصيحته الحكيمة للمعارضة، وإن في سياق حثها علي المشاركة الانتخابية، ان تتوافر علي برامج، وتستجمع جهودها خلف مرشح واحد. واهمية هاتين الملاحظتين، اولا، ان الانتخابات ليست غاية في حد ذاتها، وتاليا عليها الاشتغال علي المسالة الديمقراطية، لانها اجدي وانفع آنيا ومستقبليا، وذلك سواء داخل كياناتها (كقدوة ملهمة) او بين الجمهور (كوظيفة وواجب) من خلال تجذيرها في البيئة الداخلية، وبكلام صريح ان تصبح الثقافة الديمقراطية هم استراتيجي او قضية مصيرية، لتنظيم ادارة الاحزاب من جهة، وحل مسالة السلطة داخل الدولة بصورة جذرية. وهكذا نقطع مع اعادة انتاج الاخطاء بذات الشاكلة، اي تضخم هاجس السلطة، علي حساب تنمية الانسان وتطور مؤسسات الدولة. ثانيا، اهمية البرامج والتنظيم (الوحدة داخل المعارضة)، وبعيدا عن الاجسام الفضفاضة والتعميمات التي لا يختلف عليها احد، علي كل حزب او حركة او تنظيم ان يقدم تصور لادارة المرحلة القادمة، وان تُقدم هذه التصورات الي لجنة مستقلة من المعارضين (سياسين محامين منظمات مجتمع مدني..الخ) المشهود لهم بالحكمة، لعمل برامج موحد من كل هذه التصورات ولها حق الاضافة، علي ان تؤول ادارته (الدورية) لصاحب التصور الاكثر نصيب في البرامج (كمكافأة علي الاجتهاد، ولزرع روح التنافس بين المكونات) علي ان يلتزم كل مكون باجراء انتخابات داخلية تشرف عليها اللجنة او ممثلها، لتحدد قائده وبقية تشكيلة هيكله القيادي. واهمية هذه اللجنة ليس في حيادها الذي يحيِّد المنازعات والخصومات والتنافس غير الشرعي بين المكونات، الشئ الذي يضعف من الاحلاف، ولا كذلك لامتلاكها القدرة والمرونة لوضع خارطة الطريق (بناءً علي تكوينها المناسب، المتمثل في تعدد التخصصات والخبرة والتنوع المناطقي والجيلي..الخ)، ولكن لان الوطن ليس ملك المعارضة او الحكومة فقط، ولكن غير المنظمين او المستقلين لهم دور ايضا، ولكن بعيدا عن التنافس علي السلطة، الذي يستوجب التنظيم وعدم الاستقلال. المهم، إذا قامت المعارضة بالوفاء بمتطلباتها او حل معضلاتها علي ضوء المصالح العليا للوطن، فعندها تتخطي حالة العجز والتوهان، الي مرحلة الفاعلية والاقتراب من المواطنين، من دون حتي المرور بمحطة المشاركة الانتخابية! طالما دافع المشاركة ناتج من حالة الشلل وقلة الحيلة. بمعني، بما ان هنالك ممكنات امام المعارضة، فتاليا هنالك امل وفرصة للنجاح. اي الرهان يجب ان ينصب علي المعارضة، سواء بالضغط عليها للتخلص من عيوبها، او بتقديم العون والمساعدة لها بكافة الوسائل! وليس علي كرم نظام شحيح وغير المؤتمن، بحال من الاحوال. وبتعبير آخر، من دون تغيير موازين القوي بين المعارضة والنظام، ليس هنالك امل للخلاص، سواء بالانتخابات او بغيرها! والسبب في ذلك بسيط، وهو ما الذي يدعو نظام جهنمي لا يشبع من النهب والفساد والاستبداد كالانقاذ، لترك السلطة ومفارقة الامتيازات والحصانات؟ خاصة وهو مجرد من الحكمة والوطنية، ومشبع بالغرور والعنجهية؟ اي لماذا يتنازل طواعيا وموازين القوي تلعب لصالحه، الشئ الذي يجعل المعارضة رهينة مبادراته، او تتعامل بردات الفعل وهذا في حال لم تهرول تجاهها كطوق نجاة؟! وبكلام محدد، الجهود يجب ان تنصب تجاه تغيير موازين القوي، وهنا مدار المدافعة والجدال والبذل والنضال، وليس القفز مباشرة للانتخابات دون دفع مستحقاتها! والحال، ان هكذا خطوة حالمة، لا تشكل اكثر من قفزة في الظلام! اما عاقبتها ان لم تازم المشكلة، فهي ستفتح باب التطبيع مع الاستبداد. وعندها لا مجال إلا لسيادة ثقافة الاستبداد وقيمه، وهي بطبعها ليست اكثر من حالقة، تعرض الدولة للتآكل وترد المجتمع لشريعة الغاب.
