تحية لأهلنا المسيرية .. ولكل أهلنا البقارة في بوادي غرب السودان وجنوب النيل الأبيض والأزرق ..
---------------------------------------------------------- وشكراً لول أبا كبر .. لقد ذكرني بأننا أنقطعنا عن التراث والبيئة البقارية .. التي كنا نقدمها ..
بريمة
03-25-2018, 04:40 AM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30298
هنا نقدم لكم المرأة البقارية .. في الفيديو التالي فيه بنتين من بنات البقارة .. إحداهن تقود صف الرجال في الرقص .. للذين يحاول قراءة شخصية المرأة البقارية .. أنظروا إلي ما تفعل الشابة التي تلبس الزي الأبيض .. تجدون أنها تحكم قيادتها للمجموعة في الرقص .. وتضع لمساتها الخاصة .. وفوق ذلك تظهر شخصية مملؤة بعزة النفس والشجاعة الأدبية .. تمعنوا في كلامي دا كويس .. هذه هي شخصية المرأة البقارية .. أنظروا لبت أبا صاحبة الزي الأبيض .. حينما ترفع يديها عاليةً فوق رأسها .. تبدو حرة طليقة من كل قيد أجتماعي .. كما إنها تستمتع بالأيقاع وتزن مشيتها حركات يديها .. تابعوا ..
بريمة
03-25-2018, 11:44 AM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30298
مازلت أواصل لكم .. في قراءة تصويرية لشخصية المرأة البقارية ..
ما تنسوا البوست يتحدث عن الجمال وحب البقارة للحياة .. ظاهرة حب البقارة للحياة .. ربما تفرد بها البقارة في كتابات البريطانيين عن السودانيين .. كلمة "حب الحياة" وقد كتبوها ووثقوها بعدة أشكال منها "Passion for life" .. وكل هذه الفيديوهات التي تحمل نكهة غامرة بحب الحياة والفرح .. إلا أنني أقول نحن البقارة فقدنا الكثير من مظاهر حب الحياة في رقصنا الجماعي .. ولكن يبدو الروح الحية والمملؤة بحب الحياة بدأت تظهر مرة أخري ..
في هذا الفيديو .. يظهر نموذج جديد في رقص النقارة .. القفذ شبه الجانبي .. لم يكن متعارف عليه كثيراً .. نحن نقرص النقارة بصورة تشابه رقصة الفلامنقو الأسبانية .. تبديل الأرجل بسرعة وخفة ..
في هذا الفيديو هناك نموذج محدد .. عايزكم تقفوا عليه .. وما ح أشرحه لكم .. سوف تتعرفون عليه .. ويظهر بكل وضوح ملامح شخصية المرأة البقارية ... وما ح تضلوا هذا النموذج ..
بريمة
03-25-2018, 01:05 PM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30298
أخر كتاب نشرته عن البقارة تحت عنوان: Baggara of Sudan: Humor and Folktales Culture تجدون نبذة عن حياة شعب البقارة .. وهنا ترجمتها إلي العربية .. (ترجمة ما جيدة لكنها توفي بالغرض ..التعريفي
مقدمة تمهيدية: يعتبر شعب البقارة شعب رعوي، عربي أفريقي الأصل، يستوطن حزام السافنا – يشتهر البقارة، في حياتهم العامة، بالفكاهة، الطرفة ، والهجاء والسخرية، كما يشتهرون بالرقص الجماعي الصاخب بصورة عفوية ممتعة وجذابة تأخذ لب من يشاهدهم، كما يشتهرون، أيضا، بالمصارعة والرقص الحاروالمثير علي ضربات أعواد آلة النقارة. ثقافة البقارة، في مجملها، ثقافة مليئة بالمرح والفرح والضحك ولفكاهة والرقص المفعم بالحيوية والعاطفة الجياشة بحب الحياة. يعتبر هذا الكتاب رصد دقيق يثبر غور الفكاهة في تراث البقارة، وحكاياتهم الشعبية، وثقافاتهم الأخري المتعددة - من قبل المؤلف - وهو رجل بقاري - ولد وتربي ونشأ داخل حظيرة ثقافة البقارة. هذا الكتاب يرصد مختلف أنواع وتفرعات أنتولوجيا الفكاهة، والسرد القصصي الشعبي في تراث البقارة مثل النكات، الحكاوي الشعبية، الدراما، التراجيديا، السخرية، الهجاء، القصص الشعبية القصيرة، والتابوهات الثقافية بما في ذلك التابوهات الساخرة والتطّير بالحيوانات البرية والطيور. في مجمله، يمثل هذا الكتاب شكلا فريدا من أشكال الفكاهة – إلا وهي الفكاهة البقارية، وهو دليل على تفرد ثقافة شعب البقارة.
جغرافيا، استقر البقارة في منطقة حزام السافنا، في جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، بين نهر النيل شرقاً وبحيرة تشاد غرباً - وهو حزام واسع من الأراضي الشاسعة التى تتخللها سلاسل جبلية وهضاب وبحيرات مائية وسهول منبسطة وأنهار وأودية موسمية؛ حيث يمتد هذا الحزام من تخوم المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية القاحلة ومناطق السافنا الفقيرة في أجزاءه الشمالية، إلي مناطق السافنا الغنية في أجزاءه الوسطي، والغابات الاستوائية والمستنقعات والأحواض النهرية في أجزاءه الجنوبية. عرضياً، تمتد منطقة حزام البقارة من الشرق إلى الغرب على مسافة تقدر بأكثر من 2 ألف من الكيلومترات، من مدينة كوستي في السودان على ضفاف النيل الأبيض إلى بحيرة تشاد. وتغطي منطقة حزام البقارة طوليا، من الشمال إلى الجنوب، نطاقا يتراوح بين 300 و 400 كيلومتر، ويشتمل الحزام علي أربع مناطق مناخية: المناخ شبه الصحراوي والسافنا الفقيرة والسافنا الغنية والمناطق المدارية. تتغير هذه المناطق المناخية تدريجيا من منطقة إلى أخرى حتى تصبح الاختلافات بينها متميزة، سواء من حيث الخصائص المناخية أو المائية أو النباتية وكذلك من حيث طبيعة البشر الذين يعيشون في كل منطقة، وأنشطتهم الاقتصادية، ومستوى التحضر، وجودة الظروف المعيشية ومستوي التعليم والتنمية. باختصار، المناطق الشمالية من حزام البقارة يسكنها عدد أكبر من سكان الحضر المتعلمين في حين أن المناطق الجنوبية يسكنها القرويين من الأفارقة المستوطنين والعرب الرحل الذين أستوطنوا معهم في قري متفرقة تفتقد إلي مقومات الحياة الاساسية مثل التعليم والصحة؛ أيضاً تتغير مناسيب الأمطار ونوعية تربة حزام البقارة من الشمال إلى الجنوب؛ حيث يمكن للمرء أن يلاحظ أن الأمطار تزداد كلما أتجه المرء جنوباً، وتتحول التربة من تربة رميلة إلى تربة طينية لذبة تعيق الحركة خلال موسم الأمطار، وكما أن نسبة الحشرات الضارة والذباب تزداد كثافتها كلما أتجهنا جنوباً، وتتغير تبعاً لذلك الظروف المعيشة البشرية حيث تصير أكثر سوءً كلما أتجهنا جنوب الحزام. المنطقة الشمالية من حزام البقارة - المناطق شبه الصحراوية القاحلة والسافنا الفقيرة - ليست أحسن حالاً من الأجزاء الجنوبية؛ حيث أنها تفتقر إلى مياه الشرب خلال أوقات الصيف، وتتميز بكثبان رملية قوية وانتشار واسع للرياح الجافة في فصل الصيف، وعواصف الرياح الباردة خلال فصل الشتاء، والرياح المثيرة للغبار (تسمى أجاج ) في بداية موسم الجفاف، فضلا عن المنافسة القوية على المراعي الشحيحة والموارد الزراعية الضئيلة. كل تلك الظروف والمتغيرات البيئية خلقت تحديات قاهرة أمام شعب البقارة الرعوي؛ ولكي يتغلب البقارة علي تلك التحديات من أجل البقاء على قيد الحياة وتقليل تأثير المناخ، لقد أنتهج البقارة أسلوب الرعي المتجول من خلال الهجرات الموسمية كوسيلة وأسلوب معيشة. عبر كل حزام البقارة، يهاجر الرعاة البقارة شمالا خلال موسم الأمطار لتجنب الطين والحشرات الضارة والأمطار الغزيرة في الأجزاء الجنوبية. وبالمثل، فإنهم يهاجرون جنوبا لتجنب نقص مياه الشرب والمراعي في المنطاق الشمالية من الحزام. ومع وجاهة هذا التفسير لحركة التجوال والهجرات الموسمية، هناك تفسير أخر ومعقول للهجرات الموسمية هو أن شعب البقارة يريد أن يكون تحت ظروف بيئية ومناخية مواتية على مدار السنة، سواء لأنفسهم أو حيواناتهم، وهذا مصدر من مصادر سعادتهم وفخرهم بطرق حياتهم وأسلوب معاشهم والتي يعتبرونها متفوقة على أسلوب حيوات السكان المستقرين، الذين يرزخون تحت رحمة التقلبات المناخية والطقس الجوي، فضلا عن أنهم يغوصون في الطين والأوحال ويصابون بعدوى الحميات وتنتهشهم الحشرات الضارة في خلال موسم الخريف.
يوجد في حزام البقارة في السودان نحو ست وثلاثين مرحالاً وطريقاً موسميا، كلها تمتد من المناطق شبه الصحراوية القاحلة في الشمال إلى مناطق السافنا الغنية والمناطق المدارية جنوباً. وتشكل هذه الطرق شبكات متداخلة من الطرق الموسمية البرية المترابطة والمنازل الرعوية التى تعتبر أماكن أستيطان موسمي موقت للبقارة والتى يمرون خلالها مرتين في السنة خلال حركة رحلاتهم الموسمية - من الشمال إلى الجنوب والعكس. في كل حزام البقارة في نطاق السافنا جنوب الصحراء الكبري، هناك هجرتان موسميتان: من الجنوب إلى الشمال خلال موسم الأمطار ومن الشمال إلى الجنوب خلال أوائل بداية فصل الصيف، حيث يهاجر الرعاة في كلتا الحالتين أكثر من 300 - 400 كم (200 ~ - 300 ميل) في كل أتجاه. هذه الهجرات الموسمية التي تحدث مرتين في السنة قد وثق لها كل من فلينت ودي وال، (2008) وهي تعتبر ضمن خصائص حياة القبائل البدوية في مناطق السافنا جنوب الصحراء الكبرى. وفي خلال تلك الرحلات الموسمية الطويلة، ينصب البقارة مخيماتهم وفرقانهم الرعوية في أكثر من 30 موقعاً مختلفاً حتى يصلون إلى وجهاتهم النهائية. خلال إقامتهم المؤقتة، يتزوج البقرة فيما بينهم، ويتزاوجون مع السكان المستقرين، ويقيمون الاحتفالات، ويعقدون جلسات المحاكم، ويتغني الشباب ويرقصون إبتهاجاً بفصل الخريف ومواسم الحصاد. في كثير من الأحيان، يستغرق الرعاة البقارة أكثر من شهر قبل أن يصلون إلى وجهتهم النهائية. وبالإضافة إلى تلك المنازل العديدة، هناك بعض الأيام التي يستريحون فيها من تعب الترحل أثناء هجرتهم، وكذلك هناك أيام تحبسهم فيها الأودية والخيران الموسمية، فيظلون في حبسهم حتي تنزل مناسيب المياه وتسمح لهم بالترحال وأحياناً أخري تصادفهم أمطار الطرفة الغزيرة وأمطار الهرع المتواصل أوالعينة التي تمنع حركتهم، أضف إلي ذلك أن الظروف الأنسانية مثل الوفيات والمرض الجماعي للبهائم أو ضياعها أو سرقتها والتسوق للتزود بالمواد الغذائية كلها تؤخر حركة الرعاة الدؤوبة؛ وأحياناً أخري يقضي الرعاة أيام عديدة في بعض المواقع التى تمتّاز بجودة المرعي. وهذا يعنى يمكن أن يستغرق البقارة حوالي شهرين لاستكمال رحلتهم الموسمية (الصور في نهاية الفصل الثاني تلتقط جوهر هذه الرحلات). خلال تلك الرحلات الموسمية، يكون البقارة علي إحتكاك وثيق بالبيئة ومع الطبيعة من حولهم؛ حيث يستمتعون بالطبيعة البرية الخلوية إلى أقصى حد؛ يحصدون الثمار والفواكه والرازيومات والبامية البرية، ويستخرجون عسل النحل من جزوع الأشجار وكهوف الجبال، ويمارسون الصيد الجماعي، وينصبون الشراك للطيور البرية الكبيرة مثل الدجاج الغينى والهبارة والأوز البري والطيور الأخرى، ويشربون المياه من الينابيع والأودية الموسمية والأحواض الضحلة. كما تجدهم يسبحون في البرك والبحيرات والأنهار الموسمية، ويأكلون الجذور الأرضية وثمار الأشجار ولحوم حيوانات الصيد البرية. وفي أتصالهم الوثيق بالبيئة، يخلق البقارة مجالاً للفكاهة والضحك من خلال محاكاة أصوات الحيوانات والطيور البرية، وجعل بعض الحيوانات كرموز لحسن الحظ وللخير والبركة، وجعل بعضها الآخر رمزاً للشر و لسوء الحظ والطالع، حيث تجد البقارة ينتخبون من الحيوانات الخيرة أصدقاءً لهم ومن تلك الشريرة أعداءً لهم. وفي عملية أختيار الأصدقاء أو الأعداء لا يفرق البقارة بين الحيوانات علي أساس ذكائها أو جمالها، فالبقارة يعتبرون بعض تلك الحيوانات مثل حيوان الورل كأصدقاء لهم رغماً أنهم يعتبرونها أكثر غموضاً وأقل ذكاءً من غيرها ويعتبرون بعض تلك الحيوانات مثل طيور السُّبد أو الضُّوع (ما يسميه البقارة بطائرأم كتيتي) وطائر البوم كأعداء رغم أنهم يعتبرونها الأكثر ذكاءً ورشاقةً وجمالاً. ومن في العالم يصادق الغبي ويعادي الذكي، بيد أن شعب البقارة لهم حججهم وتفسيراتهم الثقافية المقنعة والتى سوف تجدونها في فصل البيئة والفكاهية البقارية.
تاريخيا، شهدت مناطق البقارة قدرا كبيرا من الاضطرابات السياسية، سواء في الماضي أو الحاضر، على نطاق بشري واسع. من خلال التاريخ القديم والحديث، أثبتت البقارة أنهم يمتازون بالفروسية والشجاعة والأقدام، وأنهم يجيدون ركوب الخيل بصورة ممتازة، كما أنهم مقاتلون أشداء شديدي المراس في الحروب. وقد كان النصر حليف كل من تحالف معهم سواء في الماضي أو الحاضر مما أكسبهم سمعة طيبة في قيادة الحروب وتحقيق النصر. وقد ساعدت الحروب والمناوشات المستمرة بين القبائل الرعوية والمجموعات المتمردة علي جاهزية القبائل وأستعدادهم المعنوي والنفسي للقتال. كما أن تأريخ البقارة القديم والحديث مليئ بالحروب القبلية والعشائرية التى تنشب بسب التشاجر على موارد الرعي، والمشارع المائية والطرق؛ وقد سجلوا تلك الحروب المستمرة في قصائدهم، وحكاياتهم التراثية والفكاهة والأساطير. أنثروبولوجيا، تعتبر مناطق حزام البقارة هي واحدة من أغنى مناطق العالم من حيث التنوع في الأجناس البشرية، والتنوع الثقافي واللغوي والسياسي، والتنوع في الموارد الطبيعية - والأهم من ذلك أن المنطقة تمثل خطوطاً حدودية بين الأجناس الأفريقية السوداء والمنحدرين من أصول أفريقية زنحية، والعرب الأفارقة والعرب العاربة والأعراق السامية الأخرى بالأضافة إلي النوبيين الحاميين في شمال أفريقيا؛ وبالمثل، فإن مناطق البقارة، أيضا، وفي فترة من فترات تأريخها، تعتبر مناطق حدودية بين الديانات الابراهيمية والمعتقدات الأفريقية التقليدية. كل هذه التعقيدات – سواء من ناحية العوامل المناخية والتاريخية والجغرافية والسياسية والأنثروبولوجية والاقتصادية - قد أثرت على شخصية شعب البقارة وأنماط حياتهم ومعاشهم وسلوكهم وطرق تواصلهم. وللتغلب على تلك التحديات وتجنب المواجهات، يلجأ مجتمع البقارة إلى الفكاهة والذكاء والدهاء وغيرها كشكل من أشكال التواصل الأنساني من أجل التغلب علي الوضع القائم أو الأبقاء عليه أو تجاوزه. وبطبيعة الحال وبحكم أنهم قبائل عربية في الأساس، لقد وجد البقارة أنفسهم جزءً لا يتجزأ من الحدود الشمالية، التي كانت، في ذلك الوقت، تزحف نحو الأراضي التي يسكنها السكان الأفارقة المستوطنين مما أكسبهم عداءً سافراً أو صداقات حميمة في أحيان أخري. وقد واجه الرعاة تحديات كبيرة، أقلها التغيرات البيئية القاسية، والبيئات الخلوية البرية المخفية والنائية، والتضاريس القاسية، والإصابة بالأمراض وتحمل لثعات الباعوض والآفات التي لا تطاق، ومواجهة الحيوانات البرية المتوحشة والشرسة ومغالبة الحرائق الموسمية - وبالنسبة لأولئك الذين يعيشون في الغرب، فإن حرائق الغابات البرية في كاليفورنيا، والتي عادة ما تقاتلها فرق من رجال الإطفاء والحرائق بالطائرات النفاثة الضخمة لا تعتبر شيئاً مقارنة مع حرائق حزام السافنا وحرائق المناطق الاستوائية حيث يعيش البقارة. وبالإضافة إلى تلك العوائق، هناك جوار غير أمن وقبائل شرسة متأهبة وغير مضيافة في كثير من الأحيان، وهناك كم هائل من اللغات والثقافات المحلية التى يحب علي البقارة فهمها، كما أن قبائل البقارة تتحارب فيما بينها وتتنافس تنافس شرس حول الموارد والزعامة والنساء حتى في داخل بطون قبائلهم ويحتربون مع السكان المحليين في مواسم الزراعة والحصاد ومشارع المياه. في مثل تلك الظروف الصعبة، كان لزاماً علي البقارة ومن أجل التواصل والبقاء على قيد الحياة، كان عليهم إعادة أكتشاف أنفسهم، وثقافتهم، وأساليب حياتهم وإعادة إنتاجها وبعثها بصور مختلفة تؤهلهم لمواكبة أنماط حياة السكان المحليين لكي يستطيعون الحفاظ على وجودهم البشري وبقاءهم المادي.
وعلى الرغم من التحديات الجسام التي سبق ذكرها، تمكن البقارة من تطوير صفات ومضامين إنسانية خاصة تسمح لهم بالحفاظ على كينونتهم الثقافية وتخلق تضامن قوي داخل مجتمعاتهم، وتساعدهم للتصدي للتحديات وتوصيل مفاهيمهم وأرائهم ومتطلباتهم للسكان الأصليين وقوات الاحتلال الأجنبية التى أجتاحت السودان في السابق. وتعتبر الفكاهة، والطرفة، والظرف والدهاء والسخرية هي جزء من مجموعة أدوات لغوية يستخدمها البقارة بجدارة، مما سهل عليهم وسمح لهم بالتواصل مع الأفارقة المستوطنين من جانب، والمجموعات العربية وشبه العربية وأشباه الزنوح من الجانب الأخر. ومن الأشياء التى تلفت النظر، تلك المواجهات التي تحدث بين الفينة والأخري بين عرب البقارة والمحتلين الأجانب؛ فقد أظهر البقارة براعة في صياغة حلول ذكية تسمح لهم بتجاوز المستعمر أو التهرب من دفع الضرائب. وفي بعض الأحيان، وحينما لا تنفع الحجج التى ينسجها البقارة ببراعة، فأنهم يبذلون قصارى جهدهم لتجنب الحرج من خلال اللجوء إلى الفكاهة والقصص الشعبية البارعة. فقد نشأت الفكاهة البقارية لتلبية حاجات حياتية وتطورت بعامل الزمن لتصبح فن وأدب وتراث ثقافي.
ثقافيا، يمتّاز البقارة بالأضافة إلي الفكاهة، يمتازون بسرعة البديهة والحنكة والدهاء وروح الدعابة وبعض من أنواع السخرية. تدخل الفكاهة في جوهر كل شيئ في حياتهم. يروي البقارة كدليل علي سرعته بديهتهم، أن أحد أجداد البقارة رفض ذات مرة أن يعطي حفيدته كعروس لأحد شباب البقارة. وقد أثار ذلك الموقف شيئاً في نفس الشاب تجاه الجد البقاري . في ذات يوم أحتاج الجد البقاري لحلاقة لحيته؛ فبادر الشاب وعرض على الفور خدمته لحلق لحية الجد، بينما في مؤخرة ذهنه انه ينوي الانتقام لنفسة من الجد البقاري. ونتجة لعامل الكِبر وتقدم العمر الذي ضرب بأطنابه في حياة عجوز البقارة، فقد نسي العجوز سوء صنيعه تجاه الشاب والذي أدي بالشاب لفقدانه شريكة لحياته. سوف تنكشف فصول الدراما في الحال. أخذ الشاب شفرة حلاقة حادة ورفع رأس الجد لحلق شعر ذقنه. وبمجرد تثبيت الشاب لرأس الجد مرفوعاً والشفرة الحادة بيده، سأل الشاب: يا جدي أنت من قبل رفضت أن تعطيني العروس للزواج، أليس كذلك؟ أجاب الجد بسرعة بديهة: إنه قول غير صحيح، أنا لم أرفض لك أبداً يا إبني، ربما شخص آخر مرر الكلام المغلوط بإسمي! ضحك الشاب في نفسه. لو لا سرعة البديهة البقارية لفقد العجوز البقاري حياته، فقد أوشك الشاب أن يجز حلقومه بموس الحلاقة الحادة لولا سرعة بديهته. هذه هي الحالة المثالية التي يستخدم فيها البقارة تعبير مثل "أبي ديكه المكشن بالبصل" مما يعني أن العجوز جبن. لقد تم تضمين كمية كبيرة من تلك العبارات الفكاهية الشائعة لدي البقارة في هذا الكتاب. وفي كثير من الأحيان وأثناء خدمة الضيوف، يستخدم البقارة الدهاء في تقديم خدمات الضيافة؛ مثلاً إذا كان هناك عدد كبير من الضيوف يزورون فريق البقارة، من الممكن أن يسأل الجد البقاري مستفسراً أحد أحفاده الذين يقومون بالضيافة أما إذا كانت العجول قد تم تأمينها في الزريبة أو إذا كانت الإبل قد تم عقلها! ومن المستبعد جدا أن يفهم الآخرون هذا الأستفسار ولكنه حتما ذا مغزى بالنسبة للابن المضيف أن الجد يقول له ربما قد لا يكون الطعام كافياً للضيوف وانه بحاجة أن يلهي الضيوف بالأطباق الجانبية مثل الإنغماس في شرب الحليب أو إقحامهم في أكل البطيخ أو الوجبات الخفيفة الأخرى مثل شرب النسية وأكل البليلة قبل تقديم الطبق الرئيسي. إذا أجاب الحفيد بالنفي لأستفسار جده، ربما يأمره الجد أو ينصحه قائلاً: أمن العجول أو أحكر الجِمال! إذا حدث أن هناك رجل بقاري كبير في السن بين الضيوف، فإنه من المرجح به معرفته التامة وبالضبط بما كان ينوي الجد أن يقوله لابنه وربما في المقابل يطلق الضيف البقاري العجوز نصيحة مضادة لنصيحة الجد البقاري لحفيده، بقوله: يا أولاد، لا تدعوا الخيول تسرح، أو لا تدعوا العجول تمرح، فإن الرحلة لم تبدأ بعد. وهذا كلام خفي ولكنه في ذات الوقت واضح ومفهوم لمن معه أن لا يأكلوا كثيراً أو أن يتمهلوا قليلاً، وهذا يعنى أنه يعرف، من خلال فهم كلام الجد البقاري لحفيده المضيف، أن الطعام اللذيذ مازال على الطريق! أحياناً كثيرة يستخدم البقارة بعض القصص المفتعلة أو الوهمية لاكتشاف الذين يحتاجون إلى خدمات ضيافة خاصة. قد يقول رجل البقارة للأخرين: هل تعلمون يا رجال، لقد فقدت أغلب أضراسي وأصبحت لا أستطيع مضغ أي لحم به عظام! إذا حدث أن هناك ضيف ليس لديه أسنان أو لديه صعوبة في تناول لحم به عظم، فإنه سوف يقول: "أنا، أيضا، لا يمكن أن أكُد العظام". هذا الرجل يحتاج إلى خدمة ضيافة خاصة بفضل الدهاء البقاري. في ذات يوم، كان رجال البقارة يحفرون قبراً وفجأةً بدأ رجل في أطلاق غازات سامة في المكان. لم يكن أحد يعرف من هو الرجل ولقد أرادوا التعرف عليه. وباستخدام سلوك الدهاء البقاري، قال رجل من بينهم: إذا أخرج الرجل ريحاً في المقبرة فإنه لن يموت قريبا، أليس كذلك؟ أجاب الرجال: نعم، هو كذلك. واضافوا: أن بعد وفاته سوف يذهب إلى الجنة. كان رجال البقارة مع سرعة بديهتهم عرفوا ماذا كان ينوي الرجل من سؤاله، فحاولوا مساعدته بموافقته رأيه، حيث أمنّوا علي أن الله سوف يغفر لمن أطلق الفساء في المقبرة. وكان التأكيد مجرد فازورة بقارية معروفة وليس لكلامهم صدق أو حقيقة على الإطلاق. هناك، تبسّم االرجل الذي أطلق الفساء، ابتسامة تدل علي الرضي بما قاله الرجال، فقال للرجل الذي سأل: أخوك أب صدير ألحقهن أثنين! أيّ فسي ليس مرة واحدة فقط، بل أطلق الفساء مرتين؛ فأجاب الرجل المستفسر بسرعة: وقف الضراط فينا يا رجل!. أنواع الفكاهة لدي البقارة تأخذ أشكالاً مختلفة مثل الطرفة في الحديث، والنكات، والحكايات، والحكاوي المسرحية، والحكاية الشعبية، والدراما، والتراجيديا، وتقليد الأصوات، والأساطير والخرافة وغيرها الكثير. كما يسخر البقارة من طرق معاشهم وأساليب حياتهم، ويسخرون من أنفسهم والتقليل من شأنهم لتمرير بعض الأشياء وعلي رؤوس الأشهاد مثلاً يقول الرجل: أنا ضنيب قِط لا أعرف المشي ولكن بعد أن كساني فلان هندام جميل صرت رجل قدّال؛ أي صرت لا أعرف المشي فقط بل أقدل فيه. وتكثر النكات والسخرية عن حياتهم في ظل ظروف التوتر وأثناء هطول الأمطار الغزيرة مثل "مطرة الأثنين التمعط الروسين". حكاوي البقارة الشعبية هي مصدر غني من مصادر الفكاهة في تراث البقارة. هناك مجموعة كبيرة من القصص الشعبية التى تحمل روح الدعابة في تراث البقارة مثلاً قصة رجال البقارة الذين دخلوا سرا قصر الملك وأقاموا علاقات عاطفيهم مع زوجاته ولحقوا حتى أمه. وشاءت الأقدار أن من بين الرجال رجلاً شاعراً؛ فأراد الشاعر أن يسجل صوت شكر في نساء الملك، علماً أن الملك يقطع مذاكير كل من يفعل سوءً مع زوجاته وأمه. فصار رجال البقارة يستجدون شاعرهم بالكف عن مسعاه لكن بلا جدوي؛ فقد ركب شاعرهم رأسه وأنشد الأشعار بصوت عال يشكّر زوجات الملك. ففي الحال دخل القصر في حالة إستنفار وصار عسعس القصر يبحثون عن غرباء يختبئون داخل ردهات القصر... وأستمرت الدراما سوف تطالعون القصة كاملة لاحقاً في باب الفكاهة في الحاوي الشعبية. ويتضمن هذا الكتاب العديد من القصص القصيرة الدرامية والفكاهية، والتي تشكف عن تنوع الفكاهة في التراث البقاري.
وقد اتخذت أساطير البقارة شكلاً من أشكال الدعابة أو النقد الساخر، حيث أصبح السياسيون والصحفيون السودانيون على حد سواء يستخدمون قصص الأسطورة المستوحاة من تراث البقارة للسخرية من خصومهم. في الرابع عشر من شهر أغسطس / آب 2016، كتب صحافي في الفيسبوك قائلاً: أن البصيرة أم حمد – وهي شخصية بقارية أسطورية - تنفذ حلاً عبقرياً لوقف عربات السكك الحديدية الهاربة! وكتب الصحفي تحت عنوان فرعي "يحدث فقط في السودان" قائلاً، لقد أنتشرت الأنباء عن أن عربات من السكك الحديدية وهى مليئة بالوقود، قد أنفصلت بطريقة ما من بقية قطار سريع الحركة وإنطلقت العربات في الإتجاه المعاكس وبنفس سرعة القطار. ثم أضاف، لا شيء يمكن أن يوقف العربات الهاربة. أرسلت الحكومة السودانية - البصيرة أم حمد - قطاراً آخراً للأصطدام مع عربات السكك الحديدية الهاربة. وقد تحطم القطار وعربات السكك الحديدية بعنف في بعضهما البعض مطلقتين كرة ضخمة من الدخان في السماء ولم يبق شيئ منهما. لقد كان ذلك أمراً مذهلاً يكشف براعة مثالية ل "البصيرة أم حمد" في أتخاذ الحل السليم، الذي أفضي إلي قتل التيس وكسر الجرة قبل أن تخرج رأس التيس من الجرة إرضاءً لصاحب التيس والجرة معاً، أو تساويهم في الغبن علي أقل تقدير! البصيرة أم حمد هي شخصية بقارية أسطورية – وهي جدة البقارة التي يفخرون بها بأنها تعرف كل شيء في الوجود – ويا لسخرية الأقدار، لم تكن البصيرة تعرف شيئا مطلقا، فقد فسرت كل الأحداث التى مرت بها بسخف رهيب وغباء محكم، ومع ذلك يعتقد أسلاف البقارة في مقدرتها علي قراءة الأحداث ويؤمِنون بحكمتها - ومن العدل أن نقول إنها سيئة الحكمة وإن لم نقل إنها لا حكمة لها أصلاً. في فصل لاحق من الكتاب، سوف تقرأون للبصيرة أم حمد تفسيرات مضحكة للأحداث متي ما دعيت من قبل البقارة لفك طلاسم شيئ محير بالنسبة لهم، كل ذلك يشهد علي روح الدعابة الفريدة في تراث البقارة إلي الحد الذي وصلت فيه حتي أساطيرهم وخرافاتهم البقارية لتصبح جزء من تراث الفكاهة. اليوم، لقد أصبحت الفكاهة جزءاً جوهريا من الحياة اليومية لشعب البقارة، يتسلون بها مقائلهم ويرفهون بها عن أنفسهم من عناء المعيشة ووعثاء أسفارهم متى ما جاد لهم الزمان. في هذا الكتاب، الفكاهة والحكايات الشعبية في تراث البقارة، كالمعتاد، سوف تجدون أن معظم القصص والسرد والحكاوي التى تم تقدميها قد تمت موازنتها وفحصها وتقييمها علي خلفية ذاكرة المؤلف - وهو نفسه رجل بقاري، شهد تراث الفكاهة البقارية وتربي عليه. إن هذا الكتاب يعتبر سرد حقيقي لتراث البقارة في الفكاهة والحكاوي الشعبية والأسطورة.