    وبخصوص ممكنات المعارضة، يمكن ان نتقدم خطوة اخري، فإذا كان هنالك امكانية لمشاركة المعارضة في الانتخابات، اي يوجد هامش حركة يسمح لها بالمبادرة، لماذا لا يتم استغلاله؟ ليس في المشاركة الانتخابية، ولكن في تعبئة الجمهور تجاه المقاطعة، من خلال كشف زيف العملية من اساسها، واغراض سلطة الانقاذ من قيامها، وطرح البدائل لمقاومة افرازاتها! اي المعركة ليست في المشاركة المعلومة النتائج سلفا، ولكن في المقاطعة المصحوبة بالتوعية، وابتكار وسائل ضغط واستخلاص للحقوق.
    آخر الكلام
    ليس من حقنا مصادرة حقوق اصحاب الدعوة للمشاركة الانتخابية، والعكس صحيح فيما يخص اصحاب المقاطعة. وفي كل الاحوال، الخيار الذي ينتصر يتطلب دعم الجميع.
    وفي الختام كامل التقدير والاحترام لاستاذنا السر سيداحمد. ودمتم في رعاية الله.

    عبدالله مكاوي
    [email protected]
    =================================
                  

04-03-2018, 02:14 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حل المليشيات....الفاضل عباس محمد علي (Re: Nasr)

    هاكم هذا المقال المهم
    نقلا عن الراكوبة

    الانتخابات كحل للازمات (مقال السر سيداحمد نموذجا).
    04-01-2018 07:06 AM

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الانتخابات كحل للازمات (مقال السر سيداحمد نموذجا).
    سطر الاستاذ السر سيداحمد واحد من المقالات المميزة في الفترة الاخيرة، والذي يترك اثر لا يمكن محوه بسهولة، او رغبة في المشاركة يصعب مقاومتها او كبح جماحها، وكفي بها قيمة وجدوي. وعموما هذا ليس بغريب علي استاذ عودنا الموضوعية والتجرد والوطنية، ككسب من تقاليد مهنية وقيمية، كانت راسخة في هذه البلاد يوما ما، قبل ان تعمل الانقاذ فيها معاول الهدم والتبديل، بهمة واخلاص تحسد عليها. ولكن ذلك لا يمنع ان ما سيرد ادناه، ان لم يكن تعقيب، فهو يركز تحديدا علي ما تم تهميشه في المقال السالف الذكر، وخصوصا الجزء المتعلق بالانتخابات. واذا صدقت قراءتي لهذا المقال باجزاءه الخمسة، فهي تشير الي ان الغاية منه، هي المشاركة في الانتخابات. والمفارقة، ان هذه الغاية تحديدا (واحتمال كل غاية) هي ما ادخلت الموضوعية في حرج! ونقصد، بما ان الغاية هي المشاركة الانتخابية، فهذا ما جعل الخلفية القابعة خلف المشهد، او المتحكمة في الخيط الناظم لاجزاء المقال، هي خلع النصيب الاعظم من مسؤولية الفشل في بناء الدولة الوطنية، علي الاحزاب المعارضة والتكوينات السياسية، من خلال اهدارها الفرص التي اتيحت لها من ناحية، او من خلال عجزها عن الاضطلاع بواجباتها السياسية والوطنية (اي كوظيفة حصرية)، بسبب الاعطاب البنيوية التي تكتنفها، وتطاول النخبة المتعلمة (طبقة الافندية) بصفة عامة، من ناحية مقابلة. وهذا ما يصعب نكرانه او مجرد الاعتراض عليه، ولكن الاشكال الذي ينهض في وجه الموضوعية، هو عدم العدالة في توزيع تلك الانصبة (مسؤولية الفشل وما حاق بالبلاد من دمار). اي التوزيع (التناول) لم يشر صراحة للانظمة الانقلابية التي تحكمت في معظم سنين ما بعد الاستقلال، وتاليا يقع عليها العبء الاعظم، بما جري ويجري من تراجع مطرد في البلاد! وبما فيه الضعف الذي يطاول الاحزاب والنخب وفرص النهوض بالدولة (يمكن مراجعة تجربة الهند وباكستان، ليتضح اثر الانقلابات علي تطور الممارسة الديمقراطية ومشاريع التنمية والمحافظة علي سلامة مؤسسات الدول). وبالطبع اهمال هكذا جانب، ليس بالتفصيل الصغير الذي يمكن تغاضيه، بل هو في اعتقادي لب المسالة التي نحن بصددها! ولكن ايراده بتوسع او التركيز عليه كما يجب، يضعف حجة المشاركة الانتخابية او اقلاه يقلل من جاذبيتها. وبناءً عليه، ما سيرد يمكن وصفه بالمسكوت عنه في مقال السر سيداحمد، وتحديدا الجزء المختص بالمشاركة الانتخابية.