خلفية الكتاب .. .
بريمة محمد آدم بلل - ريستون، ولاية فيرجينيا، الولايات المتحدة الأمريكية 09/30/2017 [email protected].
هنا مقدمة تمهيدية للكتاب
03-25-2018, 02:18 PM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30298
هنا ترجمة لمقدمة كتاب روائع تراث الشاي لدي البقارة .. أيضاً تعطي نبذه مختصرة عن حياتهم وثقافاتهم .. (ترجمة المقدمة غير مكتملة وغير دقيقة أيضاً .. أستعملنا قوقل وقليل من إعادة الكتابة)
مقدمة تمهيدية: أشعار أفتتاحية لشرب الشاي: "كِب وحلاة الكب عصيدة والحب لذيذ لزول التريده"، مثل هذا الكلام يقال حينما يتناول الأنسان "الحريف" كباية الشاي. ويقول البقارة عن الشاي: "الشاي شاشيبا الحلو شرابه والقاسي جيبه." ويقولون: "الشاي بلا قرفة، كالسلام بلا عِرفه"؛ ويقولون: "الشاي بلا حبهان، كالبقر ترعي في الفلاة بلا رعيان". تعتبر ثقافة الشاي لدي البقارة ثقافة رائعة وهى أكثر من ثقافة عادية أو بتعبير أدق هى ثقافة ذات خصوصية متفردة. ربما لايوجد مكان في الكون غير مناطق قبائل البقارة يمكن للمرء أن يجد أن الناس يمكن أخذهم إلى المحاكم الشعبية لأنهم خالفوا أو انتهكوا تقاليد شرب الشاي، أو لأنهم أساءوا طريقة طهي الشاي. أليس هذا أمراً مدهشاً حقاً! قد يكون من غير المعقول أن يعرف الكثيرون، أن الناس في مناطق البقارة يتم تغريمهم أو جلدهم في محاكم الشاي بسبب عواقب أفعالهم نتيجة عدم اتباع أو عدم احترام تقاليد الشاي . فإن أمر تراث الشاي خطير ومهم لهذه الدرجة. هناك معارك كلامية وسجالات شعرية سواء مدحاً وذماً وتشهير وتنابذ بالألقاب علي رؤوس الأشهاد بين محبي الشاي – والذين يدعون أنفسهم بأسم البرامكة، والذين لا يشربون الشاي - ويسمون بالكماكلة – تمثل تلك السجلات ملاحم ثقافية ذات أبعاد تتخطي تقاليد الشاي إلي عمق حياة شعب البقارة. ومن المعقول أن نسأل السؤال البديهي أما إذا كان هناك عداء مماثل وسجالات وسخرية متبادلة بين شاربي القهوة في تراث البقارة والذين لا يشربون القهوة. الجواب حتماً بالنفي سواء إساءوا أو أجادوا طبخ القهوة وكذلك شربها؛ خلاصة القول أن لا أحد يهتم لمشروب غير الشاي. ومثل ذلك الجواب يذهب لكل مشروب آخر مثل اللبن والعصير والماء وغيرها ولكن حتماً ليس الشاي. البقارة كلهم آذان صاغية إذا ما كان الشاي محل نظر ، أو أن تقاليد الشاي تم إنتهاكها. على النقيض من الجانب الخشن أو الأستفزازي وغير الكريم من تقاليد الشاي، هناك جانب مشرق ومضيئ في تقاليد الشاي: أشعار الشاي، مجالس أنس الشاي، أغاني الشاي وجلسات البرامكة في الأحتفاء بالشاي هي مجرد غيض من فيض من لحظات ممتعة ومذهلة ومثيرة في تراث وتقاليد الشاي. وصف البقارة للشاي، أوقات شرب الشاي، وكيفية تحضيره وأضافة البهارات والتوابل له، كلها تمثل مفردات متفردة في تجربة إنسانية فريدة وغنية لا يوجد مثيل لها في أماكن آخري غير مناطق البقارة. خلال الاحتفالات بالشاي، تجد من المشاهد المعتادة التي يمكن للمرء أن يراها هى الأحتفاء بشخص ما أو الأشاد به أو تقديره من قبل شعراء البرامكة أو غيرهم بسبب كونه محب لتقاليد الشاي أو من عشاق شرب الشاي. تقاليد الشاي تتدخل في كل جزء من تفاصيل حياة البقارة: من تعزيز كرمهم وأخلاقهم، وتحسين مظاهرهم وأزياءهم، وإعادة تعريف شخصيتهم الأعتبارية، وتوسيع نطاق شبكاتهم الاجتماعية، ووسائل ضيافتهم، وتوسيع أو تقييد سلوكهم الاجتماعي وتعزيزه وحتي شحذ رغباتهم الجنسية من خلال بعض أنواع الشاي. نجد في كل الأحوال أن ثقافة الشاي البقارية ثقافية مجتمعية معقدة. تقاليد الشاي تخدم أغراض كبيرة مثل تحويل أو تنشيط أنماط أجتماعية وسلوكية جديدة في حياة شعب البقارة.، مثلاً الصورة التي تعكسها الشخصية الأعتبارية للأنسان البرمكي: الأنسان النظيف، العفيف، المرهف الطباع وحسن الأخلاق ونظيف الملبس، تلك الصورة لم تكن هى الصورة المثلي لشعب البقارة قبل حلول الشاي بديارهم؛ في المقابل يعتز البقارة بشخصية الفارس المغوار علي صهوة جواده متأبطاً درعه ورمحه. الشاي بصورة أو أخري أحدث نقلة نوعية وحضارية في السلوك المدني لشعب البقارة. الفارق المدني النوعي ما بين شخصية البرمكي المدنية وشخصية الفارس المقاتل هى نقلة كبيرة من طابع حربي إلي طابع أخر يحمل كثير من ملامح المدنية. تقاليد وتراث الشاي لدي البقارة تعتبر ثقافة حميدة وصحيحة في ذاتها – لا تدعو إلي شرب المسكرات بل تنبذها نبذاً شديداً، كما إنها تحفز علي فعل كريم الأخلاق؛ وهي تمثل ذروة تقاليد وثقافة شعب البقارة وفي أفضل حالاتهم. الشاي يعتبر مشروب فريد من نوعه في عيون شعب البقارة، فهو رمزاً لحسن ضيافتهم. ليس هناك مشروب أو طعام آخر يجد اهتماماً مماثلا أو أكثر أهتماماً من الشاي في مناطق البقارة. والسؤال الأهم هو: لماذا الشاي؟ يظل السؤال سؤال غامض ومثير و مع عدم وجود إجابة واحدة واضحة يظل سؤال لماذا الشاي مثير للجدل أيضاً. البقارة لهم ثقافة عميقة الجذور في تقاليد الضيافة وبالذات شرب الشاي. تجدهم مولعون بكل ما تفاصيل تلك الثقافة. في المجمل، اأن ثقافة الشاي البقاري ثقافة ذات بعد قيمي وأخلاقي وسلوكي ومظهري وقبل كل شيء فهم محبون لشرب الشاي لمرحلة الوله، ويقولون في حكاويهم عن الشاي، "شاي سادة كب تسعة كباية، أما شاي باللبن كب ساكت وأسكت!".
من هم أولئك المحبون لشرب الشاي و الذين يسمون بشعب البقارة؟ من أين أتي هؤلاء؟ واين يسكنون؟ البقارة هم عرقيا وثقافيا عرب، ولكنهم أيضاً أفارقة من حيث مكان الميلاد، والمنشأ وبالتزاوج المستمر مع الشعوب الأفريقية الخالصة، والتماثل الثقافي أو الأندماج في الثقافات الأفريقية؛ فقد هاجر أسلاف البقارة إلى أفريقيا أثناء هجرة المسلمين في وقت مبكر إلي أفريقيا بغرض الدعوة إلي الدين الأسلامي . وفي خلال هجرتهم، وحتي بعدها، كان البقارة المهاجرون رعاة إبل، وفي خلال فترة أستيطانهم سرعان ما واجهوا ظروف مناخية وبيئية جديدة غير مناسبة لتربية الإبل، فتحولوا إلى رعي الماشية. منذ ذلك الحين، ظل شعب البقارة رعاة ماشية مثل الأبقار والأغنام والمعاز وقليل من الجمال وظلوا بدو متنقلين ورعاة أسطورين في حبهم للأبقار مثل كل القبائل المحبة للرعي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. مصطلح "البقارة" يعني "رعاة البقر". وأسم البقارة هو اسم جمعي أطلقه البريطانيون على بعض رعاة الأبقار السودانيين الذين لديهم جذور عربية ونسب مشترك، وهم الذين يعيشون بشكل عام - بين النيل الأبيض وبحيرة تشاد – في نطاق إقليمي واسع. ونتيجة للأتساع الهائل لحزام البقار، أقام البقارة في مناطق جغرافية مختلفة، وحدود دولية مختلفة تحت حكومات، وولايات، وبلديات، وإدارات محلية مختلفة. فهم يتداخلون مع مجموعات سكانية كثيرة و كبيرة ومتنوعة عرقيا، يتحدث أصحاب تلك المجموعات لغات مختلفة، ويلبسون أنماط مختلفة من الأزياء ويتناولون أطعمة مختلفة. وأصبحت ثقافة البقارة، الذين يبلغ مجموع تعدادهم السكاني أكثر من 5 ملايين نسمة في أفريقيا، ثقافة مهيمنة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويعزى ذلك أساسا إلى القوة التي تستمدها ثقافتهم من الدين الإسلامي واللغة العربية المنتشرة على نطاق واسع. في جوهر أمرها، أصبحت ثقافة الشاي البقارية وكذا ثقافات البقارة عموماً بمثابة معيار ثقافي لغالبية تلك المجموعات العرقية. وأصبحت اللهجة العربية البقارية، في كثير من الحالات، لغة مشتركة لكثير من المجتمعات التي تعيش داخل مناطق البقارة، ومن ثم فإن أشعار الشاي، واحتفالات الشاي، والحماس لشرب الشاي، تتقاسمها أثنيات كثيرة على نطاق واسع وتلقى قبولا حسنا حتى في مناطق بعيدة عنهم. وبسبب شغف البقارة بشرب الشاي، ساعد البقارة في توسيع وازدهار تجارة الشاي في المناطق التى يتواجدون بها. أينما يحل أو يذهب البقارة في رحلاتهم الموسمية، فإنهم يحملون حمولات مختلفة من الشاي والسكر سواء قل حجمها أو كثر. وعادة ما يكون للبقاارة، عبر حزام السافانا جنوب الصحراء الكبرى، حركتان موسميتان: من الجنوب إلى الشمال خلال موسم الأمطار، حيث يهاجرون أكثر من 300-500 كم (200-300 ميل) مرتين خلال السنة (فلينت ودي وال، 2008). وخلال تلك الرحلة الطويلة، يضرب البقارة أطناب أوتاد بيوتهم و معسكراتهم في أكثر من 30 مكانا مختلفا حتى يصلوا إلى وجهتهم النهائية. في بعض الأحيان، يهاجر البقارة في رحلة طويلة تصل لأكثر من شهر قبل أن يصلون إلى جهتهم التى يطلبونها. وبالإضافة إلى ذلك، لو حسبنا عدد الأيام التي يأخذون فيها قسطاً من الراحة من وعثاء الظعن أثناء هجرتهم، يمكن أن تستغرق رحلة البقارة ما يصل إلى شهرين لاستكمالها. خلال تلك الرحلة الطويلة، يحمل البقارة صناديق من الشاي وجوالات من السكر على طول الطريق، حيث يقومون بتحميل أو أنزال تلك المؤنة من الشاي والسكر في كل محطة من محطاتهم. إن التمتع بشرب الشاي، يعتبر في حياتهم أهم بكثير وأمراً يخفف عليهم المشقة التي يتحمّلونها خلال أوقات الرحلة. في بداية موسم الجفاف يعكس البقارة مسارهم، حيث يقومون بذات الشيئ - شراء مؤنة جديد من الشاي والسكر - ويسعدون بحملها على طول الطريق في رحلتهم العكسية باتجاه مواقعهم لقضاء موسم الخريف؛ فإنهم يتحركون تدريجيا، ولكنهم في بعض الأحيان يتحركون بجد ومثابرة خلال موسم الأمطار، حيث يمرون من خلال مراحيل مختلفة عن تلك التى سلكونها في أتجاه رحلتهم الموسمية السابقة، لكن ينزلون في أماكن مشابهة أو متقاربة من تلك التى نزلوا بها في رحلتهم الموسمية الماضية. أينما ينزل البقارة في منزلة جديدة، فإن أول شيء يفعلونه بعد تأمين المكان الجديد وفصل العجول عن أمهاتها، يجتمعون لتناول شرب الشاي. زمن شرب الشاي بعد النزول مباشرة يعتبر واحد من أوقات القيلولة المعروفة لشرب الشاي.
خلال رحلتهم الموسمية شمالاً وجنوباً، في حركة دؤوبة تشبه اللولب، يتحمل البقارة درجات حرارة عالية، ويقومون بأعمال شاقة، ويتحملون عنت ومشقة شديدة، وركوب متعب لكبار السن والصغار، وساعات طويلة من العطش والجوع، ويتحملون إزعاج صاخب من ثغاء وخوار بهائمهم. في بعض الأحيان، يتجول البقارة في ترحالهم في الأدغال والأحراش الشائكة، وغابات شبه مغلقة، وأعشاب سافانا طويلة تفوق قامة الأنسان طولاً مع ارتفاع درحة الحرار داخلها وكثرة الشرا والحشرات القارصة. وفي كثير من الأحيان، يجدون أنفسهم يعبرون أو يغوصون وسط غابات السافنا الغنية ذات الأغصان المتشابكة، أو مناطق النباتات النهرية والمستنقعات أو ما يسمي ب "البوص"، أو يتنقلون عبر مساحات كبيرة من أراضي السافنا الفقيرة، التى تعتبر في كثير من فترات الجفاف ذات مشاهد رتيبة، ولكن في بعض الأحيان توجد مروج خضراء ونباتات الساحل المتفرقة و مناظر طبيعية خلابة ونادرة تكسر رتابة الرحلة. وفي أحيان أخرى يجدون أنفسهم في وسط سلاسل الجبال والهضاب والوديان. إن إمكانية هطول الامطار الغزيرة أثناء رحلتهم وهم ما يزالون علي ظهور دوابهم دائما ممكنة، حيث يغوصون في أوحال لذبة ويتوحلون فيها حتى الركب وتبتل ملابسهم وأغراضهم. تلك الحالات قد تؤدي إلى رحلة ركوب متعبة. ولكي يخفف البقارة من مشاقهم وحتى يقللون من الإرهاق والتعب الذي أصابهم، يلجأون إلى شرب الشاي حالما يحِطون رحالهم من رحلتهم. يشرب البقارة أكواب كثيرة من الشاي في أثناء مناسبة شرب واحدة. وكنوع من الطرفة، يقول البقارة إذا كان الشاي "ساده" كب تسعة كبايات، أما إذا كان الشاي بالحليب صب وأسكت. تسعة كبايات لكل شخص ربما تعتبر رقم خرافي، لكنه دليل علي حب البقارة لشرب الشاي! سواء أكان اليوم يوماً صيفاً حاراً أو صباحاً شتوياً بارداً، فإن كوب من الشاي الساخن والمحلي بكثير من السكر سوف يكن كفيلاً بجلب الأنعاش المطلوب من البرودة أو جلب الدفء اللازمة لتنشيط دماء وأمزجة البدو الرحل في مناطق البقارة.
ويذكر المؤلف، حينما كان طفلاً يرعي الأبقار، أن في أثناء فترات هطول أمطار ليلية فأن كوب من الشاي الساخن قد ينقذ حياة كبار السن من الرجال والنساء من قبضات الأمعاء الليلية نتيجة للبرد، فضلا عن أنقاذ حياة الأطفال الصغار من الإسهالات الليلية أثناء نزول المطر. ويتذكر الكاتب أن في أعماق حزام السافانا الغنية ذات التضاريس القاسية والتربة الطينية ذات الشقوق العميقة، تبدأ الغيوم الثقيلة والمتكثفة في الظهور في الصباح الباكر حيث تهطل أمطار خفيفة متواصلة طوال اليوم تسمي أمطار الهرع. كرعاة صغار للأبقار، كان لزاماً علينا أن نترك الفرقان ونذهب بقطعان الأبقار إلي الفلوات أثناء هطول الأمطار. وفي مثل تلك الحالات وفي المناطق الطينية عادةً ما نذهب بالبهائم إلي سفوح الجبال المجاورة أو التلال الرملية أو مناطق الأراضي القراديدية حيث توجد التربة الحمراء أو ما يعرف بتربة "اللاتريت"؛ تلك التربة تعتبر أقل وحلاً وبها كثافة أشجار أقل من التربة الطينية التى عادةً ما تكون في مناطق الهضاب كما أنها لا تلتصق بحوافر الأبقار. وكان على كل الرعاة (أو ما يسمون بالرواعية)، أن يأخذ كل واحد منهم عطاءً من البلاستيك بطول مترين ونصف وعرض متر ونصف المتر. كان علينا أن نتغطي طوال اليوم من الأمطار المتساقطة التي تقشعر منها الأبدان بسبب البرد؛ فنحن نذهب خلف القطعان ونرتجف من البرد كصغار الحمام الذعب. وحين عودتنا إلي الفرقان في المساء، نجد أن كبار السن لا يزالون محصورين في أكواخِهم الصغيرة التي تشبه أقفاص الدجاج. وكرعاة صغار، كان علينا أن نقوم بحليب الأبقار وأعطاء الحليب إلى كبار السن والأطفال الصغار الذين يظلون جائعين يتضورون طوال اليوم بسبب عدم مقدرة النساء على إيقاد النيران لطهي وجبات الطعام. ثم نجلس لشرب الشاي – إنها لحظات متعة رهيبة لا تدانيها متعة في متل تلك الحالات؛ بعد فترة وجيزة من تناول الشاي و الحلبيب، فإن الفريق بأكمله يذهب للنوم معتمدين فقط على الحليب الطازج لسد الرمق. كبقارة، كنا معتادين علي شرب الحليب. ففي مثل تلك الأوقات الممطرة يمكننا شرب الحليب حتى تمتلئ بطوننا ونعتبره وجبة رئيسية لنا دون أي مدخلات غذائية أخري، ونحن كأطفال رعاة يمكننا أن نظل علي شرب الحليب طوال اليوم وقد تمر أياماً ونحن معتمدون فقط على الحليب ومنتجاته ولا شيء غيره. وخلال الأيام الممطرة ربما لم يكن هناك تجمع للرجال في وسط الفريق في منطقة "الضرا" – وهى نقطة مخصصه لتجمع رجال الفريق. ويظل كل بيب من بيوت الفريق محصور في ذاته؛ قد تنجح الأمهات في طبخ وجبات ساخنة من الحبوب للأسرة. وقد يستمر نزول المطر طوال الليل وقد يتكاثف هطول الأمطار محدثاً فيضان جارف، مما يجعل كل بيت من بيوت الفرق تجتاحه مياه الفيضانات. ربما، في لحظات الفيضان الليلي أو هطول الأمطار الليلية الغزيرة يقتلع الفيضان أو الرياح العاتية أكواخ شيوخ البقارة وجداتهم، حيث تسمع صياحاً يطلقه الجد أو الجدة طلباً للنجدة. كان علينا أن نخوض المياه والطين إستيجابةً لنداء الجدود للمساعدة العاجلة. ويتذكر المؤلف من بين الأشياء التى نقدمها للعجوز في مثل تلك الحالة أن نقدم له كوب ساخن من الشاي السادة قليل السكر وكما نقدم لهم الحليب الحامض، ونقوم بتدليك أقدام وأيدي وظهر العجوز بالزبدة الساخنة وقد نوقد له النار حتى يتدفئ أو ننقله إلي داخل بيت أبنه أو حفيده وحتى وإن الأبن أو الحفيد حاضراً نجدة جده أو جدته نظل نرافقهم حتى تتحسن حاله. تظل الأبقار تتحرك حول بيوت الفريق أو تتردد علي البيوت بحثاً عن الملح طوال الليل، حيث تقوم بانتزاع ومضغ الملابس القديمة وقبعات الرأس والطواقي والثياب. وقد تزداد كثافة البعوض في مثل تلك الليالي، فيتفاقم وضعنا السيئ إلي الأسوء بسبب طنين البعوض ولثعه. هناك بعض الأبقار الضعيفة التى تسقط في الوحل في مثل تلك الأثناء. فحين نتفقد الأبقار ليلاً قد نضطر على سحب الأبقار التى تسقط في الطين إلى مناطق مرتفعة فوق مياه الفيضانات. وفي مثل تلك الأثناء قد تكون كميات كبيرة من الضفادع والصراصير والقواقع تحدث جلبة كبيرة من الأصوات التي تشبه الغناء الجماعي وكأنها هى الأخرى تحتفل بشكل أو أخر بأفراح صاخبة بموسم الأمطار (حسنا، بالنسبة لنا يبدو أنه كأحتفال؛ أليس كذلك؟). حياة البقارة لا يمكن أن تكون في أي لحظة أسوأ من تلك اللحظات ولكن أيضاً هناك لحظات فرح غامرة بفصل الخريف وشرب الشاي، في تكل اللحظات يطرب فيها البقارة كما تطرب حمائم الدوح وكما تسجع البلابل مغردة فرحاً. مع كل ظروفنا القاسية، فأننا نرنوا إلي فلق الصباح وإلي لحظات شرب الشاي. وقد ينبلج صبح مشرق بأشعة من نور مع بزوغ ضوء الفجر. تصبح الطيور تشقشق طرباً. وتحدث الأبقار أصواتاً تتفقد صغارها؛ وتصيح الديوك صياحاً كأن لم يسبق له مثيل. وقد تنبه علامات فلق الصباح إلى يوم مشرق جميل. يستيقظ كبار السن من الرجال والنساء للقيام بصلواتهم في الصباح الباكر. بعد فترة وجيزة، يستيقظ كل أفراد الفريق والفرقان المجاورة. يقومن النساء على إيقاد النار. كما يقوم الرواعية الصغار علي حليب الأبقار. ترتفع الشمس في مظهر مهيب يوحي بعظمة خالق هذا الكون. ثم تحين أعظم لحظة متعة في حياتنا هى لحظة تقديم الشاي. يذهب الرجال بعناقريبهم إلي مكان الضرا – وهو مكان مشترك لتناول الطعام وشرب الشاي والقهوة؛ كل رجل يلف نصف جسمة العلوي في بطانية أو شال كشمير أو ثوب يقيه برودة الصباح . يأتي الأطفال الصغار ويجلسون في أحضان والديهم أو أجدادهم كما تجلس صغار حيوان الكنغرو في حقائب أجساد أمهاتهم. مع أن كل شيء ربما يكون غارقاً في الماء، لكن تجد الشاي والسكر قد تم الاحتفاظ بهما بشكل جيد في أغطية وأغلفة بلاستيكية محكمة القفل. تقوم النساء بفك الأغطية البلاستيكية بحثاً عن الشاي والسكر كما لو كأنهن يبحثن عن كنز خفي. نعم ، أن السكر والشاي يعتبر كنزا بالنسبة لنا في مثل تلك الحالات! نشرب الشاي في مثل تلك اللحظات كأننا لم نشرب شاياً من قبل. تلك اللحظة نقوم بإعادة تنشيط حياتنا ونستنشق أبق الطقس اللطيف بأرواح مملوءة بالحياة والفرح. مع كل مشاقنا، يمكن للمرء بأن يعتقد أن لدينا حياة بائسة، والحقيقة هي أننا شعب يسعد بظروف الترحال والمطر وحب الشاي وما زلنا. وكما يذكر المؤلف بوضوح، كنا نعتقد أنه لا توجد طريقة حياة أفضل من حياتنا.
في كل مناطق حزام البقارة الرعوي، يتمتع البقارة الرعاة بكثير من التقاليد والعادات والثقافات العظيمة - من تقاليد الزواج، وأعراف القتال والفروسية ودرأ المخاطر ما يسمي بالفزع إلى ثقافة الشاي وتقاليده المذهلة، وفوق كل شيئ بفتخر البقارة كل الفخر بكل معنى من معاني حياتهم اليومية: من ركوب الخيول وترويضها، صيد الحيوانات الكبيرة مثل الظباء، الزراف، الفيلة و أفراس النهر في الماضي، إلي أغاني الخريف، الأحتفالات بليالي السمر تحت القمراء،أشعار الشاي، وحفلات برامكة الشاي وغيرها. البقارة يحبون الحياة ويزداد حبهم للحياة في مثل لحظات اشتداد الكوارث الطبيعية؛ ففي مثل تلك الحالات كلما يجد البقارة فرصة يحتفلون برقص صاخب وصفق حار مع عاطفة جياشة وحماسة قل نظيرها. احتفالات الشاي وشربه هي جزء من ذلك الأحساس بحب للحياة.
على الصعيد الدولي، يعتبر الشاي ثاني مشروب أكثر شهرة، حيث يأتي في المرتبة الثانية بعد الماء مباشرة؛ بل هو مشروب معروف عبر القارات وأختلاف الجنسيات والأثنيات والأعراق والمجتمعات المحلية وفي أي مكان في العالم. ليس من المستغرب أن يكتشف البقارة شرب الشاي مثل أي مجموعة سكانية أخرى. فقد أحب البقارة الشاي وتمتعوا بشربه. ومع ذلك، فإنه من المستغرب كيف أتي الشاي إلى مناطق البقارة البرية والخلوية وكيف أصبح الشاي واحداً من أعظم المشروبات العزيزة لديهم وقد تفوق شهرته حتى اللبن، غذاءهم الريئسي. ولكن الأهم من ذلك، قد أفلح البقارة في نحت واحدة، ربما، من أعظم تقاليد الشاي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبري، وربما لم يكن ذلك معروفاً للعالم، وللإنسانية جمعاء وللثقافة العالمية وهذا الكتاب هو جزء من التعريف بثقافة الشاي لدي البقارة وثقافات البقارة الأخري. تتراوح ثقافة الشاي من كيفية التعامل مع كوب الشاي، إلى محاكم الشاي حيث يتم الحكم بالغرامة على منتهكي أعراف وتقاليد الشاي أو حتى ضربهم بالسياط، إلي احتفالات الشاي واشعار الشاي. ثقافة الشاي تمتد لتشمل الشخصية الأعتبارية للبقارة في شخص الحريف البرمكي، والزي البقاري البرمكي، و حسن الضيافة، وغيرها. البرامكة أو ما يعرفون بحرفاء الشاي أو حرفاء شرب الشاي إنهم يجسدون المثل العلينا لثقافية الشاي البقارية: أنهم أَناس نظيفون ويلبسون بشكل عصري فيه كثير من ملامح الأناقة وجمال المظهر – فهم يتهندمون بملابس مكوية ونظيفة، ويمتازون بحلاقة رأس أنيقة، ويضعون أحذية جلدية جملية ودائما تكون أحذيتهم نظيفة بسبب طلائها بطلاء الورنيش أو تنظفيها تنظفياً عادياً، ودائما يتنّقلون وتألوا وجوههم ابتسامات متألقة كبيرة ومزاج سهل ومرح . تلك الشخصية أيً شخصية الأنسان البرمكي لم تكن جزءا من الشخصية الأعتبارية البقارية حتى جاء الشاي وظهر نظام البرمكة؛ أخذت البرمكة علي عاتقها مسألة تغيير شخصية البقارة الأعتبارية من الفارس البقاري الذي يجيد ركوب الخيل، يرتدي الدروع الحربية والذي يكون دائماً علي أهبة الأستعداد لمحاربة الخصوم. شخصية الفارس البقاري بدأت تتلاشي مع ظهور ثقافة الشاي، حيث انتقلت مجتمعات البقارة من الاستعداد الحربي والقتال القبلي إلى أنماط حياة إجتماعية مملوء بالترفيه وحياة الطرب. الشاي جزء أصيل في مثل تلك التغيرات الاجتماعية الضخمة في مجتمعات البقارة. أن ظهور الشاي فى مناطق البقارة له قصة – في الأساس إن شعب البقارة لا يعرف شيئا عن الشاي - مثل شعوب أخرى حتى تمت زراعة الشاي وتصديره من قبل شركة الهند الشرقية البريطانية في النصف الثاني من القرن السابع عشر. أصبح الشاي مشروب شهير خصوصا عندما تزوج الملك تشارلز الثاني من الأميرة كاثرين، أميرة براغانزا في الحادي والعشرون من مايو عام 1662م، وذلك الزواج أصبح نقطة تحول في تاريخ الشاي. ففي مقالة دقيقة كتبت من قبل جمعية الشاي والمشروبات الساخنة في المملكة المتحدة بعنوان "الشاي - لمحة مختصرة عن المشروب المفضل في البلاد" كتب في المقال "[ إن كاثرين من براغانزا] كانت أميرة برتغالية، ومدمنة لشرب الشاي، وكان حبها لشربه بدأ منذ نشئتها وقد كان في ذلك الوقت يعتبر الشاي مشروب عصري يوجد فقط في المحاكم، ومن ثم يتوفر بين الطبقات الغنية وعليّة القوم. واستثماراً في الطبقة العليا، بدأت شركة الهند الشرقية في استيراد الشاي إلى بريطانيا، حيث تم وضع أول ترتيب لتوريد الشاي في عام 1664 - لشراء 100 رطل من الشاي الصيني من جاوة ". وقد أستخدم البريطانيون الشاي كوسيلة إدارية لفرض سلطتهم علي البقارة؛ فإن الذين يدفعون ضرائب بهائمهم يمكنهم تسلم كوتات السكر والشاي والذين لا يوفون بسداد دينهم يتم إرغامهم مع إضافة سلب حقوقهم في السكر والشاي. أما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبري، فإن الشاي له تاريخ حديث في شرق أفريقيا. وقد بدأ الإنتاج المكثف في وقت متأخر من أوائل القرن العشرون من قبل شركة بروك بوند و ليبتون، وشركة الشاي توينينغ، وشركة جيمس فينلي امجموعته. أما ناحية وصول الشاي للبقارة، فقد اعتمد البقارة تاريخيا على طرق التجارة التى تمر إلي جنوب الصحراء الكبري، عن طريق القوافل التى تأني محيط البحر الأبيض المتوسطي التىي تحمل الكثير من الملابس والبهارات والشاي. وكان من بين الطرق التجارية المعروفة في الصحراء الكبرى "طريق درب الأربعين" - في أدب العرب المعروف باسم "درب العربين"، الذي يسلكه تاريخيا التجار العرب لاستيراد السلع والأقمشة إلى أفريقيا وتصدير العاج، ريش النعام، والصمغ.