    اولا، المشاركة في الانتخابات او اجراء الانتخابات نفسها، في هكذا اوضاع تعيشها البلاد (ازمة اقتصادية مستفحلة، تزيدها طباعة العملة للايفاء بمصروفات الانتخابات استفحالا!) ليست حل اساسا، بل هي اعلان حالة عجز وافلاس للطرفين (حكومة ومعارضة). اي هي في حقيقتها التفاف علي ازمة مستحكمة، بدلا عن علاجها جذريا بما يحفظ كيان الدولة من التفكك والانهيار. والحال، ان عجز عن عجز يفرق، فعجز المعارضة ستزيده المشاركة وبالا، بحكم الخسارة المؤكدة التي ستمني بها من مشاركة محسومة النتائج سلفا، وتاليا تفتح عليها ابواب التلاوم والتشرذم اكثر مما هي عليها الآن! ولكن عجز الحكومة يمكن ان تعمل نتيجة الانتخابات (المضمونة الفوز!) علي ستر عورته، خصوصا عندما تستند علي تفويض شعبي، ينجم عن مشاركة المعارضة الصورية؟! وليس صحيحا ان شرعية الامر الواقع، تكفي هكذا انظمة انقلابية، وإلا لماذا الاهتمام بالانتخابات والاستفتاءات، التي تجريها تلك الانظمة، كل حين او عندما تواجه الازمات؟ ولماذا تحتفظ بترسانتها العسكرية والامنية كضامن للبقاء والاستمرارية؟ اي لماذا تثق في القوة وليس الشعب؟ كما ان الامر الواقع او طول المدة، ليس بمستطاعه تحويل الحق الي باطل او جعل الباطل حقا، وإلا لاندثرت قضية فلسطين منذ امد بعيد! ولما نال الجنوبيون بغيتهم بعد نصف قرن من التهميش والاستخفاف! ولظل زين العابدين يسوم التونسيين شر الاستبداد، بل لظللنا نشاهد جنون وكاريكاتورية السلطة مجسدة في القذافي وعنفها في صدام و(رقصها علي رؤوس الافاعي) في علي عبدالله صالح وووغيرهم حتي الآن؟! والخلاصة، ما يمنح الامر الواقع شرعية زائفة، هو عدم مقاومته او السعي لتغييره بكافة الوسائل.
    ثانيا، المشاركة الانتخابية (تحت قانون الامر الواقع بوعيه او دونه) كما تعلن وتدعو جهات وافراد آنيا! يعني ببساطة تسليم المعارضة ذقنها للانقاذ، بحكم تحكمها في كل شروط العملية الانتخابية، وبما فيها هامش الحريات الذي يسمح للمعارضة بالحركة والاحتكاك وتطوير قدراتها وادواتها وتواصلها مع الجمهور. بمعني، ليس هنالك ضمانات تسمح للمعارضة، بالاستفادة من المشاركة الانتخابية، في تثبيت وجودها علي الارض، ناهيك عن التخطيط للمستقبل البعيد. والسبب ليس هشاشة هامش الحريات فحسب، ولكن لان جزء اساس من قوة الانقاذ وسبب بقاءها واستمرارها، هو اضعاف المعارضة وشق صفوفها. والحال هذه، هل يعقل ان تسمح سلطة الانقاذ للمعارضة ان تتحصل اي مكاسب تزيد من قوتها وتماسكها؟ وهو ما يعني حتما، خصما علي الانقاذ كحضور قوي ونفوذ مطلق؟! بتعبير آخر، وبنفس منطق الاستاذ السر، إذا كانت المعارضة ممثلة في الاحزاب السياسية، فشلت تاريخيا في الاستفادة من المراحل الانتقالية والفترات الديمقراطية، التي تمتعت فيها بالحرية والقدرة علي الحركة والفعل، من انجاز اختراق في المسالة الوطنية الممتدة منذ الاستقلال! فكيف يتسني لها ذلك في ظل قبضة انقاذية، لا ترقب فيها إلا ولا ذمة؟!