بيرايما م آدم 15 مايو 2016 ريستون، فيرجينيا، الولايات المتحدة الأمريكية [email protected]
03-25-2018, 04:38 PM
جمال ود القوز
جمال ود القوز
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 5925
حبيبنا الاديب الاريب .. بريمة الباحث الرائع .. رائع هذا البوست التنويري وخاصة أنا مدمن قراءات التراث لكل مكونات الوطن الحبيب بريمة شكراً لهذه الكتب الوثائقية عن حياة أهلنا البقارة .. شكراً وأنت تنشر الصورة المشرقة والحقيقية لهذا الجزء الأصيل من الوطن الذي نهكه الحرب .. والأجمل أن المؤلفات باللغة الانجليزية وأجزم أن هذه الكتب سوف تكون مراجع لمن يدرسون الشعوب والقبائل واصل ترجمة ما تسمح به من صفحات هذا السفر .. ونحن متابعين يا ريب يتم توزيع نسخة منه في كل ملحقية ثقافية في السفارات ليعرف العالم جمال هذا الوطن ولتغيير الصورة النمطية الكئيبة التي وقرت في الاذهان شكراً بريمة .. ليت الحبيب كبر يحضر ..
03-25-2018, 05:10 PM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30298
تسلم ود القوز .. للأضافة .. ديل هم أهلي الحوازمة في كردفان ..
هنا أيضاً الذين يتراءون مع طلاب معهد الموسيقي والمسرح في الفيديو التالي هم الحوازمة أيضاً ... البقارة طبعاً عبارة كيانات قبلية كبيرة جداً .. مثلاً لما نقول الحوازمة هناك حوالي ثلاثة فروع تضم حوالي 35 قبيلة فرعية داخل قبائل الحوازمة، قبائل المسيرية .. فرعين تضم أكثر من 20 قبيلة فرعية . وهكذا تجد الرزيقات وأولاد حميد، التعايشة، الهبانية، بني هلبة .. كل هذه القبائل كيانات كبيرة .. ومتوزعة علي نطاق واسع .. ولا يلتقون أبداً .. إلا في أحيان قليلة في فترة المخارف ..
بريمة
03-25-2018, 07:28 PM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30298
Quote: يا ريب يتم توزيع نسخة منه في كل ملحقية ثقافية في السفارات ليعرف العالم جمال هذا الوطن ولتغيير الصورة النمطية الكئيبة التي وقرت في الاذهان شكراً بريمة .. ليت الحبيب كبر يحضر ..
طبعاً يا علي، حياة البقارة فيها أشياء جميلة .. في المداخلة المقبلة .. سوف نكتب لكم عن شيئ نادر جداً لا يوجد إلا عند البقارة وشعوب الهنود الحمر في منطقة الأمازون.
يتبع ..
بريمة
03-25-2018, 08:04 PM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30298
تحت باب كامل في كتاب الفكاهة والحكاوي الشعبية لدي البقارة .. كتبت عن .. طعام يسمي أم جلوخ .. وهذا الطعام لا يعرفه أي شعب سوداني غير البقارة .. كما المادة التي في هذا الطعام .. وهى المقصودة تحديداً من تحضيره .. لا يعرفها إلا الهنود الحمر في منطقة الأمازون .. والهنود يحضرونها بطريقة مختلفة ..
لقد وجد ذات مرة بروفسير ياني كينسون، وهو من أصدقاء البقارة الأعزاء، وجد أن البقارة حينما يصطادون الزراف .. يقوم الرجال بأخذ شيئين من لحم الزراف .. وهى الكبد .. وسقيان الزارف .. وعلي الفور يولعون النار لطهي طعام يسمي أم جلوخ .. يقوم الأنسان الذي يطهي الوجبة بكسر الساق ثم أخراج المخ منه .. وجمع في صحن أو كأس كبير .. ثم يقوم الطاهي بأخذ كبد الزراف ثم دقها سواء علي الفندق أو حتى بين رحي حجرين .. حتي تكاد تذوب .. ثم يصب عليها مخ الساق والبهارات الحارة .. ثم يضعها علي نار هادئة .. حتى تنضج ..
إلي هنا كل شيئ تمام .. ومألوف إنها وجبة من كبد الزراق ودهن لساق الزراف .. لكن الأمر الأغرب .. هذه الوجبة هي وجبة من عينة فريدة .. تؤدي بالذي يأكلها بأن يقوم بأفعال معينة .. وتتراءي له أشياء لا يراها أي إنسان لم يأكل هذا الطعام .. فحينما يتناولها البقارة فأنهم يرون قطعان الزراف أمامهم عياناً .. ويرون أنفسهم أنهم يركبون الخيول وهم يصطادون الزراف .. ويدخل الأنسان في حالة أشبه بالهستريا .. وهو يتصبب عرقاً .. ويصارع حصانة الوهمي ويطارد صيد الزراف بعنف ظاهر .. تستمر الحالة لمدة ساعتين متواصلتين قبل أن يخرج الأنسان من تلك الحالة ويعود إلي طبيعته .. إلي هنا أنتهي وصف الوجبة ..دعونا ننظر إلي ماذا قال بروفسير يان كنيسون الذي شاهد الموقف وسجل ملاحظاته عن الوجبة والذين يتعاطونها ..
أولاً أستنتج بروفسير يان كنيسون .. أن غرض البقارة من تحضير هذا الطعام الغريب .. ليس بغرض الأكل .. وسد الرمق .. بل بغرض التدريب علي صيد الزراف بصورة أشبه بالتدريب الذكي في وقتنا الحاضر الذي تستخدم فيه كميرات 3D .. فمسرح الأحداث ماثل أمام الأنسان وكميات كبيرة من الزراف وعدد كبير من الفرسان الخيالة الذين يتسابقون لأصطياد الزراف .. دريس البروف مكونات الطعام وقال إنها تحتوي علي مادة تسمي DMT .. وقد شرحت التركيبة ومكونات المادة في الكتاب .. وتلك المادة تأتي لأن الزراف يقتات علي أشجار السنطيات مثل أشجار أم سنينة والعفين وغيرها .. التي توجد بها تلك المادة .. الغريب في الأمر قام أناس في الغرب بتحليل مادة DMT ووجد إنها من المواد المهلوسة .. وتدخل فيها عمليات كيمائية حيوية معقدة لحد كبير .. وتعتبر المادة اليوم محرمة دولياً .. يمنع إستعمالها منعاً باتاً عن طريق منظمات الصحة العالمية ..
قرأت أنا بدوري .. عن العمليات الكميايئية الحيوية التي تقود إلي توليد تلك المادة في طعام البقارة .. فوجدت أن المخ يحتوي علي المادة لكنها بصورة غير نشطة ... أما الكبد فيحتوي علي إنزيم حيوي مضاد .. للأزيم الذي يقوم بمنع أن تكون المادة نشطة في المقام الأول .. خلوني نوقع ليكم الكلام دا بصورة أخري .. مخ ساق النعام يحتوي علي مادة DMT ويحتوي علي أنزيم يقوم بمنع نشاط المادة لو الأنسان أكل مخ الساق لوحده .. دي مفهومة .. اللعبة تأتي حينما تضيف الكبد المدقوق دق .. وهى العملية التي تنشط أزيم الكبد المضاد لأزيم الساق الذي بدوره مضاد لحيوية مادة ال DMT .. كده ممكن تكون وقعت بعض ملامح الصنعة .. وهى أن البقارة يعرفون أن هناك أنزيم مضاد في الكبد يجب تنشيطه .. وأنزيم الكبد بدوره يقوم بتعطيل عمل أنزيم الساق المضاد للمادة .. هذه العملية هي مضاد يقوم بتعطيل عمل مضاد أخر .. محط أنظار العملية هو الأنزيم الذي يوجد في دهن الساق الذي يعطل عمل المادة .. البقارة أستنتجوا كيف أن هناك أنزيم مضاد أخر ممكن يعطل مفعوله ... مما يسمح بنشاط مادة DMT المهلوسة .. ودا الحصل ..
نستاءل وهذه أسئلة أنا وضعتها في الكتاب .. هل يعقل أن الأنسان يضع نفسه في موقع تلك الهلوسة .. وهو في الغابة .. في مكان الصيد .. وهو في بيئة غير أمنة تماماً؟ .. بيئة بها أسود وضباع وحيوانات مفترسة أخري؟ هل البقارة يحالون تعاطي المخدرات .. علماً أنهم أنصار .. وأنصاريتهم تحرم كل أشكال تعاطي المسكرات بما فيها اللبن الحامض المسكر .. ناهيك عن المهلوسات؟ .. هذه الأسئلة لا أدري لها إجابة .. والبروف ذات نفسه لم يجد لها إجابة .. غير أنه أكتفي بما أعطوه له البقارة .. أنهم يريدون التدريب علي صيد الزراف.
تعالوا ننظر إلي الهنود الحمر .. لماذا يحضرون المادة؟ وماذا يرون؟ .. الهنود الحمر يرون شيئين لم يرهما البقارة في المادة المهلوسة .. والشيئين هما: حيوان الجاغوار .. والثعابين الضخمة .. مثل الكوبر والأصلة .. وفي بحث الدارسين لماذا يري الهنود هذه الحيوانات .. وجودوا أن تلك الحيوانات تمثل رمز القوة بالنسبة لهم وهى بسبب قوتها .. يعبدونها عبادة عديل .. وبالتالي يحاولون تحضير المادة ليدخلوا في المزاج الروحي الذي يسمح لهم بالتلذذ أو قولوا الشقاء بقوة وطأتها .. سبحان الله! .. ليس هناك أي تفسير أخر لتحضير الطعام لديهم .. عملية مقصودة مثل الزار لدينا في السودان لكي يتعبدوا بقوة الجاغوار والثعابين التي تداهمهم بقوة وعنف ويصرخون منها صراخ الذي لا يرجي حياة .. طريقة تحضير المادة برضو غريبة .. وهى أصطياد نوع معين من الأسماك .. ثم أطعام تلك الأسماك لنوع معين من البط .. ثم يقومون بأكل كبد البط .. هنا المادة المهلوسة توجد في كبد البط .. والسمك يحمل المضاد الحيوي .. الذي يعطل المضاد الحيوية في كبد البط مما يسمح بنشاط المادة .. نفس السلسلة من التفاعلات الكيميائية التى تصول لها البقارة .. ما بين ساق الزراف وكبده ..
الطريقة الثانية .. هي أن الهنود الحمر وجدوا المادة المهلوسة في نبات يسمونه أياهواسكا .. لكنها غير نشطة .. كالعادة .. ووجدوا نبات أخر حينما يحرقون عليه عروق النبات الذي يحمل المادة تنشط المادة .. فعملوا كدوسات خاصة للمادة ويشعلونها بفحم النبات المنشط .. وظبطت معهم الحبكة .. (يمكن نكون أخطأت في التفاصيل الأخيرة .. لكن الأمر قريب من هذا الشكل).
البقارة والهنود الحمر في الأمازون تحديداً .. هم الشعبيين الوحيدين علي وجه البسيطة يحضرون هذه المادة .. لأغراض في نفس يعقوبهم ..
هناك وجبة أخري .. أحتفظ بها .. وأتركها للذين يقرأون الكتاب .. هي أيضاً بذات غرابة وجبة أم جلوخ .. لكنها لها غرض محدد .. هو Sexual Vitality .. أي بغرض تجديد الحيوية الجنسية وهذا إستنتاجي فقط رغم أن أجدادنا الذين أستطعموها لم يقولوا شيئ عنها .. وهى تفعل في الفرد فعل لو قرأتم ما كتبته عنها سوف تصيبكم الدهشة ..
نعود إلي وجبة أم جلوخ .. في ظني غرض البقارة هو التمثيل علي خلق الله .. المسألة مسألة مسرح .. مثل الممثلين لما الواحد يدخل في شخصية مجنون .. ممكن يصيح بأعلي صوته ويفعل أشياء لا يسمح بها المجتمع إلا حينما يتخيل أن هذا الشخص مجنون فعلاً .. وبذات الهدف من الدخول في شخصية المجنون أو المعتوه، يدخل البقارة في شخصية صايد الزراف الوهمي .. ويظل الأخرون يتفرجون علي المناتلة .. والمجابدة ... والمغامرة الصورية التي أدخل فيها الفرد نفسه بحر إرادته .. وهذا الشكل ممكن يتصوره المرء مثل الشخص الذي يدخل بيوت الأشباح ..
زمان كنا في الجامعة نذهب حديقة المقرن لما تدخل بيت الأشباح تسوق معاك جكسوية .. لزوم تظهر فروسيتك أمامها .. فهي تصرخ وأنت تثبت فيها .. يا جبانة وكده .. رغم أن قلبك يكون طار من بين ضلوعك وقارب أن يطق سقف غرفة بيت الأشباح .. أظن هذه هي القصة وقد توصل إليها البقارة في خلاهم بطريقة سهلة ..
ليس هناك أي إنثروبولجي غير يان كينسون كتب عن الظاهرة لدي البقارة .. ولحسن حظنا أو سوءه .. لا أدري ... أنتهي تصنيع الوجبة .. لا أدري هل بسبب هجرة الزراف .. أم أن المنظمات الدولية حرمت المادة والبقارة تركوها حينما عرفوا خطورتها كمادة مهلوسة ..
بريمة
03-25-2018, 09:22 PM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30298
Quote: Psychological effects Low doses (0.05 to 0.1 mg/kg) of DMT primarily affect physical and emotional states with few to no perceptual hallucinations. Higher doses typically produce a rapidly moving kaleidoscopic displays of intensely “techno-colored” abstract and representational images. Auditory hallucinations are less common and usually aren’t a very prominent feature of the experience. Alternating sensations of heat and cold are sometimes reported. Transient states of anxiety are quite common, though so are euphoric states and, somewhat paradoxically, they can be experienced simultaneously. Out-of-body experiences, or a dissociation of awareness from the physical body, is very common with DMT (at higher doses) to the point that many consider it a hallmark of the experience. In his book, The Spirit Molecule (2000), Rick Strassman describes studies in which about half of the volunteers during a DMT trip entered “freestanding, independent levels of existence” — psychological planes of existence that were often inhabited by “intelligent beings”, “entities”, “aliens”, “guides” and “helpers”. Terrence McKenna called these “machine elves”. According to Strassman’s work, they take the form of “clowns, reptiles, mantises, bees, spiders, cacti and stick figures.” Reports of these kinds of beings seem to be unique to DMT trips.
بريمة
03-26-2018, 06:22 AM
بدوي محمد بدوي
بدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192
يا سلام عليك يا بريمة كل جهودك للتوثيق لأهلك البقارة تأكد أنها محل تقدير وإعجاب ليس من أبناء البقارة فحسب، إنما ممن يحبون المعرفة. ولكن فائدتها الأكبر تصب في ماعون الباحثين الذين يبحثون عن المادة الحقيقية من قلم وفم وفن من عايش الأحداث على الطبيعة وتعايش معها وأثارته لعكسها في شكل منتج مقروء ومرئي ومسموع. هذه البيئة المنتجة للبقارة والتي تمكن البقارة من تطويعها وتسخيرها لمنفعتهم وحياتهم هي نفس البيئة التي وُلدنا فيها ونشأنا فيها وترعرعنا على خيراتها من أكل ثمارها وشرب مائها والمشي والتمرغ في ترابها والتلهف لغيثها... فورثنا منها حب الناس أجمعين وحب الطبيعة وحب الجمال وحمدنا الله أننا خرجنا إلى الحياة منها... وفوق ذلك ورثنا حب الحياة. إلى الأمام في أبحاثك ودراساتك وتنقيبك وعكسك لتراث وعادات وتقاليد وأعراف بقارتك وتأكد أن طابوراً من البقارة في انتظارك لتري ثمار جهودك.
03-26-2018, 09:48 PM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30298
هذه الكتابة هي ترجمات من كتبي .. وكما رأيت الترجمتان من كتابين مختلفين: الترجمة الأولي من كتاب "الفكاهة والحكاوي الشعبية في تراث البقارة" .. وقد أرفقت هذا النص في بوست سابق لم يمض عليه وقت طويل .. وكان ذلك أول نشر للنص .. وهذه هي المرة الثانية أرفق فيها النص .. بخصوص النص من كتاب "روائع تراث الشاي البقاري" .. ما أظن أنزلته من قبل ..
أنا دخلت في زنقة .. ما أظني أقدر أترجم كثير .. لكن حتماً في مرات قادمة عايز أطلعكم علي شيئ يسمي Moral Geography .. هذا المصطلح قابلني في كتابات Alex De Waal .. وهو يكتب بكثرة عن الوضع في السودان .. وهو يقصد به معاملات السكان التي تتم بمواثيق عرفية .. مثل نحن الرعاة حينما نتنّقل من شمال كردفان أو شمال دارفور إلي الأجزاء الجنوبية .. نمر بأراضي شاسعة .. وكل الرقعة التي نمر بها لنا فيها مشارع مياه .. منازل .. ومزارع .. ومعارف .. وبما أننا نسلك المراحيل فأن بهائمنا تحتاج للرعي في مساحات أوسع من المرحال .. هناك يدخل مفهوم أننا لدينا حق عرفي أجتماعي في الرعي حتى في بلدات الأخرين .. دون الدخول في حيازاتهم الخاصة .. كما أننا لدينا علاقات إجتماعية تسمح لنا بخلق أحلاف محلية .. تساعدنا في تتبع الجناة حال سرقة بهائمنا وردها .. وفي ذلك أنا أكتب عن الجغرافيا الأخلاقية لدي البقارة .. أضفت مصطلح الجغرافيا الأجتماعية للبقارة .. بمعنى ماذا تعنى الزيجات التي تتخطي إطار القبيلة في حياة الرعاة .. وجدت أن كلما كانت الجغرافيا الأجتماعية متسعة .. فإن الجغرافيا الأخلاقية بدورها تتسع والعكس .. وهذين المفهومين يلعبان دوراً مباشراً في خلق حالة السلم الاجتماعي .. ودا مبحث كبير وما زلت أدقق فيه ..
شئي أخر يا دكتور كتبت عن تراث البقارة في كيفية استعمال علم الفلك .. Astrology .. وقارنت بينهم والعرب الذين يستعملون علم الفلك في معرفة النجوم لتحديد الأتجاهات في سريانهم بالليل في الصحاري .. ووجدت أن معرفة النجوم بغرض تحديد الأتجاهات جزء ضئيل جداً من علم الفلك لدي الأنسان البقاري .. معرفة الأتجاهات هي كأنها معرفة بدهية يجب أن يتعلمها الطفل الصغير منذ عمر قبل سن البلوغ .. لكن العلم الحقيقي .. هو معرفة مواقع النجوم ومنازل المطر .. ومعرفة مراحل نمو النبات ومنازل المطر .. ومعرفة حركة الطيور والحيونات البرية ومنازل المطر .. طبعاً، نحن أهم شيئ بالنسبة لنا الأمطار (وليس المياه فقط) .. ونحن متخصصيين تخصص لو قارنته بالدراسات العلمية ممكن تقول الناس ديل يحملون درجات عليا في هذا العلم .. وكلمة منازل المطر .. في علمنا التنجميي عايزة ليها وقفة .. فنحن نتطلع لقراءة الأحداث قبل وقوعها .. نحن يهمنا أن ينزل المطر .. لكن الأهم بالنسبة لنا التنبوء بنزول المطر .. والتنبوء بأنقطاع المطر .. مسألة التنبوء هي ما تجعلنا مختلفين في التنجيم من الأخرين .. ولدي عدة مقالات منشورة في النت .. جمعتها في فصل من الكتب .. تحت المعارف الأثنية .. أو الأثنوغرافي لدي البقارة .. أسميت بعض ما كتبته بأسماء مثل Para-Astro-Ecology .. وكلمة ال Para مأخوذة من ال Para-Physics
الكلام كتير .. لكن تابعونا .. بخصوص الكتب سواء كانت منشورة باللغة العربية .. لا .. الكتب أنا كتبتها بالأنجليزية .. بغرض تعريف الغرب بحياة شعب البقارة .. وتحديداً بغرض "أنسنة" تراث البقارة .. ضد مسألة الجنجويد والمراحيل .. والعيك وعاك .. القايمة بغرض فرض رؤية مغايرة .. وذي ما يقولون الكلام حلو من خشم سيده .. وأنا هنا في الغرب أرد علي كل من يتصل بي .. وهناك من يتصلون بي بأستمرار لمعرفة المزيد .. ويسألوني عن المراجع وكتب .. بمعنى فتحت حوار مباشر بيني وبين الناس لأعطيهم المعلومة الصحيحة .. لكني شعرت أن أبناء شعبنا يجهلون عن البقارة أيضاً .. وهنا جاء دوري وأخوة كثر منهم ول أبا كبر وول أدم الهلباوي وول أبا عبد الرازق وول أبا سماعين عبد الله .. وأخرين .. تابعهم كلهم يكتبون بصيغ مختلفة لكن في ذات الموضوع ..
القبائل السودانية كلها بدون استثناء ما عندنا فيها كلام تب لكنك نذكرك بس بي بوستيك التاني بتاع إلي حبيبة الكل بت أبا نور تاور
كتبت ليك يوم عشرة من الشهر ده ذاتو :
((سلام يا أخ بريمة وضيوفك الكرام مجرد دراما عملتها مأساة المرأة السودانية في جنوب السودان !!!! طبعا بعد شوية ح تجي تكتب كيف نحن البقارة وأولاد العرب بنحترم المرأة وتقعد تغني لينا الموال بتاع التراث والثقافة وشنو ما عارف !!! )) دورك بقي مكشوف بل وفاضح وقبيح المنظر ...... إتقي الله في نفسك ]
يا ربي البوست الجاي عن شنو؟؟؟ ننتظر توجيهات ول آبا كبر يقول ليك تكتب عن شنو .... قال ذكرني قال
03-26-2018, 09:03 PM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30298
ول أبا الهلباوي، سلام .. يا سلام لجمال بنات البقارة .. ول أبا الهلباوي، شفت بقرنا البقاري .. له خصائص فريدة جداً مثلنا نحن البقارة أسيادة .. وهو نوع البقر يوجد فقط لدي القبائل العربية والذين يسكنون معهم في حزام السافنا .. هذا البقر سريع الحركة ويتحمل درجة تعب تفوق تصور الأنسان ... وقليل الأكل (مثلاً البقر الكوري بتاع الفلاته .. الواحدة تأكل ثلاثة أضعاف بقرة البقارة .. بقرهم ذي ساري الليل يأكل ما يشبع عشان كده يخرب المراعي) .. بقرنا أيضاً يشتهر بأكل أعشاب حتى لو غير مستساغة .. كما أن بقرنا يتحمل درجات حرارة عالية .. ويتحمل العطش (الغب) .. لكن قليل اللبن واللحم .. اليومين ديل هناك هجمة علي بقر البقارة بغرض زيادة اللحوم والألبان .. وهذه الأشياء أصلاً ليس هي من صميم تراث البقارة .. نحن نربي بقرنا للتفاخر والجاه .. وعزنا في المسار .. تغيير نسل أبقارنا هو تغيير لنمط حياتنا .. ونحن نحتاج لوقفة تأمل قبل القبول بمبدأ تغيير شخصية "جنقر شنب الحوت .." .. وكلمة "جنقر شنب الحوت" هو إسم من أسماء بقرنا البقاري ..
وهنا رمية للهدايا فى البقر:
ديل أمهات العجيل ال فى الدور مراح ديل أمهات الخصى فى المشى بنزاح وديل أمهات الفحل الدنينه ما بنقطع حتى الصباح وديل أمهات البكيرية فى الدور جراره وديل أمهات النكور للحبال قطاعه ..
ول أبا سماعين ببو جيداً جيت .. Quote: هذه البيئة المنتجة للبقارة والتي تمكن البقارة من تطويعها وتسخيرها لمنفعتهم وحياتهم هي نفس البيئة التي وُلدنا فيها ونشأنا فيها وترعرعنا على خيراتها من أكل ثمارها وشرب مائها والمشي والتمرغ في ترابها والتلهف لغيثها... فورثنا منها حب الناس أجمعين وحب الطبيعة وحب الجمال وحمدنا الله أننا خرجنا إلى الحياة منها... وفوق ذلك ورثنا حب الحياة.
يذكرني "حب البقارة للحياة" .. بحادث حصل أمامنا وكنا صغار .. شابين من شباب البقارة جاءا إلي مكان المشيش .. وكانت هناك بنت بقارية جميلة ورادة الماء لوحدها .. وأنجكر الشابان في البنت .. ونحن أطفال نلعب لكننا أيضاً متابعين المنظر .. وقصة الأنجكارة جاءت من من هو من يشيل البنت صفيحة الماء علي رأسها .. والذي تختاره أن يشيلها طبعاً يعنى قلبها معه .. والشابان بدأ كل واحد منهما ينظر للأخر ودار حوار بينهما "أنا بشيل فلانه" .. الأخر بقول أنا بشيلها .. وكلمة يشليها تعني مساعدتها في رفع صفيحة الماء علي رأسها .. البنت رمت أضانها وسمعت القصة .. حينما ملأت صفيحتها .. سألتهم هل أتفقتما من يشيلني .. قالا لها بصوت واحد لا .. لم نتفق .. فقالت لهم هل تقبلون برأيي؟ .. قالوا نعم .. فناديت أحدهما بالأسم أن يشيلها .. و ما حصل من الشاب الذي أختارته الفتاة كان ملفت للنظر، الزول أنفزر وألحق ثلاثة كوراراك بأعلي صوته .. ثم رفع الصفيحة .. زت .. ووضعها علي رأس الفتاة .. ذهبت الفتاة وظل الشابان برهة من الوقت ينظران بقوة لبعضهما ثم ذهبا كل في طريقه ..
ذات مرة ونحن في فترة الرشاش رحلنا تجاه القوز في منطقة تسمي الشتاتات .. شمال منطقة مشاريع هبيلا الزراعية .. وكنا نرعي الأبقار في جو خريفي .. الخضرة في كل مكان وعلي أمتداد البصر .. سمعنا صوت بندقية طاخ .. وهى ليس بعيدة كثيراً عنا .. فأجتمعنا نحن حوالي أربعة شباب مع أبن عمنا الذي يكبرنا لنتدارس الأمر .. فقال لنا هذه شكلها بندقية صياد .. ما تهمتوا للموضوع .. عدنا لبهائمنا .. وفي أثناء عودتى منهم إذا بعزالة مضروبة .. تقع ثم تقوم .. ثم تجري ثم تقع .. فلحقت بها .. وكوركت لأبناء أعمامي .. حينما أتووا وجدوني ذبحت الغزال .. علي الفور أولع أحدهما النار بدأنا نشوي في الغزالة .. صلب الغزالة كله وضعناه في النار .. ورائحة الشواء وقفت فوق .. لم تنضج شيتنا جاء الرجل الذي صاد الغزال .. ويحمل بندقيته .. وحينما رأنا .. عمر البندقية .. وأمرنا بترك الغزال والشواء .. أبن عمتي ألتفت إليه وهو يعمر في سلاحه قال له .. بربك لو قالوا ليك تقتل ليك خمسة رجال في غزال تفعل؟ .. ثم زاد والله كن تكسر رقبتك نحن نأكل لما نشبع .. العرفنا شنو أنك ضربتها .. هذه الغزالة وجدنا أبن خالي وذبحها فهو صاحبها .. أبن خاله يقصدني أنا .. وكنت طالب في الثانوي وأمتحنت أمنتحانات الشهادة السودانية للجامعة .. قلت له يا الأخو أستهدي بالله .. أمن بندقيتك أولاً .. قلت له كده ألتفت لشجرة الأبنوس التي خلفك عاين فيها فوق .. أبن عمي الكبير .. طالع فوق ومتوشح بندقية لما الزخيرة قربت تصل الواطا .. قلت ليه أنت شايفنا نحن نأكل بأطمئان كيف .. تحاول تفك طلقة واحدة دمك ما يصل التراب .. حاولت أخوف الراجل .. قال لي دي خطة منكم عشان تأكلوا صيدتي .. والله اليوم الدنيا ما تسعنا جميعاً إن أدخل أحدكم يده في اللحم .. ثبت أنا الشباب يا شباب يدينكم فوق من اللحم .. ود عمتي قال يا جماعة أكلوا ساكت بريمة دا زول مدارس وبهرش بسرعة أشبعوا قبل الزول السجمان دا ما يقتلنا .. ناديت الرجل يا ود ابوي تعال شيل باقي غزالتك وربنا يعوضك لكن نحن ما بنخلي ليك لحمتنا المشوية .. هدأ الرجل، مشيت مديت له يدي بالسلام قال لي ما داير ليك سلام عايز تمسك مني بندقيتي .. قلت له أستهدي بالله يا ول أبا .. نحن رجال وأبناء رجال .. الأمان يعنى أمان الله عليك .. سلم علي وأخذت منه شوال ووضعت له ما تبقي من لحم الغزال وقلنا له تعال أكل معنا المال تلته ولا كتلته .. أكل تمام .. ثم تونست معه .. الرجل قال لي "أنتم الغزال أنا تابع دمها بنقط .. أنتم متين ضبحتوها .. ومتين شويتوها .. أنتم أولاد مسلطين خلاص" .. قلت له نحن أبناء فريق ناس حاج عثمان .. أمشي قول ليه أولادك أكلوا غزالي ح يديك تور لو عايز .. قال حاج عثمان بعرفه معرفة شخصية .. وطلع لينا لحمة قال لينا ودوها له .. قلنا ليهو شيل لحمتك زول فينا بشيل لحمة بمشي بها فريق مافي .. كل الذي نصيده نشوه في هذا الهواء الطلق ..
ذهب الرجل ..
هذه الأشياء البسيطة حينما تنظر إليها من خارج نطاقها .. تجدنا شعب يعيش متواءم مع الطبيعة والبيئة من حوله بصورة متفردة .. والمسألة فيها غبطة وسرور .. عمك يهدد فينا بالسلاح ونحن واقعين في الشية مثل مرافعين منطقة "سموعة" منطقة خلوية تكثر بها الضباع.
الأخ بريمة شكرا على التوضيح ..ما تقوم به مجهود كبير فعلا .. ليس الناس في الخارج فقط من يحتاجون للتعريف بل حتى الناس في السودان أنفسهم يحتاجون لهذه المعلومات…
نحن مقصرين .دي حقيقة. الكتابات عن ثقافات القبائل و التوثيق قليل لأننا لا نكتب و لا نسجل و لا نوثق ..و كذلك لا نقرأ ..و إذا قرأنا فنقرأ موضوعات خفيفة..
و لا نتعمق و لا نحلل و كسل منا نحاول الخروج بانطباعات معممة تزيد المجهول تجهيلا …
فكثير من أحكامنا في مختلف الموضوعات نخرج بها من خلال احكام عامة دون تدقيق و من ثم نتناقلها كأنها حقائق لا تقبل التشكيك فيها…
هناكجانب آخر و هي أن ماكتب عن قبائل السودان قليل جدا..و ما كُتِب تمت كتابته بالانجليزية و لم يترجم للعربي حتى الآن…إلا القليل..
حتى المدن لم تجد حظها من التوثيق حتى الآن و يد التغيير تجري في كل يوم و بوتائر مسرعة ..
.......................حتى أسماء المدن و المناطق لا نجد لها مرجعية واحدة و أصول التسميات غير منطقية ..