    ثالثا، سال الاستاذ السر عن لماذا لا يتم الاتفاق علي تكرار المحاولات عبر صندوق الانتخابات، وذلك تعزيزا للخيار الديمقراطي عبر مراكمة التجارب؟ (اي بدلا عن مراكمة التجارب الثورية التي اورثتنا الفشل الذريع، او اقلاه لم تصلنا الي شئ، محلك سر!) بين الاقوس من عندي (حتي نجعل الامور علي بلاطة او مية بيضا كما يقول المصريون). والسؤال يفترض ان هنالك امكانية لمشاركة تسمح بمراكمة خبرات انتخابية، وتاليا تفضي الي نضوج ديمقراطي؟ اي كان الخلل في المعارضة او الخيار بيدها، وليس كل الامور مرجعها السلطة، كامر واقع، كما ذكر هو نفسه؟ ولكن هكذا افتراض، يهمل او يتجاهل ان عدم توافر اشتراطات المشاركة الجدية، يجعل المشاركة (كالمحلل! ويا له من دور غير كريم؟). علما بانها ليست مسؤولية المعارضة، وهذا غير ان السلطة ليست لديها الرغبة الصادقة، ومن ثمَّ انعدام المحفز لارادة توفيرها (الاشتراطات)، ولكن هذا لا يمنع متاجرتها وشراءها الزمن بطرح نوعية تلك المبادرات. وعلي العموم، هنا تبرز مشكلة كبري، لم يعرها استاذ السر وغيره من دعاة المشاركة اهمية، وهي ان المشاركة في الانتخابات القادمة 2020م، ستمنح السلطة للفائز (البشير) بصورة شرعية وشعبية حتي العام 2025 م؟ بمعني، ان تنفتح الازمات السياسية والاقتصادية ..الخ علي اوضاع اكثر ماساوية، لمدة سبع سنين عجاف! فهل بعدها يتبقي وطن، حتي تتنافس علي حكمه المعارضة، او تحسِّن لاجله خبراتها الانتخابية؟!
    رابعا، يمكن ان يطرح رهان بين دعاة المشاركة والمقاطعة، وهو بعيدا حتي عن توافر اشتراطات المشاركة او شبه توافرها، والتي تساعد علي جدية العملية الانتخابية. هل تستطع حكومة الانقاذ الالتزام بالدستور الذي صنعته بيدها، وعدم تعريضه للتعديل الذي يفقد المرجعية صدقيتها، وتاليا حرمان البشير من الانتخابات في العام 2020 م! ام وكما ترجح كل المؤشرات، ستتعامل معه كآلهة الجاهيلة المصنوع من العجوة، لتقضم منه او تعيد تشكيله حسب الحاجة، وهو ما يبيح عندها وصفه بدستور العجوة او عجوة الدستور! والمؤكد ان هكذا ميثاق او مرجعية اخيرة، تنتاشها الامزجة والاهواء، ليست اهل للثقة الانتخابية او غيرها. المهم، اذا استطاعت حكومة الانقاذ الايفاء بكهذا شرط، اي رد الاعتبار للدستور (فقط بوصفه دستور) اي كسلطة عليا حاكمة، وليس مزاج او مصالح فرد او مجموعة متحكمة (رغم انها صانعة للدستور بناء علي مصلحتها، في حالتنا هذه!). عندها يكسب دعاة المشاركة الرهان، اقلاه هكذا اوضاع اخيرة، تصنع امل او تتيح فرصة لتدافُع المعارضة، من اجل توسيع هامش الحريات والمشاركة. لانه في ظل انعدام الضمانة الدستورية ( عدم التعديل والاصح التلاعب من طرف واحد/حاكم) حتي وان كانت مصممة لخيرهم حصريا، لا مكان لا لتراكم خبرات انتخابية، ولا لامل في مخارج سلمية من اي ناحية.
    خامسا، عندما اشرنا لعامل الانقلاب المفضي للاستبداد كأُس للبلاء، ذلك ليس لانه يضر بالمعارضة ( رغم مساهمة بعضها في هذه الكارثة)، من خلال تجفيف منابع العمل السياسي، او تسميم البيئة السياسية بصفة عامة، التي من دونها لا تملك الاحزاب اسباب الحياة، ناهيك عن التطور! ولا كذلك لانه يصادر حقوق المواطنين بكافة انواعها ودرجاتها، قبل ان يحيل حياتهم الي بؤس مقيم، واجتماعهم الي تفسخ، وقيمهم الي تشوه مريع! ولكن ايضا لانه يشوش علي خيارت ومواقف واولويات المعارضة، ويغريها بالمشاركة او التعايش في ظله، نظير بعض هوامش الحرية او الحقوق غير المكفولة بدستور متفق عليه، بله غالبا ما يقايض الاستقرار بالحرية او يهدد بمصادرتهما معا، كوسيلة ضغط اضافية علي المعارضة، حتي يجبرها علي الرضوخ لمشاريعه، وبما فيها ما يتلبس رداء الديمقراطية، وهي منه براء. وكثير من صدق هذه الترهات، وانخرط في مشاريع الاستبداد، المتمسحة بمظاهر الديمقراطية، بحجة الدفاع والحفاظ علي مصالح الوطن (المفتري عليها!)، عاد وهو يجرجر اذيال الهزيمة وطعم الخيبة، او باع نفسه وتاريخه (بمنيصبات) يقمن طموحه السلطوي الجائع.
    سادسا، ما يدعو للحيرة، ليس الحماسة للدعوة الانتخابية التي يبديها (حسُني النية)، ولكن ان تتزامن تلك الدعوات، مع الصراع الشرس الذي يدور بين البشير الراغب في الترشح دون عوائق! وبين من يسعي لوراثته وهو حي، من الانقاذيين الذين يانسون في نفسهم الكفاءة، والاحقية بما بذوله في تشييد هذا المشروع الحضاري، ومذ كان حلما يداعب خيالهم! وهم يستندون في ذلك، علي لوائح حزبية ودستورية تخدم مسعاهم! ولكن مع تجاهل كامل، لكيفية وصول السلطة للبشير؟ وماذا تعني له بعد صدور صحيفة تهم المحكمة الجنائية الدولية؟ وهذا ما يخص راهن الصراع، اما بالرجوع للوراء قليلا، نجد ان صراع السلطة بين الانقاذيين، سمح باقصاء منظر وراعِ المشروع نفسه (الترابي بكل ثقله)، بل لم يتورع هذا الصراع في تصفية اكبر صقور الانقاذ، الذين ولغواء في دماء الضحايا بدم بارد، من اجل حماية صرح النظام، كابراهيم شمس الدين والزبير محمد صالح. هل قلنا شيئا عن حرب داحس والغبراء، بين نافع وعلي عثمان، او البسوس بين محمد عطا وطه عثمان علي زيادة النفوذ، او الطلعات التي يشنها صلاح قوش علي كل من تسوِّل له نفسه، مزاحمة كفيله البشير علي كرسي العرش، او منافسة اشقاءه في الاسواق؟ هل يمكن اغفال كل ذلك، عند الدعوة للمشاركة في الانتخابات، اي ضد منظومة هكذا نهجها في التعامل مع السلطة بين الشركاء؟ فكيف الحال بمنافسة من هم في حكم الغرباء، في رواية اخري الخونة والاعداء؟!
    سابعا، لست من انصار مقارنة سلطة الانقاذ باي سلطة، حتي نحاكي تجربتها الانتخابية او غيرها من التجارب، لا في جوارنا الافريقي او العربي او في اي مكان، والسبب انها لاتنتمي لهذا الزمان! اي هي اقرب لسلطة القرون الوسطي، بل وفي اسوأ تجلياتها! وذلك سواء من ناحية خبث مؤسسها (الترابي) او همجية وتهور قائدها (البشير) او فطرة الفساد التي فُطر عليها اتباعها، او في طريقة خداعهم لله وخلقه، الذي يكشف كم خداعهم لانفسهم! اي نحن حيال تشكيل عصابي، ولكنه مجرد حتي من اخلاق العصابات (اي لا يسرقون موارد ويهدرون حقوق ابناء الحاضر فقط، ولكنهم يصادرون حقوق وفرص اجيال المستقبل!)، وصدق من قال، انهم اسوا من سوء الظن العريض! والحال هكذا، من السذاجة بمكان الركون لوعود او مبادرات او تنازلات سلطة الانقاذ، او مجرد التعامل معها بحسن نية، سواء في انتخابات او مصالحات او حورات او غيرها. هل هنالك حاجة للتذكير بتنصلها من التزاماتها او نقضها لتعهداتها، حتي قبل ان يجف حبرها؟ لا اظن.
    ثامنا، الدعوة للانتخبات ستتري خلال قادم الايام وزيادة تازم الاوضاع، وذلك ليس بوصفها حل امثل، ولكن بوصفها مخرج اسهل، كما سلف ذكره. وذلك بالطبع في حال لم يمت الامير او ينتفض البعير او يقض الله امر كان مفعولا. والحال كذلك، يصبح الاسوأ من الاستجابة المجانية للمشاركة، هو عدم تحمل كلفتها كخيار والعمل بمقتضاه! اي لا يمكن قبول مبدأ المشاركة في الانتخابات، وفي ذات الوقت العمل علي الاطاحة بالنظام باي وسيلة اخري. بمعني، هو طريق الاتجاه الواحد، وبما ان الامر كذلك، لا مفر من الاخذ بنصيحة الاستاذ السر سيداحمد، بمراكمة الحراك الانتخابي دورة اثر دورة، دون تافف او نواح.
    تاسعا، ولكن ما هو الحل، طالما المشاركة ليست بحل؟ اي هل قدر المعارضة ان تعارض فقط، ام لديها خيارات اخري تشتغل عليها، لتبرر وظيفتها وتعلن عن وجودها كاثر فعال؟ واذا كان ذلك متاح، لماذا لم تعمل عليها سابقا؟ وبما انه ليس هنالك اجابة متوافرة لدي المعارضة، وإلا لكفتها شر الدعوات للمشاركة الانتخابية وغيرها من الافخاخ! ولكن كمساعدة علي الحل (مع الوضع في الحسبان ان المشكلة مشكلة ارادة وليس انعدام حلول!)، يمكن الرجوع للملاحظة الذكية التي اشار لها الاستاذ السر، خلال استعراضه للمسيرة الانتخابية منذ الاستقلال. وهي ان الانتخابات ليست حل في حد ذاتها (او ضمان للاستقرار والتطور حسب قوله)، وإلا لما كان هنالك داعٍ لكل هذا الجدال، طالما اختبرناها اكثر من مرة، تحت كافة الظروف الديمقراطية والشمولية! وايضا نصيحته الحكيمة للمعارضة، وإن في سياق حثها علي المشاركة الانتخابية، ان تتوافر علي برامج، وتستجمع جهودها خلف مرشح واحد. واهمية هاتين الملاحظتين، اولا، ان الانتخابات ليست غاية في حد ذاتها، وتاليا عليها الاشتغال علي المسالة الديمقراطية، لانها اجدي وانفع آنيا ومستقبليا، وذلك سواء داخل كياناتها (كقدوة ملهمة) او بين الجمهور (كوظيفة وواجب) من خلال تجذيرها في البيئة الداخلية، وبكلام صريح ان تصبح الثقافة الديمقراطية هم استراتيجي او قضية مصيرية، لتنظيم ادارة الاحزاب من جهة، وحل مسالة السلطة داخل الدولة بصورة جذرية. وهكذا نقطع مع اعادة انتاج الاخطاء بذات الشاكلة، اي تضخم هاجس السلطة، علي حساب تنمية الانسان وتطور مؤسسات الدولة. ثانيا، اهمية البرامج والتنظيم (الوحدة داخل المعارضة)، وبعيدا عن الاجسام الفضفاضة والتعميمات التي لا يختلف عليها احد، علي كل حزب او حركة او تنظيم ان يقدم تصور لادارة المرحلة القادمة، وان تُقدم هذه التصورات الي لجنة مستقلة من المعارضين (سياسين محامين منظمات مجتمع مدني..الخ) المشهود لهم بالحكمة، لعمل برامج موحد من كل هذه التصورات ولها حق الاضافة، علي ان تؤول ادارته (الدورية) لصاحب التصور الاكثر نصيب في البرامج (كمكافأة علي الاجتهاد، ولزرع روح التنافس بين المكونات) علي ان يلتزم كل مكون باجراء انتخابات داخلية تشرف عليها اللجنة او ممثلها، لتحدد قائده وبقية تشكيلة هيكله القيادي. واهمية هذه اللجنة ليس في حيادها الذي يحيِّد المنازعات والخصومات والتنافس غير الشرعي بين المكونات، الشئ الذي يضعف من الاحلاف، ولا كذلك لامتلاكها القدرة والمرونة لوضع خارطة الطريق (بناءً علي تكوينها المناسب، المتمثل في تعدد التخصصات والخبرة والتنوع المناطقي والجيلي..الخ)، ولكن لان الوطن ليس ملك المعارضة او الحكومة فقط، ولكن غير المنظمين او المستقلين لهم دور ايضا، ولكن بعيدا عن التنافس علي السلطة، الذي يستوجب التنظيم وعدم الاستقلال. المهم، إذا قامت المعارضة بالوفاء بمتطلباتها او حل معضلاتها علي ضوء المصالح العليا للوطن، فعندها تتخطي حالة العجز والتوهان، الي مرحلة الفاعلية والاقتراب من المواطنين، من دون حتي المرور بمحطة المشاركة الانتخابية! طالما دافع المشاركة ناتج من حالة الشلل وقلة الحيلة. بمعني، بما ان هنالك ممكنات امام المعارضة، فتاليا هنالك امل وفرصة للنجاح. اي الرهان يجب ان ينصب علي المعارضة، سواء بالضغط عليها للتخلص من عيوبها، او بتقديم العون والمساعدة لها بكافة الوسائل! وليس علي كرم نظام شحيح وغير المؤتمن، بحال من الاحوال. وبتعبير آخر، من دون تغيير موازين القوي بين المعارضة والنظام، ليس هنالك امل للخلاص، سواء بالانتخابات او بغيرها! والسبب في ذلك بسيط، وهو ما الذي يدعو نظام جهنمي لا يشبع من النهب والفساد والاستبداد كالانقاذ، لترك السلطة ومفارقة الامتيازات والحصانات؟ خاصة وهو مجرد من الحكمة والوطنية، ومشبع بالغرور والعنجهية؟ اي لماذا يتنازل طواعيا وموازين القوي تلعب لصالحه، الشئ الذي يجعل المعارضة رهينة مبادراته، او تتعامل بردات الفعل وهذا في حال لم تهرول تجاهها كطوق نجاة؟! وبكلام محدد، الجهود يجب ان تنصب تجاه تغيير موازين القوي، وهنا مدار المدافعة والجدال والبذل والنضال، وليس القفز مباشرة للانتخابات دون دفع مستحقاتها! والحال، ان هكذا خطوة حالمة، لا تشكل اكثر من قفزة في الظلام! اما عاقبتها ان لم تازم المشكلة، فهي ستفتح باب التطبيع مع الاستبداد. وعندها لا مجال إلا لسيادة ثقافة الاستبداد وقيمه، وهي بطبعها ليست اكثر من حالقة، تعرض الدولة للتآكل وترد المجتمع لشريعة الغاب.
    وبخصوص ممكنات المعارضة، يمكن ان نتقدم خطوة اخري، فإذا كان هنالك امكانية لمشاركة المعارضة في الانتخابات، اي يوجد هامش حركة يسمح لها بالمبادرة، لماذا لا يتم استغلاله؟ ليس في المشاركة الانتخابية، ولكن في تعبئة الجمهور تجاه المقاطعة، من خلال كشف زيف العملية من اساسها، واغراض سلطة الانقاذ من قيامها، وطرح البدائل لمقاومة افرازاتها! اي المعركة ليست في المشاركة المعلومة النتائج سلفا، ولكن في المقاطعة المصحوبة بالتوعية، وابتكار وسائل ضغط واستخلاص للحقوق.
    آخر الكلام
    ليس من حقنا مصادرة حقوق اصحاب الدعوة للمشاركة الانتخابية، والعكس صحيح فيما يخص اصحاب المقاطعة. وفي كل الاحوال، الخيار الذي ينتصر يتطلب دعم الجميع.
    وفي الختام كامل التقدير والاحترام لاستاذنا السر سيداحمد. ودمتم في رعاية الله.

    عبدالله مكاوي
    [email protected]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de