لذلك نتمنى أن تجد مثل كتاباتك هذه و غيرها النور باللغة العربية..لعل و عسى أن يتجه الناس للاهتمام بحاضرهم على الأقل إن فاتهم الاهتمام بماضيهم…
نثمّن جهودك نحو توثيق ثقافة المنطقة و هو دين في رقابنا جميعا…و هو في النهاية خدمة لكل السودان و ليس لمنطقتكم فقط… مودتي
03-28-2018, 07:54 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
ول ابا بريمة..حبابك يا صديقي وحباب ضيوفك الأكارم هنا.. كتر خيرك يا صاحب.. وبعد.. المكان يا صديقي مهم للغاية ، وكل من يتابع هذه المواد سينفعل مع مناظرها وجمالها ، ولكن تظل مقاربة الموقع الجغرافي (تحديد المكان) هي امر مهم جدا..عشان لمن زول/ة يشوف الحاجة ممكن ببساطة يراجع خريطة امسودان ويعرف المواقع.. الفيديو الأول: موقع شمال شرق مدينة الفولة (عاصمة ولاية غرب كردفان) ، والناس الفيهو..ياهم ناس اخونا الفاضل الجبوري (طبعا اليومين ديل ناس امسودان بيعرفو اخونا الفاضل كويس وذلك لنشاطه)..ما تبقى من ناس مش مهم..! ديل ياهم ما يعرف بالمسيرية الزرق.. الفيديو الثاني: في منطقة تقع جنوب غرب مدينة ابو جبيهة الحالية..وهي مناطق اهلنا اولاد حميد واهلنا الحوازمة..والمنطقة الآن فيها معسكرات لاجئين من جنوب السودان..السائد في تراث الحوازمة الأداء الجماعي (نقارة ، درملي ، مردوع..الخ) ونادر ان تجد فكرة (الهداي/الشاعر المنفرد).. صورة فرسان بني هلبا (اضافها حبيبنا ول ابا ادم الهلباوي) في الجزء الجنوبي الغربي من دارفور..وهي صورة حديثة ، ولازالت الخيل هناك موجودة ، عكس مناطق العطاوى في جنوب وغرب كردفان التي تضاءل فيها وجود الخيل..! فيديو النقارة (فندق زنوبيا/مدينة الأبيض حاضرة شمال كردفان) ، طبعا اهل تلك المناطق يعرفون ويميزون بين طرائق الرقص..ورقصة النقارة هنا سريعة وهي من اهلنا المسيرية الحمر ، ايضا طريقة الإكسسوار (اللبس ، الزينة..) هي الصور التي يشتهر بها اهلنا المسيرية الحمر..!..هذه المجموعة تحديدا من الأجزاء الجنوبية (منطقة بحيرة كيلك)..! الفيديو المعنون (نقارة) والذي وعد ول ابا بريمة بالرجوع اليه ، واشار فيه لنقطتين: حرية المرأة البقارة في التعبير عن ذاتها ، وسرعة الرقص (تبديل القدمين)..هذه هي نقارة اهلنا الجمع ، ويتواجدون في ولاية النيل الأبيض (شرق مدينة تندلتي)..أي بين تندلتي وكوستي..والنقارة عندهم عادة تبدأ بالجرداق (غناء فردي منغم ، عن مديح الخيل والنساء) ثم العزف على النقارة ثم الرقص..المرأة في نقارة الجمع تتمثل دور المهرة الجامحة..! الفيديو عن (سليم ، تصغير سليم) ، كما اشار ول ابا بريمة انهم في النيل الأبيض..وموقعهم بالضبط جنوب شرق مدينة تندلتي ، ويمتدون في الأراضي المعروفة بمشاريع القيقر (منها اسم صاحبنا عضو المنبر قيقراوي)..لغاية ملكال..! سليم لديهم نقارة اشبه بنقارة الجمع (أي اشبه بنقارة العطاوة في كردفان:حوازمة ومسيرية)..والرقصة الظاهرة في الفيديو رقصة نادرة اسمها (الفنجفانج) واذكر مرة صديقنا عضو المنبر حبيب شامي (من اهلنا اقباط مدينة الدلنج) أن سأل منها صديقنا واستاذنا ول ابا فضيلي جماع ، وكان حبيب يذكر فضيلي بتلك الرقصة المندثرة..!!..فهناك كلنا بقارة وكلنا امسودان..!! فيديوهات الظعينة وفرح المخارف ..نرجع ليها في وقت اوسع.. فيديو (الكورال في كردفان)..الفيديو اتصور في نواحي مدينة الرهد في شمال كردفان ، وهي محطة يعبر بها الرحل من الحوازمة وقليل من المسيرية..والرهد معروف بانه الرهد اب دكنة (الدكنة الزرقة الغامقة ، والإسم مستمد من زرقة جبل الداير المعروف)..واتسجل فيديو لفرقة البالمبو في نفس المنطقة..والرهد محطة في خط السكة حديد ، والآن شارع الظلط الذي يربط بين كوستي والأبيض..! الصورتين بتاعة ول ابا ادم الهلباوي.. الأولانية من مدينة نيالا..والتانية بتوضح طريقة حلب البقرة..الطريفة الماعون (الإناء) ويبدو كالريكة او الطبق المدور..ومثل هذه الأواني تصلح للمواد الصلبة غير السائلة..! اهلنا ناس دارفور عندهم اناء جميل للغاية اسمو (المندولة) ويعرفون عنه الكثير وياريت يحكوا لينا عنو..ويا ادم: هل الماعون بتاع بتنا ده مندولة ولا منظر ساكت..! طبعا يا الهلباوي بريمة مرقنا في نجيريا (في تتبعه لأثار اهلنا عرب الشوا..ومرق لينا عطاوة في نجيريا ..ياخي لمن الواحد يشوفهم يقرب يقول لبريمة لم العدة يا معلم..!!).. الصورة بتاعة ول ابا الهلباوي (الرفق بالحيوان) بتوضح نوع من الآبار (قصيرة العمق وتحفر باليد المجردة) يسمى المشيش..وعادة يكون في وسط رمال النهر الجاف (الوادي/الخور) .. اما ما يحفر من ابار بالقرب من ضفة الوادي (وتكون قصيرة العمق نسبيا) فيسمى بالتمد وتصغيرها التميد (طبعا ناس كتيرة بتكون متذكرة مناطق اسمها تميد فلان او علان..)..اما الأبار الطويلة العمق فهي تسمى السواني..!! كل هذه المواقع قد تبدو للوهلة الأولى متنافرة ومتباعدة ، ولكنها كلها تشكل جزء من حزام كبير ممتد من الغرب الى الشرق..!! هذا عن المكان..اما المعاني والناس فتلك جكة اخرى.. ملوحظة اخيرة: الفيديو بتاع سيرة العريس..صحيح مكتوب عليهو (تراث رزيقات) ولكن هناك رأي اخر يذهب الى ان الفيديو من تراث اهلنا الشنابلة وهم ابالة..
ودمتم.. كبر
03-28-2018, 05:32 PM
ادم الهلباوى
ادم الهلباوى
تاريخ التسجيل: 06-27-2004
مجموع المشاركات: 9291
دعونا نواصل .. في ذات الأتجاه الذي كتبت عنه .. أن تحضير البقارة لطعام أم جلوخ .. ودعونا نري ماذا راي دكتور تيراس ماكينا، رجل السيكولوجي تعاطي مادة ال DMT .. عشان تستطعيوا الأقتراب من منظر ال "3 دي شو" الذي يمارسه البقارة ..
ضعوا الفارس البقاري مكان السيكولوجست تيراس ماكينا .. وأنظروا كيف أن البقارة في خلاهم كان يدخلون في هذه الأشياء من أجل ممارسة الفروسية وصيد الزراف .. طبعاً هي مسألة أشبه بالخيال أو التنويم المغناطيسي .. وهنا دكتور ماكينا يتحدث عن ما أسماه بال Machines Elves .. وكيف تتحد المادة والروح .. ويصل الأنسان .. البقاري هنا .. مرحلة الشهود الذاتي .. (يكون الأنسان خارج إطار الزمن وخارج المكان (تذكروا قول الأستاذ محمود محمد طه عن مسألة الأصالة والشهود الذاتي .. وأنظروا أن دكتور ماكينا يستطع التفاهم مع أي إنسان دون حواجز لغوية ويمكن أن يعود إلي 600 سنة من قبل) ..
جاييكم ..
بريمة
03-31-2018, 01:31 PM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30298
هل أنبهتم للحتة التي تحدث فيها دكتور ماكينا .. عن "التخاطر" .. هل تذكرتم ما ورد في الأثر حينما قال سيدنا عمر وهو يصلي بالناس في المسجد النبوي .. إلي قائد جيش المسلمين في منطقة فارس ... حيث قال بصوت مسموع للمصليين خلفه "يا سارية الجبل .. يا سارية الجبل .. يا سارية الجبل" .. تلك هي مسألة التخاطر .. لكن أنظروا كيف فسّر الدكتور أنهداد الفوارق اللغوية .. وكيف أن أنسان يفكر .. وذلك التفكير ينتقل إلي عقل المتلقي في شكل مجسمات صورية .. نقرب ليكم المسألة في التخاطر ما بين الأنسان الذي يفكر وما بين المتلقي للتفكير .. والذي يتلقاه عن طريق الصور المجسمة .. أمسكوا إشارات الحركة .. حينما تري إشارة "قف" أنت ح تقف.. بالأمكان يكون هناك شخص البوليس واقف جوار الشارع .. ويرفع يده مشيراً لك "قف" .. ويوجه الكلام لناس تانيين "أذهبوا" أو "تحركوا" .. البوليس حتى لا يتكلم حولوا الكلام إلي "الصفارة" .. ورفع اليد بطريقة معينة .. ما يعنى الحركة .. تسير أو تتوقف .. هنا أختزلنا اللغة إلي إشارات .. نذهب أكثر ونشيل البوليس ذاته من أشارة الحركة .. ونضع مكانه مجسمات الأنوار "أخضر .. وأحمر .. وأصفر" .. كل زول سايق عربة يعرف لغة أشارات المرور .. مجسمات لها معاني .. في مثل هذه الحالة، تجد الهندي الذي يتحدث لغة الأردو، العربي الذي يتحدث لغة الضاد، وقبائل الهمبا في صحراء كلهاري التي تتحدث لغة "الكلك" بواسطة طقطقة اللسان .. "ونحن البقارة نستعمل لغة طقطقة اللسان" .. والشعب السوداني يستعمل أشكال رمزية للتخاطب "أسس أسس .. لتلفت نظر الفتاة وكده" .. كل أجناس الأرض مع أختلاف لغاتهم وألسنتهم توصلوا إلي لغة مشتركة من خلال إشارات المرور ..
تلك اللغة المشتركة هي التي تصدر ما يسمي "الأوالف .. Elves" في لغة دكتور ماكينا .. وتلك "الأوالف" لأنها صغيرة الحجم بل مجهرية الحجم .. تستطيع أختراق جسم الأنسان .. وهى تتحدث وتتغني .. وتطالب جسمك أن يقوم بأدوار مماثلة .. هناك تبدأ أنت في الغناء .. والرفسي .. وهناك حينما تقوم بتلك الحركات .. فأنت ذاتك أصبحت "منصة أنطلاق" لتلك "ألأوالف" .. الأغنية تصير "أولف" قائم بذاته .. وسمعك "أولف" قائم بذاته .. وبصرك "أولف" قائم بذاته بكدا أنت بقيت حاجات كثيرة وكل واحد منها مستقل عن الأخريات .. أنتهي بك المقام أنك تشتت عييك في الفضاء .. وما في شيئ في جسمك بقي .. أنت بكده وصلت مرحلة الشهود الذاتي .. خارج إطار الزمان والمكان ..
والباقي تموا خيال ..
هههاي حكاية تمخول الرأس .. لكن السؤال يظل .. ما السبب في أن البقارة يحضرون مثل هذا الطعام ليدخلوا في مثل هذه الحالة .. الهنود عرفناهم؟
بريمة
03-31-2018, 01:17 PM
محمد محمد قاضي
محمد محمد قاضي
تاريخ التسجيل: 12-23-2014
مجموع المشاركات: 1723
القبائل السودانية كلها بدون استثناء ما عندنا فيها كلام تب لكنك نذكرك بس بي بوستيك التاني بتاع إلي حبيبة الكل بت أبا نور تاور
كتبت ليك يوم عشرة من الشهر ده ذاتو :
((سلام يا أخ بريمة وضيوفك الكرام مجرد دراما عملتها مأساة المرأة السودانية في جنوب السودان !!!! طبعا بعد شوية ح تجي تكتب كيف نحن البقارة وأولاد العرب بنحترم المرأة وتقعد تغني لينا الموال بتاع التراث والثقافة وشنو ما عارف !!! )) دورك بقي مكشوف بل وفاضح وقبيح المنظر ...... إتقي الله في نفسك ]
يا ربي البوست الجاي عن شنو؟؟؟ ننتظر توجيهات ول آبا كبر يقول ليك تكتب عن شنو .... قال ذكرني قال
04-01-2018, 00:34 AM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30298
تعرفيا بريمة مرة لفت نظري ذات مرة، مشهد فولكلوري، إن دل فلا يدل عيى شيء أقل من سماحة هؤلاء البقارة و أعنى هنا ما أقوله إن سماحتهم نفوسهم و نقاء سرائرهم باطناً مثلما هي سحناتهم ظاهراً أي قلباُ و قالباً. حيث فيه زفة عريس شبيهة بهذه الفيديوهات البديعة و لكن الأبدع فيها أن من كانت تتقدم صفوف الجموع بالزغاريد و هي محملة بصينية الجرتق كانت هي الحاجة بعلتهالأولى محاطةً بجوقة من عيالها ذكراناً و إناثاً، وهم يزفون أبوهم بكل طيب إلى أحضان عروستـه الجديـدة. و الله دا شيء و لا في الأحلام.
04-14-2018, 04:27 AM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30298
حصل تعرفت علي الخيول البقارية .. تعتبر خيولنا من أشجع الخيول علي مستوي العالم .. attack horses .. وهى خيول مختارة وراثياً من نواحي أستعدادها الحربي .. وقوة أندفاعها .. وتمتاز أيضاً برشاقتها ..
هنا "التايه .. أمير السودان"
Quote: وديل عرب البانتو من إرينقا في تنزانيا
لم أجد ما يدعم زعمك ..
بريمة
04-17-2018, 04:06 PM
عمر دهب
عمر دهب
تاريخ التسجيل: 10-19-2014
مجموع المشاركات: 2010
مابيهم مالك عيال إرينقا ديل يا بريمة، فرقهم شنو هسع من عرب البقارة؟ ليه كدة يا بريمة ياخ؟ عينك للجنقل بيلز (jingle bells) المحجلة الكرعين!
ولا أهاااا معناها قصدك (عيال إرينقا) ديل ما عندهم ريش في روسينم زي العرب، مش؟
ما عندك مشكلة، أصلو الفيديو الأنا جبتو دا كان شغل وقافي دقة سريعة عملوهوا احتفالاً بولدهم الجاء من أمريكا، عشان كدة بتشوف التيشيرتات والسفنجات، مافي يونيفورم ولا سعف!
+++
Quote: حصل تعرفت علي الخيول البقارية .. تعتبر خيولنا من أشجع الخيول علي مستوي العالم .. attack horses .. وهى خيول مختارة وراثياً من نواحي أستعدادها الحربي .. وقوة أندفاعها .. وتمتاز أيضاً برشاقتها ..
دا الكلام البتقال على أي حصان أو فرس عاجب سيدو! وزولك أشار للحصين الفوق مش الصورة الجبتها دي، تعال بعد دا حتى الجالوص وأم جنقر قول عليهم (جالوص عربي أصيل)، (أم جنقر من عيون دخن صحراء النفود).
____ لكن صورة سمحة، ماف كلام.
04-18-2018, 11:46 AM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30298
Quote: بعد دا حتى الجالوص وأم جنقر قول عليهم (جالوص عربي أصيل)، (أم جنقر من عيون دخن صحراء النفود).
لا يا حاتم، هناك مشكلة في نهج الذين يحاول قراءة كتاباتي قراءة نقدية .. فهم يأخذون ما يروق لهم ويتركون سواه .. أنظر في المقتبس التالي، تعريفي للبقارة لم يقتصر علي أن البقارة عرب .. بل أنهم أفارقة أيضاً ..
Quote: يعتبر شعب البقارة شعب رعوي، عربي أفريقي الأصل
لو أنت كنت بتقرأ بعين زول عايز يعرف، فأنت لا تجد سوي التسليم بالنص الذي كتبت ولا داعي لنقدك وإحضار صور قبائل الحيهي الأفريقية في تنزانيا .. بأعتبارنا أفارقة نحن نشترك مع الأفارقة في أشياء كثيرة .. هل تصدق كل الكتب التي كتبتها حتى الأن، أربع كتب، لم يسألني أحد، سواء في المنبر هنا أو من خارجه عن ما هي النواحي الثقافية التي يشترك فيها البقارة مع بقية الأفارقة ..؟ لا يوجد! وهذا مجال مفتوح لقراءة الكتب من ناحية أفريقية شعب البقارة، نحن ليس كبقية الشعوب السودانية التي تقول هي عربية وجدها العباس فقط .. نحن لدينا جدات أفريقيات معروفات .. ولدينا أجداد مشتركي الأصل - عربي زنجي .. نمسك ليك واحد فقط من أجدادنا، الناظر تاور أبو جردة .. ولد في أوائل القرن الثامن عشر وصار ناظراً للحوازمة في جنوب كردفان في بداية القرن التاسع عشر .. الناظر تاور أبوجردة، والدته هي جردة بت السلطان دينقا سلطان قبائل الشات التي كانت تستوطن مناطق المجلد الحالية وحينما هزمه البقارة وشتتوا سلطنته، أُسرت بناته الثلاثة وصارت جردة هي جدة قبائل الحوازمة في جنوب كردفان. شوف أمريكا بعد كم من السنين وصلت المرحلة التي وصلنا لها نحن البقارة في القرن السابع عشر حينما صار حفيد السوداء الرئيس باراك أوباما رئيساً، نحن صار زعيمنا حفيد جردة زعيم لأكبر بطن من بطون الحوازمة الثلاثة: فرع عبد العال، فرع الحلفا وفرع الرواوقة .. فالناظر أبو جردة هو زعيم الرواوقة ومعروف أن النوبة ينتهجون النظام الأموي في النسب فهم ينظرون إلي الناظر تاور أنه أحدهم ونحن البقارة ننتهج النظام الأبوي وننظر للناظر أنه أبننا .. وهكذا نحن البقارة حتى اليوم ..
دائماً نحن في المنبر نتعامل بحكاية إما تصرعني أو نصرعك في الحوار .. يجب أن يكن الأمر مثاقفة متبادلة .. حتماً أنت ح تضيف لي شيئ بتداخلك وربما وتجد شيئاً مفيداً في كتاباتي.
بريمة
07-18-2018, 05:12 AM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30298
ما قصرت في بسط المعارف عن البقارة يا بريمة، تقول لي إيان كينسون تُر لي غادي:)!! أسمع، الكلام الفي صندوق الاقتباس التحت دا كتبه: محمد النور كبر لقيتو هناك في بوست ملان دشمان وممكن يضيع من محل كتبو ولأنه على علاقة ببوستك هذا ومن البيئة، وإنت زول "برمكي" وممكن تتوسع فيهو، فسأضيفه هنا، بالإضافة لأنو ذكرني: في زماناتنا بشرق البلاد برضو شتلات الريحان كانت بتنزع على حواف، وقريبا من مداخل القطاطي والكرانك وتحت الصرفان، عساها تصرف عننا الثعبان.
كتب كبر:
Quote: واقعة غريبة في ثقافة البناء في ديار اهلك في كردفان عامة، وجنوب كردفان خاصة ، في كل بيت (قطية ، جاحوبة ، جالوص..الخ) دايما بتلاحظ حزمة من عشبة ام ريحان مشعوقة في خشم الباب..!
هذه العشبة تمنح العطر والعبق لكل من اقترب من الباب .. خصوصا لوحدثت رشة مطرة خفيفة .. بتلقى كل الحلة/القرية/الفريق/الحي يفوح فيه عبق ام ريحان تلك .. وهي عشبة ذات عبق زكي للغاية..
وفقا لنظرية حبوبتي ام سماح ام عسكرية بت نصر السكران ولد ماهل ابو امبكية ولد شنة، وهي امراة عاشت في الحياة لمدة 115 سنة بالتمام والكمال ، قالت لي: الناس بتخت ام ريحان في البيوت، لأن عبقها قوي ولا تستطيع حاسة الشم في الثعابين استحماله، لذلك تهرب، فالبيت الذي فيه عشبة ام ريحان، تهرب منه الثعابين .. يعني علاج بيئي بحت ..لا سم ولا كتل ولا يحزنون..!
07-21-2018, 07:11 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
اصلا ثقافة البقارة لا تعرف مفردة (تجقلب) ، والمثل عندهم هكذا:
( الخيل تقــلّب والشكر لي حماد)..
تقليب الخيل يعني سباقها..والإشارة لحماد (فارس) هي تكريس للبطرياركية..!
فسباق الخيل المعني ليس فقط مقصور على حماد ، وانما على عناصر عديدة منها الخيل ، وعناصر اخرى مغيبة تماما من المشهد..!
اصلا سباق الخيل المقصود (تقليب الخيل، أي ذهابها وايابها) هو نوع من مهرجانات البقارة ، وفيه تنصب طبول النقارة ، ويقوم عازفي النقارة بالضرب عليها..فتخرج راقصة..ترقص بطريقة معينة ، تصاحبها امرأة تقوم بدور الزغرادة..وتطلق زغرودة بصورة معينة اسمها (الجرس) ..فتنطلق الخيل في سباقها (ان تذهب الى نقطة معينة فتعود)..والمعيار ان ترقص الراقصة وتزغرد الزغرادة الى غاية عودة الخيل من نقطة النهاية (تذهب ثم تعود)..!!
المسافة عادة اثنين كليوميتر ، والمرأة تزغرد بنفس واحد (عملية شاقة للغاية) منذ انطلاق الخيل ولغاية عودته (يعني اربعة كيلوميتر)..!!
في تنويعات نادرة ، تكون هناك راقصة تصاحب الزغراد وانطلاق الخيل ..وترقص بطريقة معينة (كما في الفيديو)..وتستمر في الرقص الى ان تعود الخيل..!!
زي دي مثلا..
وبالرغم من دور المرأة العظيم في الفكرة كلها ، فانه يتم تغييبها ، وتذكر الخيل بدلا عنها..
(الخيل تقلب ، والشكر لي حماد)..!!
ويظل هذا الفيديو نموذج لفكرة نادرة في ثقافة البقارة وباديتهم..فالنقارة عادة هي استعراضية وتقوم على الجماعية (عازفين نقارة ، راقصات ، راقصين، جمهور..الخ) ولكن قط لم تقم على الإستعراض الذي يعتمد على راقصة واحدة فقط..!!
وللدنيا والزمان ، الماشاف يشوف ، ياهي دي فكرة الخيل تقلّب (تجقلب)..النموذج من دار اهلنا المسيرية في تشاد ، وهنا امرأة تنشد ، الخيل تجقلب..!!
في نقطة تانية ح نشرح فكرة تانية في ثقافة البقارة لمن يقولوا للحكامة (امسكي ليكي عود)..! كبر
07-21-2018, 09:18 AM
A.Razek Althalib
A.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818
المردوم يا صديقي بقى لينا زي تطبيقات التلفونات الذكية ، كل ثانية مارق بنظرية جديدة ، وسوف اكتب عن المردوم وتطوره..!
البقارة يا صديقي ، واحدة من اندر شعوب امسودان خاصة ، والعالم عامة ، قدرة على التواكب..يعني أي ظاهرة جديدة طوالي بتواكبوا معاها وبينزلوها في ثقافتهم..!!..العالم ديل يا أبوي أي حاجة ما بتقلع منهم البقرة طوالي بيتعبروها حاجة ايجابية وممكن يقلدوها ويسوها حقتهم عديل..!!
النموذج الذي ارفقته ، هؤلاء طلاب وطالبات جامعة غرب كردفان (يعني افندية ساكت)..!
المحنة يا تبلدي حكاية (زي الرصاص) ..!
فالحرب اثرت كثيرا على اهلنا في بواديهم البعيدة (بادية واحدة حسب فهم ول ابا بريمة)..!
هناك نموذج للمردوم القائم على ريتم الرصاص (صوت الكلاش في حالة ضرب منفرد: طلقة بعد طلقة..!!) وسوف ارفقه هنا لاحقا..!
اما النموذج الذي ارفقته هنا ، فهو من دار اهلك المسيرية ، في ركن قصي للغاية (منطقة الدبكر)..!
في بيئة هؤلاء الناس ، انهم قريبون جدا من خط السكة حديد..!!
صوت الريتم بتاع المردوم عندهم اشبه بصوت عجلات القطر..!
في هجيع الليل ، يمر القطر (ركاب او بضاعة)..وصوت حركة عجلاته على القضبان حاجة متميزة وحنينة..يعني ممكن يتشارك سماعها الحبيب (القاعد مع السعية في سقط لقط) والحبيبة القامت اتشطفت واتمسحت وقعدت تضفر ليها طرقاية في ضو القمرة ، وألإتنين بيسمعوا صوت هزيم عجلات القطرفي نفس اللحظة..والله صحي..!!
البنيات لمن يضفرن طرقات البروش ، بيكونن بيعملن بروفة للأغاني..ولمن يلاقن الشبان في ساحة المردوم..الجميع بيكون عارف يعمل شنو..!
والمردوم يا صديقي ، رقصة تقوم على مستويات من الريتم..
ثم ياتي دور الشبان ، الريتم بتاعهم الضرب بالأرجل على الأرض..
صوت الكرير (صوت قادم من الصدر) الذي يصدره الشبان ، صحيح هو قد يتبادر للناس كجزء من منظومة الريتم العامة للمردوم ، ولكن في حقيقته هو حيلة ذكية من الشبان لحفظ عملية التنفس..!!!!!!!!!!!!!!!!
اها البنيات بيحفظن وبينظمن التنفس كيف؟؟..
ياخي دي عملية عبقرية للغاية..!!
معليش الفيديو التصوير فيهو غير واضح..ولكن الصوت واضح للغاية..وهذا هو نموذج المردوم الذي عرضته يا تبلدي ولكن في صورته الطبيعية..وبيظهر الفوكال النسائي(الليد)ثم الصفقة النسائية..وهي الأهم في فكرة المردوم ..!
كبر
07-21-2018, 12:05 PM
Ahmed Yassin
Ahmed Yassin
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 5507
بريمة وشركاه يخضر ضراعك يا استاذ وانت بتمتعنا بافقك الواسع واحساسك النابع من تلاقح اثني عروبي افريقي تراثي ثر وسوداني اصيل وغني غنى المنطقة الاغني والاغلى نستصحب معانا في (سِفرك) هذا .. الباكربو والكُلربي والهارب ذو الاوتار الخمسة وحتى ام كيكي وحيدة الوتر وغنا (الهداي) البشق الليل ويتأرحج بين الخماسي والسداسي والسباعي .. طالع نازل بين هذه الدرجات مع انه وتر واحد في الفيديو فوق (غناء نساء دارفور ) وهن يعترضن سير العريس .. الباحث الموسيقي (كارل سيل) وفي بحثه عن الموسيقى والغناء في غرب السودان انتبه الى ان (الميلودي) في غناء هؤلاء النسوة الدارفوريات يفوق ويتجاوز مدى (الاوكتاف)
07-21-2018, 03:06 PM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30298
بريمة وكبر .. مالكي مساحات الجمال في المنبر وفي ذلك الجزء الشاسع من سوداننا العزيز الجميل صعب جدا ان نحصر الايقاعات والرقصات والغناء والتراث لانه دا بحتاج سنوات حتى في شرحها بايجاز معروف ان الرقص هو مربوط بالبعد الاجتماعي والتاريخي والنفسي والثقافي والروحي باي مجموعة وبعكس حياة وممارسات ادبية واثنية واسلوب وووو الملاحظ ان حتى في معهد الموسيقى والمسرح ما كان في (تدريس) للرقص مع انه هو اساس الفن او الفن الاساسي في بلد زي السودان دراسة الموسيقى وهي شىء (سماعي) عكس الرقص فهو (بصري) والحركة امام عينيك عشان كدة كثير من الفن لازال غامضا لانه في السودان ما تم ربط دراسة الموسيقى (الفلكلورية) بالرقص
07-21-2018, 03:45 PM
Biraima M Adam
Biraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30298
في عنوان البوست .. كتبت "حب البقارة للحياة" passion for life ..أنظروا إلي الفيديوهات التالية .. تجدون البقارة ينسون أنفسهم في البهجة .. total imerssion في أفراحهم ..
ثلاثة فيديوهات سقطت مع التكرار .. سوف أحضرها لاحقاً .. ترون بوضوح حب البقارة للحياة ..
طبعاً الفيديوهات التى تشاهدونها .. ننقلها لكم من أمتداد جغرافي شاسع .. أكثر من الفين كيلومتر .. عشان نقرب ليكم أتساع الرقعة الجغرافيا .. من الخرطوم إلي كادقلي عاصمة جنوب كردفان المسافة تقدر بحوالي 664 كيلومتر .. أمتداد حزام البقارة في السودان من النيل الأبيض حتى جنوب دارفور أكثر من 1600 كيلومتر .. أتساع شاسع .. ومع ذلك تلاحظوا ملامح ثقافة واحدة في كل الحزام .. ما ح تصدقوا إن قلنا لكم أن هؤلاء القوم لا يعرفون عن بعضهم معرفة دقيقة .. ولا يعرفون الكثير عن رقصات البقارة في مناطق أخري .. ولا يعرفون عن تشابه أزياهم وتطابق ملامح حياتهم .. منذ أن أستقر البقارة في مناطقهم منذ القرن السابع عشر .. أنقطع التلاقح الثقافي المباشر و المتبادل إلا في حدود .. لذلك ترون نشوء ملامح محلية للتراث البقاري .. الفيديو التالي للبقارة في مناطق جبال النوبة .. المنطقة الوسطي .. ترون الثلاقح الثقافي ما بين البقارة والنوبة ..
سوف نأتي لكم .. لاحقاً .. فيما كتبته عن وصف هيئة الأنسان البقاري .. وما وصفهم به الخواجات بأنهم شعب يمتاز بالرشاقة .. ونحول الجسم .. علي ما يبدو أنتم الأن لديكم نظرة عن نحول جسم البقارة .. أنظروا القفز في النقارة وضرب الأرض بالأرجل في رقصات المردوم .. لا أظن إنسان سمين ومبغبغ يستطيع هذا النوع من الرقص .. لكن هناك شيئ أهم من الرقص هو الوجبة البقارة .. ودا موضوع ذو شجون ..
مكان الفيديو التالي يقع شمال الفيديو السابق .. الفيديو السابق في منطقة "مريفعين" .. شمال شرق الدلنج .. أما الفيديو التالي في منطقة "السيسبان" وهى تقع جنوب شرق منطقة الدبيات .. تلاحظوا أختلاف ما يلبس الفتيات من رؤوسهن من الزينة .. في المرات القادمة ح أحضر ليكم فيديوهات من جنوب دارفور .. وجنوب النيل الأبيض .. ونعقد مقرانة .. لكي ترون نحن البقارة شعب سوداني ذو أمتداد جغرافي واسع ومتصل رغم وجود الأنهار والجبال والهضاب .. وأتساع الرقعة الجغرافية ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة